الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطِّيبَةُ في الإِسْلَام:
ن
نَاس1:
مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الحَادِي عَشَرْ
مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الخَامِسَ عَشَرْ: 45
مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الحَادِي وَالثَمَانُون: 248
فَأَكثَرُهُمْ عَاشَرْتُهُمْ فَإِذَا هُمُ ذِئَابٌ عَلَى أَجْسَادِهِنَّ ثِيَابُ
خم: 14، 61، / 2
الكَنْز: ح 0 ر: 5960، 6998 8476، 8709 8729
الكَنْز: 8754، 8470
خم: 61، / 2
وَأَدْرِجْ بِهِ كُلُّ مَا يَصْلُحُ أَنْ يُوَجَّهَ كَنَصِيحَةٍ لِشِرَارِ النَّاسْ
خَمْ: 172/ 3
اللهُمَّ اصْرِفِ الشَّرَّ عَن أَهْلِ الخَيْر، وَاصْرِفِ الخَيْرَ عَن أَهْلِ الشَّرّ 00!!
النَّاسْ:
شَكَا مِنهُمُ العُلَمَاءْ، وَشَكَا مِنهُمُ الأَنبِيَاءْ، وَشَكَا مِنهُمْ مُعْظَمُ الشُّعَرَاءْ، وَلَيْسَ جُبرَانُ فَقَطْ وَأَبُو العَلَاءْ 00!!
وَبَعْضُ خَلَائِقِ الإِنسَانِ دَاءٌ * كَدَاءِ البَطْنِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
عِنْدَ أَبْيَاتِ أَبي العَلَاءْ: وَلمَّا رَأَيْتُ الجَهْلَ في النَّاسِ فَاشِيَاً 00000 إِلخْ:
لَيْسَ الغَبيُّ بِسَيِّدٍ في قَوْمِهِ لَكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ المُتَغَابِي
عِنْدَ مَنِ احْترَمَهُمْ أَهَانُوه:
رَأَيْتُ النَّاسَ مَن أَلْقَى * عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ هَانَا
فَطَيِّبُهُمْ غَشِيمُ وَذَكِيُّهُمْ لَئِيمُ
كَمَا قَالَ أَحَدُ الزُّعَمَاءْ: " تجْمَعُهُمْ عَرْكَةٌ وَتُفَرِّقُهُمْ عَصَا 00!!
عَابَ الصَّالحُونَ بِلَادَاً، وَمَا عَابُوهَا إِلَاّ لأَجْلِ أَهْلِهَا، وَكَذَلِكَ مَدَحُواْ بِلَادَاً، وَمَا مَدَحُوهَا إِلَاّ لأَجْلِ أَهْلِهَا 00
لَعَمْرُكَ مَا ضَاقَتْ بِلَادٌ بِأَهْلِهَا وَلكِنَّ أَخْلَاقَ العِبَادِ تَضِيقُ
لَا عَيْبَ في الشُّرَفَاء إِلَاّ انَّهُمْ ضُعَفَاء
{يَاسِرٌ الحَمَدَاني}
وَلَا تَنْسَ قَصِيدَة حَتى صَارَ الأَعْمَشُ كحَّالَ هَذَا الزَّمَان
وَاسْجَعْ وَلَوْ بِالنَّثرِ: " زَمَنٌ صَارَتْ فِيهِ العَرَبَةُ قُدَّامَ الحِصَان " 00!!
مَا لِلمَنَازِلِ أَصْبَحَتْ لَا أَهْلُهَا أَهْلِي وَلَا جِيرَانُهَا جِيرَانِي
فَمَا أُسَائِلُ عَنْ قَوْمٍ عَرَفتُهُمُ بِالعِلمِ وَالفَضْلِ إِلَاّ قِيلَ قَدْ مَاتُواْ
وَمَا حَيَاةُ امْرِئٍ أَمْسَتْ مَدَامِعُهُ مَقسُومَةً بَيْنَ أَحْيَاءٍ وَأَمْوَاتِ
عند أينَ الفقه 00!؟
…
اين المعاملَات 00!؟
وأعجب ما في الأمر ادعاءُ بَعْضِهِمْ أنهم نباتيون وهم يعيشون علي أكل لحوم البشر
أعاشر من لو عاشر القرد بعضهم
00000 داروين 00000
صار الأعمش كحال هذا الزمان
ولله ور القائل
ومنحنا الورد بلَا شوكٍ فزرعنا الشوك بأيدينا
حَتى أَصْبَحْنَا نَعِيشُ في بِيئَةٍ وَبِيئَةٍ يمُوتُ فِيهَا الخَيرُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُولَدْ
لو مشي فيهم نبي سائلاً ما وصلوه
وهم لو طمعوا في زاد كلب أكلوه
وليس بعامر
…
إلخ
بحره يحمل الرِّمَمْ دائما ً فوق القمم
فوق الرأس يحمل الأقذار والأعفان
وتدوس أرجله الياقوت والمرجان
وهكذا يسفل الراجح في الميزان
إن دعوا للمعروف قاموا وهم كسالي
ابطأ من غراب نبي الله نوح
وان دعوتهم الي فاحشة أَتَوْكَ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ يَنْسِلُون، لُعِنَ الفَاعِلُ وَالمَفعُولْ
أبيت جوارها أرضا بغير الظلم لَا ترضى
بلَاد ظلمها أمسى على أبنائها فرضا
فلو عرض الزمان على رجال بلَادنا عرضا
وقال منحتكم يا قو م طول الأرض والعرضا
بشرط واحد أن لَا ينازع بعضكم بعضا
لكان جوابهم في صو ت رجل واحد رفضا
نظرت فلم أجدفي النا س إلَا الحقد والبغضا
فداء عدائنا استعصى وبيت اخائنا انقضا
وشر بلَائنا حسد يمض نفوسنا مضا
يصافحني الأسى ضما ويلثمني الضني عضا
عجيب أنني ميت وعيني لم تذق غمضا
أأمطرت السما سما فأمسى روضنا رمضا
مسكت يد الأخاء فما وجدت بقلبه نبضا
هموم في نواحى الصد ر يزحم بعضها بعضا
فقلبي صار مستشفى وكل جوارحي مرضى
إلىكم مقامي في بلَاد معاشر
تساوى بها آسادها وكلَابها
اقلدها الدر الثمين وإنه
لعمرك شيئ أنكرته رقابها
نَنَنَاسْ2 الصَّدَاقَة:
مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ السَّابِعُ وَالسَّبْعُون: 239
بِاتِّفَاءِ شُرُورِهِمْ: فَإِنْ دَعَتكَ بَلِيَّاتٌ لِعِشْرَتِهِمْ فَأَنْتَ مُضْطَرٌّ لِلتَّعَامُلِ مَعَهُمْ بِالطَّرِيقَةِ التي هُمْ يحِبُّونَهَا لَا التي أَنْتَ تحِبُّهَا 0
وَسُبْحَانَ اللهِ رَأَيْنَاهَا وَاللهِ رَأيَ العَين: إِذَا رَضِيَ اللهُ عَن عَبْدٍ احْتَمَلَ النَّاسُ سُوءَ خُلُقِه، وَإِذَا غَضِبَ عَلَى عَبْدٍ شَكَا النَّاسُ مِن حُسْنِ خُلُقِه 00!!
قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ كَيْفَ يُبْغِضُهُ اللهُ مَعَ حُسْنِ خُلُقِه 00!؟
يُبْغِضُهُ اللهُ مَعَ حُسْنِ خُلُقِهِ بِأَنْ يَكُونَ حَسَنَ الخُلُقِ مَعَ النَّاسِ سَيِّئَ الخُلُقِ مَعَ النَّاس 00!!
وَانظُرْ بِالكَنْز: ح 0 ر: 7005: 7028، 6997: 7020
وَانظُرْ بِالكَنْز: ح 0 ر: 7054، 7062، 7168، 7170
وَانظُرْ بِالكَنْز: ح 0 ر: 7175، 8301
وَانظُرْ بِالكَنْز: ح 0 ر: 5815
حَسِبْتُهُمُ دُرُوعَاً لي تَقِيني فَكَانُوهَا وَلكِنْ لِلأَعَادِي
وَرِشْتُهُمُ سِهَامَاً صَائِبَاتٍ فَكَانُوهَا وَلَكِنْ في فُؤَادِي
وَقَالُواْ قَدْ صَفَتْ مِنَّا قُلُوبٌ فَقُلتُ نَعَمْ وَلكِنْ مِنْ وِدَادِي
وَالصَّدَاقَةُ الفُسْفُورِيَّةُ هِيَ التي تُضِيءوَقْتَ الظَّلَام 00!!
وَمَا أَكثَرَ الإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ وَلكنهُمْ فِي النَّائِبَات قَلِيلُ
وَلَا خَيرَ فِي وُدِّ امْرِئٍ مُتَمَلِّقٍ إذَا الريحُ مَالَت مَالَ حَيثُ تمِيلُ
وَلِذَا قِيلَ:
جَزَى اللهُ النَّوَائِبَ كُلَّ خَيرٍ عَرَفْتُ بهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي
أَيْنَ كُنْتَ يَا صَدِيقِي وَأَنَا في وَقتِ الضِّيقِ
كُلُّ المَصَائِبِ قَدْ تَمُرُّ عَلَى الفَتى فَتَهُونُ غَيْرَ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ
@@@@@@@@@@
وَتجَلُّدِي لِلشَّامِتِينَ أُرِيهُمُ أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لَا أَسْتَسْلِمُ
@@@@@@@@@@
وَحَسْبُكَ مِنْ نَكْبَةٍ بِامْرِئٍ تَرَى حَاسِدِيهِ لَهُ رَاحِمِينَا
وَالمُؤسِفُ حَقَّاً أَنَّ مَنْ يَكُونُ مُتَدَيِّنَاً لَا تَلقَاهُ مِن أَهْلِ المُرُوءة، وَأَنَّ مَنْ تَلقَاهُ مِن أَهْلِ المُرُوءة لَا يَكُونُ مُتَدَيِّنَاً 00!!
فَبَينَ عَاقِلٍ تُرْجَى صُحْبَتُهُ وَلَا تُرْجَى دَعْوَتُهُ لأَنَّهُ غَيرُ مُتَدَيَّن 00!!
وَبَينَ مُتَدَيِّنٍ تُرْجَى دَعْوَتُهُ وَلَا تُرْجَى صُحْبَتُهُ لأَنَّهُ غَيرُ عَاقِلْ 00!!
وَلِذَا قِيلَ مَهْمَا كَانَتْ مَرَارَةُ الدَّوَاء: فَأَمَرُّ مِنهُ الدَّاء، وَأَمَرُّ مِنَ الدَّاء: شَمَاتَةُ الأَعْدَاء، وَأَمَرُّ مِنْ شَمَاتَةِ الأَعدَاءِ: خِيَانَةُ الأَصْدِقَاء 00!!
جزي الله النوائب كل خير
عرفت بها عدوي من صديق
وَمِنْ سُوءِ حَظِّ المَرْءِ في العَيْشِ أَنْ يَرَى عَدُوَّاً لَهُ مَا مِنْ صَدَاقَتِهِ بُدُّ
وقديماً قيل مهما كانت مرارة الدواء فأمر منه الداء، وأمر من الداء شماتة الأعداء، وأمر من شماتة الأعداء خيانة الأصدقاء، أما إن كنت أنا الذي اخترتهم 00 إلخ"
{احْذَر عَدُوَّكَ مَرَّةً وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ أَلْفَ مَرَّة}
{فَلَرُبمَا انْقَلَبَ الصَّدِيقُ فَكَانَ أَعْلَمَ بِالمَضَرَّة}
البَابُ الثَّانِي
الصَّبر عَلَى أَذَى النَّاسْ
النَّاس هُمُ النَّاسُ فِي كُلِّ زَمَان
قَالَ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ العَزِيزْ، بِسُورَةِ المَائِدَة:
وَإِنَّ كَثِيرَاً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُون
وَقَالَ تَعَالَى بِسُورَةِ يُوسُفْ:
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤمِنِين
وَقَالَ بِسُورَةِ البَقَرَةِ وَكَرَّرَهَا أَيْضَاً بِسُورَةِ يُوسُفْ:
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤمِنِين
وَيَكْفِي أَنَّ الله تَعَالَى كَانَ يَقُولُ دَائِمَاً يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنْسِ مُقَدِّمَاً الجِنَّ عَلَى الإِنْس إِلَاّ حَيْثُ قَالَ:
شَيَاطِينُ الإِنْسِ وَالجِنّ 00!!
وَلَوْ أَنَّ ثَمَّةَ كَلِمَةً أَخْبَثَ مِنْ كَلِمَةِ النَّاسْ: لَمَا جَعَلَهَا الله آخِرَ كَلِمَةٍ فِي المُصْحَفِ حَيْثُ قَالَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسْ وَلَوْ كَانَ فِيهَا خَيْرٌ لَقَدَّمَهَا 00!!
إِنَّ النَّاس هُمُ النَّاسُ فِي كُلِّ زَمَان، ذَمُّهُمْ جَاءَ حَتى فِي القُرْآن؛ الضَّعيف بَيْنَهُمْ كتِبَتْ عليه المذلة والهوان: فإذا كَانَ حَكِيمَاً قالوا متفلسف، وإذا كَانَ كَرِيمَاً قالوا مسرفْ، وَإِذَا كَانَ مُتَدَيِّنَاً قَالُواْ مُتَطَرِّفْ، وهذا بَيْنَهُمْ مصيرُ من لَا شوكة له 00!!
ولم يزالوا به لَا يدعونه وشئونه حَتى لأن يضع إصبعه بفم التنين فيخرجها سُمَّاً فيبتلعه كان ذلك أهون عليه من بعض ما يسمع ويرى وَإِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى00!!
فالمرء عندهم بمكانته الَاجتماعية ومركزه المرموقْ حَتى ولو كان أعظم من دَبَّ وَدَرَجْ لَا بذاته حَتى ولو كان أعظم حكيمٍ فوق صعيد الأرض وتحت أديم السماء؛ ولذا سفهوا كلَام العظماء، وعظموا كلَام السفهاء؛ ذلك لأنهم ينظرون إلى القائل ولَا يلتفتون إلى القول 00!!
