الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الفرقان
مكية
إلّا قوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ} [68] إلى {رَحِيمًا (70)} [70] فمدني.
-[آيها:] وهي سبع وسبعون آية، ليس فيها اختلاف.
- وكلمها: ثمانمائة واثنتان وسبعون كلمة.
- وحروفها: ثلاثة آلاف وسبعمائة وثلاثة وثلاثون حرفًا.
وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودًا بإجماع، ستة مواضع:
1 -
{وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [3].
2 -
{قَوْمٌ آَخَرُونَ} [4].
3 -
{أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [5].
4 -
{الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [15].
5 -
{مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ} [16].
6 -
{فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} [61].
ورؤوس آيها على الألف، إلّا موضع واحد، فإنَّه على اللام وهو قول:{السبيل (17)} [17].
{نَذِيرًا (1)} [1] تام؛ إن جعل ما بعده خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو الذي، وكذا إن نصب، بتقدير: أعني، وجائز: إن جعل بدلًا، أو عطف بيان.
{فِي الْمُلْكِ} [2] كاف؛ على استئناف ما بعده، وإن عطف على ما قبله كان الوقف على «تقديرًا» تامًا.
{آَلِهَةً} [3] ليس بوقف.
{وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [3] كافٍ؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على «آلهة» داخلًا في نعتها.
{(وَلَانَفْعًا} [3] جائز.
{نُشُورًا (3)} [3] تام.
{قَوْمٌ آَخَرُونَ} [4] حسن.
{وَزُورًا (4)} [4] أحسن منه، وهو رأس آية.
{(أَسَاطِيرُالْأَوَّلِينَ} [5] ليس بوقف؛ لاتصال الكلام بقوله: «اكتتبها» .
{وَأَصِيلًا (5)} [5] كاف، ومثله:«والأرض» .
{رَحِيمًا (6)} [6] تام.
{(مَالِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} [7] حسن، واتفق علماء الرسم على قطع «مال» عن «هذا» ، وكذا:{فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ} [78] في النساء، و {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} [49] في الكهف، و {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [36] في المعارج، كتبوا هذه الأربعة منفصلة عما بعدها كلمتين؛ ووجه انفصال هذه الأربعة ما حكاه الكسائي: من أنَّ ما جرى مجرى ما بال، وما شأن، وإنّ قوله: مال زيد، وما بال زيد؛ بمعنى: واحد، وقد صح أنَّ اللام في الأربعة لام جر، والأصل: أنَّ الرسم سنة متبعة لا يعلل، وقيل: لا يحسن الوقف على «الأسواق» ؛ لأنَّ ما بعده من تمام الحكاية إلى «يأكل منها» فلا يوقف على «الأسواق» ، ولا على «نذيرًا» للعطف بـ «أو» .
{يَأْكُلُ مِنْهَا} [8] كاف؛ لتناهي الحكاية.
{مسحوراً (8)} [8] تام.
{فَضَلُّوا} [9] جائز.
{سَبِيلًا (9)} [9] تام.
{الْأَنْهَارُ} [10] جائز، لمن قرأ:«ويجعلُ» بالرفع؛ على الاستئناف، وبها قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم، وليس بوقف لمن جزمه عطفًا على جواب الشرط (1).
{قصورا (10)} [10] كاف؛ إن جعلت «بل» متعلقة بما يليها، أي: بل كذبوا بالساعة، فكيف يلتفتون إلى ما قلت، وإن عطفت «بل كذبوا» ، على ما حكى من قولهم كان جائزًا، والمعنى: قد أتوا بأعجب مما قالوا فيك، وهو: تكذيبهم بالساعة؛ لأنَّهم لا يقرون بالميعاد.
{سَعِيرًا (11)} [11] كاف؛ على استئناف ما بعده، ومثله:«وزفيرًا» للابتداء بالشرط.
{ثُبُورًا (13)} [13] حسن، ومثله:«ثبورًا واحدًا» .
{كَثِيرًا (14)} [14] كاف.
{الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [15] حسن.
{وَمَصِيرًا (15)} [15] كاف.
{خَالِدِينَ} [16] حسن.
{مَسْئُولًا (16)} [16] تام؛ إن نصب «يوم» بفعل مقدر.
