المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بَحْرُ الرَّجَز: ======= {فِعَالُ/فِعَالِ/فِعَالَا/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلَا/فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولَا/} {فِعَاهُ/فَعِيهُ/فَعُوهُ/فِعَاهَا/فَعِيهَا/فَعُوهَا/} يَا قَمَرَاً فَوْقَ رَأْسِهِ تَاجُ * يخْجَلُ مِن حُسْنِ - موسوعة الرقائق والأدب - ياسر الحمداني

[ياسر الحمداني]

فهرس الكتاب

- ‌[مَقَالَاتُ بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني]

- ‌أَصُونُ كَرَامَتي مِنْ قَبْلِ قُوتي

- ‌أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُول

- ‌إِعْصَار كَاتْرِينَا

- ‌إِنْقَاذُ السُّودَان؛ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَان

- ‌الإِسْلَامُ هُوَ الحَلّ، وَلَيْسَ الإِرْهَابُ هُوَ الحَلّ

- ‌الْبَهَائِيَّة، وَادعَاءُ الأُلُوهِيَّة

- ‌الحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَان:

- ‌الدِّينُ النَّصِيحَة:

- ‌الشَّيْطَانُ الأَكْبَرُ

- ‌الفَنَّانَاتُ التَّائِبَاتُ

- ‌{أَرَاذِلُ الشُّعَرَاء}

- ‌الحُلْمُ الجَمِيل:

- ‌فَضْلُ حِفْظِ الْقُرْآنِ وَتجْوِيدِه:

- ‌فَضْلُ حِفْظِ الحَدِيثِ النَّبَوِيّ:

- ‌ فَضْلُ بِنَاءِ المَسَاجِد **

- ‌فُقَرَاء، لَكِنْ ظُرَفَاء

- ‌فِقْهُ الحَجِّ وَرَوْحَانِيَّاتُه:

- ‌قَصَائِدُ ابْتِهَالِيَّة:

- ‌لُغَتُنَا الجَمِيلَة:

- ‌مَقَامَاتُ بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني:

- ‌أَنْقِذُونَا بِالتَّغْيِير؛ فَإِنَّا في الرَّمَقِ الأَخِير:

- ‌إِيرَان؛ بَينَ المِطْرَقَةِ وَالسِّنْدَان

- ‌الأَمِينُ غَيرُ الأَمِين

- ‌الإِرْهَابُ وَالأَسْبَابُ المُؤَدِّيَةُ إِلَيْه

- ‌الحَاكِمُ بِأَمْرِ الشَّيْطَان

- ‌الشَّاعِرُ المَغْرُور

- ‌الْفَسَادُ الإِدَارِيُّ وَالرُّوتِينُ في الدُّوَلِ المُتَخَلِّفَة

- ‌الْقِطَطُ السِّمَان

- ‌الْكُلُّ شِعَارُهُ نَفْسِي نَفْسِي

- ‌المَوْهُوبُونَ وَالمَوْهُومُون

- ‌بَعْضَ الَاهْتِمَام؛ يَا هَيْئَةَ النَّقْلِ الْعَامّ

- ‌ثَمَانِ سَنَوَات؛ يَا وَزَارَةَ الاتِّصَالات

- ‌جَمَاعَةُ الإِخْوَانِ المحْظُوظَة

- ‌دُورُ " النَّشْل

- ‌شَبَابُنَا وَالْقُدْوَةُ في عُيُونِهِمْ

- ‌شُعَرَاءُ الْفُكَاهَة؛ بَيْنَ الجِدِّيَّةِ وَالتَّفَاهَة

- ‌صَنَادِيقُ شَفَّافَة، وَنُفُوسٌ غَيرُ شَفَّافَة

- ‌ ضَاعَتِ الأَخْلَاق؛ فَضَاقَتِ الأَرْزَاق

- ‌فَتَيَاتُ المَدَارِس، وَتَحَرُّشُ الأَبَالِس

- ‌قَتَلُواْ بِدَاخِلِنَا فَرْحَةَ الْعِيد

- ‌قَصِيدَةً مِنْ نَار؛ لِمَنْ يَتَّهِمُني بِسَرِقَةِ الأَشْعَار

- ‌قَنَاةٌ فَضَائِيَّةٌ تَلْفِتُ الأَنْظَار؛ بِالطَّعْنِ في نَسَبِ النَّبيِّ المخْتَار

- ‌مَتى سَيُنْصَفُ الضَّعِيف؛ في عَهْدِكَ يَا دُكْتُور نَظِيف

- ‌مُوَسْوِسُونَ لَكِنْ ظُرَفَاء

- ‌يَتْرُكُونَ المُشَرِّفِين؛ وَيُقَدِّمُونَ " المُقْرِفِين

- ‌يحْفَظُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ وَيَعْمَلُ بَنَّاءً

