الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة القصص
مكية
إلَّا قوله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ} [85] الآية فإنَّها نزلت بالجحفة، وإلَّا قوله:{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} [52]، إلى {الْجَاهِلِينَ (55)} [55] فمدني.
-[آيها:] وهي ثمان وثمانون آية إجماعًا.
- وكلمها: ألف وأربعمائة وإحدى وأربعون كلمة.
- وحروفها: خمسة آلاف وثمانمائة حرف.
وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل.
{طسم (1)} [1] تقدم الكلام عليه.
{الْمُبِينِ (2)} [2] كاف؛ إن جعل «تلك» مبتدأ، و «آيات الكتاب» خبره «هذا» إن وقفت على «طسم» وإلَّا فالوقف على «المبين» تام.
{بِالْحَقِّ} [3] ليس بوقف؛ لأنَّ اللام بعده من صلة ما قبله.
{يُؤْمِنُونَ (3)} [3] تام.
{شِيَعًا} [4] صالح؛ لأنَّ ما بعده يصلح مستأنفًا، وحالًا من الضمير في «وجعل» ، أو صفة لـ «شيعًا» ، و «يذبح» بدلًا من محل يستضعف، وأنَّه كان من «المفسدين» بيان للنبأ.
{نِسَاءَهُمْ} [4] كاف.
{مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)} [4] تام.
{فِي الْأَرْضِ} [5] ليس بوقف؛ لأنَّ قوله: «ونجعلهم أئمة» منصوب بالنسق على ما عملت فيه «أن» ، وكذا «أئمة» لعطف ما بعده على ما قبله.
{الْوَارِثِينَ (5)} [5] جائز.
{وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} [6] حسن؛ على قراءة حمزة والكسائي (1): «ويرى فرعون» بالياء والإمالة، ورفع:«فرعونُ» وما بعده ثلاثيًا مستأنفًا؛ فكأنه قال: «ويرى فرعون وهامان وجنودهما» ، وليس بوقف على قراءة الباقين بالنون المضمومة ونصب «فرعونَ» (2)، وما بعده لأنَّ الواو في «ونرى»؛ بمعنى: اللام.
{مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)} [6] تام.
{أَنْ أَرْضِعِيهِ} [7] حسن؛ للابتداء بالشرط.
{فِي الْيَمِّ} [7] جائز.
{وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي} [7] كاف؛ للابتداء بـ «إنَّا» ، ومثله:«من المرسلين» أفصح ما في الكتاب، «وأوحينا إلى أم موسى» الآية؛ لأنَّ فيها أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين (3).
{وَحَزَنًا} [8] كاف.
{خَاطِئِينَ (8)} [8] تام.
{قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} [9] كاف، وقال الزجاج: تام، قال الكواشي: يحمل قول الزجاج إن لم يرد بقوله: تام، التام المعروف عند أهل هذا الفن؛ بل أراد الصالح، وكأنه يشير إلى استحباب الوقف على «لك» لئلا يتوهم أنَّ الوقف على «لا» جائز، ومما يقوى هذا أنَّ الزجاج قلما تعرض إلى ذلك الوقف والله أعلم بكتابه. اهـ.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال: الوقف على «لا» ؛ لأنَّ امرأة فرعون قالت: «قرة عين لي ولك» ، فقال لها فرعون: أمَّا لك فنعم، وأما لي فلا، ليس هو لي قرة عين. فكان كما قال قال الفراء وأبو حاتم وجماعة من أهل الكوفة إن هذا لحن، ولا وجه لهذا الوقف في العربية؛ لأنَّه لو كان كذلك لقال: تقتلونه، بنون الرفع، إذ لا مقتضى لحذفها؛ لأنَّ حذفها إنَّما كان للنهي، فإذا بطل أن يكون نهيًا وجب ثبوت النون، فلما جاء بغير نون علم أنَّ العامل في الفعل «لا» فلا يفصل منه، وهذا القول أقدم من قائله، على مثل ابن عباس، وهو الإمام المقدم في الفصاحة والعربية وأشعار العرب وتأويل الكتاب والسنة، قال السدي: قال ابن عباس: لو أنَّ فرعون قال هو قرة عين لي لكان ذلك إيمانًا منه، ولهداه الله لموسى كما هدى زوجته، ولكنه أبى فحرم ذلك (4). ولقول ابن عباس مذهب سائغ في العربية، وهو: أن يكون «تقتلوه» معه حرف جازم قد أضمر قبل الفعل؛ لأنَّ ما قبله يدل عليه؛ فكأنَّه قال: قرَّة عين لي ولك لا، ثم قال: لا تقتلوه عسى أن ينفعنا، وتكون «لا» الأولى قد دلت على حذف الثانية، وقد جاء إضمار «لا» في القرآن في قوله:«يبين الله لكم أن تضلوا» ، أي: لئلا تضلوا، وقد جاء في الشعر
(1) وجه من قرأ: {يَرَى} بياء مفتوحة وإمالة الألف بعد الراء، و {فَرِعُونَ وَهامانَ وَجُنُودُهمَاِ} بالرفع؛ وذلك أن {يَرَى} مضارع، و {فِرْعَوْنَ} بالرفع فاعله، و {وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا} معطوفان عليه. وقرأ الباقون: بنون مضمومة وكسر الراء وفتح الياء مضارع: أرى، وهو منصوب لعطفه على المنصوب قبله، وهو قوله {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ} و «فرعون» بالنصب مفعوله، و «هامان» وجنودهما كذلك عطفا عليه. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 341)، البحر المحيط (7/ 105)، التيسير (ص: 170)، تفسير الرازي (24/ 226)، الكشف للقيسي (2/ 172).
