الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
2179 -
أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الرحمن بن معرف، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا خارجة بن عبد الله بن سليمان ابن زيد بن ثابت، قال: سمعت نافعاً يذكر.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"اللهمَّ أعِزَّ الدَّينَ بِأَحَبِّ هذَيْنِ الرَّجلين إلَيْكَ: أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، أَوْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ". فَكَانَ أحَبُّهُمَا إلَيْهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه (1).
= وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 1/142 - 143 من طريق أبي معاوية الضرير، وحماد بن سلمة، وأخرجه البخاري في الجنائز (1387) باب: موت يوم الاثنين، من طريق يعلى ابن أسد، حدثنا وهيب، جميعهم عن هشام، بهذا الإسناد. وهو جزء من الحديث السابق فانظره لتمام التخريج.
(1)
عبد الرحمن بن معرف بن داود بن معرف، ما رأيت فيه جرحاً، وقال ابن حبان في ثقاته 8/ 383: "مستقيم الحديث، وكان مؤذن محمد بن أبي بكر المقدمي. وباقي رجاله ثقات. وهو في الإحسان 9/ 17 برقم (6842).
وأخرجه أحمد 2/ 95، وابن سعد في الطبقات 3/ 1/ 191، والترمذي في المناقب (3682) باب: مناقب أبى حفص عمر بن الخطاب، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 215 - 216 من طريق أبي عامر العقدي، حدثنا خارجة بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر".
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 467، وابن عدي في كامله 3/ 920 من طريق معن بن عيسى، عن خارجة، به.
نقول: خارجة بن عبد الله، قال الدوري في تاريخ ابن معين 3/ 253 برقم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (1187): "سمعت يحيى يقول: خارجة بن عبد الله مدني، ليس به بأس". وترجمه البخاري في الكبير 3/ 204 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، ووثقه ابن حبان 6/ 273.
وأورد ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 375 بإسناده إلى أحمد أنه سئل عنه فقال: "ضعيف الحديث".
وقال ابن أبى حاتم أيضاً: "سألت أبى عن خارجة بن عبد الله فقال: هو شيخ، حديثه صالح". وقال أبو داود: "شيخ" وقال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" ص (86): "مدني، ضعيف".
وقال الأزدي: "اختلفوا فيه، ولا بأس به، وحديثه مقبول، كثير المنكر، وهو إلى الصدق أقرب".
وقال ابن عدي في كامله 3/ 921: "ولخارجة بن عبد الله غير ما ذكرته، وهو عندي لا بأس به وبرواياته". وصحح الترمذي حديثه، وقال ابن حجر في تقريبه:"صدوق، له أوهام". فمثله ينبغي أن يكون حسن الحديث، والله أعلم.
وقال ابن عدي في الكامل 3/ 921 بعد أن أورد هذا الحديث من طريقين عن زيد ابن الحباب، والحديث الآتي برقم (2184) أيضاً:"وهذان الحديثان معروفان بخارجة، عن نافع، وقد رويا عن غيره، فحديث (إن الله جعل الحق على قلب عمر) قد روي عن مالك، عن نافع، والحديث الآخر قد روي أيضاً عن غيره". وهكذا فلا محل لقول الترمذي "غريب"، والله أعلم.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 361 من طريق
…
نوفل بن أبي الفرات الحلبي، عن عمر بن عبد العزيز، عن سالم، عن أبيه، به.
وقال أبو نعيم غريب من حديث ابن عمر- عنده عمر- لم نكتبه إلا من هذا الوجه". وانظر جامع الأصول 8/ 606.
وأخرجه الحاكم 3/ 83 من طريق
…
المبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر-رضي الله عنهما أن النبي-صلى الله عليه وسلم قال:"اللهم أيَّدِ الدين بعمر بن الخطاب".
وأخرجه الحاكم 3/ 83 من طريق
…
المبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن ابن عباس-رضي الله عنهما عن النبي- صلى الله عليه وسلم-قال: =
2180 -
أخبرنا عمرو بن عمر بن عبد العزيز بنصيبين، حدثنا عبد الله بن عيسى الفَرْوِيّ، حدثنا عبد الملك بن الماجشون، حدثني مسلم بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
عَنْ عَائِشَةَ: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اللَّهُمَّ أعِزَّ الإسْلَامَ بعُمَرَ بْن الْخَطَّابِ خَاصَّةً"(1).
= "اللهم أعز الإسلام بعمر". وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وقال الحاكم: "صحيح".
ويشهد لحديثنا حديث ابن عباس عند الترمذي في المناقب (3684) باب: مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وحديث ابن مسعود عند الحاكم 3/ 83. وانظر الخصائص الكبرى 1/ 133 - 134.
وقال السيوطي في "الخصائص الكبرى" 1/ 133: "وأخرج ابن سعد، وأحمد، والترمذي وصححه، وابن حبان، والبيهقي، عن ابن عمر
…
" وذكر الحديث.
(1)
إسناده ضعيف، عبد الله بن عيسى الفروي قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 45):"يروي عن ابن نافع، ومطرف بن عبد الله الأصم العجائب، ويقلب على الثقات الأخبار". وقال الدارقطني: "وعبد الله بن عيسى ضعيف". وانظر لسان الميزان، والمغني في الضعفاء. وخالد بن مسلم فصلنا القول فيه عند الحديث (4537) في مسند الموصلي. وشيخ ابن حبان ما وجدت له ترجمة، وقد تقدم عند الحديث (206) باسم عمرو بن علي بن عبد العزيز، ولعله نسب إلى أحد أجداده، والله أعلم. وباقي رجاله ثقات، عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون ترجمه البخاري في الكبير 5/ 424 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 358.
