الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - باب فضل عثمان رضي الله عنه
2195 -
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا (175/ 1) أبو أسامة، عن كهمس، عن عبد الله ابن شقيق، قال: حدثني هرميّ بن الحارث، وأسامة (1) بن خريم قال: كانا يغازيان فيحدثاني ولا يشعر كل واحد أن صاحبه حدثنيه.
= البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وقال النسائي:
متروك". وباقي رجاله ثقات، عبد الله بن نافع الصائغ فصلنا القول فيه عند الحديث
(5467)
في مسند الموصلي. والحديث في الإحسان 9/ 23 - 24 برقم (6860).
وأخرجه الترمذي في المناقب (3693) باب: أول من تنشق عنه الأرض الرسول ثم أبو بكر، ثم عمر، من طريق سلمة بن شبيب، وأخرجه الحاكم 3/ 68 من طريق
…
عمير بن مدارس، وأخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1870 من طريق ابن عبد الكريم الوزان قال: حدثنا أحمد بن يحيى السابري، جميعهم حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب. وعاصم بن عمر العمري ليس بالحافظ عندي، وعند أهل الحديث".
وقال الحاكم:" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وتعقبه الذهبي بقوله: "هو أخو عبيد الله- تحرفت إلى عبد الله- ضعفوه".
وأخرجه الطبراني في الكبير 12/ 305 برقم (13190) من طريقين: حدثنا سريج ابن النعمان الجوهري، حدثنا عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن سالم، عن ابن عمر، به. وفيه أكثر من تحريف.
وهو في تحفة الأشراف 5/ 457 برقم (7200). وانظر "جامع الأصول" 8/ 632، وكنز العمال 11/ 403.
ويشهد لأوله حديث عبد الله بن سلام عند أبي يعلى برقم (7493) بتحقيقنا.
(1)
في (س): "أو أسامة" وهو خطأ.
عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيّ (1) قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي طَريقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ قَالَ: "كَيْفَ تَصْنَعُونَ فِي فِتْنَةٍ تَكُونُ فِي أقْطَارِ الأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي بَقَرٍ؟ ". قَالُوا: فَنَصْنَعُ مَاذَا يَا نَبِيَّ الله؟. قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِهذَا وَأَصْحَابِهِ". قَالَ: فَأَسْرَعْتُ حَتى عَطَفْتُ إلَى الرَّجُلِ. قُلْتُ: هذَا يَا نَبِيَّ الله؟. قَالَ: "هذَا"، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه (2).
(1) البهزي -بفتح الباء الموحدة من تحت، وسكون الهاء، وكسر الزاي- وهذه النسبة إلى بهز بن امرئ القيس. ولم يوردها السمعاني في الأنساب. انظر اللباب 1/ 192.
ومرة هو ابن كعب السلمي البهزي، ويقال: كعب بن مرة وهو أكثر. وقال أبو عمر: "كعب بن مرة أصح". سكن الأردن بعد أن سكن بالبصرة. وقال ابن السكن: "الأكثر يقولون: كعب بن مرة". وانظر الاستيعاب 9/ 256 - 257، وأسد الغابة 4/ 489، والاصابة 8/ 306.
(2)
إسناده صحيح، أسامة بن خريم، ترجمه ابن عبد البر في "الاستيعاب"1/ 150 وقال:"لا تصح له صحبة".
وترجمه البخاري في الكبير 2/ 21 ولم يورد فيه جرحاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 283، وذكره ابن حبان في الثقات 4/ 44 - 45، وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص (59):"بصري، تابعي، ثقة". وانظر "لسان الميزان"1/ 341. وأما متابعه على هذا الحديث هرمي بن الحارث- وهكذا جاء عند أحمد، وفي الإحسان، ولم يورده الحسيني في الإكمال، ولا ابن حجر في تعجيل المنفعة- فقد جاء عند الطبراني بنهرم بن الحارث".
فهرمي ترجمه ابن حبان في الثقات 5/ 516 فقال: "هرمي بن الحارث، يروي عن مرة بن كعب البهزي وله صحبة، روى عنه عبد الله بن شقيق العقيلي".
وأما هرم بن الحارث فقد ترجمه البخاري في الكبير 8/ 243 فقال: "هرم بن الحارث، عن مرة بن كعب، روى عنه عبد الله بن شقيق". وتابعه على هذا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 111 =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأما ابن حبان فقد قال في الثقات 5/ 514: "هرم بن الحارث يروي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عبد الله بن شقيق العقيلي".
والحديث في الإحسان 9/ 31 برقم (6875).
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 40 - 41 برقم (12073) - ومن طريقه هذه أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 312 برقم (752) -، وأحمد 5/ 33، 35 من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 315 - 316 برقم (751) من طريق خالد بن الحارث بن سليم، حدثنا كهمس بن الحسن، به. وقد تحرف فيه "هرمي" إلى "هرم". و"صياصي" إلى "صياحي".
