المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مُصِيبَةُ المَرَض: ========= ثَوَابُ المَرِيضِ الصَّابِر عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله - موسوعة الرقائق والأدب - ياسر الحمداني

[ياسر الحمداني]

فهرس الكتاب

- ‌[مَقَالَاتُ بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني]

- ‌أَصُونُ كَرَامَتي مِنْ قَبْلِ قُوتي

- ‌أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُول

- ‌إِعْصَار كَاتْرِينَا

- ‌إِنْقَاذُ السُّودَان؛ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَان

- ‌الإِسْلَامُ هُوَ الحَلّ، وَلَيْسَ الإِرْهَابُ هُوَ الحَلّ

- ‌الْبَهَائِيَّة، وَادعَاءُ الأُلُوهِيَّة

- ‌الحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَان:

- ‌الدِّينُ النَّصِيحَة:

- ‌الشَّيْطَانُ الأَكْبَرُ

- ‌الفَنَّانَاتُ التَّائِبَاتُ

- ‌{أَرَاذِلُ الشُّعَرَاء}

- ‌الحُلْمُ الجَمِيل:

- ‌فَضْلُ حِفْظِ الْقُرْآنِ وَتجْوِيدِه:

- ‌فَضْلُ حِفْظِ الحَدِيثِ النَّبَوِيّ:

- ‌ فَضْلُ بِنَاءِ المَسَاجِد **

- ‌فُقَرَاء، لَكِنْ ظُرَفَاء

- ‌فِقْهُ الحَجِّ وَرَوْحَانِيَّاتُه:

- ‌قَصَائِدُ ابْتِهَالِيَّة:

- ‌لُغَتُنَا الجَمِيلَة:

- ‌مَقَامَاتُ بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني:

- ‌أَنْقِذُونَا بِالتَّغْيِير؛ فَإِنَّا في الرَّمَقِ الأَخِير:

- ‌إِيرَان؛ بَينَ المِطْرَقَةِ وَالسِّنْدَان

- ‌الأَمِينُ غَيرُ الأَمِين

- ‌الإِرْهَابُ وَالأَسْبَابُ المُؤَدِّيَةُ إِلَيْه

- ‌الحَاكِمُ بِأَمْرِ الشَّيْطَان

- ‌الشَّاعِرُ المَغْرُور

- ‌الْفَسَادُ الإِدَارِيُّ وَالرُّوتِينُ في الدُّوَلِ المُتَخَلِّفَة

- ‌الْقِطَطُ السِّمَان

- ‌الْكُلُّ شِعَارُهُ نَفْسِي نَفْسِي

- ‌المَوْهُوبُونَ وَالمَوْهُومُون

- ‌بَعْضَ الَاهْتِمَام؛ يَا هَيْئَةَ النَّقْلِ الْعَامّ

- ‌ثَمَانِ سَنَوَات؛ يَا وَزَارَةَ الاتِّصَالات

- ‌جَمَاعَةُ الإِخْوَانِ المحْظُوظَة

- ‌دُورُ " النَّشْل

- ‌شَبَابُنَا وَالْقُدْوَةُ في عُيُونِهِمْ

- ‌شُعَرَاءُ الْفُكَاهَة؛ بَيْنَ الجِدِّيَّةِ وَالتَّفَاهَة

- ‌صَنَادِيقُ شَفَّافَة، وَنُفُوسٌ غَيرُ شَفَّافَة

- ‌ ضَاعَتِ الأَخْلَاق؛ فَضَاقَتِ الأَرْزَاق

- ‌فَتَيَاتُ المَدَارِس، وَتَحَرُّشُ الأَبَالِس

- ‌قَتَلُواْ بِدَاخِلِنَا فَرْحَةَ الْعِيد

- ‌قَصِيدَةً مِنْ نَار؛ لِمَنْ يَتَّهِمُني بِسَرِقَةِ الأَشْعَار

- ‌قَنَاةٌ فَضَائِيَّةٌ تَلْفِتُ الأَنْظَار؛ بِالطَّعْنِ في نَسَبِ النَّبيِّ المخْتَار

- ‌مَتى سَيُنْصَفُ الضَّعِيف؛ في عَهْدِكَ يَا دُكْتُور نَظِيف

- ‌مُوَسْوِسُونَ لَكِنْ ظُرَفَاء

- ‌يَتْرُكُونَ المُشَرِّفِين؛ وَيُقَدِّمُونَ " المُقْرِفِين

- ‌يحْفَظُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ وَيَعْمَلُ بَنَّاءً

- ‌أَشْعَار بَدِيعِ الزَّمَانِ الحَمَدَاني:

- ‌فَضْلُ الشِّعْر وَالشُّعَرَاء

- ‌مخْتَارَاتٌ مِنْ دِيوَاني:

- ‌الحَمَاسَةُ الحَمَدَانِيَّة:

- ‌إِهْدَاءُ الحَمَاسَةِ الحَمَدَانِيَّة:

- ‌مُقَدِّمَةُ الحَمَاسَة:

- ‌بَحْرُ الخَفِيف:

- ‌بَحْرُ الْبَسِيط:

- ‌بَحْرُ الرَّجَز:

- ‌بَحْرُ الرَّمَل:

- ‌بَحْرُ الوَافِر:

- ‌بَحْرُ المُتَدَارَك:

- ‌بَحْرُ المُتَقَارِب:

- ‌[بَحْرُ الكَامِلِ وَالطَّوِيل ـ 2]:

- ‌[بَحْرُ الكَامِلِ وَالطَّوِيل ـ 3]:

- ‌مجْزُوءُ الرَّمَل:

- ‌مجْزُوءُ الرَّجَز:

- ‌مجْزُوءُ الْوَافِر:

- ‌مجْزُوءُ الْكَامِل:

- ‌مُخَلَّعُ الْبَسِيط:

- ‌[مَنهُوكُ الرَّجَز

- ‌كِتَابُ الرِّضَا بِالقَلِيل:

- ‌مُقَدِّمَةُ الرِّضَا بِالقَلِيل

- ‌تَمْهِيدُ الرِّضَا بِالقَلِيل:

- ‌الفَقِيرُ الصَّابِر:

- ‌الرِّضَا بِالقَلِيل:

- ‌عَفَافُ النَّفْس:

- ‌كِتَابُ فَقْدِ الأَحِبَّة:

- ‌مُقَدِّمَةُ فَقْدِ الأَحِبَّة:

- ‌كَفَى بِالمَوْتِ وَاعِظَاً:

- ‌أَحْكَامُ الجَنَائِز:

- ‌فَقْدُ الأَحِبَّة:

- ‌وَفَاةُ الحَبِيب:

- ‌كِتَابُ هُمُومِ المُسْلِمِين:

- ‌الْكَاتِبُ في سُطُور:

- ‌مُقَدِّمَةُ هُمُومِ المُسْلِمِين:

- ‌مُصِيبَةُ المَرَض:

- ‌مُصِيبَةُ السِّجْنِ وَالحَدِيثُ عَنِ المَظْلُومين:

- ‌هُمُومُ المُسْلِمِين:

- ‌كِتَابُ هُمُومِ العُلَمَاء

- ‌مُقَدِّمَةُ هُمُومُ العُلَمَاء:

- ‌هُمُومُ العُلَمَاء:

- ‌[كِتَابُ قَصَائِدِ الأَطْفَال]:

- ‌[مُقَدِّمَةُ قَصَائِدِ الأَطْفَال]:

- ‌أَرْشِيفُ الحَمَدَاني:

- ‌انحِرَافُ الشَّبَاب:

- ‌البَيْتُ السَّعِيد

- ‌أَدَبُ الحِوَارِ في الإِسْلَام:

- ‌{الأَدَبُ مَعَ اللهِ وَرَسُولِهِ

- ‌ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجْ:

- ‌الدِّينُ الحَقّ:

- ‌الطِّيبَةُ في الإِسْلَام:

- ‌الْعِلْمُ وَالتَّعْلِيم:

- ‌العَمَلُ وَالكَسْب:

- ‌الكِبْرُ وَالغُرُور

- ‌المَمْلَكَةُ العَادِلَة:

- ‌بِرُّ الوَالِدَين:

- ‌نُزْهَةٌ في لِسَانِ الْعَرَب:

- ‌تَرْجَمَةُ الذَّهَبيّ؛ بِأُسْلُوبٍ أَدَبيّ [

- ‌حَالُ المُسْلِمِين:

- ‌رِجَالٌ أَسْلَمُواْ عَلَى يَدِ الرَّسُول:

- ‌فَوَائِدُ الصَّوْم:

- ‌زُهْدِيَّات:

- ‌(طَوَارِئُ خَطَابِيَّة)

- ‌فَضَائِلُ الصَّحَابَة:

- ‌مَدِينَةُ كُوسُوفُو:

- ‌مُعَلَّقَاتُ الأَدَبِ الإِسْلَامِيّ:

- ‌فَهْرَسَةُ سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاء

الفصل: ‌ ‌مُصِيبَةُ المَرَض: ========= ثَوَابُ المَرِيضِ الصَّابِر عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله

‌مُصِيبَةُ المَرَض:

=========

ثَوَابُ المَرِيضِ الصَّابِر

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذَى مَرَضٍ فَمَا سِوَاه؛ إِلَاّ حَطَّ اللهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5667 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2571 / عَبْد البَاقِي]

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم في حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ المَرَضِ أَيْضَاً:

" يَحُطُّ الخَطَايَا عَنْ صَاحِبِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ الْيَابِسَةُ وَرَقَهَا " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في كِتَابِ الإِيمَانِ لِشَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَة]

ص: 4972

عَنْ لجْلَاجٍ العَامِرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه؛ ابْتَلَاهُ اللهُ في جَسَدِه، أَوْ في مَالِه، أَوْ في وَلَدِه، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِك؛ حَتىَّ يُبَلِّغَهُ المَنْزِلَةَ الَّتي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ تَعَالى " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " برَقْم: 3090]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" لَا يَزَالُ البَلَاءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ في جَسَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِه: حَتىَّ يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَة " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 494، كَمَا صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7846]

ص: 4973

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَال: " كُنَّا عِنْدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَتَبَسَّم؛ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ تَبَسَّمَت 00؟!

