المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة مريم مكية -[آيها:] وهي تسع وتسعون آية في المدني الأخير والمكي، - منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني - جـ ٢

[الأشموني، المقرئ]

فهرس الكتاب

- ‌سورة مريم

- ‌سورة طه

- ‌سورة الأنبياء

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة الملائكة

- ‌سورة يس

- ‌سورة والصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الدخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة القتال

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الذَّاريات

- ‌سورة والطُّور

- ‌سورة والنَّجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحِنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطَّلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقَّة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزَّمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة والمرسلات

- ‌سورة النبأ

- ‌سورة والنازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة الرحيق

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة والشمس

- ‌سورة والليل

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة الانشراح

- ‌سورة والتين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البيِّنة

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة والعاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة والعصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النصر

- ‌سورة تبت

- ‌سورة الإخلاص

- ‌الفلق والناس

- ‌[خاتمة الكتاب]

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌ ‌سورة مريم مكية -[آيها:] وهي تسع وتسعون آية في المدني الأخير والمكي،

‌سورة مريم

مكية

-[آيها:] وهي تسع وتسعون آية في المدني الأخير والمكي، وثمانٍ في عد الباقين، اختلافهم في ثلاث آيات:{كهيعص (1)} [1] عدّها الكوفي، {فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} [41] عدّها المدني الأخير، والمكي:{فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} [75] لم يعدها الكوفي.

- وكلمها: تسعمائة واثنان وستون كلمة.

- وحروفها: ثلاثة آلاف وثمانمائة وحرفان.

وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع أربعة مواضع: «شيئًا» ، «عتيا» ، «الذين اهتدوا هدى» ، «لتبشر به المتقين» .

قال الأخفش: كل حرف من هذه الأحرف قائم بنفسه يوقف على كل حرف منها والصحيح الوقف على آخرها؛ لأنَّهم كتبوها كالكلمة الواحدة، فلا يوقف على بعضها دون بعض (1). وقال الشعبي:«لله في كل كتاب سر، وسرّه في القرآن فواتح السور» (2)، وقد تقدم هل هي مبنية أو معربة أقوال؟ فعلى؛ أنَّها معربة الوقف عليها تام؛ لأنَّ المراد: معنى هذه الحروف على أنَّ كهيعص خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ حذف خبره، أو في محل نصب بإضمار فعل تقديره: اتل، وليست بوقف إن جعلت في موضع رفع على الابتداء، و «ذكر رحمت» الخبر، أو جعلت حروفًا أقسم الله بها، فلا يوقف عليها حتى يؤتى بجواب القسم؛ إلَاّ أن تجعله محذوفًا بعده فيجوز الوقف عليها.

{زَكَرِيَّا (2)} [2] كاف؛ إن علق «إذ» بمحذوف، وليس بوقف إن جعل العامل فيه «ذكر» ، أو «رحمت» ، وإنَّما أضاف الـ «ذكر» إلى «رحمت» ؛ لأنَّه من أجلها كان.

{خَفِيًّا (3)} [3] كاف؛ على استئناف ما بعده، وجائز إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبله، وإنَّما أخفى دعاءه عن الناس لئلَاّ يلام على طلب الولد بعد ما شاخ وكبر سنه وكان يومئذ ابن خمس وتسعين سنة.

{شَقِيًّا (4)} [4] كاف، ومثله:«وليًا» على قراءة من قرأ (3): «يرثُني ويرثُ» بالرفع؛ على الاستئناف والأَوْلَى الوصل سواء رفعت ما بعده، أو جزمت، فالجزم جواب الأمر قبله، ولا يفصل بين

(1) ويقصد بذلك الأحرف هي الأحرف المقطعة في فواتح السور، ويقصد هنا أحرف:«كهيعص» .

(2)

انظر: معاني القرآن للنحاس بتحقيق الصابوني (1/ 77).

(3)

وهي قراءة نافع -ابن كثير -ابن عامر -عاصم -حمزة -أبو جعفر -يعقوب -خلف، وقرأ الباقون بالجزم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 297)، الإعراب للنحاس (2/ 302، 303)، الإملاء للعكبري (2/ 60، 61)، البحر المحيط (6/ 174)، التيسير (ص: 148)، تفسير الطبري (16/ 38)، تفسير القرطبي (11/ 81)، السبعة (ص: 417)، النشر (2/ 317).

ص: 5

الأمر وجوابه، والرفع صفة لقوله:«وليًا» ، أي: وليًا وارثًا العلم والنبوة، فلا يفصل بين الصفة وموصوفها.

{مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ} [6] جائز.

{رَضِيًّا (6)} [6] كاف.

{اسْمُهُ يَحْيَى} [7] ليس بوقف؛ لأنَّ الجملة بعده صفة (غلام).