الذِي يمْلُكُ شهادةً عندهُم بدون علم: أحسنُ مِنَ الذِي يمْلُكُ العلمَ بدون شَهَادَة 00 وَإِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى00!!
حَتى أَنَّكَ لَوْ فَعَلتَ لَهُمْ مَا لَمْ يَفعَلْهُ " أَينشتين" لَقَالُواْ كَذَّابٌ أَشِرْ 00!!!
بَلْ وَكَأَني بالمتَنَبي لَوْ مَا " انْتَفَضَ فَزَالَ القَبْرُ وَالكَفَنُ " 00!!
وَإِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعَى 00!!
بَلْ وَكَأَني بِالمُتَنَبي لَوْ مَا انْتَفَضَ فَزَالَ القَبْرُ وَالكَفَنُ: وَكَانَ قَدْ أُشِيعَ في مجْلِسِ كَافُورٍ الإِخْشِيدِيِّ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ ـ بَعْدَ غَضْبَتِهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ لَهُ:
يَا مَنْ نُعِيتُ عَلَى بُعْدٍ بِمَجْلِسِهِ كُلٌّ بِمَا زَعَمَ النَّاعُونَ مُرْتَهَنُ
كَمْ قَدْ قُتِلتُ وَكَمْ قَدْ مُتُّ عِنْدَكُمُ ثمَّ انْتَفَضْتُ فَزَالَ القَبْرُ وَالكَفَنُ
كَأَنِّي بِهَذَا العِمْلَاقِ ـ عَلَى عِظَمِ مَكَانَتِهِ ـ لَوْ انْتَفَضَ فَزَالَ القَبْرُ وَالكَفَنُ لأَعَادُوهُ إِلى قَبْرِهِ وَقَالُواْ لَهُ مَا الذِي أَخْرَجَكْ 00؟ إِنَّهُ لَمْ يَعُدْ زَمَانَك 00!!
يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ
[0000]
ـ " ذذذ " 00!!
صدقوا والله شر البلية ما يضحك؛ فلقد صِرْنَا فِي مَسْرَحٍ كبير، المُضْحِكَاتُ فِيهِ كَثِيرْ 00!!
وَكَم يَفعَلُ النَّاسُ من مضحكات وَلكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَا
أمور يضحك السفهاء مِنهَا وَيَبْكي من عَواقِبها اللبيب
بَلْ صِرْنَا وَكَأَنَّنَا فِي بَحْر:
فوق الرأس يحمل الأقْذَارَ وَالأَعْفَان
وَتَدُوسُ أَرْجُلُه اليَاقُوت وَالمَرْجَان
وَهَكَذا يَسْفُلُ الراجح في المِيزان
وَالأَحْجَارُ الكَرِيمَةُ دائمَا تحتَ الأقْدَامِ
وأبياتُ الشَّافِعِيُّ فِي ذَلِكَ مَعْرُوفَة:
لَمْ يَبْقَ في النَّاسِ إِلَاّ المَكْرُ وَالمَلقُ شَوْكٌ إِذَا لُمِسُواْ وَرْدٌ إِذَا رُمِقُواْقُ
فَإِنْ دَعَتْكَ ضَرُورَاتٌ لِعِشْرَتِهِمْ فَكُنْ جَحِيمَاً لَعَلَّ الشَّوكَ يحْتَرِقُ
{الإِمَامُ الشَّافِعِيّ}
ومن لَا يذدْ عَن حَوضه بسلَاحه يُهَدَّمْ وَمَنْ لَا يظلمُ الناس يظلم
فَإنك إن سببت الناس سبوكْ، وإن نافرتهم نافروكْ، وإن تركتهم لَمْ يتركوكْ، وإن فررت منهم أدركوكْ 00!!
وَمكتوبٌ في التوراةِ منْ سالم الناس لم يسلمْ، ومن شاتم الناس يشتمْ، ومن يجْعَلِ الفضل فِي غير أهله يندمْ 00!!
البُعْدُ عَنهُمْ غَنِيمَة
صدق والله أبو العلَاء الذي تطيرواْ به وإنما طائرهم معهم:
َ فَزَهَّدَني في النَّاسِ مَعْرِفَتي بِهِمْ وَعِلمِي بِأَنَّ كَثِيرَهُمْ سُفَهَاءُ
وَلِذَا قَالَ أحد الحُكماء لَابنه وهو يعظه " لَا تعاتب النَّاسَ في هذا الزمان فإنك إن عاتبتهُمْ عابُوك بأشد من الأمر الذي عاتبتهُمْ مِن أَجْلِه " وَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَكُن حَالَ أَكثرِ النَّاسِ إِلَاّ أَنَّهُ حَالُ الفِئَةِ الغَالِبَة، وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون 00!!
ألَا ترى كَيْفَ يَتَمَرَّدُونَ عَلَى الرَّفِيقِ بِهِمْ وَيَجْرُونَ خَلفَ كُلِّ نَاعِقْ 00!؟
فَالضَّعِيفُ بَيْنَهُم:
متي يَتَكَلَّمْ يهزئواْ بِكَلَامِهِ وإن لم يَقُل قالواْ عَديم بَيَان
هَذِي أَوَّلُ عَلَامَة مِن عَلَامَاتِ القِيَامَة
أَنْ كَرَامَةُ الكِرَامِ تضِيعُ بَيْن اللِّئَامِ
وَحين أغلقت عليّ باب داري، وعملت بنصيحة سيد الأخيار " ليسعك بيتك " ابتليت:
بجيران سوء لَا أمان لجارهم إِذا لم تشاجرهم تضق بشجارهم
نِصْفُهُمْ يَنُمُّ وَالنِّصْفُ الآخَرُ يَتَجَسَّسُ عَلَيْه، وَإِذَا مَا وَقَعَ الضَّعِيفُ فِي خَيَّةٍ مِن خَيَّاتِهِمْ قَالُواْ لَقَدْ وَقَعَ فِي شَرِّ أَعْمَالِه، وَعَلَى نَفسِهَا جَنَتْ بَرَاقِشُ والمِسْكِينُ لَمْ يَجْنِ شَيْئَا 00!!
وَطَبْعَاً لَيْسَ هَذَا حَالَ كُلِّ النَّاسْ، وَلَكِنَّهُ حَالُ الفِئَةِ الغَالِبَة، وَلَا عِبْرَةَ بِالشَّوَاذ 00 فَأَهْلُ الخَيْرِ كَثِيرُون، وَلَكِن أَهْلُ النَّذَالَةِ أَكْثَرْ، فَلَقَدْ كَانَ النَّاسُ ثمراَ بلَا شوك فَأَصْبَحُواْ اليَوْمَ شوكاً بلَا ثَمَرْ، وَكَانَتْ قُلُوبُهُمْ رَقِيقَةً فَصَارَتْ أَقسَى مِنَ الحَجَرْ 00!!
كَيْفَ بِالمُتَنَبي الذِي يَقُولُ فِي زَمَنِهِ:
إِنَّا لَفِي زَمَنٍ فِعْلُ القَبِيحِ بِهِ مِن أَكْثَرِ النَّاسِ إِحْسَانٌ وَإِجْمَالُ
أين هُوَ لِيَرَى ما نحن فيه؛ فزماننا أَلعَنُ مِنهُ، أَوْ بِمَعْنيً أَدَقّ أَهْلُهُ أَلعَنْ00
نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا
وَكَمْ قُلنَا الزَّمَانُ بِهِ فَسَاد لَعَمْرُكَ نحْنُ أَفْسَدْنَا الزَّمَانَا
فَلَيْسَ الذِّئبُ يَأكُلُ لَحْمَ ذِئبٍ وَيَأكُلُُ بَعْضُنَا بَعْضَاً عَيَانَا
أَيْنَ هُوَ لِيَرَى أَهْلَ زَمَانِنَا وَمَا صَارُواْ إِلَيْه؛ زَمَانُنَا شَرٌّ مِنهُ 00
فَإِذَا أَرَدْتَّ بِأَنْ تُحَقِّرَ صَالِحَاً يَكْفِيكَ بَيْنَ النَّاسِ ذِكْرُ صَلَاحِهِ
حَقَّاً وَاللهِ كَمَا قُلتُ مِن أَزْجَالي:
" الدُّنيَا بَقِتْ غَابَة مَا فِيهَا غِيرْ دِيَابَة "
" الغُلبِ مَا انْكَتَبْشِ فِيهَا الَا عَالغَلَابَة "
أَلَيْسَ هُوَ الذِي يَقُولْ:
تَأَمَّلتُ في هَذِي الحَيَاةِ فَلَمْ أَجِدْ سِوَى ذُلِّ مَظْلُومٍ وَطُغْيَانِ ظَالِمِ
وَمَن عَرَفَ الأَيَّامَ مَعْرِفَتي بِهَا وَبِالنَّاسِ رَوَّى رُمحَهُ غَيْرَ رَاحِمِ
أَيْنَ هُوَ لِيَرَى النَّاسَ فِي زَمَانِنَا الذِي لَا يَعْلَمُ بِهِ إِلَاّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلم:
غَاضَ الوَفَاءوَفَاضَ الغَدْرُ وَاتَّسَعَتْ فِيهِ المَسَافَة بَيْنَ القَوْلِ وَالعَمَل
وَشَانَ صِدْقَكَ بَيْن النَّاس كِذبُهُمُ وَهَلْ يُطَابَقُ مُعْوَجٌّ بِمُعْتَدِلِ
صدق والله بديع الزمان:
هَذَا زَمَانٌ مَشُومُ فِيهِ المُحِقُّ مَلُومُ
وَالجَهْلُ فِيهِ مَمْدُوحٌ وَالعِلمُ فِيهِ مَذمُومُ
وَالمَالُ طَيْفٌ ولَكِن حَوْلَ اللِّئَامِ يَحُومُ
…
لَا يَصْدُرُ الشَّرُّ قَطُّ إِلَاّ إِذَا كَانَ عَنهُمْ
أَمَّا إِنْ جَاءواْ بخَيْرٍ فَهُوَ خَطَأٌ مِنهُمْ
فَلَا يَأتِيكَ مِنهُم أَيُّ خَيْرٍ سِوَى وَوَرَاءهُ شَرٌ عَظِيمُ
وإن حدث شيءٌ كهذا فَالحِدَأَةُ لَا تُلقِي بِالكتاكيت، وإنما هو على سبيل التجارة في الَانتخابات 00؛ لكسب الأصوات 00! !
وَإِذَا رَأَوُاْ الظَّالِمَ مِنهُمْ قَدْ أَمَدَّهُ الله مِنَ الأموال مدّا: قالوا كُلٌّ يُعْطِيهِ الله عَلَى قَدْرِ نِيَّتِه 00!!
أحسن حسناتهم سيئة، وأهون سيئاتهم كبيرة 00!!
أَلَمْ تَسْمَعْ أَبَا العَتَاهِيَةِ وَهْوَ يَقُولُ عَنهُمْ:
فَيَا رَبِّ إِنَّ النَّاسَ لَا يُنْصِفُونَني وَحَتىَّ إِذَا أَنْصَفْتُهُمْ ظَلَمُونيونِ
وَإِنْ كَانَ لي شَيْءٌ تَصَدَّواْ لأَخْذِهِ وَلَوْ جِئْتُ أَبْغِي شَيْئَهُمْ مَنَعُوني
وَإِنْ نَالَهُمْ بِرِّي فَلَا شُكْرَ عِنْدَهُمْ وَإِن أَنَاْ لَمْ أَعْبَأْ بِهِمْ شَتَمُوني
وَإِنْ وَجَدُوني في رَخَاءٍ تجَمَّعُواْ وَإِنْ نَزَلَتْ بي فَاقَةٌ تَرَكُوني
وَإِنْ طَرَقَتْني نَكْبَةٌ فَكِهُواْ بِهَا وَإِنْ صَحِبَتْني نِعْمَةٌ حَسَدُوني
يَقُولُونَ لي أَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبَاً وَلَوْ ظَفِرُواْ بي مُفْرَدَاً قَتَلُونيونِ
وَمَنْ صَحِبَ الدُّنْيَا بِعِفَّةِ رَاهِبِ فَأَيَّامُهُ مَحْفُوفَةٌ بِالمَصَائِبِ
فإذا لقيتم من يقول امْشِ مُسْتَقِيمَاً يَحَارُ عَدُوُّكَ فِيكَ فَقولوا له أَنْتَ كَاذِبْ، وَإِذَا لَقِيتُمْ مَنْ يَقُولْ:
لَا أَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا في ضَمَائِرِهِمْ مَا في ضَمِيرِي لَهُمْ مِنيِّ سَيَأْتِيني
قولوا له أَنت مِسْكِين؛ لأني حاولت كثيراً: فَوَجَدْتُّ أَنَّ رِضَى النَّاسِ غَايَةٌ لَا تُدْرَكْ، اللهُمَّ إِلَاّ فِي حَالَةٍ وَاحِدَة: هِىَ أَلَا تُرْضِيَ ضَمِيرَك 00!!
صَدَقَ وَاللهِ شَاعِرُ الرَّسُولْ، وَلِسَانُ الدَّعْوَةِ المَسْلُولْ، عِنْدَمَا ظَلَّ طُولَ اللَّيْلِ سَاهِرَاً فَمَا أَن صَحْصَحَ الإصْبَاحُ وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا حَتى صَعَدَ الجَبَلَ وَنَادَى فِي أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَا أَهْلَ مَكَّةَ، يَا أَهْلَ مَكَّةَ: لَقَدْ كَتَبْتُ بَيْتَاً مِنَ الشِّعْرِ مَا يَسُرُّنِي أَنْ يَكُونَ لِي بِهِ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبَاً، قَالُواْ وَمَا هُوَ يَا حَسَّان 00؟
لَمْ يَقُولُواْ تَبَّاً لَكَ يَا حَسَّان؛ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا 00!؟
فَبِرَغْمِ أَنَّهُمْ كَانُوأ أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ إِلَاّ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ أَنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَة، وَيَقُولُونَ لِلمُحِقِّ صَدَقت00!!