وقال أبو داود: "كان لا يعقل الحديث". وقال ابن البرفي: "دعاني رجل إلى أن أمضي إليه، فجئناه، فإذا هو لا يدري الحديث أيش هو". وقال أحمد: "من عبد الملك؟. مَنْ من أهل العلم مَنْ يأخذ من عبد الملك؟ ". وقال مصعب الزبيري: "كان يفتي، وكان ضعيفاً في الحديث". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ووثقه ابن حبان 8/ 389، وقال الذهبي في كاشفه:"رأس في الفقه، قليل الحديث، صدوق".
وقال ابن عبد البر: "كان فقيهاً فصيحاً، دارت عليه الفتيا وعلى أبيه قبله، وهو فقيه ابن فقيه، وكان ضرير البصر، مولعاً بسماع الغناء". ولم يدخله ابن عدي، والعقيلي، والذهبي في الضعفاء. وقال ابن حجر في تقريبه:"صدوق، له أغلاط في الحديث". وصحح الحاكم حديثه ووافقه الذهبي، فهو حسن الحديث، وانظر "ميزان الاعتدال" 2/ 658 - 659.
والحديث في الإحسان 9/ 17 برقم (6843).
وأخرجه ابن عدي في كامله 6/ 2312 من طريق شعيب الذارع، وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 54 من طريق أحمد بن بشر المرثدي، كلاهما حدثنا أبو علقمة الفروي- تحرفت عند ابن عدي إلى: الغروي- بهذا الإسناد. وعند الخطيب "خالد بن مسلم" وهو غلط.
وأخرجه ابن ماجة في المقدمة (105) باب: فضل عمر رضي الله عنه، من طريق محمد بن أبي عبيد المديني، حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون، به.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/ 17: "هذا إسناد ضعيف، عبد الملك ابن الماجشون ضعفه الساجي، وذكره ابن حبان في الثقات، ومسلم بن خالد الزنجي - وإن وثقه ابن معين، وابن حبان واحتج به في صحيحه- فقد قال فيه البخاري: منكر الحديث. وضعفه أبو حاتم، والنسائي، وغيرهم.
والمتن رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك من طريق عبد الملك ابن الماجشون.
ورواه الترمذي في الجامع من حديث ابن عمر وقال: حسن صحيح غريب، ورواه أيضاً من حديث ابن عباس وقال: غريب".
نقول: أما ابن حبان فقد رواه من طريق عبد الملك بن الماجشون، ولكن الحاكم رواه من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.
وأخرجه الحاكم 3/ 83 من طريق
…
يعقوب بن سفيان، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسى، حدثنا الماجشون بن أبي سلمة، عن هشام بن عروة، به. وقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. =
2181 -
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن، إبراهيم، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يقول: حدثنا نافع.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا أسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطاب رضي الله عنه لَمْ تَعْلَمْ قريش بِإسْلامِهِ، فَقَالَ: أيُّ أَهْلِ مَكةَ أفْشَى لَلْحَدِيث؟. فَقَالُوا: جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِي (1)، فَخَرَجَ إلَيْهِ وَأنَا أتْبَع أَثَرَهُ أعقِلُ مَا أَرَى وَأَسْمَعُ، فَأتَاهُ (173/ 2) فَقَالَ: يَا جَمِيلُ، إنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ. قَالَ: فَوَالله مَا رد عَلَيْهِ كلِمَةً حَتى قَامَ عَامِداً إلَى الْمَسْجدِ فَنَادَى أَنْدِيَةَ قُريش فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْش، إنَّ ابْنَ الْخَطابِ قَدْ صَبَأَ. فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبَ، وَلكِنِّي أسْلَمْتُ وَآمَنْتُ بالله وَصَدَّقْتُ رَسُولَهُ، فَثَاوَرُوهُ، فَقَاتَلَهُمْ حَتى رَكَدَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، حَتى فَتَرَ عُمَرُ وَجَلَسَ (2)، فَقَالَ: افْعَلُوا مَا بَدَا
= وقال السيوطي في"الخصائص الكبرى" 1/ 133:" وأخرج ابن ماجة، والحاكم عن عائشة
…
" وذكر هذا الحديث.
والحديث في "تحفة الأشراف" 12/ 210 برقم (17244). وانظر الحديث السابق. وكنز العمال 11/ 582.
(1)
جميل بن معمر هو ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمع القرشي، أخو سفيان بن معمر، وعم حاطب وحطاب ابني الحارث بن معمر.
كان لا يكتم ما استودعه من سر، وخبره مع عمر في ذلك مشهور. وكان يسمى ذا القلبين.
أسلم جميل عام الفتح وكان مسناً، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً، وقتل زهير
ابن الأبجر مأسوراً. وانظر الاستيعاب 2/ 159 - 160، والإصابة 2/ 97 - 98، وأسد الغابة 1/ 351.
(2)
في الإحسان زيادة "فقاموا على رأسه".