(2)
انظر: المصادر السابقة.
(3)
انظر: تفسير القرطبي (1/ 76)، وتفسير الألوسي (20/ 45).
(4)
انظر: تفسير الطبري (19/ 525)، وتفسير ابن كثير (5/ 286)، وتفسير القرطبي (11/ 196)، وتفسير البغوي (6/ 192).
إضمار الجازم كقول أبي طالب يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم:
مُحَمَّد نَفدِ نَفسَكَ كُلُّ نَفسٍ
…
إِذا ما خِفتَ مِن أَمْرٍ تَبالا (1)
أراد: لتفد نفسك، ومنه:
فَقُلتُ اِدعي وَأَدعو إِنَّ أَندى
…
لِصَوتٍ أَن يُنادِيَ دَاعِيانِ (2)
أراد: ولأدعو، وقد اتفق علماء الرسم على كتابة:{قُرَّةُ عَيْنٍ لِي} [9] و {امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ} [9] بالتاء المجرورة فيهما، وكذا كل (امرأة) ذكرت مع زوجها، فهي بالتاء المجرورة كما تقدم، وهذا غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد
{أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [9] حسن.
{لا يَشْعُرُونَ (9)} [9] كاف.
{فَارِغًا} [10] جائز.
{لَتُبْدِي بِهِ} [10] ليس بوقف؛ لارتباط ما بعده به، ومفعول «تبدي» محذوف، أي: لتبدي به القول، أي: لتظهره.
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10)} [10] كاف.
{قُصِّيهِ} [11] حسن.
{لَا يَشْعُرُونَ (11)} [11] كاف، ولا وقف إلى «ناصحون» ، فلا يوقف على «من قبل» لمكان الفاء.
و {نَاصِحُونَ (12)} [12] كاف.
وقوله: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ} [12] الآية؛ يسمى عند أهل البيان الكلام الموجه؛ لأنَّ «أمه» لما قالت: هل أدلكم، فقالوا لها: أنَّك قد عرفتيه فأخبرينا من هو؟ فقالت: ما أردت إلَّا وهم ناصحون للملك فتخلصت منهم بهذا التأويل، ونظير هذا لما سئل بعضهم، وكان بين أقوام بعضهم يحب عليًا دون غيره، وبعضهم أبا بكر، وبعضهم عمر، وبعضهم عثمان، فقيل لهم: أيهم أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
(1) هو من الوافر، وقائله أبو طالب، والبيت جاء منفردًا عنه.-الموسوعة الشعرية
(2)
هو من الوافر، والبيت جاء ضمن أبيات للحطيئة، قال في أولها:
تَقولُ حَليلَتي لَمّا اِشتَكَينا
…
سَيُدرِكُنا بَنو القَرمِ الهِجان
الحُطَيئَة (? - 45 هـ/? - 665 م) جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو ملكية، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، كان هجاءًا عنيفًا، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه، وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.-الموسوعة الشعرية
فقال: من كانت ابنته تحته، ولا وقف من قوله:«فرددناه» إلى «لا يعلمون» ، فلا يوقف على «تقر عينها» لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على «تحزن» كذلك، ولا على «حق» لحرف الاستدراك بعده؛ لأنَّه يستدرك بها الإثبات بعد النفي، والنفي بعد الإثبات (1).
{لا يَعْلَمُونَ (13)} [13] كاف، ومثله:«علمًا» ، وكذا «المحسنين» .
{مِنْ أَهْلِهَا} [15] ليس بوقف لفاء العطف.
{يَقْتَتِلَانِ} [15] جائز، ومثله:«من عدوّه» الأول.
{فَقَضَى عَلَيْهِ} [15] حسن، ومثله:«الشيطان» .
{مُبِينٌ (15)} [15] كاف.
{فَاغْفِرْ لِي} [16] حسن.
{فَغَفَرَ لَهُ} [16] أحسن منه.
{الرَّحِيمُ (16)} [16] كاف، ومثله:«للمجرمين» .