{مِنْ دُونِ اللَّهِ} [17] كاف، لمن قرأ:«نحشرهم» بالنون والياء التحتية، في:«فيقول» لعدوله من التكلم إلى الغيبة، وليس بوقف لمن قرأهما: بالنون، وهو ابن عامر، وكذا من قرأهما: بالياء، وهو ابن
(1) وجه من قرأ برفع اللام؛ أن ذلك على الاستئناف، أي: وهو يجعل. ووجه من قرأ: بجزمها عطفًا على محل «جعل» ؛ لأنه جواب الشرط، ويلزم منه وجوب الإدغام لاجتماع مثلين أولاهما ساكن. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 327)، الإعراب للنحاس (2/ 359)، الكشاف (3/ 83)، النشر (2/ 333).
كثير وحفص (1).
{السبيل (17)} [17] كاف.
{قَالُوا سُبْحَانَكَ} [18] جائز؛ للابتداء بالنفي.
{مِنْ أَوْلِيَاءَ} [18]، إن قلنا أنَّ «لكن» لابد أن تقع بين متنافيين فليس بوقف؛ لأنَّ «ولكن» هو الذي يصح به معنى الكلام، ولجواز الوقف مدخل لقوم، و «من أولياء» مفعول على زيادة «مِن» لتأكيد النفي.
{(حَتَّىنَسُوا الذِّكْرَ} [18] جائز، أي: أكثرت عليهم وعلى آبائهم النعم فلم يؤدُّوا شكرها، فكان ذلك سببًا للإعراض عن ذكر الله (2).
{قَوْمًا بُورًا (18)} [18] كاف.
{بِمَا تَقُولُونَ} [19] جائز، لمن قرأ:«يستطيعون» بالياء التحتية للعدول من الخطاب إلى الغيبية، وليس بوقف لمن قرأه: بتاء الخطاب، والمراد: عبادها، وبها قرأ: حفص، والباقون: بياء الغيبية (3)، والمراد: الآلهة التي كانوا يعبدونها من عاقل وغيره، ولذلك غلب العاقل فجيء بواو الضمير (4).
{وَلَا نَصْرًا} [19] كاف، وقيل: تام؛ للابتداء بالشرط.
{كَبِيرًا (19)} [19] تام.
{مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [20] ليس بوقف؛ لأنَّ «إلّا أنَّهم ليأكلون الطعام» تحقيق بعد نفي، وكسروا (إن) بعد إلّا؛ لأنَّ في خبرها اللام، وقيل: كسرت؛ لأنَّ الجملة بعد «إلّا» في موضع الحال، قال ابن الأنباري، والتقدير: ألا وإنَّهم؛ يعني: أنَّها حالية تقدر معها الواو بيانًا للحالية، والعامة على كسر همزة (إن)، وقرأ سعيد بن جبير (5): بفتحها؛ على زيادة اللام.
{فِي الْأَسْوَاقِ} [20] كاف.
(1) وجه من قرأ بالياء؛ أن ذلك لمناسبة قوله: {كَانَ عَلى رَبِّكَ} . ووجه من قرأ: بنون العظمة على الالتفات من الغيبة إلى التكلم. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 487)، الحجة لابن خالويه (ص: 265)، النشر (2/ 333).
(2)
انظر: تفسير الطبري (19/ 248)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(3)
وجه من قرأ بالياء؛ أن المعنى: فقد كذبكم الآلهة المعبودون بقولهم: {سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا} . ووجه من قرأ: بتاء الخطاب، وهو الوجه الثاني لقنبل، والمعنى: فقد كذبوكم المعبودون بما تقولون من أنهم أضلوكم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 328)، البحر المحيط (6/ 489، 490)، تفسير القرطبي (13/ 12)، السبعة (ص: 463).
(4)
انظر: تفسير الطبري (19/ 250)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(5)
وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 88)، البحر المحيط (6/ 490).
{فِتْنَةً} [20] حسن.
{أَتَصْبِرُونَ} [20] أحسن منه، ولا يجمع بينهما؛ لأنَّ قوله:«أتصبرون» متعلق بما قبله، والتقدير: وجعلنا بعضكم لبعض فتنة، لننظر أتصبرون على ما نختبركم به من إغناء قوم، وفقر آخرين، وصحة قوم، وأسقام غيرهم؟ أم لا تصبرون (1).
{بَصِيرًا (20)} [20] نام، ولا وقف إلى قوله:«أو نرى ربنا» فلا يوقف على «الملائكة» للعطف بـ «أو» بعد.
{رَبَّنَا} [21] حسن، وقيل: تام؛ للابتداء بلام القسم.
