المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌البهائية، وادعاء الألوهية - موسوعة الرقائق والأدب - ياسر الحمداني

[ياسر الحمداني]

فهرس الكتاب

- ‌[مَقَالَاتُ بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني]

- ‌أَصُونُ كَرَامَتي مِنْ قَبْلِ قُوتي

- ‌أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُول

- ‌إِعْصَار كَاتْرِينَا

- ‌إِنْقَاذُ السُّودَان؛ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَان

- ‌الإِسْلَامُ هُوَ الحَلّ، وَلَيْسَ الإِرْهَابُ هُوَ الحَلّ

- ‌الْبَهَائِيَّة، وَادعَاءُ الأُلُوهِيَّة

- ‌الحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَان:

- ‌الدِّينُ النَّصِيحَة:

- ‌الشَّيْطَانُ الأَكْبَرُ

- ‌الفَنَّانَاتُ التَّائِبَاتُ

- ‌{أَرَاذِلُ الشُّعَرَاء}

- ‌الحُلْمُ الجَمِيل:

- ‌فَضْلُ حِفْظِ الْقُرْآنِ وَتجْوِيدِه:

- ‌فَضْلُ حِفْظِ الحَدِيثِ النَّبَوِيّ:

- ‌ فَضْلُ بِنَاءِ المَسَاجِد **

- ‌فُقَرَاء، لَكِنْ ظُرَفَاء

- ‌فِقْهُ الحَجِّ وَرَوْحَانِيَّاتُه:

- ‌قَصَائِدُ ابْتِهَالِيَّة:

- ‌لُغَتُنَا الجَمِيلَة:

- ‌مَقَامَاتُ بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني:

- ‌أَنْقِذُونَا بِالتَّغْيِير؛ فَإِنَّا في الرَّمَقِ الأَخِير:

- ‌إِيرَان؛ بَينَ المِطْرَقَةِ وَالسِّنْدَان

- ‌الأَمِينُ غَيرُ الأَمِين

- ‌الإِرْهَابُ وَالأَسْبَابُ المُؤَدِّيَةُ إِلَيْه

- ‌الحَاكِمُ بِأَمْرِ الشَّيْطَان

- ‌الشَّاعِرُ المَغْرُور

- ‌الْفَسَادُ الإِدَارِيُّ وَالرُّوتِينُ في الدُّوَلِ المُتَخَلِّفَة

- ‌الْقِطَطُ السِّمَان

- ‌الْكُلُّ شِعَارُهُ نَفْسِي نَفْسِي

- ‌المَوْهُوبُونَ وَالمَوْهُومُون

- ‌بَعْضَ الَاهْتِمَام؛ يَا هَيْئَةَ النَّقْلِ الْعَامّ

- ‌ثَمَانِ سَنَوَات؛ يَا وَزَارَةَ الاتِّصَالات

- ‌جَمَاعَةُ الإِخْوَانِ المحْظُوظَة

- ‌دُورُ " النَّشْل

- ‌شَبَابُنَا وَالْقُدْوَةُ في عُيُونِهِمْ

- ‌شُعَرَاءُ الْفُكَاهَة؛ بَيْنَ الجِدِّيَّةِ وَالتَّفَاهَة

- ‌صَنَادِيقُ شَفَّافَة، وَنُفُوسٌ غَيرُ شَفَّافَة

- ‌ ضَاعَتِ الأَخْلَاق؛ فَضَاقَتِ الأَرْزَاق

- ‌فَتَيَاتُ المَدَارِس، وَتَحَرُّشُ الأَبَالِس

- ‌قَتَلُواْ بِدَاخِلِنَا فَرْحَةَ الْعِيد

- ‌قَصِيدَةً مِنْ نَار؛ لِمَنْ يَتَّهِمُني بِسَرِقَةِ الأَشْعَار

- ‌قَنَاةٌ فَضَائِيَّةٌ تَلْفِتُ الأَنْظَار؛ بِالطَّعْنِ في نَسَبِ النَّبيِّ المخْتَار