{يَتَرَقَّبُ} [18] حسن، ومثله:«يستصرخه» .
{مُبِينٌ (18)} [18] كاف.
{لَهُمَا} [19] ليس بوقف؛ لأنَّ «قال» جواب «لما» .
{بالأمسِ} [19] حسن.
{فِي الْأَرْضِ} [19] جائز.
{مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)} [19] تام.
{لِيَقْتُلُوكَ} [20] حسن، ويجوز:«فاخرج» ، ولا يجمع بينهما.
{مِنَ النَّاصِحِينَ (20)} [20] كاف.
{يَتَرَقَّبُ} [21] حسن.
{الظَّالِمِينَ (21)} [21] كاف.
{تِلْقَاءَ مَدْيَنَ} [22] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «لما» لم يأت بعد.
{سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)} [22] كاف.
{يَسْقُونَ} [23] جائز.
{تَذُودَانِ} [23] كاف؛ لعدم العاطف.
{مَا خَطْبُكُمَا} [23] حسن، وكذا «الرعاء»؛ لأنَّ ما بعده منقطع؛ كأنَّه قال: لم خرجتما تعريضًا لموسى في إعانتهما.
(1) انظر: تفسير الطبري (19/ 533)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
{وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)} [23] كاف.
{فَسَقَى لَهُمَا} [24] ليس بوقف؛ للعطف بعده، ومثله:«إلى الظل» ؛ لأنَّ «فقال» جواب: «لما» .
{فَقِيرٌ (24)} [24] تام.
{عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [25] كاف؛ على استئناف ما بعده، وقد أغرب بعضهم ووقف على «تمشي» ، ثم ابتدأ على «استحياء» ، أي: على استحياء قالت، نقله السجاوندي عن بعضهم، ولعله جعل قوله:«على استحياء» حالًا مقدمة من «قالت» ، أي: قالت مستحيية؛ لأنّها كانت تريد أن تدعوه إلى ضيافتها، وما تدري أيجيبها أم لا؟ وهو وقف جيد، والأجود وصله.
{سَقَيْتَ لَنَا} [25] حسن.
{عَلَيْهِ الْقَصَصَ} [25] ليس بوقف؛ لأنَّ جواب «لما» لم يأت بعده.
{لَا تَخَفْ} [25] جائز.
{الظَّالِمِينَ (25)} [25] كاف، ومثله:«الأمين» .
{ثَمَانِيَ حِجَجٍ} [27] حسن، ومثله:«فمن عندك» ، وكذا «أشق عليك» .
{الصَّالِحِينَ (27)} [27] أحسن، مما قبله.
{بَيْنِي وَبَيْنَكَ} [28] كاف.
ثم تبتدئ: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ} [28]، و «ما» زائدة، والتقدير: أيّ الأجلين، فـ (أي)، شرطية منصوبة بـ «قضيت» ، وجوابها: فلا عدوان عليّ.
و {عَلَيَّ} [28] تام؛ لأنَّه آخر كلام موسى، ثم قال: أبو المرأتين نعم والله على ما نقول وكيل (1).
و {وَكِيلٌ (28)} [28] تام، وقيل: كاف.
{نَارًا} [29] حسن.
{امْكُثُوا} [29] جائز.
{نَارًا} [29] الثاني ليس بوقف لحرف الترجي بعده، وهو في التعلق كلام (كي)، وكذلك لا يوقف على «من النار» لحرف الترجي؛ لأنَّه في التعلق كـ (لام كي).
{تَصْطَلُونَ (29)} [29] كاف، ولا وقف من قوله:«فلما أتاها» ، إلى «عصاك» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «الأيمن» ، ولا على «من الشجرة» ، ولا على «رب العالمين» ؛ لعطف ما بعد الأخير على ما قبله، و «إن» تفسيرية، وكسرت «إني» لاستئناف المفسر للنداء.
{عَصَاكَ} [31] حسن، وقيل: كاف.
{وَلَمْ يُعَقِّبْ} [31] حسن، ومثله:«لا تخف» فصلًا بين البشارتين وتنبيهًا على النعمتين.
(1) انظر: المصدر السابق (19/ 564).
{مِنَ الْآَمِنِينَ (31)} [31] حسن، ومثله:«من غير سوء» ، و «من الرهب» ، و «ملأه» .
{فَاسِقِينَ (32)} [32] كاف.
{أَنْ يَقْتُلُونِ (33)} [33] حسن.
{يُصَدِّقُنِي} [34] جائز على القراءتين؛ فالجزم على أنَّه جواب قوله: «فأرسله» ، والرفع؛ على أنه صفة قوله:«ردًا» ، أو بالرفع قرأ حمزة وعاصم؛ وعلى قراءتهما يوقف على «ردًا» ، أو الباقون بالجزم (1).
{أَنْ يُكَذِّبُونِ (34)} [34] كاف.