{كَبِيرًا (21)} [21] تام؛ إن نصب «يوم» بـ «اذكر» مقدَّرًا، فيكون من عطف الجمل، أو نصب بـ «يعذبون» مقدّرًا، ولا يجوز أن يعمل فيه نفس «بشرى» ؛ لأنَّها مصدر، والمصدر لا يعمل فيما قبله.
{لِلْمُجْرِمِينَ} [22] ليس بوقف.
{حِجْرًا مَحْجُورًا (22)} [22] كاف، أي: وتقول الملائكة حجرًا محجورًا، أي: حرامًا محرمًا أن يكون للمجرمين البشرى، قال الشاعر:
حَنَّتْ إلى النّخْلَةِ القُصْوَى، فقُلْتُ لها:
…
حُجْرٌ، حَرَامٌ أَلَا تِلْكَ الدّهَارِيسُ (2)
ووقف الحسن وأبو حاتم على «ويقولون حجرًا» على أنَّ «حجرًا» من قول المجرمين، و «محجورًا» من قول الله ردَّ عليهم، فقال: محجورًا عليكم أن تعاذوا -بالذال المعجمة-؛ أي: لا عياذ لكم من عذابنا، ومما نريد أن نوقعه بكم، أو تجازوا كما كنتم في الدنيا، فحجر الله عليهم ذلك يوم القيامة، والأوّل قول ابن عباس، وبه قال الفراء، قاله ابن الأنباري. وقرأ الحسن وأبو رجاء (3):«حُجْرًا» بضم الحاء، والعامة بكسرها (4)، وحكى أبو البقاء فيه فتح الحاء، وقرئ
(1) انظر: تفسير الطبري (19/ 252)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(2)
هو من البسيط، وقائله المتلمس الضبعي، من قصيدة يقول في مطلعها:
كم دُونَ مَيّةَ مِنْ مُسْتَعْمَلٍ قَذِفٍ
…
وَمِنْ فَلَاةٍ بِهَا تُسْتَودَعُ العِيسُ
المتلمس الضبعي (? - 43 ق. هـ /? - 580 م) جرير بن عبد العزى، أو عبد المسيح، من بني ضُبيعة، من ربيعة، شاعر جاهلي، من أهل البحرين، وهو خال طرفة بن العبد، كان ينادم عمرو بن هند ملك العراق، ثم هجاه فأراد عمرو قتله ففرَّ إلى الشام ولحق بآل جفنة، ومات ببصرى، من أعمال حوران في سورية، وفي الأمثال: أشأم من صحيفة المتلمس، وهي كتاب حمله من عمرو بن هند إلى عامله بالبحرين وفيه الأمر بقتله ففضه وقُرِأ له ما فيه فقذفه في نهر الحيرة ونجا، وقد ترجم المستشرق فولرس ديوان شعره إلى اللغة الألمانية.-الموسوعة الشعرية
(3)
وكذا رويت عن الضحاك؛ وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 328)، البحر المحيط (6/ 492، 493)، تفسير القرطبي (13/ 21)، الكشاف (3/ 88).
(4)
أي: الأئمة العشرة.
بها (1)، فهي ثلاث لغات قرئ بها، وقيل: إنَّ ذلك من مقول الكفار قالوه لأنفسهم، قاله قتادة فيما ذكره الماوردي، وقيل: هو من مقول الكفار للملائكة، وهي كلمة استعاذة، وكانت معروفة في الجاهلية إذا لقي الرجل من يخافه، قال: حجرًا محجورًا، أي: حرامًا عليك التعرض لي، وانتصابه على معنى: حجرت عليه، أو حجر الله عليك، كما نقول: سقيًا، ورعيًا، فحجرًا محجورًا، من المصادر المنصوبة بأفعال متروك إظهارها، وضعت للاستعاذة؛ يعني: إنَّ المجرمين إذا رأوا الملائكة، وهم في النار، قالوا: نعوذ بالله منكم، أن تتعرضوا لنا، فتقول الملائكة: حجرًا محجورًا أن تعاذوا من شر هذا اليوم، قاله الحسن، انتهى من تفسير القرطبي (2)، وفي السمين: و «حجرًا» من المصادر الملتزم إضمار ناصبه، ولا يتصرف فيه، قال سبيويه: يقول الرجل للرجل تفعل كذا، فيقول: حجرًا، وهو من حجره، إذا منعه؛ لأنَّ المستعيذ طالب من الله أن يمنع عنه المكروه منعًا ويحجره، حجرًا ومحجورًا صفة مؤكدة للمعنى، كقولهم: ذيل ذائل، وموت مائت، والحجر: العقل؛ لأنَّه يمنع صاحبه عما لا يليق، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، وما ذكر غاية في بيانه،،، ولله الحمد.