{سَمِيًّا (7)} [7] كاف، ومثله:«عتيًّا» ، و «شيئًا» ، و «آية» .

{سَوِيًّا (10)} [10] تام، ووقف بعضهم على «ثلاث ليالٍ» ، ثم قال:«سويًا» ، أي: أنَّك ليس بك خرس ولا علة.

{وَعَشِيًّا (11)} [11] كاف.

{بِقُوَّةٍ} [12] حسن.

{صَبِيًّا (12)} [12] ليس بوقف؛ لأنَّ «وحنانًا» منصوب عطفًا على الحكم؛ فكأنَّه قال: وآتيناه حنانًا من لدنا، والحنان: التعطف، ومنه قول الشاعر:

تقولُ حنانٌ ما أتى بكَ هاهُنا

أذو نسَبٍ أم أنْتَ بالحيِّ عارِفُ (1)

وقال أبو عبيد (2):

(1) هو من الطويل، وقائله منذر بن درهم، من قصيدة يقول في مطلعها:

سَقى رَوْضَةَ المَثْريِّ عَنَّا وأهْلَها

رُكامٌ سرى من آخر اللَّيْلِ رادِفُ

منذر بن درهم (? - ? هـ /? - ? م) المنذر بن درهم بن أنيس بن جندل بن نهشل بن عدي بن جناب، شاعر إسلامي ينتسب إلى قبيلة كلب بن وبرة.-الموسوعة الشعرية

(2)

وأظنه يقصد أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه: غريب القرآن، أبو عبيد (157 - 224 هـ = 774 - 838 م) القاسم بن سلام الهروي الأزدي الخزاعي، بالولاء، الخراساني البغدادي، أبو عبيد: من كبار العلماء بالحديث والأدب والفقه، من أهل هراة، ولد وتعلم بها، وكان مؤدبًا، ورحل إلى بغداد فولي القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة، ورحل إلى مصر سنة (213هـ)، وإلى بغداد، فسمع الناس من كتبه، وحج، فتوفي بمكة، وكان منقطعًا للأمير عبد الله بن طاهر، كلما ألف كتابًا أهداه إليه، وأجرى له عشرة آلاف درهم، من كتبه: الغريب المصنف -في غريب الحديث، ألفه في نحو أربعين سنة، وهو أول من صنف في هذا الفن، والطهور -في الحديث، والأجناس من كلام العرب، وأدب القاضي، وفضائل القرآن، والأمثال، والمذكر والمؤنث، والمقصور والممدود -في القراءات، والأموال، والأحداث، والنسب، والإيمان ومعالمه وسننه واستكماله ودرجاته، قال عبد الله بن طاهر:(علماء الإسلام أربعة: عبد الله بن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه، والقاسم بن سلام في زمانه)، وقال الجاحظ:(لم يكتب الناس أصح من كتبه، ولا أكثر فائدة)، وقال أبو الطيب اللغوي:(أبو عبيد مصنف حسن التأليف؛ إلا أنه قليل الرواية). انظر: الأعلام للزركلي (5/ 176).

ص: 6

تَحَنَّن عَلَيَّ هَداكَ المَليكُ

فَإِنَّ لِكُلِّ مَقامٍ مَقالا (1)

وقال:

أَبا مُنذِرٍ أَفنَيتَ فَاِستَبقِ بَعضَنا

حَنانَيكَ بَعضُ الشَرِّ أَهوَنَ مِن بَعضِ (2)

وإن جعل مصدرًا منصوبًا بفعل مقدر، نحو: سقيًا، ورعيًا، جاز الوقف عليه.

{وَزَكَاةً} [13] كاف، ومثله:«تقيًّا» إن نصب ما بعده بفعل مقدر، أي: وجعلناه برًا، وليس بوقف إن عطف على «تقيًّا» ، و «تقيًّا» خبر لـ «كان» .

(1) هو من المتقارب، وقائله الحُطَيئَة، من قصيدة يقول في مطلعها:

نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالا

وَأَبصَرتَ مِنها بِطَيفٍ خَيالا

الحُطَيئَة (? - 45 هـ/? - 665 م) جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو ملكية، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، كان هجاءًا عنيفًا، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه، وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.-الموسوعة الشعرية

(2)

هو من الطويل، وعثرت عليه بثلاث روايات بنفس لفظه:

الأولى: لطَرَفَة بن العَبد من قصيدة يقول في مطلعها:

أَبا مُنذِرٍ كانَت غَرورًا صَحيفَتي

وَلَم أُعطِكُم بِالطَوعِ مالي وَلا عِرضي

والثانية: للخُبز أَرزي، من أبيات له يقول في مطلعها:

