الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
36 - كتاب المناقب
1 - باب في فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
2166 -
أنبأنا أبو خليفة، حدثنا مسدد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح.
عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"مَا نَفَعَنِي مَالٌ (1) ما نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ". قَالَ فَبَكَى أبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْة وَقَالَ: مَا أنا وَمَالِي إلَاّ لَكَ (2).
(1) في الإحسان زيادة "قط".
(2)
إسناده صحيح، وأبو خليفة هو الفضل بن الحباب، وأبو معاوية هو محمد بن خازم، والحديث في الإحسان 8/ 4 برقم (6819).
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 6 - 7 برقم (11976) - ومن طريق ابن أبي شيبة هذه أخرجه ابن ماجة في المقدمة (94) باب: فضل أبي بكر الصديق-، وأحمد 2/ 253 من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجة أيضاً (94) من طريق علي بن محمد، وأخرجه النسائي في المناقب- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 9/ 381 برقم (12528) من طريق محمد بن عبد العزيز بن أبي زرعة، كلاهما حدثنا أبو معاوية، به. =
2167 -
أنبأنا أحمد بن يحيى بن زهير بِتُسْتَر، حدثنا أبو زرعة الرازي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أنْفَقَ أبُو بَكْرٍ - رَضِي اللهُ عَنْة- عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أرْبَعِينَ ألْفاً (1).
2168 -
أنبأنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، حدثنا عبد الله بن الصباح العطار، حدثنا معتمر بن سليمان، عن عُبَيْد (2) الله بن عمر، عن سالم بن عبد الله بن عمر،
= وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/ 16:"قلت: رواه الترمذي إلى قوله: فبكى أبو بكر.
ورواه النسائي في المناقب
…
وهذا إسناد رجاله ثقات. رواه أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة".
وأخرجه أحمد 2/ 366 من طريق معاوية، حدثنا أبو إسحاق الفزاري،
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"10/ 364 من طريق
…
أبي بكر بن عياش، كلاهما عن الأعمش، به.
وأخرجه -مختصراً- الترمذي في المناقب (3662) باب: إن لأبي بكر عندنا يداً، من طريق علي بن الحسين الكوفي، حدثنا محبوب بن محرز القواريري، عن داود ابن يزيد الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
وفي الباب عن عائشة عند أبي يعلى برقم (4418)، وعن علي عند الخطيب في تاريخه 10/ 364. وانظر جامع الأصول 8/ 585، والحديث التالي.
(1)
إسناده صحيح، وأبو زرعة هو عبيد الله بن عبد الكريم، وسعيد بن سليمان هو الضبي الواسطي البزار، وأبو أسامة هو حماد بن أسامة. والحديث في الإحسان 9/ 4 - 5 برقم (6820).
(2)
في الأصلين "عَبْد الله" مكبراً وهو تحريف.
عَنْ أبيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله-صلى الله عليه وسلم:"رَأَيتُ كَأَنِّي أُعْطِيتُ عُسّاً (1) مَمْلُوءاً لَبَناً (2)، فَشَرِبْتُ مِنْة حتَّى مُلِئْتُ، فَرَأَيتُهَا تَجْرِي فِي عُرُوقِي بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، فَفَضَلَتْ مِنْهَا فَضْلَةٌ فَأعْطَيْتهَا أبَا بَكْرٍ"(3). قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، هذَا الْعِلْم أَعْطَاكَهُ الله حَتَّى إذَا تَمَلأْتَ مِنْة فَفَضَلَتْ مِنها فَضْلَةٌ فَأعْطَيْتَهَا أبَا: بَكْرٍ، فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"قَدْ أصَبْتُمْ"(4).
(1) العُسُّ- بضم العين، ثم السين المهملتين-: القدح الكبير، والجمع عِسَاسٌ، وأعْسَاسٌ.
(2)
قال النووى في "شرح مسلم" 5/ 252: "وأما تفسير اللبن بالعلم فلاشتراكهما في كثرة النفع، وفي أنهما سبب الصلاح، فاللبن كذاء الأطفال وسبب صلاحهم، وقوت للأبدان بعد ذلك، والعلم سبب لصلاخ الآخرة والدنيا". انظر فتح الباري 7/ 46، و 12/ 394.
(3)
في جميع روايات هذا الحديث "فاعطيتها عمر". كما جاء في الصحيحين أيضاً "عمر". وإذا كان ذلك هو الصواب فمكان الحديث "في فضائل عمر" والله أعلم.
(4)
صحيح، وهو في الإحسان 3/ 9 برقم (6815).
وأخرجه الطبراني في الكبير 12/ 293 برقم (13155) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا عمرو بن عون الواسطي، حدثنا معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وعنده "عمر" بدل "أبي بكر".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 69 باب: في علمه، وقال:"قلت: هو في الصحيح بغير سياقة- رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح".
