الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الإنسان
مكية أو مدنية
-[آيها:] إحدى وثلاثون آية إجماعًا.
- وكلمها: مائتان واثنتان وأربعون كلمة.
- وحروفها: ألف وأربعة وخمسون حرفًا.
وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا إجماعًا خمسة مواضع: «السبيل» و «مسكينًا» و «يتيمًا» و «مخلدون» و «رأيت» و «نعيمًا» .
{مَذْكُورًا (1)} [1] كاف.
{أَمْشَاجٍ} [2] حسن عند بعضهم، و «نبتليه» جواب بعد سؤال سائل، قال: كيف كان خلق الإنسان؟ فقال: نبتليه، أي: نختبره، فجعلناه سميعًا بصيرًا، وقال جمع أمشاج نبتليه، آخرون الوقف على آخر الآية، على التقديم والتأخير، أي: فجعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه، وهو الكافي، والأمشاج: الأخلاط، واحدها: مَشَج بفتحتين، أو مشج، كعدول أعدال، أو مشيج، كشريف وأشراف. قاله ابن الأعرابي، قال الزمخشري: ومشجه ومزجه بمعنى، والمعنى: من نطفة امتزج فيها المان. قاله السمين، وقيل عروق النطفة، وقيل: ألوانها، وقيل: ماء الرجل وماء المرأة وهما لونان، فماء الرجل أبيض ثخين، وماء المرأة أصفر رقيق، وأيهما علا ماؤه كان الشبه له. قال أبو حاتم: الوقف التام «نبتليه» وبه يتم المعنى؛ لأنَّه في موضع الحال من فاعل «خلقنا» ، أي: خلقناه حال كوننا مبتلين له، أو من الإنسان، وقال الفراء: ليس بتام؛ لأنَّ المعنى على التقديم والتأخير، أي: فجعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه في الدنيا بالتكليف، وغلط في هذا لأنَّ الآية ليس فيها لام، ولا المعنى على ما قاله، وقد يبتلى ويختبر وهو صحيح، وإن لم يكن سميعًا بصيرًا، وردَّ عليه بعين ما علل به؛ لأنَّ من شرط التام أن لا يتعلق بما بعده وتتم الفائدة بما دونه، فإذا جعل على التقديم والتأخير فكيف يتم الوقف على «نبتليه» ظ وأبى بعضهم هذا الوقف، وجعل موضع «نبتليه» نصبًا حالًا، أي: خلقناه مبتلين له، أي: مريدين ابتلاءه، كقولك: مررت برجل معه صقر صائدًا به غدًا، أي: قاصدًا به الصيد غدًا، قال أبو عثمان: أمشاج نبتليه، ابتلى الله الخلق بتسعة أمشاج، ثلاث مفتنات، وثلاث كافرات، وثلاث مؤمنات؛ فالمفتنات: سمعه وبصره ولسانه، والكافرات: نفسه وهواه وشيطانه، والمؤمنات: عقله وروحه وملكته، فإذا أيّد الله العبد بالمعونة، سلط العقل على القلب فملكه، وأسرت النفس الهوى، فلا يجد إلى الجراءة سبيلًا، فجانست النفس الروح، وجانس الهوى العقل، وصارت كلمة الله هي العليا، وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة (1).
(1) انظر: تفسير الطبري (24/ 92)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
{سَمِيعًا بَصِيرًا (2)} [2] حسن.
{كَفُورًا (3)} [3] تام، ومثله:«وسعيرًا» ، ولا يوقف على «كافورًا» ؛ لأنَّ عينًا منصوب بدلًا من «كافورًا» ، أي: وماء عين، أو بدلًا من محل «من كأس» أو مفعول «يشربون» أو حالًا من الضمير في «مزاجها» وإن نصب على الاختصاص جاز الوقف على «كافورًا» .
{عِبَادُ اللَّهِ} [6] جائز.
{تَفْجِيرًا (6)} [6] حسن.
{بالنَّذْرِ} [7] جائز.
{وَيَخَافُونَ يَوْمًا} [7] ليس بوقف، ونصب على أنَّه مفعول به فليس هو بمعنى: في.
{مُسْتَطِيرًا (7)} [7] حسن.
{عَلَى حُبِّهِ} [8] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده مفعول ثان لـ «يطعمون» فلا يقطع منه، وهو مصدر مضاف للمفعول، أي: على حب الطعام، فهو حال من الطعام أو من الفاعل.
{وَأَسِيرًا (8)} [8] حسن، ومثله:«لوجه الله» وكذا: «ولا شكورًا» ؛ لأنَّ الكلام متحد في صفة الأبرار.
{قَمْطَرِيرًا (10)} [10] تام.
{شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ} [11] حسن، ومثله:«وسرورًا» ولا يوقف على «حريرًا» ؛ لأنَّ «متكئين» حال من مفعول «جزاهم» ولا يجوز أن يكون صفة لـ «جنة» عند البصريين؛ لأنَّه كان يلزم بروز الضمير، فيقال: متكئين هم فيها، لجريان الصفة على غير من هي له، خلافًا للزمخشري، حيث جوّز أن يكون «متكئين» و «لا يرون» و «دانية» كلها صفات لـ «جنة» ولا يجوز أن يكون حالًا من فاعل «صبروا» ؛ لأنَّ الصبر كان في الدنيا، واتكاؤهم إنَّما هو في الآخرة. قاله مكي. انظر: السمين.
{عَلَى حُبِّهِ} [13] حسن؛ على استئناف ما بعده، ولا يوقف على «زمهريرًا» لأنَّ «ودانيةً» منصوب بالعطف على «جنة»؛ كأنَّه قال: جزاؤهم جنة، «ودانية عليهم ظلالها» ، أي: وشجرة دانية عليهم ظلالها، وانظر قول السمين، «ودانية» عطف على محل «لا يرون» مع أنَّه لا يعطف إلَّا على محل الحرف الزائد و «ما» هنا ليس كذلك.