فَقَالُواْ لَهُ وَمَا ذَاكَ يَا حَسَّان00؟
فَقَالَ بَيْتَاً غَدَا مِنْ بَعْدِهِ مَثَلاً وَأَصْبَحَ الجِيل بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهِ
وَإِنَّ امْرَءَاً أَمْسَى وَأَصْبَحَ سَالِمَاً مِنَ النَّاسِ إِلَاّ مَا جَني لَسَعِيدُ
مَن خَالَطَ النَّاسَ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ النَّاسِ وَضَرَّسُوهُ بِأَنيَابٍ وَأَضْرَاسِ
فَالظُّلْمُ مِنْ شِيَمِ النُّفُوسِ فَإِنْ تجِدْ ذَا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لَا يَظْلِمُ
هذا 00
فَظُلْمُ ذَوِي الْقُرْبى أَشَدُّ مَضَاضَةً عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ
وهل يلَام الناس في أن ضيّعوا دما ضيّعه أهله 00!!؟
أَلَا يَرْحَمُ الله البَسُوسَ التي؛ عِنْدَمَا قَتَلَ أَخُوهَا زَوْجَهَا فَقَالَتْ:
لَوْ بِعَيْنٍ فُقِئَتْ عَيْني سِوَى أُخْتِهَا لَهَانَ مَا أَلَمَّ بِي
تَحْمِلُ العَيْنُ قَذَى العَيْنِ كَمَا تَحْمِل الأُمُّ أَذَى مَنْ تُرَبِّي
بُلِيتُ بِهِمْ وَهُمْ قَوْمٌ بِلَا عَقْلٌ وَلَا أَدَبِ
فَمِنهُمْ مَنْ يُنَافِقُني وَيحْلِفُ لي عَلَى الْكَذِبِ
وَمَنْ لَمْ أَلْقَ أَخْبَثَ مِن هُ في عَجَمٍ وَلَا عَرَبِ
وَلَا يَتَعَجَّبَنَّ أَحَدٌ مِنْ كَلَامِي هَذَا؛ فلقد اتخذت على نفسي عهدا:
بِأَن أَمْدَحَ الخَيْرَا وَلَوْ كَانَ في خَصْمِيمِ
وَأَن أَذُمَّ الشَّرَّا وَلَوْ كَانَ في قَوْمِيمِ
{يَاسِرٌ الحَمَدَاني}
أَكْثَرُهُمْ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمْ:
يَعِيثُونَ مَعَ الذِّئْبِ وَيَبْكُونَ مَعَ الرَّاعِياعِ
{الشَّاعِرُ القَرَوِي // رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}
وُحُوشٌ لهَا أَنيَابْ تخْتَفِي تحْتَ الثِّيَابْ
تَتَعَلَّمُ مِنهَا كَيْفَ تَفْتِكُ الذئَابْ
لَا والله بل أوحش من أن يشبهوا بالوحوش 00!!
مَكرهم تزول منه الجبال،
كُلٌّ يَتَفَنَّن في تَشْيِيدِ البُيُوتِ
وَقَلْبُهُ أَوْهَنُ مِنْ بَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ
{يَاسِرٌ الحَمَدَاني}
إِنِ استووا فَسِكِّين وإن اعوجوا فمنجلْ
لسَانُهُمْ مِنْ رُطَبْ وَقَلْبُهُم من حَطَبْ
{يَاسِرٌ الحَمَدَاني}
فلله شاعر النيل عندما فطن إلى ما فطنت إليه
فقال قولة حَق أصبحت مثَلَا وَأَصْبَحَ الجِيل بَعْدَ الجِيلِ يَرْوِيهَا
شعُوبٌ تَفر مِنَ الصَّالحَاتِ فرارَ السَّليم مِنَ الأجْرَبِ
يُهان بهَا العبقري الحكيم وَيُكْرَمُ فيهَا الحقِير الغَبي
وَهَكَذَا الشُّعُوبُ النَّامِيَةُ وَدُوَلُ العَالَمِ الثَّالِث:
يَتَمَرَّدُونَ على الرفيق بهم وَيَتبعُونَ كُلَّ جبار عنيدْ، حَتى ولو قال لهم:
يَا قَوْمُ لَا تَتَكَلَّمُواْ إِنَّ الكَلَامَ محَرَّمُ
أَوْ قَالَ إِنَّ نَهَارَكُمْ كَاللَّيْلِ قَالُواْ مُظْلِمُ
أَوْ قَالَ إِنَّ الشَّهْدَ مُرُّ الطَّعْمِ قَالُواْ عَلْقَمُ
أَوْ قَالَ مَا هُوَ حَقُّكُمْ يَا قَوْمُ قَالُواْ نُعْدَمُ
عَبيد العَصَا وَللهِ دَرُّ القَائل:
خُلِقَ النَّاسُ عَبِيدَاً لِلَّذِي يَأْبى الخُضُوعَا
والنفاق هو الحلُّ الوحيد في شريعة الجبناء 00!!
في النَّاسِ أَقْوَامٌ تَسِيرُ بدُونِ رَأَيٍ أَو إِرَادَة
فَتِلْكَ مَكَارِمُ الأَخْلَاقِ سُدَّتْ دُونَهَا الطُّرُقُ
وَأَصْبَحْنَا لِغَدْرِ النَّاسِ لَا نَدْرِي بمَن أَثِقُ
فَلَا عِلْمٌ لَا أَدَبٌ وَلَا دِينٌ وَلَا خُلُقُ
إِنَّ النَّاسَ جَمِيعَاً لَا يَأْتي عَلَيْهِمْ زَمَانٌ إِلَاّ وَتَسُوءُ أَخْلَاقُهُمْ وَطِبَاعُهُمْ؛ فَقَدِيمَاً كَانَ النَّاسُ ثَمَرَاً بِلَا شَوْك: فَأَصْبَحُواْ الآنَ شَوْكَاً بِلَا ثمَر، وَكَانَتْ قُلُوبهُمْ رَقِيقَةً فَصَارَتْ أَقْسَى مِنَ الحَجَر 00!!
لَقَدْ عَاشَرْتُ في مِصْرَ نَوْعَاً مِنَ النَّاسِ: نِصْفُهُمْ أَبَالِسَةٌ وَالنِّصْفُ الآخَرُ شَرٌّ مِنَ الأَبَالِسَة، رَأَيْتُ مِنهُمْ مِنْ صُنُوفِ الغَدْرِ وَاللُّؤْمِ وَالجَوْرِ وَالخِيَانَةِ وَالإِجْرَام: مَا لَا يُرَى إِلَاّ في الأَفْلَام 00!!
مَن أَذَلَّهُمْ أَحَبُّوهُ وَمَن أَحَبَّهُمْ أَذَلُّوه 00!!
مَنْ ضَحِكَ لَهُمْ ضَحِكُواْ عَلَيْهِ وَمَنْ ضَحِكَ عَلَيْهِمْ ضَحِكُواْ لَهُ 00!!
مَن أَهَانهُمُ احتَرَمُوهُ وَمَن احتَرَمَهُمْ أَهَانُوه، وَمَن خَانَهُمُ ائتَمَنُوه، وَمَنِ ائتَمَنَهُمْ خَانُوهْ 00!!
مَنْ تَوَاضَعَ لَهُمْ تَكَبرُواْ عليه، وَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَيْهِمْ تَوَاضَعُواْ لَه 00!!
مَن أَحْسَنَ إِلَيْهِمْ قَلَّمَا شَكَرُوهْ، وَمَن أَسَاءَ إِلَيْهِمْ قَلَّمَا عَذَرُوه 00!!
الوَاحِدُ مِنهُمْ إِذَا عَمِلَ الخَيرَ فَذَلِكَ إِمَّا عَلَى سَبِيلِ الخَطَأ، وَإِمَّا لِكَسْبِ الأَصْوَاتِ في الَانْتِخَابَات 00!!
وَإِذَا مَرَّ يَوْمٌ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ شَرَّاً فَإِمَّا نَسِيَ أَوْ " فَلِعِلَّةٍ لَا يَظْلِمُ " 00!!
لَوْ مَشَى فِيهِمْ نَبيٌّ سَائِلاً مَا وَصَلُوهُ
وَهُمُ لَوْ طَمِعُواْ في زَادِ كَلبٍ أَكَلُوهُ
نَاس أَنجَاس؛ أَعْظَمُهُمْ مُرُوءةً امْرُؤٌ لَا مُرُوءةَ لَهُ 00!!
فَالمُرُوءةُ شَيْءٌ لَا يُوجَدُ إِلَاّ في الأَحْلَامْ
يحِبُّونَ فِعْلَ الشَّرِّ حَتى لَوْ كَانُواْ لَنْ يَرْبَحُواْ شَيْئَا، وَيُبْغِضُونَ فِعْلَ الخَيرِ حَتى لَوْ كَانُواْ لَنْ يخْسَرُواْ شَيْئَا؛ بِيئَةٌ وَبِيئَة، وَمَعَادِنُ رَدِيئَة 00!!
قَوْمٌ تَوَاصَواْ بِتَرْكِ البرِّ بَيْنَهُمُ تَقُولُ ذَا شَرُّهُمْ بَلْ ذَاكَ بَلْ هَذَا
يَدَّعُونَ أًَنهُمْ نَبَاتِيُّونَ وَأَجْسَامُهُمْ مَا نَبَتَتْ إِلَاّ مِن أَكْلِ لحُومِ البَشَر 00!!
الَّذِي يَصْنَعُونَهُ في أَنْفُسِهِمْ أَشَدُّ مِنَ الَّذِي يَصْنَعُهُ بهِمْ أَعْدَاؤُهُمْ 00!!
وَللهِ دَرُّ القَائِل:
وَمُنِحْنَا الوَرْدَ بِلَا شَوْكٍ فَزَرَعْنَا الشَّوْكَ بِأَيْدِينَا
@ أَصْبَحْتُ في مَعْشَرٍ تَقْذَى العُيُونُ بهِمْ @
أُعَاشِرُ مَنْ لَوْ عَاشَرَ القِرْدُ بَعْضَهُمْ لَمَا رَدَّ عَنْ دَرْوِينَ مَا كَانَ يخْطُبُ
وَأُنْصِتُ مُضْطَرَّاً إِلى كُلِّ أَبْلَهٍ كَأَنَّي بِأَسْرَارِ البَلَاهَةِ مُعْجَبُ
وَأَشْرَبُ ممَّا تَشْرَبُ البُهْمُ مَرَّةً وَأُخْرَى تَعَافُ البُهْمُ مِمَّا أَشْرَبُ
حَقاً والله:
وليس بعامر بُنيَان قَوم إذا أخلَاقهم كَانَتْ خَرَابَا
الأَرْضُ تحْتَ الْقَوْمِ كَا دَتْ مِنْ مَظَالِمِهِمْ تمِيدْ
عَهْدٌ بِهِ العُلَمَاءُ قَدْ صَارُواْ أذَلَّ مِنَ الْعَبِيدْ
{محْمُود غُنَيْم؟}
بَلَغُواْ منْ طَمَعِهِمْ فِيمَا في أَيَادِي الغَيْرِ
أَنْ لو تَمَكَّنُواْ يَومَا سَطَواْ عَلَى رِزْقِ الطَّيْرِ
لَم أَرَ مِثْلَهُمْ قَوْمَاً أَشِحَّةً عَلَى الخَيْرِ
مَنِ احتَاجَ إِلَيهم كَانَ أولَ مَا يبذل دِينه 00!!
لَو أَتَاهُمْ نَبي سائلَا مَا وَصَلُوهُ
وَهُمْ لَو طَمِعُوا في زاد كَلب أَكَلُوهُ
صَدَقَ وَالله المُتَنبي إِذ يَقُولْ:
بِلَادٌ مَا اشْتَهَيْتَ رَأَيْتَ فِيهَا فَلَمْ يَنْقُصْ بِهَا إِلَاّ الكِرَامُ
{المُتَنَبيِّ}
فَمَا مِنْ شَاعِرٍ إِلَاّ وَهَجَا النَّاسَ فَقُلْ لِي بِرَبِّكَ قَوْمٌ هَجَاهُمُ المتنبي والمعري وفلَاسفة الشرق والغرب كيف يعلو لهُمْ علم 00!!؟
أعظمُهُمْ مُرُوءةً امْرُؤٌ لَا مُرُوءةَ له، لَا مروءة في المرأة ولَا رجولة في الرجل 00!!
فلَا تَلْقَى الخير إلَا في الأَفْلَامِ وَالأَحْلَامِ
قَوم تَوَاصَوا بترك البر بينَهم تَقُول ذَا شَرُّهُم بَل ذَاكَ بَل هَذا
فما أدري كيف انحطواْ إلى الدرك الأسفل من الحطة إِلَاّ قَلِيلاً مِنهُمْ 00!!
مَرَرْتُ عَلى المُروء ةِ وَهْيَ تَبْكِي فَقُلتُ عَلَامَ تَنْتَحِبُ الفَتَاةُ
فَقَالَتْ كَيْفَ لَا أَبْكِي وَأَهْلِي جَمِيعَاً دُونَ خَلْقِ اللهِ مَاتُواْاتُ
مَن عِنْدَهُ مُرُوءة لَا تَجِدْ عِنْدَهُ مَالْ، وَمَن عِنْدَهُ مَالٌ لَا تَجِدْ عِنْدَهُ مُرُوءة، هَذَا لَوْ كَانَتْ تُوجَدْ فِيهِمْ مُرُوءة00!!
وَمَنْ يُقَدِّرُ مِنهُمْ لَا يَقْدِرْ، وَمَنْ يَقْدِرُ مِنهُمْ لَا يُقَدِّرْ، هَذَا لَوْ كَانَ فِيهِمْ أَحَدٌ يُقَدِّرْ 00!!
الواحد منهم تَجِدْهُ يمْلِكُ كُلَّ شَيْء، وَمَعَ ذَلِكَ لَا تَلقَاهُ إِلَاّ مُدَّعِيَاً الفَقرَ كَالحُوتِ الظَّمْآن 00!!