وأخرجه- مختصراً - أحمد 5/ 33، والطبراني في الكبير20/ 315 برقم (750) من طريق
…
أبي هلال، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن مرة البهزي، به.
وهذا إسناد حسن أن كان عبد الله سمعه من مرة، وأبو هلال الراسبي هو محمد بن سليم، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (2863) في مسند الموصلي.
وأخرجه الترمذي في المناقب (3705) باب: أثبت حراء فما عليك إلا نبي، وصديق، وشهيدان، من طريق محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني: أن خطباء قامت بالشام، وفيهم رجال من أصحاب النبى-صلى الله عليه وسلم، فقام آخرهم رجل يقال له مرة بن كعب فقال:"لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم-ما قمت، وذكر الفتن فقربها، فمر رجل مقنع في ثوب، فقال: هذا يومئذ على الهدى، فقمت إليه، فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت عليه بوجهه، فقلت: هذا؟. قال: نعم".
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وفي الباب عن ابن عمر، وعبد الله بن حوالة، وكعب بن عجرة".
نقول: هو كما قال، وأبو قلابة هو عبد الله بن زيد، وأبو الأشعث هو شراحيل بن آدة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 41 - 42 برقم (12075) من طريق ابن علية، عن أيوب، بالإسناد السابق. وليس فيه "أبو الأشعث الصنعاني". وانظر "تحفة الأشراف" 8/ 370 برقم (11248). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 316 برقم (753) من طريقين: حدثنا معاوية بن صالح، حدثني سليم بن عامر، عن جبير بن نفير قال: كنا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان رضي الله عنه فقام مرة بن كعب البهزي فقال:
…
فقام عبد الله بن حوالة الأنصاري من عند المنبر فقال: إنك لصاحب هذا؟. قال؟ نعم. قال: أما والله إني حاضر ذلك المجلس، ولو كنت أعلم أن لي في الجيش مصدقاً لكنت أول من تكلم به".
وذكر الهيثمي رواية الطبراني هذه في "مجمع الزوائد" 9/ 89 باب: فيما كان من أمره ووفاته رضي الله عنه، وقال:"قلت: حديث مرة رواه الترمذي- رواه الطبراني ورجاله وثقوا".
ويشهد له حديث عبد الله بن حوالة عند أحمد 4/ 109 - 110 من طريق إسماعيل ابن إبراهيم قال: حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن حوالة"
…
وهذا إسناد صحيح، وانظر الإسناد السابق أيضاً.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 88 - 89 وقال: "رواه أحمد، والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح".
كما يشهد له حديث كعب بن عجرة عند ابن أبي شيبة 12/ 41 برقم (12574)، وابن ماجة في المقدمة (111) من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كعب بن عجرة
…
وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أنه منقطع، قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص (187):"سمعت أبي يقول: ابن سيرين، عن كعب بن عجرة، مرسل". وانظر جامع التحصيل ص (324). وعلل الحديث 2/ 380 - 281 برقم (2652).
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/ 18: "هذا إسناد منقطع" ثم أورد قول أبي حاتم السابق، وقال: "ورجال الإسناد ثقات، رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث كعب بن عجرة. ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده عن إسماعيل بن علية، عن هشام، به. ورواه أحمد بن منيع في مسنده
…
". وقال أبو حاتم: "يقال هذا الحديث عن كعب بن مرة البهزي".
وقوله: صياصي بقر، أي: قرونها، واحدتها صِيصِيَةَ بالتخفيف. وكل شىِء امْتُنِعَ به وتُحُصِّنَ به فهو صِيصِيَة.
2196 -
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح، حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي، حدثني عبد الله بن قيس: أنه سَمعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ أنَّهُ أرْسَلَهُ مُعَاوَيةُ بْنُ أبِي سُفْيَانَ بِكِتَابِ.
إلَى عَائِشَةَ فَدَفَعَهُ إلَيْهَا فَقَالَتْ: ألا أُحَدِّثُكَ بحديثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؟. قُلْتُ: بَلَى. قَالَتْ: إِنِّي عِنْدَهُ ذَاتَ يَوْمٍ أنَا وَحَفْصَةُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ كَانَ عِنْدَنَا رَجُل يُحَدِّثنَا". فَقُلْتُ: يَا رسول الله ابْعَثْ إِلَى عُمَرَ فَيَجِيءَ فَيُحَدِّثَنَا، قَالَتْ: فَسَكَتَ. قَالَتْ: فَدَعَا رَجُلاً فَأسَرَّ إِلَيْهِ بِشَيْء دُونَنَا، فَذَهَبَ فَجَاءَ عُثْمَانُ، فَأقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ صلى الله عليه وسلم:"يَا عُثْمَانُ، إِنَّ الله لَعَلَّهُ يُقَمِّصُكَ (1) قَمِيصاً، فَإنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلا تَخْلَعْهُ".- ثَلاثاً-. قُلْتُ: يَا أُمَّ المؤمنين، فَأيْنَ كُنْتِ عَنْ هذَا الْحَدِيثِ؟. قَالَتْ: يَا بُنَيَّ أُنْسِيتُهُ، كَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ قَطُّ (2).