- ‌مَتى سَيُنْصَفُ الضَّعِيف؛ في عَهْدِكَ يَا دُكْتُور نَظِيف

- ‌مُوَسْوِسُونَ لَكِنْ ظُرَفَاء

- ‌يَتْرُكُونَ المُشَرِّفِين؛ وَيُقَدِّمُونَ " المُقْرِفِين

- ‌يحْفَظُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ وَيَعْمَلُ بَنَّاءً

- ‌أَشْعَار بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني:

- ‌فَضْلُ الشِّعْر وَالشُّعَرَاء

- ‌مخْتَارَاتٌ مِنْ دِيوَاني:

- ‌الحَمَاسَةُ الحَمَدَانِيَّة:

- ‌إِهْدَاءُ الحَمَاسَةِ الحَمَدَانِيَّة:

- ‌مُقَدِّمَةُ الحَمَاسَة:

- ‌بَحْرُ الخَفِيف:

- ‌بَحْرُ الْبَسِيط:

- ‌بَحْرُ الرَّجَز:

- ‌بَحْرُ الرَّمَل:

- ‌بَحْرُ الوَافِر:

- ‌بَحْرُ المُتَدَارَك:

- ‌بَحْرُ المُتَقَارِب:

- ‌[بَحْرُ الكَامِلِ وَالطَّوِيل ـ 2]:

- ‌[بَحْرُ الكَامِلِ وَالطَّوِيل ـ 3]:

- ‌مجْزُوءُ الرَّمَل:

- ‌مجْزُوءُ الرَّجَز:

- ‌مجْزُوءُ الْوَافِر:

- ‌مجْزُوءُ الْكَامِل:

- ‌مُخَلَّعُ الْبَسِيط:

- ‌[مَنهُوكُ الرَّجَز

- ‌كِتَابُ الرِّضَا بِالقَلِيل:

- ‌مُقَدِّمَةُ الرِّضَا بِالقَلِيل

- ‌تَمْهِيدُ الرِّضَا بِالقَلِيل:

- ‌الفَقِيرُ الصَّابِر:

- ‌الرِّضَا بِالقَلِيل:

- ‌عَفَافُ النَّفْس:

- ‌كِتَابُ فَقْدِ الأَحِبَّة:

- ‌مُقَدِّمَةُ فَقْدِ الأَحِبَّة:

- ‌كَفَى بِالمَوْتِ وَاعِظَاً:

- ‌أَحْكَامُ الجَنَائِز:

- ‌فَقْدُ الأَحِبَّة:

- ‌وَفَاةُ الحَبِيب:

- ‌كِتَابُ هُمُومِ المُسْلِمِين:

- ‌الْكَاتِبُ في سُطُور:

- ‌مُقَدِّمَةُ هُمُومِ المُسْلِمِين:

- ‌مُصِيبَةُ المَرَض:

- ‌مُصِيبَةُ السِّجْنِ وَالحَدِيثُ عَنِ المَظْلُومين:

- ‌هُمُومُ المُسْلِمِين:

- ‌كِتَابُ هُمُومِ العُلَمَاء

- ‌مُقَدِّمَةُ هُمُومُ العُلَمَاء:

- ‌هُمُومُ العُلَمَاء:

- ‌[كِتَابُ قَصَائِدِ الأَطْفَال]:

- ‌[مُقَدِّمَةُ قَصَائِدِ الأَطْفَال]:

- ‌أَرْشِيفُ الحَمَدَاني:

- ‌انحِرَافُ الشَّبَاب:

- ‌البَيْتُ السَّعِيد

- ‌أَدَبُ الحِوَارِ في الإِسْلَام:

- ‌{الأَدَبُ مَعَ اللهِ وَرَسُولِهِ

- ‌ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجْ:

- ‌الدِّينُ الحَقّ:

- ‌الطِّيبَةُ في الإِسْلَام:

- ‌الْعِلْمُ وَالتَّعْلِيم:

- ‌العَمَلُ وَالكَسْب:

- ‌الكِبْرُ وَالغُرُور

- ‌المَمْلَكَةُ العَادِلَة:

- ‌بِرُّ الوَالِدَين:

- ‌نُزْهَةٌ في لِسَانِ الْعَرَب:

- ‌تَرْجَمَةُ الذَّهَبيّ؛ بِأُسْلُوبٍ أَدَبيّ [

- ‌حَالُ المُسْلِمِين:

- ‌رِجَالٌ أَسْلَمُواْ عَلَى يَدِ الرَّسُول:

- ‌فَوَائِدُ الصَّوْم:

- ‌زُهْدِيَّات:

- ‌(طَوَارِئُ خَطَابِيَّة)

- ‌فَضَائِلُ الصَّحَابَة:

- ‌مَدِينَةُ كُوسُوفُو:

- ‌مُعَلَّقَاتُ الأَدَبِ الإِسْلَامِيّ:

- ‌فَهْرَسَةُ سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاء

الفصل: ‌البهائية، وادعاء الألوهية

‌الْبَهَائِيَّة، وَادعَاءُ الأُلُوهِيَّة

==============

البهائية: نسبة إِلى بهاء الله، وهو حسين علي المازندراني، الذي سَمَّى نفسه بهاء الله، وكان له دور كبير في مساندة الحركة البابية، وتخطيطه لَها من وراءِ ستارٍ مستغلَا لكل الظروف والشخصيات في دعمها لتحقيق مآربه، وهو مختفٍ حتى لَا ينكشف أمره 0

وقد تعاون مع الروس وعملَائهم عندما كان في إيران، ولما انتقل إلى تركيا ثم فلسطين أخذ في التعاون مع المؤسسات اليهودية العالمية، والَاستعمار الَانجليزى 0

ولما وجد أن أخاه يزاحمه على زعامة الحركة بعد هلَاك الباب همّ بقتله، ودبر مذبحة من أشنع ما عرف في التاريخ، قضى فيها على أعوان أخيه قتلَا بالسواطير والجنازير المسمومة في وحشية يندى لها جبين الإنسان خزيَاً وعارا 0

بعد أن هلك الباب ادعى البهاء أنه خليفة القائم (الباب) ثم ادعى أنه القائم نفسُه، ثم تقدم خطوة أخرى فادعى أن القائم (الباب) كان ممهدا له، فلهذا هو القيُّوم، ثُم انتحل مقام النبوة، وأخيرَاً ادعى الأُلُوهِيَّةَ وَالرُّبُوبِيَّة، وأنه مظهر الحقيقة الإلهية، التي لَمْ تصل إلى كمالها الأعظم إلَاّ حينما تجسدت فيه، وأن كل الظهورات الإلهية التي سبقت منذ آدم مرورا بالأنبياء جميعا؛ كانت درجاتٍ أدنى حتى وصلت إلى كمالها في تجسدها في شخصه؛ وذلك لأنهم يؤمنون بالحلول [أَيْ أَنَّ الرَّبَّ جل جلاله يَحُلُّ في جَسَدِه] 0

وكان البهاء يغطى وجهه بقناع؛ مُوهِمَاً من يلقاه أن بهاء الله يعلوه، وقد ترك البهاءُ بعضَ الكتب والرسائل منها:

1 ـ الإيقان، وقد كتبه لما كان في بغداد تأييدا لدعوى " الباب " 0

2 ـ وله عدة رسائل، بعضها كتبه بالعربية وبعضها بالفارسية، ومن أسماء هذه الرسائل:

" الألواح "، " الَاشراقات "، " الهيكل "، " الكلمات الفردوسية "، " العهد " 0

3 ـ وأشهر كتبه " الأَقْدَس " 00 وقد كتبه في السنوات الأخيرة من حياته؛ ادعى أن الأحكام التي وردت فيه نزلت من سماء المشيئة الإلهية، وأن جميع ما نزل في الكتب المقدسة قد نسخ لعدم انسجامِهِ مع احتياجات الإنسان المعاصر، وَالْكِتَابُ " الأَقْدَسُ " مجموعةٌ من الخواطر تتحدث عن الإلهام والحلَال والحرام، والمواعظِ ومخاطبةِ الملوك، وبعضِ الألغاز التي تشير إلى الحروف مثل قوله:

يا أرض الطاء لَا تحزني من شىء قد جعلك الله مطلع فرح العالمين

يا أرض الخاء نسمع فيك صوت الرجال فى ذكر ربك الغني المتعال

[كَلَامٌ رَكِيكٌ لَا يَرْقَى حَتىَّ لِدَرَجَةِ الشِّعْرِ الحُرِّ فَضْلاً عَنِ المُقَفَّى المَوْزُون]

