الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
24 - باب فضل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه
2258 -
أخبرنا محمد بن نصر بن نوفل بمرو، حدثنا أبو داود السِّنْجِيّ سليمان بن معبد، أنبأنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا أبو زميل، عن مالك بن مرثد، عن أبيه قال:
قَالَ أَبُو ذَر: قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا تُقِلُّ الْغَبْرَاءُ، وَلا تُظِلُّ الْخَضْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ وَأَوْفَى مِنْ أَبِي ذَرٍّ، شَبِيهِ عِيسَى (183/ 1) ابْنِ مَرْيَمَ". عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلام. قَالَ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب رضي الله عنه فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله، أَفَنعْرِفُ ذلِكَ لَهُ؟. قَالَ: نَعَمْ، فَاعْرِفُوا لَهُ" (1).
= والتعديل" 9/ 191 وقال: "سمعت أبي يقول: سألني يحيى بن معين عن يحيى بن المغيرة فقلنا: كتبنا عنه. فقال: لم أر أحداً آثر عند جرير منه، كان يقربه ويدنيه".
ثم قال: "سئل أبي عنه فقال: رازي صدوق". وذكره ابن حبان في الثقات 9/ 267.
وقال الحافظ في الإصابة 12/ 76: "وروينا في (فوائد المزكي) - تخريج الدارقطني، من طريق الدارقطني- من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه: "إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه". فقال له مروان: أما يكفي أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع؟. قال: لا. فبلغ ذلك ابن عمر فقال: أكثر أبو هريرة. فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئاً مما يقول؟. قال: لا، ولكنه اجترأ وجبنا
…
". وهذا إسنادصحيح.
(1)
شيخ ابن حبان ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات، أبو زميل سماك بن الوليد بينا أنه ثقة عند الحديث (2752) في مسند الموصلي. والحديث في الإحسان 9/ 135 برقم (7091).
وأورده صاحب كنز العمال فيه 13/ 311 - 312 برقم (36890) ونسبه إلى أبي نعيم، ولتمام تخريجه انظر الحديث التالي.
2259 -
أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة، حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، حدثنا النضر بن محمد اليمامي، حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل .. فَذَكَرَ بإسْنَادِهِ نَحْوَهُ بِاخْتِصَارٍ، إلَاّ أنَّهُ قَالَ:"مَا أظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلا أقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْكَ يَا أبَا ذَرٍّ"(1).
2260 -
أخبرنا أبو خليفة، حدثنا علي بن المديني، حدثنا يحيى ابن سُلَيْم، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن إِبراهيم ابن الأشتر، عن أبيه.
عَنْ أم ذَرٍّ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَ أبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ بَكَيْتُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟. فَقُلْتُ: وَمَالِي لَا أبْكِي وَأنْتَ تَمُوتُ بِفَلاةٍ مِنَ الأرْضِ وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَناً، وَلا يَدَانِ لِي فِي تَغِيْيبِكَ.
قَالَ: أبْشِرِي وَلا تَبْكِي، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا
(1) إسناده صحيح، وأبو زميل سماك بن الوليد بينا أنه ثقة عند الحديث (2752) في مسند الموصلي. وهو في الإحسان 9/ 132 برقم (7088).
وأخرجه الترمذي في المناقب (3804) باب: مناقب أبي ذر رضي الله عنه، والحاكم 3/ 342 من طريق العباس بن عبد العظيم العنبري، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
نقول: وليس الحال كما ذكرا، فمرثد، وابنه مالك لم يخرج لهما مسلم شيئاً.
ويشهد له حديث أَنس المتقدم برقم (2218)، وهناك أيضاً ذكرنا حديث عبد الله ابن عمرو شاهداً أيضاً فعد إليهما أن شئت. وانظر "جامع الأصول" 8/ 567 و 9/ 50، والإصابة 11/ 122، وأسد الغابة 1/ 357.
يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أوْ ثَلَاثَة فَيَصْبِرَانِ وَيَحْتَسِبَانِ فَيَرَيَانِ النَّارَ أبَداً".
وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ: "لَيَمُوتَنَّ رَجُل مِنْكمْ بفَلَاةٍ مِنَ الأرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، وَلَيْسَ مِنْ أولئك النَّفَرِ أَحَدٌ إِلَاّ وَقَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ، فَأَنَا ذلِكَ الرَّجُلُ، وَالله مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذبْتُ، فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ. فَقُلْتُ: أَنَّى!
…
وَقَدْ ذَهَبَ الْحَاجُّ (1) وَتَقَطَّعَتِ (2) الطُّرُقُ؟!. فَقَالَ: اذْهَبِي فتبصَّرى.