(1) يقال: قمصته قميصاً إذا ألبسته إياه، وأراد بالقميص الخلافة وهذا من أحسن الاستعارات.
(2)
إسناده صحيح، وعبد الله بن قيس أو ابن أبي قيس كما جاء في رواية أحمد، ومعاوية ابن صالح فصلنا فيه القول عند الحديث (6867) في مسند الموصلى. والحديث في الإحسان 9/ 31 - 32 برقم (6876).
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 48 - 49 برقم (12094) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/ 149 - ومن طريقه أورده ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 180 - 181 - من طريق عبد الرحمن، حدثنا معاوية، به. =
2297 -
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وَدِدْتُ أنَّ عِنْدِي بَعْضَ أصْحَابِي". قَالَتْ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، أَلا نَدْعُو لَكَ أبَا بَكْرٍ. فَسَكَتَ. فَقلْنَا: عُمَرَ؟. فَسَكَتَ. فَقُلْنا: عَلِياً. فَسَكَتَ. قلْنَا: عُثْمَانَ قالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَأرْسَلْنَا إِلَى عُثْمَانَ فَجَاءَ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكَلِّمُهُ ووجهه يَتَغَيَّرُ. قَالَ قَيْسٌ: فَحَدَّثَنِي أبو سَهْلَةَ أنَّ عُثْمَانَ قَالَ يَوْمَ الدَّار: إنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ عَهْداً، وَأنا صَابِرٌ عَلَيْهِ. قَالَ قَيْسٌ: كَانوا يَرَوْنَ أنَّهُ ذلِكَ الْيَوْمُ (1).
2198 -
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا أبو نصر
ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي 12/ 475 برقم (7046). وانظر جامع الأصول 8/ 644، وعلل الحديث 2/ 361 برقم (2597).
ويشهد له حديث حفصة في مسند الموصلي برقم (7045).
(1)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 9/ 35 برقم (6879).
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 44 - 45 برقم (12086)، وابن سعد في الطبقات 3/ 1/46 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: أخبرنا قيس بن أبي حازم، قال أخبرني أبو سهلة مولى عثمان، عن عائشة
…
وأخرجه أحمد 6/ 51 - 52 - ومن طريقه أورده ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 181 - من طريق يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، بالإسناد السابق.
ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي 8/ 234 برقم (4805)، وجامع الأصول 8/ 644 - 645.
التمار، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال:
لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ وَأُحِيطَ بِدَارِهِ، أَشْرَفَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِالله، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حِينَ انْتَفَضَ بِنَا حِرَاءُ، قَالَ:"اثْبُتْ حِرَاء، فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِي أوْ صِدِّيقٌ أوْ شَهيدٌ؟ ". قَالُوا، اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بالله، هَلْ تعلمون أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم-قَالَ فى غزوة الْعُسْرَةِ:"مَنْ يُنْفِقُ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً؟ "، وَالنَّاسُ يومئذ مُعْسِرُونَ مَجْهُودُونَ، فَجَهَّزْتُ ثُلُثَ ذلِكَ الْجَيْشِ مِنْ مَالِي؟. فَقَالُوا: اللهمَّ نَعَمْ. قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُومَةَ لَمْ يَكُنْ يَشْرَبُ مِنْهَا إِلَاّ بِثَمَنٍ (175/ 2)، فَابْتَعْتُهَا لِلْغَنِيّ وَالْفَقِيرِ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ قَالُوا: اللَّهم نَعَمْ .. فِي أَشْيَاءَ عَددَهَا (1).
(1) إسناده ضعيف، زيد بن أبي أنيسة لم يذكر فيمن سمعوا أبا إسحاق السبيعي قديماً.
غير أنه لم ينفرد به، وإنما تابعه عليه شعبة كما يتبين من مصادر التخريج، وشعبة سمع أبا إسحاق قديماً.
وأبو عبد الرحمن السلمي هو عبد الله بن حبيب، قال الدوري في تاريخ ابن معين 4/ 67 برقم (3180):"حدثنا يحيى قال: حدثنا حجاج قال: قال شعبة: لم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان، ولا من عبد الله، ولكن قد سمع من علي".
وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص (107): "قال أبي. أبو عبد الرحمن السلمي ليس تثبت روايته عن علي. فقيل له: سمع من عثمان بن عفان؟.
قال: قد روى عنه ولم يذكر سماعاً".
وقال ابن معين: "لم يسمع من عمر رضي الله عنه".
وقال أحمد في قول شعبة: لم يسمع من ابن مسعود شيئاً: "أراه وهماً".
وقال البخاري في الكبير 5/ 73: "سمع علياً، وعثمان، وابن مسعود رضي الله =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عنهم
…
وقال: قال لنا عمر". وقال مثله في التاريخ الصغير 1/ 201.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 37 عن أبيه: "روى عن عثمان، وعلي، وابن مسعود، روى عن عمر مرسل" وهذا مصير منه إلى القطع بسماعه من الثلاثة المذكورين أولاً.
وقال العلائي في "جامع التحصيل" ص (254) بعد أن أورد معظم ما سبق: "قلت: أخرج له البخاري حديثين عن عثمان: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، والآخر (أن عثمان أشرف عليهم وهو محصور).
وقد عُلِمَ أنه لا يكتفي بمجرد إمكان اللقاء. وأخرج النسائي روايته عن عمر رضي الله عنه. وقد أثبت في صحيح البخاري أنه حبس للإقراء في خلافة عثمان رضي الله عنه.
وروى حسين الجعفي، عن محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد قال: تعلم أبو عبد الرحمن القرآن من عثمان، وعرض على عليّ رضي الله عنهما.
وقال عاصم بن أبي النجود- وهو ممن قرأ على أبي عبد الرحمن- أنه قرأ على علي رضي الله عنه.
وقال أبو عمرو الداني: أخذ أبو عبد الرحمن القراءة عرضاً عن عثمان، وعلي، وابن مسعود، وأبى بن كعب، وزيد بن ثابت رضي الله عنهم.
وكل هذا مما يعارض الأقوال المتقدمة". وانظر المراسيل ص (106 - 108)، وطبقات ابن سعد 6/ 119، وهدي الساري ص (374 - 375)، وفتح الباري 9/ 75 - 76ومعرفة القراء الكبار 1/ 52 - 57 الترجمة (15).
والحديث في الإحسان 9/ 32 برقم (6877).
وأخرجه الترمذي في المناقب (3700) باب: "أثبت حراء فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان"، من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، وأخرجه الدارقطني 4/ 199 برقم (11) من طريق أبي صالح الأصفهاني، حدثنا أبو مسعود، وأخرجه البيهقي في الوقف 6/ 167 باب: اتخاذ المسجد والسقايات وغيرها من طريق
…
علي بن معبد، جميعهم حدثنا عبد الله بن جعمر، حدثنا عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، من حديث أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان".
وأخرجه النسائي في الإحباس 6/ 236 - 237 باب: وقف المساجد- ومن طريق النسائي هذه أخرجه الدارقطني 4/ 199 برقم (10) - من طريق محمد بن موهب، حدثني محمد بن سلمة، حدثني أبو عبد الرحيم، حدثني زيد بن أبي أنيسة، به.
وأخرجه البخاري تعليقاً في الوصايا (2778) باب: إذا وقف أرضاً أو بئراً، أو اشترط لنفسه مثل ولاء المسلمين، بقوله: "وقال عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق
…
". به. وعبد ان هو عبد الله بن عثمان.
ووصله الدارقطني 4/ 199 برقم (12) من طريقين: حدثنا القاسم بن محمد المروزي، حدثنا عبد ان، بالإِسناد السابق.
وهذا إسناد صحيح، القاسم بن محمد المروزي ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 431 وقال:"وكان ثقة"، وشعبة سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، والله أعلم.
كما وصله البيهقي في الوقف 6/ 167 من طريق
…
محمد بن عمرو الفزاري، أنبأنا عبد ان بن عثمان، بالإسناد السابق.
وقال الحافظ في "فتح الباري" 5/ 407: "قوله: (وقال عبدان) كذا للجميع. قال أبو نعيم: ذكره عن عبدان بلا رواية. وقد وصله الدارقطني، والإسماعيلي، وغيرهما من طريق القاسم بن محمد المروزي، عن عبدان بتمامه".
وقال الدارقطني: "تفرد بهذا الحديث عثمان والد عبدان، عن شعبة.
وقد اختلف فيه على أبي إسحاق: فرواه زيد بن أبي أنيسة، عنه، كهذه الرواية. أخرجه الترمذي، والنسائي.
ورواه عيسى بن يونس، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة، عن عثمان.
أخرجه النسائي أيضاً. وتابعه أبو قطن، عن يونس، أخرجه أحمد".