حِجَارَةُ بخْلٍ مَا تجُودُ وَرُبمَا تَفَجَّرَ مِنْ صُمِّ الحِجَارَةِ مَاءُ
فَلو أَنَّ مُوسَى جَاءَ يَضْرِبُ بالعَصَا لَمَا انبَجَسَتْ مِنْ ضَرْبِهِ البُخَلَاءُ
طلبت فيهَمْ زَاهدَا فَمَا أَصَبت وَاحدَا
مَا أَزهَدَ مَن لَم يجد وَمَا أبخَلَ الوَاجدَا
أُقَلِّبُ طَرْفِي لَا أَرَى غَيرَ تَاجِرٍ يُفَكِّرُ فِي أَسْواقِهِ كَيْفَ يَكْسَبُ
وَكَمْ في مِصْرَ تُبْصِرُ مِن أُمُورٍ تحَارُ لَعَمْرُكُمْ فيهَا العُقُولُ
كَرِهْتُ بِهَا جَمِيعَ النَّاسِ حَتىَّ كَأَنَّ الطَّائِرَ الغِرِّيدَ غُولُ
بِلَادٌ لَا يَعِيشُ بِهَا كَرِيمٌ وَلَا يَحْيى بِهَا إِلَاّ بخِيلُ
وَبَاعُ المُصْلِحِينَ بِهَا قَصِيرٌ وَبَاعُ المُفْسِدِينَ بِهَا طَوِيلُ
وَلَيْسَ المَوْتُ فِيهَا مُسْتَحِيلاً وَلَكِنَّ البَقَاءَ المُسْتَحِيلُ
{محَمَّدٌ الأَسْمَر بِتَصَرُّف، بِاسْتِثْنَاءِ الْبَيْتِ الأَخِير}
فَالغَنيُّ مِنهُمُ يَنهَبُ حَقَّ الْفَقِيرْ
والكَبيرُ مِنهُم يَهْضِمُ حَقَّ الصَّغِيرْ
حَتىَّ الزَّاهِدُ مِنهُمْ بِالْفِلْسِ بَاعَ الضَّمِيرْ
وَالشَّعْبُ وَرَاءهُم يَرْكُضُ رَكْضَ الحَمِيرْ
حَتى صرنا وكأنا على رقعة شطرنج 00
فَرَضَ قويُّنَا عَلى الضَّعِيفِ حِصَارْ
كَالأَسْمَاكِ يَأْكُلُ ال كِبَارُ مِنهَا الصغَارْ
يَشْكو الضَّعِيف القَويَّ المُسْتَبِدَّ وَإِنْ يَقْوَ اسْتَبَدَّ وَمَا في ذَاكَ مِن عَجَبِ
فَالخَيرُ في البَعْضِ بالتَّهْذيبِ مُكتَسَبٌ وَالشَّر في الكُلُّ طَبْعٌ غَيرُ مُكْتَسَبِ
لَمْ يخْلقِ اللهُ أَنيَابَاً محَدَّدَةً فَظَلَّ يَسْعَى إِلَيْهَا المَرْءُ بِالطَّلبِ
فَضَعِيفُهُمْ مُرَاءٍ وَقَوِيُّهُمْ غَشُوم
ومن هنا قلت لأصحاب شعار الإسلَام هو الحل:
فَأَسْبَابُ العُلَا في مِصْرَ شَتىَّ وَأَبْرَزُهَا التَّمَلُّقُ وَالرِّيَاءُ
فَكُنْ فِيهَا كَمَاءٍ كُلَّ حِينٍ يُكَيِّفُهُ الإِنَاءُ كَمَا يَشَاءُ
طُيُورُ الأَمْنِ طَارَتْ لَيْسَ إِلَاّ نُسُورُ الظُّلْمِ طَابَ لهَا الْبَقَاءُ
فَلَا تَرْفَعْ إِلى الحُكَّامِ شَكْوَى فَأُذْنُ العَدْلِ يُزْعِجُهَا النِّدَاءُ
الحَلُّ هُوَ الرِّيَاءُ فَكُنْ كَأَنَّكَ مَاءُ
يُكَيِّفُهُ الإِنَاءُ كَيْفَمَا هُوَ يَشَاءُ
يَا بَائِعَ الوُدِّ اسْتَرِحْ مَا في الوَرَى مِنْ مُشْتَرِ
أَرَأَيْتَ أَفْعَى أَبْصَرَتْ مِنَّا فَتىً لَمْ تَنْفِرِ
وَيَغِيظُني أَنيِّ أَنَا وَحْشٌ وَإِنْ لَمْ أَزْأَرِ
فَاحْذَرْ فَإِني ثَعْلَبٌ وَالوَيْلُ إِنْ لَمْ تَحْذَرِ
طَبْعٌ وَرِثْنَاهُ فَمَنْ مِنَّا كَرِيمُ العُنْصُرِ
فَلَمْ أَرَ وُدَّهُمْ إِلَاّ خِدَاعَاً وَلَمْ أَرَ دِينَهُمْ إِلَاّ نِفَاقَا
{المُتَنَبيِّ}
فَالفَمُ يُسَبِّح وَاليَدُ تُذَبِّح
إِذَا عُدَّتْ مخَازِيهِمْ فَمَا تُحْصَى وَلَا تَفْنىنَا
الخيرُ في النَّاسِ مَوْجُودٌ إِذَا جُبِرُواْ وَالشَّرُّ في النَّاسِ لَا يَفْنى وَلَوْ قُبرواْرُ
فَمَا أَرَى غَيرَ قُطْعَان تُسَاقُ عَلى كُرْهٍ وَلوْلَا سِيَاطُ رُعَاتِهِمْ فَجَرُواْرُ
وَأَكْثَرُ النَّاسِ آلَاتٌ تُحَرِّكُهَا أَصَابِعُ الدَّهْرِ حِينَاً ثُمَّ تَنْكسِرُ
وَالدِّينُ في النَّاسِ حَقْلٌ لَيْسَ يَزْرَعُهُ غَيرُ الَّذِينَ لَهُمْ في زَرعِهِ وَطَرُ
كَأَنَّمَا الدِّينُ ضَرْبٌ مِنْ مَتَاجِرِهِم بِدِينِهِمْ رَبحُواْ وَبِدُونِهِ خَسِرُواْرُ
فَالقَوْمُ لَوْلَا عِقَابُ اللهِ مَا عَبَدُواْ رَبَّا وَلَوْلَا الثَّوابُ المُرْتجَى كَفَرُواْرُ
فَذَا يُعَرْبِدُ إِنْ صَلَّى وَذَاكَ إِذَا أَثْرَى وَذَلِكَ بِالأَحْلَامِ يخْتَمِرُ
فَالأَرْضُ كَالبَارِ وَالإِنْسَانُ صَاحِبُهَا وَلَيسَ يَرضَى بهَا غَيْرَ الأُلى سَكِرُواْرُ
ليْسَ الأَذَانُ أَذَانَاً في مَنَارَتِهِ إِذَا تَعَالى وَلَا الآذَانُ آذَانَا
وَبَعْضُ النَّاسِ أَوْلى مِن إِبْلِيسَ بِالرَّجْمِ
فنصفهم أبالسة، والنصف الثَّاني شَرٌّ من الأبالسة 00!!
وَمَنْ رَأَى مَا رَأَيْتُ مِنهُمْ باللهِ اسْتَعَاذَا
وَقَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يحْسِنُ مِثْلَ هَذَا
لهُمْ صُورَةُ الإِنْسِ وَلَكِنَّهُمْ جِنَّة
فَبَاطِنُهُمْ نَارٌ وَظَاهِرُهُمْ جَنَّة
{يَاسِرٌ الحَمَدَاني}
الأَرْضُ مِمَّا تَرَى وَدَّتْ أَنْ تُطَهَّرَا
بِطُوفَانِ آخَرَا
{يَاسِرٌ الحَمَدَاني}
حُقَّ والله لأَعْدَائِنَا أَنْ يقولواْ:
" الَّذِي تَفْعَلُونَهُ في أَنْفُسِكُمْ؛ أَكْثَرُ مِمَّا نَفْعَلُهُ بِكُمْ " 00!!
ذَكِيُّهُمْ لَئِيمُ وَالطَّيِّبُ غَشِيمُ
اغْسِلْ يَدَيْكَ مِنَ الزَّمَانِ وَغَدْرِهِ وَعَنِ الْوَرَى كُنْ رَاهِبَاً في دَيْرِهِ
إِنيِّ اطَّلَعْتُ فَلَمْ أَجِدْ لي صَاحِبَاً أَصْحَبْهُ في دَهْرِي وَلَا في غَيْرِهِ
فَتَرَكْتُ أَسْفَلَهُمْ لِكَثْرَةِ شَرِّهِ وَتَرَكْتُ أَعْلَاهُمْ لِقِلَّةِ خَيْرِهِ
فَصَدَقَ وَاللهِ مَنْ قَالَ في الإِنْسَانِ الآليّ:
أَنْتَ أَطْهَرُ أَحْشَاءَا مِنْ مَنْ مُلِئُواْ بَغْضَاءَا
حَيَّيْتُ فِيكَ إِنْسَانَا في عُمْرِهِ مَا أَسَاءَا
فَأَكْثَرُهُمْ إِلَاّ مَا رَحِمَ رَبِّي:
لَا قَوْلَ لهُمْ إِلَاّ فُلَانٌ بِهِ كَذَا
فَإِنْ جَاءَ بَغْتَةً طَارَحُوهُ النُّبَذَا
فَالبِسْ لحَرْبِهِمُ الدُّ رُوعَ وَالخُوَذَا
{أَفْكَارُ محَمَّدٍ الأَسْمَر، نَظْمُ يَاسِرٍ الحَمَدَاني}
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:
عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه / عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه /
عَن جَابِرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رضي الله عنه / وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ / رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ 00
عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:
رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:
رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:
[0000]
ـ " ذذذ " 00!!
[الإِمَامُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في مَوْسُوعَةِ صَخْرٍ العَالَمِيَّةِ بِرَقم: 0000، 0000]
[حَسَّنَهُ صَحَّحَهُ شَيْخُنَا الأَلبَانيُّ في سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِرَقم: ــ/مَوْسُوعَةُ صَخْرٍ العَالَمِيَّةُ بِرَقم: 0000]
الحقد بِالطِّيبَة وَالحُبّ: (8835) 0ج (3)
طَطِيبَة:
المروءةُ فِي الإِسْلَامْ (7176 7178) ج (3)
المروءة: (8760 8765) 0ج (3)
التؤدة والَاناة (8487 8488) ج (3)
الحسبْ بِالمُرُوءة وَالطيبَة: (351 360)(العِقدُ الفَرِيدْ ج: 3)
(حَيَاةُ الصَّحَابَةِ طَبْعَةُ المَكْتَبِ الثَّقَافِي: 144/ 1)
[انظُرْ حَدِيثَاً عَظِيمَاً في ذَلِكَ في المِشْكَاةِ بِرَقم: 175]
بمُقَدِّمَةِ الطِّيبَة:
وَإِنَّهُ وَاللهِ لأَمْرٌ مُؤسِفٌ لِلغَايَةِ أَنْ تجِدَ أَكثرَ الإِسْلَامِيِّينَ مِنَ الدُّعَاةِ وَمِمَّنْ يُطْلَقُ عَلَيْهِمُ المُلتَزِمُونَ لِلأَسَفِ وَيَنْتَسِبُونَ إِلى السُّنَّةِ بمُجَرَّدِ لحْيَةٍ أَطْلَقُوهَا وَجَعَلُوهَا لهُمْ شِعَارَاً وَكَأَنَّ الإِسْلَامَ فَقَطْ شِعَارَات، وَهُمْ أَسْوَأُ النَّاسِ في العَلَاقَاتِ وَالمُعَامَلَات، يَهْتَمُّونَ بجَانِبِ العَقِيدَةِ وَالتَّوْحِيدِ وَيُهْمِلُونَ الأَخْلَاقَ وَالسُّلُوكِيَّات؛ ممَّا نَتَجَ عَنهُ نَشْأَةُ جِيلٍ مُتَدَيِّنٍ مِنَ الشَّبَاب: مخْلِفٌ لِلمِيعَاد، جِلفٌ مَعَ العِبَاد 00
بَذِيءُ الكَلَامِ إِذَا حَاوَرَكْ مُسِيءُ الجُوَارِ إِذَا جَاوَرَكْ
كَمْ كُنْتُ أَتمَنى أَن أَسْتَثْنيَ مِنْ كَلَامِيَ هَذَا ثُلَّةً حَتى وَلَوْ كَانُواْ قِلَّةً، وَلَكِن أَبَتِ الحَقِيقَةُ المُرَّةُ وَالوَاقِعُ الأَلِيمُ إِلَاّ أَنْ نَكُون: مِنَ الَّذِينَ لَا يَسْتَثْنُون، وَاللهُ يَشْهَدُ مَا أَرَدْتُ بهَذَا الكَلَامِ إِرْضَاءَ جِهَةٍ مَا، وَلَا اسْتَجَبْتُ بِهِ لهَوَىً في نَفْسِي، وَلَكِني مَا كَتَبْتُهُ إِلَاّ بَعْدَمَا وَجَدْتُ هَذَا الفِكْرَ هُوَ فِكْرُ الفِئَةِ الغَالِبَة؛ بِسَبَبِ الجَهْلِ بِالدِّين، وَازْدِيَادِ الحَمَاسَة، مَعَ قِلَّةِ البَحْثِ وَالعِلمِ وَالدِّرَاسَة، إِلَاّ عَلَى أَيْدِي مَشَايِخَ يَعْرِفُونهُمْ مَفْتُونِينَ بحُبِّ الرِّيَاسَة، وَاللَّبِيبُ المُنْصِفُ مُتَّهَمٌ عِنْدَهُمْ إِمَّا بِرِقَّةِ الدِّينِ وَإِمَّا بِالنَّقْصِ وَالخَسَاسَة 00!!