- ‌أَشْعَار بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني:

- ‌فَضْلُ الشِّعْر وَالشُّعَرَاء

- ‌مخْتَارَاتٌ مِنْ دِيوَاني:

- ‌الحَمَاسَةُ الحَمَدَانِيَّة:

- ‌إِهْدَاءُ الحَمَاسَةِ الحَمَدَانِيَّة:

- ‌مُقَدِّمَةُ الحَمَاسَة:

- ‌بَحْرُ الخَفِيف:

- ‌بَحْرُ الْبَسِيط:

- ‌بَحْرُ الرَّجَز:

- ‌بَحْرُ الرَّمَل:

- ‌بَحْرُ الوَافِر:

- ‌بَحْرُ المُتَدَارَك:

- ‌بَحْرُ المُتَقَارِب:

- ‌[بَحْرُ الكَامِلِ وَالطَّوِيل ـ 2]:

- ‌[بَحْرُ الكَامِلِ وَالطَّوِيل ـ 3]:

- ‌مجْزُوءُ الرَّمَل:

- ‌مجْزُوءُ الرَّجَز:

- ‌مجْزُوءُ الْوَافِر:

- ‌مجْزُوءُ الْكَامِل:

- ‌مُخَلَّعُ الْبَسِيط:

- ‌[مَنهُوكُ الرَّجَز

- ‌كِتَابُ الرِّضَا بِالقَلِيل:

- ‌مُقَدِّمَةُ الرِّضَا بِالقَلِيل

- ‌تَمْهِيدُ الرِّضَا بِالقَلِيل:

- ‌الفَقِيرُ الصَّابِر:

- ‌الرِّضَا بِالقَلِيل:

- ‌عَفَافُ النَّفْس:

- ‌كِتَابُ فَقْدِ الأَحِبَّة:

- ‌مُقَدِّمَةُ فَقْدِ الأَحِبَّة:

- ‌كَفَى بِالمَوْتِ وَاعِظَاً:

- ‌أَحْكَامُ الجَنَائِز:

- ‌فَقْدُ الأَحِبَّة:

- ‌وَفَاةُ الحَبِيب:

- ‌كِتَابُ هُمُومِ المُسْلِمِين:

- ‌الْكَاتِبُ في سُطُور:

- ‌مُقَدِّمَةُ هُمُومِ المُسْلِمِين:

- ‌مُصِيبَةُ المَرَض:

- ‌مُصِيبَةُ السِّجْنِ وَالحَدِيثُ عَنِ المَظْلُومين:

- ‌هُمُومُ المُسْلِمِين:

- ‌كِتَابُ هُمُومِ العُلَمَاء

- ‌مُقَدِّمَةُ هُمُومُ العُلَمَاء:

- ‌هُمُومُ العُلَمَاء:

- ‌[كِتَابُ قَصَائِدِ الأَطْفَال]:

- ‌[مُقَدِّمَةُ قَصَائِدِ الأَطْفَال]:

- ‌أَرْشِيفُ الحَمَدَاني:

- ‌انحِرَافُ الشَّبَاب:

- ‌البَيْتُ السَّعِيد

- ‌أَدَبُ الحِوَارِ في الإِسْلَام:

- ‌{الأَدَبُ مَعَ اللهِ وَرَسُولِهِ

- ‌ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجْ:

- ‌الدِّينُ الحَقّ:

- ‌الطِّيبَةُ في الإِسْلَام:

- ‌الْعِلْمُ وَالتَّعْلِيم:

- ‌العَمَلُ وَالكَسْب:

- ‌الكِبْرُ وَالغُرُور

- ‌المَمْلَكَةُ العَادِلَة:

- ‌بِرُّ الوَالِدَين:

- ‌نُزْهَةٌ في لِسَانِ الْعَرَب:

- ‌تَرْجَمَةُ الذَّهَبيّ؛ بِأُسْلُوبٍ أَدَبيّ [

- ‌حَالُ المُسْلِمِين:

- ‌رِجَالٌ أَسْلَمُواْ عَلَى يَدِ الرَّسُول:

- ‌فَوَائِدُ الصَّوْم:

- ‌زُهْدِيَّات:

- ‌(طَوَارِئُ خَطَابِيَّة)

- ‌فَضَائِلُ الصَّحَابَة:

- ‌مَدِينَةُ كُوسُوفُو:

- ‌مُعَلَّقَاتُ الأَدَبِ الإِسْلَامِيّ:

- ‌فَهْرَسَةُ سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاء

الفصل: ‌ ‌بَحْرُ الرَّجَز: ======= {فِعَالُ/فِعَالِ/فِعَالَا/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلَا/فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولَا/} {فِعَاهُ/فَعِيهُ/فَعُوهُ/فِعَاهَا/فَعِيهَا/فَعُوهَا/} يَا قَمَرَاً فَوْقَ رَأْسِهِ تَاجُ * يخْجَلُ مِن حُسْنِ

‌بَحْرُ الرَّجَز:

=======

{فِعَالُ/فِعَالِ/فِعَالَا/فَعِيلُ/فَعِيلِ/فَعِيلَا/فَعُولُ/فَعُولِ/فَعُولَا/}

{فِعَاهُ/فَعِيهُ/فَعُوهُ/فِعَاهَا/فَعِيهَا/فَعُوهَا/}

يَا قَمَرَاً فَوْقَ رَأْسِهِ تَاجُ * يخْجَلُ مِن حُسْنِ لَوْنِهِ الْعَاجُ

إِنْ كُنْتَ قَدْ فُضِّلْتَ عَنيِّ بِالْغِنى * فَإِنَّ فَقْرِي لَكَ محْتَاجُ

{ابْنُ الرُّومِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَلُومُونَ الشَّيْخَ أَنْ تَزَوَّجَهَا * وَالشَّيْخُ لَوْ يَعْلَمُونَ مَعْذُورُ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الْعُشُّ بَينَ الغَابِ وَالآسِ

في مَأْمَنٍ مِن أَعْيُنِ النَّاسِ

قَدْ رَصَّعَتْهُ السُّحْبُ بِالمَاسِ

{الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي أَوْ إِلْيَاس فَرَحَات}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ص: 967

" هَلْ أَنْتِ إِلَاّ إِصْبَعٌ دَمِيتِ * وَفي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ "

{قَالَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في غَزْوَةِ أُحُد}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ * وَالأَرْضُ مِنهُمْ كُلُّهَا دِمَاءُ

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ص: 968

{فَعَلُ/فَعَلَا/فَعَلِ/فَعَلِي/مُفْتَعَلُ/فِعَلُ/فُعَلُ/}

وَلَرُبَّ شِعْرٍ فَاتِرٍ مُبْتَذَلِ * لَا هُوَ بِالنَّثْرِ وَلَا بِالزَّجَلِ

مِنَ القَوَافي وَمِنَ الْوَزْنِ خَلِي * بِهِ يُشَجُّ الرَّأْسُ لَا بِالجَنْدَلِ

مَنْ نَظَمَ الشِّعْرَ بِلَا مُسْتَفْعِلِ * فَإِنَّمَا أَصَابَهُ في مَقْتَلِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعَلْ/افْتَعَلْ/انْفَعَلْ/}

قَالُواْ فُلَانٌ سَبَّكَ الْيَوْمَ عَلَى * مَسَامِعِ النَّاسِ بِقَوْلٍ مُمِضّ

قُلْتُ اعْذُرُوهُ إِنَّني عَاذِرٌ * مَا يَصْنَعُ الْكَلْبُ إِذَا لَمْ يَعَضّ

ص: 969

{الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يَا زَهْرَةً تحْيي رَمِيمَ العِظَامْ * فُوحِي لأَشْقَى أُمَّةٍ في الأُمَمْ

فُوحِي لأَنْفٍ لَمْ تَعْتَدْ أَنْ تُضَامْ * فَرُبَّمَا عَادَ إِلَيْهَا الشَّمَمْ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعْلُ/فَعْلِ/فَعْلِي/فُعْلَى/فَعْلَا/}

عَشِقْتُ وَالْعِشْقُ ضَلَالٌ يَهْدِي * صَغِيرَةً رَافَقْتُهَا في المَهْدِ

وَعَدْتُهَا وَلَمْ أَحُلْ عَنْ وَعْدِي * لَكِنَّهَا خَانَتْ أَخِيرَاً عَهْدِي

{الشَّاعِرُ القَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

الأَرْضُ تَضْحَكُ وَالسَّمَاءُ تَبْكِي * وَالكُلُّ صُمٌّ وَالزَّمَانُ يَحْكِي

{يَاسِرٌ الحَمَدَاني}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ص: 970

إِنيِّ وَإِنْ كُنْتُ صَغِيرَ السِّنِّ * وَمَا مِن عَيْنٍ إِلَاّ تَنْبُو عَني

فَإِنَّ شَيْطَاني أَمِيرُ الجِنِّ * يَذْهَبُ بي في الشِّعْرِ كُلَّ فَنِّ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{عَلَيْهَا/عَلَيْهِ/إِلَيْهَا/إِلَيْكَا/لَدَيْهَا/لَدَيْهِ/يَدَيْهَا/يَدَيْهِ/عَلَيْنَا/إِلَيْنَا/لَدَيْكِ/يَدَيْنَا/}

