الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
39 - باب فضل الأنصار
2291 -
أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان، حدثنا أبي، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن عمرو، عن سَعْدِ بن المنذر بن أبي حُميد، عن حمزة بن أبي أسيد قال:
سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ زِيَادٍ صَاحِبَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أحَبَّ الأنْصَارَ، أحَبَّهُ اللهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ أبْغَضَ الأنْصَارَ، أبْغَضَهُ الله يَوْمَ يَلْقَاهُ"(1).
(1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، وسعد بن المنذر بن أبي حميد
ترجمه البخاري في الكبير 4/ 64 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال ابن حبان في الثقات 6/ 378: "سعد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي، يروي عن حمزة بن أبي أسيد، روى عنه محمد بن عمرو بن علقمة". وذلك في تراجم أتباع التابعين. وقال المزي في "تهذيب الكمال" 10/ 306: "سعد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي الأنصاري، المدني، وقد ينسب إلى جده
…
". ووافقه على ذلك ابن حجر في "تهذيب التهذيب".
وقال ابن حبان في الثقات 4/ 294 وهو يترجم التابعين: "سعد بن أبي حميد الأنصاري، المدني. يروي عن أبيه، روى عنه أهل المدينة". فهما عند ابن حبان اثنان، والله أعلم.
وانظر الاستيعاب 11/ 199، وأسد الغابة 3/ 453 - 454، و 6/ 78 - 79، والجرح والتعديل 4/ 93، و 5/ 237، وسير أعلام النبلاء 2/ 481، والإصابة 11/ 89.
والحديث في الإحسان 9/ 195 برقم (7229).
وأخرجه أحمد 4/ 221 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
ِوأخرجه الطبراني في الكبير 3/ 264 برقم (3358) - ومن طريقه هذه أورده المزي في "تهذيب الكمال" 5/ 229 - من طريق إدريس بن جعفر العطار، حدثنا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يزيد بن هارون، به. وعند الطبراني "سعيد" بدل "سعد" وهو تحريف. ولكنها جاءت على الصواب في "تهذيب الكمال".
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 158 برقم (12405) من طريق محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، به.
ومن طريق ابن أبي شيبة السابقة أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 264 برقم (3357). وقد تحرفت فيه "سعد" إلى "سعيد".
وأخرجه أحمد 3/ 429، والطبراني في الكبير 3/ 263 - 264 برقم (3356) من طريق عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، حدثني حمزة بن أبي أسيد- وكان أبوه بدرياً- عن الحارث بن زياد، به.
وفيه: "
…
والذي نفس محمد بيده، لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى، إلا لقي الله تبارك وتعالى وهو يحبه، ولا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى، إلا لقي الله تبارك وتعالى وهو يبغضه". وهذه سياقة أحمد.
وهذا إسناد قوي، عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل قال الحافظ في التقريب:"صدوق، فيه لين".
غير أنه قال في مقدمة الفتح "هدي الساري" ص (417): "وعبد الرحمن من صغار التابعين، وثقة ابن معين، والنسائي، وأبو زرعة، والدارقطني.
وقال النسائي مرة: ليس به بأس، وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: كان يخطئ ويهم كثيراً. مرَّض القول فيه أحمد ويحيى، وقالا: صالح، وقال الأزدي: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن عدي: هو ممن يعتبر حديثه ويكتب.
قلت- القائل ابن حجر-: تضعيفهم له بالنسبة إلى غيره ممن هو أثبت منه من أقرانه، وقد احتج به الجماعة سوى النسائي".
وانظر تعليقنا على الأحاديث (5297، 6784، 7371) في مسند أبي يعلى، وانظر المقدمة.
وأورد الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 38 باب: فضل الأنصار، رواية أحمد السابقة وقال:"رواه أحمد، والطبراني بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح، غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث".
وهو في "الدر المنثور" 3/ 270 وقد نسبه إلى ابن أبي شيبة، وأحمد. =
2292 -
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن همام بن منبه.
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْلا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأنْصَارِ، وَلَوْ يَنْدَفعُ [النَّاسُ] (1) شِعْباً، وَالأنْصارُ فِي شِعْبِهِمْ، لانْدَفَعْتُ مَعَ الأنْصَارِ فِي شِعْبِهِمْ"(2).