قَالَ صلى الله عليه وسلم: " عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ وَجَزَعِهِ مِنَ السَّقَم، وَلَوْ يَعْلَمُ مَا في السَّقَمِ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ سَقِيمَاً حَتىَّ يَلْقَى اللهَ عز وجل " 0

[ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (304/ 2)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 9937]

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ المُؤْمِنَ في جَسَدِهِ يُؤْذِيه؛ إِلَاّ كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِه " 0

[صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين 0 صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5724، 2274)، رَوَاهُ أَحْمَد]

ص: 4974

عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِنَّ اللهَ عز وجل يَبْتَلي عَبْدَهُ بِالَّسقَمِ حَتىَّ يُكَفِّرَ عَنْهُ كُلَّ ذَنْب " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1870، 3393، رَوَاهُ الحَاكِمُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِيرِ وَالأَوْسَط]

عَن أُمِّ العَلَاءِ رضي الله عنها قَالَتْ: " عَادَني رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَرِيضَةٌ فَقَال:

ص: 4975

" أَبْشِرِي يَا أُمَّ العَلَاء؛ فَإِنَّ مَرَضَ المُسْلِم؛ يُذْهِبُ اللهُ بِهِ خَطَايَاه، كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: (13809)، وَصَحَّحَهُ أَيْضَاً في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 3092]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَجُلاً تَلَا هَذِهِ الآيَة:

{مَنْ يَعْمَلْ سُوءً ايُجْزَ بِهِ} {النِّسَاء/123}

قَالَ ـ أَيِ الرَّجُل: إِنَّا لَنُجْزَى بِكُلِّ عَمَلِنَا 00؟

هَلَكْنَا إِذَن؛ فَبَلَغَ ذَاكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال:

" نَعَمْ، يُجْزَى بِهِ المُؤْمِنُ في الدُّنْيَا: في مُصِيبَتِهِ في جَسَدِهِ فِيمَا يُؤْذِيه " 0

ص: 4976

[صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2274، وَقَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو يَعْلَى]

هَدِيَّةُ اللهِ لِلْمَرِيض

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" إِذَا مَرِضَ العَبْدُ أَوْ سَافَر؛ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمَاً صَحِيحَاً " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2996 / فَتْح)، وَالحَدِيثُ في " المُسْنَدِ " بِرَقْم: (19180)، الكَنز: 6663]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَال: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في غَزَاةٍ فَقَال:

ص: 4977

" إِنَّ بِالمَدِينَةِ لَرِجَالاً، مَا سِرْتُمْ مَسِيرَاً وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيَاً إِلَاّ كَانُواْ مَعَكُمْ؛ حَبَسَهُمُ المَرَض "

وَفي رِوَايَةٍ: " إِلَاّ شَرِكُوكُمْ في الأَجْر " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1911 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" إِذَا كَانَ العَبْدُ يَعْمَلُ عَمَلاً صَالحَاً، فَشَغَلَهُ عَنْهُ مَرَضٌ أَوْ سَفَر؛ كُتِبَ لَهُ كَصَالحِ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ مُقِيم " 0

[حَسَّنَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 3091]

ص: 4978

عَن عَطَاءَ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَرِضَ الْعَبْد؛ قَالَ اللهُ لِلْكِرَامِ الْكَاتِبِين: اكْتُبُواْ لِعَبْدِي مِثْلَ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ حَتىَّ أَقْبِضَهُ أَوْ أُعَافِيَه " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (800)، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في مُصَنَّفِه]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِذَا ابْتَلَى اللهُ العَبْدَ المُسْلِمَ بِبَلَاءٍ في جَسَدِه؛ قَالَ اللهُ عز وجل لِلْمَلَك: اكْتُبْ لَهُ صَالحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُه، فَإِنْ شَفَاهُ غَسَلَهُ وَطَهَّرَه، وَإِنْ قَبَضَهُ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَه " 0

[حَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: 3422، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: 304/ 2، وَهُوَ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 13301]

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ص: 4979

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا مَرِض؛ أَوْحَى إِلى مَلَائِكَتِه: يَا مَلَائِكَتي؛ أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي بِقَيْدٍ مِنْ قُيُودِي، فَإِن أَقْبِضْهُ أَغْفِرْ لَهُ، وَإِن أُعَافِهِ فَحِينَئِذٍ يَقْعُدُ وَلَا ذَنْبَ لَه " 0 [حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1673، 1611، رَوَاهُ الحَاكِم]

وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " قَالَ اللهُ سبحانه وتعالى: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدَاً مِن عِبَادِي مُؤْمِنَاً، فَحَمِدَني عَلَى مَا ابْتَلَيْتُه؛ فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتهُ أُمُّهُ مِنَ الخَطَايَا، وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل: أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي وَابْتَلَيْتُه، وَأَجْرُواْ لَهُ كَمَا كُنْتُمْ تجْرُونَ لَهُ وَهُوَ صَحِيح " 0 [حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 4300، 1611، وَفي المِشْكَاةِ بِرَقْم: (1579)، وَفي التَّرْغِيبِ أَيْضَاً بِرَقْم: (3423)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِرَقْم: 16669، وَهُوَ في الكَنز: 6669]

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ص: 4980

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا كَانَ عَلَى طَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ مِنَ العِبَادَةِ ثُمَّ مَرِض؛ قِيلَ لِلْمَلَكِ المُوَكَّلِ بِه: اكْتُبْ لَهُ مِثْلَ عَمَلِهِ إِذَا كَانَ طَلِيقَاً؛ حَتىَّ أُطْلِقَهُ أَوْ أَكْفِتَهُ إِليّ " 00 أَيْ أَقْبِضَهُ إِليّ 0

[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالْعَلَاّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6895، وَالْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي المِشْكَاةِ بِرَقْم: 1559]

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ص: 4981

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ في جَسَدِه؛ إِلَاّ أَمَرَ اللهُ تَعَالى الحَفَظَة: اكْتُبُواْ لِعَبْدِي في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِنَ الخَيْرِ مَا كَانَ يَعْمَل؛ مَا دَامَ محْبُوسَاً في وَثَاقِي "[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ بِرَقْم: 10700، وَالْعَلَاّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 6825، رَوَاهُ الحَاكِم]

°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°*°

ص: 4982

عَن أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَال: " إذَا مَرِضَ العَبْدُ المُسْلِمُ نُودِيَ صَاحِبُ اليَمِينِ أَن أَجْرِ عَلَى عَبْدِي صَالحَ مَا كَانَ يَعْمَل، وَيُقَالُ لِصَاحِبِ الشِّمَال: أَقْصِرْ عَن عَبْدِي مَا كَانَ في وَثَاقِي، فَقَالَ رَجُلٌ لأَبي هُرَيْرَة: يَا لَيْتَني لَا أَزَالُ ضَاجِعَاً؛ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَرِهَ العَبْدُ الخَطَايَا "

[رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 9948]

ص: 4983

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " عَجِبْتُ لِمَلَكَينِ مِنَ المَلَائِكَة: نَزَلَا إِلى الأَرْضِ يَلْتَمِسَانِ عَبْدَاً في مُصَلَاّهُ فَلَمْ يجِدَاه، ثمَّ عَرَجَا إِلى رَبِّهِمَا فَقَالَا: يَا رَبّ، كُنَّا نَكْتُبُ لِعَبْدِكَ المُؤْمِنِ في يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ مِنَ العَمَلِ كَذَا وَكَذَا، فَوَجَدْنَاهُ قَدْ حَبَسْتَهُ في حِبَالَتِكَ فَلَمْ نَكْتُبْ لَهُ شَيْئَاً؛ فَقَالَ اللهُ جل جلاله: اكْتُبَا لِعَبْدِي عَمَلَهُ في يَوْمِهِ وَلَيْلَتِه، وَلَا تَنْقُصَا مِن عَمَلِهِ شَيْئَا، عَلَيَّ أَجْرُهُ مَا حَبَسْتُه، وَلَهُ أَجْرُ مَا كَانَ يَعْمَل " 0

ص: 4984

[ضَعَّفَهُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (3682)، وَهُوَ في " الشُّعَبِ " بِرَقْم: (9938)، وَفي " الكَنزُ " بِرَقْم: 6665]

عَن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" لَيْسَ مِن عَمَلِ يَوْمٍ إِلَاّ وَهُوَ يُخْتَمُ عَلَيْه، فَإِذَا مَرِضَ المُؤْمِنُ قَالَتِ المَلَائِكَة: يَا رَبَّنَا؛ عَبْدُكَ فُلَانٌ قَدْ حَبَسْتَه 00؟

فَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل: اخْتِمُواْ لَهُ عَلَى مِثْلِ عَمَلِهِ حَتىَّ يَبْرَأَ أَوْ يَمُوت " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5432، 2193، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ وَتمَنيِّ المَوْت

ص: 4985

عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبي حَازِمٍ رضي الله عنه قَال: " دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ رضي الله عنه نَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّات؛ فَقَالَ رضي الله عنه: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ سَلَفُواْ؛ مَضَوْا وَلَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا، وَإِنَّا أَصَبْنَا مَا لَا نجِدُ لَهُ مَوْضِعَاً إِلَاّ التُّرَاب، وَلَوْلَا أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِه، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى وَهُوَ يَبْني حَائِطَاً لَهُ فَقَال:

" إِنَّ المُسْلِمَ لَيُؤْجَرُ في كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُه، إِلَاّ في شَيْءٍ يجْعَلُهُ في هَذَا التُّرَاب " 0

[الإِمَامُ البُخَارِيُّ في كِتَابِ المَرْضَى بَابِ تمَني المَرِيضِ المَوْت برَقْم: 5672]

ص: 4986

عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبي حَازِمٍ رضي الله عنه قَال: " أَتَيْتُ خَبَّابَاً وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَاً في بَطْنِه، فَسَمِعْتُهُ يَقُول: لَوْلَا أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (6350 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2681 / عَبْد البَاقِي]