لَكمْ، فَوَالله لَوْ كُنَّا ثَلاثَ مِئَةِ رَجُل لَقَدْ تَرَكْتُمُوهَا أوْتَرَكْنَاهَا لَكُمْ. فَبَيْنَاهُمْ كَذلِكَ قِيَامٌ إذْ جَاءَ رجل عَلَيْهِ حُلَّةُ حَرِيرٍ وقَمِيصٌ مُوشًى، فَقَالَ: مَا لَكُمْ؟. فَقَالُوا: إنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ. فَقَالَ: فَمَهْ؟، امْرُؤ اخْتَارَ دِيناً لِنَفْسِهِ، أَفَتَظُنُّونَ أن بَنِي عَدِيٍّ تُسْلِمُ إِلَيْكمْ صَاحبهُمْ؟. قالَ: فَكَأَنَّمَا كَانوا ثَوْباً انْكَشَفَ عَنْة، فَقلْت لَه بَعْد بِالْمَدِينَةِ: يَا أبَةِ، مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي رَدَّ عَنْكَ الْقَوْمَ يَوْمَئِذٍ؟. قَالَ: يَا بُنَيَّ، ذاكَ الْعَاصُ ابْنُ وَائلٍ (1).
(1) إسناده صحيح فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، والحديث في الإحسان 9/ 16 برقم (6840).
وأورده ابن هشام في السيرة 1/ 348 - 349 من طريق ابن إسحاق قال: وحدثني نافع، بهذا الإسناد.
ومن طريق ابن إسحاق السابقة أيضاً أورده ابن كثير في السيرة 2/ 38 - 39 وقال: "وهذا إسناد جيد قوي".
وأخرجه البزار 3/ 171 - 172 برقم (2494) من طريق عبد الله بن سعيد، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ابن إسحاق، به.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 65 باب: في إسلامه رضي الله عنه، وقال:"رواه البزار، والطبراني باختصار، ورجاله ثقات، إلا أن ابن إسحاق مدلس".
وأخرجه الحاكم- مختصراً- في المستدرك 3/ 85 من طريق
…
حماد بن زيد، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله عمر، عن نافع، به.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. نقول: محمد بن إسحاق لم يخرج له مسلم الله متابعة فيما نعلم، والله أعلم.
وأخرجه البخاري في مناقب الأنصار (3864، 3865) باب: إسلام عمر رضي الله عنه، ولفظ الرواية الثانية: "لما أسلم عمر، اجتمع الناس عند داره وقالوا: صبأ عمر- وأنا غلام فوق ظهر بيتي- فجاء رجل عليه قَبَاء من ديباج، فقال: قد صبأ عمر =
2182 -
أخبرنا الحسن بن سفيان من كتابه، حدثنا محمد بن عقبة السدوسي، حدثنا عبد الله بن خراش، حدثنا العوام بن حوشب، عن مجاهد،
عَن ابْنِ عَبَّاس قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ أتَى جبْرِيلُ- صَلَواتُ الله عَلَيْهِ- النّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَقَدِ اسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِإسْلام عُمَرَ رضي الله عنه (1).
= فما ذلك؟. فأنا جارٌ له. قال: فرأيت الناس تصدعوا عنه، فقلت: من هذا؟. قالوا: العاص بن وائل". والرواية الأولى أطول من هذه.
والعاص بن وائل هو والد الصحابي المشهور عمرو بن العاص فاتح مصر، وانظر الكامل في التاريخ 2/ 86 - 87.
(1)
إسناده ضعيف: عبد الله بن خراش ضعيف. ومتهم،، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث السابق برقم (1379). ومحمد بن عقبة السدوسي ترجمه البخاري في الكبير 1/ 200 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 36:"سألت أبى عنه فقال: ضعيف الحديث، كتبت عنه ثم تركت حديثه، فليس تحدث عنه". ثم قال: "وترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا، وقال: لا أحدث عنه". ومع هذا وثقه ابن حبان. وانظر ميزان الاعتدال 3/ 649.
والحديث في الإحسان 9/ 17 - 18 برقم (6844).
وأخرجه ابن ماجة في المقدمة (103) باب: فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، من طريق إسماعيل بن محمد الطلحي، حدثنا عبد الله بن خراش الحوشبي، بهذا الإسناد.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/ 17: "هذا إسناد ضعيف لا تفاقهم على ضعف عبد الله بن خراش، إلا أن ابن حبان قد ذكره في الثقات، وأخرج هذا الحديث من طريقه في صحيحه".
وأخرجه الحاكم 3/ 84 من طريق
…
عبد الله بن خراش، به. وقال:"صحيح". وتعقبه الذهبي بقوله: "عبد الله ضعفه الدارقطني".
وانظر "تحفة الأشراف" 5/ 224 برقم (6417).
2183 -
أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا ابن أبي السري، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، أنبأنا الزهري، عن سالم.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب رضي الله عنه ثَوْباً أبْيَضَ فَقَالَ: "أَجَدِيدٌ (1) ثَوْبُكَ أمْ غَسِيلٌ؟ ". قَالَ: بَلْ جَدِيدٌ (1). فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِلْبَسْ جَدِيداً، وَعِشْ حَمِيداً، وَمُتْ شَهِيداً"(2).
(1) في المكانين في (م): "جديداً" والوجه ما أثبتناه.
(2)
إسناده حسن من أجل محمد بن المتوكل بن أبي السري، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (209). وهو في الإحسان 9/ 22 - 23 برقم (6858). وفيه "قميصك" بدل "ثوبك". و"يعطيك الله" بدل "يرزقك".