أقول لنعمانٍ وقد ساق طبُّه

نفوسًا نفيساتٍ إلى باطن الأرض

والثالثة: لابن عبد ربه الأندلسي، من أبيات له يقول في مطلعها:

ورَوضَةِ وَردٍ حُفَّ بالسَّوسَنِ الغَضِّ

تَحلَّتْ بلونِ السَّامِ وَالذَّهَبِ المَحْض

وطَرَفَة بن العَبد تقدمت ترجمته، والخُبز أَرزي (? - 317 هـ /? - 939 م) نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم، شاعر غزل، علت له شهرة، يُعرف: بالخبز أرزي أو: الخبزرزي، وكان أميًّا، يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله، وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له (ديوانًا)، ثم انتقل إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرأ عليه ديوانه، وأخباره كثيرة طريفة. وابن عبد ربه الأندلسي (246 - 328 هـ /860 - 939 م) أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حُدير بن سالم أبو عمر، الأديب الإمام صاحب العقد الفريد، من أهل قرطبة، كان جده الأعلى سالم مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية، وكان ابن عبد ربه شاعرًا مذكورًا فغلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها، له شعر كثير، منه ما سماه الممحصات، وهي قصائد ومقاطع في المواعظ والزهد، نقض بها كل ما قاله في صباه من الغزل والنسيب، وكانت له في عصره شهرة واسعة وهو أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر، أما كتابه:(العقد الفريد)، فمن أشهر كتب الأدب سماه العقد وأضف النساخ المتأخرون لفظ الفريد، وله أرجوزة تاريخية ذكر فيها الخلفاء وجعل معاوية رابعهم!! ولم يذكر عليًا فيهم، وقد طبع من ديوانه خمس قصائد، وأصيب بالفالج قبل وفاته بأيام.-الموسوعة الشعرية

ص: 7

{عَصِيًّا (14)} [14] كاف.

{حَيًّا (15)} [15] تام، «إذ» ظرف لما مضى لا يعمل فيه «اذكر» ؛ لأنَّه مستقبل، بل التقدير: اذكر ما جرى لمريم وقت كذا.

{شَرْقِيًّا (16)} [16] جائز.

{حِجَابًا} [17] حسن.

{بَشَرًا سَوِيًّا (17)} [17] كاف، ومثله:«أعوذ بالرحمن منك» ؛ لأنَّ قوله: «إن كنت تقيًّا» شرطًا، وجوابه محذوف، دل عليه ما قبله، أي: فإني عائدة منك، أو فلا تتعرض لي، أو فستتعظ، وقيل: إنَّ تقيًّا كان رجلًا فاسقًا، فظنت أنَّه هو ذلك الرجل، فمن ذلك تعوذت منه، ويجوز أن تكون للمبالغة، أي: إن كنت تقيًّا، فإني أعوذ منك، فكيف إذا لم تكن كذلك، فعلى هذا لا يجوز الوقف على «منك» (1).

{تَقِيًّا (18)} [18] كاف، ومثله:«زكيًّا» ، وكذا «بغيًّا» .

{عَلَيَّ هَيِّنٌ} [21] جائز؛ إن جعلت اللام للقسم، وهو غير جيد؛ لأنَّ لام القسم لا تكون إلَّا مفتوحة، وليس بوقف إن جعلت (لام كي) معطوفة على تعليل محذوف، تقديره: لنبين به قدرتنا ولنجعله، وهو أوضح، وما قاله أبو حاتم السجستاني: من أن اللام للقسم حذفت منه النون تخفيفًا، والتقدير: ولنجعلنه. مردود؛ لأنَّ اللام المكسورة لا تكون للقسم كما تقدم في براءة.

{وَرَحْمَةً مِنَّا} [21] كاف.

{مَقْضِيًّا (21)} [21] تام.

{قَصِيًّا (22)} [22] كاف.

{إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} [23] جائز، ومثله:«قبل هذا» .

{مَنْسِيًّا (23)} [23] كاف.

{أَلَّا تَحْزَنِي} [24] حسن.

{سَرِيًّا (24)} [24] كاف.

من قرأ: {تُسَاقِطْ} [25] بتشديد السين، وهي قراءة الجمهور غير حفص، أصله:(تتساقط)، فأدغمت التاء في السين، وكذا من قرأ:«تساقط» بحذف التاء، فعليهما فنصب «رطبًا» على التمييز، وأما من قرأ (2):«تُسَاقِط» بضم التاء وكسر القاف، مضارع: ساقط، أو: يُساقِط، بضم الياء وكسر القاف، فـ «رطبًا» مفعول به، ومن قرأ (3):«يَسَّاقَط» بالتحتية؛ جعله للجذع، ومن قرأ (4): بالفوقية؛ جعله

(1) انظر: تفسير الطبري (18/ 161)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

(2)

وهي قراءة حفص.