قَالُواْ أَتُمْطِرُ السَّمَاءُ صَيْفَاً * وَذَاكَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ لَدَيْنَا

قُلْتُ بَكَتْنَا إِذْ رَأَتْنَا مَوْتى * وَهَذَا دَمْعُهَا تَبْكِي عَلَيْنَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَاحْتَدَمَ السُّلطَانُ أَيَّ احْتِدَامْ * وَلَاحَ حُبُّ القَتْلِ في مُقْلَتَيْه

وَصَاحَ بِالجَلَاّدِ هَاتِ الحُسَامْ * فَأَسْرَعَ الجَلَاّدُ يَسْعَى إِلَيْه

فَقَالَ دَحْرِجْ رَأْسَ هَذَا الغُلَامْ * فَرَأْسُهُ عِبْءٌ عَلَى مِنْكَبَيْه

{إِيلِيَّا أَبُو مَاضِي}

ص: 971

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{يَفْعَلُ/مَفْعَلُ/يَفْعَلَا/مَفْعَلَا/تَفَعَّلُ/تَفَعَّلَا/افْعَلُواْ/افْعَلِي/افْعَلِ/افْعَلَا/}

كَنِيسَةٌ صَارَتْ إِلى مَسْجِدٍ * هَدِيَّةَ السَّيِّدِ لِلسَّيِّدِ

كَانَتْ لِعِيسَى حَرَمَاً فَانْتَهَتْ * بِنُصْرَةِ الرُّوحِ إِلى أَحْمَدِ

{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

للهِ أَنْتَ مِنْ كَرِيمٍ فَاضِلِ * وَشَاعِرٍ مِنَ الطِّرَازِ الأَوَّلِ

شِعْرُكَ يَا يَاسِرُ عَذْبُ المَنهَلِ * أَعْذَبُ مِنْ لَامِيَّةِ السَّمَوْئَلِ

فَلَرُبَّ شِعْرٍ فَاتِرٍ مُبْتَذَلِ * لَا هُوَ بِالنَّثْرِ وَلَا بِالزَّجَلِ

مِنَ القَوَافي وَمِنَ الوَزْنِ خَلِي * بِهِ يُشَجُّ الرَّأْسُ لَا بِالجَنْدَلِ

مَنْ نَظَمَ الشِّعْرَ بِلَا مُسْتَفْعِلِ * فَإِنَّمَا أَصَابَهُ في مَقْتَلِ

ص: 972

للهِ أَنْتَ يَا هَذَا مِنْ رَجُلِ * كَادَ يَكُونُ مَضْرِبَاً لِلمَثَلِ

يَنْطِقُ لَكِنْ بِلِسَانِ العَجَلِ * وَهُوَ الفَصِيحُ قَوْلُهُ إِنْ يَقُلِ

{محْمُود غُنَيْم 0 بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{مَفَاعِلُ/أَفَاعِلُ/أَفَاعِلَا/تَفَاعُلُ/فَاعِلُ/فَوَاعِلُ/فَوَاعِلَا/فَعَائِلُ/فَعَائِلَا/}

يَا صَاحِبي وَأَنْتَ شَرُّ صَاحِبِ * بَيْتُكَ فِيهِ البَقُّ كَالعَقَارِبِ

{محَمَّدٌ الأَسْمَر}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

أَقْسَمْتُ مَا اسْتَنْجَدَ بِلِحْيَتِهِ * إِلَاّ بَعْدَمَا أَصْبَحَ لي هَائِبَا

لَوْ كَانَ حَقَّاً شَاعِرَاً كَمَا ادَّعَى * فَلْيَعْتَزِلْ لحْيَتَهُ جَانِبَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

كَأَنَّمَا كِيزَانُهَا أَنْجُمُ * دَائِرَةٌ في فَلَكٍ دَائِرِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ص: 973

{فَالُهُ/فِعَالُهُ/فِعَالُهَا/فُولُهُ/فَعُولُهُ/فَعُولُهَا/فُولُهَا/فَعِيلُهُ/فِيلُهُ/فَعِيلُهَا/فِيلُهَا/}