وبعد موته آل أمر الحركة إلى ابنه العباس عبد البهاء، ومن بعده إِلى حفيده شوقي رباني، ثم آل الأمر إلى أحد اليهود الأمريكان، وكان اسمه ميسون 0

ومن عقائدهم أنهم يعبدون البهاء، ويتوجهون إلى قبره بالعبادة، ويحجون إليه، ومن كلَامه فى ذلك:" من تَوَجَّهَ إلىَّ فقد توجه إلى المعبود، أما الذين يتوجهون بعبادتهم إلى الله، فإنما يتوجهون بها إلى وهم أفك الظنون " 0

والصلَاة عندهم تسع ركعات في الصباح والزوال والآصال، أَوْقَاتُهَا طلوع الشمس وتوسطها ومغيبها، ويقدسون العدد (9) لأنه مجموع حروف (بهاء / بحِسَابِ الجُمَّل) 0

والقبلة كانت في حياة البهاء إلى قصره، وبعد موته إلى قبره، والصوم (19) يوما، والزكاة لمن يملك مائة مثقال من الذهب؛ يؤخذ منه 19 مثقالَا 0

والحج إلى قصر البهاء في حياته، وإلى قبره بعد موته 0

والزواج للرجل أن يَتَزَوَّجَ بِامْرَأَتَين، ولم يحرم من النساء إلَا الأمُّ فقط، وإذا اقترن الزوجان عاما ولم يتفقا انفصلَا بالطلَاق، والربا مباح، والجهاد محرم، وهم يكفرون بالآخرة متابعة لأسلَافهم مِنَ البابيَّةِ والباطنيَّة، ولهم تأويلَات كثيرة ترجع جميعها إلى الكفر باليوم الآخر 0

هَذِهِ المَقَالَةُ هِيَ بحْثٌ مخْتَصَرٌ لِلدُّكْتُور / محَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الجُيُوشِيّ

قَامَ بِتَهْذِيبِهِ وَاخْتِصَارِهِ وَالتَّعْلِيقِ الْيَسِيرِ عَلَيْهِ الْكَاتِب / يَاسِرٌ الحَمَدَانيّ

بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني

ص: 56

مَنْ تَأَنىَّ نَالَ مَا تَمَنىَّ:

============

مِن أَدَقِّ وَأَرَقِّ الحِكَمِ الَّتي قِيلَتْ في التَّأَنيِّ قَوْلُهُمْ:

" مَنْ تَأَنىَّ نَالَ مَا تَمَنىَّ " 0

وَقَوْلُهُمْ: إِذَا أَتَاكَ أَحَدُ الخَصْمَينِ وَقَدْ فُقِئَتْ عَيْنُه؛ فَلَا تَقْضِينَّ لَهُ حَتىَّ يَأْتِيَكَ الخَصْمُ الآخَر؛ فَلَعَلَّهُ فُقِئَتْ عَيْنَاه 00!!

وَهَذَا مَا قَالَهُ صلى الله عليه وسلم في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه، وَصَحَّحَهُ الْعَلَاّمَة أَحْمَد شَاكِر: عَنِ الإِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لَهُ:

" إِذَا جَاءكَ الخَصْمَانِ فَلَا تَقْضِ لِلأَوَّلِ حَتىَّ تَسْمَعَ مِنَ الآخَر؛ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يَبِينَ لَكَ القَضَاء " 0

وَمِنَ الْكَلِمَاتِ المَأْثُورَةِ الَّتي يَتَنَاقَلُهَا النَّاسُ عَنِ التَّأَنيِّ قَوْلُهُمْ: كُنْ كَالنَّجَّارِ المَاهِر، الَّذِي يَقِيسُ عَشْرَ مَرَّات؛ لِيَقْطَعَ مَرَّةً وَاحِدَة 00!!

فَإِنَّ الشَّخْصَ الَّذِي يَتَّخِذُ قَرَارَهُ بِصُعُوبَة: محَالٌ أَنْ يَرْجِعَ فِيهِ بِسُهُولَة 0

وَمِن أَطْرَفِ الأَمْثَالِ الَّتي قِيلَتْ في مَدْحِ التَّأَنيِّ وَذَمِّ الْعَجَلَةِ قَوْلُهُمْ:

أَيْنَ كُنْتِ يَا " لَا " عِنْدَمَا قُلْتُ " نَعَمْ " 00؟!