{تَذْلِيلًا (14)} [14] جائز، ومثله:«كانت قوارير» كاف، أي: أنَّ أهل الجنة قدَّروا الأواني في أنفسهم على أشكال مخصوصة، فجاءت كما قدّورها تكرمة لهم، جعلها السقاة على قد رويّ شاربيها (1).
(1) انظر: المصدر السابق (24/ 105).
{زَنْجَبِيلًا (17)} [17] ليس بوقف؛ لأنَّ عينًا بدل من «زنجبيلًا» فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف، وإن نصبت «عينًا» على الاختصاص جاز.
{سَلْسَبِيلًا (18)} [18] كاف، وأغرب بعضهم ووقف على «وإذا رأيت ثم» فكأنَّه حذف الجواب تعظيمًا لوصف ما رأى، المعنى: وإذا رأيت الجنة رأيت ما لا تدركه العيون ولا يبلغه علم أحد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر» (1)، وما أرادوه ليس بشيء؛ لأنَّ «ثَمَّ» ظرف لا يتصرف، فلا يقع فاعلًا ولا مفعولًا، وغلط من أعربه مفعولًا لـ «رأيت» ؛ لأنَّه لا مفعول لها، لا ظاهرًا ولا مقدرًا، خلافًا للأخفش والفراء؛ ليكون أشيع لكل مرئي، وزعم الفراء أن تقديره: إذا رأيت ما ثَمَّ، وهذا غير جائز عند البصريين؛ لأنَّ «ثَمَّ» صلة لـ «ما» ولا يجوز حذف الموصول وترك الصلة، بل تقديره: إذا وجدت الرؤية في الجنة رأيت نعيمًا (2).
{كَبِيرًا (20)} [20] جائز؛ لمن قرأ: «عاليْهم» بإسكان الياء، مبتدأ خبره «ثياب» ، وهو حمزة ونافع، والباقون بنصبها، ظرفًا أو حالًا من الضمير في «يطوف عليهم» ، أو في «حسبتهم» ، أي: يطوف عليهم ولدان مخلدون عاليًا للمطوف عليهم ثياب، أو حسبتم لؤلؤًا عاليهم ثياب، ومحلها نصب حال، وليس بوقف لمن قرأ:«عاليَهم» بالنصب على الحال مما قبله (3).
{وَإِسْتَبْرَقٌ (} [21] كاف على القراءتين، أعني: برفعه أو جره، فمن رفعه عطفه على «ثياب» ومن جره عطفه على «سندس» وهمزة «إستبرق» همزة قطع.
{مِنْ فِضَّةٍ} [21] حسن على استئناف ما بعده.
{طَهُورًا (21)} [21] كاف.
{جَزَاءً} [22] جائز.
{مَشْكُورًا (22)} [22] تام.
{تَنْزِيلًا (23)} [23] كاف.
(1) وللحديث روايات عدة منها ما روي عن أبي حازم، قال: سمعت سهل بن سعد الساعدي، يقول: شهدت من رسول صلى الله عليه وسلم، مجلسًا وصف فيه الجنة، حتى انتهى، ثم قال صلى الله عليه وسلم، في آخر حديثه: فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم اقترأ هذه الآية:«تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» . أخرجه أحمد (5/ 334، رقم: 23214)، وعَبد بن حُميد رقم:(463)، ومسلم (8/ 143، رقم: 7237).
(2)
انظر: تفسير الطبري (24/ 65)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(3)
قرأ نافع وأبو جعفر وحمزة بسكون الياء والهاء من «عاليهم» ، ووجهه أنه خبر مقدم، و {ثِيَابَ} مبتدأ مؤخر. والباقون بفتح الياء وضم الهاء؛ على أنه ظرف خبر مقدم، كأنه قال: فوقهم ثياب سندس. انظر هذه القراءة في: تفسير الرازي (3/ 252)، الكشاف (2/ 354)، النشر (2/ 396).
{لِحُكْمِ رَبِّكَ} [24] جائز.
{أَوْ كَفُورًا (24)} [24] حسن.
{وَأَصِيلًا (25)} [25] كاف.
{فَاسْجُدْ لَهُ} [26] جائز.
{طَوِيلًا (26)} [26] كاف.
{الْعَاجِلَةَ} [27] حسن.
{ثَقِيلًا (27)} [27] كاف.
{أَسْرَهُمْ} [28] حسن، ومعناه: خلقهم.
{تَبْدِيلًا (28)} [28] تام.
{تَذْكِرَةٌ} [29] حسن للابتداء بالشرط مع الفاء.
{سَبِيلًا (19)} [29] كاف.
{إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [30] حسن على استئناف ما بعده.
{حَكِيمًا (30)} [30] كاف، وقيل: تام على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متصلًا بما قبله.
{فِي رَحْمَتِهِ} كاف، «والظالمين» منصوب بمقدر، أي: وعذب الظالمين، ولا يجوز أن يكون معطوفًا على «مَن» ، أي: يدخل من يشاء في رحمته، ويدخل الظالمين، أو وعذب الظالمين أعدَّ لهم، وتام على قراءة الحسن (1):«والظالمون» بالرفع.
آخر السورة تام.
(1) وكذا رويت عن ابن الزبير وأبان بن عثمان وابن أبي عبلة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (3/ 587)، البحر المحيط (8/ 402)، تفسير القرطبي (19/ 153)، الكشاف (4/ 201)، المحتسب لابن جني (2/ 344)، المعاني للفراء (3/ 220)، تفسير الرازي (30/ 263).