والذي ذكره الهيثمي أخرجه البخاري في العلم (82) باب: فضل العلم، وفي فضائل الصحابة (3681) باب: مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي التعبير (7006) باب: اللبن، و (7007) باب: إذا جرى اللبن فبن أطرافه، و (7032) باب: القدح في النوم، ومسلم في فضائل الصحابة (2391) باب: من فضائل عمر بن الخطاب، والترمذي في الرؤيا (2285) باب: رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم
اللبن والقمص، من طريق ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله بن عمر: أن ابن عمر قال: سمعت رسولالله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما أنا نائم أوتيت بقدح لبن فشربت حتى=
2169 -
أنبأنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا إسماعيل بن أبي أُويْسِ (1)، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أحَبَّنَا إلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ خَيْرَنَا وَسَيِّدَنَا (2).
= أني لأرئ الري يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب". قالوا: فما أولته يا رسول الله؟. قال: "العلم". وهذا لفظ البخاري.
وانظر كنز العمال 11/ 584 برقم (32781).
(1)
في الأصلين "يونس" وهو تحريف.
(2)
إسناده جيد، إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس بسطنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (142). والحديث في الإحسان 9/ 6 يرقم ي 682). وهو ليس على شرط الهيثمي كما تبين من مصابنر التخريج.
وأخرجه الترمذي في المناقب (3657) باب: مناقب أي بكر الصديق رضي الله عنه من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، بهذا الإسناد. وقال:"هذا حديث صحيح غريب".
وأخرجه البخاري ضمن حديث طويل في فضائل الصحابة (3668) باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لوكنت متخذاً خليلاً"، والحكم 3/ 66 من طريق إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: "صحيح على شرطهما ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ في "فتح الباري" 7/ 32: "قد أفرد بعض الرواة هذا القدر من الحديث، فأخرجه الترمذي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن إسماعيل بن أبي أويس شيخ المصنف فيه بهذا الإسناد
…
وأخرجه ابن حبان من هذا الوجه".
وهو في "تحفة الأشراف" 8/ 126 - 127 برقم (10678)، وجامع الأصول 8/ 591.
وانظر حديث جابر بن عبد الله عند البخاري في فضائل الصحابة (3754) باب: مناقب بلال بن رباح، ولفظه "
…
جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: =
2170 -
أنبأنا محمد (172/ 2) بن الحسين بن مكرم، حدثنا أبو معمر (1) القطيعي (2)، حدثنا أبو سفيان المعمرِى (3)، عن معمر، عن الزهري، عن عروة.
عَنْ عَائِشَةَ: أَنُّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِسَدِّ الأَبْوَابِ الشَّوَارِعِ فِي الْمَسْجِدِ، إلاُّ بَابَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه (4).
2171 -
أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس، وعمر بن سعيد بن سنان، قالا" حدثنا حامد بن يحيى، حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد، عن عامر بن عبد الله بن الزبير،
= كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا. يعني: بلالاً". وانظر "فتح الباري" 7/ 99.
(1)
في الأصلين "معشر" وهو تحريف.
(2)
القطيعي -بفتح القاف، وكسر الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحت، ثم العين المهملة-، هذه النسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في مجال متفرقة ببغداد
…
وانظر الأنساب 10/ 202 - 205، واللباب 3/ 48.
(3)
المَعْمَرِيّ -بفتح الميم، وسكون العين المهملة، ثم فتح الميم الثانية، وكسر الراء المهملة-: هذه النسبة إلى مَعْمَر، وهو ابن راشد. والمشهور بهذه النسبة أبو سفيان محمد بن حميد
…
وانظر اللباب 3/ 236.
(4)
إسناده صحيح، وأبو معمر هو إسماعيل بن إبراهيم، وأبو سفيان هو محمد بن حميد، ومعمر هو ابن راشد، والحديث في الإحسان 9/ 4 برقم (6818).
وأخرجه أبو يعلى في المسند 8/ 137 برقم (4678) من طريق أبي معمر القطيعي، به.
وهو في "تحفة الأشراف" 12/ 28 برقم (16410)، وجامع الأصول 8/ 591.
وفي الباب عن ابن عباس برقم (2584) في مسند الموصلي.
عَنْ أبِيهِ قَالَ: كَانَ اسْمُ أبِي بَكْرٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أنْتَ عَتِيقُ اللهِ مِنَ النَّار"، فَسُمِّي عَتِيقاً (1).
2172 -
أنبأنا الوليد بن بيان بواسط (2)، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر السَّالِمِيّ (3)، حدثنا ابن أبي فديك، عن رباح بن أبي معروف، عن قيس بن سعد، عن مجاهد.
(1) إسناده صحيح، وسفيان هو ابن عيينة. والحديث في الإحسان 9/ 6 برقم (6825).