هَلِ الدِّينُ كُلُّهُ تَوْحِيدْ 00!؟
أَيْنَ الفِقهُ أَيْنَ المُعَامَلَاتْ 00!؟
هَلِ الدِّينُ كُلُّهُ تَوْحِيدٌ وَعِبَادَاتْ 00!!؟
أَيْنَ السَّمَاحَةُ الَّتي أَمَرَ بهَا الإِسْلَامُ وَأَيْنَ القِرَاءةُ التي نَدْرَأُ بهَا عَن عُقُولِنَا هَذِهِ القَاذُورَات 00!؟
إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ امْرَأَةٍ لَيْلُهَا قِيَام، وَنَهَارُهَا صِيَام، إِلَاّ أَنَّهَا تُؤذِي جِيرَانَهَا فَقَالَ إِمَامُ المُتَّقِينَ وَرَسُولُ السَّلَام: هِيَ في النَّار 00 لِمَ يَا رَسُولَ الله 00!!؟
قَالَ لأَنَّهَا تُؤذِي جِيرَانَهَا 00!!
[0000]
ـ وَعَنْ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:
" رَحِمَ اللهُ عَبْدَاً سَمْحَاً إِذَا بَاعَ سَمْحَاً إِذَا اشْترَى سَمْحَاً إِذَا اقتَضَى " 00!!
[أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البُخَارِي 0 الشُّعَبْ: 8112]
[0000]
ـ وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:
" المُؤمِنُ هَيِّنٌ لَيِّنٌ تخَالُهُ مِنَ اللِّينِ أَحْمَقْ " 00!!
(الشُّعَبْ: 8127)
وَعَن أَنَسٍ رضي في صِفَةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَهُ قَالْ: " كَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَافَحَ رَجُلاً لَمْ يَنْزَعْ يَدَهُ حَتى يَكُونَ الرَجُلُ هُوَ الذِي يَنْزِعْ، وَلَا يَصْرِفُ وَجْهَهُ حَتى يَكُونَ الرَجُلُ هُوَ الذِي يَصْرِفْ " 00!!
(الشُّعَبْ: 8132)
وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ فَقَالْ:
" مَن أَهْلُ الجَنَّةِ يَا رَسُولَ الله 00!!؟
قَالْ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٌ سَهْل " 00!!
…
... (الشُّعَبْ: 8124)
وَعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرٍ وَآخَرِينَ رضيم أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ لأَصْحَابِهِ يَوْمَاً:
" أَلَا أُخْبرُكُمْ عَلَى مَنْ تحْرُمُ النَّارْ 00؟
عَلَى كُلِّ سَهْلٍ قَرِيبٍ هَيِّنٍ لَيِّن " 00!!
…
...
…
(الشُّعَبْ: 8125)
(مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الثَامِنَ عَشَرْ: 61)
(مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الحَادِي وَالثَّلَاثُون: 100)
(مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ السِّتُّون: 201)
(مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ السَّبْعُون: 221: 222)
(مُكَاشَفَةُ القُلُوبْ لأَبِي حَامِدٍ الغَزَالِيّ البَابُ الخَامِسُ وَالثَمَانُون: 255)
(خم: 107/ 1)
وَانظُرْ بِالكَنْز: (، 34591/ 34609)
وَانظُرْ بِالكَنْز: (ح 0 ر: 7257، 8435/ 8439،)
وَانظُرْ بِالكَنْز: (ح 0 ر: 7821/ 7826، 7018، 7019)
اللؤم 0 الكَنْز: (8888)
اللُّؤمُ وَالفُصُولُ الدَّنِيئَة: وَانظُرْ بِالكَنْز: (ح 0 ر: 7679/ 7683) 0
وَأَلحِقْ بِهَذَا المَوْضُوعِ قَصِيدَة: أَبَيْتُ جِوَارَهَا أَرْضَا (*) 00000000 إِلخْ 0
أَبْنَاءَ آدَمَ مَا هَذَا التَّنَاحُرُ هَلْ مِنْكُمْ لَهُ ابْنٌ وَمِنْكُمْ مَنْ تَبَنَّاهُ
مَا هَذَا التَّنَاحُرُ وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئَاً 00!!؟
أَمَّا إِنْ كَانَ زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلمَى عَلَى مَكَانَتِهِ فِي قُلُوبِنَا وَقَلبِ عُمَرَ يَقُول:
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ في غَيْرِ أَهْلِهِ يَكُن حَمْدُهُ ذَمَّاً عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ
فَهَذَا عَمَّن يَنْتَظِرُ المَثُوبَةَ في الدُّنيَا مِنَ النَّاسْ، أَمَّا مَنْ يَنتَظِرُ المَثُوبَةَ مِنَ اللهِ فَلَا يَهُمُّهُ ثَنَاءُ النَّاسْ، كَمَا لَا يَهُمُّهُ ذَمُّهُمْ؛ وَمِن هُنَا كَانَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم " اصْنَعِ المَعْرُوفَ فِي أَهْلِهِ وَفِي غَيْرِ أَهْلِه: فَإِنْ صَادَفَ أَهْلَهُ فَهُوَ أَهْلُه، وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ أَهْلَهُ فَأَنْتَ أَهْلُه " 00!!
فَزُهَيْرٌ يُطَالِبُكَ أَنْ لَا تحْسِنَ إِلَاّ إِلَى مَنْ يَسْتَحِقّ، أَمَّا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فَيُطَلِبُكَ بِالإِحْسَانِ إِلَى مَنْ يَسْتَحِقُّ وَإِلَى مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ فَأَيُّهُمَا أَهْدَى سَبِيلَا 00!!؟
ثُمَّ أَنَّ حَتى العَمَلَ مِن أَجْلِ اللهِ تعالى لَا يَعْدِمُ صَاحِبُهُ المَثُوبَةَ فِي الدُّنيَا، فَهَذَا أَيْضَاً نَقدٌ آخَرُ يُوَجَّهُ لِزُهَيرِ بْنِ أَبِي سُلمَى؛ أَلَمْ تَسْمَعِ الحُطَيْئَةَ وَهْوَ يَقُولُ رَغْمَ اتجَاهَاتِهِ العُدْوَانِيَّةِ فِي ذَمِّ النَّاسِ وَهِجَائِهِمْ مِن أَجْلِ الثَّرَاء:
مَنْ يَفعَلِ الخَيْرَ لَا يَعْدِمْ مَثُوبَتَهُ * لَا يَذهَبُ الخَيْرُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ
وَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ قَوْلِ الآخَرْ:
ازْرَعْ جَمِيلاً وَلَوْ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ (*) فَلَا يَضِيعُ جَمِيلٌ أَيْنَمَا زُرِعَا
طَطِيبَة:
بِالطِّيبَةِ وَالمُرُوءةِ فِي الإِسْلَامْ:
بِالحُبّ:
قَدْ تَقُولُ إِنِّي أُعَادِيهِمْ لأَنَّ أَبَاهُمْ كَانَ عَدُوَّاً 00!!
يَا أَخِي أَصْلَحَكَ الله إِنَّكَ جَعَلتَ نَفسَكَ بِهَذَا كَإِبْلِيسَ عِنْدَمَا عَادَى ذُرِّيَّةَ آدَمَ لِلعَدَاوَةِ التي كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمْ، رَغْمَ أَنَّهُ هُوَ البَاغِي وَالمُعْتَدِي عَلَى آدَمْ 00!!
المُرُوءة:
وَكَانَ أغظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة " (حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الطَّبْعَةُ الآولَي لِلمَكْتَبِ الثَّقَافِي وَدَارِ الحَدِيثْ: 37/ 1)
بِالصَّلَاة:
ذِئْبٌ تَرَاهُ مُصَلِّيَاً لَمْ يَدْرِ كَمْ هُوَ قَدْ رَكَعْ
يَدْعُو وَكُلُّ دُعَائِهِ مَا لِلفَرِيسَةِ لَا تَقَعْ
الدَّافِعُ لِفِعْلِ الخَيْر:
قَالَ تَعَالَى فِي حَدِيثٍ قُدُسِيّ: " ثَلَاثُ خِصَالٍ غَيَّبْتُهُنَّ عَن عِبَادِي لَوْ رَآهُنَّ رَجُلٌ مَا عَمِلَ سُوءَاً أَبَدَا: لَوْ كَشَفتُ غِطَائِي فَرَآنِي حَتى يَسْتَيْقِنَ وَيَعْلَمَ كَيْفَ أَفْعَلُ بخَلقِي إِذَا أَمَتُّهُمْ وَقَبَضْتُ السَّمَاوَاتِ بِيَدِي ثُمَّ قَبَضْتُ الأَرْضَ ثُمَّ الأَرَاضِينَ ثُمَّ قُلتُ أَنَا المَلِكُ مَنْ ذَا الذِي لَهُ المُلكُ دُونِي 00!!؟ ثُمَّ أُرِيهِمُ الجَنَّةَ وَمَا أَعْدَدْتُ لهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ خَيْرٍّ فَيَسْتَيْقِنُونَهَا، وَأُرِيهِمُ النَّارَ وَمَا أَعْدَدْتُ لهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ فَيَسْتَيْقِنُونَهَا، وَلكِن عَمْدَاً غَيَّبْتُ ذَلِكَ عَنهُمْ لأَعْلَمَ كَيْفَ يَعْمَلُون " 00!!
[أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَن أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيّ 0 الكَنْز: 29858]
بِالمُرُوءة: وَرُدُودُ الأَفعَالْ: هِيَ التي تُظهِرُ مَعَادِنَ الرِّجَالْ 00!!
بِالطِّيبَةِ وَالمُرُوءةِ فِي الإِسْلَامْ:
وَعَتهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالْ: " مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ لَا يَرْحَمُهُ الله " 00!!
(البخَارِيُّ: 4/ 446 وَمُسْلِمٌ: 7/ 77 كَمَا صَحَحَهُ الأَلبَانِيُّ بمُشْكِلَةِ الفَقرِ تحْتَ رَقمْ: 108)
وَعَتهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى السُّوقِ لِشِرَاءِ قَمِيصٍ لَهُ صلى الله عليه وسلم فَاشْتَرَى قَمِيصَاً بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمْ، فَاعْتَرَضَهُ وَهْوَ عَائِدٌ إِلَى البَيْتِ فَقِيرٌ فَقَالَ مِسْكِينٌ عُرْيَانٌ يَا رَسُولَ اللهِ فَاكسُني يَكسُكَ اللهُ حُلَّةً مِن حُلَلِ الجَنَّةِ فَكَسَاهُ إِيَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذَهَبَ لِيَشْتَرِيَ قَمِيصَاً آخَرْ، فَبَيْنَمَا هُوَ فِي طَرِيقِهِ إِذ بجَارِيَةٍ تَبْكِي، فَقَالَ لهَا مَا يُبْكِيكِ 00!؟
قَالَتْ بَعَثني أَهْلي فِي حَاجَةٍ لهُمْ بِدِرْهَمَيْنِ فَضَاعَا مِني، فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللهِ دِرْهَمَيْنِ مَكَانَهُمَا، وَلمْ يَبرَحِ المَكَانَ حَتى وَجَدَهَا تَبْكِي فَسَأَلهَا مَا يُبْكِيكِ 00!!؟
قَالَتْ لَقَدْ تَأَخَّرْتُ عَلَى أَهْلِي وَأَخْشَى أَنْ يَضْرِبُونَني إِذَا رَجَعْتُ إِلَيْهِمْ، فَأَخَذَهَا صلى الله عليه وسلم مِنْ يَدِهَا وَذَهَبَ بِهَا إِلَى البَيْتِ وَطَرَقَ البَابَ وَقَالَ " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ " 00 فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم ثَانِيَةً " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ " 00 فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم ثَالِثَةً " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ " 00 فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم مَا لَكُمْ لَا تَرُدُّونَ عَلَيّ 00!!؟
فَقَالُواْ أَرَدْنَا أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلَامِكَ يَا رَسُولُ الله، فَأَوْصَاهُمْ بِالجَارِيَةِ خَيرَاً وَقَالَ لهُمْ لَا تَضْرِبُوهَا، فَقَالُواْ هِيَ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللهِ يَا رسُولَ اللهِ لأَنَّهَا جَاءَتْ بِكَ إِلَيْنَا 00!!!
وقيل لجندب الواعِظ هَل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قال: سمعته يقول:
"من سمع سمع الله به يوم القيامة، ومن يشقق يشققِ الله عليه يوم القيامة " 00!!
فقالواْ أوصنا فقال: إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاع منكم أن لَا يأكل إلَا طيباً فيلفعل" (رواه البخارى، الشعب 5753).
قال بعض الصحابة رضوان الله عليهم: ما كنا نعد إيمان الرجل إيمانا إذا لم يصبر على الأذى 00!!
(الإحياء الطَّبْعة الآولَى لِدَارِ الوَثَائِقِ: 1413)
وقال تعالى: (*)(ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون)(*)
وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة مالَا، فقال بعض الأعراب من المسلمين: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحمرت وجنتاه ثم قالْ: " يرحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر00!! (الإحياء الطَّبْعة الآولَى لِدَارِ الوَثَائِقِ: 1413)
وقال تعالى: (*)(ودع أذاهم وتوكل على الله)(*) 00!!
وقال تعالى: (*)(واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلَا)(*)
وقال تعالى (*)(ولتسمعن من الذين أوتوا الكتب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)(*) 00 أي: تصبروا عن المكافأةِ بِالمِثل، ولذلك مدح الله تعالى العافِين عن حقوقهم فِي القصاص وغيره فقال تعالى:(*)(وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصَّابرين)(*)
وقال صلى الله عليه وسلم " صل من قطعك وأَعط من حرمك واعف عمن ظلمك " ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "أسألك من اليقين ما تهون علي به من مصائب الدنيا " 00!! (أخرجه الحاكم وصححه الترمذي والنسائي 0الإحياء الطَّبْعة الآولَى لِدَارِ الوَثَائِقِ: 1414)
شمائل متفرقة لَهُ صلى الله عليه وسلم إيثاره صلى أصحابه على نفسه:
(مسند الصديق رضى الله عنه) عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال: نزل النبى صلى الله عليه وسلم منزلاً فبعثت إليه امرأة مع ابن لها بشاة فحلب، ثم قال: انطلق به إلى أمك، فشربت حتى رويت، ثم جاءه بشاة أخرى فحلب، ثم سقى أبا بكر، ثم جاء بشاة أخرى فحلب ثم شرب (أخرجه أبو يعلى، الكنز 18667).