وتعقبه الحافظ في الفتح 5/ 407 فقال: "وتَفَرُّدُ عثمان والد عبدان لا يضر، فإنه ثقة" واتفاق شعبة، وزيد بن أبي أنيسة على روايته هكذا أرجح من انفراد يونس، عن أبي إسحاق".
نقول: إن يونس لم ينفرد عن أبي إسحاق، وإنما تابعه عليه إسرائيل أيضاً عند =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الدارقطني 4/ 198 برقم (7). فقد أخرجه الدارقطني من طريق محمد بن يوسف القاضي، حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا شبابة، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لما حصر عثمان
…
وليس بغريب أن يكون لأبي إسحاق فيه إسنادان وهو شبه الزهري في كثرة الرواية واتساعه في الرجال.
وقال الدارقطني في "العلل" وقد سئل عن هذا الحديث: "يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختلف عنه فرواه زيد بن أبي أنيسة، وشعبة، وعبد الكبير بن دينار، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي، وخالفهم يونس بن أبي إسحاق، وإسرائيل بن يونس فروياه عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. وقول شعبة ومن تابعه أشبه بالصواب، والله أعلم".
وأخرجه أحمد 1/ 59 - ومن طريقه أخرجه الدارقطني 4/ 198 برقم (8)، وابن كثير في البداية والنهاية 7/ 179 - 180 - من طريق أبي قطن، وأخرجه النسائي في الإحباس 6/ 236 باب: وقف المساجد- ومن طريقه هذه أخرجه الدارقطني 4/ 198 برقم (9) من طريق عمران بن بكار بن راشد، حدثنا خطاب بن عثمان، حدثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، كلاهما حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن عثمان
…
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 39 - 40 برقم (12072) والنسائي 6/ 234 من طريق عبد الله بن إدريس، وأخرجه أحمد 1/ 70 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 177 - ، والبيهقي 6/ 167 من طريقين: حدثنا أبو عوانة، وأخرجه النسائي 6/ 233 من طريق إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي، جميعهم حدثنا حصين بن عبد الرحمن، عن عمر- ويقال: عمرو- بن جاوان قال: سمعت الأحنف بن قيس، عن عثمان
…
نقول: وهذا إسناد جيد: حصين بن عبد الرحمن بسطنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (2108). وعمر بن جاوان ترجمه ابن معين في تاريخه رواية الدوري =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= برقم (4343) وقال: كلهم يقولون: عمر بن جاوان، إلا أبو عوانة فإنه يقول: عمرو ابن جاوان".
وترجمه البخاري في الكبير 6/ 146 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 101 وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 168 - 169 وكلهم قالوا: عمر، ويقال عمرو. وقال الذهبي في كاشفه:"وثق" وقال ابن حجر في التقريب: "مقبول". وستأتي هذه الطريق برقم (2200).
وأخرجه الترمذي في المناقب (3704)، والنسائي 6/ 235 - 236، والبيهقي 6/ 168 من طريق سعيد بن عامر، عن يحيى بن أبي الحجاج، عن أبي مسعود الجريري، عن ثمامة بن حزن القشيري قال: شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان فقال: أنشدكم بالله
…
وهذا إسناد فيه لين يحيى بن أبي الحجاج ترجمه البخاري في الكبير 8/ 269 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 139:"سألت أبي عنه فقال: "ليس بالقوي"، وقال النسائي: "ليس بشيء".
وقال ابن الجنيد في سؤالاته ص (294) برقم (88) تحقيق الفاضل الدكتور أحمد محمد نور سيف: "سئل يحيى بن معين- وأنا أسمع- عن يحيى بن أبي الحجاج الخاقاني، بصري فقال: لم يكن بثقة، هو أخو خاقان بن الأهتم.
قلت: إنه يحدث عنه سعيد بن عامر؟. قال: كان سعيد بن عامر لا يبالي عمن أخذ".
وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" 4/ 397: "حدثنا محمد قال: حدثنا معاوية قال: سمعت يحيى بن معين قال: يحيى بن أبي الحجاج ليس بشيء".
وقال ابن حبان في الثقات 9/ 255: "ربما أخطأ".
وقال ابن عدي في كامله 7/ 2677 وقد أورد له عشرة أحاديث:" وليحى بن أبي الحجاج غير ما ذكرت من الحديث، ولا أرى بحديثه بأساً". وقد سمع سعيد بن إياس الجريري بعد اختلاطه.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 1/ 74 - 75 - ومن طريق عبد الله هذه أورده ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 178 - من طريق محمد بن أبي بكر =
2199 -
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن المقدام، قالا: حدثنا المعتمر ابن سليمان، حدثنا أبي، حدثنا أبو نضرة، عَنْ أبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أبِي أسيْدٍ الأنْصَاريّ قَالَ: سَمعَ عُثْمَانُ أنَّ وَفْدَ مِصْرَ قَدْ أقْبَلُوا فَاسْتَقْبَلَهُمْ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ أقبَلُوا نَحْوَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ. فَقَالُوا لَهُ: ادْعُ بِالْمُصحَفِ، فَدَعَا بِالْمُصحَفِ، فَقَالُوا لَهُ: افْتَح السَّابِعَةَ- وَكَانُوا يُسَمُّونَ سُورَةَ يُونُسَ السَّابِعَةَ- فَقَرأَهَا حَتَّى أَتَى عَلَى هذِهِ الآيَةِ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59]، فَقَالُوا: قِفْ،
= ابن علي المقدمي، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا هلال بن حِقّ، عن الجريري، بالإِسناد السابق.
