المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الحج مكية إلّا قوله: «ومن الناس من يعبد الله» الآيتين، وقيل: - منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني - جـ ٢

[الأشموني، المقرئ]

فهرس الكتاب

- ‌سورة مريم

- ‌سورة طه

- ‌سورة الأنبياء

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة الملائكة

- ‌سورة يس

- ‌سورة والصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الدخان

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة القتال

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الذَّاريات

- ‌سورة والطُّور

- ‌سورة والنَّجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحِنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقين

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطَّلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة القلم

- ‌سورة الحاقَّة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزَّمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة والمرسلات

- ‌سورة النبأ

- ‌سورة والنازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة الرحيق

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة والشمس

- ‌سورة والليل

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة الانشراح

- ‌سورة والتين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البيِّنة

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة والعاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة والعصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النصر

- ‌سورة تبت

- ‌سورة الإخلاص

- ‌الفلق والناس

- ‌[خاتمة الكتاب]

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌ ‌سورة الحج مكية إلّا قوله: «ومن الناس من يعبد الله» الآيتين، وقيل:

‌سورة الحج

مكية

إلّا قوله: «ومن الناس من يعبد الله» الآيتين، وقيل: إلى «خصمان» فمدني.

-[آيها:] وهي سبعون وأربع آيات.

- وكلمها: ألف ومائتان إحدى وتسعون كلمة.

- وحروفها: خمسة آلاف ومائة وخمسة وسبعون حرفًا.

وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع ثلاثة مواضع:

1 -

{لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [19].

2 -

{فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ} [44].

3 -

{فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} [51].

{اتَّقُوا رَبَّكُمْ} [1] كاف.

{عَظِيمٌ (1)} [1] تام؛ إن نصب «يوم» بفعل مضمر، وليس بوقف إن نصب بما قبله.

{حَمْلَهَا} [2] حسن، ومثله:«سكارى» الأول دون الثاني؛ لأنَّ «لكنّ» لابد أن تقع بين متنافيين، وهما الحالتان: حالة هينة، وهي: الذهول، وعذاب الله، وهو ليس بهين.

{شَدِيدٌ (2)} [2] تام.

{مَرِيدٍ (3)} [3] كاف.

{مَنْ تَوَلَّاهُ} [4] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «فإنَّه يضله» موضع (أنَّ) الثانية كموضع الأولى، والأولى نائب الفاعل، والثانية عطف عليها.

{السَّعِيرِ (4)} [4] تام، ولا وقف من قوله:«يا أيها الناس» إلى «لنبين لكم» فلا يوقف على «من تراب» ، ولا على «غير مخلقة» .

{لِنُبَيِّنَ لَكُمْ} [5] حسن، لمن قرأ:«ونقرُّ» بالرفع، والواو ليست للعطف بل استئنافية، وبرفعها قرأ العامة (1)، وليس بوقف لمن قرأ:«ونقرَّ» ، و «نخرِجَكُم» بالنصب فيهما، وبها قرأ عاصم ويعقوب (2)؛ تعليل معطوف على تعليل.

(1) أي: الأئمة العشرة. وجه من قرأ بنصب الراء؛ فذلك عطفا على: {لِنُبَيِنَ} ، وهذه القراءة في البحر المحيط (6/ 352)، ومختصر الشواذ (ص: 94)، غير أنه لا يقرأ بها لأحد من القراء من طرق النشر والشاطبية. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 390)، الكشاف (3/ 6)، البحر المحيط (6/ 352).

(2)

في غير المتواتر، وكذا المفضل-أبو زيد، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 390)، الإملاء للعكبري (2/ 76)، البحر المحيط (6/ 352)، الكشاف (3/ 6)، تفسير الرازي (23/ 7).

ص: 45

{مُسَمًّى} [5] حسن، ومثله:«أشدكم» ، وكذا «من يتوفى» .

{إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ لام التعليل متصلة بما قبلها.

{شَيْئًا} [5] تام.

{هَامِدَةً} [5] حسن؛ للابتداء بالشرط.

{وَرَبَتْ} [5] جائز.

{بَهِيجٍ (5)} [5] كافٍ، ولا وقف من قوله:«ذلك بأنَّ الله هو الحق» إلى «من في القبور» فلا يوقف على «الحق» ؛ لأنَّ (أنَّ) الثانية معطوفة؛ على (أنَّ) الأولى، ولا على «الموتى» ، ولا على «قدير» ولا على «ريب فيها» للعطف؛ لأنَّه صيّرها كالشيء الواحد، ومن حيث أنَّ قديرًا رأس آية يجوز.

{مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)} [7] تام.

{مُنِيرٍ (8)} [8] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ثاني عطفه» حال من الضمير المستكن في «يجادل» ، أي: معرضًا، وقيل: لاويًا عنقه.

{عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [9] حسن.

{لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} [9] كاف، ومثله:«عذاب الحريق» ؛ على استئناف ما بعده.

{ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} [10] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وأنَّ الله ليس بظلام» موضع «أن» جر عطفًا على ما في قوله: «بما قدمت يداك» المعنى: وبأنَّ الله ليس بظلام، وإن جعلت «أنّ» في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: والأمر أنّ

الخ حسن الوقف على «يداك» ، ومثله: على قراءة من قرأ في الشاذ (1): «وإنَّ الله» بكسر الهمزة على الابتداء.

{لِلْعَبِيدِ (10)} [10] تام.