{مَنْثُورًا (23)} [23] تام، ومثله:«مقيلًا» إن نصب «يوم تشقق» بمحذوف، أو بالظرفية، لقوله: الملك، وإن جعل توكيدًا اليوم يرون فكافيان.
{تَنْزِيلًا (25)} [25] تام.
{لِلرَّحْمَنِ} [26] كاف.
{عَسِيرًا (26)} [26] تام؛ إن نصب «يوم» بمحذوف، وجائز إن عطف على «يوم تشقق» و «يعض» مضارع: عض، وزنه: فِعل، بكسر العين، وحكى الكسائي: فتحها في الماضي، قاله السمين.
{سَبِيلًا (27)} [27] كاف، ومثله:«خليلًا» ؛ على استئناف ما بعده، واللام في قوله:«لقد» جواب قسم محذوف، والمراد بالظالم هنا: عقبة بن أبي معيط، والخليل أمية بن خلف لعنهما الله، ولم يصرّح باسمه لئلَاّ يكون الوعيد خاصًا ومقصورًا عليه، بل هو يتناول من فعل مثل فعلهما إذا ما من ظالم إلّا وله خليل خاص به (3).
{بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} [29] تام؛ لأنَّه آخر كلام الظالم، وما بعده من كلام الله تعالى، وهذا إن جعل ما بعده مستأنفًا، فإن جعل الكلام متصلًا من قوله:«يا ليتني اتخذت» إلى آخر كلامه فلا وقف إلّا على آخره.
{خَذُولًا (29)} [29] تام، ومثله:«مهجورًا» .
(1) وذكرت في الإملاء للعكبري (2/ 88)، غير معزوة لأحد.
(2)
انظر: تفسير القرطبي (13/ 21).
(3)
انظر: تفسير الطبري (19/ 262)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
{مِنَ الْمُجْرِمِينَ} [31] حسن.
{وَنَصِيرًا (31)} [31] تام.
{جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ} [32] كاف؛ إن جعل التشبيه من تمام الكلام، أي: هلا نزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم جملة واحدة، كما أنزلت التوراة على موسى كغيرها من الكتب، قال تعالى:«لنثبت به فؤادك» ، أي:«أنزلناه مفرّقًا لنثبت به فؤادك» ، أي: لنقوي به قلبك، وقيل: لتحفظه؛ لأنَّه كان أميًا، والأحسن الوقف على جملة واحدة، ثم تبتدئ بـ «كذلك» ، فكذلك على الأول من قول المشركين، وعلى الثاني من قول الله (1).
{كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} [32] جائز.
{ترتيلاً (32)} [32] كاف.
{تَفْسِيرًا (33)} [33] تام؛ لعدم تعلق ما بعده؛ لأنَّه مبتدأ باتفاق، وخبره «أولئك» فلا يوقف على «جهنم» .
{سَبِيلًا (34)} [34] تام.
{وَزِيرًا (35)} [35] جائز، والوصل أولى لمكان الفاء.
{بِآَيَاتِنَا} [36] حسن، لمن قرأ:«فدمرنَاهم» ، وهي قراءة العامة (2)؛ فعل ماض معطوف على محذوف، أي: فذهبا فبلغا الرسالة فكذبوهما، قال تعالى: فدمرناهم، أي: أدت الرسالة إلى دمارهم، وليس بوقف على قراءة من قرأ:[«فدمَّرنَّهم»](3) بالأمر وتشديد النون؛ لأنَّه كلام واحد، وهي قراءة عليّ رضي الله عنه وعنه أيضًا:«فدمِّرا بِهِم» بزيادة باء الجر بعد فعل الأمر (4)، ونقل الزمخشري عنه أيضًا:«فَدَمَّرْتْهُمْ» بتاء المتكلم (5)، وقرئ:«فَدَمَّرَانِهِمْ» بتخفيف النون (6)، عزاها المرادي لبعضهم، ولم يذكرها السمين.