وأخرجه البزار 3/ 163 برقم (2483) من طريق أحمد بن الوليد الكرخي، حدثنا حامد بن يحيى البلخي، بهذا الإسناد. وفي إسناد البزار زيادة" حامد بن يحيى الكرخي".
وقال البزار:" لا نعلم أحداً رواه بهذا الإسناد إلا حامد عن ابن عيينة".
وأحمد بن الوليد الكرخي يروي عن أبي نعيم والعراقيين، روى عنه حاجب بن أركين، والبزار وغيرهما وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 45. وانظر الأنساب 10/ 388، واللباب 3/ 91.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 40 باب: ما جاء في أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقال: "رواه البزار، والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات".
ونسبه صاحب الكنز إلى أبي نعيم- انظر كنز العمال 12/ 504 - 505 وقال: "قال ابن كثير: إسناد جيد".
ويشهد له حديث عائشة عند أبي يعلى برقم (4899). وانظر طبقات ابن سعد 3/ 1/ 120.
(2)
ما وجدت له ترجمة فيما لدي من مصادر.
(3)
السالمي -بفتح السين المهملة بعدها ألف، واللام المكسورة، في آخرها ميم-: هذه النسبة إلى سالم وهو ثلاثة رجال هم: سالم بن عوف بطن من الأنصار، والثاني جماعة ينسبون إلى مذهب أبي الحسن محمد بن أحمد بن سالم السالمي في الأصول، والثالث نسبة إلى الجد وهو أحمد بن محمد بن سالم
…
وانظر الأنساب 7/ 12، واللباب 2/ 93.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل الْجَنَّةَ رَجُلٌ، فَلا يَبْقَى أَهْلُ دَارٍ وَلا أهْلُ غُرْفةٍ إلَاّ قَالُوا: مَرْحَباً مَرْحَباً" إلَيْنَا إلينَا". فَقَالَ أَبو بَكْرٍ: يَا رسول الله، مَا تَوًى (1) عَلَى الرَّجُلِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. قَالَ:"أجَلْ، وَأنتَ هُوَ يَا أبَا بَكْرٍ" (2).
2173 -
أنبأنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالْكَرَجِ، حدثنا. عبد الله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، حدثنا عقبة بن خالد، حدثنا شعبة، عن الجريري، عن أي نضرة.
(1) يقال: تَوِيَ المال، يَتْوَى، تَوًى، إذا ذهب فلم يرج. وتوي الإنسان: هلك، فهو تَوٍ. والتوى: الهلاك والخسارة. وقوله: ما توى عليه أي: لا هلاك ولا خسارة عليه
…
وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 1/ 357: "التاء، والواو، والياء كلمة واحدة وهو بطلان الشيء".
(2)
شيخ ابن حبان ما وجدت له ترجمة فيما لدي من مصادر، غير أنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه شيخا الطبراني: محمد بن حنيفة أبو حنيفة الواسطي، وأحمد بن عمرو.
كما يتبين من مصادر التخريج.
وأحمد بن محمد بن أبي بكر هو ابن سالم بن عبد ابنه بن عمر السالمي، وثقه الهيثمي، وصحح حديثه ابن حبان، وباقي رجاله ثقات. والحديث في الإحسان 9/ 7 - 8 برقم (6828).
وأخرجه الطبراني في الكبير 11/ 98 برقم (11166) من طريق أبي حنيفة محمد ابن حنيفة الواسطي، وأخرجه الطبراني في الأوسط 1/ 298 برقم (485) من طريق أحمد بن عمرو، كلاهما: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد السالمي- في الكبير: أحمد بن أبي بكر- بهدا الإسناد. وقد تحرفت "ما توى" في الأوسط إلى "ما ترى". وفي الكبير إلى "ما ثواب".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 46 باب: جامع في فضله، وقال:"رواه الطبراني في الكبير، والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن أبي بكر السالمي، وهو ثقة".
عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: ألَسْتُ أحَقَّ النَّاسِ بِهذَا الأمْرِ؟ ألَسْتُ أوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ؟ أَلَسْتُ صَاحِبَ كَذَا؟، ألَسْتُ صَاحِبَ كَذَا (1)؟.
2174 -
أنبأنا الحسن بن سفيان من كتابه، حدثنا أبو سعيد يحيى ابن سليمان الْجُعْفِيّ، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله بن عمر،
عَنْ أبِيْهِ قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ قالَ:" مُرُوا أبَا بَكرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ".
فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ الله، إنَّ أبَا بَكْبر رَجُلٌ رَقِيقٌ، إذَا قَامَ مَقَامَكَ، لَمْ يُسْمعِ النَّاسَ مِنْ الْبُكَاءِ فقَالَ: "مُرُوا أبَا بَكرٍ فَلْيُصَلِّ
(1) شيخ ابن حبان ما وجدت له عندي ترجمة، غير أنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه الترمذي كما يتبين من مصادر التخريج. والحديث في الإحسان 9/ 6 برقم (6824). وقد تحرفت فيه "عقبة" إلى "عتبة".