سَيِّدُنَا الحَسَنُ أَخُو الحُسَين؛ يَزُورُ سَيِّدَنَا عِمْرَانَ بْنَ حُصَين

ص: 4987

عَنِ الحَسَنِ بِنِ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ رضي الله عنه في مَرَضِهِ يُوَاسِيه، فَقَالَ لَهُ الحَسَن: إنيِّ لأَرْثِي لَكَ مِمَّا أَرَى، قَالَ رضي الله عنه: يَا ابْنَ أَخِي؛ لَا تَفْعَلْ، فَوَاللهِ إِنَّ أَحَبَّهُ إِليَّ أَحَبُّهُ إِلى اللهِ عز وجل، وَقَدْ قَالَ سبحانه وتعالى:

{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير} {الشُّورَى/30}

فَهَذَا مَا كَسَبَتْ يَدَاي، ثُمَّ يَأْتِيني عَفْوُ رَبيِّ بَعْدُ فِيمَا بَقِيَ " 0

[حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (302/ 2)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ]

عَنِ الْبرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:

ص: 4988

" مَا اخْتَلَجَ عِرْقٌ وَلَا عَينٌ إِلَاّ بِذَنْب، وَمَا يَدْفَعُ اللهُ أَكْثر " 00 اخْتَلَجَ عِرْقُهُ: أَيْ آلَمَهُ 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5521، 2215)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

الصَّبرُ عَلَى الأَمْرَاض، وَعَدَمُ الشَّكْوَى وَالَاعْتِرَاض

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جل جلاله أَنَّهُ قَال:

" إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِيَ المُؤْمِنَ وَلَمْ يَشْكُني إِلى عُوَّادِه؛ أَطْلَقْتُهُ من إِسَارِي ـ أَيْ أَطْلَقْتُهُ مِن أَسْرِي ـ ثُمَّ أَبْدَلْتُهُ لحْمَاً خَيرَاً مِنْ لحْمِه، وَدَمَاً خَيرَاً مِنْ دَمِه " 0

ص: 4989

[صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (4301، 272)،، رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ بِرَقْم: 6340]

عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِذَا مَرِضَ الْعَبْد؛ بَعَثَ اللهُ تَعَالى إِلَيْهِ مَلَكَيْن، فَقَالَ جل جلاله: انْظُرَا مَاذَا يَقُولُ لِعُوَّادِه، فَإِن هُوَ إِذَا جَاءوهُ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيْه؛ رَفَعَا ذَلِكَ إِلى اللهِ عز وجل وَهُوَ أَعْلَم؛ فَيَقُول: لِعَبْدِي عَلَيَّ إِنْ تَوَفَّيْتُهُ أَنْ أُدْخِلَهُ الجَنَّة، وَإِن أَنَا شَفَيْتُهُ أَنْ أُبْدِلَ لَهُ لحْمَاً خَيرَاً مِنْ لحْمِه، وَدَمَاً خَيرَاً مِنْ دَمِه، وَأَن أُكَفِّرَ عَنْهُ سَيِّئَاتِه "

ص: 4990

[حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: (3431، 3424)، وَهُوَ في المُوَطَّإِ بِرَقْم: (1750)، وَفي الشُّعَبِ بِرَقْم: 9941]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" مَا مَرِضَ مُسْلِمٌ قَطّ؛ إِلَاّ وَكَّلَ اللهُ بِهِ مَلَكَينِ مِنْ مَلَائِكَتِه، لَا يُفَارِقَانِهِ حَتىَّ يَقْضِيَ اللهُ فِيهِ بِإحْدَى الحُسْنَيَين: إِمَّا بمَوْت وَإِمَّا بحَيَاة، فَإِذَا قَالَ لَهُ العُوَّاد: كَيْفَ تجِدُك 00؟

قَالَ أَحْمَدُ الله، أَجِدُني وَاللهِ محْمُودَاً بخَير؛ قَالَ لَهُ المَلَكَان: أَبشِرْ بِدَمٍ هُوَ خَيرٌ مِنْ دَمِك، وَبِصِحَّةٍ هِيَ خَيرٌ مِنْ صِحَّتِك، فَإِذَا قَالَ لَهُ العُوَادُ كَيْفَ تجِدُك 00؟

ص: 4991

قَالَ أَجِدُني مجْهُودَاً مَكرُوبَا في بَلَاء؛ قَالَ لَهُ المَلَكَان: أَبشِرْ بِدَمٍ هُوَ شَرٌّ مِنْ دَمِك، وَبَلَاءٍ هُوَ أَطْوَلُ مِنْ بَلَائِك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 9940]

عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَال:

" عَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنَ الأَنْصَار، وَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَسَأَلَه ـ أَيْ عَن حَالِهِ ـ فَقَال: يَا نَبيَّ الله؛ مَا غَمَضْتُ مُنْذُ سَبع ـ أَيْ مُنْذُ سَبْعِ لَيَالٍ ـ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

" أَيْ أَخِي؛ اصْبرْ 00 ثَلَاثَاً؛ تخْرُجْ مِنْ ذُنُوبِكَ كَمَا دَخَلْتَ فِيهَا " 0

ثُمَّ قَال: " سَاعَاتُ الأَمْرَاضِ يُذْهِبنَ سَاعَاتِ الخَطَايَا " 0

ص: 4992

[ضَعَّفَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " التَّرْغِيب " بِرَقْم: (1993)، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في " شُعَبِ الإِيمَانِ " بِرَقْم: 9925]

وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" إِنَّمَا مَثَلُ المَرِيضِ إِذَا بَرِئَ وَصَحَّ؛ كَالبَرَدَةِ تَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ في صَفَائِهَا وَلَوْنِهَا " 0

[البَرَدَة: قَطْرَةُ الثَّلْجِ مِنَ المَطَر 0 رَوَاهُ الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ في " سُنَنِهِ " بِرَقْم: 2086]

كَلَامٌ طَيِّبٌ لِسَيِّدِنَا عَمَّارِ بْنِ يَاسِر؛ في أَجْرِ المَرِيضِ الصَّابِر

عَنْ سَيِّدِنَا عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ في مجْلِسٍ، فَتَذَاكَرُواْ المَرَض، فَقَالَ رَجُلٌ:

ص: 4993

" مَا مَرِضْتُ قَطّ 00 فَقَالَ عَمَّار: لَسْتَ مِنَّا؛ إِنَّ المُسْلِمَ يُبْتَلَى بِالبَلَاءِ فَيَكُونُ كَفَّارَةَ خَطَايَاه، فَتَتَحَاتُّ ـ أَيْ تَتَسَاقَطُ خَطَايَاه ـ كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَر، وَإِنَّ الكَافِرَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ البَعِير: عُقِلَ فَلَا يَدْرِي لِمَ عُقِل، وَيُطْلَقُ فَلَا يَدْرِي لِمَ يُطْلَق " 0

[صَحَّحَ الأَلبَانيُّ عِبَارَةَ الْبَعِيرِ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: (493)، رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِر، وَابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَهُوَ في الكَنْز: 8635]

وَعَن أَبي فَاطِمَةَ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه قَال:

" كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال:

" أَيُّكُمْ يحِبُّ أَنْ يَصِحَّ فَلَا يَسْقَم " 00؟!

ص: 4994

قَالُواْ: كُلُّنَا يَا رَسُولَ الله؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم:

" تحِبُّونَ أَنْ تَكُونُواْ كَالحَمِيرِ الصَّيَّالَة ـ أَيِ الصَّيَّاحَة 00؟!

أَلَا تحِبُّونَ أَنْ تَكُونُواْ أَصْحَابَ بَلَاءٍ وَأَصْحَابَ كَفَّارَات 00؟!

وَالَّذِي بَعَثَني بِالحَقّ؛ إِنَّ العَبْدَ لَتَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ في الجَنَّة، فَمَا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِن عَمَلِه، فَيَبْتَلِيَهِ اللهُ بِالبَلَاءِ لِيَبْلُغَ تِلْكَ الدَّرَجَة " [رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ بِرَقْم: 813، وَالحَدِيثُ في الكَنْزِ بِرَقْم: 8640]

زَكَاةُ البَدَنِ العِلَل

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِنَّ المُؤْمِنَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ لِيَكُونَ كَفَّارَةً لخَطَايَاه " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1103، وَقَال: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

ص: 4995

قَالَ عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ رضي الله عنه:

" مَرِضَ كَعْبٌ رضي الله عنه؛ فَعَادَهُ رَهْطٌ مِن أَهْلِ دِمَشْقَ فَقَالُواْ: كَيْفَ تجِدُكَ يَا أَبَا إِسْحَاق 00؟

قَالَ بخير؛ جَسَدٌ أُخِذَ بِذَنْبِهِ، إِنْ شَاءَ رَبُّه عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ رَحِمه، وَإِنْ بَعَثَهُ بَعَثَهُ خَلْقَاً جَدِيدَاً لَا ذَنْبَ لَه " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ السَّادِسَ عَشَر]

ص: 4996

وقَالَ يَزِيدُ بْنُ مَيْسَرَة: " إِنَّ العَبْدَ لَيَمْرَضُ المَرَضَ وَمَا لَهُ عِنْدَ اللهِ مِن عَمَلٍ خَير؛ فَيُذَكِّرُهُ اللهُ سُبْحَانَهُ بَعْضَ مَا سَلَفَ مِن خَطَايَاه؛ فَيَخْرُجُ مِن عَيْنِهِ مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنَ الدَّمعِ مِن خَشْيَةِ الله؛ فَيَبْعَثُهُ اللهُ إِنْ بَعَثَهُ مُطَهَّرَاً ـ أَيْ مِنْ ذُنُوبِه ـ أَوْ يَقْبِضُهُ إِنْ قَبَضَهُ مُطَهَّرَا " 0 [ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ السَّادِسَ عَشَر]

ص: 4997

يَهُونُ عَلَيْنَا أَنْ تُصَابَ جُسُومُنَا * وَتَسْلَمَ أَعْرَاضٌ لَنَا وَعُقُولُ

{المُتَنَبيِّ}

وَقَدْ قِيلَ في المَثَل: " زَكَاةُ الْبَدَنِ العِلَل " 0

قِيلَ لإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَقَدِ اشْتَدَّ بِهِ المَرَض:

" لَوْ دَعَوْتَ اللهَ عز وجل أَنْ يُفَرِّجَ عَنْك " 00؟

فَقَالَ رضي الله عنه:

