الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة يس
مكية
قيل إلّا قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا} [45] الآية فمدني.
- كلمها: سبعمائة وسبع وعشرون كلمة.
- وحروفها: ثلاثة آلاف وعشرون حرفًا.
- وآيها: اثنتان أو ثلاث وثمانون آية.
وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل.
{يس (1)} [1] حسن؛ إن جعل «يس» افتتاح السورة أو إسما لها ليس بوقف إن فُسّر «يس» بيا رجل أو يا إنسان؛ لأنَّ قوله: «إنك لمن المرسلين» قد دخل في الخطاب كأنه قال: يا محمد والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين، فيكون كالكلام الواحد، فلا يوقف على الحكيم؛ لأن قوله:«والقرآن الحكيم» قسم وجوابه: «إنك» فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف.
{لمن المرسلين (3)} [3] حسن؛ على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل خبرًا ثانيًا؛ لأن وكذا إن جعل موضع الجار والمجرور نصبًا مفعولًا ثانيًا لمعنى الفعل في المرسلين؛ لأن تقديره: إنك لمن الذين أرسلوا على صراط مستقيم، فيكون قوله:«على صراط مستقيم» داخلًا في الصلة، وكذا إن قدر:«إنك لمن المرسلين لتنذر قومًا» فيدخل قوله: «لتنذر» في الصلة أيضًا؛ فعلى هذه الأوجه لا يوقف على «المرسلين» ولا على «مستقيم» .
{مُسْتَقِيمٍ (4)} [4] تام، لمن قرأ:«تنزيلُ» بالرفع؛ خبر مبتدأ محذوف، أي: هو تنزيل؛ لأن القرآن قد جرى ذكره، وبالرفع قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالنصب (1)، وكذا من قرأ:«تنزيلَ» بالنصب على المصدرية بفعل مضمر، أي: نزله تنزيل العزيز، أو نصب على المدح وهو في المعنى كالرفع، وليس بوقف إن جرّ «تنزيلِ» نعتًا للقرآن أو بدلًا منه، وبها قرأ أبو جعفر (2).
{الرَّحِيمِ (5)} [5] ليس بوقف؛ لتعلق «لام كي» بما قبلها.
{قَوْمًا} [6] جائز إن جعلت «ما» نافية، أي: لم تنذر قومًا ما أنذر آباؤهم؛ لأن قريشًا لم يبعث إليهم نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم وليس بوقف إن جعلت اسم موصول، والتقدير: لتنذر قومًا لذي أنذر آباؤهم،
(1) وجه من قرأ بالنصب؛ أن ذلك على المصدر بفعل من لفظه. ووجه من قرأ بالرفع خبر لمقدر، أي: هو، أو ذلك، أو القرآن، تنزيل. انظر هذه القراءة في: الغيث للصفاقسي (ص: 332)، المعاني للفراء (2/ 372)، الحجة لابن خالويه (ص: 297)، البحر المحيط (7/ 323)، النشر (2/ 252).
(2)
في غير المتواتر، فهي قراءة شاذة، وهي رويت أيضًا عن أبي حيوة واليزيدي وشيبة والحسن. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 363)، الإعراب للنحاس (2/ 709)، الإملاء للعكبري (2/ 108)، البحر المحيط (7/ 323)، تفسير القرطبي (15/ 6)، الكشاف (3/ 314)، تفسير الرازي (26/ 42).
أي: بالشيء الذي أنذر به آباؤهم.
{غَافِلُونَ (6)} [6] كاف.
{عَلَى أَكْثَرِهِمْ} [7] جائز.
{فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)} [7] كاف.
{أَغْلَالًا} [8] جائز، أي: منعوا من التصرف في الخير؛ لأنَّ ثم أغلالًا.
{إِلَى الْأَذْقَانِ} [8] جائز.
{مُقْمَحُونَ (8)} [8] كاف، أي: يغضون بصرهم بعد رفعها.
{وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} [9] ليس بوقف.
{فَأَغْشَيْنَاهُمْ} [9] جائز.
{لَا يُبْصِرُونَ (9)} [9] تام، قرأ العامة (1):«أغشيناهم» بالغين المعجمة، أي: غطينا أبصارهم، وقرئ بالعين المهملة (2): وهو ضعف البصر، يقال: غشى بصره، وأغشيته أنا.
{لَا يُؤْمِنُونَ (10)} [1] كاف.
{بِالْغَيْبِ} [11] جائز.
{كَرِيمٍ (11)} [11] تام.
{مَا قَدَّمُوا} [12] ليس بوقف؛ لأن قوله: «وآثارهم» معطوف على «ما» فكأنه قال: نكتب الشيء الذي قدموه وآثارهم، قيل: نزلت في قوم كانت منازلهم بعيدة عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تلحقهم المشقة إذا أرادوا الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فأرادوا أن يتقربوا من مسجده فأنزل الله إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم. والوقف على «آثارهم» كاف؛ لأن «كل» منصوب بمقدر، أي: أحصينا كل شيء أحصيناه (3).
{مُبِينٍ (12)} [12] تام.
{مَثَلًا} [13] ليس بوقف؛ لأن أصحاب القرية حال محل مثل الذي هو بيان مثل الذي في الآية فلا يفصل بينهما، أي: ومثل لهم مثلا مثل؛ فمثل الثاني بيان للأول، والأول مفعول به.
(1) أي: جمهور القراء.
(2)
الحسن وابن عباس وعكرمة ويحيى بن يعمر وعمر بن عبد العزيز والنخعي وأبو رجاء وابن سيرين وزيد بن علي ويزيد البربري ويزيد بن المهلب وأبو حنيفة وابن مقسم، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 363)، الإعراب للنحاس (2/ 711)، الإملاء للعكبري (2/ 108)، البحر المحيط (7/ 325)، تفسير الطبري (22/ 99)، تفسير القرطبي (15/ 10)، الكشاف (3/ 316)، المحتسب لابن جني (2/ 204)، المعاني للفراء (2/ 273).
(3)
انظر: تفسير الطبري (20/ 497)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
{الْقَرْيَةِ} [13] جائز؛ إن علق «إذ» بمقدر.
{الْمُرْسَلُونَ (13)} [13] الأول ليس بوقف؛ لأن «إذ» بدل من «إذ» الأولى، وإن علق بعامل مضمر جاز الوقف عليه.
{إنا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)} [14] تام.
{بَشَرٌ مِثْلُنَا} [15] ليس بوقف، ومثله:«من شيء» لأن ما بعدهما من مقول الكفار.
{إِلَّا تَكْذِبُونَ (15)} [15] كاف، ومثله:«لمرسلون» .
{الْمُبِينُ (17)} [17] تام.
{تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} [18] حسن، للابتداء بـ «لام» القسم.
{لَنَرْجُمَنَّكُمْ} [18] ليس بوقف؛ لأن ما بعده معطوف عليه.
{أَلِيمٌ (18)} [18] كاف.
{(طَائِرُكُمْمَعَكُمْ} [19] حسن، لمن قرأ (1):«أئن ذكرتم» على الاستفهام التوبيخي؛ لأن له صدر الكلام، سواء قرئ بهمزة محققة أو مسهلة، فكان شعبة ونافع وأبو عمرو يقرؤن (2):«آن ذكرتم» بهمزة واحدة ممدودة، وقرأ عاصم ويحيى وحمزة والكسائي (3):«إن ذكرتم» فعلى هذين القراءتين يحسن الوقف على «طائركم معكم» ؛ لأن الاستفهام داخل على شرط، جوابه محذوف، تقديره:«آن ذكرتم» بهمزة ممدودة، «تطيركم» وأن الناصبة، أي: أتطيرتم لأن ذكرتم، وليس بوقف على قراءة زرّ بن حبيش (4):«أأن ذكرتم» بهمزتين مفتوحتين، والتقدير: ألأن ذكرتم، واختلف سيبويه ويونس إذا اجتمع شرط واستفهام أيهما يجاب فذهب سيبويه إلى إجابة الاستفهام ويونس إلى إجابة الشرط، فالتقدير عند سيبويه:«آن ذكرتم تتطيرون» ، وعند يونس:«تتطيروا» مجزوم؛ فالجواب على القولين محذوف، وهذا الوقف حقيق بأن يخص بتأليف، وهذا غاية في بيانه لمن تدبر،،، ولله الحمد
{مُسْرِفُونَ (19)} [19] تام.