{بِآَيَاتِنَا} [35] تام؛ إن علقت «بآياتنا» ، بـ «يصلون» ، وإن علقت بـ «الغالبون» كان الوقف على «إليكما» ، ويبتدئ:«بآياتنا» ؛ على «أنَّ» من ليست موصولة، أو موصولة، واتسع فيه والمعنى: أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا، فـ «بآياتنا» داخل في الصلة تبيينًا، وهذا غير سديد؛ لأنَّ النحاة يمنعون التفريق بين الصلة والموصول؛ لأنَّ الصلة تمام الاسم؛ فكأنَّك قدمت بعض الاسم وأنت تنوي التأخير، وهذا لا يجوز، قاله الأخفش، ومحمد بن جرير؛ لأنَّ إضافة الغلبة إلى الآيات أولى من إضافة عدم الوصول إليها؛ لأنَّ المراد بالآيات: العصا وصفاتها، وقد غلبوا بها السحرة، وإنَّما يجوز ما قاله: لو كان «بآياتنا» غير داخل في الصلة، وتكون تبيينًا هذا في تقديم الصلة وتفريقها، وأما حذف الموصول وإبقاء صلته عوضًا عنه، ودليلًا عليه نحو:«إنَّ المصدِّقين والمصدِّقات وأقرضوا الله» ، فهو سائغ كقول الشاعر:
فَمَن يَهجو رَسولَ اللَهِ مِنكُم
…
وَيَمدَحُهُ وَيَنصُرُهُ سَواءُ (2)
يريد ومن يمدحه وأيضًا يجوز الوقف على «إليكما» ، ثم يبتدئ:«بآياتنا» ؛ إن جعل «بآياتنا» قسمًا، وجوابه:«فلا يصلون» مقدمًا عليه، وردّ هذا أبو حيان وقال: جواب القسم لا تدخله الفاء، وإن جعل جوابه محذوفًا، أي: وحق آياتنا لتغلبن جاز، وقيل: متعلقة بـ «نجعل» أي: ونجعل لكما سلطانًا بآياتنا، وقيل: متعلقة بـ «يصلون» ، وهو المشهور، وقيل: متعلقة، بمحذوف، أي: إذهبا بآياتنا، وضعف قول من قال: إنَّ في الآية تقديمًا وتأخيرًا، وإنَّ التقدير: ويجعل لكما سلطانًا بآياتنا فلا يصلون إليكما؛ لأنَّ لا يقع في كتاب الله إلَّا بتوقيف، أو بدليل قطعي، انظر: السمين. وهذا
(1) قرأ عاصم، وحمزة:{يُصَدِّقُنِي} برفع القاف، وقرأ الباقون بالجزم؛ وجه من قرأ برفع القاف؛ أن ذلك على الاستئناف، أو الصفة لـ «ردءًا» ، أو الحال من الضمير في «أرسله». وقرأ الباقون: بالجزم جواب لفعل مقدر دل عليه: {أَرْسِلُهُ} . انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: 494)، المعاني للفراء (2/ 306)، الحجة لأبي زرعة (ص: 546)، الكشاف (3/ 176)، النشر (2/ 341).
(2)
هو من الوافر، وقائله حسان بن ثابت، من قصيدة يقول في مطلعها:
عَفَت ذاتُ الأَصابِعِ فَالجِواءُ
…
إِلى عَذراءَ مَنزِلُها خَلاءُ
- الموسوعة الشعرية.
غاية في بيان هذا الوقف،،، ولله الحمد
{الْغَالِبُونَ (35)} [35] تام، ولا وقف من قوله:«فلما جاءهم موسى» إلى «الأولين» فلا يوقف على «بينات» ؛ لأنَّ جواب «لما» لم يأت، ولا على «مفترى» ؛ لعطف ما بعده على ما قبله.
{الْأَوَّلِينَ (36)} [36] تام، على قراءة ابن كثير:«قال» بغير واو، جائز على قراءة الباقين بالواو (1)، وهو عطف جملة على جملة.
{عَاقِبَةُ الدَّارِ} [37] كاف.
{الظالمون (37)} [37] تام.
{غَيْرِي} [38] جائز، ولا يوقف على «إله موسى» ؛ لأنَّ ما بعده من مقول فرعون أيضًا، ووسمه شيخ الإسلام بالكافي، وعليه فلا كراهة للابتداء بما بعده؛ لأنَّ الوقف على هذا وما أشبهه القارئ غير معتقد لمعناه، وإنما هو حكاية قول قائله حكاه الله عنه هذا هو المعتمد كما تقدم غير مرة.
{مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)} [38] كاف.
{لَا يُرْجَعُونَ (39)} [39] جائز.
{فِي الْيَمِّ} [40] حسن.
{الظالمين (40)} [40] تام؛ على استئناف ما بعده.
{إِلَى النَّارِ} [41] حسن.