{تَدْمِيرًا (36)} [36] كاف؛ إن نصب «قوم نوح» بفعل مضمر، تقديره: وأغرقنا قوم نوح أغرقناهم؛ على الاشتغال، وليس بوقف إن نصب عطفًا على الضمير المنصوب في «دمرناهم» .
(1) انظر: المصدر السابق (19/ 265).
(2)
وهي قراءة الأئمة العشرة.
(3)
في الأصل: «فدمرناهم» ، وهو خطأ والصواب ما أثبتناه، وهي قراءة عليّ ومسلمة بن محارب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 498)، الكشاف (3/ 92)، المحتسب لابن جني (2/ 122).
(4)
وهي قراءة عليّ، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 498)، المحتسب لابن جني (2/ 122).
(5)
انظر: تفسير الألوسي (19/ 18).
(6)
لم أقف علي من قرأها، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: همع الهوامع (4/ 403).
{لِلنَّاسِ آَيَةً} [37] حسن؛ لأن «وأعتدنا» مستأنف غير معطوف ولا متصل.
{عَذَابًا أَلِيمًا (37)} [37] كاف؛ إن نصب ما بعده بفعل مقدر، وليس بوقف إن عطف على الضمير في «جعلناهم» ، وحينئذ لا يوقف على آية، ولا على «أليمًا» ، «وأصحاب الرس» عند بعضهم.
{كَثِيرًا (38)} [38] كاف.
{الْأَمْثَالَ} [39] حسن.
{تَتْبِيرًا (39)} [39] تام.
{مَطَرَ السَّوْءِ} [40] جائز.
{يَرَوْنَهَا} [40] حسن.
{نُشُورًا (40)} [40] تام.
{إِلَّا هُزُوًا} [41] حسن، ومثله:«رسولًا» عند أبي حاتم، وقال غيره: لا يحسن؛ لأنَّ الكلام متصل من قوله: «وإذا رأوك» ، وعليه لا يوقف على «هزوًا» ، ولا على «رسولًا» .
{لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا} [42] تام؛ لتناهي مقولهم، وجواب «لولا» محذوف، تقديره: لأضلنا.
{مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)} [42] تام.
{هَوَاهُ} [43] جائز.
{وَكِيلًا (43)} [43] كاف؛ على استئناف ما بعده، على أنّ «أم» منقطعة، تتقدر: ببل، والهمزة؛ كأنَّه قيل: بل أتحسب كان هذا المذمة أشدَّ من التي تقدمتها حتى خفت بالإضراب عنها إليها، وهو كونهم مسلوبي الأسماع (1).
{أَوْ يَعْقِلُونَ} [44] كاف؛ للابتداء بالنفي المقدر.
{كَالْأَنْعَامِ} [44] جائز.
{أَضَلُّ سَبِيلًا (44)} [44] تام.
{مَدَّ الظِّلَّ} [45] كاف؛ لتناهي الاستفهام.
{سَاكِنًا} [45] جائز لعدوله من الغيبة إلى التكلم؛ لأنَّ ذلك من أسباب الوقف.
{دَلِيلًا (45)} [45] ليس بوقف؛ لأنَّ «ثُمَّ» لترتيب الفعل.
{يَسِيرًا (46)} [46] تام.
{سُبَاتًا} [47] جائز.
{نُشُورًا (47)} [47] تام.
{رَحْمَتِهِ} [48] كاف؛ على استئناف ما بعده.
(1) انظر: تفسير الطبري (19/ 274)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
{طَهُورًا (48)} [48] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «لنحيي به» متعلق بما قبله.
{وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)} [49] تام.
{لِيَذَّكَّرُوا} [50] كاف.
{كُفُورًا (50)} [50] تام.
{نَذِيرًا (51)} [51] كاف.
{الْكَافِرِينَ} [52] جائز.
{كَبِيرًا (52)} [52] تام.
{الْبَحْرَيْنِ} [53] حسن، ومثله:«أجاجٌ» ؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على ما قبله.
{مَحْجُورًا (53)} [53] تام.
{وَصِهْرًا} [54] كاف.
{قَدِيرًا (54)} [54] تام.
{وَلَا يَضُرُّهُمْ} [55] كاف.
{ظَهِيرًا (55)} [55] تام.
{وَنَذِيرًا (56)} [56] كاف.
{سَبِيلًا (57)} [57] كاف.
{لَا يَمُوتُ} [58] جائز؛ للابتداء بالأمر.
{بِحَمْدِهِ} [58] حسن.