وعنه قال: كنا نقعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغدوات فى المسجد فإذا قام إلى بيته لم نزل قياماً حتى يدخل بيته، فقام يوماً فلما بلغ وسط المسجد أدركه أعرابى فقال: يا محمد احملني على بَعيرين فانك لَا تحملني من مالك ولَا من مال أبيك وجذب بردائه حين أدركه فاحمرت رقبته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَا وأستغفر الله لَا أحملك حتى تقيدني قالها ثلَاث مرات، ثم دعا رجلاً فقال له: احمله على بعيرين، على بعير شعير وعلى بعير تمر (ابن جرير الطبرى، الكنز/18709).
وعنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصراً من ظلَامه ظلمها قط إلَا أن ينتهك من محارم الله شيء، فإذا انتهك من محارم الله شئ كان أشدهم فى ذلك، وما خير بين أمرين قط إلَا اختار أيسرهما (أخرجه أبو يعلى وابن عساكر، الكنز/18716).
عن أبى عبدالله الجدلي قال: قلت لعائشة: كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أهله؟ قالت: كان أحسن الناس خلقاً لم يكن فاحشاً ولَا متفحشاً ولَا سخاباً فى الأسواق ولَايجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح (أخرجه أحمد وابن عساكر).
عن عائشة أنها سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه. (أخرجه ابن عساكر، الكنز/18718).
عن عمرة قالت: سألت عائشة كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلَال مع نسائه قالت: كان كالرجل من رجالكم إلَا أنه كان أكرم الناس وألين الناس ضحاكاً بساماً (أخرجه الخرائطى وابن عساكر، الكنز/18719).
(مسند ابن مسعود) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالسبي من الخمس فيعطي أهل البيت جميعاً ويكره أن يفرق بينهم.
عن الحسن قال: أهدى اكيدر دومة الجندل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة فيها المن الذى رأيتم وبالنبى صلى الله عليه وسلم وأهل بيته يؤمئذ والله بها حاجة، فلما قضى الصلَاة أمر طائفاً فطاف بها على أصحابه فجعل الرجل يدخل يده فيستخرج فيأكل، فأتى على خالد بن الوليد، فأدخل يده فقال: يارسول الله أخذ القوم مرة وأخذت مرتين، فقال: كل وأطعم أهلك. (ابن جرير الطبرى. الكنز/18724).
رَرَرِفْق:
وقال صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، ارفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت كرامة دلهم على باب الرفق". وقال صلى الله عليه وسلم: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله". وقال صلى الله عليه وسلم: "أيما وال ولي فرفق ولَان رفق الله به يوم القيامة". وقال صلى الله عليه وسلم: "تدرون من يحرم على النار يوم القيامة؟ كل هين لين سهل قريب". وقال صلى الله عليه وسلم: "الرفق يمن والخرق شؤم". وقال صلى الله عليه وسلم: "التأني من الله والعجلة من الشيطان" وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال: يارسول الله: إن الله بارك لجميع المسلمين فيك فاخصصني منك بخير. فقال: "الحمد لله" مرتين أو ثلَاثاً، ثم أقبل عليه فقال:"هل أنت مستوص؟ " مرتين أو ثلَاثاً قال: نعم قال: "إن أردت أمراً فتدبر عاقبته، فإن كان رشداً
فأمضه، وإن كانت سوى ذلك فانته"، وعن عائشة رضى الله عنها أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سفر على بعير صعب فجعلت تصرفه يميناً وشمالاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة عليك بالرفق فإنه لَا يدخل فى شئ إلَا زانه ولَا ينزع من شئ إلَا شانه".
وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِعِ السَّيْفِ يَا فَتى مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَىدَا
عن قيس بن وهب عن رجل من بني سراة قال: قلت لعائشة: أخبريني عن خندق رسول الله صلى. فقالت: أما تقرأ القرآن (وإنك لعلى خلق عظيم) قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فصنعت له طعاماً، وصنعت له حفصة طعاماً، فسبقتني حفصة، فقلت للجارية انطلقي فاكفئى قصعتها، فأهوت أن تضعها بين يدي النبى صلى الله عليه وسلم فكفأتها فانكسرت القصعة فانتثر الطعام فجمعها النبى صلى الله عليه وسلم وما فيها من الطعام على الأرض فأكلوا، ثم بعثت بقصعتي، فدفعها النبى صلى الله عليه وسلم إلى حفصة فقال: خذوا ظرفاً مكان ظرفكم، وكلوا مافيها (أخرجه أبو شيبه، الكنز 1866، والظرف هو الإناء الذى يوضع فيه الطعام).
الطِّيبَةُ وَالمُرُوءةُ فِي الإِسْلَامْ:
وَانظُرْ (ر 0 ص: 73 78، 240)
وَعَنهُ صلي أَنَّهُ قَالْ: " إذا أردت أمراً فعليك بالتؤدَّةِ حَتى يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً " 00!! (رواه ابن المبارك)
الطِّيبَةُ وَالمُرُوءةُ فِي الإِسْلَامْ:
وَصَدَمَ سَفِيهٌ قَدَمَ حَكِيمٍ وَمضَى مِن غَيرِ أَنْ يَعْتَذِرْ، فَكَظَمَ الحَكِيمُ غَيْظَهُ وَلَمْ يَنْتَصِرْ لِنَفسِهِ؛ فَقَالَ لَهُ تَلَامِذَتِهِ عَجِبْنَا لِصَبْرِكَ عَلَيْه 00!!
فَقَالَ وَمَاذَا فِي ذَلِك 00؟ جَعَلتُهُ كَحَجَرٍ تَعَثَّرْتُ فِيهِ 00!!
الطِّيبَةُ وَالمُرُوءةُ فِي الإِسْلَامْ:
وقال أحد حكماء الهند: إن رجل السوء لَا يتغير عن طبعه، كما أن الشجرة المرة لو طليتها بالعسل لم تثمر إلَا مراً.
وَأَنَا أَقُولُ هَذَا الكَلَامَ وَنَفسِي مُقَصِّرَةٌ بِتَقوَى الله، وَأَخْوَفُ مَا أَخَافُ أَن أُذَكِّرَكُمْ بِهِ وَأَنسَاهْ، لَكِنَّهَا كَلِمَةٌ وَلَا بُدَّ وَأَنْ تُقَالْ، وَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى صَلَاحِ الحَالْ
الطِّيبَةُ وَالمُرُوءةُ فِي الإِسْلَامْ:
قال أحد الصالحين لَابنه وهو يعظه يابنى إن المكارم لو كانت سلهة يسيرة لسابقكم إليها اللئام ولكنها كريمة مرة ل لَا يصبر عليها إلَا من عرف فضلها ورجا ثوابها 00!!
وعن سيدنا أنس رضى الله عنه فى سنن النسائى وشعب البيهقى عنه النبى صلى الله عليه وسلم "إن لله لوحاً من زبرجدة خضراء جعله تحت العرش ثم كتب فيه إنى أنا الله لَا إله إلَا أنا خلقت عشر وثلثمائة خلق من جاء يخلق منها مع شهادة أن لَا إله إلَا الله دخلَ الجَنَّة " 00!!
بالطيبة في الإسلَام: عن سيدنا عثمان (رضى الله عنه) أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "أن الله عز وجل مائة وسبعة عشر خلقاً لَايوافى عبد بخلق منها إلَا أدخله الجنة".
عن عبدالله بن راشد مولى عثمان بن عفان قال: سمعت أبا سعيد الخدرى يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدى الله عز وجل لوحاً فيه ثلَاثمائة وخمس عشرة خلق يقول الرحمن: وعزتى وجلَالى لَايأتينى عبد من عبادى مالم يشرك فيه واحدة منهن إلَا أدخلته الجنة".
مُعَاشَرَةُ النَّاسْ بِالطِّيبَة:
957** عن أنس رضي الله قال: مروا بجنازة، فاثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(وجبت)، ثم مروا بأخرى، فأثنوا عليها شرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(وَجَبَتْ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت 00؟ قالَ هذا أثنيتم عليه خيراً، فَوَجَبَتْ له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً، فَوَجَبَت له النار، أَنتم شهداءُ الله فِي الأرض " 00!!
(أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 1367 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 949 عَبْدِ البَاقِي)
خُطبَةُ الطيبةِ في الإسلَام:
تبارك من له الحمد على الدوام، تبارك من لَايغفل ولَا ينام، له الحمد فى الأولى، وله الحمد فى الآخرة، وله الحمد فى البداية والنهاية، وله الحمد دائماً وأبداً
له العزة والجبروت، وله الملك والملكوت، يحيى ويميت هو حى لَايموت سبحانه سبحانه
إلهى لك الحمد الذى أنت أهله * على نعم ما كنت قط لها أهلَا
إذا زدت عصياناً تزدنى تفضلاً * كأنى بالعصيان أستوجب الفضلَا
فيارب قد أحسنت رغم إسائتى * إليك فلم ينهض بإحسانك الشكر
فمن كان معتذراً إليك بحجة * فعذرى إقرارى بأن ليس لى عذر
والصلَاة والسلَام على من أرسله الله هادياً ومبشراً ونذيراً، اللهم صل وسلم عليه تسليماً كثيراً
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهى الكرم
ماقال لَا قط إلَا فى تشهده * لولَا التشهد كانت لَاؤه نعم
فمبلغ العلم فيه أنه بشر * وأنه خير خلق الله كلهم
اللهُمَّ صَلَّ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ عدد أوراق الشجر، وعدد حبات المطر، وعدد ما خلقت من البشر اللهم أمين
ثم أما بعد:
نستكمل اليوم أحبتى الكرام ما كنا قد بدأناه فى الجمعة الماضية عن الطيبة فى الإسلَام
يقول تعالى بسورة المزمل (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا)
ويقول تعالى بسورة المائدة (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء)
ويقول تعالى بسورة الشعراء (يوم لَاينفع مال ولَا بنون، إلَا من أتى الله بقلب سليم)
ويقول تعالى بسورة الأعلى (قد أفلح من تزكى)
أى أفلح من أصلح من نفسه وهذبها وشذبها فطهرها من الإثم والخبائث؛ ومن سميت الزكاة بالزكاة؛ لأنها مطهرة للقلب، ومرضاة للرب، يقول تعالى بسورة التوبة (خذ من أموالهم صدق تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم) الله زك ألستنا وأفئدتنا واجعلنا كما نحب وترضى يارب العالمين" اللهم أمين أما بعد: كيف يطيب لنا الكلَام يا أحبتي الكرام عن الطيبة فى الإسلَام بغير ذكر ابن عباس حبر الأمة وخير الناس بلغة (رضوان الله عليه) أن ناساً ينتقصونه (ولَايسلم الشرف الرفيع من الأذى)
فكان يسمع، وكأنه لم يسمع، حتى شق ذلك عليه فركب إليهم وقال لهم "إنكم لتنتقصونى وإن فى ثلَاث خصال، إنى لأسمع بالبلد من بلَاد المسلمين يصيبها الغيث، فأفرج بذلك كثيراً وليس لى بها سائمة، وأسمع بالفئ يفيئه الله على المسلمين بغير ما قتال، فأفرح بذلك كثيراً وما لي يوم تقسم الغنائم حين تقسم سعنه ولَا معنه، وإنى لأسمع بالوالى من ولَاة المسلمين يعدل فى القضية، فأفرح بذلك كثيراً ولعلى لَا أتحاكم إليه أبداً ففى أى واحدة من الثلَاث تنقمون على؟ ثم تركهم وانصرف؟؟ وبهذا كان ابن عباس حبرها، وخير الناس واعلموا يا إخوانى أن الشر الذى انتشر بين البشر إنما يرجع لأسباب ثلَاث:
* قلة الأصل * أو قلة العقل * أو قلة الدين
أما الأولى فلَا سبيل إلى إصلَاحها؛ لأنها طبع والطبع غلَاب
فكل يرى طرق الشجاعة والندى * ولكن طبع النفس للنفس قائد
وأما قلة العقل فيمكن معالجتها، فإذا ما أتينا البخيل وعرفناه أن ما يوفره من ماله يخسره من سمعته سوف يفضى به الأمر فى النهاية إلى تعلم الكرم، ويمكن أن يصبح مضرب الأمثال فى بذل المال وأما قلة الدين وذلك ما كنا نبغى فتعالج بالتذكر بالله وسيره رسول الله والصحابة، وهذا هو دور الخطابة وأشر بإصبعك إلى المنبر الواقف أنت عليه وهذا حديث فى هذا المضمار، فأعيرونى القلوب والأسماع أيها الأحبة الأخيار؛ لأن هذا الحديث فيه معنى عظيم: يقول الرسول فيه (عليه أفضل الصلوات والتسليم) والحديث فى صحيح الإمام مسلم: "الناس معادن، كمعادن الذهب والفضة، وخياركم فى الجاهلية خياركم فى الإسلَام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة؛ ما تعارف من المعروف منها ائتلف، وما تناكر من المنكر منها اختلف" صدق رسول الله، وشر الناس عباد الله، قوم يحبون فعل الشر حتى وإن لم يكن فيه مكسب، ويبغضون فعل الخير حتى وإن لم
تكن فيه خسارة ولَا حول ولَا قوة إلَا بالله العلى العظيم
والطيبة يا إخوانى ليست قاصرة على فعل الخير فحسب، بل أن تفعل الخير وأن لَايكون ثمة مقابل تنتظره من وراء هذا الخير، فهو إذن تجارة، ويرحم الله شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت إذ يقول:
إِنَّ الهَدَايَا تِجَارَاتُ اللِّئَامِ وَمَا يَبْغِي الْكِرَامُ لِمَا يُهْدُونَ مِنْ ثَمَنِ
وأعود مرة أخرى بعد هذا للهادى البشير (صلوات ربى وتسليماته عليه) لأتحدث عن طيبته التى ما أدرى بعد كيف أطويها، ومن ذا يوفيها مهما قال فيها؟؟
فكل من يشرحها سيبدو لشدة جمالها أنه يمدحها، وهل يحتاج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدح من أمثالنا؟؟