" إِنيِّ لأَسْتَحْيِي أَن أَدْعُوَ اللهَ أَنْ يُفَرِّجَ عَنيِّ مَا لي فِيهِ أَجْر " 0

ص: 4998

حَتىَّ إِنَّ أَحَدَ الصَّالحِينَ قَالَ مِن عَظَمَةِ ثَوَابِ المُصَابِ وَالمُبْتَلَى:

" دَعِ الدَّوَاءَ مَا احْتَمَلَ جِسْمُكَ الدَّاء " 0

وَلَيْسَتْ هَذِهِ دَعْوَةً لِتَرْكِ العِلَاج، فَلَا بُدَّ مِن عَرْضِ نَفْسِكَ عَلَى الأَطِبَّاء؛ فَمَهْمَا كَانَتْ شِدَّةُ الدَّاء؛ فَلَا تَيْأَسَنَّ مِنَ الشِّفَاء، وَلَا تُقَصِّرَنَّ في طَلَبِ الدَّوَاء 00

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً؛ إِلَاّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5678 / فَتْح]

ص: 4999

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاء؛ فَإِن أَصَابَ الدَّاءَ الدَّوَاءُ بَرِئَ بِإِذْنِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا " 0

[قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7434]

ص: 5000

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" إِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا لَمْ يُنْزِلْ دَاءً: إِلَاّ وَأَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَن عَلِمَه، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَه "

[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَشُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَأَحْمَد شَاكِر في المُسْنَد، وَالأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَة]

عَن أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " تَدَاوَوْا؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالى لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَاّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في صَحِيحِ ابْنِ حِبَّان، وَالْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ عَدَا النَّسَائِي]

ص: 5001

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" مَا أَنْزَلَ اللهُ عز وجل دَاءً؛ إِلَاّ أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَن عَلِمَه، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَه " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 3922، وَالْعَلَاّمَة الأَلْبَانيُّ الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 1809، 451]

عَن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه أَنَّهُ سَأَلَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال:

" يَا رَسُولَ الله؛ أَرَأَيْتَ أَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا، وَرُقَىً نَسْتَرْقِي بِهَا؛ أَتَرُدُّ مِنْ قَدَرِ الله 00؟

قَالَ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا مِنْ قَدَرِ الله " 0

[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7431]

ص: 5002

فَلَا تَترُكْ نَفْسَكَ لِلمَرَض، تَنُوشُكَ سِهَامُهُ كَالغَرَض؛ فَقَطْرَةُ المَاءِ عَلَى سَلَاسَتِهَا إِنْ طَالَ سُقُوطُهَا عَلَى الحَجَرِ تَنْقُرُه، وَلَا تَحْمِلَنَّكَ شِدَّةُ الأَلَمِ وَفَقْدُ الأَمَل؛ عَلَى اسْتِعْجَالِ الأَجَل 0

عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْح؛ فَجَزِعَ فَأَخَذَ سِكِّينَاً فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ؛ فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتىَّ مَات؛ قَالَ اللهُ تَعَالى: بَادَرَني عَبْدِي بِنَفْسِه؛ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الجَنَّة " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3463]

ص: 5003

دَاوُواْ مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَة

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " دَاوُواْ مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَة، وَأَعِدُّواْ لِلبَلَاءِ الدُّعَاء " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الصَّحِيحِ " بِرَقْم: (3358)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ]

ص: 5004

مَرِضَ أَحَدُ الأَثْرِيَاء، وَحَارَ في عِلَاجِهِ الأَطِبَّاء؛ حَتىَّ فَكَّرَ في السَّفَرِ لِلْخَارِج، فَطَلَبُواْ مِنهُ إِجْرَاءَ بَعْضِ الأَشِعَّةِ لِيَعْرِفُواْ سَبَبَ المَرَض؛ فَأَظْهَرَتِ الأَشِعَّةُ مَرَضَاً خَبِيثَاً يَسْتَلْزِمُ إِجْرَاءَ عَمَلِيَّةٍ خَطِيرَة، وَنَظَرَاً لِضَعْفِ احْتِمَالِ نجَاحِهَا؛ نَصَحَهُ الطَّبِيبُ أَنْ يَعُودَ إِلى أَهْلِهِ لِيَكْتُبَ وَصِيَّتَه،

فَعَادَ الرَّجُلُ إِلى بَلَدِهِ مُسْتَسْلِمَاً لِقَضَاءِ الله، وَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ كَمَا نَصَحَهُ الأَطِبَّاء، وَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي في بَلَدِهِ بِسَيَّارَتِهِ وَكَانَ مِصْرِيَّاً؛ إِذْ أَبْصَرَ امْرَأَةً عَجُوزَاً تَلْتَقِطُ الْعِظَامَ أَمَامَ أَحَدِ محِلَاّتِ الجِزَارَةِ وَتَضَعُهَا في كِيس؛ فَاسْتَدْعَاهَا وَسَأَلَهَا: لِمَ تجْمَعِينَ الْعِظَامَ في هَذَا الْكِيسِ يَا أُمِّي؟!

ص: 5005

فَقَالَتْ لَهُ بِقَلْبٍ مُوجَعٍ: أَنَا أُمٌّ لِسِتَّةٍ مِنَ الأَبْنَاء، مَاتَ أَبُوهُمْ وَتَرَكَنَا، لَا دَخْلَ لَنَا، وَمُنْذُ فَتْرَةٍ وَأَبْنَائِي يَطْلُبُونَ مِنيِّ أَن أَشْتَرِيَ لَهُمْ لحْمَاً، وَلَا أَجِدُ مَا أُطْعِمُهُمْ؛ وَلِذَا أَجِيءُ مِن حِينٍ لآخَر، فَلَمَّا مَرَرْتُ مِن أَمَامِ هَذَا الدُكَّانِ وَرَأَيْتُ الْعِظَامَ قُلْتُ أَجْمَعُهَا لأَطْبُخَهَا لَهُمْ؛ فَرَقَّ الرَّجُلُ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَة؛ ثُمَّ نَادَى صَاحِبَ المحِلِّ وَسَأَلَهُ بِكَمْ تَبِيعُ الْعِجْل 00؟

قَالَ لَهُ بِكَذَا وَكَذَا؛ فَأَعْطَاهُ ثَمَنَ عِجْلٍ كَامِلٍ وَقَالَ لَه: هَذَا الْعِجْلُ مِن أَجْلِ هَذِهِ المَرْأَة؛ فَمَتى مَا أَتَتْكَ فَأَعْطِهَا مِنهُ [2 كِيلُو] وَلَا تَأْخُذْ مِنهَا شَيْئَاً 00!!

ص: 5006

وَذَهَبَ لِبَائِعِ الْفَاكِهَةِ وَصَنَعَ مَعَهُ مِثْلَ ذَلِك، وَذَهَبَ لأَحَدِ تجَّارِ الْقُمَاشِ وَصَنَعَ مَعَهُ مِثْلَ ذَلِك، ثُمَّ أَخَذَ عُنوَانَهَا لِيَطْمَئِنَّ بِنَفْسِهِ عَلَيْهَا إِنْ رَجَعَ سَالِمَاً، ثُمَّ بَدَأَ في إِجْرَاءَ اتِ السَّفَر، فَلَمَّا وَصَلَ إِلى هُنَاك؛ طَلَبَ مِنهُ الطَّبِيبُ إِجْرَاءَ أَشِعَّةٍ أَخِيرَةٍ قَبْلَ الْعَمَلِيَّة، فَكَانَتِ المُفَاجَأَة 00 حَيْثُ لَمْ يجِدْ أَثَرَاً لِهَذَا الْوَرَمِ الخَبِيث؛ فَاجْتَمَعَ حَوْلَهُ الأَطِبَّاءُ وَسَأَلُوهُ مُتَعَجِّبِين: هَلْ أَجْرَيْتَ الْعَمَلِيَّة 00؟

قَالَ لَا، قَالُواْ: هَلْ فَعَلْتَ شَيْئَاً 00؟

ص: 5007

قَالَ لَا ـ وَلَمْ يُخْبِرْهُ ـ فَنَظَرَ إِلَيْهِ الطَّبِيبُ بِدَهْشَةٍ وَقَالَ مُبَشِّرَاً: اذْهَبْ يَا رَجُل؛ فَأَنْتَ لَا تَحْتَاجُ إِلى عَمَلِيَّة؛ فَعَادَ إِلى بَلَدِهِ وَهُوَ لَا يَكَادُ يُصَدِّقُ مِنَ الْفَرَح، وَازْدَادَ بِرَّاً بِالْفُقَرَاءِ وَإِحْسَانَاً إِلَيْهِمْ 0

[هَذِهِ الْقِصَّةُ ذُكِرَتْ في بَرْنَامجٍ لِلأُسْتَاذ عَمْرو خَالِد بِقَنَاة " إِقْرَأ "، وَالشِّيخ محَمَّد حَسَّانَ في شَرِيطِ الْبَاحِثِينَ عَنِ السَّعَادَة]

ص: 5008

مُصِيبَةُ العَمَى

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جل جلاله أَنَّهُ قَال: " إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَر؛ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الجَنَّة " 0 [الحَبِيبَتَانِ وَالْكَرْيمَتَانِ هُمَا الْعَيْنَان 0 رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5653 / فَتْح]

ص: 5009

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جل جلاله أَنَّهُ قَال: " مَن أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ وَاحْتَسَب؛ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابَاً دُونَ الجَنَّة "

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في الجَامِعِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْمَيْ: 14100، 2401، وَالْعَلَاّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 7587]

ص: 5010

عَن العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جل جلاله أَنَّهُ قَال: " إِذَا سَلَبْتُ مِن عَبْدِي كَرِيمَتَيْهِ وَهُوَ بِهِمَا ضَنِين؛ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابَاً دُونَ الجَنَّة، إِذَا هُوَ حَمَدَني عَلَيْهِمَا " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: (3450)، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع ص: (307)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ وَأَبُو يَعْلَى]

ص: 5011

عَن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جل جلاله أَنَّهُ قَال: " إِذَا قَبَضْتُ كَرِيمَةَ عَبْدِي وَهُوَ بهَا ضَنِينٌ، فَحَمِدَني عَلَى ذَلِك؛ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابَاً دُونَ الجَنَّة " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في السِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2010، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في " الشُّعَب " بِرَقْم: 9959]

ص: 5012

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَبِّ العِزَّةِ جل جلاله أَنَّهُ قَال: " إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتيْ عَبْدِي في الدُّنْيَا؛ لَمْ يَكُنْ لَهُ جَزَاءٌ عِنْدِي إِلَاّ الجَنَّة " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 2400]

ص: 5013

وَللهِ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ حَيْثُ قَالَ وَكَانَ أَعْمَى:

يُعَيِّرُني الأَعْدَاءُ دَوْمَاً بِأَنَّني * وَلَا ذَنْبَ لي فِيمَا ابْتُلِيتُ ضَرِيرُ

وَمَنْ قَدْ رَأَى سُبُلَ المُرُوءَ ةَ وَالتُّقَى * فَإِنَّ عَمَى عَيْنَيْهِ لَيْسَ يَضِيرُ

بَلَاءُ العَمَى أَجْرٌ وَذُخْرٌ وَعِصْمَةٌ * وَإِنيِّ إِلى تِلْكَ الثَّلَاثِ فَقِيرُ

{بَشَّارُ بْنُ بُرْد}

فَاحْمَدِ اللهَ يَا أَخِي أَنَّكَ ابْتُلِيتَ بِفَقْدِ الْبَصَرِ وَلَمْ تُبْتَلَ بِفَقْدِ الْبَصِيرَة!!