وهو في مصنف عبد الرزاق 11/ 223 برقم (20382)، وإسناده صحيح. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (311) - ومن طريق النسائي هذه أخرجه ابن السني برقم (268) في "عمل اليوم والليلة" أيضاً- من طريق نوح بن حبيب.
وأخرجه الطبراني في الكبير12/ 283 - 284 برقم (13127) من طريق إسحاق ابن إبراهيم الدبري، كلاهما: حدثنا عبد الرزاق، به.
وقال النسائي: "وهذا حديث منكر، أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، ولم يروه عن معمر غير عبد الرزاق.
وقد روي هذا الحديث عن معقل، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، مرسلاً. وهذا الحديث ليس من حديث الزهري، والله أعلم".
وقال حمزة بن محمد الكتاني الحافظ: "لا أعلم أحداً رواه عن الزهري غير معمر، وما أحسبه بالصحيح، والله أعلم". انظر "تحفة الأشراف" 5/ 397 برقم (6950).
وقال الحافظ ابن كثير في "شمائل الرسول" ص (393) بعد أن أورد القولين =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= السابقين: "قلت: رجال إسناده، واتصاله على شرط الشيخين. وقد قبل الشيخان تفرد معمر، عن الزهري في غير ما حديث".
وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" ص (24) - نقله الدكتور فاروق حمادة على هامش "عمل اليوم والليلة"-: "هذا حديث حسن غريب، ورجال الإسناد رجال الصحيح، لكن أعله النسائي". ثم أورد قول النسائي السابق وقال: "وجدت له شاهدا مرسلاً أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، عن عبد الله بن إدريس، عن أبي الأشهب، عن رجل، بنحو رواية أحمد، فذكر المتن.
وأبو الأشهب اسمه جعفر بن حيان العطاردي وهو من رجال الصحيح، وسمع من كبار التابعين. فهذا يدل على أن للحديث أصلاً، وأقل درجاته أن يوصف بالحسن.
وقد جرى ابن حبان على ظاهر الإسناد، فأخرج الحديث المذكور في صحيحه عن محمد بن الحسن بن قتيبة، عن محمد بن أبي السري، عن عبد الرزاق بسنده.
وأفاد أن الزيادة التي في آخره مدرجة في الإسناد المذكور. ولفظه بعد قوله: (ومت شهيداً) قال عبد الرزاق: وزاد الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد (ويعطيك الله قرة عين في الدنيا والآخرة).
ووجدت فيه لعبد الرزاق طريقاً أخرى عند الطبراني في (الدعاء) قال: حدثنا علي ابن سعيد الرازي، حدثنا حفص بن عمر المهرقاني قال: وحدثنا أحمد بن محمد الجمال، حدثنا أبو السعود الرازي قال: وحدثنا أحمد بن زهير التسترى، حدثنا زهير ابن محمد المروزي، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبنه قال: فذكر نحوه.
قال الطبراني: وهم فيه عبد الرزاق، وحدث به بعد أن عمي، والصحيح: عن معمر، عن الزهري، ولم يحدث به أنه عن عبد الرزاق هكذا إلا هؤلاء الثلاثة".
وفي هامش "نتائج الأفكار": "قال كاتبه: لا مانع من أن يكون عبد الرزاق روى الطريقين جميعاٌ، ولا مُلْجىء إلى توهيمه، لا سيما مع كون الراوي لذلك عنه ثلاثة، والله أعلم".
ولتمام تخريجه انظر مسند أي يعلى الموصَلي 9/ 402 برقم (5545) حيث استوفينا تخريجه. =
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَزَادَ فِيهِ الثَّورِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ:"وَيَرْزُقُك الله قُرَّةَ الْعَيْنِ فِي الدُّنْيَا وَالأخِرَةِ".
2184 -
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد العزيز بن محمد، أنبأنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه.
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ"(1).
= وعند عبد الرزاق، والنسائي، والطبراني، وابن السني "بل غسيل" بدل "بل جديد".
وعند أبي يعلى: "حسبت أنه قال: غسيل".
وعند أحمد: "فلا أدري ما رد عليه".
(1)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 9/ 19 - 20 برقم (6850). وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 25 برقم (12035)، وأحمد 2/ 401 من طريق عبد الله العمري، وأخرجه البزار 3/ 174 برقم (2501) من طريق محمد بن المثنى، حدثنا أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، كلاهما عن جهم بن أبي الجهم، عن مسور بن مخرمة، عن أبي هريرة، به.
وقال البزار: "لا نعلم أسند المسور، عن أبي هريرة إلا هذا، لا نعلم له إلا هذا الطريق".
نقول: هذا إسناد جيد، جهم بن أبي الجهم ترجمه البخاري في الكبير 2/ 229 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 521، كما ترجمه الحسيني في إكماله (15/ 2) وذكر من رووا عنه ثم قال: ذكره ابن حبان في الثقات". غير أن الحافظ أضاف كلمة "مجهول" فى "تعجيل المنفعة" قبل قوله "ذكره ابن حبان في الثقات". وقد روى عنه أكثر من اثنين، وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 4/ 113. ووثقه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 66. =
2185 -
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا سوار بن عبد الله العنبري، أنبأنا أبو عامر العَقَدِيّ، حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري، عن نافع.
