الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
35 - باب ما جاء في عدي بن حاتم
2279 -
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت عباد بن حبيش يحدث.
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتَم قَالَ: جَاءَتْ. خَيْلُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم[أَوْ رُسُلُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم](1)، وَأخَذُوا عَمَّتِي وَنَاساً، فَلَمَّا أتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وصفوا لَهُ، قَالَتْ: يَا رَسُول الله نَأَى الْوَافِدُ، وَانْقَطَعَ الْوَلَدُ، وَأنَا عَجُوزٌ كَبِيرَة مَا بِي مِنْ خِدْمَةٍ، فَمُنَّ عَلَيَّ، مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ.
قَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ وَافِدُكِ؟ "قَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتَم. قَالَ: "الَّذِي فَرَّ مِنَ الله وَرَسُولِهِ؟ ". قَالَتْ: فَمُنَّ عَلَيَّ. قَالَتْ: فَلَمَّا رَجعَ وَرَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ، ترى أَنَّهُ عَلِي، قَالَ: سَلِيهِ حُمْلاناً (2). قَالَ فَسَألَتْهُ، فَأمَرَ لها.
قَالَتْ: فَأتَيْتُهُ (3) فَقُلْتُ: لَقَدْ فَعَلْتَ فَعْلَةً مَا كَانَ أَبُوكَ يَفْعَلُهَا، فَأْتِهِ رَاغِباً (185/ 2) أوْ رَاهِباً، فَقَدْ أتَاهُ فُلانٌ فَأصَابَ مِنْهُ، وَأتَاهُ فلانٌ فَأصَابَ مِنْهُ. فَأتَيْتُهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ امْرأَةٌ وَصَبيَّاِن- أوْ صَبِيٌّ- ذكر قُرْبَهُمْ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَلِمْتُ أنَّهُ لَيْسَ بِمَلِكِ كِسْرَى وَلا قَيْصَرَ، فَقَالَ لِي: "يَا
(1) ما بين حاصرتين ليس في الأصلين، واستدركناه من الإحسان. وانظر مصادر التخريج.
(2)
مصدر الفعل، حمل، يحمل، حملاناً، والمراد: اطلبي منه شيئاً تركبين عليه. وعند أحمد، والبيهقي "فسألته فأمر لها". وعند الطبراني "فأمر لها بأتانٍ".
(3)
أي أتت عدياً، وعند أحمد، والبيهقي "قال: فأتتني فقالت: لقد فعلت فعلة
…
".
وزاد ابن كثير فقال: "قال عدي: فأتتني فقالت
…
".
عَدِيُّ بْنُ حَاتَم، مَا أفَرَّكَ أنْ تَقُولَ: لا إله إلَاّ اللهُ؟ فَهَلْ مِنْ إلهٍ إلَاّ الله؟ ". مَا أفرَّك أنْ تَقُولَ: اللهُ أكْبَرُ؟، فَهَلْ مِنْ شَيْءٍ هُوْ أكْبَرُ مِنَ الله؟ ". قَالَ: فَأسْلَمْتُ، وَرَأيْتُ وَجْهَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم-قَدِ اسْتَبْشَرَ وَقَالَ:"إنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمُ: الْيَهُودُ. وَالضَّالِّيِنَ: النَّصَارَى"(1).
2280 -
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي عبيدة بن حذيفة، عن الشعبي قال:[كُنْتُ](2) أَسْألُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتَم وَهُوَ إلَى جَنْبِي لا آتِيهِ فَاَسْأَلُهُ؟ فَأتَيْتُهُ. فَسَألْتُهُ عَنْ بَعْثِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم حَيْثُ بُعِثَ.
قَالَ: فَكَرِهْتُهُ أشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئاً قَطُّ. فَانْطَلَقْتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أقْصَى الأرْضِ مِمَا يَلِي الرُّومَ، فَقُلْتُ: لَوْ أتَيْتُ هذَا الرَّجُلَ، فَإنْ كَانَ كَاذِباً لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ، وَإنْ كَانَ صَادِقاً اتَّبَعْتُهُ، فَأقْبَلْتُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، اسْتَشْرَفَ لِيَ النَّاسُ وَقَالُوا: جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتَم، جَاءَ عَدِيُّ ابْنُ حَاتَمٍ.
(1) إسناده حسن، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (1715).
والحديث في الإحسان 9/ 167 برقم (7162). وقد تقدم مختصراً برقم (1715) فانظره لتمام التخريج. وانظر أيضاً "جامع الأصول" 2/ 7، و 9/ 112، و 11/ 313. وفَرَّ، يَفِرُّ، فِراراً: هرب، وأَفَرَّة غيره: جعله يهرب.
(2)
ما بين حاصرتين ساقط من الأصلين، واستدركناه من مصادر التخريج.
قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"يَا عَدِيُّ بْن حَاتَم أَسْلِمْ تَسْلَمْ".
قَالَ: فَقُلْتُ: إنَّ لِي دِيناً. قَالَ: "أنَا أعْلَمُ بِدِينِكَ- مَرَّتَيْن أوْ ثَلاثاً- أَلَسْتَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ؟ ". قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: "أَلَسْتَ تَأْكُلُ الْمِرْبَاعَ"(1) قُلْت: بَلَى. قَالَ: "فَإنَّ ذلِكَ لا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ". قَالَ: فَتَضَعْضَعْتُ لِذلِكَ، ثُمَّ قَالَ:"يَا عَدِيُّ بْنُ حَاتَم أسْلِمْ، تَسْلَمْ، فَإِنِّي قَدْ- أوْ قَدْ- أرَى- أَوْكمَا قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّ مِمَّا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمِ خَصَاصَةً تَرَاهَا بِمَنْ حَوْلِي، وَتُوشِكُ الظَّعِينَة أنْ تَرْتَحِلَ مِنَ الْحِيرَةِ. بِغيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَلَتفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَيَفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى يَهُمَّ الرَّجُلَ من يَقْبَلُ مِنْهُ مَالَهُ صَدَقَةً".