{عَلَى حَرْفٍ} [11] جائز، وفيه الفصل بين المفسِّر والمفسَّر؛ لأنَّ قوله:«فإن أصابه»

الخ تفسير للحرف.

{اطْمَأَنَّ بِهِ} [11] تام عند نافع.

{عَلَى وَجْهِهِ} [11] حسن.

{وَالْآَخِرَةَ} [11] كاف، ومثله:«المبين» ؛ على استئناف ما بعده، واختلف في إعراب:«يدعو» الثانية، وحاصله: أنَّ فيه وجوهًا عشرة ذكرها أبو حيان، والذي يخصنا منها ثلاثة، وذلك أنَّ «يدعو» إما أن تجعل مسلطة على الجملة من قوله:«لمن ضره أقرب من نفعه» أولا فإن جعلت مسلطة عليها، وأنَّ «يدعو» بمعنى: يقول، واللام للابتداء، و (مَن) اسم موصول مبتدأ، و «ضره» مبتدأ، و «أقرب»

(1) لم أستدل عليها في أيٍّ من المصادر التي رجعت إليها.

ص: 46

خبر الثاني، وخبر (مَن) محذوف تقديره: يقول للذي ضره أقرب من نفعه إلهي، كما قال الشاعر:

يَدعونَ عَنتَرَ وَالرِماحُ كَأَنَّها

أَشطانُ بِئرٍ في لَبانِ الأَدهَمِ (1)

أراد يقول: يا عنيتر، فالجملة في محل نصب بـ «يدعو» ؛ لأنَّها مسلطة عليها، فلا يوقف على «يدعو» ؛ لتعلق ما بعدها بما قبلها، ولبئس المولى مستأنف، ونسب هذا لأبي علي الفارسي، وإن لم تجعل «يدعو» مسلطة على الجملة، وأنّ «يدعو» الثانية توكيد، لـ «يدعو» الأولى، ولا معمول لها، وفي تكريرها إيذان بأنَّه مقيم على الضلال؛ فكأنَّه قيل: يدعو من دون الله الذي لا يضره ولا ينفعه، فتكون الجملة معترضة بين المؤكِّد والمؤكَّد، فلا تقتضي مفعولًا ثانيًا، وعلى هذا يحسن الوقف على «يدعو» ، وقوله:«لمن ضره» مستأنف، واللام للابتداء، و (مَن) مبتدأ، و «ضره» مبتدأ ثان، و «أقرب» خبر الثاني، والجملة خبر الأول، أو الخبر محذوف، دل عليه:«لبئس المولى» ، والتقدير: لمن ضره أقرب من نفعه إلهه، والجملة صلة، ويجوز أن يكون «يدعو» من متعلق «الضلال» ، وإن ذلك اسم موصول، بمعنى: الذي، عند الكوفيين: إذ يجيزون في أسماء الإشارة كلها أن تكون موصولة، والبصريون: لا يكون عندهم من أسماء الإشارة موصول، إلّا (ذا) بشرط أن يتقدم عليها (ما)، أو (مَن) الاستفهاميتان، فـ «هو» مبتدأ، و «الضلال» خبره، والجملة صلة، والموصول وصلته في محل نصب مفعول «يدعو» ، والمعنى: يدعو الذي هو الضلال البعيد، وهذا تكلف إذ لو كان كذلك لانتصب الضلال، وقوله:«هو» عماد لا يمنع الإعراب، كقوله:«تجدوه عند الله هو خيرًا» ، فـ «خيرًا» مفعول ثان، لـ «تجدوه» ، وعلى هذا يوقف على «يدعو» ، والكلام على بقية الوجوه يستدعي طولًا، إذ لو أراد الإنسان استقصاء الكلام لاستفرغ عمره، ولم يحكم أمره، وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف، وفيما ذكر كفاية،،، ولله الحمد

{وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13)} [13] تام.

{الْأَنْهَارُ} [14] حسن، وقيل: كاف.

{مَا يُرِيدُ (14)} [14] تام.

(1) هو من الكامل، وقائله عنترة بن شداد، من معلقته الشهيرة التي يقول في مطلعها:

هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ

أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّم

عَنتَرَة بن شَدّاد (? - 22 ق. هـ/? - 601 م) عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى، من أهل نجد، أَمةٌ حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السواد منها، وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسًا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسًا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، كان مغرمًا بابنة عمه عبلة فَقَلّ أن تخلو له قصيدة من ذكرها، اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش طويلًا، وقتله الأسد الرهيص أو جبار ابن عمرو الطائي.-الموسوعة الشعرية

ص: 47

{وَالْآَخِرَةِ} [15] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد، وهو «فليمدد» ، وهكذا لا وقف إلى «ما يغيظ» فلا يوقف على «السماء» ، ولا على «فلينظر» ؛ لأنَّ الجملة وإن كانت في اللفظ منفصلة فهي في المعنى متصلة.

{مَا يَغِيظُ (15)} [15] كاف.

{بَيِّنَاتٍ} [16] ليس بوقف؛ لأنَّ موضع «أن» نصب بما قبلها عطفًا على مفعول «أنزلناه» ، أي: وأنزلنا أنَّ الله يهدي، أو على حذف حرف الجر، أي: ولأنَّ الله يهدي من يريد أنزلناه، وليس بوقف أيضًا إن جعلت» أنَّ الله» خبر «أنّ» الأولى كقول الشاعر:

يَكفي الخَليفَةَ أَنَّ اللَهَ سَربَلَهُ

سِربالَ مُلكٍ بِهِ تُرجى الخَواتيمُ (1)

وإن جعلت «أنّ» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: والأمر أنَّ الله يهدي، حسن الوقف على «بينات» .