(3)

وهي قراءة يعقوب.

(4)

أي «تَسَاقَط» ، وهي قراءة حمزة.

ص: 8

للنخلة (1).

{جَنِيًّا (25)} [25] كاف، وأباه بعضهم؛ لأنَّ ما بعده جواب الأمر، وهو قوله:«فكلي» .

{وَقَرِّي عَيْنًا} [26] كاف؛ للابتداء بالشرط مع الفاء.

{مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} [26] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جواب الشرط «فقولي» ، وبين هذا الجواب وشرطه جملة محذوفة تقديرها: فإما ترينّ من البشر أحدًا، فسألك الكلام فقولي، وبهذا المقدر يتخلص من إشكال وهو: أنَّ قولها «فلن أكلم اليوم إنسيًّا» كلام فيكون تناقضًا؛ لأنَّها كلمت إنسيًّا بكلام.

{إِنْسِيًّا (26)} [26] كاف.

{تَحْمِلُهُ} [27] حسن؛ بمعنى: حاملة له.

{فَرِيًّا (27)} [27] كاف.

{يَا أُخْتَ هَارُونَ} [28]، وهارون هذا كان من عباد بني إسرائيل كانت مريم تشبهه في كثرة العبادة، وليس هو: هرون أخا موسى بن عمران، فإنَّ بينهما مئينًا من السنين، قال ابن عباس:(هو عمران بن ماثان جد عيسى من قبل أمه). وقال الكلبي: (كان هرون أخا مريم من أبيها)، وقيل: كان هرون رجلًا فاسقًا شبهوها به، وقد ذكرت مريم في القرآن وكرر اسمها في أربعة وثلاثين موضعًا (2)، ولم يسم في القرآن من النساء غيرها (3).

{امْرَأَ سَوْءٍ} [28] جائز.

{بَغِيًّا (28)} [28] كاف، وكذا «فأشارت إليه» ، ومثله:«صبيَّا»

(1) وجه من قرأ بتاء مفتوحة وتخفيف السين وفتح القاف؛ فالأصل: (تتساقط)، فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا، ومن قرأ بضم التاء وكسر القاف وتخفيف السين؛ أنه مضارع:(ساقطت) متعد، و {رُطَبًا} مفعوله، والفاعل ضمير يعود على النخلة، ومن قرأ بالياء وفتحها وتشديد السين وفتح القاف؛ أنه مضارع:(تساقط)، أدغمت التاء في السين تخفيفًا، والفاعل ضمير يعود على الجذع، و {رُطَبًا} تمييز. والباقون كذلك، إلا أنهم قرءوه بالتاء؛ لأنها أيضًا مضارع:«تساقط» ، وبها قرأ أبو بكر في وجهه الثاني. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 298)، الإعراب للنحاس (2/ 310)، الإملاء للعكبري (2/ 62)، الكشاف (2/ 507)، النشر (2/ 318).

(2)

وهم بالسور التالية: البقرة: 87، 253، آل عمران: 36، 37، 42، 43، 44، 45 ورد ذكرها بها مرتين، وسورة النساء: 156، 157، 171 ورد ذكرها بها مرتين، والمائدة: 17 وورد ذكرها بها مرتين، 46، 72، 75، 78، 110، 112، 114، 116، وسورة التوبة: 31، وسورة مريم: 16، 27، 34، وسورة المؤمنون: 50، وسورة الأحزاب: 7، وسورة الزخرف: 57، وسورة الحديد: 27، وسورة الصف: 6، 14، وسورة التحريم:12.

(3)

انظر: تفسير الطبري (18/ 186)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

ص: 9

{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} [30] جائز، ومثله:«نبيَّا» .

{أَيْنَ مَا كُنْتُ} [31] حسن، وقيل: كاف.

{حَيًّا (31)} [31] حسن، إن نصب «برًّا» بمقدر، أو على قراءة من قرأ (1):«وبِرًّا بوالدتي» ، وعلى قراءة العامة (2):«وبرًّا» بالنصب عطفًا على «مباركًا» من حيث كونه رأس آية يجوز.

{بِوَالِدَتِي} [32] حسن.

{شَقِيًّا (32)} [32] تام، ومثله:«حيًّا» .

{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} [34] كاف، لمن قرأ:«قول الحق» بالنصب، وهو عاصم وحمزة وابن عامر (3)؛ على أنَّ قول مصدر مؤكد لمضمون الجملة، أي: هذا الإخبار عن عيسى ابن مريم ثابت صدق، فهو من إضافة الموصوف إلى الصفة، كقولهم: وعد الصدق، أي: الوعد الصدق، وكذا كافٍ؛ إن رفع «قول» على قراءة من قرأه برفع اللام (4)؛ على أنَّه خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك قول الحق، أو ذلك الكلام قول الحق، أو هو قول الحق، يراد به: عيسى ابن مريم لا ما تدعونه عليه، فليس هو بابن الله تعالى كما تزعم النصارى، ولا لغير رشدة كما تزعم اليهود، وليس بوقف إن رفع «قول» بدلًا من «عيسى» ؛ لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف (5).