وهذا إسناد جيد لو كان هلال سمع الجريري قبل اختلاطه، فقد ترجمه البخاري في الكبير 8/ 210 ولم يورد فيه جرحا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 77، وقد روى عنه جمع، وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 576/ 7، وقال الحافظ في التقريب:"مقبول" .. وانظر" جامع الأصول" 8/ 640 - 641. وألبداية والنهاية 7/ 178.
وقوله: نشدتكم بالله، قال ابن الأثير في النهاية 5/ 53: "يقال: نشدتك الله، وأَنْشُدُكَ الله، وبالله، وناشدتك الله وبالله، أي سألتك وأقسمت عليك
…
وتعديته إلى مفعولين إما لأنه بمنزلة دعوت، حيث قالوا: نشدتك الله، وبالله. كما قالوا دعوت زيداً وبزيد، أو لأنهم ضمنوه معنى (ذَكَّرْتُ).
فأما أَنْشَدْتُكَ بالله، فخطأ".
وقال الحافظ في الفتح 5/ 408: "وفي هذا الحديث من الفوائد مناقب ظاهرة لعثمان رضي الله عنه. وفيها جواز تحدث الرجل بمناقبه عند الاحتياج إلى ذلك لدفع مضرة أو تحصيبن منفعة، وإنما يكره ذلك عند المفاخرة والمكاثرة والعجب".
أرَأيْتَ مَا حَمَيْتَ مِنَ الْحِمَى أُذِنَ لَكَ بِهِ، أمْ عَلَى الله تَفْتَرِي؟. فَقَالَ: أمْضِهِ، نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا، وَأمَّا الْحِمَى لإبِلِ الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا وَلَدتْ (1)، زَادَتْ إبِلُ الصدقة فَزِدْتُ فِي الْحِمى لَمَّا زَادَ فِي إبِل الصَّدَقَةِ. أَمْضِهِ. فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَهُ بِآيَة آيَةٍ، فَيَقُولُ: أمْضِهِ، نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ لَهُمْ: مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: مِيثَاقَكَ. قَالَ: فَكَتَبُوا شَرْطاً وَأخَذَ عَلَيْهِمْ أنْ لا يَشُقُّوا عَصاً، وَلا يُفَارِقُوا جَمَاعةً. فَأقَامَ لَهُمْ شَرْطَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ أنْ تَأخُذَ أهْلَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: لا، إِنَمَا هذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ، وَهؤلَاءِ الشُّيوخُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَرَضُوا وَأقْبَلُوا مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ رَاضِينَ. قَالَ: فَقَامَ فَخَطَبَ فَقَالَ: ألا مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ فَلْيَلْحَقْ بِزَرْعِهِ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ضَرْعٌ فَلْيَلْحَقْ بهِ فَلْيَحْتَلِبْهُ. ألَا إِنَّهُ لَا مَالَ لَكُمْ عِنْدَنَا إنَّمَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ، وَلِهؤلَاءِ الشُّيُوخِ مِنْ أصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَغَضِبَ النَّاسُ، وَقَالُوا: هذَا مَكْرُ بَنِي أُمَيَّةَ. قَالَ: ثمَ رَجَعَ المِصْرِيُّونَ (2)، فَبَيْنَمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ إِذَا هُمْ بِرَاكِبٍ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ، ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ، ثُمَّ يرجع إِلَيْهِمْ، ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ ويسبُّهُمْ. قَالُوا: مَالَكَ؟، إنَّ لَكَ الأمَانَ، مَا شَأنُكَ؟. قَالَ: أنَا رَسُولُ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ.
(1) في (س): "وليت".
(2)
في الأصلين، وفي الإحسان "البصريون" وهو تحريف. انظر تاريخ الطبرى، والكامل في التاريخ.
