الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
36 - باب في ثمامة بن أثال الحنفي
2281 -
أخبرنا أبو عروبة، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا عبد الله بن عمر، وعبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري.
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أَثَالٍ الْحَنَفِيّ أُسِرَ، فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُ إلَيْهِ فَيَقُولُ:"مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ ". فَيَقُولُ: إِنْ تَقْتُلْ، تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تَمُنَّ، تَمُنَّ عَلَى شَاكِرٍ، وَإنْ تُرِدِ الْمَالَ، تُعْطَ مَا شِئْتَ.
قَالَ: فَكَانَ أصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّونَ الْفِدَاءَ وَيقُولُونَ: مَا نَصْنَعُ بِقَتْل هذَا؟ فَمَرَّ بِهِ (186/ 1) النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَوْماً فَأسْلَمَ، فَبَعَثَ بِهِ إلَى حَائِطِ أَبِي طَلْحَةَ، فَأمَرَهُ أنْ يَغْتَسِلَ، فَاغْتَسَلَ وصلى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لَقَدْ حَسُنَ إسْلَامُ صَاحِبِكُمْ"(1).
= ويشهد للفقرة المتعلقة بكنوز كسرى حديث جابر بن سمرة وقد خرجناه في مسند الموصلي برقم (7444).
ويشهد أيضاً لفقرة فيضان المال حديث أبي هريرة الذي خرجناه في مسند الموصلي برقم (6322).
(1)
إسناده صحيح، عبد الله بن عمر فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (1641) .. وهو في الإحسان 2/ 269 برقم (1235) وفيه "عبيد الله بن عمرو" وهو تحريف.
والحديث في مصنف عبد الرزاق 6/ 9 برقم (9834).
وأخرجه أحمد 2/ 246 من طريق سفيان: سمعت ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة
…
قاله عبد الله، عن أبيه في نهاية الحديث.
وقال الحافط ابن حجر في "الإصابة" 2/ 27 ترجمة ثمامة بن أثال: "حديثه في البخاري ...... ورواه الحميدي، عن سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة
…
". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 98: "ذكره عبد الرزاق عن عبيد الله وعبد الله ابني عمر
…
" وذكر بعضاً من هذا الحديث. ثم قال: "وروى عمارة بن غزية، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة
…
".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 414 باب: ما جاء في ثمامة بن أثال، وقال:"هو في الصحيح غير قوله: حسن إسلام صاحبكم- رواه أحمد، وفيه عبد الله العمري، وفيه خلاف. وبقية رجاله رجال الصحيح".
نقول: الذي في الصحيح والرواية المتفق عليها أطول من هذه وأجمع وأنصع، وانظر التعليق التالي.
والحديث في مسند الموصلي 11/ 424 - 425 برقم (6545) وهناك استوفينا تخريجه. وانظر أيضاً "أسد الغابة" 1/ 294، وجامع الأصول 9/ 115، والبداية والنهاية لابن كثير 5/ 48 - 49.
وقوله: "ما عندك يا ثمامة". قال القاضي عياض: "وتقريره ذلك في ثلاثة أيام الأم إنما هو طمع في إسلامه، واستئلاف لمثله من رؤساء الناس ليسلم، فيسلم من وراءه.
وتركه الإجابة حتى مَنَّ عليه دليل على صحة نيته، وعلو همته، ليعلم أنه أسلم اختياراً، لا قهراً". وانظر شرح مسلم للأبي 5/ 89، وشرح مسلم للنووى 4/ 378.
وقوله: "إن نقتل
…
". فيه إظهار لمكانته في قومه وعزته وحبهم له وإسراعهم إلى افتدائه إن أمكن الفداء، وإلى الأخذ بثأره، إن وقع به بلاء: وفيه أيضاً الدليل على وفائه والإسراع إلى شكر من يسدي إليه المعروف، هذا ما كان عليه العربي عامة، فكيف بالسادة منهم؟. بله المسلم الذي ارتبطت قيمه بعقيدته وأصبحت السبيل الممهدة للوصول إلى رضوان ربه.
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 8/ 88 - 89: "وفي قصة ثمامة من الفوائد: ربط الكافر في المسجد، والمن على الأسير الكافر، وتعظيم أمر العفو عن المسيء، لأن ثمامة أقسم أن بغضه انقلب حباً في ساعة واحدة لما أسداه النبي صلى الله عليه وسلم-إليه من العفو والمن بغير مقابل .. وفيه الاغتسال عند الإسلام، وأن الإحسان يزيل البغض ويثبت الحب، وأن الكافر إذا أراد عمل خير ثم أسلم شرع له أن يستمر في عمل ذلك الخير. وفيه الملاطفة بمن يرجى إسلامه من الأسارى إذا كان في ذلك مصلحة للإِسلام، ولا سيما من يتبعه على إسلامه العدد الكثير من قومه. وفيه بعث =