وأخرجه الترمذي في المناقب (3668) باب: أول من أسلم أبو بكر رضي الله عنه، من طريق أبى سعيد الأشج بهذا الإسناد. وهذا إسناد صحيح.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، قد رواه بعضهم عن شعبة، عن الجريري، عن أبى نضرة قال: قال أبو بكر، وهذا أصح.
حدثنا بذلك محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن الجريري، عن أبى نضرة قال: قال أبو بكر، فذكر نحوه بمعناه، ولم يذكر فيه عن أبى سعيد، وهذا أصح".
نقول: إن من وصلهُ ثقة، فإرساله ليس بعلة. وانظر "تحفة الأشراف" 5/ 293 برقم (6596)، وجامع الأصول 8/ 602.
بِالنَّاسِ"، فَعَاوَدَتْهُ مِثْل مَقَالَتِهَا. فَقَالَ:" إنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ (1) يُوسُفَ، مُرُوا أبَا بَكْبر فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ" (*)(2).
(1) قال الزبيدي في "تاج العروس" مادة "صحب": "وقالوا في النساء: هن صواحب يوسف. وحكى الفارسي، عن أي الحسن، هن صواحبات يوسف، جمعوا (صواحب) جمع السلامة". وانظر "المزهر" للسيوطي 2/ 74. ورواية الصحيحين "صواحب".
والمراد: امرأة العزيز، والنساء اللاتي قطعن أيديهن، لأنهن يحسنَّ للرجل ما لا يجوز ويغلبن علي رأيه في كثير من الأحيان. وانظر "شرح مسلم" للنووي 2/ 62.
* في الإحسان زيادة: "قال ابن شهاب: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة أنها قالت: لقد عاودت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-على ذلك، وما حملني على معاودته إلا أني خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر، وعلمت أنه إن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به، فأحببت أن يعدل ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم-عن أبي بكر".
(2)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 9/ 14 برقم (6835). وهو ليس على شرط الهيثمي كما يتبين من مصادر التخريج.
وأخرجه البيهقي في الصلاة 2/ 251 باب: من بكى في صلاته، من طريق أبي عمرو محمد بن عبد الله الأديب، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد: وأخرجه البخاري في الآذان (682) باب: أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، من طريق يحيى بن سليمان، به.
وقال البخاري: "تابعه الزبيدي، وابن أخي الزهري، وإسحاق بن يحيى الكلبي، عن الزهري.
وقال عُقَيْلٌ ومعمر: عن الزهري، عن حمزة، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وقال الحافظ في "فتح الباري" 2/ 165 - 166: "قوله: (تابعه الزبيدي) أي: تابع يونس بن يزيد ومتابعته هذه وصلها الطبراني في مسند الشاميين من طريق عبد الله بن سالم الحمصي، عنه موصولاً مرفوعاً، وزاد فيه قولها:(فمر عمر)، وقال فيه:(فراجعته عائشة).
ومتابعة ابن أخي الزهري وصلها ابن عدي من رواية الدراوردي عنه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومتابعة إسحاق بن يحيى وصلها أبو بكر بن شاذان البغدادي في نسخة إسحاق بن يحيى، في رواية يحيى بن صالح، عنه.
تنبيه: ظن بعضهم أن قوله: (عن الزهري) أي: موقوفاً عليه، وهو فاسد لما بيناه. قوله:(وقال عقيل ومعمر إلخ)، قال الكرماني: الفرق بين رواية الزبيدي، وابن أخي الزهري، وإسحاق بن يحيى، وبين رواية عقيل ومعمر: أن الأولى متابعة، والثانية مقاولة. اهـ.
ومراده بالمقاولة الإتيان فيها بصيغة (قال). وليس في اصطلاح المحدثين صيغة مقاولة، وإنما السر في تركه عطف رواية عقيل ومعمر، على رواية يونس ومن تابعه، أنهما أرسلا الحديث، وأولئك وصلوه، أي: أنهما خالفا يونس ومن تابعه فأرسلا الحديث.
فأما رواية عقيل فوصلها الذهلي في (الزهريات).
وأما معمر فاختلف عليه، فرواه عبد الله بن المبارك، عنه مرسلاً. كذلك أخرجه ابن سعد، وأبو يعلى من طريقه.
ورواه عبد الرزاق، عن معمر موصولاً، لكن قال:(عن عائشة) بدل قوله: (عن أبيه) كذلك أخرجه مسلم. وكأنه رجح عنده لكون عائشة صاحبة القصة، ولقاء حمزة لها ممكن.
ورجح الأول عند البخاري لأن المحفوظ في هذا عن الزهري من حديث عائشة، روايته لذلك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عنها.