ص: 5014

وَهَذِهِ بِشَارَةٌ أَخْتِمُ بِهَا لِمَنْ فَقَدُواْ البَصَرَ وَكَانَ هَذَا في سَبِيلِ اللهِ عز وجل:

عَن أَبي رَيْحَانَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَينٍ دَمَعَتْ مِن خَشْيَةِ الله، حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَينٍ سَهِرَتْ في سَبِيلِ الله، حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَينٍ غَضَّتْ عَنْ محَارِمِ الله، أَوْ عَينٍ فُقِئَتْ في سَبِيلِ الله " 0

[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 2432]

ص: 5015

مُصِيبَةُ الصَّمَم

أَمَّا الصَّمَم [أَيِ الطَّرَش]؛ فَلَا يَحْضُرُني فِيهِ إِلَاّ هَذَا الحَدِيثُ الشَّرِيف:

عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " أَرْبَعَةٌ يَوْمَ القِيَامَة: رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئَاً، وَرَجُلٌ أَحْمَق ـ أَيْ مجْنُون ـ وَرَجُلٌ هَرِم، وَرَجُلٌ مَاتَ في فَتْرَة؛ فَأَمَّا الأَصَمُّ فَيَقُول: رَبيِّ؛ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئَا، وَأَمَّا الأَحْمَقُ فَيَقُول: رَبيِّ؛ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُوني بِالبَعْر، وَأَمَّا الهَرِمُ فَيَقُول: رَبيِّ؛ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئَا، وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ في الفَتْرَةِ فَيَقُول: رَبيِّ؛ مَا أَتَاني لَكَ رَسُول؛ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ؛ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنِ ادْخُلُواْ النَّار، فَوَالَّذِي نَفْسُ محَمَّدٍ بِيَدِه؛

ص: 5016

لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدَاً وَسَلَامَاً " 0

وَفي رِوَايَةٍ: " فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدَاً وَسَلَامَاً، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا يُسْحَبْ إِلَيْهَا " 0 [صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (881، 1434)، وَقَالَ الهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح، رَوَاهُ أَحْمَد]

ص: 5017

مُصِيبَةُ الصَّرَع

عَن عَطَاءِ بْنِ أَبي رَبَاحٍ رضي الله عنه قَال:

" قَالَ ليَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أَهْلِ الجَنَّة 00؟

قُلْتُ بَلَى، قَالَ هَذِهِ المَرْأَةُ السَّوْدَاء؛ أَتَتِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنيِّ أُصْرَعُ وَإِنيِّ أَتَكَشَّف؛ فَادْعُ اللهَ لي، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّة، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ، فَقَالَتْ: أَصْبِر، إِنيِّ أَتَكَشَّف؛ فَادْعُ اللهَ لي أَنْ لَا أَتَكَشَّف؛ فَدَعَا لهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5652 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2576 / عَبْد البَاقِي]

ص: 5018

وَفي حَدِيثٍ آخَرَ رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لَهَا:

" إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَكِ، وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي وَلَا حِسَابَ عَلَيْكِ " 0 قَالَتْ: بَلْ أَصْبِرُ وَلَا حِسَابَ عَلَيّ " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 2502، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِه]

ص: 5019

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" مَا مِن عَبْدٍ يُصْرَعُ صَرْعَةً مِنْ مَرَض؛ إِلَاّ بَعَثَهُ اللهُ مِنهَا طَاهِرَاً "

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5743، 2277)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الْكَبِير]

ص: 5020

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" فَنَاءُ أُمَّتي بِالطَّعْن: [أَيْ بِالطَّعْنِ في الجِهَادِ] وَالطَّاعُون " 0

فَقِيل: يَا رَسُولَ الله، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاه، فَمَا الطَّاعُون 00؟!

قَالَ صلى الله عليه وسلم: " وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنْ الجِنّ، وَفي كُلٍّ شُهَدَاء " 0 [صَحَّحَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، وَالإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَالأَلبَانيُّ في التَّرْغِيبِ وَفي الإِرْوَاءِ بِرَقْمَيْ: 1637، 1403، رَوَاهُ البَزَّارُ وَالطَّبرَانيُّ وَأَحْمَد]

ص: 5021

وَجَعُ الرَّأْس " الصُّدَاع "

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " مَنْ صُدِّعَ رَأْسُهُ في سَبِيلِ اللهِ فَاحْتَسَب؛ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ ذَنْب " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (302/ 2)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ]

ص: 5022

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" صُدَاعُ المُؤْمِنِ وَشَوْكَةٌ يُشَاكُهَا، أَوْ شَيْءٌ يُؤْذِيه؛ يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ دَرَجَة، وَيُكَفِّرُ عَنهُ بِهَا ذُنُوبَه " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ التَّرْغِيب ح 0 ر: 3434، رَوَاهُ الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 9875]

ص: 5023

عَن أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رُبَّمَا أَخَذَتْهُ الشَّقِيقَةُ [الصُّدَاعُ النِّصْفِيّ]؛ فَيَلْبَثُ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ وَالْيَوْمَينِ لَا يَخْرُج، فَلَمَّا نَزَلَ بِخَيْبَرَ صلى الله عليه وسلم أَخَذَتْهُ الشَّقِيقَة؛ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلىَ النَّاس، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه أَخَذَ رَايَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَهَضَ رضي الله عنه فَقَاتَلَ قِتَالاً شَدِيدَاً ثُمَّ رَجَع " 0

[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4339]

ص: 5024

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا اشْتَكَتْ رَأْسَهَا فَقَالَتْ: وَارَأْسَاه؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

" ذَاكِ ـ أَيْ مَوْتُكِ ـ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيّ، فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ " 0

فَقَالَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة: وَاثُكْلِيَاهْ، وَاللهِ إِنيِّ لأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتي، وَلَوْ كَانَ ذَاكَ لَظَلَلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسَاً بِبَعْضِ أَزْوَاجِك؛ فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:" بَلْ أَنَا وَارَأْسَاه "

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5666 / فَتْح]

ص: 5025

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:

" رَجَعَ إِليَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جَنَازَةٍ بِالبَقِيعِ وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعَاً في رَأْسي، وَأَنَا أَقُولُ وَارَأْسَاهْ؛ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهْ " 00 ثُم قَالَ صلى الله عليه وسلم: " مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلي فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ " 00؟

ص: 5026

قُلْتُ: لَكَأَنِّي بِكَ وَاللهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ رَجَعْتَ إِلىَ بَيْتيَ فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِك؛ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ بُدِئَ بِوَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيه " 0

[حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 25908، وَالْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في المِشْكَاةِ المَصَابِيحِ وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَة]

وَسُبْحَانَ الله؛ لَمْ يَكُ مَرَضُهَا ذَلِكَ رضي الله عنها بِدَايَةَ مَوْتِهَا، وَإِنَّمَا كَانَ بِدَايَةَ مَوْتِهِ صلى الله عليه وسلم!!

ص: 5027

رُقْيَةُ المَرِيض

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى الإِنْسَانُ الشَّيْءَ مِنهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جُرْح؛ قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا [وَوَضَعَ صلى الله عليه وسلم سَبَّابَتَهُ بِالأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهَا]:

" بِاسْمِ الله، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا؛ ليُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا؛ بِإِذْنِ رَبِّنَا " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5745 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ بِرَقْم: 2194 / عَبْد البَاقِي]

ص: 5028

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَال: " أَذْهِبِ البَاس، رَبَّ النَّاس، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافي، لَا شِفَاءَ إِلَاّ شِفَاؤُك، شِفَاءٌ لَا يُغَادِرُ سَقَمَاً "، فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَثَقُلَ؛ أَخَذْتُ بِيَدِهِ لأَصْنَعَ بِهِ نحْوَ مَا كَانَ يَصْنَع، فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ثمَّ قَال:

" اللهُمَّ اغْفِرْ لي وَاجْعَلْني مَعَ الرَّفِيقِ الأَعْلى، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ قَدْ قَضَى "[أَيْ خَرَجَتْ نَفْسُهُ صلى الله عليه وسلم 0 رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2191 / عَبْد البَاقِي]

ص: 5029

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَال:

" إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: " يَا محَمَّد؛ اشْتَكَيْت؟

قَالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ؛ قَالَ عليه السلام: بِسْمِ اللهِ أَرْقِيك، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيك: مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ وَعَيْنِ حَاسِد، بِسْمِ اللهِ أَرْقِيك، وَاللهُ يَشْفِيك " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 972]

ص: 5030

عَن عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُوعَكُ رضي الله عنه؛ فَقَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم:

" أَلَا أُعَلِّمُكَ رُقْيَةً رَقَاني بِهَا جِبْرِيلُ عليه السلام " 00؟

قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله؛ فَعَلَّمَهُ صلى الله عليه وسلم:

" بِسْمِ اللهِ أَرْقِيك، وَاللهُ يَشْفِيك؛ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيك " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 5681]