عَنِ ابْنِ عُمَر: أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم-قَالَ: "إِنَّ الله جَعَل الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ".
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أمْرٌ قَطُّ فَقَالُوا فِيهِ وَقَالَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلا نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى نَحْوٍ مِمَّا قَالَ عُمَرُ- رضي الله عنه (1) -.
2186 -
أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة،
= وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 66 باب: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وقال:"رواه أحمد والبزار، والطبراني في الأوسط، ورجال البزار رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم، وهو ثقة".
وفي الباب عن أبي ذر عند ابن أبي شيبة 12/ 21 برقم (12017)، وأبي داود في الخراج والإمارة (2962) باب: في تدوين العطاء، وابن ماجة في المقدمة (108)، وأبي نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 191، وانظر الحديث التالي. وجامع الأصول 8/ 608 - 609.
(1)
إسناده حسن من أجل خارجة بن عبد الله، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (2179). والحديث في الإحسان 9/ 21 - 22 برقم (6856).
وقد استوفينا تخريج هذا الحديث في "معجم شيوخ أبي يعلى" برقم 2421).
ونضيف هنا: أخرجه أحمد 2/ 53 من طريق عبد الملك بن عمرو، حدثنا نافع بن أبي بن نعيم، عن نافع، به. وانظر جامع الأصول 8/ 608، والحديث السابق.
عَنْ أبِيهِ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إني لأحْسَبُ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنْكَ يَا عُمَرُ"(1).
2187 -
أخبرنا عبد الله بن قحطبة، حدثنا محمد بن الصباح، أنبأنا يحيى بن اليمان، عن مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة.
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "عُمَرُ بْنُ الْخَطابِ مِنْ أهْلِ الْجَنَّةِ"(2).
(1) إسناده صحيح، الحسين بن واقد فصلنا الحديث فيه عند الحديث المتقدم برقم (1050). وهو في الإحسان 9/ 20 - 21 برقم (6853).
والحديث في مصنف ابن أبي شيبة 12/ 29 برقم (12044)، وفيه "يفرق" بدل "يفر".
وأخرجه- مع قصة- أحمد 5/ 353 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند أحمد 1/ 187، والبخاري في فضائل الصحابة (3683) باب: مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومسلم في فضائل الصحابة (2396) باب: من فضائل عمر رضي الله عنه، وقد استوفيت تخريجه في مسند الموصلي2/ 132 - 133 برقم (810) فانظره مع التعليق عليه.
وفي الباب أيضاً عن أبي هريرة عند مسلم في فضائل الصحابة (2397) باب: من فضائل عمر. وانظر جامع الأصول 8/ 617، 618.
(2)
شيخ ابن حبان ما عرفته، ويحيى بن اليمان حسن الحديث، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (7277) في مسند الموصلي، ومحمد بن الصباح هو ابن سفيان الجرجرائي. والحديث في الإحسان 9/ 18 برقم (6845).
وأخرجه الترمذي في المناقب (3695) باب: مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والطبراني في الكبير10/ 206 برقم (10343)، والحاكم في المستدرك 3/ 73 من طريق الأعمش. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني في الكبير برقم (10344) من طريق
…
أبي الجحاف، كلاهما عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبيدة السلماني، عن ابن مسعود: أن النبي- صلى الله عليه وسلم-قال: "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة"، فاطلع أبو بكر، ثم قال:"يطلع عليكم رجل من أهل الجنة"، فاطلع عمر، وهذا لفظ الترمذي.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب من حديث ابن مسعود".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. نقول: إسناده حسن، وعبد الله بن سلمة ليس من رجال مسلم، بن وقد فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (192). وانظر "تحفة الأشراف" 7/ 93 برقم (9406)، وجامع الأصول 8/ 631.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 333 من طريق
…
محمد بن عمر الواقدي، عن مالك، عن ابن شهاب، حدثني سعيد بن المسيب، حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث مالك، تفرد به عنه الواقدي"، وانظر كنز العمال 11/ 577 برقم (32734).
نقول: محمد بن عمر الواقدي قال ابن حجر في تقريبه: "متروك مع سعة علمه". وهو كما قال.
وأخرجه البزار 3/ 174 برقم (2502) من طريقين: حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمر الغفاري، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عمر سراج أهل الجنة".
وقال البزار:"تفرد به عبد الرحمن بن زيد، وقد تقدم ذكرنا له- يعني: لضعفه".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 74 باب: عمر سراج أهل الجنة، وقال:"رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، وهو ضعيف".
نقول: عبد الله بن إبراهيم الغفاري أبو محمد قال الذهبي في كاشفه: "متهم، عدم". وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف وقد بسطنا القول فيه في مسند الموصلى برقم (7526).
وفي الباب أيضاً عن سعيد بن زيد برقم (971) في مسند الموصلي. وهناك تكلمنا عنه فانظره إذا أردت.
2188 -
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا يحيى بن أيوب المقابري، حدثنا إسماعيل (174/ 1) بن جعفر، قال: وأخبرني حميد الطويل.
عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِك: أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإذَا أنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: "لِمَنْ هذَا الْقَصْر؟ ". قَالُوا: لِشَابٍ مِنْ قُرَيْش، فَظَنَنْتُ أنِّي أنَا. قُلْتُ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه"(1).