فَهَذِهِ الضَّحَايَا في أَكْوَاخِهَا * بَلَابِلٌ نَاحَتْ عَلَى أَفْرَاخِهَا

* وَصُمَّتِ الآذَانُ عَنْ صُرَاخِهَا

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعْلُهُ/فَعْلُهَا/فَعْلُنَا/فَعْلِهِ/فَعْلِهَا/فَعْلَهُ/فَعْلَهَا/فَعْلَنَا/فَعْلُهُ/فَعْلُهَا/فَعْلَنَا/}

هَيْهَاتَ لَا يَدْفَعُ عَن غَيرِهِ * مَن كَانَ لَا يَدْفَعُ عَنْ نَفسِهِ

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

فَكَّرْتُ في خَمْسِينَ عَامَاً خَلَتْ * كَانَتْ أَمَامِي ثمَّ خَلَّفْتُهَا

لَوْ أَنَّ عُمْرِي مِاْئَةٌ هَدَّني * تَذَكُّرِي أَنيَ نَصَّفْتُهَا

{ابْنُ الرُّومِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فَعْلَة/فَعَلَة/}

ص: 974

قُلْ لِلَّذِي يُعْلِنُ عَنْ نَفْسِهِ * جَاءَكَ مَا تَهْوَى بِمَا تَكْرَه

ثَلَاثَةٌ تَهْرَبُ مِنْ طَالِبِهَا * الظِّلُّ وَالمَرْأَةُ وَالشُّهْرَة

{الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{فِعَالَة/فَعُولَة/فَعِيلَة/فِيلُهُ/فَعِيلُهَا/فِيلُهَا/}

مَسَّهُ هِتْلَرٌ فَمَا أَطَاقَه * وَمجَّهُ مِنْ فِيهِ حِينَ ذَاقَه

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حِكَايَةُ الصَّيَّادُ وَالْعُصْفُورَة * صَارَتْ لِبَعْضِ الزَّاهِدِينَ صُورَة

مَا هَزِءْتُ فِيهَا بِمُسْتَحِقِّ * وَلَا أَرَدْتُ أَوْلِيَاءَ الحَقِّ

مَا كُلُّ أَهْلِ الزُّهْدِ صَادِقِينَا * كَمْ بَينَ أَهْلِ الزُّهْدِ فَاسِقِينَا

جَعَلْتُهَا شِعْرَاً لِتَلْفِتَ الْفِطَن * وَالشِّعْرُ لِلْحِكْمَةِ مُذْ كَانَ وَطَن

ص: 975

وَخَيرُ مَا يُنْظَمُ لِلأَدِيبِ * مَا دَوَّنَتْهُ أَلْسُنُ التَّجْرِيبِ

أَلْقَى غُلَامٌ شَرَكَاً يَصْطَادُ * وَكُلُّ مَنْ فَوْقَ الأَرْضِ صَيَّادُ

فَانحَدَرَتْ عُصْفُورَةٌ مِنَ الشَّجَرْ * لَمْ يَنهَهَا النَّهْيُ وَلَا الحَزْمُ زَجَرْ

قَالَتْ سَلَامٌ أَيُّهَا الْغُلَامُ * قَالَ عَلَى الْعُصْفُورَةِ السَّلَامُ

قَالَتْ صَبيٌّ مُنحَني الْقَنَاةِ * قَالَ حَنَتْهَا كَثْرَةُ الصَّلَاةِ

قَالَتْ أَرَاكَ بَادِيَ الْعِظَامِ * قَالَ بَرَتْهَا كَثْرَةُ الصِّيَامِ

قَالَتْ فَمَا يَكُونُ هَذَا الصُّوفُ * قَالَ لِبَاسُ الزَّاهِدِ المَوْصُوفُ

سَلِي إِذَا جَهِلْتِ عَارِفِيهِ * فَابْنُ أَدْهَمَ وَالْفُضَيْلُ فِيهِ

قَالَتْ لِمَ الْعَصَا أَخَا الإِسْلَامِ * قَالَ بِهَا أَمْشِي وَسْطَ الظَّلَامِ

أُخِيفُ الذِّئْبَ وَعَلَيْهَا أَتَّكِي * وَلَا أَرُدُّ النَّاسَ عَنْ تَبَرُّكِي

ص: 976

قَالَتْ أَرَى فَوْقَ التُّرَابِ حَبَّا * مِمَّا اشْتَهَى الطَّيْرُ وَمَا أَحَبَّا