وَأَمَّا عَنِ الأَشْعَار؛ فَمِن أَجْمَلِ مَا قِيلَ في التَّأَنيِّ: قَوْلُ الشَّاعِرِ القَرَوِيّ / رَشِيد سَلِيم الخُورِي:

إِذَا رُمْتَ أَمْرَاً فَلَا تَعْجَلَنَّ * وَإِلَاّ نَدِمْتَ عَلَى فِعْلِهِ

فَمَا كَبْوَةُ المَرْءِ قَتَّالَةً * إِذَا كَانَ يَمْشِي عَلَى مَهْلِهِ

وَقَوْلُ بَهَاءِ الدِّينِ الزُّهَير:

احْسِبْ حِسَابَكَ لِلخُرُوجِ مُقَدَّمَاً قَبْلَ الدُّخُول

وَمِمَّا يَنْبَغِي الإِشَارَةُ إِلَيْه: أَنَّ العَرَبَ قَدْ أَطْلَقُواْ مُسَمَّيَاتٍ كَثِيرَةً عَلَى الأَنَاةِ وَالتَّأَنيِّ: مِنهَا: التُّؤَدَةُ، وَالتَّرَيُّث، وَالرِّفْق، وَالتَّرَفُّق 0

ص: 57

أَمَّا عَنِ الأَدَبِ النَّبَوِيِّ الَّذِي جَرَى مجْرَى الحِكَمِ وَالأَمْثَالِ عَنِ الأَنَاةِ وَالتُّؤَدَةِ وَالرِّفْق:

قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم في هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي حَسَّنَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح: عَن أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" التَّأَنيِّ مِنَ الله، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَان " 0

وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم في هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في غَايَةِ المَرَامِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنَاً مَا؛ عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمَاً مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنَاً مَا؛ عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمَاً مَا " 0

ص: 58

وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم في الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه، وَصَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الهَيْثَمِيّ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح: عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" إِذَا أَرَادَ اللهُ عز وجل بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرَاً؛ أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْق " 0

وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم في هَذَا الحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُد، وَقَالَ فِيهِ الإِمَامُ الذَّهَبيّ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين:

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " التُّؤَدَةُ في كُلِّ شَيْءٍ خَير، إِلَاّ في عَمَلِ الآخِرَة " 0

وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم في الحَدِيثِ الَّذِي حَسَّنَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيّ:

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " السَّمْتُ الحَسَنُ وَالتُّؤَدَةُ وَالاِقْتِصَاد: جُزْءٌ مِن أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءَاً مِنَ النُّبُوَّة " 0 [السَّمْتُ الحَسَن: لِينُ الجَانِبِ وَحُسْنُ المَعْشَر، وَالاِقْتَصَاد: الاِعْتِدَالُ وَالتَّوَسُّط]

وَتَحِيَّاتي لِهَذَا البرْنَامجِ الهَادِفِ وَالمُفِيدِ، وَمِنْ نَجَاحٍ إِلى نَجَاحٍ لِلأُسْتَاذَة جِيهَانَ الرِّيدِي 0

يَاسِر الحَمَدَاني

ص: 59

التَّقْلِيدُ الأَعْمَى

========

إِنَّ شَبَابَنَا الْيَوْمَ نَظَرَ إِلى الْغَرْبِ بِطَرْفٍ مَفْتُون؛ وَلِذَا عِنْدَمَا أَخَذَ مِنهُ أَخَذَ أَسْوَأَ مَا عِنْدَهُ 00

نَظَرَ إِلى كُلِّ شَيْءٍ عَار: وَاتخَذَهُ شِعَار 00!!

فَتَشَبَّهُواْ بِالغَرْبِ حَتىَّ أَوْشَكُواْ * أَنْ يَعْبُدُوهُ عِبَادَةَ الأَصْنامِ

تَقْلِيدَ أَعْمَىً قَلَّدُواْ وَلِذَا فَقَدْ * تَبِعُواْ نِظَامَهُمُ بِغَيرِ نِظَامِ

كُلَّ هَذَا لِيَكُونُواْ مِثْلَهُمْ، وَشَتَّانَ بَيْنَ جَرَّةِ الجُبْنِ القَدِيمِ وَجَرَّةِ العَسَل 00!!