ومما يؤيده أن في رواية عبد الرزاق، عن معمر متصلاً بالحديث المذكور أن عائشة قالت: (وقد عاودته، وما حملني على معاودته إلا أني خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر
…
) الحديث. وهذه الزيادة إنما تحفظ من رواية الزهري، عن عبيد الله، عنها، لا من رواية الزهري، عن حمزة.
وقد روى الإسماعيلي هذا الحديث عن الحسن بن سفيان، عن يحيى فى سليمان شيخ البخاري فيه مفصلاً، فجعل أوله من رواية الزهري، عن حمزة، عن أبيه، بالقدر الذي أخرجه البخاري. وآخره من رواية الزهري عن عبيد الله، عنها. والله أعلم".
وأخرجه النسائي في "عشرة النساء" برقم (390) من طريق صفوان بن عمر، =
2175 -
أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا ابن أبي السري، عن عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري.
عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الإثْنَيْنِ، كَشَفَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم سُتْرَةَ الْحُجْرَةِ (1).
قُلْتُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهُوَ فِي الصَّحِيح. وَقَالَ فِيهِ: فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب رضي الله عنه فَقَالَ: إنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم-لَمْ يَمُتْ، وَلكنَّهُ أُرْسِلَ إليه كَمَا أُرْسِلَ إلَى مُوسَى فَمَكَثَ فِي قَوْمهِ أربعين لَيْلَةً، وَالله إنَّي لأرْجُو أنْ يَعِيشَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتى يقطع أيدى رِجَالٍ مِنَ الْمَنافِقِينَ وَألْسِنَتَهُمْ يَزْعُمُونَ أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ. قَالَ الزُّهْرِيّ: فَأخْبَرَني أنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّه سَمعَ خُطْبَةَ عُمَرَ الأخِيرَةَ
= أخبرنا بشر، أخبرني أبي، عن الزهري، به. إلى قوله:"فإنكن صواحب يوسف" كما جاء في رواية البخاري.
وأخرج النسائي طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن حمزة بن
عبد الله بن عمر، عن عائشة، في عشرة النساء برقم (391).
وحديث عائشة أخرجناه في مسند الموصلي 7/ 452 برقم (4478) وفصلنا طرقه، وعلقنا عليه، فانظره فلعل فيه ما يفيد. وانظر طبقات ابن سعد 3/ 1/ 126 - 127، وجامع الأصول 6/ 596 - 602.
وفي الباب عن العباس برقم (6704) في مسند الموصلى، والحديث التالي.
(1)
تتمة الكلام: "فرأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو يصلي بالناس. قال: فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف وهو يتبسم، فكدنا أن نفتتن في صلاتنا فرحاً برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أبو بكر أن ينكص حين جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم-فأشار إليه النبي-صلى الله عليه وسلم: كما كنت. ثم أرخى الستر، وتوفي من يومه ذلك". ومن هنا استأنف الحديث بقوله: "فقام عمر
…
".
حِينَ جَلَسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم-وَكَانَ (1) الْغَدَ مِنْ يَوْم تُوُفيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَتَشَهدَ عُمَرُ، وَأبُو بَكْرٍ صَامِتٌ لا يَتَكَلمُ، ثُم قَالَ: أما بَعْدُ، فَإني قُلْتُ أمْسِ مَقَالَةً (173/ 1) وَإنَّهَا لَمْ تَكُنْ كمَا قُلْتُ: وَإنِّي وَالله مَا وجَدْتُ الْمَقَالَةَ التِي قُلْتُ فِي كتَابِ الله، وَلا عَهْدٍ عَهِدَهُ إليَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَلكِنْ (2) كُنْتُ أرْجُو أن يَعِيشَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى يَدْبُرَنَا- يُرِيدُ بِذلِكَ أنْ يَكُونَ آخِرَهُمْ- فَإنْ يَكُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، فَإنَّ الله قَدْ جَعَلَ بَيْنَكُمْ (3) نُوراً تَهْتَدُونَ بِهِ، فَاعْتَصِمُوا بِهِ، تَهْتَدُوا لِمَا هَدَى الله مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم. ثُم إِن أبا بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ الله، وَثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَإنَّهُ أوْلَى النَّاسِ بِأمُورِكُمْ، فَقُوموا فَبَايِعُوه. وَكَانَتْ طَائفَة مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذلِكَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَ بَيْعَةُ الْعَامَّةِ عَلَى الْمِنْبَرِ (4).
(1) في الإحسان "وذلك"، بدل "وكان".
(2)
في الإحسان "ولكني".
(3)
في الإحسان "بين أظهركم".
(4)
إسناده حسن من أجل محمد بن المتوكل بن أبي السري، وقد بسطنا القول فيه عند
الحديث المتقدم برقم (209).