{يَمْتَرُونَ (34)} [34] تام.

{سُبْحَانَهُ} [35] حسن، ولو وقف على «من ولد» ، وابتدئ: بـ «سبحانه» كان الوقف حسنًا أيضًا.

{كُنْ} [35] جائز.

{فَيَكُونُ (35)} [35] تام، لمن قرأ (6):«وإن الله» بكسر الهمزة؛ على الابتداء، أو خبر مبتدأ محذوف،

(1) وهي قراءة الحسن -أبو جعفر -أبي نهيك -أبو مجلز، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 298)، الإملاء للعكبري (2/ 62)، البحر المحيط (6/ 177، 187)، الكشاف (2/ 508)، المحتسب لابن جني (2/ 42).

(2)

أي: الأئمة العشرة.

(3)

انظر هذه القراءة في: التيسير (ص: 149)، الكشاف (2/ 509)، النشر (2/ 318).

(4)

وجه من قرأ بنصب اللام؛ أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة، أي: هذه الأخبار عن عيسى أنه ابن مريم صدوق وليس منسوبًا لغيرها، أي: أقول قول الحق، فالحق صدق، وهو من إضافة الموصوف إلى صفته، أي: القول الحق. ووجه من قرأ: برفع اللام؛ على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: نسبته إلى أمه فقط قول الحق. انظر: المصادر السابقة.

(5)

انظر: تفسير الطبري (18/ 193)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

(6)

وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف. وقرأ الباقون بفتحها. وجه من قرأ بكسر الهمزة؛ أن ذلك على الاستئناف. ووجه من قرأ: بفتحها؛ فعلى أنه مجرور بلام محذوفة؛ والمعنى: ولوحدانيته تعالى في الربوبية أطيعوه، وقرأ الباقون: بالتشديد مع فتح الكاف مضارع: (تذكر). انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 299)، الكشف للقيسي (2/ 89)، النشر (2/ 318).

ص: 10

أي: والأمر أنَّ الله، قاله الكسائي. وليس بوقف لمن قرأ (1): بفتحها، عطفًا على الصلاة، فتكون «إن» في موضع خفض بإضمار الجار، أي: وأوصاني بالصلاة وبالزكاة وبأنَّ الله ربي؛ فعلى هذا لا يوقف على «فيكون» ولا على ما بين أول القصة إلى هنا، إلَاّ على سبيل التسامح لطول الكلام، وقياس سيبويه: أنَّ هذه الآية تكون من المقدم والمؤخر، فتكون «أن» منصوبة بقوله:«فاعبدوه» ؛ فكأنَّه قال: فاعبدوا الله؛ لأنَّه ربي وربكم، أو نصب «إن» عطفًا على قوله:«إذا قضى أمرًا» ، أي: وقضى بأنَّ الله ربي وربكم، فتكون «أن» في محل نصب.

{فَاعْبُدُوهُ} [36] تام، ومثله:«مستقيم» .

{مِنْ بَيْنِهِمْ} [37] حسن؛ لأنَّ ما بعده مبتدأ.

{عَظِيمٍ (37)} [37] كاف، وقيل: تام.

{يَوْمَ يَأْتُونَنَا} [38] تجاوزه أجود؛ للاستدراك بعده، ولجواز الوقف مدخل لقوم.

{مُبِينٍ (38)} [38] كاف.

{إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} [39] حسن، ومثله:«وهم في غفلة» ، وليس بوقف إن جعلا حالين من الضمير المستتر:«في ضلال مبين» ، أي: استقروا في ضلال مبين، على هاتين الحالتين السيئتين، وكذا إن جعلا حالين من مفعول «أنذرهم» ، أي: أنذرهم على هذه الحالة وما بعدها، وعلى الأول يكون قوله:«وأنذرهم» اعتراضًا.

{لَا يُؤْمِنُونَ (39)} [39] تام.

{وَمَنْ عَلَيْهَا} [40] جائز.

{يُرْجَعُونَ (40)} [40] تام.

{فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} [41] جائز.

{نَبِيًّا (41)} [41] كاف، إن علق «إذ» بـ «اذكر» مقدرًا، وليس بوقف إن جعل «إذ» منصوبًا بـ «كان» أو «صديقًا» ، أي: كان جامعًا لمقام الصديقين والأنبياء حين خاطب أباه بتلك المخاطبات.

{عَنْكَ شَيْئًا (42)} [42] كاف.

{مَا لَمْ يَأْتِكَ} [43] حسن.