{لَا يُنْصَرُونَ (41)} [41] كاف.
{لَعْنَةً} [42] جائز، وقيل: لا يجوز؛ لأنَّ «ويوم القيامة» نسق على موضع في هذه؛ فكأنَّه قال: وألحقوا لعنة في الدنيا ولعنة يوم القيامة.
{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ} [42] حسن، ثم يبتدئ:«هم من المقبوحين» ، وهو: تام، ومثله:«يتذكرون» .
{إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ} [44] جائز.
{مِنَ الشَّاهِدِينَ (44)} [44] ليس بوقف؛ لتعلق حرف الاستدراك بما قبله.
{عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} [45] حسن، لاختلاف الجملتين.
{آياتنا} [45] ليس بوقف للعلة المذكورة.
{مُرْسِلِينَ (45)} [45] كاف.
{يَتَذَكَّرُونَ (46)} [46] تام؛ للابتداء بـ «لولا» ، ومثله:«من المؤمنين» فـ «لولا» الأولى حرف
(1) وجه من قرأ بغير واو؛ أن ذلك على الاستئناف، وهي كذلك في مصحف أهل مكة. وقرأ الباقون: بإثبات الواو عطفا للجملة على ما قبلها، وكذلك هي في مصاحفهم. انظر هذه القراءة في: الكشاف (3/ 178)، السبعة (ص: 394)، النشر (2/ 341).
امتناع، و «أن تصيبهم» في موضع المبتدأ، أي: لولا أصابتهم المصيبة، و «لولا» الثانية للتخصيص، وجوابها:«فنتبع» ، وجواب:«لولا» الأولى محذوف تقديره: ما أرسلناك منذرًا لهم.
{مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى (} [48] تام، وقيل: حسن للاستفهام بعده.
{مِنْ قَبْلُ} [48] كاف؛ لعدم العاطف، وللفصل بين الاستفهام والأخبار.
{تَظَاهَرَا} [48] جائز، قرأ الكوفيون (1):«سِحْرَان» ، أي: هما أي القرآن والتوراة، أو موسى وهرون؛ وذلك على المبالغة جعلوهما نفس السحر، أو على حذف مضاف، أي: ذو سحرين، والباقون (2):«سَاحِرَان تظاهرا» مخففًا فعلًا ماضيًا صفة لـ «ساحران» ، وقرئ (3):«تظَّاهرا» بتشديد الظاء فعلًا ماضيًا أيضًا، أصله: تتظاهران، فادغم وحذفت نونه تخفيفًا.
{كَافِرُونَ (48)} [48] تام، ومثله:«صادقين» .
{أَهْوَاءَهُمْ} [50] كاف، ومثله:«بغير هدى من الله» .
{الظَّالِمِينَ (50)} [50] تام، قال قتادة: ولقد وصلنا لهم القول، أي: خبر من مضى بخبر من يأتي؛ لأنَّ الذين آتيناهم الكتاب ليس هم الذين قيل فيهم.
{لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)} [51] تام؛ لأنَّ «الذين آتيناهم» مبتدأ و «هم به» مبتدأ ثان و «يؤمنون» خبره، والجملة خبر الأول.
{يُؤْمِنُونَ (52)} [52] كاف، ومثله:«آمنا به» .
{مِنْ رَبِّنَا} [53] جائز؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده داخلًا في القول.
{مُسْلِمِينَ (53)} [53] كاف.
{بِمَا صَبَرُوا} [54] حسن، قال قتادة: يؤتون أجرهم مرتين؛ لأنَّهم آمنوا بكتابهم ثم آمنوا
بمحمد صلى الله عليه وسلم.
{السَّيِّئَةَ} [54] جائز؛ على استئناف ما بعده.
{يُنْفِقُونَ (54)} [54] كاف.
(1) وجه من قرأ بكسر السين وسكون الحاء من غير ألف؛ أنه تثنية «سحر» ، خبر لمبتدأ محذوف، أي: هما سحران، والضمير راجع إلى ما جاء به كل من محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام، أو عائد عليهما. وقرأ الباقون: بفتح السين وألف بعدهما وكسر الحاء، أي: هما ساحران، والضمير عائد إلى محمد وموسى عليهما الصلاة
والسلام. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 343)، التيسير (ص: 172)، السبعة (ص: 495)، النشر (2/ 341، 342).
(2)
انظر: المصادر السابقة.
(3)
وهي قراءة محبوب والحسن وأبو حيوة ويحي بن الحارث الذماري واليزيدي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 124).
{أَعْرَضُوا عَنْهُ} [55] حسن، ومثله:«أعمالكم» ، وكذا «سلام عليكم» .
{الْجَاهِلِينَ (55)} [55] تام.
{مَنْ أَحْبَبْتَ} [56] وصله أولى.
{مَنْ يَشَاءُ} [56] كاف.