وأخرجه إلى قوله: (من يومه ذلك)، البخاري، ومسلم، وقد استوفيت تخريجه وجمعت طرقه في مسند الموصلي 6/ 250 برقم (3548). وانظر أيضاً الحديث (3567، 3596، 3924) في المسند المذكور، وانظر "جامع الأصول" 8/ 600، وطبقات ابن سعد 3/ 1/ 127.
وأخرجه إلى قوله: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم-قد مات" عبد الرزاق في مصنفه
5/ 334 برقم (9754) من طريق المصنف هذه.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أيضاً أحمد 3/ 196.
وأخرجه- بهذا المقدار أيضاً- ابن سعد في الطبقات 2/ 2/ 53 من طريق يعقوب ابن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، قال: أخبرني أَنس، به. =
2176 -
أنبأنا أبو يعلى، حدثنا أحمد بن جميل المروزي، حدثنا ابن المبارك، أنبأنا معمر، ويونس، عن الزهري
…
فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).
= وأخرجه عبد الرزاق 5/ 437 - 438 برقم (9756) من طريق معمر، عن الزهري قال: أخبرني أَنس بن مالك أنه سمع خطبة عمر
…
إلى آخر الحديث. وعنده "هذا كتاب الله فاعتصموا به".
وأخرجه البخاري في الأحكام (7219) باب: الاستخلاف، من طريق إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن معمر، به.
ومن طريق البخاري السابقة أخرجه البغوي10/ 79 - 80 برقم (2488). وأخرجه البخاري مختصراً في الاعتصام (7296) من طريق يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، به. وانظر جامع الأصول 4/ 101 - 153، والحديث التالي.
وانظر أيضاً حديث عائشة عند البخاري في الجنائز (1241) باب: الدخول على الميت بعد الموت، والنسائي في الجنائز 4/ 11 باب: تقبيل الميت، وجامع الأصول 4/ 85 - 86.
(1)
إسناده صحيح، أحمد بن جميل المروزي ترجمه ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل" 2/ 44 ونقل عن عبد الله بن أحمد قال:"سئل يحيى- يعني- ابن معين وأنا أسمع عن أحمد بن جميل المروزي. قال: ليس به بأس. ورأيت أبي يسمع منه وأنا شاهد معه". وأورد هذا ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (42) برقم (98). ثم قال: "سئل أبي عنه فقال: صدوق".
ونقل الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 77 بإسناده عن عبد الخالق بن منصور قال: "سئل يحيى بن معين عن أحمد بن جميل المروزي فقال: ثقة".
ونقل أيضاً بإسناده عن عبد الله بن أحمد أنه قال: "حدثنا أحمد بن جميل المروزي وكان ثقة".
وقال ابن الجنيد في "سؤالاته لابن معين" ص (350) برقم (319): "سألت يحيى عن أحمد بن جميل المروزي؟. فقال: سمع ابن المبارك وهو غلام، قال: كنت أسمع منه وأنا أرفع رأسي انظر إلى العصافير". ووثقه ابن حبان 8/ 11، وانظر "ميزان الاعتدال بن ولسان الميزان، وتعجيل المنفعة.
والحديث في الإحسان 8/ 212 - 214 برقم (6586) وهو طويل جداً.
وأخرجه بطوله ابن سعد في الطبقات 2/ 2/ 55 - 56 من طريق أحمد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحجاج، حدثنا عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرج الفقرة الأولى منه البخاري، ومسلم، وقبند استوفينا تخريجها في مسند الموصلي 6/ 250 برقم (3548) فانظره، وانظر الحديث السابق.
وأما الفقرة الثانية والثالثة فقد أخرجهما عبد الرزاق 5/ 433 برقم (9754) وهما: "وقام عمر بن الخطاب في الناس خطيباً لا أسمعن أحداً يقول: إن محمداً قد مات، إن محمداً صلى الله عليه وسلم-لم يمت، ولكن أرسل إليه ربه كما أرسل إلى موسى فلبث عن قومه أربعين ليلة.
قال الزهري: وأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال في خطبته: إني لأرجو أن يقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدي رجال، وأرجلهم يزعمون أنه مات".
ولتمام تخريجهما انظر الحديث السابق.
وأما الفقرة الرابعة- وهي: "قال الزهري: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن عائشة زوج النبي-صلى الله عليه وسلم أخبرته أن أبا بكر أقبل على فرس من مسكنه بالسُّنْج حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم-وهو مسجى ببردة حبرة، فكشف عن وجهه، فأكب عليه، فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت، والله لا يجمع الله عليك موتتين أبداً. أما الموتة الأولى التي كتبت عليك فقد متها"- فقد أخرجها البيهقي في الجنائز 3/ 406 باب: الدخول على الميت وتقبيله من طريق أبي عمر، ومحمد بن عبد الله الأديب، أنبأنا أبو بكر الإِسماعيلي، أخبرني أبو يعلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في الجنائز (1241 - 1242) - وأطرافهما- باب: الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه، من طريق بشر بن محمد، وأخرجه أحمد 6/ 117 من طريق علي بن إسحاق، وأخرجه النسائي في الجنائز 4/ 11 باب: تقبيل الميت، من طريق سويد، جميعهم حدثنا عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد.