{سَوِيًّا (43)} [43] كاف، ومثله:«لا تعبد الشيطان» ، وكذا «عصيًّا» ، و «وليًّا» ، وقال بعضهم: ليس «وليًّا» بوقف، وإنَّما الوقف عن «آلهتي» ، وقال بعضهم: الوقف على «إبراهيم» ويجعل النداء

(1) انظر: المصادر السابقة.

ص: 11

متعلقًا بأول الكلام، أي: يا إبراهيم أراغب أنت عن آلهتي.

و {عَنْ آَلِهَتِي} [46] تام عند نافع وأحمد بن جعفر، ثم يبتدئ:«يا إبراهيم» ؛ على الاستئناف.

{لَأَرْجُمَنَّكَ} [46] حسن.

{مَلِيًّا (46)} [46] كاف، ومثله:«سلام عليك» للابتداء بسين الاستقبال، ومثله:«ربي» ، وكذا «بي حفيًّا» .

{مِنْ دُونِ اللَّهِ} [48] حسن.

{وَأَدْعُو رَبِّي} [48] جائز، والوصل أولى؛ لأنَّ «عسى» كلمة ترج للإجابة فتوصل بالدعاء.

{رَبِّي شَقِيًّا (48)} [48] كاف.

{مِنْ دُونِ اللَّهِ} [49] الثاني ليس بوقف؛ لأنَّ «وهبنا له» جواب «فلما» .

{وَيَعْقُوبَ} [49] حسن؛ لأنَّ «كُلًّا» منصوب بـ «جعلنا» ، ولذلك لم يكن معطوفًا على ما قبله.

{جَعَلْنَا نَبِيًّا (49)} [49] كاف.

{مِنْ رَحْمَتِنَا} [50] حسن.

{عَلِيًّا (50)} [50] كاف.

{مُوسَى} [51] جائز؛ للابتداء بـ «إن» ، ومثله:«مخلصًا» .

{نَبِيًّا (51)} [51] كاف.

{الْأَيْمَنِ} [52] حسن، ومثله:«نجيًّا» .

{نَبِيًّا (53)} [53] تام.

{إِسْمَاعِيلَ} [54] جائز، ومثله:«صادق الوعد» .

{نَبِيًّا (54)} [54] كاف.

{بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ} [55] حسن.

{مَرْضِيًّا (55)} [55] تام.

{إِدْرِيسَ} [56] جائز.

{نَبِيًّا (56)} [56] كاف، ومثله:«عليًّا» .

{مَعَ نُوحٍ} [58] جائز.

{وَاجْتَبَيْنَا} [58] كاف.

{وَبُكِيًّا ((58)} [58] كاف.

{الشَّهَوَاتِ} [59] جائز؛ للابتداء بالتهديد.

{غَيًّا (59)} [59] جائز؛ لكونه رأس آية، قال عبد الله بن عمرو: الغيّ؛ وادٍ في جهنم.

ص: 12

{يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [60] الأَوْلَى وصله، وما بعده إلى «بالغيب» فلا يوقف على «شيئًا» ؛ لأنّ «جنات عدن» بدل من «الجنة» وإن نصب «جنات» بفعل مقدر حسن الوقف على «شيئًا» ، وكذا يحسن الوقف عليه على قراءة من قرأ:«جناتُ» بالرفع على إضمار مبتدأ محذوف، تقديره: تلك جنات عدن، وبها قرأ أبو حيوة والحسن وعيسى بن عمر والأعمش (1)، وقرأ العامة بكسر التاء (2).

{بِالْغَيْبِ} [61] حسن.

{مَأْتِيًّا (61)} [61] كاف.

{إِلَّا سَلَامًا} [62] استثناء منقطع؛ لأنَّ: سلام الملائكة، ليس من جنس اللغو، فهو من قوله:

وَلا عَيبَ فيهِم غَيرَ أَنَّ سُيوفَهُم

بِهِنَّ فُلولٌ مِن قِراعِ الكَتائِبِ (3)

يعني إن وجد فيهم عيب فهو هذا، وهذا لا يعده أحد عيبًا فانتفى عنهم العيب بدليله.

{وَعَشِيًّا (62)} [62] كاف.

{تَقِيًّا (63)} [63] تام.

{رَبِّكَ} [64] حسن، ومثله:«ما بين ذلك» .

{نَسِيًّا (64)} [64] تام، إن جعل (رب) خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك رب، وجائز: إن جعل بدلًا من «ربك» ، وجاوز إن تعلق به ذلك؛ لأنَّه رأس آية.

{وَمَا بَيْنَهُمَا} [65] كاف، ومثله:«لعبادته» .

{سَمِيًّا (65)} [65] تام.