ص: 5031

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَات، وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِه " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم:(4439 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2192 / عَبْد البَاقِي]

ص: 5032

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُث، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم:(5016 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2192 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" إِذَا اشْتَكَيْتَ فَضَعْ يَدَكَ حَيْثُ تَشْتَكِي ثمَّ قُلْ: بِسْمِ الله، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِه؛ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ مِنْ وَجَعِي هَذَا، ثُمَّ ارْفَعْ يَدَك، ثُمَّ أَعِدْ ذَلِكَ وِتْرَا " 0 [صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيصِ بِرَقْم: 7515، وَالأَلبَانيُّ في التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 3588، وَفي الجَامِعِ بِرَقْم: 347]

ص: 5033

عَن عُثْمَانَ بْنِ أَبي العَاصِ رضي الله عنه قَال:

" أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُهْلِكُني؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " امْسَحْ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَقُلْ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ وَسُلْطَانِه؛ مِنْ شَرِّ مَا أَجِد " 00 قَالَ رضي الله عنه: فَفَعَلْتُ فَأَذْهَبَ اللهُ مَا كَانَ بي؛ فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهِ أَهْلِي " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنيِ الإِمَامَينِ التِّرْمِذِيِّ وَأَبي دَاوُدَ بِرَقْمَيْ: 2080، 3891]

ص: 5034

عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" مَنِ اشْتَكَى مِنْكُمْ شَيْئَاً أَوِ اشْتَكَى أَخٌ لَهُ فَلْيَقُل: رَبَّنَا الَّذِي في السَّمَاء؛ تَقَدَّسَ اسْمُك، أَمْرُكَ في السَّمَاءِ وَالأَرْض، كَمَا رَحْمَتُكَ في السَّمَاءِ وَالأَرْض؛ اغْفِرْ لَنَا حَوْبَنَا وَخَطَايَانَا يَا رَبَّ الطَّيِّبِين؛ أَنْزِلْ شِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ وَرَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ عَلَى هَذَا الْوَجَع؛ فَيَبْرَأ " 0

[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7512]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ وَأَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ صَدَّقَهُ رَبُّهُ فَقَالَ جل جلاله: لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنَا وَأَنَا أَكْبَر 00

ص: 5035

فَلَمْ تُحْسِنُواْ الجِوَارْ * وَلَمْ تَفُواْ بِالْوُعُودْ

رَغْمَ الضَّعْفِ رَغْمَ الخَوْفِ * لَمْ تَزَلْ فِينَا أُسُودْ

سَنُوَحِّدُ الصُّفُوفْ * وَسَنَحْشُدُ الحُشُودْ

سَنُعِيدُ لِلُبْنَانَ * وَالْقُدْسِ الحُلْمَ المَنْشُودْ

إِنَّ المُسْلِمِينَ قَوْمٌ * لَا يَعْرِفُونَ الْقُعُودْ

بَلْ يَعْرِفُونَ الجِهَادَ * وَيَعْرِفُونَ الصُّمُودْ

سَنُشْعِلُهَا نِيرَانَاً * أَنْتُمُ لَهَا وَقُودْ

زَرَعْتُمْ في الأَرْضِ الشَّوْكَا * وَسَنَزْرَعُ الْوُرُودْ

وَسَتَحْصُدُونَ مَا * قَدْ زَرَعْتُمْ في عُقُودْ

{أَشْعَار / يَاسِر الحَمَدَاني}

المجْمُوعَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَة

الأَرَاجِيزُ الطَّوِيلَة

[مَفْعُولَاتٌ مَفْعُولَاتٌ مَفْعُولَاتٌ]

الأَرْنَبُ المَغْرُور

مِن أَعْجَبِ الأَخْبَارِ أَنَّ الأَرْنَبَا

لَمَّا رَأَى الدِّيكَ يَسُبُّ الثَّعْلَبَا

وَهْوَ عَلَى الجِدَارِ في أَمَانِ

ص: 5036

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لَهُ حِينَ أُصِيبَتْ أَصَابِعُ طَلْحَةَ وَهُوَ يُدَافِعُ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ حَسْ؛ فَقَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم: " يَا طَلْحَة؛ لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللهِ أَوْ ذَكَرْتَ اللهَ لَرَفَعَتْكَ المَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ حَتىَّ تَلِجَ بِكَ في جَوِّ السَّمَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (5276، 2797)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَط]

ص: 5037

الجُرُوحُ وَالكُسُورُ وَالإِصَابَات

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه؛ لَا يُكْلَمُ ـ أَيْ يُجْرَحُ ـ أَحَدٌ في سَبِيلِ الله، وَاللهُ أَعْلَمُ بمَنْ يُكْلَمُ في سَبِيلِه؛ إِلَاّ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّم، وَالرِّيحُ رِيحُ المِسْك " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2803 / فَتْح، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1876 / عَبْد البَاقِي]

ص: 5038

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " مَنْ قَاتَلَ في سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ ـ أَيْ وَلَوْ مَا بَينَ الحَلْبَتَينِ مِنَ الوَقْت ـ فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة، وَمَنْ سَأَلَ اللهَ الْقَتْلَ مِنْ نَفْسِهِ صَادِقَاً ثمَّ مَاتَ أَوْ قُتِل؛ فَإِنَّ لَهُ أَجْرَ شَهِيد، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحَاً في سَبِيلِ اللهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً؛ فَإِنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغْزَرِ مَا كَانَتْ، لَوْنُهَا لَوْنُ الزَّعْفَرَانِ وَرِيحُهَا رِيحُ المِسْك، وَمَن خَرَجَ بِهِ خُرَاجٌ في سَبِيلِ الله؛ فَإِنَّ عَلَيْهِ طَابَعَ الشُّهَدَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: (2541)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 1657]

ص: 5039

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلى اللهِ سبحانه وتعالى مِنْ قَطْرَتَينِ وَأَثَرَيْن: قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعٍ في خَشْيَةِ الله، وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهَرَاقُ في سَبِيلِ الله، وَأَمَّا الأَثَرَان: فَأَثَرٌ في سَبِيلِ الله، وَأَثَرٌ في فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ الله " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ " بِرَقْم: 1669]

ص: 5040

عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ في بَعْضِ المَشَاهِدِ وَقَدْ دَمِيَتْ إِصْبَعُهُ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

هَلْ أَنْتِ إِلَاّ إِصْبَعٌ دَمِيتِ * وَفي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2802 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1796 / عَبْد البَاقِي]

ص: 5041

عَن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" لَوْ أَنَّ رَجُلاً يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلى يَوْمِ يَمُوتُ هَرِمَاً، في مَرْضَاةِ اللهِ عز وجل؛ لَحَقَرَهُ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّد: 225/ 10، وَصَحَّحهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ الصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5249، 446، رَوَاهُ أَحْمَد]

ص: 5042

عَن عَبْدِ اللهِ المُزَنيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً لَقِيَ امْرَأَةً كَانَتْ بَغِيَّاً في الجَاهِلِيَّة، فَجَعَلَ يُلَاعِبُهَا حَتىَّ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا؛ فَقَالَتِ المَرْأَةُ مَهْ ـ أَيْ كُفَّ عَنيِّ ـ فَإِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ ذَهَبَ بِالجَاهِلِيَّةِ وَجَاءنَا بِالإِسْلَام، فَوَلَّى الرَّجُل، فَأَصَابَ وَجْهَهُ الحَائِطُ فَشَجَّه، ثُمَّ أَتَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ؛ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:

ص: 5043

" أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللهُ بِكَ خَيْرَاً؛ إِذَا أَرَادَ اللهُ عز وجل بِعَبْدٍ خَيرَاً عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِه، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرَّاً أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتىَّ يُوَفَّى بِهِ يَوْمَ القِيَامَة " 0 [قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ 0 ص: 191، 192/ 10، وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 1220، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب بِرَقْم: 9817، وَأَحْمَدُ في مُسْنَدِه]

ص: 5044

وَقَالَ عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبي دَاوُد: رَأَيْتُ في يَدِ محمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قُرْحَةً فَأَشْفَقْتُ مِنهَا، فَكَأَنَّهُ رَأَى مَا شَقَّ عَلَيَّ مِنْهَا؛ فَقَالَ لي: أَتَدْرِي مَاذَا للهِ عَلَيَّ في هَذِهِ القُرْحَةِ مِن نِعْمَة 00؟

حِينَ لَمْ يجْعلْهَا في حَدَقَتي وَلَا طَرْف لِسَاني وَلَا عَلَى طَرْفِ ذَكَرِي 00؟!

فَهَانَتْ عَلَيَّ قُرْحَتُه " 0

[ابْنُ القَيِّمِ في " عُدَّةِ الصَّابِرِينَ وَذَخِيرَةِ الشَّاكِرِين " بِالبَابِ العِشْرِين]

ص: 5045

عَثَرَتْ امْرَأَةُ فَتْحٍ المَوْصِلِيُّ فَانْقَطَعَ ظُفْرُهَا فَضَحِكَتْ، فَقِيلَ لهَا أَمَا تجِدِينَ الوَجَع 00؟!