وأخرجه البخاري في المغازي (4452 - 4453) باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، من طريق يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، به.
وانظر طبقات ابن سعد 2/ 2/ 55، والبخاري (3667، 3668)، وشرح السنة 10/ 78 برقم (2487). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأما الفقرة الخامسة فقد أخرجها البيهقي في الجنائز 3/ 406 باب: الدخول على الميت وتقبيله، من طريق
…
أبي يعلى بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في الجنائز (1241 - 1242) باب: الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه، من طريق بشر بن محمد قال: أخبرني عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في المغاري (4454) باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته من طريق يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب الزهري، به. وانظر أيضاً البخاري (4457، 5710، 5711). وأخرجها عبد الرزاق 5/ 436 برقم (9755) من طريق معمر، عن الزهري، به.
ومن طريق عبد الرزاق السابقة أخرجه أحمد 1/ 334.
ولفظها: "قال الزهري: قال أبو سلمة: أخبرني ابن عباس أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس، فقال: اجلس، فأبى عمر أن يجلس. فقال: اجلس. فأبى أن يجلس، فتشهد أبو بكر، فمال الناس إليه وتركوا عمر، فقال: أيها الناس، من كان منكم يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله تبارك وتعالى:(وما محمد الله رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين).
قال: والله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله جل وعلا أنزل هذه الآية الله حين تلاها أبو بكر فتلقاها الناس كلهم، فلم يسمع بشراً إلا يتلوها".
وأما الفقرة السادسة "قال الزهري: وأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال: والله ما هو الله أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض، وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات". فقد أخرجها عبد الرزاق 5/ 437 برقم (9755) من طريق معمر، عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجها البخاري في المغازي (4454) باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، من طريق يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل: قال الزهري ...... فأخبرني سعيد بن المسيب
…
".
وقال الحافظ في فتح الباري 8/ 146: "هو مقول الزهري، وأغرب الخطابي =
2177 -
أنبأنا عبد الله بن محمد الأزلي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم: أنبأنا المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني جعفر بن ربيعة، عن مجاهد بن وردان، عن عروة.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ أبِي بَكْرٍ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَتَمثَّلْتُ بهذَا الْبَيْتِ:
مَنْ لا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعا (1)
…
يُوشِكُ أنْ يَكُونَ مَدْفُوقا (2)
= فقال: ما أدري القائل: (فأخبرني سعيد بن المسيب) الزهري أو شيخه أبو سلمة؟. فقلت: صرح عد الرزاق، عن معمر بأنه الزهري. وأثر ابن المسيب، عن عمر هذا أهمله المزي في الأطراف مع أنه على شرطه".
وأما الفقرة السابعة فقد ورد لفظها في الحديث السابق، فانظره. وانظر جامع الأصول 4/ 85 - 102 أيضاً. ومصنف عبد الرزاق 5/ 428 - 439. وسيرة ابن كثير 4/ 460 - 526. وسيرة ابن هشام 2/ 655 - 661. وثقات ابن حبان 2/ 129 - 134، ودلائل النبوة للبيهقي 7/ 215 - 219.
(1)
في (س): "نقيعاً" وهو تحريف.
(2)
هكذا جاء الشطر الثاني. ورواية أبي يعلى، والبيهقي، وأبي نعيم في المستخرج "فإنه في مرة مدفوق".
وأما رواية الزمخشري في الفائقٍ فهي "لَا بُدَّ يَوْماً أنَّهُ مُهَرَاقُ".
ورواية ابن سعد "فَإنَّهُ لا بُدَّ مَرَّةً مَدْفُوقُ".
وقال ابن الآثير في النهاية 4/ 115:"وفي حديث عائشة أخذت أبا بكر غشية عند الموت فقالت:
مَنْ لايَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعا
…
لا بدَّ يَوْماً أَنْ يُهَرَاقَ
هكذا ورد، وتصحيحه:
مَنْ لا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعا
…
لا بُدَّ يَوْماً أَنَّهُ يُهَرَاقُ
وهو من الضرب الثاني من بحر الرجز، ورواه بعضهم:
وَمَنْ لا يَزَالُ الدَّمع فِيهِ مُقَنَّعاً
…
فَلَا بُدَّ يَوْماً أنَّهُ مُهَرَاقُ
وهو من الضرب الثالث من الطويل. فسروا المقنع بأنه المحبوس في جوفه".
