الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ فَأتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَالرَّجُلُ لا يُبْصِرُهُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي، مَنْ هذَا؟. فَالْتَفَتَ إلَيْهِ، فَلَمَّا عَرَفَ أنَّهُ النَّبِيُّ-صلى الله عليه وسلم-جَعَلَ يُلْزِقُ ظَهْرَهُ بِصَدْرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله-صلى الله عليه وسلم:"مَنْ يَشْتَري هذَا الْعَبْدَ؟ لا. فَقَالَ زَاهِرٌ: تَجُدِنِي يَا رَسُول الله كَاسِداً. فَقَالَ: "لكِنَّكَ عِنْدَ الله لَسْتَ بِكَاسِدٍ". أوْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "بَلْ أنْتَ عِنْدَ الله غَالٍ" (1).
33 - باب فضل عمرو بن العاص
2277 -
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن موسى بن عُلَيّ، عن أبيه، قال:
(1) إسناده صحيح، وهو في الإحسان 7/ 518 برقم (5760).
وهو عند عبد الرزاق 10/ 454 - 455 برقم (19688).
وأورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 245 - 246 من طريق الحافظ أبي نعيم، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار 3/ 272 برقم (2735) من طريق الحسين بن مهدي، حدثنا عبد الرزاق، به.
وقال البزار: "لا نعلم رواه عن ثابت الله معمر". وتفرد معمر ليس بعلة.
وأخرجه البزار برقم (2734) من طريق عبده بن عبد الله، حدثنا شاذ بن فياض قال:- وأحسب أن عبد الصمد حدثناه أيضاً- حدثنا رافع بن سلمة قال: "سمعت أبي يحدث عن سالم، عن رجل من أشجع يقال له: زاهر بن حرام الأشجعي
…
وذكر نحو حديثنا.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 369 وقال: "رواه البزار، والطبراني، ورجاله موثقون".
ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي 6/ 173 - 174 برقم (3456)، وكنز العمال
3/ 649 برقم (8327)، و 11/ 684 برقم (33305، 33306، 33307).
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاص قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَا عَمْرُو، اشْدُدْ عَلَيْكَ سِلَاحَكَ وَثِيَابَكَ". قَالَ: فَفَعَلْتُ، ثُمَّ أتَيْتهُ فَوَجَدْتُهُ يَتَوَضَّأُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَصَعَّدَ في الْبَصَرَ وَصَوَّبَهُ ثمَّ قَالَ:"يَا عَمْرو، إنِّي أرِيدُ أنْ أبْعَثَكَ وَجْهاً يُسَلِّمُكَ الله وَيُغَنِّمُكَ، وَأرْغَبُ لَكَ مِنَ الْمَالِ رَغْبَةً صَالِحَةً".
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول الله، لَمْ أُسْلِمْ رَغْبَةً فِي الْمَالِ، إنَّمَا أسْلَمْت رَغْبَةً فِي الْجِهَادِ وَالْكَيْنُونَةِ مَعَكَ". قَالَ:"يَا عَمْرُو، نِعِمَّا (1) الْمَالُ الصَّلِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ"(2).
34 -
باب ما جاء (3) في معاوية
2278 -
أخبرنا عبد الله بن قحطبة، حدثنا العباس بن عبد العظيم. العنبرى، وأحمد بن سنان، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن
(1) نِعِمَّا مركبة من (نعم) الفعل الجامد، و (ما) النكرة غير الموصوفة وهي في محل نصب تمييز. وفاعل (نعم) مستتر، والمال: المخصوص بالمدح وهو مبتدأ، وجملة نعما خبره المقدم.
وانظر إعراب القرآن للنحاس 1/ 338، ومشكل إعراب القرآن لمكي 1/ 113 - 114، والكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 316، والمقتضب للمبرد 4/ 175.
(2)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 5/ 88 برقم (3201).
والحديث في مسند الموصلي برقم (7336)، وقد تقدم مختصراً برقم (1089).
(3)
لفظة "ما جاء" ساقطة من (م).
معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن (1) الحارث بن زياد، عن أبي رُهْم السمعي (2).
عَنِ العرباض بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِي (3) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ والْحِسَابَ، وَقِهِ الْعَذَابَ"(4).
(1) في الأصلين "يوسف، عن سيف بن" وهذا تحريف.
(2)
السمعي: ضبطها الدارقطني في المؤتلف والمختلف 3/ 1345 بفتح السين وسكون الميم.