2189 -
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو نصر التمار، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإذَا أنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبِ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هذَا الْقَصْرُ؟. فَقَالُوا: لِفَتًى مِنْ قُرَيْشٍ. فَظَنَنْتُ أنَّه لِيَ، فَقُلْتُ: مَنْ هُوَ؟. قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَابِ. يَا أبَا حَفْصٍ، لَوْلا مَا أعْلَمُ مِنْ غَيْرَتِكَ لَدَخَلْتُهُ".
(1) إسناده صحيح، وانظر تعليقنا على الحديث (3787) في مسند الموصلي. والحديث
في الإِحسان 9/ 19 برقم (6848).
وأخرجه الترمذي في المناقب (3689) باب: شهادة النبي-صلى الله عليه وسلم لعمر بالعلم، من طريق علي بن حجر، وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 389 - 390 من طريق نصر بن مرزوق، حدثنا علي بن معبد، كلاهما حدثنا إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". ولتمام تخريجه انظر الحديث التالي، وجامع الأصول 8/ 612.
فَقَالَ: يَا رسول الله، مَنْ كُنْتُ أَغَارُ عَلَيْهِ، فَإنِّي لَنْ أَغَارَ عَلَيْكَ (1)
(1) إسناده صحيح، وأبو عمران الجوني هو عبد الملك بن حبيب، وأبو نصر التمار هو عبد الملك بن عبد العزيز، والحديث في صحيح ابن حبان برقم (54) بتحقيقنا.
وعنده، وعند أبي يعلى "فإني لم أكن أغار عليك". وعند أبي يعلى "لأغار".
وهو في مسند الموصلي 7/ 196 - 197 برقم (4182).
كما أخرجه أبو يعلى في المسند 6/ 390 برقم (3736)، وهناك استوفينا تخريجه، وعلقنا عليه، وذكرنا ما يشهد له.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 390 من طريق ابن أبي داود، حدثنا أبو نصر التمار، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 2/ 389 - 390 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، واسماعيل بن جعفر، وأخرجه- بدون ذكر عمر- ابن أبي شيبة 12/ 27 برقم (12040) من طريق أبي خالد الأحمر، جميعهم عن حميد، عن أَنس، به.
وهو في "تحفة الأشراف"1/ 177 برقم (589)، وانظر جامع الأصول 8/ 612، ومجمع الزوائد 9/ 74، والحديث السابق.
وقال الحافظ في "فتح الباري" 7/ 44 - 45: "وقوله: (أعليك أغار؟)، معدود من القلب، والأصل: أعليها أغار منك؟ ".
نقول: ولكن قال الفراء في "معاني القرآن" 3/ 246: "وقوله عز وجل: (اكتالوا على الناس) يريد: اكتالوا من الناس، وهما تعتقبان- على، ومن- في هذا الموضع، لأنه حق عليه، فإذا قال: اكتلتُ عليك، فكأنه قال: أخذت ما عليك. وإذا قال: اكتلتُ منك، فهو كقولك: استوفيت منك".
وجاء في لسان العرب- كيل-: "وقوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}. أي: اكتالوا منهم لأنفسهم. قال ثعلب: معناه من الناس". وانظر تفسير الطبري 30/ 91، وإعراب القرآن للنحاس 174/ 5، واعراب القرآن لمكي 2/ 463، والكشاف للزمخشرى 4/ 230، ومغني اللبيب 1/ 144، وابن كثير 7/ 237.
2190 -
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا قطن بن نسير الغبري، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، حدثنا ثابت البناني،
عَنْ أبِي رَافعٍ قَالَ: كَانَ أبُو لُؤْلُؤَةَ عَبْداً لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَكَانَ يَصْنَعُ الأرْحَاءَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَسْتَغِلُّهُ كُلَّ يَوْمِ أرْبَعْةَ درَاهِمَ، فَلَقِي أبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب- رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أمير الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ أثْقَلَ عَلَيَّ غلَّتى، فَكَلِّمْهُ يُخَفَفْ عَنِّي. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اتَّقِ اللهَ وَأَحْسِنْ إِلَى مَوْلاكَ (1). فَغَضِبَ الْعَبْدُ وَقَالَ: وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَدْلُهُ غَيْرِي؟! فَأضْمَرَ عَلَى قَتْلِهِ، فَاصْطَنَعَ خِنْجَراً لَهُ رَأسَانِ (2) وَسَمَّهُ ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانَ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى هذَا؟. فَقَالَ أَرَى أنَكَ لا تَضْرِبُ بِهذَا أحَداً إِلا قَتَلْتَهُ. قَالَ: وَتَحَيَّنَ أبو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ فَجَاءَهُ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى قَامَ وَرَاءَ عُمَرَ، وَكَانَ عُمَرُ إِذَا أقيمت الصَّلاةُ يَقُولُ (3): أقِيمُوا صُفُوفَكُمْ. فَقَالَ كَمَا كَانَ يَقُولُ، فَلَمَّا كبَّرَ عُمَرُ وَجَاهُ ابُو لُؤْلُؤَةَ فِي كَتِفِهِ، وَوَجَأَهُ فِي خَاصِرَتِهِ، وَسَقَطَ عُمَرُ، وَطَعَنَ بِخِنْجَرِهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلا، فَهَلَكَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ، وَحُمِلَ عُمَرُ فَذُهِبَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَصَاحَ النَّاسُ حَتَّى كَادَتْ تَطْلُعُ الشَّمْسُ، فَنَادَى النَّاسَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنَ عَوْفٍ: يَا أَيُّها النَّاسُ، الصَّلاةَ الصَّلاةَ!. قَالَ: فَفَزِعُوا إِلَى الصَّلاةِ، فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمن بْنُ عَوْفٍ فَصَلَّى
(1) عند أبي يعلى زيادة: "ومن نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه يخفف".