قَالَتْ: " إِنَّ لَذَّةَ ثَوَابِهِ أَزَالَتْ مَرَارَةَ وَجَعِهِ عَنْ قَلْبي " 0

[الإِمَامُ الغَزَاليُّ في " الإِحْيَاءِ " طَبْعَةِ دَارِ الوَثَائِقِ المِصْرِيَّةِ في " كِتَابِ الصَّبرِ وَالشُّكْر " 0 ص: 1415]

ص: 5046

وَأَخِيرَاً: مِمَّا يُخَفِّفُ عَلَيْكَ وَقْعَ هَذِهِ الْكُسُورِ وَالإِصَابَاتِ وَالْعَاهَات؛ إِيمَانُكَ بِالْقَدَرِ وَعِلْمُكَ أَنَّ هَذَا مِن عِنْدِ اللهِ لِيَبْتَلِيَك؛ مِثْلَمَا ابْتَلَى غَيرَكَ بِأَنوَاعِ الْبَلَايَا، وَيَقِينُكَ أَنَّهُ مُعَوِّضُكَ في الآخِرَة 0

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الغِفَارِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِنَّ النُّطْفَةَ تَقَعُ في الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَة، ثمَّ يَتَصَوَّرُ عَلَيْهَا المَلَك، أَوْ قَالَ المَلَكُ الَّذِي يخْلُقُهَا ـ أَيْ يَسْقُطُ عَلَيْهَا ـ فَيَقُول: يَا رَبّ؛ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى 00؟

ص: 5047

فَيجْعَلُهُ اللهُ ذَكَرَاً أَوْ أُنْثَى، ثمَّ يَقُول: يَا رَبّ؛ أَسَوِيٌّ أَوْ غَيْرُ سَوِيّ 00؟

فَيجْعَلُهُ اللهُ سَوِيَّاً أَوْ غَيْرَ سَوِيّ، ثُمَّ يَقُول: يَا رَبّ؛ مَا رِزْقُهُ؟ مَا أَجَلُهُ؟ مَا خُلُقُهُ؟

ثُمَّ يَجْعَلُهُ اللهُ شَقِيَّاً أَوْ سَعِيدَاً " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2645 / عَبْد البَاقِي]

ص: 5048

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن محَمَّدِ بْنِ أَبي عُمَيرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " لَوْ أَنَّ عَبْدَاً خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلى يَوْمِ يمُوتُ هَرِمَاً، في طَاعَةِ اللهِ عز وجل؛ لحَقَّرَهُ ذَلِكَ اليَوْم ـ أَيْ يَوْمَ يمُوت ـ وَلَوَدَّ أَنَّهُ يُرَدُّ إِلى الدُّنيَا كَيْمَا يَزْدَادَ مِنَ الأَجْرِ وَالثَّوَاب " 0

[رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 المجْمَع: 225/ 10، وَصَحَّحهُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب: 3597، الكَنْز: 43120، المُسْنَد: 17198]

ص: 5049

وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" إِنَّ مُوسَى عليه السلام قَال: أَيْ رَبّ، عَبْدُكَ المُؤْمِنُ مُقَتَّرٌ عَلَيْهِ في الدُّنْيَا 00؟!

فَيُفْتَحُ لَهُ بَابُ الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا؛ قَالَ جل جلاله: يَا مُوسَى، هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ؛ فَقَالَ مُوسَى عليه السلام: أَيْ رَبّ، وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِك؛ لَوْ كَانَ أَقْطَعَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْن، يُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَة، وَكَانَ هَذَا مَصِيرَهُ؛ لَمْ يَرَ بُؤْسَاً قَطّ،

ص: 5050

ثُمَّ قَالَ مُوسَى عليه السلام: أَيْ رَبّ، عَبْدُكَ الْكَافِرُ تُوَسِّعُ عَلَيْهِ في الدُّنْيَا 00؟!

فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ فَيُقَال: يَا مُوسَى، هَذَا مَا أَعْدَدْتُ لَهُ؛ فَقَالَ مُوسَى عليه السلام: أَيْ رَبّ، وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِك؛ لَوْ كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَة، وَكَانَ هَذَا مَصِيرَه؛ كَأَنْ لَمْ يَرَ خَيرَاً قَطّ " 0 [قَالَ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع: فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَدَرَّاج؛ وَقَدْ وُثِّقَا عَلَى ضَعْفِهِمَا، رَوَاهُ أَحْمَدُ في المُسْنَد، الكَنْز: 16666]

ص: 5051

فِيمَنْ بُتِرَتْ سَاقُه

أُصِيبَ رَجُلٌ صَالحٌ بِابْنٍ لَهُ في سَفَر، وَكَانَ قَدْ دَخَلَ اصْطَبْلاً لِلدَّوَابِّ في اللَّيْلِ لِيَبُول؛ فَرَكَضَتْهُ بَغْلَةٌ فَقَتَلَتْهُ، وَكَانَ مِن أَحَبِّ وَلَدِهِ إِلَيْه، فَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ فى ذَلِكَ كُلِّهِ كَلِمَةَ جَزَعٍ وَاحِدَة، حَتىَّ إِذَا كَانَ بِوَادِي القُرَى؛ وَجَدَ في رِجْلِهِ شَيْئَاً فَظَهَرَتْ بِهِ قُرْحَةٌ، فَقَالَ لَهُ الأَطِبَّاءُ يجبُ قَطْعُهَا؛ فَاسْتَسْلَمَ لِقَضَاءِ اللهِ قَائِلاً: لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبَا، اللهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لي بَنُونَ سَبْعَة، فَأَخَذْتَ مِنهُمْ وَاحِدَاً وَأَبْقَيْتَ مِنهُمْ سِتَّة، وَكَانَتْ لي أَطْرَافٌ أَرْبَعَة، فَأَخَذْتَ مَنيِّ طَرَفَاً وَأَبْقَيْتَ لي ثَلَاثَة، وَايْمُكَ [أَيْ وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِك]

ص: 5052

لَئِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْت، وَلَئِن أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْت، فَنَشَرُوهَا بِالمِنْشَار، فَمَا حَرَّكَ عُضْوَاً، فَلَمَّا رَأَى القَدَمَ الَّتي قُطِعَتْ؛ دَعَا بِهَا فَقَبَّلَهَا ثُمَّ قَال:

أَمَا وَالَّذِي حَمَلَني عَلَيْكِ؛ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنيِّ مَا مَشَيْتُ بِهَا إِلى حَرَام أَوْ قَالَ إِلى مَعْصِيَة، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَغُمِسَتْ وَطُيِّبَتْ وَلُفَّتْ في ثَوْبٍ ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلى مَقَابِرِ المُسْلِمِين 00!!

[الْقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ وَمَذْكُورَةٌ في شُعَبِ الإِيمَانِ لِلإِمَامِ البَيْهَقِيِّ بِرَقْم: 9978]

وَمَا أَجْمَلَ قَوْلَ الْقَائِلِ في مِثْلِ ذَلِكَ وَقَدْ بُتِرَتْ سَاقُهُ فَاسْتَعَاضَ عَنهَا بِعَصَاً فَقَالَ في ذَلِك:

وَكُنْتُ أَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ كَالْبَشَرِ * فَصِرْتُ أَمْشِي عَلَى رِجْلٍ مِنَ الشَّجَرِ

مَنْ رَأَى مُصِيبَةَ غَيرِهِ هَانَتْ عَلَيْهِ مُصِيبَتُه

ص: 5053

أُصِيبَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ بِابْنٍ لَهُ وَأَوْلَادُنَا أَكبَادُنَا تمْشِي عَلَى الأَرْضِ؛ فَاعْتَزَلَ النَّاسَ وَاسْتَبَدَّ بِهِ الحُزْن، فَوَفَدَ في هَذِهِ الأَثنَاءِ عَلَى الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ رَجُلٌ عَبْسِيٌّ ضَرِيرٌ محَطَّمُ الوَجْه؛ فَسَأَلَهُ مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا 00؟!

ص: 5054

فَقَالَ الرَّجُلُ العَبْسِيّ: نَزَلْتُ أَنَا وَوَلَدٌ لي صَغِيرٌ وَادِيَاً وَأَنَا لَا أَرَى أَحَدَاً أَكثَرَ مِنَّا أَمْوَالَا، فَطَرَقَنَا سَيْل ـ أَيْ أَصَابَنَا لَيْلاً ـ فَذَهَبَ بِمَالي، فَبَيْنَمَا نحْنُ كَذَلِكَ لَا أَدْرِي أَيْنَ أَتَوَجَّهُ إِذْ عَدَا بَعِيرِي، فَوَضَعْتُ الصَّبيَّ تحْتَ شَجَرَةٍ وَانطَلَقتُ خَلْفَه، فَمَا أَنْ جَاوَزْتُ ابْني غَيرَ بَعِيدٍ حَتىَّ سَمِعْتُ صُرَاخَه؛ فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَأْسُ الذِّئْبِ في بَطْنِه، فَلَمَّا تَأَكَّدْتُ مِنْ مَوْتِهِ قُلتُ: أَتَّبِعُ البَعِيرَ وَوَيْلٌ أَهْوَنُ مِنْ وَيْلَين، فَنَفَحَني ـ أَيْ رَفَسَني ـ في وَجْهِي فَحَطَّمَهُ وَضَيَّعَ عَيْني، فَأَخَذَهُ الوَلِيدُ ـ وَكَانَ صَدِيقَاً لَعُرْوَة ـ فَتَعَزَّى بِقِصَّتِهِ أَحْسَنَ عَزَاء، وَمَنْ رَأَى مُصِيبَةَ غَيرِهِ هَانَتْ عَلَيْهِ مُصِيبَتُه 00!!

ص: 5055

[ذَكَرَهَا ابْنُ قُتَيْبَةَ في عُيُونِ الأَخْبَار 0 طَبْعَةُ بَيرُوت: 74/ 3، وَذَكَرَهَا الإِمَامُ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمَانِ بِرَقْم: 9978]

عَاقِبَةُ الرِّضَا بِقَضَاءِ الله

وَهَذِهِ قِصَّةٌ تُعَلِّمُنَا الرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَر، خَيرِهِ وَشَرِّه، حُلْوِهِ وَمُرِّه، تَقُولُ هَذِهِ القِصَّة:

" إِنَّ مَلِكَاً مِنَ المُلُوكِ كَانَ لَهُ وَزِيرٌ صَالح؛ لَا يُصِيبُهُ شَيْءٌ مِنْ قَدَرِ الله ـ خَيرَاً كَانَ أَوْ شَرَّاً ـ إِلَاّ حَمِدَ اللهَ تَعَالى عَلَيْه، فَخَرَجَا يَوْمَاً في رِحْلَةِ صَيْد، فَعَنَّتْ لِلْمَلِكِ ظَبْيَةٌ عَنْ بُعْد؛ فَأَخْرَجَ