{بِالْمُهْتَدِينَ (56)} [56] تام.
{مِنْ أَرْضِنَا} [57] كاف؛ للاستفهام بعده.
{مِنْ لَدُنَّا} [57] الأولى وصله.
{لَا يَعْلَمُونَ (57)} [57] تام.
{مَعِيشَتَهَا} [58] حسن، ومثله:«إلَّا قليلًا» .
{الْوَارِثِينَ (58)} [58] تام.
{آَيَاتِنَا} [59] حسن.
{وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي} [59] اتفق علماء الرسم على إثبات الياء وقفًا وحذفًا ووصلًا في حالتي النصب والجر، والنون محذوفة للإضافة وسقطت الياء من اللفظ لسكونها، أو سكون اللام، وثبتت في الوقف؛ لأنَّه لم يجتمع معها ساكن يوجب سقوطها، نحو:«معجزي الله» ، و «حاضري المسجد الحرام» ، و «المقيمين الصلاة» ، والأصل: وما كنا مهلكين القرى، ومحلين الصيد، وغير معجزين الله، والمقيمين الصلاة.
{ظَالِمُونَ (59)} [59] تام.
{وَزِينَتُهَا} [60] كاف، فصلًا بين المتضادين.
{وَأَبْقَى} [60] كاف.
{تَعْقِلُونَ (60)} [60] تام.
{فَهُوَ لَاقِيهِ} [61] ليس بوقف؛ لأنَّ التشبيه بعده تمام الكلام.
{الدُّنْيَا} [61] جائز.
{مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)} [61] كاف، وقيل: تام؛ إن نصب «يوم» بفعل مضمر.
{تزعمون (62)} [62] كاف.
{كَمَا غَوَيْنَا} [63] حسن.
{تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ} [63] أحسن مما قبله؛ لعدم العاطف.
{يَعْبُدُونَ (63)} [63] أحسن منهما.
{فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} [64] جائز.
{الْعَذَابَ} [64] صالح، وجواب:«لو» محذوف تقديره: لو اهتدوا ما لقوا ما لقوا، ولو كانوا مؤمنين ما رأو االعذاب في الآخرة.
{يَهْتَدُونَ (64)} [64] كاف.
{الْمُرْسَلِينَ (65)} [65] كاف، قرأ العامة:«فعَمِيت عليهم» بفتح العين وتخفيف الميم، وقرأ الأخوان وحفص:«فعُمِّيت» بضم العين وتشديد الميم (1).
{لَا يَتَسَاءَلُونَ (66)} [66] تام، وقرأ طلحة (2):«لا يسَّاءلون» بتشديد السين بإدغام التاء في السين، كقوله:«تساءلون به والأرحام» .
{مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67)} [67] تام، ومثله:«ويختار» على أنَّ «ما» التي بعده نافية لنفي اختيار اختِيار الخلق لا اختيار الحق، أي: ليس لهم أن يختاروا بل الخيرة لله تعالى في أفعاله، وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها، ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه، قال أبو الحسن الشاذلي (3): فر من مختاراتك كلها إلى الله تعالى، فإنَّ من اختار شيئًا لا يدري أيصل إليه أم لا؟ وإذا وصل إليه!! فلا يدري أيدوم له ذلك أم لا؟ وإذا دام إلى آخر عمره فلا يدري أفيه خير أم لا؟ فالخيرة فيما اختاره الله تعالى. والوقف على «ويختار» ، وهو مذهب أهل السنة، وترك الوقف عليه مذهب المعتزلة، والطبري من أهل السنة منع أن تكون «ما» نافية، قال: لئلا يكون المعنى أنَّه لم تكن لهم الخبرة فيما مضى، وهي لهم فيما يستقبل، وهذا الذي قاله ابن جرير مروي عن ابن عباس، وليس بوقف إن جعلت «ما» موصولة في محل نصب،
(1) وهذا خطأ من المؤلف، فالموضع الذي يقصده هو موضع سورة هود، وهو قوله تعالى: {فَعُمِّيَتْ
عَلَيْكُمْ} [28]؛ فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص: «فعُمِّيت» بضم العين وتشديد الميم، وقرأ الباقون:«فعَمِيت» بفتح العين وتخفيف الميم، وأما هذا الموضع فمتفق عليه بين الأئمة العشرة، وروي شاذًا:«فَعُمِّيت» ، وهي قراءة الأعمش وجناح بن حبيش وأبو زرعة بن عمرو بن جرير، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 129)، الكشاف (3/ 188).
(2)
وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 129).