= وفي الباب عن أبي هريرة برقم (7367)، وعن معاوية بن أبي سفيان برقم (7368) وهما في مسند الموصلي.
ويشهد له أيضاً حديث البراء عند ابن ماجه في المقدمة (163) باب: فضل الأنصار، من طريقين عن وكيع، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله"
…
وهذا إسناد صحيح. وعند السيوطي شواهد أخرى فانظرها إذا أردت المزيد.
(1)
ما بين حاصرتين ساقط من الأصلين، واستدركناه من الإحسان. والشعب: الطريق بين الجبلين، والمراد: بلد الأنصار، أو مذهبهم. وفي صحيفة همام: "ولو يندفع الناس في شعبة- أو في واد- والأنصار في شعبة
…
".
(2)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 9/ 194 برقم (7225).
والحديث في صحيفة همام ص (198) برقم (57).
وهو في مصنف عبد الرزاق 11/ 59 برقم (19907).
وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 157 برقم (12404) من طريق محمد بن بشر العبدي، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة
…
وأخرجه أبو يعلى 11/ 205 برقم (6318). وهناك استوفينا تخريجه.
وهو عند البخاري في مناقب الأنصار (3779) باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار". بلفظ: "لو أن الأنصار سلكوا وادياً- أو شعباً- لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار".
وانظر "جامع الأصول" 9/ 160، 161. =
2293 -
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا يحيى بن أيوب المقابري، حدثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني حميد.
عَنْ أنَس بْنِ مَالِكٍ: أن النبى صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْماً عَاصِباً رَأْسَهُ، فَتَلَقَّاهُ ذَرَارِي الأَنْصَارِ وَخَدَمُهُمْ- مَا هم بِوُجُوه الأنْصَارِ يَوْمَئِذٍ - فَقَالَ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه ِ إنِّي لأُحِبُّكُمْ- مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلَاثاً". ثمَّ قالَ: "إنَّ الأَنْصَارَ قَدْ قَضَوُا الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ، فَأحْسِنُوا إلَى مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزوا عَنْ مُسِيئِهِمْ"(1).
= ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى برقم (1092)، وفي "أخبار
أصبهان" 2/ 72.
وقال الحافظ في "فتح الباري" 7/ 112: "أراد بذلك حسن موافقتهم له لما شاهده من حسن الجوار، والوفاء بالعهد، وليس المراد أنه يصير تابعاً لهم، بل هو المتبوع المطاع، المفترض الطاعة على كل مؤمن".
(1)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 9/ 193 برقم (7222).
وأخرجه أبو يعلى 6/ 409 برقم (3770) من طريق وهب، أخبرنا خالد، وأخرجه أبو يعلى أيضاً برقم (3798) من طريق عبد الأعلى، حدثنا معتمر، كلاهما: سمعت حميداً وذكر أنه سمع أنساً قال:
…
وأخرجه البخاري في مناقب الأنصار (3799، 3801) باب: قول النبي-صلى الله عليه وسلم: "اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم" وفي الرواية الأولى: "أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم". وقد استوفيت تخريجه عند أبي يعلى برقم (2994).
وقد صرح النبي-صلى الله عليه وسلم-بحب الأنصاركما ورد في الصحيحين، وقد خرجت ذلك في مسند الموصلي برقم (3517).
وانظر"جامع الأصول" 9/ 162 - 167، وأحاديث الباب. وكنز العمال 9/ 12 - 20.
2294 -
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري، حدثني أبي، عن قدامة بن إبراهيم، قال: رَأيْتُ الْحَجَّاجَ يَضْرِبُ عَبَّاسَ بْنَ سَهْل فِي أمْرِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
فَأتَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَهُ ضَفِيرَتَانِ (1)، وَعَلَيْهِ ثَوبانِ:(187/ 1) إزار وَرِدَاءٌ، فَوَقَفَ بَيْنَ السِّماطَيْنِ (2) فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، أَلا تَحْفَظُ فِينَا وَصِيَّة رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟. فَقَالَ: وَمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ الله - بنيي- فِيكُمْ؟. قَالَ: أَوْصَى أَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِ الأنْصَارِ، وُيعْفَى عَنْ مُسِيئهمْ (3).