قَالَ تَشَبَّهْتُ بِأَهْلِ الخَيرِ * وَبِهَا أَقْرِي بَائِسَاتِ الطَّيرِ

فَإِن هَدَى اللهُ إِلَيْهَا جَائِعَا * لَمْ يَكُ قُرْبَاني الْقَلِيلُ ضَائِعَا

قَالَتْ فَجُدْ لي يَا أَخَا التَّنَسُّكِ * قَالَ الْقُطِيهِ بَارَكَ اللهُ لَكِ

فَصَلِيَتْ في الْفَخِّ نَارَ الْقَارِي * وَمَصْرَعُ الْعُصْفُورِ في المِنْقَارِ

وَهَتَفَتْ تَقُولُ لِلأَغْرَارِ * مَقَالَةَ الْعَارِفِ بِالأَسْرَارِ

إِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِالزُّهَّادِ * كَمْ تحْتَ ثَوْبِ الزُّهْدِ مِنْ صَيَّادِ

{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

{مُنَوَّعَات/مَتَعَدِّدَات/}

كَانَ لِلسُّلْطَانِ نَدِيمٌ إِمَّعَة * لَا يَقُولُ شَيْئَاً إِلَاّ كَانَ مَعَه

ص: 977

وَقَدْ يَزِيدُ في الثَّنَا عَلَيْهِ * إِذَا حَلَا شَيْءٌ مَا في عَيْنَيْهِ

وَكَانَ مَوْلَاهُ يَرَى وَيَعْلَمُ * وَيُبْصِرُ النِّفَاقَ لَكِنْ يَكْتُمُ

فَجَلَسَا يَوْمَاً عَلَى الخِوَانِ * وَجِيءَ في الأَكْلِ بِبَاذِنجَانِ

فَأَكَلَ السُّلْطَانُ مِنهُ مَا أَكَلْ * وَقَالَ بَاذِنجَانٌ هَذَا أَمْ عَسَلْ

قَالَ النَّدِيمُ صَدَقَ السُّلْطَانُ * لَا يَسْتَوِي شَهْدٌ وَبَاذِنجَانُ

هَذَا الَّذِي غَنىَّ بِهِ الرَّئِيسُ * وَقَالَ فِيهِ الشِّعْرَ جَالِينُوسُ

فِيهِ تِرْيَاقٌ يُعَالجُ السُّمَّا * وَيُسْتَخْدَمُ في عِلَاجِ الحُمَّى

قَالَ وَلَكِنْ شَانَتْهُ مَرَارَة * وَمَا حَمِدْتُ مَرَّةً آثَارَه

قَالَ نَعَمْ مُرٌّ وَهَذَا عَيْبُهُ * مُذْ كُنْتُ يَا مَوْلَايَ لَا أُحِبُّهُ

هَذَا الَّذِي مَاتَ بِهِ بُقْرَاطُ * كَذَاكَ حَذَّرَ مِنهُ سُقْرَاطُ

ص: 978

فَالْتَفَتَ السُّلْطَانُ لِمَن حَوْلَهُ * وَقَالَ كَيْفَ تجِدُونَ قَوْلَهُ

قَالَ النَّدِيمُ يَا سَيِّدَ النَّاسِ * دَعْ كَذِبي وَخُذْ مِنيِّ إِينَاسِي

جُعِلْتُ كَيْ أُنَادِمَ السُّلْطَانَا * لَا لِكَيْ أُنَادِمَ البَاذِنجَانَا

{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي في أَسَاطِيرِهِ بِتَصَرُّف}

ــ

رَأَيْتُ في بَعْضِ الرِّيَاضِ قُبَّرَة * تُطَيِّرُ ابْنَهَا بِأَعْلَى الشَّجَرَة

وهْيَ تَقُولُ يَا عَرُوسَ العُشِّ * لَا تَعْتَمِدْ عَلَى الجَنَاح الهَشِّ

وَقِفْ عَلَى عُودٍ بِجَنْبِ عُودِ * وَافْعَلْ كَمَا أَفْعَلُ في الصُّعُودِ

فَانْتَقَلَتْ مِنْ فَنَنٍ إِلى فَنَنْ * وَجَعَلَتْ لِكُلِّ نَقْلَةٍ زَمَنْ

كَيْ يَسْتَرِيحَ الْفَرْخُ في الأَثْنَاءِ * فَلَا يَمَلُّ ثِقَلَ الهَوَاءِ

لَكِنَّهُ قَدْ خَالَفَ الإِشَارَة * لِكَيْ يُظْهِرَ لِلطَّيْرِ المَهَارَة

ص: 979

وَطَارَ في الفَضَاءِ حَتىَّ ارْتَفَعَا * فَخَانَهُ جَنَاحُهُ فَوَقَعَا

فَانْكَسَرَتْ في الحَالِ رُكْبَتَاهُ * وَلَمْ يَنَلْ صَغِيرُنَا مُنَاهُ

وَلَوْ تَأَنىَّ نَالَ مَا تَمنىَّ * وَعَاشَ طُولَ عُمْرِهِ مُهَنَّا

{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

لَمْ يَتَّفِقْ مِمَّا جَرَى في المَرْكَبِ * كَكَذِبِ الْقِرْدِ عَلَى نُوحِ النَّبي