{يَسْعَى} [2] ليس بوقف، ومثله:«المرسلين» ؛ لأن اتبعوا الثانية بدل من «اتبعوا» الأولى وهو كلام
(1) وهي قراءة الأئمة العشرة في المتواتر، أي: بهمزتين، ثم كل على مذهبه في الفصل بين الهمزتين.
(2)
في غير المتواتر، فهي قراءة شاذة، ورويت أيضًا عن ابن كثير ويعقوب وطلحة بن مصرف وعيسى الهمذاني. وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: تفسير القرطبي (15/ 17)، مجمع البيان للطبرسي (8/ 417).
(3)
في غير المتواتر، فهي قراءة شاذة، ورويت أيضًا عن نافع وقالون والبصريان. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 327)، الكشاف (3/ 318)، مجمع البيان للطبرسي (8/ 417).
(4)
ورويت أيضًا عن المطوعي وأبو رزين وطلحة وابن السميفع، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 364)، الإعراب للنحاس (2/ 714)، الإملاء للعكبري (2/ 109)، البحر المحيط (7/ 327)، تفسير الطبري (22/ 102)، تفسير القرطبي (15/ 16)، الكشاف (3/ 318)، المعاني للفراء (2/ 374).
واحد صادر من واحد.
{مُهْتَدُونَ (21)} [21] كاف، ورسموا «أقصا» هنا وفي القصص بألف كما ترى.
{فَطَرَنِي} [22] جائز.
{تُرْجَعُونَ (22)} [22] كاف.
{آَلِهَةً} [23] ليس بوقف؛ لأن جملة: «أن يردن الرحمن» في محل نصب صفة لـ «آلهة» ورسموا: «إن يردن» بغير ياء بعد النون، وليست الياء من الكلمة، وعلامة الجزم سكون الدال.
{وَلَا يُنْقِذُونِ (23)} [23] جائز، ولا كراهة في الابتداء بما بعده؛ لأن القارئ يقرأ ما أنزل الله باعتقاد صحيح وضمير صالح وإنما الأعمال بالنيات، ومن فسدت نيته واعتقد معنى ذلك فهو كافر إجماعًا، ومن حكى ذلك عن قائله فلا جناح عليه كما تقدم.
{مُبِينٍ (24)} [24] حسن، ومثله:«فاسمعون» .
{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} [26] أحسن مما قبله، ورسموا:«ادخل الجنة» بلام واحدة من غير ياء كما ترى.
{يَعْلَمُونَ (26)} [26] ليس بوقف؛ لأنَّ الياء متعلقة بما قبلها، وكذا:«ربي» لأن قوله: «وجعلني» معطوف على «واغفر لي» .
{الْمُكْرَمِينَ (27)} [27] كاف.
{مِنَ السَّمَاءِ} [28] جائز.
{مُنْزِلِينَ (28)} [28] كاف؛ على استئناف ما بعده.
{خَامِدُونَ (29)} [29] تام، ومثله:«على العباد» ؛ لأنه تمام الكلام.
{يَسْتَهْزِئُونَ (30)} [3] كاف.
{مِنَ الْقُرُونِ} [31] ليس بوقف؛ لأن «إنهم» منصوب بما قبله.
{لَا يَرْجِعُونَ (31)} [31] كاف.
{مُحْضَرُونَ (32)} [32] تام.