فَقَالَ: يَا بُنَيَّه لا تَقُولي هكَذَا، وَلكِنْ قُولي {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]. ثُمَّ قَالَ: فِي كَمْ كُفِّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟. فَقُلْتُ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ، فَقَالَ: كَفِّنُونِي فِي ثَوْبَيَّ هذَيْنِ، وَاشْتَرُوا إلَيْهِمَا ثَوْباً جَدِيداً، فَإنَّ الْحَيَّ أحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ، وَإنَّمَا هِيَ لِلْمَهْنَةِ، [أوْ لِلْمُهْلَةِ](*)(1).
* ما بين حاصرتين زيادة من الإحسان، وقد رجحنا في مسند الموصلي أنها "للمهلة". وقال أبو عمرو:"المهْل في شيئين: هو في حديث أبي بكر الصديدُ والقيح، وفي غيره دُرْدَرِيّ الزيت لم يعرف منه إِلا هذا".
وأورد أبو عبيد الحديث في "غريب الحديث" 3/ 217 "فقال: ادفنوني في ثوبي هذين فإنما هما للمُهل والتراب". ثم قال: "المُهْل في هذا الحديث الصديدُ والقيح، والمهل في غير هذا كل فِلَز أذيب
…
".
وقال الأصمعي: "حدثني رجل- وكان فصيحاً - أن أبا بكر قال: (فإنما هما لِلْمَهْلَةِ والتراب) - بالفتح".
وقال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 1/ 389: "قوله: (إنما هو للمهلة) رويناه بضم الميم، وكسرها، وفتحها. ورواية يحيى بالكسر، وفي رواية ابن أبي صفرة عنه بالفتح. قال الأصمعي: المهلة- بالفتح-: الصديد، وحكى الخليل فيه الكسر.
وقال ابن هشام: المهل- بالضم-: صديد الجسد
…
".
وقال ابن حبيب: "هو بالكسر: الصديد، وبالفتح: التمهل، وبالضم: عكر الزيت، والمراد هنا الصديد".
وقال الحافظ في "فتح الباري" 3/ 254: "ويحتمل أن يكون المراد بقوله: (إنما هو) أي: الجديد، وأن يكون المراد (بالمهلة) على هذا: التمهل، أي: إِن الجديد لمن يريد البقاء. والأول أظهر. ويؤيده قول القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: (كُفن أبو بكر في ريطة بيضاء، وريطة ممصرة، وقال: إنما هو لما يخرجُ من أنفه وفيه). أخرجه ابن سعد.
وله عنه من وجه آخر: (إِنما هو للمهل والتراب)، وضبط الأصمعي هذا بالفتح".
(1)
إِسناده صحيح، والمقرىء هو عبد الله بن يزيد، والحديث في الإحسان 5/ 16 - 17 برقم (3025). =
2178 -
أخبرنا أبو عروبة، حدثنا زكريا بن الحكم، حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي أبو بَكْرٍ: أيَّ يَوْم توفَّي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم؟. قُلْتُ: يَوْمَ الإثْنَيْنِ. قَالَ: إِنَّي لأرجو أَنْ أَمُوتَ فِيهِ. فَمَاتَ يَوْمَ الإثْنَيْنِ، عَشِيَّتَةُ (1)، وَدُفِنَ لَيْلاً (2).
وأخرجه ابن سعد 3/ 1/ 143 من طريق أبي معاوية الضرير، وأخرجه البخارى فى الجنائز (1387) باب: موت يوم الاثنين، وأبو يعلى الموصلي 7/ 430 برقم (4451) من طريق وهيب، وأخرجه البيهقي في الجنائز 3/ 9: جماع أبواب عدد الكفن وكيف الحنوط، من طريق
…
أَنس بن عياض جميعهم عن هشام، بهذا الإسناد. على شىء من الاختلاف في رواياتهم.
وأخرجه الحاكم 3/ 65 من طريق
…
عبد الرحيم بن سليمان، عن عروة، به. وأخرجه ابن سعد 3/ 1/ 140 من طريق عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت، عن سمية، أن عائشة، به.
وحديث تكفينه خرجناه في مسند عائشة (4402) وهو في الصحيحين. وقد جمعنا طرقه وعلقنا عليه. فانظره لعل فيه ما يفيد. وانظر أيضاً فتح الباري 2/ 253، وابن كثير في التفسير 6/ 401. وطبقات ابن سعد 3/ 1/ 146
(1)
في (س):" عشية".
(2)
زكريا بن الحكم قال ابن حبان في الثقات 8/ 255: "الأسدي، الرسعنى، من رأس العين، كنيته أبو يحيى، يروي عن يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، وأهل العراق، حدثنا عنه أبو عروبة، وأهل الجزيرة، مات برأس العين سنة ثلاث وخمسين ومئتين. وكان يخضب رأسه ولحيته". وقد نقل السمعاني عنه في الأنساب 6/ 119 معظم هذه الترجمة. وباقي رجاله ثقات، وأبو عروبة هو الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني، والفريابي هو محمد بن يوسف، وسفيان هو الثوري. =