2295 -
أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا هشام بن هارون الأنصاري، حدثني معاذ ابن رفاعة الزرقي، عَنْ أَبِيهِ، قال: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغفِرْ لِلأنْصَارِ،
(1) في مسند الموصلى "ضفران". والضفيرة: الذؤابة.
(2)
السماط- وزان كتاب-: الجانب. والسماطان من الناس، والنخل: الجانبان، ومشى بين سماطين من الجنود، أي: بين صفين.
(3)
إسناده حسن من أجل عبد الله بن مصعب، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث
(6789)
في مسند الموصلى. والحديث في الإحسان 9/ 200رقم (7243).
والحديث في مسند الموصلى برقم (7531) وهناك زيادة "قال: فأرسله" في آخر الحديث.
وأخرجه الطبراني في الكبير 6/ 208 برقم (6028) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد.
وأخرجه- من غير القصة- الطبراني 6/ 124 برقم (5719) من طريق عبدان بن أحمد، حدثنا أبو مصعب، حدثنا عبد المهيمن، عن أبيه، عن جده
…
وَلِذَرَارِي الأنْصَارِ، وَلِذَرَارِي ذَرَارِيهِمْ، وَلِمَوَالِيهِمْ، وَلِجِيرَانِهِمْ" (1).
(1) إسناده جيد، هشام بن هارون ترجمه البخاري في الكبير 8/ 198 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 69، ووثقه ابن حبان 7/ 569، والهيثمي كما يتبين من مصادر التخريج.
وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 11/ 56: "قال ابن المديني في هذا الحديث: ليس بالمنكر، إلا أن هشاما شيخ لا أعلم أحداً روى عنه غير زيد بن الحباب".
والحديث في الإحسان 9/ 199 برقم (7239).
وهو في مصنف ابن أبي شيبة 12/ 165 برقم (12426).
وأخرجه الطبراني في الكبير 5/ 41 - 42 برقم (4534) من طريق عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، به.
وأخرجه البزار 3/ 306 برقم (2810) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، وبشر بن آدم، وأخرجه الطبراني في الكبير برقم (4534) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي عرعرة، جميعهم حدثنا زيد بن الحباب، به.
وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن رفاعة إلا بهذا الإسناد".
وأخرجه الطبراني في الكبير 5/ 41 برقم (4533) من طريق العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا إبراهيم بن يحيى الشجرى، حدثنا أبي، عن عبيد بن يحيى، عن معاذ بن رفاعة، به.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"10/ 40 باب: فضل الأنصار، وقال:"رواه البزار، والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح، غير هشام بن هارون، وهو ثقة".
وأورده الحافظ في "المطالب العالية" 4/ 140 برقم (4175) وعزاه إلى أبي بكر.
وليس عند البزار، والطبراني لفظة "ولمواليهم".
وفي الباب عن جابر، ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"10/ 40 وقال:"رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف".
وعن سلمة بن سلامة بن وقش، عند الحاكم 3/ 418 وسكت عنه الحاكم، والذهبي. =
2296 -
أخبرنا عبد الله بن قحطبة، وعدة قالوا: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا هشام بن حسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا ضَرَّ امْرَأةً نَزَلَتْ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنَ الأنْصَارِ أوْ نَزَلَتْ بَيْنَ أبَوَيْهَا"(1).
2297 -
أخبرنا عبد الله بن قحطبة، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا عاصم بن سويد بن زيد بن جارية، حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري.
= ويشهد لبعضه حديث أَنس بن مالك عند أبي يعلى برقم (3032)، وفي "مجمع
الزوائد"10/ 40 - 41 ذكر لشواهد أخرى.
(1)
شيخ ابن حبان ما وجدت له ترجمة، ولكن تابعه عليه البزار كما يتبين من مصادر التخريج. والحديث في الإحسان 9/ 193 برقم (7223).
وأخرج البزار 3/ 304 برقم (2806) من طريق يحيى بن حبيب بن عربي بهذا الإسناد. وهذا إسناد صحيح.