{أَئِذَا مَا مِتُّ} [66] ليس بوقف؛ لفصله بين القول والمقول، وهما كشيء واحد.

{حَيًّا (66)} [66] تام.

{أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ} [67] لا يحسن الوقف عليه؛ لأنَّ «ولم يك شيئًا» معطوف على ما قبله.

{وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)} [67] حسن، وقيل: تام.

{والشياطينَ} [68] جائز، ومثله:«جثيًّا» .

{مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ} [69] ليس بوقف؛ لأنَّ موضع، أي: نصب، وإن كانت في اللفظ مرفوعة، وسأل

(1) وكذا رويت عن الشنبوذي وأحمد بن موسى، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 300)، البحر المحيط (6/ 201)، الكشاف (2/ 515).

(2)

أي: الأئمة العشرة.

(3)

هو من الطويل، وقائله النابغة الذبياني، من قصيدة يقول في مطلعها:

كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ

وَلَيلٍ أُقاسيهِ بَطيءِ الكَواكِب

- الموسوعة الشعرية.

ص: 13

سيبويه الخليل بن أحمد عنها؟ فقال: هي مرفوعة على الحكاية بمنزلة قول الأخطل:

وَلَقَد أَكونُ مِنَ الفَتاةِ بِمَنزِلٍ

فَأَبيتُ لا حَرِجٌ وَلا مَحرومُ (1)

كأنه قال: الذي يقال: لا هو حرج ولا محروم، وكأنه في الآية قال: من كل شيعة الذي يقال: أيهم أشد، ومن قرأ (2):«أَيَّهُمْ» بالنصب، لا يسوغ له الوقف على «شيعة» على حالة من الأحوال.

{عِتِيًّا (69)} [69] جائز، ومثله:«صليًّا» ؛ لأنهما رأسا آية.

{وَارِدُهَا} [71] كاف.

و {مَقْضِيًّا (71)} [71] جائز.

{جِثِيًّا (72)} [72] تام، ولا وقف إلى قوله:«نديًّا» فلا يوقف على «بيناتٍ» ؛ لأن: «قال» جواب «إذا» ولا على «الذين آمنوا» ؛ لأنَّ ما بعده مقول «قال» .

{نَدِيًّا (73)} [73] كاف، ومثله:«من قرن» ، وكذا «ورئيًا» ، وكذا «مدًّا» وجواب «إذا» محذوف، تقديره: إذا رأوا العذاب، أو الساعة آمنوا.

{وَإِمَّا السَّاعَةَ} [75] جائز؛ للابتداء بالتهديد.

{وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)} [75] تام، ومثله:«هدى» عند أبي حاتم، وكذا «مردًّا» ، و «ولدًا» ؛ لأنه آخر كلامهم.

{الْغَيْبَ} [78] ليس بوقف؛ لأنَّ «أم» معادلة للهمزة في «أطلع» فلا يفصل بينهما؛ لأنهما كالشيء الواحد.

{عَهْدًا (78)} [78] تام، و «كلَّا» أتم منه؛ لأنها للردع والزجر قاله الخليل وسيبويه، وقال أبو حاتم: هي بمعنى (ألَا) الاستفتاحية، وهذه هي الأولى من لفظ «كلَّا» الواقع في القرآن في ثلاثة

(1) هو من الكامل، وقائله الأخطل، من قصيدة يقول في مطلعها:

صَرَمَت أُمامَةُ حَبلَها وَرَعومُ

وَبَدا المُجَمجَمُ مِنهُما المَكتومُ

الأَخطَل (19 - 90 هـ/640 - 708 م) غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك، من بني تغلب، شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع، اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم، وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل. نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره، وكان معجبًا بأدبه، تياهًا، كثير العناية بشعره، وكانت إقامته حينًا في دمشق وحينًا في الجزيرة.-الموسوعة الشعرية

(2)

ورويت عن هارون ومعاذ بن مسلم الهراء وطلحة بن مصرف والأعرج وزائدة والأعمش، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 322)، الإملاء للعكبري (2/ 63)، البحر المحيط (6/ 209)، تفسير القرطبي (11/ 133).

ص: 14

وثلاثين موضعًا في خمس عشرة سورة وليس في النصف الأول منها شيء (1)، وسئل جعفر بن محمد عن «كلَّا» لِم لم يقع في النصف الأول منها شيء؟ فقال: لأنَّ معناها الوعيد والتهديد فلم تنزل إلَّا بمكة؛ لأن أهلها جبابرة، فهي ميعاد للكفار. وأحسن ما قيل في معنى:«كلَّا» ؛ أنها تنقسم قسمين، أحدهما: أن تكون ردعًا وزجرًا لما قبلها، أو تكون بمعنى:(ألَا)، بالتخفيف، فإن كانت للردع والزجر حسن الوقف عليها، ويبتدأ بما بعدها، وهذا قول الخليل بن أحمد، وإن كانت بمعنى:(ألَا)، أو حقًا؛ فإنه يوقف على ما قبلها، ويبتدأ بها، وهذا قول أبي حاتم السجستاني، وإذا تدبرت جميع ما في القرآن من لفظ «كلَّا» وجدته على ما قاله الخليل كما تقدم.