قَالَتْ: فَكُنْتُ أشْتَدُّ (3) إلَى الْكَثِيبِ أَتَبَصَّرُ ثُمَّ أَرْجِعُ فَأمَرِّضَهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ وَأنَا كَذلِكَ إذَا أنَا بِرِجَالٍ عَلَى رِحَالِهِمْ كأَنَّهُمُ الرَّخَمُ، تَخُبُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهمْ.
قَالَتْ: فَأسْرَعُوا إِليَّ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيَّ، فَقَالُوا: يَا أَمَةَ اللهِ، مَالَك؟ قُلْتُ: امْرُؤ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ تُكَفِّنُونَهُ. قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قلْتُ: أَبُو ذَرٍّ، قَالُوا: صَاحِبُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؟. قُلْت: نَعَمْ. فَفَدَوْهُ بِآبائِهِمْ
(1) في أصل (م): "الحياة" وفوقها إشارة نحو الهامش حيث كتب: "لعلها الحاج".
(2)
في (س): "انقطعت الطريق".
(3)
في (م) غير منقوطة. واشتد: عدا. قال ابن رميض العنبري: "هذا أوان الشد فاشتدي زيم".
وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 3/ 179: "الشين، والدال أصل واحد يدل على قوة في الشيء، وفروعه ترجع إليه ...... ".
وجاءت في الإحسان "أسند" ومعناها: صعد. قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 3/ 105: "السين، والنون، والدال أصل واحد يدل على انضمام الشيء إلى الشيء
…
".
وانظر النهاية 2/ 452، ومشارق الأنوار 2/ 246، وفتح الباري 7/ 350.
وَأُمُّهَاتِهِمْ، وَأَسْرَعُوا إلَيْهِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَبْشِرُوا، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِنَفَرٍ أنَا فِيهِمْ:"لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الأرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِين"، وَلَيْسَ مِنْ أولئك النَّفَرِ رَجُل إلَاّ وَقَدْ هَلَكَ فِي جَمَاعةٍ، وَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ، إنَّه لَوْ كَانَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُنِي كَفَناً لِي أوْ لاِمْرأَتِي لَمْ أُكَفَّنْ إلَاّ فِي ثَوْبٍ هُوَ لِي أَوْ لَهَا، فَإنِّي أُنْشُدُكُمُ اللهَ أنْ لا (1) يَكَفِّنَنِي رَجُلٌ كَانَ أمِيراً، أوْ عَرِيفاً، أوْ بَرِيداً، أوْ نَقِيباً. فَلَيْسَ مِنْ أولئك النَّفَرِ أَحَدٌ إلَاّ وَقَدْ قَارَفَ بَعْضَ مَا قَالَ، إلَاّ فَتًى مِنَ الأنْصَارِ، قَالَ: أنَا صَاحِبُكَ، أُكَفِّنُكَ يَا عَمّ، أُكَفِّنُكَ فِي رِدَائِي، وَفِي ثَوبيْن فِي عَيْبَتِي (2) مِنْ غَزْلِ أُمِّي. قال: أَنْتَ فَكَفِّنِّي. فَكَفَّنَهُ الأنْصَارِيُّ لا الَنَّفَرُ الَّذينَ حَضَرُوا وَقَامُوا عَلَيْهِ وَدَفَنُوة فِي نَفَرٍ كُلِّهم يَمَانٍ (3).
(1) في الأصلين، وفي الإحسان "أن يكفنني" والتصويب من الاستيعاب.
(2)
العيبة -بفتح العين المهملة، وسكون المثناة من تحت، وفتح الموحدة من تحت-: وعاء من آدم ونحوه يكون فيه المتاع. وانظر "مقاييس اللغة" 4/ 189 - 190.
(3)
إسناده جيد، يحيى بن سليم بسطنا القول فيه عند الحديث (7137) في مسند الموصلي. وإبراهيم بن الأشتر هو ابن مالك بن الحارث النخعي، ترجمه الحسيني في إكماله (4/ 2 و 5/ 1) وذكره الحافظ ابن حبان في الثقات 6/ 5 ووثقه الهيثمي كما يتبين من مصادر التخريج.
وأبوه مالك ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 207 - 208 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 389، وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (417):"كوفي، تابعي، ثقة". ووثقه الهيثمي أيضاً.
والحديث في الإحسان 8/ 235 - 236 برقم (6636).
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 172 - 175: "وذكر علي بن المديني قال: أخبرني يحيى بن سليم
…
" وذكر هذا الحديث.
وأخرجه أحمد 5/ 155 من طريق إسحاق بن عيسى، =