{خَبِيرًا (58)} [58] كاف، وقيل: تام؛ إن جعل ما بعده مبتدأ، والخبر قوله:«الرحمن» ، وإن جعل «الذين» خبر مبتدأ محذوف، أو نصب بتقدير: أعني، كان كافيًا، وليس بوقف إن جعل «الذي» في محل جر بدلًا من الهاء في «به» لأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف.
{عَلَى الْعَرْشِ} [59] تام؛ إن رفع «الرحمنُ» خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ وما بعده الخبر، وليس بوقف إن رفع بدلًا من الضمير في «استوى» ، والوقف على هذا التقدير على «الرحمن» كاف.
{خَبِيرًا (59)} [59] تام، والباء في «به» صلة، و «خبيرًا» مفعول «اسأل» ، أو حال من فاعل «اسأل» ؛ لأنَّ الخبير لا يسأل إلّا عن جهة التوكيد، وقيل: الباء بمعنى: عن، قال عَلَقَمَةِ الشاعر:
فَإِن تَسأَلوني بِالنِساءِ فَإِنَّني
…
بَصيرٌ بِأَدواءِ النِساءِ طَبيبُ (1)
(1) هو من الطويل، وقائله علَقَمَةِ الفَحل، من قصيدة يقول في مطلعها:
طَحا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ
…
بُعَيدَ الشَبابِ عَصرَ حانَ مَشيبُ
علَقَمَةِ الفَحل (? - 20 ق. هـ/? - 603 م) علقمة بن عَبدة بن ناشرة بن قيس، من بني تميم، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان معاصرًا لامرئ القيس وله معه مساجلات، وأسر الحارث ابن أبي شمر الغساني أخًا له اسمه شأس، فشفع به علقمة ومدح الحارث بأبيات فأطلقه، شرح ديوانه الأعلم الشنتمري، قال في خزانة الأدب: كان له ولد اسمه عليّ يعد من المخضرمين أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره.-الموسوعة الشعرية
أي: عن النساء، والضمير في «به» لله، ولم يحصل من النبي صلى الله عليه وسلم شك في الله حتى يسأل عنه، بل هذا كقوله:{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} [يونس: 94]،
{قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} [الزخرف: 81]، من كل شيء معلق على مستحيل، وأما النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أنا لا أشك، ولا أسأل، بل أشهد أنَّه الحق» (1).
قال الشاعر:
هَلّا سَأَلتِ القَومَ يا اِبنَةَ مالِكٍ
…
إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي (2)
أي: هلا سألت القوم عما لم تعلمي.
{وَمَا الرَّحْمَنُ} [60] حسن، لمن قرأ:«تأمرنا» بالفوقية، وهي قراءة العامة (3)، وليس بوقف لمن قرأه بالتحتية، وهي قراءة الأخوان (4)، أي: أنسجد لما يأمرنا به محمد؛ لتعلق ما بعده بما قبله.
{لِمَا تَأْمُرُنَا} [60] جائز، لمن قرأ: بالتاء الفوقية (5)، «وزادهم» مستأنف.
{نُفُورًا ((60)} [60] تام.
{بُرُوجًا} [61] حسن.
(1) لم أستدل عليه في أيٍّ من كتب السنن التي رجعت إليها، ولكن عثرت عليه في التفاسير التاليه: تفسير البحر المحيط، وتفسير الرازي، وتفسير النسفي، وتفسير النيسابوري، وتفسير الكشاف، وتفسير بحر العلوم للسمرقندي، وذلك عند تفسير قوله تعالى:{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)} [94]، من سورة يونس. انظر: الموسوعة الشاملة.
(2)
هو من الكامل، وقائله عنترة العبسي، من معلقته الشهيرة التي يقول في مطلعها:
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
…
أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّم
عنترة، سبق ترجمته.-الموسوعة الشعرية
(3)
أي: مَن سوى حمزة والكسائي مِن الأئمة العشرة، وهما المقصود بهما بالأخوان على حسب ما ذكر المصنف.
(4)
وجه من قرأ بالياء؛ أي: بياء الغيب. ووجه من قرأ: بالتاء؛ أي بتاء الخطاب، والإسناد عليهما إليه صلى الله عليه وسلم. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 329)، الإعراب للنحاس (2/ 472)، الإملاء للعكبري (2/ 89)، البحر المحيط (6/ 509).
(5)
وهي المشار إليها سابقًا.
{مُنِيرًا (61)} [61] كاف.