{مَنْ يُرِيدُ (16)} [16] تام، ولا وقف من قوله:«إنَّ الذين آمنوا» ، إلى «يوم القيامة» ؛ لاتصال الكلام بعضه ببعض في المعنى، فلا يوقف على «والنصارى» ، ولا على «والمجوس» ، ولا على «أشركوا» ؛ لأنَّ «أنَّ» الثانية خبر «أنّ» الأولى كما تقدم في البيت.

{يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [17] حسن.

{شَهِيدٌ (17)} [17] تام، ولا وقف من قوله:«ألم تر» ، إلى «الدَّوآب» فلا يوقف على «والجبال» .

{وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} [18] أحسن مما قبله؛ على أنّ ما بعده مبتدأ، وخبره «حق» ، أو فاعل لفعل محذوف، أي: وسجد كثير من الناس، وأبى كثير، فحق عليه العذاب، وليس بوقف إن عطف على ما قبله، وجعل داخلًا في جملة (الساجدين)، أي: وكثير من الكفار يسجدون، وهم اليهود والنصارى، ومع ذلك فالعذاب عليهم.

{الْعَذَابُ} [18] حسن.

{مِنْ مُكْرِمٍ} [18] كاف.

{مَا يَشَاءُ ((18)} [18] تام.

{فِي رَبِّهِمْ} [19] حسن، ومثله:«من نار» .

{الْحَمِيمُ (19)} [19] جائز؛ لأنّ «يصهر» يصلح مستأنفًا وحالًا.

(1) هو من البسيط، وقائله جرير، من قصيدة يقول في مطلعها:

أَواصِلٌ أَنتَ سَلمى بَعدَ مَعتَبَةٍ

أَم صارِمُ الحَبلِ مِن سَلمى فَمَصرومُ

سبق ترجمته. الموسوعة الشعرية

ص: 48

{مَا فِي بُطُونِهِمْ} [20] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله.

{وَالْجُلُودُ (20)} [20] جائز، ورأس آية في الكوفي.

{مِنْ حَدِيدٍ (21)} [21] كاف.

{أُعِيدُوا فِيهَا} [22] حسن.

{عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)} [22] تام؛ للابتداء بـ «إن» .

{الْأَنْهَارُ} [23] حسن، ومثله:«من ذهب» ، لمن قرأ:«ولؤلؤًا» بالنصب، أي: ويؤتون لؤلؤًا، وليس بوقف لمن قرأه: بالجر (1)، عطفًا على محل «من ذهب» .

{وَلُؤْلُؤًا} [23] حسن.

{حَرِيرٌ (23)} [23] كاف.

{الْحَمِيدِ (24)} [24] تام؛ لأنَّه آخر القصة.

{الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ} [25] حسن، إن رفع «سواءٌ» مبتدأ، وما بعده جملة في محل رفع خبر وكذا إن جعل خبرًا مقدّمًا، و «العاكف» مبتدأ مؤخرًا، وبالرفع قرأ: العامة، وليس بوقف لمن نصب «سواءً» مفعولًا ثانيًا، لـ «جعلناه» ، وهو حفص (2)، أو بالرفع على جعل الجملة مفعولًا ثانيًا لـ «جعلنا» لاتصاله بما قبله، فلا يقطع منه، وخبر «إنّ الذين كفروا» محذوف، أي: هلكوا.

{وَالْبَادِ} [25] تام في الوجوه كلها.

{بِظُلْمٍ} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد.

{أَلِيمٍ (25)} [25] تام.

{مَكَانَ الْبَيْتِ} [26] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده منصوب بما قبله، بناءً على أنَّ الخطاب في قوله:«أن لا تشرك بي شيئًا» ؛ لإبراهيم عليه السلام، وعلى أنَّه خطاب لنبينا عليه الصلاة والسلام يكون الوقف على «البيت» تامًا (3).

{شَيْئًا} [26] حسن؛ على استئناف الأمر.

(1) قرأ نافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب: بالنصب، وقرأ الباقون: بالجر؛ وجه من قرأ: {وَلُؤْلُؤَا} بالنصب هنا وفي فاطر [الآية: 33]؛ فذلك عطفًا على محل: {مِنْ أَسَاوِرَ} ، أي: يحلون أساور ولؤلؤًا. ووجه من قرأ: بالجر عطفًا على أساور. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 314)، البحر المحيط (6/ 361)، النشر (1/ 390)، الكشف للقيسي (2/ 118).

(2)

انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 314)، الإعراب للنحاس (2/ 396)، البحر المحيط (6/ 362)، التيسير (ص: 157)، تفسير الطبري (17/ 103)، تفسير القرطبي (12/ 34)، الحجة لابن خالويه (ص: 253)، الحجة لابن زنجلة (ص: 475)، السبعة (ص: 435)، الغيث للصفاقسي (ص: 296)، النشر (2/ 326).