{مَدًّا (79)} [79] جائز، ولا يوقف على «يقول» لعطف ما بعده على ما قبله.

{فَرْدًا (80)} [80] كاف.

{عِزًّا (81)} [81] جائز.

{كَلَّا} [82] تام؛ لأنها للردع، وللزجر كالتي قبلها.

{ضِدًّا (82)} [82] تام.

{أَزًّا (83)} [83] جائز، ومثله:«فلا تعجل عليهم» .

{عَدًّا (84)} [84] كاف؛ إن نصب «يوم» بمضمر، أو قطع عما قبله بالإغراء، وجائز إن نصب بـ «نعد لهم» وإنما جاز؛ لأنه رأس آية.

{وَفْدًا (85)} [85] جائز، وإنما جاز مع العطف؛ لأنَّ هذا من عطف الجمل عند بعضهم.

{وِرْدًا (86)} [86] حسن؛ لئلا تشتبه بالجملة بعد التي لنفي شفاعة معبوداتهم، وردًا لقولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله بالوصف لهم بالجملة.

{عَهْدًا (87)} [87] جائز، وقيل: تام؛ لأنه لو وصل لا يعطف: «وقالوا اتخذ الرحمن ولدًا» على «اتخذ عند الرحمن عهدًا» وإن كان «اتخذ» موحدًا على لفظ «مَن» فإن قالوا عائد على معنى: من؛ لأنَّ من يصلح للجمع فيؤدي إذا إلى إثبات الشفاعة لمن قال اتخذ الرحمن ولدًا، قاله السجاوندي. وتفيده عبارة أبي حيان فانظرها إن شئت (2).

(1) وهي كما ذكر المصنف ثلاثة وثلاثين موضعًا في خمس عشرة سورة وهي: مريم: 79، 82، وسورة المؤمنون: 100، وسورة الشعراء: 15، 62، وسورة سبأ: 27، وسورة المعارج: 15، 39، وسورة المدثر: 16، 32، 53، 54، وسورة القيامة: 11، 20، 26، وسورة النبأ: 4، 5، وسورة عبس: 11، 23، وسورة الانفطار: 9، وسورة المطففين: 7، 14، 15، 18، وسورة الفجر: 17، 21، وسورة العلق: 6، 15، 19، وسورة التكاثر: 3، 4، 5، وسورة الهمزة:4.

(2)

يقصد في تفسيره البحر المحيط.

ص: 15

{وَلَدًا (88)} [88] جائز.

{إِدًّا (89)} [89] كافٍ، ومعنى:«إدًّا» ؛ أي: منكرًا.

{يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} [90] جائز، قرأ أبو عمرو وأبو بكر: بالياء والنون هنا وفي الشورى، وقرأ نافع وابن كثير والكسائي وحفص عن عاصم: بالياء والتاء وتشديد الطاء فيهما، وقرأ حمزة وابن عامر في هذه السورة بالياء والنون وفي الشورى بالياء والتاء وتشديد الطاء (1).

{هَدًّا (90)} [90] ليس بوقف؛ لأنَّ «أن» موضعها نصب بما قبلها، أي: بأن دعوا.

{وَلَدًا (91)} [91] كاف، وقيل: تام.

{أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)} [92] تام، رسموا:«آتي الرحمن» بالياء كما ترى.

{عَبْدًا (93)} [93] كاف، ومثله:«عَدًّا» .

{فَرْدًا (95)} [95] تام، ومثله:«وُدًّا» وكذا «لُدًّا» ؛ أي: شدادًا في الخصومة وهم الكفار.

{مِنْ قَرْنٍ} [98] حسن.

{مِنْ أَحَدٍ} [98] ليس بوقف لعطف ما بعده بأو على ما قبله.

آخر السورة تام.

(1) وجه من قرأ بتاء مفتوحة وتشديد الطاء وفتحها؛ أنه مضارع: (تفطر)، بمعنى: تشقق. وقرأ الباقون: بنون ساكنة بعد الياء مع كسر الطاء مخففة؛ على أنه مضارع: (انفطر)؛ بمعنى: انشق. وقرأ الباقون: {يَتَفَطَّرنَ} بتاء مفتوحة وتشديد الفاء وفتحها. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 301)، الإعراب للنحاس (2/ 328)، الإملاء للعكبري (2/ 64)، النشر (2/ 319)، المعاني للفراء (2/ 174).

ص: 16