ص: 60

فَلوْ لَبِسَ الحِمَارُ لَنَا حَرِيرَاً * لَقَالَ النَّاسُ يَا لَكَ مِن حِمَارِ

حَتىَّ في اللَّعِبِ مِنْ شِدَّةِ خَيْبَتِنَا لَا نَسْتَطِيعُ تَقْلِيدَهُمْ فِيه 00!!

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرَاً شِبْرَاً، وَذِرَاعَاً بِذِرَاع، حَتىَّ لَوْ دَخَلُواْ جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (7320 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2669 / عَبْد البَاقِي]

ص: 61

وَهَذِهِ العِبَارَةُ الأَخِيرَة: بحَثْتُ عَنهَا في مَعَاجِمَ كَثِيرَة، حَتىَّ عَثَرْتُ عَلَيْهَا أَخِيرَاً في كُتُبِ الحَيَوَان، بَدَأْتُ أُفَكِّرُ مَا هُوَ السَّيِّئُ في حَيَاةِ الضَّبِّ حَتىَّ يَضْرِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهِ المَثَل 00؟!

ص: 62

اتَّضَحَ الآتي 00 أَوَّلاً: الضَّبُّ هَذَا حَيَوَانٌ كَالتِّمْسَاحِ في الشَّكْل، أَمَّا مِن حَيْثُ الطُّولِ فَهُوَ نِصْفُ مِتْرٍ تَقْرِيبًا، يُؤْكَلْ لَحْمُه، إِلَاّ أَنَّهُ حَيَوَانٌ ضَعِيف، لَيْسَ لَهُ فَكٌّ كَفَكِّ التِّمْسَاحِ وَلا مخَالِبُ كَمَخَالِبِ النَّمِرِ يُدَافِعُ بِهَا عَنْ نَفْسِه؛ فَمَاذا يَصْنَع 00؟!

يَأْوِي إِلى جُحْرِهِ الحَيَّاتِ وَالعَقَارِبَ وَالثَّعَابِين؛ وَمِن هُنَا ضَرَبَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِهِ المَثَل فَقَال: " حَتىَّ لَوْ دَخَلُواْ جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ " 0

ص: 63

وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يُسَمَّى التَّقْلِيدَ الأَعْمَى 00!!

يَا أُمَّةً ضَحِكَت مِنْ جَهْلِهَا الأُمَمُ

في كُلِّ يَوْمٍ نَرَى لِلْغَرْبِ خَارِقَةً وَلَيْسَ لِلشَّرْقِ إِلَاّ السَّمْعُ وَالبَصَرُ

القَوْمُ يَبْتَكِرُونَ المُعْجِزَاتِ لَهُمْ وَنحْنُ نمْدَحُ مَا اخْتَرَعُواْ وَمَا ابْتَكَرُواْ

فَهَلْ بِذَا الشَّرْقُ قَدْ أَدَّى رِسَالَتَهُ وَهَلْ تَرَى أَنْبِيَاءَ الغَرْبِ قَدْ ظَهَرُواْ

وَاأَسَفَا عَلَى قَوْمِي 00

ص: 64

تَقَدَّمَ كُلُّ بَطِيءِ الخُطَا * وَهُمْ وَحْدَهُمْ رَجَعُواْ القَهْقَرَى

أَذَلَّهُمُ كُلُّ شَعْبٍ ذَلِيلٍ * وَكَانَ لَهُمْ أَمْسِ مُلكُ الثَّرى

وَمَن خَطَبَ المجْدَ شَدَّ الرِّحَالَا * إِلَيْهِ وَخَاضَ الدَّمَ الأَحْمَرَا

نَعَمْ نحْنُ أَبْنَاءُ حَضَارَةٍ عَاشَتْ خَمْسَةَ آلافِ سَنَة، وَوَهَبَنَا اللهُ حَضَارَةً أَعْظَمَ مِنهَا هِيَ الحَضَارَةُ الإِسْلَامِيَّة، وَلَكِن هَلْ كُلُّ مَا نَمْلِكُهُ مِنَ المجْدِ هُوَ افْتِخَارُنَا بِالآبَاءِ وَالأَجْدَاد 00؟!