(2)
عند أبي يعلى زيادة: "وشحذه".
(3)
في (م): "يقولوا" وهو تحريف.
بِهِمْ بِأَقْصَرِ سُورَتيْنِ فِي الْقُرْآنِ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ، تَوَجَّهُوا إلَى عُمَرَ، فَدَعَا عُمَرُ بشَرَابٍ لِيَنْطرَ مَا قَدَرُ جُرْحِهِ، فَأُتِي بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ (1)، فَخَرَجَ مِن.
(1) النبيذ، قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 5/ 380: "النون، والباء، والذال أصل صحيح يدل على طرح وإلقاء، ونبذت الشيء أَنْبذُهُ، نبذاً: ألقيته من يدي.
والنبيذ: التمر يلقى في الأنية ويصب عليه المَاء".
وأخرج مسلم في الأشربة (2004)(81) باب: إباحة النبيذ الذي لم يشتد حديث ابن عباس "كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ينقع له الزبيب فيشربه به اليومَ، والغَد، وبعد الغد إلى مساء الثالثة ثم يأمر به فيسقى أو يهراق". وقد استوفينا تخريجه في "معجم شيوخ أبي يعلى" برقم (16).
وأخرج مسلم أيضاً في الأشربة (2005)(85) باب: إباحة النبيذ الذي لم يشتد حديث عائشة قالت: "كنا ننبذ لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-في سقاء، يوكى أعلاه وله عزلاء.
ننبذه غُدْوة فيشربه عشاء، وننبذه عشاء فيشربة غدوة". وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 7/ 361 - 362 برقم (4396)، وانظر أيضاً الحديث (4401) فيه. وقال النووي في "شرح مسلم" 4/ 687 - 688: "في هذه الأحاديث دلالة على جواز الانتباذ، وجواز شرب النبيذ ما دام حلواً لم يتغير، ولم يغل، وهذا جائز بإجماع الأمة.
أما سقيه الخادم بعد الثلاث، وصبه، فلأنه لا يؤمن بعد الثلاث تغيره، وكان صلى الله عليه وسلم-يتنزه عنه بعد الثلاث.
وقوله: (سقاه الخادم أو صبه)، معناه: تارة يسقيه الخادم، وتارة يصبه، وذلك الاختلاف لاختلاف حال النبيذ: فإن لم يظهر فيه تغير ونحو من مبادئ الإسكار، سقاه الخادم ولا يريقه، لأنه قال تحرم إضاعته، ويترك شربه تنزهاً.
وإن كان قد ظهر فيه شيء من مبادئ الإسكار والتغير، أراقه، لأنه إِذا أسكر، صار حراماً ونجساً، فيراق، لا يسقيه الخادم، لأن المسكر لا يجوز سقيه الخادم، كما لا يجوز شربه. وأما شربه صلى الله عليه وسلم-قبل الثلاث، فكان حيث لا تغير، ولا مبادئ تغير، ولا شك أصلاً، والله أعلم.
وأما قوله في حديث عائشة: (ينبذ غدوة فيشربه عشاء، وينبذ عشاء فيشربه =
جُرْحِهِ، فَلَم يُدْرَ أنبيذٌ هُوَ أمْ دَمٌ، فَدَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَقَالُوا: لا بَأْسَ عَلَيْكَ يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: إِنْ يَكُنِ الْقَتْلُ بأْساً فَقَدْ قُتِلْتُ. فَجَعَلَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ: يَقُولُونَ: جَزَاكَ الله خَيْراً يا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كُنْتَ، وَكُنْتَ. ثُم يَنْصَرِفُونَ. وَيجِيءُ أَقْوَامٌ آخَرُونَ، فَيُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: أما وَاللهِ عَلَى مَا تَقُولُونَ وَدِدْتُ أنِّي خرَجْتُ مِنْهَا كِفَافاً لا عَلَيَّ وَلا لِي وَأنَّ صُحْبَةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سَلِمَتْ لِي. فتكلم عَبْدُ الله ابْنُ عَباس وَكَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَكَانَ خَلِيطَهُ كَأنَّهُ مِنْ أهْلِهِ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاس يُقْرِئُهُ (1) الْقُرْآنَ، فَتَكَلَّمَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لا وَالله، لا تَخْرُجُ مِنْهَا كِفَافاً، فَلَقَدْ صَحِبْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (2/ 174) فَصَحِبْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ بِخَيْرِ مَا صَحِبَهُ صَاحِبُ، كُنْتَ لَهُ، وَكُنْتَ لَهُ، وَكُنْتَ لَهُ، حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ. ثُمَّ صَحِبْتَ خَلِيفَةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَكُنْتَ تُنَفِّذُ أمْرَهُ، وَكُنْتَ لَهُ، وَكُنْتَ لَهُ.
= غدوة)، فليس مخالفاً لحديث ابن عباس في الشرب إلى ثلاث، لأن الشرب في يوم لا يمنع الزيادة.