(3)

انظر: تفسير الطبري (18/ 603)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

ص: 49

{السُّجُودِ (26)} [26] كاف، وقرأ الحسن وابن محيصن (1):«آذِنْ» ، بالمد والتخفيف؛ بمعنى: أعلم، وليس بوقف على أنّ الخطاب لإبراهيم وعليه، فلا يوقف من قوله:«وإذ بوأنا لإبراهيم» ، إلى «عميق» ، فلا يوقف على «شيئًا» ، ولا على «السجود» ؛ لأنَّ العطف يصيّرهما كالشيء الواحد، ولا يوقف على الحجج؛ لأنَّ «يأتوك» جواب الأمر.

{عَمِيقٍ (27)} [27] جائز، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ ما بعد اللام سبب في إيجاب ما قبلها.

{(مَنَافِعَلَهُمْ} [28] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده معطوف على ما قبله.

{مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [28] جائز، ومثله:«البائس الفقير» ، وكذا «بالبيت العتيق» ، وقيل: الوقف على ذلك بجعل ذلك مبتدأ حذف خبره، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: وذلك لازم لكم، أو الأمر ذلك، أو ألزموا ذلك الأمر الذي وصفناه، ثم تبتدئ: ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه (2).

و {عِنْدَ رَبِّهِ} [30] جائز، ومثله:«يتلى عليكم» ، وكذا «الأوثان» ، وكذا «قول الزور» ، وفيه الفصل بين الحال وذيّها؛ لأنَّ قوله:«حنفاء» حال من فاعل (اجتنبوا)، والأَوْلَى وصله، ومثله الوقف على «لله» ؛ لأنَّ «غير مشركين به» حال مؤكدة، إذ يلزم من كونهم «حنفاء» عدم الإشراك.

{غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} [31] تام؛ للابتداء بالشرط.

{مِنَ السَّمَاءِ} [31] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «فتخطفه الطير» بيان لما قبله، ولا يوقف على «الطير» ؛ لأنَّ «أو تهوى» عطف على (تخطفه).

{سَحِيقٍ (31)} [31] جائز، وقيل: الوقف على ذلك إشارة إلى اجتناب الرجس والزور.

{شَعَائِرَ اللَّهِ} [32] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد.

{الْقُلُوبِ (32)} [32] كاف.

{أَجَلٍ مُسَمًّى} [33] جائز.

{الْعَتِيقِ (33)} [33] تام.

{بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [34] حسن.

{إِلَهٌ وَاحِدٌ} [34] جائز.

{فله أَسْلِمُوا} [34] حسن.

{الْمُخْبِتِينَ (34)} [34] في محل «الذين» الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجر؛ فالرفع من وجهين، والنصب من وجه، والجر من ثلاثة؛ فإن رفعت «الذين» خبر مبتدأ محذوف، كان الوقف على

(1) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 364)، تفسير القرطبي (12/ 37)، تفسير الرازي (23/ 27).

(2)

انظر: تفسير الطبري (18/ 605)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

ص: 50

«المخبتين» تامًا، وكذا إن رفع مبتدأ، والخبر محذوف، أو جعل في محل نصب بتقدير: أعني، وليس بوقف إن جعل نعتًا، أو بدلًا أو بيانًا لما قبله.

{عَلَى مَا أَصَابَهُمْ} [35] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «والمقيمي الصلاة» عطف على «الصابرين» .

{يُنْفِقُونَ (35)} [35] تام، ورسموا:«والمقيمي» بياء كما ترى، وانتصب «والبدن» على الاشتغال؛ فكأنَّه قال: وجعلنا البدن جعلناها، كما قال الشاعر:

أصبحت لا أحمل السلاح ولا

أملك رأس البعير إن نفرا

والذئب أخشاه إن مررت به

وحدي وأخشى الرياح والمطرا (1)

{مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [36] حسن، ومثله:«لكم فيها خير» ، ومثله:«صوآف» ، وتقرأ:«صواف» على ثلاثة أوجه:

1 -

«صوافَّ» بتشديد الفاء (2)، أي: مصطفة؛ لأنَّها تصف ثم تنحر.

2 -

و «صوافِيَ» بالياء، جمع: صافية، أي: خوالص لله، وبها قرأ الحسن (3).

3 -

و «صوافِنَ» بالنون، واحدتها: صافنة، أي: أنَّ البدن تنحر قائمة، وتشد واحدة من قوائمها، فتبقى قائمة على ثلاثة، وبها قرأ ابن عباس (4)، فعند الحسن يوقف على الياء، وعند ابن عباس يوقف على النون، والباقون: يقفون على الفاء مشددة (5).

(1) هو من المنسرح، وقائله الربيع بن ضبع الفزاري، من قصيدة يقول في مطلعها:

أَقفر مِن أَهلِه الجريب إِلَى الز

زُجين إِلا الظباء والبَقرا

الربيع بن ضبع الفزاري (? - 7 ق. هـ/? - 615 م) الربيع بن ضبع بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد ابن عدي بن فزارة، كان من الخطباء الجاهليين، ومن فرسان فزارة المعدودين وشعرائهم، شهد يوم الهباءة وهو ابن مائة عام، وقاتل في حرب داحس والغبراء، قيل أنه أدرك الإسلام وقد كبر وخرف، وقيل أنه أسلم، وقيل منعه قومه أن يسلم.-الموسوعة الشعرية

(2)

وهي قراءة الأئمة العشرة بالاتفاق.