أرى كل من مدح النبى مقصراً * وإن نقح الأشعار فيه وأكثرا
إذا كان فى القرآن جاء مديحه * فهل ستشرق أماديح الورى
حسبكم عن طيبته صلى الله عليه وسلم بما قالته السيدة خديجة (رضى الله عنها) له فى قصة بدء الوحى والحادثة بالبخارى عندما أخذه وجنده جبريل عليه السلام الجنده المعروفة، وقال له اقرأ فأوجس فى نفسه خيفة صلى الله عليه وسلم وعاد إلى أهله فزعاً يقول زملونى زملونى أى غطوني هنا قالت له السيدة العاقلة كلَا والله لَا يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل أى تحمل العبء عند قومك والهموم وتقري الضيف وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق أى على موائد الحق فى حل مشاكل الناس وعن أم المؤمنين عائشة (رضى الله عنها) عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يدع العمل مخافة أنه يعمل به الناس فيعرض عليهم"
بأبى أنت وأمى يارسول الله كان أرحم بأمته من الأم بولدها ولَا يريد أن يشق عليها؟
وفى البخارى عن قتادة بن الحارث (رضى الله عنهما) أنه كان يقوم إلى الصلَاة ويريد تطويلها فيسمع بكاء الصبى فيتجوز فيها"
يا أمة الإسلَام هذا دينكم ونبيكم فتمسكوا وتوحدوا
إِيوَانُ كِسْرَى مَا لَهُ مُتَصَدِّعٌ نَارُ المجُوسِ وَمَا لَهَا لَا تُوقَدُ
فَمُحَمَّدٌ يَا بِنْتَ وَهْبٍ قَدْ غَدَا وَهْوَ الْيَتِيمُ لَهُ عَلَى الدُّنيَا يَدُ
أى فضله على البشرية كلها
هذه هى أخلَاق النبى صلى الله عليه وسلم مع الصبى فليتنا نتعلم منها؛ فمن المؤسف أن يسمع أحدكم صوت صبى من الصبية لَا نحن نصلى فيظل طوال الصلَاة يفكر فى أفعوله منكرة يفعلها به عقب الصلَاة، وما يكاد الإمام ينتهى من السلَام، حتى ينهض كالحربة معلناً الحرب الضروس على هذا الصبى المسكين، فيقول ابن من هذا؟ فإن كان وحده ربما صفعه على وجهه وألقاه خارج المسجد وصب عليه العذاب صباً وكأنه ليس ابناً من أبناء المسلمين ولَا حول ولَا قوة إلَا بالله العلى العظيم
فالرحمة الرحمة يا إخوان؛ فالراحمون يرحمهم الرحمن، وتذكروا أن الله تبارك وتعالى بسورة الفتح قد مدح المؤمنين بقوله:(أشداء على الكفار رحماء بينهم)
وعَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
نعم فلو كان الإيمان شيئاً يسيراً لما قال الله تبارك وتعالى للأعراب بسورة الحجرات (لَاتقولوا أمنا ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم)
فاتقوا النار ولو بشق تمرة؛ فالله يرحم من عباده الرحماء، فعن أم المؤمنين عائشة (رضى الله عنها) قالت "جائتنى مسكينة تحمل بنتيها، فأعطيتها ثلَاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت الثالثة إلى فيها لتأكلها، فاستطعمتها بنتاها فشقت بينهما التمرة التى كانت تريد أكلها فأجبنى صنيعها، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قصصت عليه ما كان من أمرها فقال إن الله قد أوجب لها بهما الجنة، ذلك لأن الطيبة من صفات أهل الجنة، أليس فى القرآن يقول تعالى (ونزعنا مافى صدورهم من غل على سرر متقابلين)
إن المرء عندما ينظر للغرب ويقلب بصره فى تعاملَاتهم وأخلَاقهم ثم تعود فتقلبه فى تعاملَاتنا وأخلَاقنا ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير؟
. صارت تضرب بهم الأمثال فى الطيبة ومحاسن الأخلَاق رغم أنا كنا أحق بها، وأهلها، ذلك لأنهم يعملون بالقرآن وإن كانوا لَايعلمون به فى حين أن المسلمين يعلمون به ولَا يعملون به، ألَا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال "لَايزال أهل الغرب ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة" رواه مسلم وحتى لَايفهم هذا الحديث الشريف على غير معناه أو تشريدكم أفكاركم إلى بعيد، فمعنى هذا الحديث بكل بساطة وبدون أى تعقيد، أنك تجد فى ديارهم العدالة والأخلَاق الحميدة وحسن المعاملة برغم أنهم كفار، لَايؤمنون بجنة ولَا يؤمنون بنار فعندهم الإسلَام وإن لم يكونوا بمسلمين؟؟
والطيبة يا إخوانى بما أنها حب الخير للغير فإن ذلك يقتضى منك أن لَاتقف فى طريق سعادته، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح "لَاتوك فيوكى عليك" أى لَاتمنع الخير عن الناس فيمنعه الله عنك
وَإِنَّ امْرَاً ضَنَّتْ يَدَاهُ عَلَى امْرِئٍ بِنَيْلِ يَدٍ مِن غَيرِهِ لَلَئِيمُ
فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وإيذاء المسلم يا إخوانى يدخل النار حتى وإن كان صاحبه يصلى ويصوم ويزكى ويحج، لَاينفعه ذلك عند الله، وكلكم يحفظ حديث المفلس، الذى سأل فيه المصطفى عليه الصلاة والسلام صحابته الكرام: أتدرون من المفلس، المفلس فينا يارسول الله من لَا درهم له ولَا متاع، إن المفلس من أمتى، من يأتى يوم القيامة بصلَاة وصيام وزكاة ويأتى وقد شتم هذا، وضرب هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته، ويعطى هذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار"
ذلك لأن حرمة المؤمن أشد على الله من حرمة الكعبة
فالصلَاة لَاتنفع * بنص هذا الحديث
والصيام لَايرفع * بنص هذا الحديث
والزكاة لَاتشفع * بنص هذا الحديث
وصاحبها حسيس أو خبيث
لأن الدين عند الله فى كلمة واحدة المعاملة، وليس الصيام ولَا الزكاة ولَا الصلَاة، فدينكم يا أمة الإسلَام أخلَاق وعادات قبل أن يكون عبادات والصحابة فتحوا بغير الجهاد من البلَاد ما أن تعدوها لَاتحصوها بماذا؟ بحسن المعاملة وطبعاً أنا لَا اسوق هذا الكلَام للمصلين الذين يعملون بصلَاتهم ليس السليم، بحاجة لدواء، وطبعاً نحن كما نلوم المصلى الذى لَايعمل بصلَاته من باب أولى أن نلوم من يعمل بالصلَاة ولَايصلى، ومثل هذا نقول له يا أخى (يرحمك الله) كيف ترضى لنفسك أن تكون فى الدنيا من الأخيار، ويوم القيامة من أهل النار، نعم ستوفى نصيبك فى الدنيا بالصيت والسمعة الحسنة ولكنه ليس لك فى الآخرة من نصيب
سقطات خطبتي الطيبة:
رضى الله عنها) فى الحديث المتفق عليه عن الخ"
يعلمون بما فيه ولَا
إنك عندما تنظر للغرب وتقلب بصرك فى الخ
بسورة الأحقاف
لَايجيز لك الخ
ويسر أمورنا، وطهر قلوبنا، واستر عيوبنا، واغفر ذنوبنا، وتوقنا وأنت الخ
وكانت فقيرة فكنت أحسن إليها وأعطف عليها
فى أمس الحاجة فزينها الشيطان فى عينى فراودتها الخ
من الذئب؛ أليسوا يقولون فى الأمثال "النعجة العياطة ما ياكلهاش الذيب
فلم أجده لم يقل "بركة ياجامع" أو رزق ساق الله إلى وإنما نمى له ماله واستثمره فنميت له ماله الخ
ياناكر الجميل؟ لأنت والله شر مكانا، وأصل عن سواء السبيل، وتريد بعد ذلك أن ترد الخ
من بعده وتجوع وتعرى، وأنتم إلخ
من العالمين، يارب إن لم تكن أهلاً للعفو فأنت أهل للعفو حتى عمن لَايستحق، اللهم الخ
بما يستمع، وتذكروا أن الله تعالى ما أهلك بنى إسرائيل إلَا لأنهم كانوا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض أى ما يتفق مع هواهم يأخذونه، وما لَايتفق ينبذون، فاتقوا
يارب العالمين، وانصرهم نصر عزيز مقتدر، واقذف الرعب فى قلوب أعداءهم واجعلهم عبرة لمن يعتبر، يارب فيتنا الخ
الصلَاة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم رب وتسليماً عليه" "أبغض الخلق إلى الله رجل يلبس ثوب الأنبياء ويعمل بعمل الجبارين فدينكم"
عليه" فى الحديث الذى رواه الدّيلمى، "أبغض الخ"
من يعمل الجبارين داخل المسجد يقرأن القرآن، وخارج المسجد شيطان يا إخوانى لم ينزل الله تبارك وتعالى القرآن لتتلوه ولَايجاوز ألسنتنا، وإنما لنعمل به، فدينكم يا إلخط
الجبارين" كقبور الكفار، خارجها جنة وداخلها نار؟ قد يكون يصلى ويصوم لكن رب صائم ليس له من صيامه إلَا الجوع والعطش، وما ظلمهم الله ولكنهم هم الذين يظلمون أنفسهم؛ تجد الواحد منهم الخ"
وكلنا يعرف قصة علقمة الشهيرة يا إخوانى وهذه القصة وإن كانت ضعيفة الإسناد إلَا أنها صحيحة المعنى، وسبحان الله يسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسرائيليات فيقول فيها خذوا منها ما يتفق مع الكتاب والسنة؛ أفحدث عدم بنى إسرائيل ولَا نحدث عن الصحابة هل هذا يعقل؟ سبحان الله؟ تذكرون جيداً كيف حجب عقوق الوالدين لسانه عن النطق بالشهادة، هل نفعه بره بزوجته؟ كلَا، هل نفعته صلَاته وصيامه؟ كلَا، هل نفعته كثرة صدقاته وسائر أعماله الصالحة؟ كلَا ولذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم لخير أجيال الأرض "يا معشر المهاجرين والأنصار، من فضل زوجته على أمه فعليه لعنه الله والملَائكة والناس أجمعين، لَايقبل الله منه صرفاً ولَا عدلَا، إلَا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسبن إليها ويطلب رضاها؛ فرضى الله فى رضاها، وسخط الله فى سخطها" أخرجه البيهقى؛ فليتق الله كل
الخ"
رباني صغيرا" يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه الديلمى، "لو يعلم الله شيئاً من العقوق أدنى من الأف لنهى عنه؛ فليعمل العاق ماشاء أن يعمل فلن يدخل الجنة، وليعمل البار ماشاء أن يعمل فلن يدخل النار" ثم تعالى هنا يا أخى وانظر معى إلى الخ"
الوالدين لَايقل عنه خطراً، الشرك بالله فى المرتبة الأولى وهو المحل الثانى
يقول ابن عباس حبر الأمة وخير الناس ثلَاث آيات نزلت مقرونة بثلَاث، لَاتقل منها واحدة بغير قرينتها:
قال تعالى "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"؛ فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه؟
وقال تعالى "وأقيموا الصلَاة وأتوا الزكاة"؛ فمن أقام الصلَاة ولم يؤت الزكاة لم يقبل منه؟
وقال تعالى وذلك ما كنا نبغى: أشكر لى ولوالديك إلى المصير" فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه؟ نكمل الآيات (من بدايتها)
وقال كعب لأحبار (رحمة الله) إن الله ليعجل بهلَاك العبد العاق لوالديه ليعجل له العذاب، وإن الله ليؤخر فى عمر العبد البار بوالديه ليزداد من فعل الخيرات
وسئل ابن عباس حبر الأمة وخير الناس عن أصحاب الأعراف من هم فقال سموا بذلك لأنهم موقوفون على جبل يقال له الأعراف، بين الجنة والنار؛ وذلك لأنهم أناس خرجوا للجهاد بغير رضا أباءهم وأمهاتهم فقتلوا فى سبيل الله فمنعهم عقوق الوالدين من دخول الجنة ومنعهم الجهاد من دخول النار
الخيرات: ويروى أنه إذا وفق العاق لوالديه عصره قبره حتى تختلف أضلَاعه، وأشد الناس عذاب يوم القيامة ثلَاثة: المشرك بالله، والزانى، والعاق لوالديه" وفى حديث آخر رواه الحاكم فى مستدركه والبيهقى يقول الرسول فيه صلى الله عليه وسلم "أربعة حق على الله أن لَايدخلهم الجنة ولَايذيقهم نعيمها، مدمن الخمر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والعاق لوالديه وجاء "رجلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال له أرأيت يارسول الله إذا صليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان، وأديت زكاة مالى، وحججت البيت فماذا لى؟ قال النبى صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك حشر يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إلَا أن يعق والديه؟ وفى سنن الترمذى "ثلَاث دعوات لَاترد، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على والده" يارب سلم وفى حديث الإسراء الطويل أن النبى
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى ليله أسرتى به أقواماً معلقين فى جذوع من نار فسأل جبريل، من هؤلَاء يا أخى ياجبريل؟ قال هؤلَاء الذين كانوا يشتمون آباءهم وأمهاتهم فى الدنيا" وفى "الصحيحين" يقول الرسول صلى الله عليه وسلم إن الخ؟
من أشهر، ول بين حياتك وموتها لَاختارت حياتك بأعلى صوتها، أشق عليك برها وهو يسير وطال عليك عمرها وهو قصير، حتى ضاق بها ذرعك ياناكر الجميل"
" الوالدين، ولعل بعضكم يستكثر عليه، أيسهر الليل كله من أجل والديه، وهما كم سهرا على راحتك وأنت الخ"
أبناؤنا؟؟ من يزرع الشر يحصد فى عواقبه * ندامة والحصد الزرع ميعاد ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ"
من ينبذونه؛ لذلك لَا تتعجبوا مما أصابكم فهو من عند أنفسكم؛ فإنه لَا يهلك على الله إلَا هالك، والشر للشر خلق؛ فدعوا الشر يدعكم، أى ابتعدوا عنه يبتعد عنكم
…
الهم أرزقنا
…
إلخ".