وأما ابن ماكولا فضبطها في إكماله 4/ 459 بكسر السين، وفتح الميم. وقال:"يقال فيه السمع -بفتح السين والميم". وهكذا جاءت عند السمعاني في الأنساب 7/ 147، وفي اللباب 2/ 140 - 141، والمشتبه 1/ 370، وتبصير المنتبه 2/ 750 وقال البخاري في الكبير 2/ 64 - 65: "أبو رهم السَّمَعى، ويقال: السّماعى
…
"
وكذلك جاء في "تهذيب الكمال" 5/ 232 "أبو رهم السماعىِ". وانظر "تصحيفات المحدثين" 2/ 670 - 671، وأسد الغابة 1/ 65، وكتب الرجال.
(3)
تحرفت في (س) إلى "السمعي".
(4)
إسناده حسن من أجل الحارث بن زياد، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (882)، وبينا أن يونس بن سيف الكلاعي ثقة عند هذا الحديث أيضاً.
والحديث في الإحسان 9/ 169 - 170 برقم (7166).
وأخرجه أحمد 4/ 127 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
ومن طريق أحمد هذه أورده ابن أثير في البداية والنهاية 8/ 120 وقال: "تفرد به أحمد
…
" وانظر بقية كلامه هناك.
وأخرجه البزار 3/ 267 برقم (2723) من طريق وهب بن يحيى بن زمام، حدثنا قرة بن سليمان، وأخرجه ابن عدي في كامله 6/ 2402، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 273 من طريق بشر بن السري، كلاهما حدثنا معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. وعند البزار، وابن عدي أكثر من تحريف. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن العرباض إلا بهذا الإسناد، وفيه الحارث بن زياد".
وأعله ابن الجوزي بمعاوية بن صالح، وهذا مصير منه إلى عدم وجود اضطراب في رواية الحديث. ومعاوية بن صالح فصلنا القول فيه عند الحديث (6867) في مسند الموصلى.
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 3/ 124: "جماعة: عن معاوية بن صالح
…
" وساق الحديث.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 356 باب: ما جاء في معاوية بن أبى سفيان، وقال:"رواه البزار، وأحمد في حديث طويل، والطبراني، وفيه الحارث بن زياد، ولم أجد من وثقه، ولم يرو عنه غير يونس بن سيف، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف".
وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 393: "روى الحسن بن سفيان، عن قتيبة، عن الليث، عن معاوية بن صالح،
…
" بهذا الإسناد والمتن، ولكن ليس فيه "عن أي رهم".
ثم قال: "رواه الحسن بن عرفة، عن قتيبة، وقال فيه: الحارث بن زياد صاحب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الزيادة وهم.
ورواه أسد بن موسى، وآدم، وأبو صالح، عن الليث، عن معاوية بن صالح فقالوا: عن الحارث، عن أبي رهم، عن العرباض، وهو الصواب". وانظر أيضاً الإصابة 3/ 24 - 25.
ويشهد له حديث عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، عند البخاري في الكبير 5/ 240، و 7/ 327، والطبراني- ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 121 - وابن الأثير في أسد الغابة 3/ 479 وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 275، 276 من طريق أبي مسهر، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن ابن أبي عميرة- وكان من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية:"اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب". ووصفه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 3/ 124 بأنه شاهد قوي لحديث العرباض بن سارية. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال ابن عساكر: "وهذا غريب، والمحفوظ بهذا الإسناد حديث العرباض الذي تقدم".
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 6/ 67 ترجمة عبد الرحمن بن أبي عميرة "
…
حديثه مضطرب، لا يثبت في الصحابة، وهو شامي". ثم ذكر الحديث "اللهم اجعله هادياً مهدياً، واهده، واهد به" وهذه رواية الترمذي، وهي إحدى روايات الحديث كما يتبين، ثم قال: "ومنهم من يوقف حديثه هذا ولا يرفعه، ولا يصح مرفوعاً عندهم
…
وحديثه منقطع الإسناد، مرسل، لا تثبت أحاديثه ولا تصح صحبته".
وقال ابن أبى حاتم في "علل الحديث" 2/ 362 - 363: "سألت أبي عن حديث رواه الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الرحمن بن عميرة الأزدي
…
" وذكر رواية الترمذي، ثم قال: "قال أبي: روى مروان، وأبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن ابن أبي عميرة، عن معاوية: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت لأبي: فهو ابن أبي عميرة، أو ابن عميرة؟.
قال: لا، إنما هو ابن أبي عميرة. فسمعت أبي يقول: غلط الوليد، وإنما هو ابن أبي عميرة، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث".
وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/ 308 - 309: "
…
قال أبو حاتم، وابن السكن: له صحبة. وذكره البخاري، وابن سعد، وابن البرقي، وابن حبان، وعبد الصمد بن سعيد في الصحابة.
وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة الذي نزلوا حمص
…
". وقد أورد له مجموعة من الأحاديث، ثم قال: "وهذه الأحاديث- وان كان لا يخلو إسناد منها من مقال. فمجموعها يثبت لعبد الرحمن الصحبة. فعجب من قول ابن عبد البر: حديثه منقطع، مرسل، لا تثبت أحاديثه، ولا تصح صحبته.