وقال البزار: "لا نعلم أحداً رواه هكذا إلا هشام بن حسان، ولا عنه إلا روح، ولا رواه ممن لا يرد عليه إلا أحمد، ويحيى، ورواه غيرهما فكذبوه فيه".
وأخرجه أحمد 6/ 257 - ومن طريقه هذه أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 9/ 244 - من طريق روح بن عبادة، به.
وأخرجه الحاكم 4/ 83 من طريق أحمد بن مهران، حدثنا روح بن عبادة، به.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". وعنده "جاريتين" بدل "بيتين".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"10/ 40 باب: فضل الأنصار، وقال:"رواه أحمد، والبزار، ورجالهما رجال الصحيح".
عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أتَى أسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ الأشْهَلِيّ النَّقِيبُ إلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ لَهُ أهْلَ بَيْتٍ مِنَ الأنْصَارِ فِيهِمْ حَاجَةٌ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ قَسَمَ طَعَاماً، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"تَرَكْتَنَا حَتَّى ذَهَبَ مَا فَي أيْدِينَا، فَإذَا سَمِعْتَ بِشَيْءٍ قَدْ جَاءَنَا فَأَذْكِرْني- أوْ قَالَ: فَاذْكُرْ لِي- أهْلَ ذلِكَ الْبَيْتِ".
قَالَ فَجَاءَهُ بَعْدَ ذلِكَ طَعَامٌ مِنْ خَيْبَرَ (1): شَعِيرٌ وَتَمْرٌ، قَالَ: وَجُلُّ أهْلِ ذلِكَ الْبَيْتِ نِسْوَةٌ، قَالىَ: فَقَسَمَ فِي النَّاس، وَقَسَمَ فِي الأنْصَارِ فَأجْزَلَ وَقَسَمَ فِي أهْلِ ذلِكَ الْبَيْتِ فَأَجْزَل. فَقَالَ لَهُ اسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ يَشْكُرُ لَهُ: جَزَاكَ الله عَنَّا يَا نَبيَّ الله أطْيَبَ الْجَزَاءِ- أوْ قَال خَيْرَ الْجَزَاءِ- فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "وَأنتُمْ مَعْشَرَ الأنْصَارِ فَجَزَاكُمُ الله أطْيَبَ الْجَزَاءِ- أوْ قَالَ: خَيْراً- فَإِنَّكُمْ- مَا عَلِمْتكُمْ- أعِفَّةٌ صُبُرٌ، وَسَترَوْنَ بَعْدِي أثَرَةً (2) فِي الأمْرِ وَالْعَيْشِ، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ"(3).
(1) تحرفت في الإحسان، وفي "تهذيب الكمال" إلى "خبز".
(2)
أثره -بفتح الهمزة، والثاء المثلثة، والراء المهملة-: الاسم من آثر، يوثر، إيثاراً، إذا أعطى. أراد: أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء. والاستئثار: الانفراد بالشىء.
(3)
عبد الله بن قحطبة ما وجدت له ترجمة، غير أنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه أبو الفضل جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح كما يتبين من مصادر التخريج.
والحديث في الإحسان 9/ 196 برقم (7233).
وأخرجه ابن عدي في كامله 5/ 1879 - 1880، والمزي في "تهذيب الكمال" 13/ 493 - 494 من طريق جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح، قال: حدثني =
2298 -
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه، حدثنا ابن أبي زائدة، حدثنا محمد بن إسحاق، عن حصين بن عبد الرحمن، عن محمود بن لبيد، عن ابن شفيع- وكان طبيباً- قال:
دَعَانِي أسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، فَقَطَعْتُ لَهُ عِرْقَ النَّسَا (1)، فحدثنى بِحَدِيثَيْنِ قَالَ: أتَانِي أهل بَيْتَيْنِ مِنْ قَوْمِي: أهل بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظَفَرٍ، وَأَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيةَ فَقَالُوا: كَلِّمِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لَنَا- أو يُعْطِينَا-، فَكَلَّمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"نَعَمْ أَقْسِمُ لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْهُمْ شَطْراً، وَإِنْ عَادَ اللهُ عَلَيْنَا، عُدْنَا عَلَيْهِمْ".