(3)

وهي بالياء مفتوحة، وكذا رويت عن أبي موسى الأشعري ومجاهد وزيد بن أسلم وشفيق وسليمان التيمي والأعرج، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 315)، الإعراب للنحاس (2/ 403)، الإملاء للعكبري (2/ 79)، البحر المحيط (6/ 369)، تفسير الطبري (17/ 118)، تفسير القرطبي (12/ 61)، الكشاف (3/ 14)، المحتسب لابن جني (2/ 81)، المعاني للفراء (2/ 226)، تفسير الرازي (23/ 36).

(4)

وكذا رويت عن عبد الله بن مسعود وابن عمر وابن عباس والباقر وقتادة ومجاهد وعطاء والضحاك والكلبي والأعمش وإبراهيم، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 403)، الإملاء للعكبري (2/ 79)، البحر المحيط (6/ 369)، تفسير الطبري (17/ 118)، تفسير القرطبي (12/ 61)، الكشاف (3/ 14)، المحتسب لابن جني (2/ 81)، المعاني للفراء (2/ 226).

(5)

أي: الأئمة العشرة.

ص: 51

{جُنُوبُهَا} [36] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعد الفاء جواب (إذا)، وكذا «فكلوا منها» ؛ لأنَّ «وأطعموا القانع والمعتر» معطوف على «فكلوا» ، ومثله:«سخرناها لكم» ؛ لأنَّ قوله: «لعلكم تشكرون» ؛ معناه: لتشكروا، فإنَّما وقع التسخير للشكر.

{وَالْمُعْتَرَّ} [36] حسن.

{تَشْكُرُونَ (36)} [36] تام.

{مِنْكُمْ} [37] حسن.

{عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [37] جائز.

{الْمُحْسِنِينَ (37)} [37] تام.

{عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا} [38] كاف.

{كَفُورٍ (38)} [38] تام.

{بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} [39] حسن.

{لَقَدِيرٌ (39)} [39] في محل «الذين» الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجر؛ فالرفع من وجهين، والنصب من وجه، والجر من ثلاثة، فإن رفع خبر مبتدأ محذوف، أي: هم الذين، أو رفع بالابتداء، والخبر محذوف، أو نصب بتقدير: أعني، كان تامًا، وليس بوقف إن جعل بدلًا من «الذين» الأول، أو نعتًا «للذين يقاتلون» فلا يفصل بين البدل والمبدل منه، ولا بين النعت والمنعوت بالوقف.

{بِغَيْرِ حَقٍّ} [40] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «إلّا أن يقولوا» موضعه جر صفة لـ «حق» فلا يقطع عنه؛ كأنّه قال: ما أخرجوا من ديارهم، إلّا بقولهم: ربنا الله.

{بِبَعْضٍ} [40] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «لهدمت» جواب: «لو» .

{وَصَلَوَاتٌ} [40] جائز، ثم تبتدئ:«ومساجد» بإضمار خبر، أي: ومساجد كذلك، أو بإعادة الفعل للتخصيص، أي: لهدمت؛ لأنَّ الله خصّ المساجد بذكر الله، أو لأنَّ الضمير بعد يعود عليها خاصة كما عاد على الصلاة في قوله:«واستعينوا بالصبر والصلاة» ، وإنَّها ومن جعل الضمير عائدًا على جميعها؛ أراد: لهدمت كنائس زمن موسى، وصوامع، وبيع زمن عيسى، ومساجد زمن نبينا، وكان الوقف «كثيرًا» .

{مَنْ يَنْصُرُهُ} [40] حسن.

{عَزِيزٌ (40)} [40] تام، إن رفع «الذين» بالابتداء، والخبر محذوف، أو عكسه، وحسن إن جر بدلًا أو نعتًا لما قبله.

{الْمُنْكَرِ} [41] حسن.

{الْأُمُورِ (41)} [41] تام.

ص: 52

{وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ} [44] حسن.

{وَكُذِّبَ مُوسَى} [44] كاف.

{ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} [44] حسن؛ للابتداء بالتهديد والتوبيخ.

{نَكِيرِ (44)} [44] كاف.

{وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [45] جائز.

{عَلَى عُرُوشِهَا} [45] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وبئر معطلة» مجرور عطفًا على من «قرية» ولا يوقف على «معطلة» ؛ لأنَّ قوله: «وقصر» مجرور عطفًا على «بئر» .

{وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)} [45] كاف، وقيل: تام.

{يَسْمَعُونَ بِهَا} [46] جائز، وقيل: كاف؛ للابتداء بـ (إن) مع الفاء.

{الْأَبْصَارُ} [46] ليس بوقف؛ لأنَّ «لكن» لابد أن تقع بين متباينين، وهنا ما بعدها مباين لما قبلها.

{فِي الصُّدُورِ (46)} [46] تام.

{بالعذابِ} [47] جائز.

{وَعْدَهُ} [47] حسن.

{مِمَّا تَعُدُّونَ (47)} [47] تام.

{ثُمَّ أَخَذْتُهَا} [48] حسن.

{الْمَصِيرُ (48)} [48] تام، ومثله:«مبين» ، وكذا «كريم» .

{مُعَاجِزِينَ} [51] أي: مثبطين، ليس بوقف، وهكذا إلى «الجحيم» ، وهو: تام؛ لتناهي خبر «الذين» .

{وَلَا نَبِيٍّ} [52] ليس بوقف؛ لأنَّ حرف الاستثناء بعده، وهو الذي به يصح معنى الكلام.

{فِي أُمْنِيَّتِهِ} [52] حسن.

{ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ} [52] كاف، ومثله:«حكيم» إن علقت اللام بعده بمحذوف، وليس بوقف إن علقت بـ «يحكم» ، وحينئذ لا يوقف على «آياته» ، ولا على «حكيم» ، ولا على «مرض» لارتباط الكلام بما بعده؛ لأنَّ قوله:«والقاسية» مجرور عطفًا على «للذين في قلوبهم مرض» .

{وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} [53] تام.

{بَعِيدٍ (53)} [53] جائز؛ لكونه رأس آية.

{فَيُؤْمِنُوا بِهِ} [54] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «فتخبت» منصوب عطفًا على ما قبله.

{فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} [54] حسن، وقال العماني: لا يوقف من قوله: «الجحيم» إلى «فتخبت له

ص: 53

قلوبهم»، إلا على سبيل التسامح لارتباط الكلام بعضه ببعض، وذلك أنَّ اللام في:«ليجعل ما يلقي الشيطان» ، (لام كي)، وهي متعلقة بما قبلها، واللام في «وليعلم» ، (لام كي) أيضًا معطوفة على اللام الأولى، والمعنى: أنَّ الله قد أحكم آياته وأبطل وسوسة الشيبطان بما ألقاه على لسان نبيه؛ ليجعل رجوع النبي عما ألقاه الشيطان محنة، واختبار للمنافقين والقاسية قلوبهم، وليعلم المؤمنون أن القرآن حق لا يمازجه شيء (1).

{إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)} [54] تام، ومثله:«عقيم» على استئناف ما بعده.

{يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} [56] حسن، وإن كان ما بعده متصلًا بما قبله في المعنى؛ لكونه بيانًا للحكم.

{فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56)} [56] تام.

{بِآَيَاتِنَا} [57] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعد الفاء خبر لما قبلها، وإنَّما دخلت الفاء في خبر «الذين» لما تضمن المبتدأ معنى الشرط، كما في قوله:«إن الموت الذي تفرون منه فإنَّه ملاقيكم» ، أراد: من فر من الموت لقيه كقوله:

وَمَنْ هَابَ أَسْبَابُ المَنِيَّةُ يَلُفُّهَا

ولَوْ رامَ أَنْ يَرْقَى السَّماءَ بسُلَّمِ (2)

{مُهِينٌ (57)} [57] تام.

{أَوْ مَاتُوا} [58] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده خبر «الذين» وإن كان معه قسم محذوف.

{رِزْقًا حَسَنًا} [58] حسن.

{خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58)} [58] كاف.

{يَرْضَوْنَهُ} [59] حسن.

{حَلِيمٌ (59)} [59] تام، وقيل: الوقف على ذلك، أي: ذلك لهم.

(1) انظر: تفسير الطبري (18/ 670)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.

(2)

قائله زهير بن أبي سلمى، من قصيدة يقول في مطلعها:

ومَنْ يَعْصِ أطرافَ الزِّجاجِ فإنَّه

يُطِيعُ العَوالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَم

ولفظه فيها جاء على النحو التالي:

ومضنْ هابَ أسْبابَ المَنايا يَنَلْنَهُ

ولَوْ رامَ أَنْ يَرْقَى السَّماءَ بسُلَّم

زُهَير بن أبي سُلمَى (? - 13 ق. هـ/? - 609 م) زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر، حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة، قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان أبوه شاعرًا، وخاله شاعرًا، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة، ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد)، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام، قيل: كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمّى (الحوليات)، أشهر شعره معلقته التي مطلعها:(أمن أم أوفى دمنة لم تكلم)، ويقال: إن أبياته في آخرها تشبه كلام الأنبياء.-الموسوعة الشعرية

ص: 54

{ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ} [60] ليس بوقف؛ لأنَّ الذي بعده قد قام مقام جواب الشرط.

{لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [60] كاف.

{غَفُورٌ (60)} [60] تام، ولا وقف إلى «بصير» فلا يوقف على «ويولج النهار في الليل» ؛ لأنَّ (أن) في موضعها جر بالعطف على ما قبلها.

{بَصِيرٌ (61)} [61] تام.

{الْحَقُّ} [62] ليس بوقف، وكذا لا يوقف على «الباطل» ؛ لأنَّ «وأن الله» موضعها جر بالعطف على ما قبلها.

{بصيرٌ (62)} [62] تام.

{مَاءً} [63] حسن؛ لأنَّ قوله: «فتصبح» ليس في جواب الاستفهام في قوله: «ألم تر أنَّ الله أنزل من السماء ماءً فتصبح الأرض مخضرة» لا يتسبب عما دخل عليه الاستفهام، وهي رؤية المطر، وإنَّما تسبب ذلك عن نزول المطر نفسه، فلو كانت العبارة:(أنزل من السماء ماءً فتصبح الأرض مخضرة) ثم دخل الاستفهام لصح النصب. انتهى: شذورًا، وأنَّ المستقبل لا يعطف على الماضي، وهو:«ألم تر» بل «فتصيح» مستأنف، ولو كان جوابًا لكان منصوبًا بـ «أن» كقول جميل بن معمر العدوي الشاعر صاحب بثينة:

أَلَم تَسأَلِ الرَبعَ الخَلاءَ فَيَنطِقُ

وَهَل تُخبِرَنكِ اليَومَ بَيداءَ سَملَقُ (1)

برفع: ينطق، أي: فهو ينطق.

{مُخْضَرَّةً} [63] كاف.

{خَبِيرٌ (63)} [63] تام.