وتعقبه ابن فتحون وقال: لا أدري ما هذا؟. فقد رواه مروان بن محمد الطاطري، وأبو مسهر، كلاهما عن ربيعة بن يزيد أنه سمع عبد الرحمن بن أبي عميرة، أنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: قد ذكر من أخرج الروايتين. وفات ابن فتحون أن يقول: هب أن هذا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحديث الذي أشار إليه ابن عبد البر ظهرت له فيه علة الانقطاع، فما يصنع في بقية الأحاديث المصرحة بسماعه من النبي-صلى الله عليه وسلم.فما الذي يصحح الصحبة زائدا على هذا، مع أنه ليست للحديث علة إلا الاضطراب. فإن رواته ثقات.
فقد رواه الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز مخالفاً أبا مسهر في شيخه قالا: عن سعيد، عن يونس بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة
…
أخرجه ابن شاهين من طريق محمود بن خالد عنهما، وكذا أخرجه ابن قانع من طريق زيد بن أبي الزرقاء، عن الوليد بن مسلم".
وأخرجه الترمذي في المناقب (3841) باب: مناقب معاوية بن أبي سفيان، من طريق محمد بن يحيى، وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 207 - 208 من طريق
…
عباس بن عبد الله الترقفي، كلاهما حدثنا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم-عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاوية:"اللهم اجعله هادياً مهدياً، واهد به ".
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
نقول: هذا إسناد صحيح، وقد أعله بعض الفضلاء بالاضطراب إذ ظن أن الروايتين واحدة ولكن الرواة أو أحدهم اضطربوا في روايتها.
والذي نراه أنهما حديثان بإسناد واحد، وليس غريباً أن يرد حديثان أو أكثر بإسناد واحد كما هو معروف والله أعلم.
وأخرجه أحمد 4/ 216 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 121 - ، من طريق علي بن بحر، حدثنا الوليد بن مسلم، وأخرجه البخاري في الكبير 5/ 240 من طريق عبد الله بن مروان.
وأخرجه البخاري في الكبير أيضاً 7/ 327، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 180 من طريق مروان بن محمد الدمشقي.
جميعهم حدثنا سعيد بن عبد العزيز، بالإسناد السابق. وعند البخاري تصريح عبد الرحمن بن أبي عميرة بالسماع من النبي صلى الله عليه وسلم.وهذا إسناد صحيح أيضاً.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 358 من طريق زيد بن أبي الزرقاء، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعلي بن سهل، كلاهما حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس ابن ميسرة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، به.
وهذا إسناد صحيح أيضاً، وليس بغريب أن يكون لسعيد بن عبد العزيز فيه شيخان وهو من هو طلباً للعلم.
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" 8/ 121: "وقد رواه عمر بن عبد الواحد، ومحمد بن سليمان الحراني، كما رواه الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، عن سعيد، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة.
ورواه محمد بن المصفى، عن مروان بن محمد الطاطري، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن ابن أبي عميرة: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم-دعا لمعاوية فقال: (اللهم علمه العلم، واجعله هادياً مهدياً، واهده، واهد به).
وقد رواه سلمة بن شبيب، وصفوان بن صالح، وعيسى بن هلال، وأبو الأزهر، عن مروان الطاطري، ولم يذكروا أبا إدريس في إسناده.
ورواه الطبراني عن عبد ان بن أحمد، عن علي بن سهل الرملي، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الرحمن ابن أبي عميرة المزني: أنه سمع رَسُول الله-صلى الله عليه وسلم-وذكر معاوية فقال: (اللهم اجعله هادياً مهدياً، واهده).
قال ابن عساكر: وقول الجماعة هو الصواب. وقد اعتنى ابن عساكر بهذا الحديث، وأطنب فيه، وأطيب، وأطرب، وأفاد، وأجاد، وأحسن الانتقاد، فرحمه الله كم له من موطن قد تبرز فيه على غيره من الحفاظ والنقاد
…
".
ويشهد له أيضاً حديث مسلمة بن مخلد عند ابن الجوزي في "الأحاديث الواهية" 1/ 273 برقم (439)، وعند الطبراني فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 356 - 357 وقال:"رواه الطبراني من طريق جبلة بن عطية، عن مسلمة بن مخلد، وجبلة لم يسمع من مسلمة فهو مرسل، ورجاله وثقوا وفيهم خلاف". وانظر العلل المتناهية 1/ 274.
كما يشهد له حديث ابن عباس عند ابن عدي في الكامل 5/ 1810 وإسناده ضعيف. وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/ 124 - 127 فقد أورد كثيراً من الطرق المذكورة فيما تقدم.