(3)
أبو الحسن الشاذلى (591 - 656 هـ = 1195 - 1258م) علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف ابن هرمز لشاذلي المغربي، أبو الحسن: رأس الطائفة الشاذلية، من المتصوفة، وصاحب الأوراد المسماة: حزب الشاذلي، ولد في بلاد "غمارة" بريف المغرب، ونشأ في بني زرويل:(قرب شفشاون)، وتفقه وتصوف بتونس، وسكن "شاذلة" قرب تونس، فنسب إليها، وطلب "الكيمياء" في ابتداء أمره، ثم تركها، ورحل إلى بلاد المشرق فحج ودخل بالعرق، ثم سكن الإسكندرية، وتوفي بصحراء عيذاب في طريقه إلى الحج، وكان ضريرًا، ينتسب إلى الأدارسة أصحاب المغرب، أخبره بذلك أحد شيوخه عن طريق "المكاشفة"، قال الذهبي:"نسب مجهول لا يصح ولا يثبت، كان أولى به تركه". وله غير: "الحزب"، رسالة "الأمين" في آداب التصوف، رتبها على أبواب، علي بن عبد الله الوهراني، و"شرح المعلقات"، و"نزهة القلوب وبغية المطلوب"، و"السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل". انظر: الأعلام للزركلي (4/ 305).
والعائد محذوف، أي: ما كان لهم الخيرة فيه، ويكون يختار عاملًا فيها، وكذا إن جعلت مصدرية، أي: يختار اختيارهم (1).
{الْخِيَرَةُ} [68] تام على القولين.
{يُشْرِكُونَ (68)} [68] كاف، ومثله:«يعلنون» .
{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [70] حسن، ومثله:«والآخرة» .
{وَلَهُ الْحُكْمُ} [70] جائز.
{تُرْجَعُونَ (70)} [70] تام.
{إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [71] ليس بوقف في الموضعين؛ لأنَّ جواب الشرط لم يأت فيهما، وهو «مَن» ، وأعاد الاستفهام للتوكيد كما أعاد (أنَّ) في قوله:«أيعدكم أنَّكم إذا متم وكنتم ترابًا وعظامًا أنَّكم مخرجون» .
{بِضِيَاءٍ} [71] كاف، ومثله:«تسمعون» .
{تَسْكُنُونَ فِيهِ} [72] كاف، ومثله:«أفلا تبصرون» .
و {النَّهَارَ} [72] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده وهو: «لتسكنوا فيه» علة لما قبله، وهو الدليل، وقوله:«ولتبتغوا من فضله» علة للنهار.
{تَشْكُرُونَ (73)} [73] تام، ومثله:«تزعمون» .
{بُرْهَانَكُمْ} [75] حسن، ومثله:«لله» .
{يَفْتَرُونَ (75)} [75] تام.
{فَبَغَى عَلَيْهِمْ} [76] حسن، ومثله:«أولى القوة» إن علق «إذ» بمقدر، ويكون من عطف الجمل، وليس بوقف إن جعل العامل في «إذ» ما قبله.
{لَا تَفْرَحْ} [76] حسن.
{الْفَرِحِينَ (76)} [76] كاف.
{الدَّارَ الْآَخِرَةَ} [77] حسن، ومثله:«من الدنيا» ، وكذا «كما أحسن الله إليك» .
{فِي الْأَرْضِ} [77] كاف، ومثله:«من المفسدين» ، وكذا على «علم عندي» ، وقيل: الوقف على «علم» إن نصب «عندي» بفعل مقدر، أي: علمته من عندي، قال سعيد بن المسيب: كان موسى يعلم علم الكيمياء، فعلم يوشع بن نون ثلثه، وعلم كالب بن يوفنا ثلثه، وعلم قارون ثلثه فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما إلى علمه (2). وقيل:«علم عندي» ، أي: صنعة الذهب والفضة. اهـ نكزاوي
(1) انظر: تفسير الطبري (19/ 607)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(2)
انظر: تفسير الألوسي (20/ 113)، وتفسير الكشاف (5/ 175).
{وَأَكْثَرُ جَمْعًا} [78] كاف.
{الْمُجْرِمُونَ (78)} [78] تام.
{فِي زِينَتِهِ} [79] حسن؛ لعدم العاطف.
{مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} [79] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده من قول: الذين يريدون الحياة الدنيا، ولو ابتدأنا به لحكمنا؛ بأنَّه ذو حظ عظيم. قاله السجاوندي
{عَظِيمٍ (79)} [79] كاف، ومثله:«وعمل صالحًا» إن كان ما بعده من قول: الذين أوتوا العلم، فإن كان من قول الله تعالى كان تامًا.
{الصَّابِرُونَ (80)} [80] تام.
{الْأَرْضَ} [81] حسن.
{مِنْ دُونِ اللَّهِ} [81] جائز.
{مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81)} [81] كاف، وقد اختلف في:«ويكأنَّ» ، فقيل: هما كلمتان (وي) كلمة، و (كأنَّ) كلمة، وقيل:(ويك)، حرف، و (أنَّه) حرف، وقيل:(وي) اسم فعل مضارع، و (كأنَّه) حرف فالأول قول الخليل وسيبويه إنَّهما كلمتان ومعناهما: ألم تر أن، وقيل:(وي) مختصرة من (ويك)، فالكاف ضمير المضاف إليه، ومعناه: أعجب لم فعلت كذا، وكان الكسائي يقف على (وي)، ويبتدئ:«كأنه» ، وهذا هو المشهور، وهو كالأول، ويشهد له قول الفراء: حدثني شيخ من أهل البصرة، قال: سمعت أعرابية تقول لزوجها: أين ابنك ويلك، فقال لها: ويلك إنَّه وراء البيت، معناه: أما ترينه وراء البيت، ومعناهما هنا: أعجب لعدم فلاح الكافرين، وما وقع لقارون، وقيل: الكاف في (ويك) حرف خطاب، و (أنَّه) حرف وأصلها: ويلك أنَّه، فحذفت اللام واتصلت الكاف بـ «أن» وردّ بأنَّه خطاب للجماعة الذين تعجبوا من زيّ قارون وأصحابه، وليس هو خطابًا بالشخص يستحق الويل؛ لأنَّ المتعجبين لم يكونوا يستحقون الويل؛ لأنَّهم كانوا مؤمنين، وهم أصحاب موسى عليه الصلاة والسلام ومنه قول عنترة العبسي:
وَلَقَد شَفى نَفسي وَأَبْرَأَ سُقمَها
…
قيلُ الفَوارِسِ وَيكَ عَنتَرَ أَقدِمِ (1)
(1) هو من الكامل، وقائله عنترة العبسي، والبيت جاء ضمن معلقته الشهيرة التي يقول في مطلعها:
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
…
أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّم
عَنتَرَة بن شَدّاد (? - 22 ق. هـ/? - 601 م) عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى، من أهل نجد، أَمةٌ حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السواد منها، وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسًا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسًا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، كان مغرمًا بابنة عمه عبلة فَقَلّ أن تخلو له قصيدة من ذكرها، اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر، وشهد حرب داحس والغبراء، وعاش طويلًا، وقتله الأسد الرهيص أو جبار ابن عمرو الطائي.-الموسوعة الشعرية.
وقيل: (وي) حرف، و (كأنَّه) حرف، وكتبت (وي) متصلة بكاف التشبيه لكثرة الاستعمال، فيكون معنى:(وي) التعجب، فإن قيل: لِمَ وصلوا الياء بالكاف وجعلا حرفًا واحدًا وهما حرفان، قيل: لمَّا كثر بهما الكلام جعلا حرفًا واحدًا كما جعلوا: (يا ابن أم) حرفًا واحدًا في المصحف، وهما حرفان، وهما في المصحف:(وي)؛ كأنَّه حرف واحد، ومعنى:(وي) التنبيه، وكأنَّه كلمة زجر، وحينئذ يسوغ الوقف على (وي)، والمعنى: تنبه وانزجر وارجع عما أنت فيه (1).
{وَيَقْدِرُ} [82] كاف؛ للابتداء بـ «لولا» .
{لَخَسَفَ بِنَا} [82] حسن.
{لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)} [82] تام.
{وَلَا فَسَادًا} [83] حسن.
{لِلْمُتَّقِينَ (83)} [83] تام.
{خَيْرٌ مِنْهَا} [84] جائز، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المزدوجين والمعادلين حتى يؤتى بالثاني، والأَوْلَى الفصل بينهما ولا يخلطهما.
{يَعْمَلُونَ (84)} [84] تام.
{إِلَى مَعَادٍ} [85] كاف، قال ابن عباس: أي إلى مكة ظاهرًا، من غير خوف، وقيل: إلى الجنة، وقيل: إلى الموت (2).
{مُبِينٍ (85)} [85] تام.
{مِنْ رَبِّكَ} [86] كاف.
{لِلْكَافِرِينَ (86)} [86] حسن؛ على استئناف ما بعده، وليس النهي موجبًا شيئًا، ومثله:«فلن أكون ظهيرًا للمجرمين» .
{وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87)} [87] وكذا «ولا تدع مع الله إلهًا» ، آخر لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الشرك قبل النبوة وبعدها إجماعًا.
{بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ} [87] حسن.
{وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} [87] جائز.
{مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87)} [87] كاف؛ على استئناف ما بعده.
(1) انظر: تفسير الطبري (19/ 629)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(2)
انظر: المصدر السابق (19/ 638).
{إِلَهًا آَخَرَ} [88] حسن، ولا يوصل بما بعده؛ لأنَّ وصله يوهم: أن لا إله إلَّا هو صفة لإلهًا آخر، وليس كذلك.
{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [88] تام، ومثله:«إلَّا وجهه» ، والمراد بالوجه: الذات.
آخر السورة تام، والعامة ببناء «ترجعون» للمفعول، و «عيسى» على بنائه للفاعل.