{يَأْكُلُونَ (33)} [33] كاف؛ على استئناف ما بعده وجائز إن عطف على ما قبله.
{وَأَعْنَابٍ} [34] جائز، إن جعل «ليأكلوا» متعلقًا بـ «فجرنا» ، وليس بوقف إن جعل «ليأكلوا» متعلقًا بـ «جعلنا» .
{(مِنْثَمَرِهِ} [35] حسن، إن جعلت «ما» نافية، وليس بوقف إن جعلت اسم موصول؛ بمعنى: الذي في محل جرّ عطفًا على «ثمره» ؛ كأنه قال: ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم، فعلى هذا يكون قد أثبت لأيديهم عملًا.
{أَيْدِيهِمْ} [35] حسن على الوجهين.
{يَشْكُرُونَ (35)} [35] تام، ومثله:«لا يعملون» .
{اللَّيْلُ} [37] جائز على تقدير: إنا نسلخ، وليس بوقف إن جعل حالًا.
{مُظْلِمُونَ (37)} [37] كاف؛ إن رفعت «والشمس» بالابتداء وما بعده الخبر، وليس بوقف إن جعلت «والشمس» معطوفة على و «الليل» .
{لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [38] كاف، وقرئ (1):«لا مستقرَّ» بـ «لا» النافية، وقرئ (2):«لا مستقرٌ لها» بـ «لا» العاملة عمل «ليس» فـ «مستقرًا» اسمها و «لها» في محل نصب خبرها كقوله:
تعز فلا شيء على الأرض باقيًا
…
ولا وزر مما قضى الله واقيًا (3)
والمعنى: إنها لا مستقر لها في الدنيا، بل هي دائمة الجريان.
{الْعَلِيمِ (38)} [38] تام لمن قرأ: «والقمرُ» بالرفع؛ على الابتداء والخبر وبالرفع قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو، والباقون بنصبه، بتقدير: قدرنا القمر، وليس بوقف لمن قرأه بالرفع عطفًا على ما قبله، أي: وآية لهم القمر قدرناه (4).
و {مَنَازِلَ} [39] ليس بوقف؛ لأن «حتى» متعلقة بما قبلها، وهي غاية كأنه قال: قدرناه منازل إلى أن عاد كالعرجون القديم.
{الْقَدِيمِ (39)} [39] كاف، ومثله:«سابق النهار» .
{يَسْبَحُونَ (40)} [4] تام.
{الْمَشْحُونِ (41)} [41] جائز.
{مَا يَرْكَبُونَ (42)} [42] كاف، قيل: السفن، وقيل: الإبل.
{وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43)} [43] ليس بوقف؛ لأن بعده حرف الاستثناء.
{إِلَى حِينٍ (44)} [44] كاف، ومثله:«ترحمون» على أن جواب إذا محذوف، تقديره: وإذا قيل لهم هذا أعرضوا، ويدل عليه ما بعده، وهو:«وما تأتيهم من آية» ، وليس بوقف إن جعل قوله:«إلا كانوا عنها معرضين» جواب، وإذا قيل لهم اتقوا، وجواب: وما تأتيهم من آية، إذ كل واحد منهما يطلب
(1) وهي قراءة شاذة، ورويت عن عبد الله بن مسعود وابن عباس وعكرمة وعطاء بن أبي رباح وعلي بن الحسين وزين العابدين وجعفر الصادق وابن أبي عبدة. وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 336)، تفسير القرطبي (15/ 28)، الكشاف (3/ 322)، المحتسب لابن جني (2/ 212).
(2)
وهي قراءة شاذة، ورويت عن ابن أبي عبلة. انظر هذه القراءة في: تفسير الألوسي (23/ 15).
(3)
لم أستدل عليه.
(4)
وجه من قرأ بالرفع؛ أنه مبتدأ وما بعده خبر. ووجه من قرأ بالنصب على إضمار فعل على الاشتغال. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 721)، السبعة (ص: 540)، الكشف للقيسي (2/ 217)، النشر (2/ 353).