{خِلْفَةً} [62] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده تفسير لما قبله، ولا يوقف على المفسَّر بالفتح دون المفسِّر بالكسر، ومعنى خلفة: إنّ كل واحد منهما يخلف صاحبه، فمن فاته شيء من الأعمال قضاه في الآخر.
{أَنْ يَذَّكَّرَ} [62] ليس بوقف للعطف بعده بـ «أو» .
{شُكُورًا (62)} [62] تام؛ إن رفع «وعباد» مبتدأ، والخبر «أولئك يجزون الغرفة» ، وكان الوقف على «مقامًا» ، وعليه فلا يوقف من قوله:«وعباد الرحمن» إلى «حسنت مستقرًا ومقامًا» إلّا لضيق النفس، ومن جعل الخبر محذوفًا، أو جعل «الذين يمشون» خبرًا، وقف على «هونًا» ، وهو جائز.
{سَلَامًا (63)} [63] كاف، ومثله:«قيامًا» .
{عَذَابَ جَهَنَّمَ} [65] جائز.
{غَرَامًا (65)} [65] أي: هلاكًا، كاف، إن لم يجعل ما بعده من تمام كلام الوقف، وليس بوقف إن جعل من كلامهم، و «قوامًا» ، «ولا يزنون» كافيان.
{يَلْقَ أَثَامًا (68)} [68] حسن؛ لمن قرأ: «يضاعفُ» بالرفع؛ على الاستئناف، وهو عاصم، وقرأ ابن عامر:«يضعفُ» بالرفع (1)؛ على الاستئناف أيضًا، وليس بوقف لمن جزمه بدلًا من «يلق» بدل اشتمال، بدل فعل من فعل؛ لأنّ تضعيف العذاب هو لفي الآثام، قال الشاعر:
مَتى تَأتِنا تُلمِم بِنا في دِيارِنا
…
تَجِد حَطبًا جَزلًا وَنارًا تَأَجَّجا (2)
{مُهَانًا (69)} [69] جائز، والوصل أولى؛ لأنَّ «إلّا» لا يبتدأ بها، انظر التفصيل في قوله:«إلّا أن تتقوا منهم تقاة» .
{حَسَنَاتٍ} [70] كاف، و «رحيمًا» ، و «متابًا» كافيان.
{الزُّورَ} [72] ليس بوقف؛ لعطف ما بعده على ما قبله.
(1) انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 330)، البحر المحيط (6/ 515)، التيسير (ص: 164)، تفسير القرطبي (13/ 76)، الحجة لابن خالويه (ص: 266)، الحجة لابن زنجلة (ص: 514)، السبعة (ص: 467)، الغيث للصفاقسي (ص: 306)، النشر (2/ 334).
(2)
هو من الطويل، وقائله عبيد الله الجَعفي، من أبيات له يقول فيها:
وَمَنزِلَةٍ يا اِبنَ الزُّبَيرِ كَريهَةٍ
…
شَدَدتُ لَها مِن آخِرِ اللَّيلِ أسرجا
لفِتيانِ صِدقٍ فَوقَ جُردٍ كَأَنَّها
…
قِداحٌ بَراها الماسِخِيُّ وَسَحَّجا
عبيد الله الجَعفي (? - 68 هـ/? - 687 م) عبيد الله بن الحَر الجَعفي، شاعر من بني منجح، ولد ونشأ في الكوفة، اشترك في حرب القادسية، وناصر معاوية، فكان يكرمه، ثم حارب بني أمية، وكان له مواقف من الفتنة، ثم مات قتلًا بيد رجل يقال له عياش، ويعد من الشعراء اللصوص، له شعر في كتاب أشعار اللصوص وأخبارهم.-الموسوعة الشعرية.
{كِرَامًا (72)} [72] كاف، ومعنى: كرامًا، أي: معرضين عن أهل اللغو.
{وَعُمْيَانًا (73)} [73] كاف.
{قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [74] جائز؛ للابتداء بعد بالجملة الفعلية.
{إِمَامًا (74)} [74] حسن.
{بِمَا صَبَرُوا} [75] جائز، ومثله:«وسلامًا» ، وقال أبو عمرو: كاف، وأكفى منه «خالدين فيها» ؛ لاتصال الحال بذيّها.
{حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)} [76] تام.
{لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [77] كاف، لاختلاف الجملتين.
{فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} [77] جائز؛ للابتداء بالتهديد.
آخر السورة تام.