قَالَ عَدِيّ (2): فَقَدْ رَأيْتُ الظَّعِينَةَ تَرتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَار حتى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَكُنْت فِي أوَّلِ خَيْلٍ أغَارَتْ عَلَى الْمَدَائِنِ عَلَى كُنُوزِ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وأَحْلِفُ بِالله لَتَجِيئَنَّ الْثَالِثَةُ، إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم (3).
(1) المرباع- بكسر الميم وسكون الراء المهملة، ثم باء موحدة من تحت مفتوحة بعدها ألف، وفي آخرها عين مهملة-: هو ما ياخذه الملك من الغنيمة في الجاهلية، ويعادل ربعها. يقال: رَبَعْتُ القوم أَرْبَعُهم إذا أخذت ربع أموالهم.
(2)
في الأصلين "عليك" وهو تحريف، وقد صوبت على هامش (س).
(3)
إسناده جيد، أبو عبيدة بن حذيفة ترجمه البخاري في الكبير 9/ 51 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 403 - 404 سمعت أبي يقول:"لا يسمى". ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً أيضاً، ووثقه ابن حبان 5/ 590 وقال ابن حجر في تقريبه "مقبول".
وأخرجه أحمد 4/ 258 من طريق يونس، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 342 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما حدثنا حماد بن زيد، بهذا الإسناد. ولكن في إسناديهما "عن رجل" بدل "عن الشعبي".
وأخرجه أحمد 4/ 257 - ومن طريق أحمد هذه أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية 5/ 66 - من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا هشام بن حسان، وأخرجه أحمد 4/ 379 من طريق حسين، حدثنا جرير، وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (470) من طريق ابن عون، جميعهم عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة، عن رجل قال لعدي بن حاتم:
…
وعند أبي نعيم، والبيهقي "عن رجل كان يسمى اسمين".
وأخرجه أحمد 4/ 258، 377 - 378 من طريق محمد بن أبي عدي، عن محمد، عن ابن حُذيفة قال: كنت أحدث حديثاً عن عدي بن حاتم فقلت: هذا عدي في ناحية الكوفة فلآتينه، فكنت أنا الذي سمعه منه، فأتيته، فقلت: إني كنت أحدث عنك حديثاً، فأردت أن أكون أنا الذي أسمعه منك: ...... وهذا إسناد جيد أيضاً.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 343 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، بالإسناد السابق.
وأخرجه -مختصراً- ابن ماجه في المقدمة (87) باب: في القدر، والخطيب في
"تاريخ بغداد"11/ 68 - 69، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (471) من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور، عن الشعبي، به.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/ 14: "هذا إسناد ضعيف لاتفاقهم على ضعف عبد الأعلى، وله شاهد من حديث جابر، رواه الترمذي".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 403 باب: ما جاء في عدي بن حاتم الطائي، وقال:"قلت في الصحيح طرف منه يسير- رواه الطبراني، وفيه عبد الأعلى ابن أبي المساور، وهو متروك". بل وكذبه ابن معين أيضاً.
وأخرج الجزء المتعلق بالظعينة: الحميدي 2/ 406 - 407 برقم (915) من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا مجالد، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني في الكبير 17/ 78 برقم (170)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 344 - 345 من طريق سفيان، حدثنا بيان بن بشر، كلاهما عن الشعيي، به. وهذا إسناد صحيح، نعم مجالد ضعيف لكن تابعه بيان ابن بشر الأحمسي وهو ثقة.
وأخرج الفقرات المتعلقة بالظعينة، وكنوز كسرى، وفيضان المال: البخاري في المناقب (3595) باب: علامات النبوة في الإسلام، والطبراني في الكبير 17/ 94 برقم (223)، والبيهقي في الحج 5/ 225 باب: المرأة يلزمها الحج بوجود السبيل إليه، وفي "دلائل النبوة" 5/ 343 - 344، و 6/ 322 - 323، وابن كثير في البداية والنهاية 5/ 66 - 67 من طريق سعد الطائي، أخبرنا محل بن خليفة، عن عدي بن حاتم
…
وأخرجه البخاري في الزكاة (1413) باب: الصدقة قبل الرد، من طريق عبد الله ابن محمد، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا سعدان بن بشر، حدثنا أبو مجاهد، حدثنا محل ابن خليفة، به.
وأخرجه البخاري في المناقب (3595) باب: علامات النبوة في الإسلام، من طريق محمد بن الحكم، أخبرنا النضر، أخبرنا إسرائيل، أخبر سعد الطائي، أخبرنا محل بن خليفة، بالإسناد السابق.
وأخرجه البخاري في الأدب (6023) باب: طيب الكلام، وفي الرقاق (6563) باب: صفة الجنة والنار، من طريق أبي الوليد، وسليمان بن حرب، كلاهما حدثنا شعبة، وأخرجه البخاري في الرقاق (6540) باب: من نوقش الحساب عذب، من طريق عمر بن حفص، حدثني أبي قال: حدثنا الأعمش، كلاهما: حدثني عمرو، عن خيثمة، عن عدي، به.
وأخرجه البخاري (6539) من طريق عمر بن حفص، حدثنا أبي، وأخرجه البخاري في التوحيد (7512) باب: كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء، وغيرهم، من طريق علي بن حجر، أخبرنا عيسى بن يونس، كلاهما عن الأعمش، حدثنا خيثمة، عن عدي
…
وانظر جامع الأصول 11/ 313، والبداية والنهاية 5/ 66 - 68. =