جوابًا، فإذا جعلت إلا كانوا عنها معرضين، جواب «إذا» ، فقد جعلت إلا كانوا، جواب شيئين، وشيء واحد لا يكون جوابًا لشيئين على المشهور (1).
{مُعْرِضِينَ (46)} [46] كاف.
{مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} [47] ليس بوقف؛ لأن «قال الذين كفروا» جواب: «إذا» .
{أَطْعَمَهُ} [47] ليس بوقف؛ لأن ما بعده من تمام الحكاية؛ لأن البخلاء من الكفار قالوا أفقره الله ونطعمه نحن أحق بذلك، فحينئذٍ لا وقف من قوله:«وإذا قيل لهم اتقوا» إلى «مبين» إجماعًا؛ لأن التصريح بالوصفين من الكفر والإيمان، دليل على أن المقول لهم كفار، والقائل لهم المؤمنون، وإن كل وصف حامل صاحبه على ما صدر منه (2).
{مُبِينٍ (47)} [47] تام، ومثله:«صادقين» .
{يَخِصِّمُونَ (49)} [49] رأس آية، وليس بوقف إن جعل متصلًا بما قبله، وإن جعل مستأنفًا كان كافيًا.
{يَرْجِعُونَ (50)} [5] تام.
{يَنْسِلُونَ (51)} [51] كاف.
{مِنْ مرقدنا} [52] تام عند الأكثر، وقيل: الوقف على هذا إن جعل في محل جر صفة لـ «مرقدنا» أو بدلًا منه، وعليهما يكون الوقف على «هذا» ، وقوله:«ما وعد الرحمن» خبر مبتدأ محذوف، أي: بعثكم ما وعد الرحمن، فـ «ما» في محل رفع خبر «بعثكم» أو: ما وعد الرحمن وصدق المرسلون حق عليكم، فهذا من كلام الملائكة، أو من كلام المؤمنين جوابًا لقول الكفار «من بعثنا من مرقدنا» ويؤيد هذا ما في (شرح الصدور) للسيوطي عن مجاهد قال: للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم قبل يوم القيامة، فإذا صيح بأهل القبور، يقول: الكافر ياويلنا من بعثنا من مرقدنا، فيقول: المؤمن إلى جنبه هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون (3).
{الْمُرْسَلُونَ (52)} [52] كاف، ومثله:«محضرون» .
{شَيْئًا} [54] جائز.
{تَعْمَلُونَ (54)} [54] تام.
{فَاكِهُونَ (55)} [55] جائز؛ إن جعل «هم» مبتدأ، و «متكئُون» خبرًا لهم، والتقدير: هم وأزواجهم في ظلال متكئون على الأرائك، فقوله:«على الأرائك» متعلق به لا أنه خبر مقدم، ومتكئون
(1) انظر: تفسير الطبري (20/ 521)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(2)
انظر: المصدر السابق (20/ 527).
(3)
انظر: تفسير الطبري (20/ 530)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
مبتدأ مؤخر إذ لا معنى له، وإن جعل متكئون خبر مبتدأ محذوف، حسن الوقف «على الأرائك» وليس «فاكهون» بوقف إن جعل «هم» توكيدًا للضمير في «فاكهون» ، «وأزواجهم» معطوفًا على الضمير في «فاكهون» .
{مُتَّكِئُونَ (56)} [56] حسن، ومثله:«فاكهة» .