{وَمَا فِي الْأَرْضِ} [64] حسن.

(1) هو من الطويل، وقائله جميل بثينة، والبيت مطلع قصيدة له يقول فيها:

وَقَفتُ بِها حَتّى تَجَلَّت عَمايَتي

وَمَلَّ الوُقوفَ الأَرحَبِيُّ المُنَوَّقُ

بِمُختَلَفِ الأَرواحِ بَينَ سُوَيقَةٍ

وَأَحدَبَ كادَت بَعدَ عَهدِكِ تَخلُقُ

جَميل بُثَينَة (? - 82 هـ/? - 701 م) جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، أبو عمرو، شاعر من عشاق العرب، افتتن ببثينة من فتيات قومه، فتناقل الناس أخبارهما، شعره يذوب رقة، أقل ما فيه المدح، وأكثره في النسيب والغزل والفخر، كانت منازل بني عذرة في وادي القرى من أعمال المدينة ورحلوا إلى أطراف الشام الجنوبية، فقصد جميل مصر وافدًا على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه وأمر له بمنزل فأقام قليلًا ومات فيه.-الموسوعة الشعرية

ص: 55

{الْحَمِيدُ (64)} [64] تام، وكذا «سخر لكم ما في الأرض» على قراءة عبد الرحمن بن هرمز (1):«والفُلْكُ» بالرفع، والإجماع على خلافها، وليس بوقف على قراءة العامة (2):«والفلكَ» بالنصب عطفًا على ما قبله.

{بِأَمْرِهِ} [65] جائز.

{إِلَّا بِإِذْنِهِ} [65] حسن.

{رَحِيمٌ (65)} [65] تام.

{أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [66] في الثلاث جائز؛ لأنَّ كل جملة من الثلاث مستأنفة؛ لأنَّ «ثُمَّ» لترتيب الأخبار لا لترتيب الفعل، كقوله:«الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم» فوصل هذه أجود.

{لَكَفُورٌ (66)} [66] تام.

{هُمْ نَاسِكُوهُ} [67] جائز، ومثله:«في الأمر» .

{وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} [67] كاف.

{مُسْتَقِيمٍ (67)} [67] تام، ومثله:«تعملون» ، وكذا «تختلفون» .

{وَالْأَرْضِ} [70] كاف، وكذا «في كتاب» .

{يَسِيرٌ (70)} [70] تام.

{بِهِ سُلْطَانًا} [71] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «وما ليس لهم به علم» موضعه نصب بالعطف على «ما» الأولى.

{بِهِ عِلْمٌ} [71] حسن.

{مِنْ نَصِيرٍ (71)} [71] تام.

{بَيِّنَاتٍ} [72] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده جواب «إذا» .

{الْمُنْكَرَ} [72] جائز، وقيل: كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل جملة مفسرة لما قبلها.

{عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا} [72] كاف.

{مِنْ ذَلِكُمُ} [72] تام؛ إن رفعت «النارُ» بالابتداء (3)، وما بعدها خبرًا، وعكسه، أي: هي النار،

(1) وكذا رويت عن السلمي والأعرج وطلحة والزعفراني، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 80)، البحر المحيط (6/ 387)،تفسير الطبري (17/ 138)، الكشاف (3/ 21)

(2)

أي: الأئمة العشرة.

(3)

وهي قراءة الأئمة العشرة.

ص: 56

أو بنصبها؛ بتقدير: أعني، وبها قرأ الضحاك (1)، أو نصبت على اشتغال الفعل عن المفعول، وليس بوقف على قراءتها بالجر (2)؛ بدلًا من قوله:«بشرّ» ؛ لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف.

{كَفَرُوا} [72] حسن.

{الْمَصِيرُ (72)} [72] تام.

{فَاسْتَمِعُوا لَهُ} [73] كاف، وليس بوقف إن جعل ما بعده تفسيرًا للمثل إلى قوله:«يستنقذوه منه» .

{وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} [73] حسن.

{لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} [73] تام؛ لأنه آخر المثل، ومثله:«المطلوب» .

{حَقَّ قَدْرِهِ} [74] كاف.

{عَزِيزٌ (74)} [74] تام.

{وَمِنَ النَّاسِ} [75] حسن، ومثله:«بصير» ، وقيل: كاف؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا وصفة.

{وَمَا خَلْفَهُمْ} [76] حسن.

{الْأُمُورُ (76)} [76] تام.

{وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ} [77] حسن.

{وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} [77] ليس بوقف؛ لأنَّ (لعل) في التعلق كـ (لام كي).

{تُفْلِحُونَ ((77)} [77] كاف.

{حَقَّ جِهَادِهِ} [78] كاف، ومثله:«اجتباكم» .

{مِنْ حَرَجٍ} [78] كاف؛ إن نصب «ملةً» بالإغراء، أي: الزموا ملة أبيكم، وليس بوقف إن نصب بنزع الخافض، أو نصب «ملةً» بدلًا من «الخير» ، وقال الفراء: لا يوقف على «من حرج» ؛ لأنَّ التقدير عنده كـ «ملة أبيكم» ثم حذفت الكاف؛ لأنَّ معنى: وما جعل عليكم في الدين من حرج؛ وسّع الله عليكم الدين كملة أبيكم، فلما حذفت الكاف انتصبت «ملة» لاتصالها بما قبلها، والقول بأنَّ «ملة» منصوبة على الإغراء أولى؛ لأنَّ حذف الكاف لا يوجب النصب، وقد أجمع النحويون: أنَّه إذا قيل زيد كالأسد، ثم حذفت الكاف، لم يجز النصب، وأيضًا فإن قبله «اركعوا واسجدوا» فالظاهر: أن يكون

(1) وبالنصب قرأ أيضًا ابن أبي عبلة وإبراهيم بن يوسف والأعشى وزيد بن علي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 80)، البحر المحيط (6/ 389)، تفسير القرطبي (12/ 96)، الكشاف (3/ 22)، تفسير الرازي (23/ 67).