فَإِنَّهُ كَانَ بِأَقْصَى السَّطْحِ * فَاشْتَاقَ مِن خِفَّتِهِ لِلْمَزْحِ

وَصَاحَ يَا لَلطَّيْرِ وَالأَسْمَاكِ * لِمَوْجَةٍ تجِدُّ في إِهْلَاكِي

فَبَعَثَ نُوحٌ لَهُ النُّسُورَا * فَوَجَدَتْهُ لَاهِيَاً مَسْرُورَا

ثُمَّ أَتَى ثَانِيَةً يَصِيحُ * قَدْ ثُقِبَتْ مَرْكَبُنَا يَا نُوحُ

فَأَرْسَل النَّبيُّ كُلَّ مَن حَضَرْ * فَلَمْ يَرَواْ لِذَاكَ الثُّقْبِ مِن أَثَرْ

ص: 980

وَبَيْنَمَا السَّفِيهُ يَوْمَاً يَلْعَبُ * جَادَتْ بِهِ عَلَى المِيَاهِ المَرْكَبُ

فَسَمِعُوهُ في الدُّجَى يَنُوحُ * يَقُولُ إِنيِّ هَالِكٌ يَا نُوحُ

سَقَطْتُ مِن حَمَاقَتي في المَاءِ * وَصِرْتُ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ

فَلَمْ يُصَدِّقْ أَحَدٌ صِيَاحَهْ * وَقِيلَ حَقَّاً هَذِهِ وَقَاحَهْ

قَدْ صَدَقَ لَعَمْرِي قَوْلُ مَنْ سَبَقْ * أَكْذَبُ مَا يُلْفَى الْكَذُوبُ إِنْ صَدَقْ

{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

يُقَالُ إِنَّ اللَّيْثَ في ذِي الشِّدَّة * رَأَى مِنَ الذِّئْبِ صَفَا المَوَدَّة

فَقَالَ يَا مَنْ صَانَ لي محِلِّي * في حَالَتَيْ وِلَايَتي وَعَزْلي

إِن عُدْتُ لِلأَرْضِ بِإِذْنِ اللهِ * وَعَادَ لي فِيهَا قَدِيمُ الجَاهِ

أُعْطِيكَ عِجْليْنِ وَأَلْفَ شَاةِ * ثُمَّ تَكُونُ وَاليَ الْوُلَاةِ

ص: 981

وَصَاحِبَ اللِّوَاءِ في الذِّئابِ * وَقَاضِيَ الْوُحُوشِ في غِيَابي

حَتىَّ إِذَا مَا تَمَّتِ الْكَرَامَةْ * وَوَطِئَ الأَرْضَ عَلَى السَّلَامة

سَعَى إِلَيْهِ الذِّئْبُ بَعْدَ شَهْرِ * وَهْوَ مُطَاعُ الرَّأْيِ مَاضِي الأَمْرِ

فَقَالَ يَا مَنْ لَا تُدَاسُ أَرْضُه * وَمَنْ لَهُ طُولُ الْفَضَا وَعَرْضُه

قَدْ نِلْتَ مَا نِلْتَ مِنَ التَّكْرِيمِ * وَحَانَ وَقْتُ الْوَعْدِ وَالتَّسْلِيمِ

قَالَ تجَرَّأْتَ وَسَاءَ زَعْمُكَا * فَمَنْ تَكُونُ يَا فَتى وَمَا اسْمُكَا

أَجَابَهُ إِنْ كَانَ ظَنيِّ صَادِقَا * فَإِنَّني وَالي الْوُلَاةِ سَابِقَا

{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

حِكَايَةُ الكَلْبِ وَالحَمَامَة * تَشْهَدُ لِلجِنْسَيْنِ بِالكَرَامَة

يُقَالُ كَانَ الكَلبُ ذَاتَ يَوْمِ * بَيْنَ الرِّيَاضِ غَارِقَاً في النَّوْمِ

ص: 982

فَجَاءَ مِنْ وَرَائِهِ الثُّعْبَانُ * مُنْتَفِخَاً كَأَنَّهُ الشَّيْطَانُ

وَهَمَّ أَنْ يَغْدِرَ بِالأَمِينِ * فَرَقَّتِ الوَرْقَاءُ لِلمِسْكِينِ

وَنَزَلَتْ حَتىَّ تُغِيثَ الكَلبَا * فَنَقَرَتْهُ نَقْرَةً فَهَبَّا

فَحَمِدَ اللهَ عَلَى السَّلَامَة * وَحَفِظَ الجَمِيلَ لِلحَمَامَة

فَمَرَّ مَا مَرَّ مِنَ الزَّمَانِ * حَتىَّ أَتَى الصَّيَّادُ لِلمَكَانِ

وَصَوَّبَ نحْوَ الحَمَامَةِ السِّلَاحْ * فَنَبَّهَ الكَلْبُ الوَرْقَاءَ بِالنُّبَاحْ