{مَا يَدَّعُونَ (57)} [57] تام، إن جعل ما بعده مستأنفًا خبر مبتدأ محذوف، أي: وذلك سلام، وليس بوقف إن جعل بدلًا من «ما» في قوله:«ما يدعون» ، أي: ولهم ما يدعون ولهم فيها سلام، كذلك وإذا كان بدلًا كان خصوصًا، والظاهر أنه عموم في كل ما يدعونه، وإذا كان عمومًا لم يكن بدلًا منه، وإن نصب قولًا على المصدر بفعل مقدر جاز الوقف على «سلام» ، أي: قالوا قولًا، أو يسمعون قولًا من رب، وليس بوقف إن جعل «قولًا» منصوبًا بما قبله بتقدير: ولهم ما يدعون قولًا من رب عدة من الله، وحاصله: إنّ في رفع «سلام» ستة أوجه أحدها: أنه خبر ما في قوله: «ولهم ما يدعون» ، أي: سلام خالص، أو بدل من «ما» ، أو صفة لها، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو سلام، أو مبتدأ خبره الناصب، لـ «قولًا» ، أي: سلام، يقال: لهم قولًا، أو مبتدأ خبره «من رب» ، و «قولًا» مصدر مؤكد لمضمون الجملة معترض بين المبتدأ والخبر، وقرىء:«سلامًا قولًا» بنصبهما (1)، وبرفعهما (2).
{مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)} [58] تام، للخروج من قصة إلى قصة.
{الْمُجْرِمُونَ (59)} [59] كاف.
{الشَّيْطَانَ} [6] جائز، للابتداء بـ «إن» .
{مُبِينٌ (60)} [6] ليس بوقف؛ لأن قوله: «وأن اعبدون» معطوف على «أن لا تعبدوا» وإن جعلت إن مفسرة فيهما؛ فسّرت العهد بنهى وأمر، أو مصدرية، أي: ألم أعهد إليكم في عدم عبادة الشيطان وفي عبادتي.
{مُسْتَقِيمٌ (61)} [61] كاف.
{كَثِيرًا} [62] جائز.
{تَعْقِلُونَ (62)} [62] كاف، و «توعدون» و «تكفرون» و «يكسبون» و «يبصرون» كلها
(1) وقرأ أُبي وعبد الله بن مسعود وعيسى الثقفي والقنوي وابن أبي إسحاق بالنصب، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: الإعراب للنحاس (2/ 729)، الإملاء للعكبري (2/ 110)، البحر المحيط (7/ 343)، تفسير القرطبي (15/ 45)، الكشاف (3/ 327)، المحتسب لابن جني (2/ 214، 215)، المعاني للأخفش (2/ 450)، المعاني للفراء (2/ 380).
(2)
ولم أستدل على قراءة برفعهما، وإنما عثرت على قراءة برفع:«سِلْمٌ» مع حذف الألف، ورويت عن محمد بن كعب القرظي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (7/ 343)، تفسير القرطبي (15/ 46)، الكشاف (3/ 327)، المحتسب لابن جني (2/ 214، 215).
وقوف كافية.
{عَلَى مَكَانَتِهِمْ} [67] جائز.
{وَلَا يَرْجِعُونَ (67)} [67] تام.
{فِي الْخَلْقِ} [68] حسن.
{يَعْقِلُونَ (68)} [68] تام؛ للابتداء بالنفي، ووسم بعضهم له بالحسن غير حسن.
{وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [69] حسن، وقيل: تام
{مُبِينٌ (69)} [69] ليس بوقف؛ لأن بعده (لام كي)، ولا يوقف على «حيًا»؛ لأن قوله:«ويحق» معطوف على «لينذره» .
{الْكَافِرِينَ (70)} [7] تام.
{أَنْعَامًا} [71] حسن.
{مَالِكُونَ (71)} [71] كاف.
{وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ} [72] جائز، ومثله:«ركوبهم» و «يأكلون» و «مشارب» .
{يَشْكُرُونَ (73)} [73] تام.
{مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً} [74] ليس بوقف لتعلق حرف الترجي بما قبله.
{يُنْصَرُونَ (74)} [74] كاف؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده متعلقًا بما قبله، ومن حيث كونه رأس آية يجوز.
{نَصْرَهُمْ} [75] حسن.
{مُحْضَرُونَ (75)} [75] كاف.