قَالَ: قُلْت: جَزَاكَ اللهُ خَيْراً يَا رَسُول الله، قَالَ: "وَأنْتُمْ فَجَزَاكُمُ
= جدي محمد بن الصباح، بهذا الإسناد.
وهذا إسناد جيد، عاصم بن سويد بن يزيد- تحرفت في الأصلين، وفي الإحسان إلى "زيد"- بسطنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (581).
وجعفر بن أحمد بن محمد حدث عن جده محمد بن الصباح، وبشر بن معاذ العقدي، وعمران بن موسى القزاز، وعبيد الله بن عمر القواريري.
روى عنه أبو حفص بن الزيات، وأبو الحسين بن المظفر الحافظ، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، توفي سنة تسع وثلاث مئة، وقال السمعاني:"وكان ثقة".
وسئل عنه الدارقطني فقال: "ثقة". وانظر تاريخ بغداد 7/ 205 - 256.
وأخرجه أيضاً المزي في "تهذيب الكمال" 13/ 494 - 495 من طريق
…
محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا عاصم بن سويد، به. وهذا إسناد جيد أيضاً.
ولتمام تخريجه انظر الحديث التالي. وانظر أيضاً حديث أَنس برقم (3649) في مسند الموصلي.
(1)
النَّسَا- وزان عصا-: عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ. والأفصح أن يقال له: النَّسا، لا عرق النَّسَا. قاله ابن الأثير في النهاية.
اللهُ خَيْراً. فَإنَّكمْ- مَا عَلِمْتُكُمْ- أَعِفَّة صُبُرٌ".
وَسَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقولُ: "إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ أثَرَةً بَعْدِي"، ْفَلَمَّا كَانَ عمر بْن (2/ 187) الْخَطَّابِ- رضي الله عنه قَسَمَ حُلَلا بَيْنَ النَّاسِ، فَبَعَثَ إليَّ مِنْهَا بِحُلَّةٍ، فَاسْتَصْغَرْتُهَا، فَأعْطَيْتهَا ابْنِي، فَبَيْنَا أَنَا أُصَلِّي، إذْ مَرَّ بِي شَابٌ مِنْ قرَيْش عَلَيْه حُلَّةٌ مِنْ تِلْكَ الْحُلَلِ يَجُرُّهَا، فَذَكَرْت قَوْلَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً". فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُه، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إلَى عُمَرَ فَأخْبَرَه، فَجَاءَ وَأَنَا أُصَلِّي فَقَالَ: يَا أُسَيْدُ. فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلَاتِي، قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟. فَأَخْبَرْتُة. قَالَ: تِلْكَ حُلَّةٌ بَعَثْت بِهَا إلَى فلانِ ابْن فُلانٍ وَهُوَ بَدْرِيٌّ، أُحُدِيٌّ، عَقَبِيٌّ (1) فَأتَاهُ هذَا الْفَتَى فَابْتَاَعَهَا مِنْهُ فَلَبِسَهَا، أفَظَنَنْتَ أن يَكُونَ ذلِكَ فِي زَمَانِي؟. قَالَ: قُلْتُ: والله يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ظَنَنْتُ أَنْ لا يَكونَ ذلِكَ فِي زَمَانِكَ (2).
(1) أي هو ممن حضروا بدراً، وأحداً، وبيعة العقبة.
(2)
محمد بن إسحاق قد عنعن وهو موصوف بالتدليس، وباقي رجاله ثقات، ابن شفيع الطبيب ترجمه البخاري في الكبير 8/ 439 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 321. فهو على شرط ابن حبان، ووثقه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 33.
والحديث في الإحسان 9/ 197 برقم (7235) وفيه أكثر من تصحيف وسقط.
وهو في مسند الموصلي 2/ 243 - 244 برقم (945).
وأخرجه البخاري في الكبير 8/ 439 من طريق محمد بن الصلت أبي يعلى، حدثنا (زكريا) بن أبي زائدة، بهذا الإسناد.
وذكره الحافظ في المطالب العالية 4/ 142 برقم (4181) ونسبه إلى أبي يعلى.
ونقل الشيخ حبيب الرحمن عن البوصيري أنه قال: "رواه أبو يعلى، وعنه ابن حبان في صحيحه". =