فَأَسْرَعَتْ في الحَالِ بِالخَلَاصِ * وَسَلِمَتْ مِنْ طَائِشِ الرَّصَاصِ

هَذَا هُوَ المَعْرُوفُ يَا أَهْلَ الفِطَن * النَّاسُ بِالنَّاسِ وَمَنْ يُعِن يُعَن

{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي في أَسَاطِيرِهِ بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

تَنَازَعَ الْغَزَالُ وَالخَرُوفُ * وَقَالَ كُلٌّ إِنَّهُ ظَرِيفُ

ص: 983

فَأَبْصَرَا التَّيْسَ فَظَنَّا أَنَّهُ * أَعْطَاهُ عَقْلاً مَن أَطَالَ ذِقْنَهُ

فَكَلَّفَاهُ أَنْ يَبْحَثَ في الْفَلَا * عَن حَكَمٍ لَهُ اعْتِبَارٌ في المَلَا

يَنْظُرُ في دَعْوَاهُمَا بِالدِّقَّة * عَسَاهُ يُعْطِي الحَقَّ مُسْتَحِقَّه

فَسَارَ لِلْبَحْثِ بِلَا تَوَاني * مُفْتَخِرَاً بِثِقَةِ الإِخْوَانِ

يَقُولُ عِنْدِي نَظْرَةٌ كَبِيرَةْ * تَرْفَعُ شَأْنَ التَّيْسِ في الْعَشِيرَة

وَذَاكَ أَنَّ أَفْضَلَ الثَّنَاءِ * مَا جَاءَ عَلَى أَلْسُنِ الأَعْدَاءِ

لِذَا فَإِنيِّ إِنْ دَعَوْتُ الذِّيبَا * لَا يَسْتَطِيعَانِ لَهُ تَكْذِيبَا

فَجَاءَ لِلذِّيبِ وَقَالَ غَايَتي * أَنْتَ فَسِرْ مَعِي وَخُذْ بِلِحْيَتي

وَقَادَهُ لِلْمَوْضِعِ المَعْرُوفِ * فَقَامَ بَيْنَ الظَّبيَ وَالخَرُوفِ

وَقَالَ أَنَا لَا أَقْضِي بِالظَّاهِرِ * فَمَزَّقَ الخَصْمَينِ بِالأَظَافِرِ

ص: 984

وَقَالَ لِلتَّيْسِ انْطَلِقْ لِشَأْنِكَا * مَا قَتَلَ الخَصْمَيْن غَيْرُ ذِقْنِكَا

{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي بِتَصَرُّف}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

مِن أَعْجَبِ الأَخْبَارِ أَنَّ الأَرْنَبَا * لَمَّا رَأَى الدِّيكَ يَسُبُّ الثَّعْلَبَا

وَهْوَ عَلَى الجِدَارِ في أَمَانِ * يَغْلِبُ بِالمَكَانِ لَا الإِمْكَانِ

دَاخَلَهُ الظَّنُّ بِأَنَّ المَاكِرَا * أَمْسَى مِنَ الضَّعْفِ يُطِيقُ السَّاخِرَا

فَجَاءهُ يَلْعَنُ مِثْلَ الأَوَّلِ * عِدَادَ مَا في الأَرْضِ مِنْ مُغَفَّلِ

فَعَصَفَ الثَّعْلَبُ بِالضَّعِيفِ * عَصْفَ أَخِيهِ الذِّيبِ بِالخَرُوفِ

وَقَالَ لي في دَمِكَ المَسْفُوكِ * تَسْلِيَةٌ عَن خَيْبَتي في الدِّيكِ

فَالْتَفَتَ الدِّيكُ إِلى الذَّبِيحِ * وَقَالَ قَوْلَ الْعَارِفِ الْفَصِيحِ

مَا كُلَّنَا يَنْفَعُهُ لِسَانُهْ * في النَّاسِ مَنْ يُنْطِقُهُ مَكَانُهْ

{أَمِيرُ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي}

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ص: 985