قَالَ فَفَتَّشُوهُ، فَإذَا هُمْ بِالْكِتَاب عَلَى لِسَانِ عُثْمَانَ، عَلَيْهِ خَاتَمُهُ إلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ أن يَصْلِبَهُمْ، أو يَقْتُلَهُم، أو يَقْطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ. فأقبلوا حتى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَأتَوْا عَلِياً رضي الله عنه فَقَالُوا: ألَمْ تَرَ إلَى عَدُوِّ الله، كَتَبَ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا، وَإِنَّ الله قَدْ أحَلَّ دَمَهُ، قُمْ مَعَنَا إِلَيْهِ. قَالَ: وَالله لا أقُومُ مَعَكُمْ. قَالُوا: فَلِمَ كَتَبْتَ إِلَيْنَا؟. قَالَ: وَالله مَا كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ كِتَاباً قَطُّ. فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أبِهذَا تُقَاتِلُونَ، أو بِهذَا تَغْضَبُونَ؟. فانْطَلَقَ عَلِيٌّ فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى قَرْيةٍ، وَانْطَلَقُوا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالُوا: كَتَبْتَ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إِنَّما هُمَا اثْنَتَانِ: أنْ تُقِيمُوا عَلَيَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أوْ يَمينِي بالله الَّذِي لا إِلهَ إِلا هُوَ مَا كَتَبْتُ، وَلَا أمْلَيْتُ، وَلا عَلِمْتُ، وَقَدْ تَعْلَمُونَ أنَّ الْكِتَابَ يُكْتَبُ عَلَى لِسَانِ الرَّجُلِ، وَقَدْ يُنْقَشُ الْخَاتَمُ عَلَى الْخَاتَمِ. فَقَالُوا: وَالله أحَلَّ الله دَمَكَ. وَنَقَضُوا الْعَهْدَ (176/ 1) وَالْمِيثَاقَ، فَحَاصَرُوهُ. فَأشْرَفَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: السَّلام عَلَيْكُمْ. فَمَا اسْمَعُ أحَداً مِنَ النَّاسِ رَدَّ عليه السلام، إِلا أن يَرُدَّ رَجُلٌ فِي نَفْسِهِ. فَقَالَ: أنْشُدُكُمُ الله هَلْ عَلِمْتُمْ أنى اشْتَرَيْتُ رُومَةَ مِنْ مَالِي، فَجَعَلْتُ رِشَائِي (1) فِيهَاكَرِشَاءِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟. قِيلَ: نعم. قَالَ: فَعَلامَ تَمْنَعُوني أن اشْرَبَ مِنْهَا حَتَّى أُفْطِرَ عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ؟.
(1) الرشاء: حبل الدلو ونحوها.
أنْشُدُكُمُ الله، هَلْ تَعْلَمُونَ أنِّي اشْتَرَيْتُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الأرْضِ فَزِدْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ؟. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَهلْ عَلِمْتُمْ أنَّ أحَداً مِنَ النَّاسِ مُنِعَ أنْ يُصَلِّيَ فِيهِ قَبْلِي؟. أنْشُدُكُمُ الله، هَلْ سَمِعْتُمُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ كَذَا وَكَذَا- أشْيَاءَ مِنْ شَأنِهِ عَدَّدَهَا-. قَالَ: وَرَأيْتُهُ أشْرَفَ عَلَيْهمْ مَرَّةً أخْرَى فَوَعَظَهمْ وَذَكَّرَهُمْ، فَلَمْ تَأْخُذْ منهم الْمَوْعِظَةُ. وَكَانَ النَّاسُ تَأخُذُ مِنْهُمُ الْمَوْعِظَةُ فِي أولِ مَا يَسْمَعُونَهَا، فَإذَا أُعِيدَتْ عَلَيْهِمْ، لَمْ تأْخُذْ منْهُمْ. فَقَالَ لامْرأتِهِ: افْتَحِي الْبَابَ، وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَذلِكَ أَّنهُ رَأَى مِنَ اللَّيْلِ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ:"أفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ". فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُل، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ الله، فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْةِ آخَرُ فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ الله - والْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ- قَالَ: فَأهْوَى إلَيْهِ بِالسَّيْفِ، فَاتَّقَاهُ بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا، فَلا أدْرِي أقَطَعَهَا وَلَمْ يُبِنْهَا، أوْ أبَانَهَا. قَالَ عُثْمَانُ: وَالله إنَّهَا لأوَّلُ كف خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ (1).
(1) إسناده صحيح، أبو سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري ذكره ابن منده، وأبو نعيم في
الصحابة. وقال ابن منده: "روى عنه أبو نضرة العبدي قصة مقتل عثمان بطولها".
وقال ابن حجر في الإصابة 11/ 187: "وقد رويناها من هذا الوجه وليس فيها ما يدل على صحبته". ولأنه أدرك أبا بكر ترجمه ابن حجر في القسم الثالث من الإصابة.
وذكره ابن حبان في ثقات التابعين 5/ 588 - 589. وصحح الحاكم حديثه، ووافقه الذهبي. وانظر أيضاً أسد الغابة 6/ 141.