(2)

وهي قراءة ابن أبي إسحاق وإبراهيم بن نوح وقتيبة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإملاء للعكبري (2/ 80)، البحر المحيط (6/ 389)، تفسير القرطبي (12/ 96)، تفسير الرازي (23/ 67).

ص: 57

هذا على الأمر، أي: اتبعوا ملة أبيكم إبراهيم، فإلى الأوّل ذهب ابن عباس ومجاهد، قالا: قوله «هو سماكم» ؛ أي: الله سماكم المسلمين من قبل، أي: من قبل هذا القرآن في الكتب كلها، وفي الذكر، وفي هذا القرآن، وقال الحسن: هو، أي: إبراهيم سماكم المسلمين من قبل، يريد في قوله:«ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك» ، فإذا هو صلى الله عليه وسلم سأل الله لهم هذا الاسم؛ فعلى الأول الوقف على «ما هو سماكم المسلمين من قبل» ، وفي هذا تام، وعلى الثاني الوقف على «هو سماكم المسلمين من قبل» ، كاف، وعلى الأول تكون اللام في «ليكون الرسول» متعلقة بمحذوف، وهو المختار من وجهين أحدهما: أنّ قوله: «ربنا واجعلنا مسلمين لك .. » الآية ليس تسمية وإنَّما هو دعاء، والثاني: ورود الخبر أنّ الله سمانا المسلمين كما روي أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: «تداعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله» (1)، وليس بوقف، أي: على الأول إن علقت اللام بما قبلها. انظر: النكزاوي، وفي كون إبراهيم دعا الله فاستجاب له وسمانا المسلمين ضعف، إذ قوله:«وفي هذا» عطف على «من قبل» وهذا إشارة إلى القرآن، فيلزم أنَّ إبراهيم سمانا المسلمين في القرآن، وهو غير واضح؛ لأنَّ القرآن نزل بعد إبراهيم بمدد؛ فبذلك ضعف رجوع الضمير إلى إبراهيم، والمختار رجوعه إلى الله تعالى، ويدل له قراءة أُبيّ:«سماكم المسلمين» بصريح الجلالة (2)، أي: سماكم في الكتب السابقة، وفي هذا القرآن أيضًا، وهذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد

(1) من حديث قال فيه النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ، اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ: السَّمْعُ، وَالطَّاعَةُ، وَالْجِهَادُ، وَالْهِجْرَةُ، وَالْجَمَاعَةُ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ، إِلَاّ أَنْ يَرْجِعَ، وَمَنِ ادَّعَى دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللهِ» . وقال الألباني: صحيح، المشكاة برقم:(3694)، وصحيح الجامع برقم:(1724)، وأخرجه أحمد (4/ 130، برقم: 17302)، و (4/ 202، وبرقم: 17953) قال: حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا أبو خَلَف، مُوسَى بن خَلَف - كان يُعَدُّ من البُدَلاء - قال: حدَّثنا يَحيى بن أَبي كَثِير. والتِّرْمِذِيّ برقم: (2863)، قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، حدَّثنا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، حدَّثنا أَبَان بن يَزِيد، حدَّثنا يَحيى بن أَبي كَثِير. وفي رقم:(2864) قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن بَشَّار، حدَّثنا أبو داود الطَّيَالِسِي، حدَّثنا أَبَان بن يَزِيد، عن يَحيى بن أَبي كَثِير. والنَّسائي، في الكبرى برقم:(8815 و 11286)، قال: أخبرنا هِشَام بن عَمَّار، قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن شُعَيْب، قال: أخبرني مُعَاوِيَة بن سَلَاّم. وابن خزيمة برقم: (483 و930)، قال: حدَّثنا أبو مُحَمَّد، فَهْد ابن سُلَيْمَان المِصْرِي، حدَّثنا أبو تَوْبَة، يَعْنِي الرَّبِيع بن نافع، حدَّثنا مُعَاوِيَة بن سَلَاّم. وفي رقم:(1895)، قال: حدَّثنا أبو مُوسَى، مُحَمَّد بن المُثَنَّى، حدَّثنا أبو داود، سُلَيْمَان بن داود، حدَّثنا أَبَان، يَعْنِي ابن يَزِيد العَطَّار، عن يَحيى بن أَبي كَثِير. كلاهما:(يَحيى بن أَبي كَثِير، ومُعَاوِيَة بن سَلَاّم) عن زَيْد بن سَلَاّم، عن جَدِّهِ مَمْطُور أَبي سَلَاّم، فذكره.

(2)

أي تقرأ: «الله سماكم المسلمين» ، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (6/ 391)، الكشاف (3/ 24).

ص: 58

{النَّاسِ (} [78] كاف، وقيل: تام.

{وَآَتُوا الزَّكَاةَ} [78] جائز ومثله: «هو مولاكم» ، وقيل: كاف.

آخر السورة تام.

ص: 59