{قَوْلُهُمْ} [76] تام عند الفراء وأبي حاتم؛ لانتهاء كلام الكفار، لئلا يصير:«إنا نعلم» مقول الكفار الذي يحزن النبي صلى الله عليه وسلم، والقراءة المتواترة كسر همزة «إنا نعلم» ، وقول بعضهم من فتحها بطلت صلاته ويكفر فيه شيء، إذ يجوز أن يكون الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم مرادًا به غيره كقوله:«فلا تكونن ظهيرًا للكافرين» ، «ولا تدع مع الله إلهًا آخر» ، «ولا تكونن من المشركين» ولابد من التفصيل في التكفير إن اعتقد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم يحزن لعلم الله بسِّر هؤلاء وعلانيتهم، فهذا كفر لا كلام فيه، وقد يكون فتحها على تقدير حذف لام التعليل، أو يكون «إنا نعلم» بدلًا من قولهم: أي ولا يحزنك إنا نعلم، وهذا يقتضي أنه قد نهي عن حزنه عن علم الله بسِّرهم وعلانيتهم، وليس هذا بكفر أيضًا تأمل (1).
{وَمَا يُعْلِنُونَ (76)} [76] تام.
{مُبِينٌ (77)} [77] كاف.
(1) انظر: تفسير الطبري (20/ 552)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
{وَنَسِيَ خَلْقَهُ} [78] حسن.
{رَمِيمٌ (78)} [78] كاف، ومثله:«أول مرة» ، وكذا:«عليم» على استئناف ما بعده خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو الذي أوفى، موضع نصب بتقدير: أعني، وليس بوقف إن جعل الذي في موضع رفع بدلًا من قوله:«الذي أنشأها أول مرة» ، أو بيانًا له، وعليه فلا يوقف على «أول مرة» ولا على «عليم» .
{نَارًا} [8] ليس بوقف لمكان الفاء.
{تُوقِدُونَ (80)} [8] تام للابتداء بالاستفهام بعده، ومثله في التمام «مثلهم» عند أبي حاتم لانتهاء الاستفهام، ووقف الجميع على «بلى» ولكل منهما موجب ومقتض، فموجبه عند أبي حاتم تناهي الاستفهام، وموجب الثاني وهو أجود تقدم النفي وهو «أوليس» نفي، ودخل عليها الاستفهام صيّرها إيجابًا وما بعدها لا نعلق له بها فصار الوقف عليها له مقتضيان وعدم الوقف عليها له مقتض واحد، وماله مقتضيان أجود مما له مقتض واحد، وهذا بخلاف ما في البقرة ما بعد «بلى» له تعلق بها؛ لأن ما بعدها من تتمة الجواب، فلا يوقف على «بلى» في الموضعين فيها كما مر التنبيه عليه بأشبع من هذا.
{الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81)} [81] كاف.
{كُنْ} [82] حسن لمن قرأ: «فيكونُ» بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، أي: فهو يكون، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفًا على «يقول» (1).
{فَيَكُونُ (82)} [82] كاف على القراءتين.
{كُلِّ شَيْءٍ} [83] جائز.
{تُرْجَعُونَ (83)} [83] تام القراءة «تُرْجَعون» بالفوقية مجهولًا (2)، وقرئ بفتحها (3).
(1) قرأ بالنصب ابن عامر والكسائي، وقرأ الباقون بالرفع. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 367)، الإعراب للنحاس (2/ 736)، البحر المحيط (7/ 349)، التيسير (ص: 137)، تفسير القرطبي (15/ 60)، الحجة لابن خالويه (ص: 300)، الحجة لابن زنجلة (ص: 603)، السبعة (ص: 544)، الغيث للصفاقسي (ص: 332)، الكشاف (3/ 332)، الكشف للقيسي (1/ 260)، النشر (2/ 220).
(2)
وهي قراءة الأئمة العشرة سوى يعقوب. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: 367)، النشر (2/ 208).
(3)
وهي قراءة يعقوب كما أشرنا سابقًا. انظر المصدرين السابقين.