والحديث في الإحسان 9/ 36 - 38 برقم (6880). =
وَفِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سعيد: فَدَخَلَ التُّجِيبِيّ (1) فَضَرَبَهُ بِمِشْقَصٍ فَنَضَحَ الدَّم عَلَى هذهِ الآيَةِ {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:137].
= وأخرجه الطبري في التاريخ 4/ 354 - 356 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه -مختصراً- الحاكم 2/ 339 من طريق
…
علي بن عيسى، حدثنا محمد بن عمرو الحرشي، حدثني يحيى بن يحيى، أنبأنا المعتمر بن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. وقد تحرف فيه "أبو سعيد" إلى "أبي سعد".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
نقول: أبو سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري ليس من رجال مسلم.
ومن طريق الحاكم السابقة أخرجه البيهقي في إحياء الموات 6/ 147 باب: ما جاء في الحمى.
وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 3/ 309 إلى ابن أبي شيبة، وابن عساكر.
وقال ابن أبي حاتم: "قرئ على يونس بن عبد الأعلى: حدثنا ابن وهب، حدثنا زياد بن يونس، حدثنا نافع بن أبي نعيم قال: أرسل إلى بعض الخلفاء مصحف عثمان ليصلحه، قال زياد: فقلت له: إن الناس يقولون: إن مصحفه كان في حجره حين قتل، فوقع الدم على {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
فقال نافع: بَصُرَت عيني بالدم على هذه الآية وقد قدم". وهذا إسناد جيد.
وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 1/ 140 إلى ابن أبي داود في المصاحف، وأبي القاسم بن بشران في أماليه، وأبي نعيم في المعرفة، وابن عساكر وانظر المصاحف لابن أبي داود ص (36)، وطبقات ابن سعد 3/ 1/44 - 52.
والكامل في التاريخ 3/ 167 - 179، والبداية والنهاية لابن كثير 7/ 176 - 191، وتفسير ابن كثير 1/ 330، والطبري 4/ 365 - 415، ومجمع الزوائد 9/ 88 - 99.
(1)
في الأصلين "التجومي". وعلى هامش (م):"صوابه: التجيبي". والتجيبي هو كنانة ابن بشر الذي قيل أنه قاتل عثمان. وقال الوليد بن عقبة:
أَلا إنَّ خيْرَ النَّاسِ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ
…
قَتِيلُ التجِيبِيِّ الَّذِي جَاءَ مِنْ مِصْرِ
وانظر مستدرك الحاكم 3/ 106، وتاريخ الطبري 4/ 394.
قَالَ: وإنَّهَا فِي المصحف مَا حُكَّتْ.
ْقَالَ: وَأخَذَتْ بِنْتُ الْفَرَافِصَةِ- فِي حَدِيثِ أبِي سَعِيدٍ - حُلِيَّهَا وَوَضَعَتْهُ فِي حَجْرِهَا قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ، فَلَمَّا قُتِلَ، تَفَاجَّتْ (1) عَنْهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَاتَلَهَا الله مَا أعْظَمَ عَجِيزَتهَا، فَعَلِمَتْ أنَّ أعْدَاءَ الله يُريدُونَ الدُّنْيَا (2).
2200 -
أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن إدريس، عن حصين، عين عمرو بن جاوان، عن الأحنف بن قيس قال:
قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَجَاءَ عُثْمَانُ، فَقِيلَ: هذَا عُثْمَانُ، وَعَلَيْه مُلَيَّةٌ (3) لَهُ صَفْرَاءُ، قَدْ قَنِع بِها رَأْسَهُ فَقَالَ: هَاهُنَا عَلِيٌّ؟. قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: هَاهُنَا طَلْحَةُ؟. قَالُوا: نعَمْ. قَالَ: أنْشُدُكُمْ بالله الَّذِي لا إلهَ إلا هُوَ، هَلْ تَعْلَمُونَ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ يَبْتَاعُ مَرْبدَ بَنِي فلان، غَفَرَ اللهُ لَهُ"، فَابْتَعْتُهُ بِعِشْرينَ ألْفاً- أوْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ ألْفاً-، فَأتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: قَدِ ابْتَعْتُهُ، فَقَالَ:"اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وَأجْرُهُ لَكَ؟ ". قَالَ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ.
(1) يقال: تَفَاجَّ. إذا بالغ في التوسيع بين رجليه.
(2)
قال الطبري في تاريخه 4/ 384: "في حديث أبي سعيد دخل على عثمان رجل، فقال: بيني وبينك كتاب الله
…
وقال في غير حديث أبي سعيد: فدخل عليه التجيبي
…
".
(3)
الملية- بضم الميم وفتح اللام، وتشديد الياء المثناة من تحت-: مصغر ملاءة، والملاءة: الملحفة، وما يفرش على السرير.