مَنِ اتَّكَلَ عَلَى شَرَفِ آبَائِهِ فَقَدْ عَقَّهُمْ 00

مَنْ يَقْتَرِبْ مِن أَمْسِ يَبْعُدْ عَن غَدٍ * وَيَعِشْ مَعَ المَوْتَى وَيُصْبِحْ مِنهُمُ

*************

ص: 65

إِنِ افْتَخَرْتُمْ بِآبَاءٍ ذَوِي حَسَبٍ * نِعْمَ الأَبَاءُ وَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدُواْ

رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ؛ مَاتُواْ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَات 00!!

جَنَواْ لَكُمُ أَنْ تُمْدَحُواْ وَجَنَيْتُمُ * لَهُمْ أَنْتُمُ أَنْ يُشْتَمُواْ في المَقَابِرِ

لأَنْ تَكُونَ أَحْسَابُنَا عَارَاً عَلَيْنَا؛ خَيرٌ مِن أَنْ نَكُونَ عَارَاً عَلَى أَحْسَابِنَا، بِئْسَ السَّالِفِينَ بَدَلا 0

وَهَكَذَا: جَعَلْنَا مِنَ القَدَرِ " شَمَّاعَةً " عَلَّقْنَا عَلَيْهَا تخُلُّفَنَا عَنْ سَائِرِ الأُمَم 00!!

ص: 66

نِمْنَا فَخِلْنَا كُلَّ طَرفٍ نَائِمَاً * مَا أَجْهَل الوسْنَانَ بِاليَقظَان

تَعِسَ الَّذِى رَضِىَ الأَمَانِيَ ثَرْوَةً * إنَّ الأَمَانيَ ثَرْوَةُ الكَسْلَانِ

مَا بَالُ قَوْمِى نَائِمِين عَنِ العُلَا * وَلَقَدْ تَنَبَّهَ لِلْعُلَا الثَّقَلَانِ

لَوْ تَعْقِلُونَ عَمِلْتُمُ لِخَلَاصِكُمْ * مِنْ عَالَمِ الجَبَرُوتِ وَالطُّغْيَانِ

حَرْبٌ تُلاحِقُنَا بِغَيرِ هَوَادَةٍ * يجْني الشُّيُوخُ بِهَا عَلَى الشُّبَّانِ

وَمَدِينَةٍ زَهْرَاءَ آمِنَةِ الحِمَى * هُدِمَتْ مَنَازِلُهَا عَلَى السُّكَّانِ

ص: 67

خَرِسَتْ بَلَابِلُهَا الشَّوَادِي في الرُّبى * وَعَلَا صِيَاحُ البُومِ وَالغِرْبَانِ

سَحَقَ القَوِيُّ بِهَا الضَّعِيفَ وَدَاسَهُ * وَمَشَى عَلَى أَرْضٍ مِنَ الأَبْدَانِ

بِئْسَ الوَغَى يَجْني الجُنُودُ حُتُوفَهُمْ * في سَاحِهَا وَالفَخْرُ لِلتِّيجَانِ

مَا بَالُكُمْ لَا تَغْضَبُون لِدِينِكُمْ * غَضْبَاتِ مَلْطُومِ الجَبِينِ مُهَانِ

يَا قَوْمُ هُبُّواْ وَانهَضُواْ نحْوَ الْعُلَا * وَتَشَبَّهُواْ بِالصِّينِ وَاليَابَانِ

يَا أُمَّةً لَعِبَتْ بِدِينِ نَبِيِّهَا * وَشَفِيعِهَا كَتَلَاعُبِ الصِّبْيَانِ

ص: 68

تَرَكَ المَسِيحِيُّونَ مَا أُمِرُواْ بِهِ * وَالمُسْلِمُونَ بَغَوْاْ عَلَى القُرْآنِ

لَا ذَنْبَ لِلأَقْدَارِ في إِذْلَالِنَا * هَذَا جَزَاءُ الغَافِلِ المُتَوَانِي

ص: 69