"
…
والد"؛ ولذا أتت النبى صلى الله عليه وسلم خالته من الرضاعة من انظر، أكرر وأقول من الرضاعة أى أخت حليمة السعدية وليست أخت آمنة بنت وهب ومع ذلك هش لَاستقبالها وأظهر لها بشراً وسروراً وقال مرحباً أمى وليس مرحباً خالتى وبسط لها رداءه وأجلسها عليه .. !
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الهُدَى صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمَا
فالأم مدرسة .. إلخ"
"وما بطن اللهم اكتب لنا منازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، اللهم اشرح
…
الخ".
الصَّبْرُ عَلَى أَذَى النَّاسْ:
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قالْ: لما كان يوم حُنَين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا في القسمةِ فأعطى الأقرعَ بن حابس مائةً مِنَ الإبلِ وَأَعطى عُيينةَ بن حصن مِثل ذلك، وأعطى ناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمةِ فقالَ رَجُلٌ والله إنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ ما عُدِلَ فِيهَا وَمَا أُرِيدَ فيها وجهُ الله، فقلتُ والله لأخبرنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فأخبرته بما قالَ فتغير وجهُهُ حَتى صَارَ كَالصِّرْف وهو صبغ أحمر ثم قالَ فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله 00!!؟
ثمَّ قالَ يرحم الله موسى قد أوذي بأَكثرَ من هذا فصبرْ، فقلت: لَا جَرَمَ لَا أرفع إليه بعدها حديثا " 0
(أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 3150 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 1062 عَبْدُ البَاقِي)
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي أَنَّهُ قَالْ: قدم عيينةُ بن الحصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن الحصن وكان من النفر الذين يدينهم عمر لِسَعَةِ عِلمِهِ وَفِقهِه رَغْمَ حَدَاثَةِ سِنِّه، فَقالَ لَهُ عيينةُ يَا ابن أخي: إِنَّ لك حُظوةً عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه؛ فَاستأذن لَهُ، فلما دخل على عُمَرَ قالَ: هِيه يا ابنَ الخطابْ؛ ما تعطينَا الجَزْلَ ولَا تحكمُ فِينَا بالعدل؛ فغضب عمرُ حَتى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ فقال لهُ الحرُّ يا أميرَ المؤمنين: إن الله عز وجل قال لنبيه: (*)(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)(*) وَهذا من الجاهلين فَأَعْرِضْ عَنه، فَوَالله مَا جاوزها عمرُ وكان وقافا عند كتاب الله "00!!
(أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 4642)
الصبر على أذى الناس:
باب الحلم والأناة والرفق
قال الله تعالى: {والكاظمين الغيظ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاس والله يحب المحسنين} (آل عمران: 134) وقال تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأفرض عن الجاهلين} (الأعراف: 199). وقال تعالى: {وال تستوي الحسنة وال السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلَا الذين صبروا وما يلقاها إلَا ذو حظ عظيم} (فصلت: 34،35) وقال تعالى: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} (الشورى: 43).
فَمَا لِي مَطِيَّةٌ (*) فِي النَّاسِ غير رجلي
إِذَا مَلَلتُ امْرَءَاً (*) كَانَ عَقلِي فِي نعلي
أَيْ تَرَكْتُ لَهُ المَكَانَ وَانْطَلَقت 00!!
637** وَعَنِ ابنِ عَبَّاس رَضِي اللهُ عَنِ النَّبيِّ صَلي الله عَلَيه أَنَّهُ قَالَ لأشج عَبدِ قَيس: " إِن فِيك خصلتينِ يحِبهما الله: الحِلم وَالأَنَاة " 00!!
…
...
…
... (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 17 عَبْدُ البَاقِي)
638** وَعَن عَئِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صَلى الله عليه "إِنَّ اللهَ رَفِيق يحِبُّ الرِّفقَ فِي الأَمْرِ كُلِّه " 00!!
(أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 1927 أَ، 9927 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2165 عَبْدُ البَاقِي)
639** وعنها أَيْضَاً رضي أَنَّهُ صلي الله عليه وسلم قالْ: " إن الله رفيق يحب الرفقَ ويعطي على الرفق ما لَا يعطى على العنف وما لَا يعطى على ما سواه " 00!!
…
... (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2593 عَبْدُ البَاقِي)
640** وعنها رضي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرفق لَا يكون في شَيْءٍ إِلَاّ زَانه، ولَا ينزع من شَيْءٍ إلَا شَانه " 00!! (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2594 عَبْدُ البَاقِي)
641** وعن أبي هريرة رضي الله عنه قالْ: بَالَ أَعرَابي في المَسجد، فَقَامَ النَّاسُ إليه ليقعوا فيهِ فقال النبي صلى الله عليه وسلم دَعُوهُ وأريقواْ على بوله سجلاً مِنْ ماء، أو ذَنُوبَاً من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين) رواه البخاري.
(أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 220 فَتح)
وَالسِّجِلُّ هُوَ الدَّلو المُمْتَلِئَةُ، كذلك الذنوبْ؛ وَمِنهُ قوله تعالى:
(*)(فَإِنَّ لِلَذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبَا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَستَعْجِلُون)(*)(سُورَةُ الذَّارِيَاتْ 59)
642** وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالْ: " يسروا ولَا تعسروا، وبشروا ولَا تنفروا " 00!!
(أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 69 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 1734 عَبْدُ البَاقِي)
643** وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قالْ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من يحرم الرفق يحرم الخير كله " 00!! (أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ بِاخْتِلَافٍ يَسِير تحْتَ رَقم / 2592 عَبْدُ البَاقِي)
644** وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلَا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أَوْصِني يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صلي:" لَا تغضبْ فردد مراراً قالَ لَا تغضبْ " 00!!
…
(أَخْرَجَهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 6116 فَتح)
646** وَعَن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: " ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قطُّ إلَا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإنْ كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شَيْءٍ قَطُّ إلَا أن تُنتَهَكَ حرمة اللهِ فينتقمَ لله تعالى " 00!! (أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم / 3560 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم / 2327 عَبْدُ البَاقِي)
الرفق فِي كُعَامَلَة النَّاسْ:
647 وعن ابن مسعود رضي الله عنه قالْ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألَا أخبركم بمَنْ يحرم عَلَى النارْ، أَوْ بمن تحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارْ 00؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل " 00!! (صَحَّحَهُ الأَلبَانِيُّ تحْتَ رَقم: 938)
قال الله تَعَالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)(الأعراف: 199) وقال تعالى: (فاصفح الصفح الجميل)(الحجر: 85) وَالعَفوُ سَبِيلٌ إِلَى مَغْفِرَةِ اللهِ تَعَالى وقال تَعَالى: (وليعفوا وليصفحوا ألَا تحبون أن يغفر الله لكم)(النور: 22) وقال تعالى: (وَالعَافِينَ عَنِ النَّاس والله يحب المحسنين)(آل عمران: 134) وقال تعالى: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور)(الشورى: 43).
648 وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أُحُدْ 00!؟
قالَ لقد لقيت مِنْ قومِكِ وكان أَشَدَّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ليلٍ فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهمومٌ على وجهي فلم أستفق إلَا وأنا بقرن الثعالبِ فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريلٌ عليه السلام، فناداني فقالَ إن الله تعالى قد سمع قولَ قومك لَكَ وما رَدُّواْ عليكَ وقد بعث إليك مَلِكَ الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملكُ الجبالِ فسلم عليَّ ثم قالَ يا محمد: إن الله قد سمع قول قومك لَكَ وأنا مَلِكُ الجبالِ وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك مَا شِئتَ فَإِنْ شِئتَ أطبقت عليهم الأخشبينِ فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلَابهم من يعبد الله وحده لَا يشرك به شيئا " 00!!
(أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ تحْتَ رَقم: 3231 فَتح 0 وَمُسْلِمٌ تحْتَ رَقم: 1795 عَبْدُ البَاقِي)
والأخشانِ جبلَانِ محيطان بمكة، والأخشبُ هو الجبل الغليظ 0
وعن عائشة رضي الله عنها قالتْ: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولَا امرأة ولَا خادما، إلَا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيْءٌ قط فينتقم من صاحبه إلَا أن ينتهك شيْءٌ من محارم الله تعالى: فينتقم لله تعالى " 00!!
(أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ تحْتَ رَقم: 2328 عَبْدُ البَاقِي)
تحمّل أذَاهم: وما يلقاها إلَا الذين صبروا وما يلقاها إلَا ذو حظ عظيم
…
... 35ك فصلت
اتّقَاء شرورهم: وإن تصروا وتتقوا لَا يضركم كيدهم شيئا
…
120م آل عمران
تحمّل أذَاهم: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور
…
...
…
43ك الشورى
واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلاً
…
...
…
10م النمل
وَرَوَى البَيْهَقِيُّ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَوْلَه: " أَفضَلُ الأَعْمَالِ بَعْدَ الإِيمَانِ بِاللهِ جل جلاله التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ وَاصْطِنَاعُ المَعْرُوفِ إِلَى كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرْ " 00!!
انظُرْ: " إِلَى كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرْ " 00 وَلَيْسَ كَمَا يَعْتَقِدُ البَعْضُ فَيَقُولُ " لَا يَأكُلْ طَعَامَكَ إِلَاّ تَقِيّ " فَهَذَا كِنَايَةٌ عَنِ المُعَاشَرَة: أَيْ أَنْ يَصِيرَ هَذَا الفَاجِرُ لَكَ صَاحِبَاً وَصَدِيقَاً، أَمَّا أَنْ تُطعِمَهُ وَتحْسِنَ إِلَيْهِ مِنْ بَابِ الدَّعْوَةِ وَالنَّصِيحَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ فَهَذَا لَا شَيْءَ فِيهِ بَلْ وَتُؤجَرُ عَلَيْه 0 (أَ 0 هـ)
(كرمه صلى مع الكفار 0 حَيَاةُ الصَّحَابَةِ طَبْعَةُ المَكْتَبِ الثَّقَافِي: 148/ 1)
وَحُسْنُ مُعَامَلَةِ النَّاسِ لَنْ يُكَلِّفَكَ كَثِيرَاً 00
النَّاسُ لِلنَّاسِ مِنْ بَدْوٍ وَمِن حَضَرٍ بَعْضٌ لِبَعْضٍ وَإِنْ لَمْ يَشْعُرُواْ خَدَمُ
وَاعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ لَنْ يحْتَمِلُوكَ كُلُّهُمْ؛ فَبِالطَّبْعِ الذِي خَلَقَكَ خَلَقَ مَن هُوَ أَشَدُّ مِنْك فَاحْذَرْ 00 كَانَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ إِذَا غَضِبَ غَضِبَ لَهُ أَلفُ سَيْفْ، لَا تَسْأَلني مَا الذِي سَيَحْدُثُ بَعْدَهَا وَكَيْف 00!!
أَوْصَى أَعْرَابِيٌّ بَنِيهِ قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالَ لهُمْ: يَا بَنيَّ عَاشِرُواْ النَّاسَ مُعَاشَرَةً إِذَا غِبْتُمْ حَنُّواْ إِلَيْكُمْ، وَإِذَا مُتُّمْ بَكَواْ عَلَيْكُمْ " 00!!
وَأَلحِقْ بِهَذَا الفَصْلِ قَصِيدَة: كُنْ جَمِيلاً تَرَى الوُجُودَ جَمِيلَا "، " وَقَصِيدَة: كُنْ بَلسَمَاً إِنْ صَارَ غَيرُكَ أَرْقَمَاً " 00!!
وَكَانَ سَيِّدُنَا عُمَرُ رضي جَالِسَاً ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ الصَّحَابَةِ فَسَأَلهُمْ سُؤَالاً ظَرِيفَاً: قَالَ لِيَتَمَني كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ شَيْئَاً 00!؟
قَالَ الأَوَّلُ أَتمَني أَنْ يَرْزُقَني اللهُ جلجل مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبَا فَأُنْفِقَهُ في سَبِيلِ الله 00!!
وَقَالَ الثَّانِي وَأَنَا أَتمَني مِلءَالمَدِينَةِ خَيْلاً أَغْزُو بِهَا في سَبِيلِ الله 00!!
وَقَالَ الثَّالِثُ وَأَنَا أَتمَني مِلءَالمَدِينَةِ عَبِيدَاً فَأُعْتِقَهُمْ في سَبِيلِ الله 00!!
انظُرْ إِلَى الأَمَانِي وَتَعَلَّمْ: لَمْ يَطلُبُواْ سَيَّارَةً شَبَح، وَلَا شَالِيهَاً في رَفَح، هَذَا هُوَ الفَرْقُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، وَمِن أَجْلِ هَذَا خَذَلَنَا وَنَصَرَهُمْ 00!!
كُلُّ هَذَا وَعُمَرُ صَامِتٌ صَمْتَ البَحْرِ العَمِيق؛ فَسَأَلُوهُ مَاذَا تَتَمَني أَنْتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين 00؟
قَالَ أَتمَني مِلءَ هَذَا المَسْجِدِ رِجَالاً مِثلَ أَبِي بَكر 00!!!
إِنَّ الوَازِعَ الدِّينيَّ (الضَّمِير) مَوْجُودٌ بِدَاخِلِ كُلِّ إِنسَان، غَيرَ أَنَّ النَّفسَ الطَّيِّبَةُ تُقَوِّيه، وَالنَّفسُ الخَبِيثَةُ تَعْصِيه 00!!
وَالمُؤسِفُ حَقَّاً أَنَّ مَنْ يَكُونُ مُتَدَيِّناً لَا تَلقَاهُ مِن أَهْلِ المُرُوءة، وَأَنَّ مَنْ تَلقَاهُ مِن أَهْلِ المُرُوءة لَا يَكُونُ مُتَدَيِّنَاً 00!!
من لَا محالة نابت فيها الرأس بالرأس والأذن زيادة
أما مذاقه فحلو وأما وجهه فجميل
حَدِيثُ النَّاسِ مَعَادِن " ح 0 ر 0 ص: 375 "