وقال بعضهم: لعل حديث عائشة كان زمن الحر، وحيث يخشى فساده في الزيادة على يوم وحديث ابن عباس في زمن يؤمن فيه التغير قبل الثلاث.
وقيل: حديث عائشة محمول على نبيذ قليل يفرغ في يومه، وحديث ابن عباس في كثير لا يفرغ فيه، والله أعلم".
وانظر المصادر التي أشرنا إليها، وتعليقنا عليها، وفتح الباري 10/ 56 - 57، 62، وبداية المجتهد 1/ 669 - 676.
(1)
في مسند الموصلي "يقرأ".
ثُمَّ وُلِّيتَهَا يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أنْتَ فَوَليتَهَا بِخَيْرِ مَا وَلِيَهَا وَالٍ (1): كُنْتَ تَفْعَلُ، وَكُنْتَ تَفْعَلُ. فَكَانَ عُمَرُ يَسْتَرِيحُ إلَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا ابْنَ عَبَّاس كَرِّرْ حَدِيثَكَ، فَكَرَّرَ عَلَيْهِ. فَقَالَ عُمَرُ: أمَا وَالله عَلَى مَا تَقُولُ، لَوْ أنَّ لي طِلاعَ (2) الأرْضِ ذهباً، لافْتَدَيْتُ بِهِ الْيَوْمَ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلع (3)، قَدْ جَعَلْتُهَا: شُورَى فِي سِتَّةٍ: عُثْمَانُ وَعَليٌّ بْنُ أبِي طَالِبٍ، وَطَلْحَةُ بْن عُبَيْدِ اللهِ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَعَبْدُ الرحْمنِ بْنُ عَوْف، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقّاص- رِضْوَانُ الله عَلَيْهِمْ أجْمَعِين. وَجَعَلَ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ مَعَهُمْ مُشِيراً، وَلَيْسَ مِنْهُمْ. وَأجَّلَهُمْ ثَلاثاً، وَأمَرَ صُهَيْباً أنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ. رَحْمَةُ الله عَلَيْهمْ وَرِضْوَانُهُ (4).
(1) في (س)، وفي الإحسان "وأنك".
(2)
طلاع الأرض ذهباً: ما يملؤها حتى يطلع عنها ويسيل.
(3)
الْمُطَّلَعُ- وزان اسم المفعول-، يريد به: الموقف يوم القيامة، أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت، فشبهه بالمطلع الذي يُشْرَف عليه من موضع عال. قاله ابن الأثير في النهاية.
(4)
إسناده صحيح، وأبو رافع هو نفيع بن رافع، وهو في الإحسان 9/ 25 - 27 برقم
(6866)
.
والحديث في مسند الموصلي 5/ 116 - 118 برقم (2731) وهناك استوفينا تخريجه، وشرحنا غريبه.
ونضيف هنا: أخرجه البيهقي في الجنائز 4/ 16 باب: المرتث والذي يقتل ظلماً في غير معترك الكفار، وفي الجنايات 8/ 48 باب: الحال التي إذا قتل بها الرجل أقيد منه، والطبري في التاريخ 4/ 190 - 193 من طريقين عن جعفر بن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر طبقات ابن سعد 3/ 2/244 - 266.
2191 -
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا غسان بن الربيع، حدثنا ثابت بن يزيد، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي.
عَنِ ابْنِ عَباسٍ أنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ فَقَالَ: أبْشِرْ يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أسْلَمْتَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم حِينَ كَفَرَ النَّاسُ، وَقَاتَلْتَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم حِينَ خَذَلَهُ النَّاسُ، وَتُوُفَي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ فِي خِلافَتِكَ رَجُلانِ، وَقُتِلْتَ شَهِيداً. فَقَالَ: أعِدْ. فَأَعَادَ. فَقَالَ: الْغَرُورُ مَنْ غَرَرْتُمُوهُ، لَوْ أنَّ لِي مَا عَلَى الأرْضِ مِنْ بَيْضَاءَ وَصَفْرَاءَ، لافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ (1).
= وفي الباب عن المسور بن مخرمة عند البخاري في فضائل الصحابة (3692)
باب: مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وعن عمر بن الخطاب عند البخاري أيضاً في فضائل الصحابة (3700) باب: قصة البيعة، والبيهقي في الجنايات 8/ 47 باب: الحال التي إذا قتل بها الرجل أقيد منه. وانظر فتح الباري 7/ 59 - 69 ففيه ما يمتع ويفيد، وانظر أيضاً الحديث التالي.
والبداية والنهاية لابن كثير 7/ 137 - 138، والكامل في التاريخ 3/ 49 - 52، وكنز العمال 2/ 677 - 699.
(1)
إسناده حسن، غسان بن الربيع فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (1748)، وثابت بن يزيد هو الأحول. وهو في الإحسان 9/ 20 برقم (6852).
وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 1/ 258 من طريق يزيد بن هارون، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال:"دعا عمر بن الخطاب بلبن بعدما طعن، فشرب، فخرج من جراحته، فقال: الله أكبر. فجعل جلساؤه يثنون عليه، فقال: إن من غره عمره لمغرور، والله وددت لو أني أخرج منها كما دخلت فيها، والله لو كان لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطَّلَع". وهذا إسناد منقطع.
وأخرجه ابن سعد 3/ 1/254، 255 من طريقين عن مسعر، عن سماك الحنفي، =