ص: 5056

سَهْمَاً مِنْ كِنَانَتِهِ وَوَضَعَهَا في قَوْسِهِ لِيرْمِيَهَا، فَانْقَطَعَ الوَتَرُ وَنَشِبَ السَّهْمُ في إِصْبَعِهِ، ثُمَّ أَحْدَثَ الجُرْحُ تَسَمُّمَاً؛ فَأَمَرَ الأَطِبَّاءُ بِقَطْعِ الإِصْبَعِ كَيْ لَا يَنْتَقِلَ تَسَمُّمُهُ إِلى سَائِرِ اليَد، فَقُطِعَ إِصْبَعُ المَلِك، فَقَالَ الوَزِير: الحَمْدُ لله، فَاغْتَاظَ المَلِكُ وَظَنَّهَا شَمَاتَةً مِنهُ؛ فَأَوْدَعَهُ في السِّجْن ـ وَهَذَا هُوَ طَبْعُ المُلُوك: يَغْضَبُونَ غَضَبَ الصَّبيّ، وَيَبْطُشُونَ بَطْشَ الأَسَد ـ فَلَبِثَ في السِّجْنِ بِضْعَ سِنِين،

ص: 5057

فَحَمِدَ اللهَ تَعَالى هَذَا الوَزِيرُ الصَّالِحُ عَلَى السِّجْنِ وَظَلَّ صَابِرَاً، وَفي يَوْمٍ آخَرَ انْطَلَقَ المَلِكُ وَحْدَهُ في رِحْلَةِ صَيْد، فَأَوْغَلَ في الفَيَافي حَتىَّ بَعُدَ عَن أَنْظَارِ الحَرَسِ وَالجُنْد، فَأَسْلَمَتْهُ قَدَمَاهُ إِلى قَبِيلَةٍ مُشْرِكَة، عَلَى مَدْخَلِهَا صَنَم، وَكَانَ أَهْلُ هَذِهِ القَبِيلَةِ قَدْ أَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَشِدَّة؛ فَنَذَرُواْ لهَذَا الصَّنَمِ إِن أَمْطَرَهُمْ؛ أَنْ يَذْبحُواْ لَهُ أَوَّلَ إِنْسَانٍ يَقْدُمُ عَلَيْهِمْ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمُ المَلِك، فَطَارَدُوهُ وَحَاوَلَ الفِرَارَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَأَحَاطُواْ بِهِ وَهمُّواْ بِذَبحِه، حَتىَّ كَانَتِ المُفَاجَأَة؛ فَعِنْدَمَا نَظَرُواْ إِلى إِصْبَعِ المَلِكِ وَجَدُوهَا مَقْطُوعَة، وَلَقَدْ كَانَ لهَؤُلَاءِ القَوْمِ في الشِّرْكِ عَادَات، مِنهَا أَنَّهُمْ

ص: 5058

لَا يَذْبحُونَ قُرْبَانَاً؛ إِلَاّ إِذَا كَانَ لَا شِيَةَ فِيه، فَخَلَّواْ سَبِيلَه 00

وَيُنعِمُ اللهُ بِالبَلوَى وَإِن عَظُمَتْ * وَيَبْتَلِي اللهُ بَعْضَ القَوْمِ بِالنِّعَمِ

{أَبُو تَمَّام}

فَقَالَ المَلِك: الحَمْدُ لله، وَهُنَا تَذَكَّرَ وَزِيرَهُ الصَّالح؛ فَأَصْدَرَ أَمْرَاً بِإِخْرَاجِهِ مِنَ السِّجْنِ وَعَفَا عَنهُ، ثُمَّ أَحْضَرَهُ وَقَالَ لَه: أَمَّا قَطْعُ إِصْبَعِي؛ فَقَدْ تَبَيَّنَ لي أَنَّهُ خَير، لَكِنْ دُخُولُكَ السِّجْن؛ كَيْفَ يَكُونَ خَيرَاً 00؟!

فَقَالَ لَهُ ـ وَكَانَ رَجُلاً لَبِيبَاً ـ أَلَمْ تَرَ أَنيِّ لَوْ كُنْتُ مَعَكَ لأَمَرُواْ بِذَبحِي " 00؟!

فَمَا أَصَابَكَ مِنْ مُصِيبَةٍ في دُنيَاك؛ فَاحْمَدِ اللهَ عَلَى مَا أَصَابَكَ فَرُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَة 00

ص: 5059

قَالَ تَعَالى: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُواْ شَيْئَاً وَيجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيرَاً كَثِيرَا} {النِّسَاء/19}

فَصْلٌ في المُعَاقِينَ وَأَصْحَابِ العَاهَات

ص: 5060

عَنْ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ رضي الله عنه قَال: " أَتَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِن أَهْلِ اليَمَن، أَكْشَفُ أَحْوَلُ أَوْقَصُ أَحْنَفُ أَفْحَمُ أَعْسَرُ أَرْسَحُ أَفحَجُ ـ الكَشَفُ هُوَ عَيْبٌ في النَّاصِيَةِ كَبُرُوزِهَا أَوِ انحِسَارِ الشَّعَرِ عَنهَا، وَالأَوْقَص: هُوَ قَصِيرُ الرَّقَبَة، وَالحَنَفُ: هُوَ الَّذِي بِهِ تَقَوُّسٌ في سَاقَيْه، وَالأَفْحَمُ هُوَ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَر، وَفي رِوَايَةٍ أَسْحَمُ وَهُوَ الأَسْوَد، وَالأَعْسَرُ هُوَ الَّذِي يَقْضِي شُئُونَهُ بِيَدِهِ الشِّمَال، وَالأَرْسَحُ هُوَ قَلِيلُ لحْمِ العَجُزِ وَالفَخِذَيْن، وَأَمَّا الفَحَج: فَهُوَ تَقَوُّسٌ

وَاعْوِجَاجٌ في القَدَم فَقَالَ ـ أَيْ ذَلِكَ الرَّجُل ـ يَا رَسُولَ الله؛ أَخْبرْني بمَا فَرَضَ اللهُ عَلَيّ 00؟

ص: 5061

فَلَمَّا أَخْبرَهُ قَال: إِنيِّ أُعَاهِدُ اللهَ أَنْ لَا أَزِيدَ عَلَى فَرِيضَة؛ قَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم وَلِمَ 00؟

قَالَ لأَنَّهُ خَلَقَني فَشَوَّهَ خَلقِي؛ فَخَلَقَني أَكْشَفَ أَحْوَلَ أَوْقَصَ أَحْنَفَ أَسْحَمَ أَعْسَرَ أَرْسَحَ أَفحَج، ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُل، فَأَتَاهُ ـ أَيْ أَتَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم جِبرِيلُ عليه السلام فَقَال: يَا محَمَّد: أًيْنَ العَاتِب 00؟

إِنَّهُ عَاتَبَ رَبَّاً كَرِيمَاً فَأَعْتَبَهُ ـ أَيْ فَأَرْضَاه ـ قَالَ جل جلاله:

" أَلَا يَرْضَى أَنْ يَبْعَثَهُ اللهُ في صُورَةِ جِبرِيلَ يَوْمَ القِيَامَة " 00؟

ص: 5062

فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلى الرَّجُلِ فَقَالَ لَه: " إِنَّكَ عَاتَبْتَ رَبَّاً كَرِيمَاً فَأَعْتَبَك، أَفَلَا تَرْضَى أَنْ يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ القِيَامَة في صُورَةِ جِبرِيل " 00؟

قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ الله؛ فَإِنيِّ أُعَاهِدُ اللهَ أَنْ لَا يَقْوَى جَسَدِي عَلَى شَيْءٍ مِنْ مَرْضَاةِ اللهِ إِلَاّ عَمِلْتُه "

[ضَعَّفَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع ص: (261/ 2)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِر، كَمَا في " الكَنْزِ " بِرَقْم: 8636]

حَقُّ اللهِ في الشُّكْرِ عَلَى المُعَافَاةِ مِنَ المَرَض

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

ص: 5063

" إِنَّ ثَلَاثَةً في بَني إِسْرَائِيل: أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى، بَدَا للهِ عز وجل أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ؛ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكَاً، فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقَال: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْك 00؟

قَالَ لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَن؛ قَدْ قَذِرَني النَّاس؛ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ، فَأُعْطِيَ لَوْنَاً حَسَنَاً وَجِلْدَاً حَسَنَاً، فَقَالَ أَيُّ المَالِ أَحَبُّ إِلَيْك 00؟

قَالَ الإِبِل، أَوْ قَالَ البَقَر، شَكَّ الرَّاوِي في ذَلِك: إِنَّ الأَبْرَصَ وَالأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهمَا الإِبِلُ وَقَالَ الآخَرُ البَقَر؛ فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ فَقَال: يُبَارَكْ لَكَ فِيهَا، وَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَال: أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْك؟

ص: 5064

قَالَ شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنيِّ هَذَا؛ قَدْ قَذِرَني النَّاس، فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ وَأُعْطِيَ شَعَرَاً حَسَنَاً، قَالَ ـ أَيِ المَلَك ـ فَأَيُّ المَالِ أَحَبُّ إِلَيْك 00؟

قَالَ البَقَر، فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلاً، وَقَالَ يُبَارَكْ لَكَ فِيهَا، وَأَتَى الأَعْمَى فَقَالَ أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْك؟

قَالَ يَرُدُّ اللهُ إِليَّ بَصَرِي فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاس، فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ بَصَرَه، قَالَ فَأَيُّ المَالِ أَحَبُّ إِلَيْك؟

ص: 5065

قَالَ الغَنَم، فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدَاً، فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا، فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِن إِبِل، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَر، وَلِهَذَا وَادٍ مِن غَنَم، ثمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ في صُورَتِهِ وَهَيْئَتِه ـ أَيْ أَتَاهُ في صُورَةِ أَبْرَص ـ فَقَال: رَجُلٌ مِسْكِينٌ تَقَطَّعَتْ بيَ الحِبَالُ في سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ اليَوْمَ إِلَاّ بِاللهِ ثُمَّ بِك، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الحَسَنَ وَالجِلْدَ الحَسَنَ وَالمَال، بَعِيرَاً أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ في سَفَرِي، فَقَالَ لَهُ إِنَّ الحُقُوقَ كَثِيرَة، فَقَالَ لَهُ كَأَنيِّ أَعْرِفُك: أَلَمْ تَكُن أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاس، فَقِيرَاً فَأَعْطَاكَ الله 00؟

ص: 5066

فَقَال: لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِر؛ فَقَال: إِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلى مَا كُنْت، وَأَتَى الأَقْرَعَ في صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ ـ أَيْ أَتَاهُ في صُورَةِ أَقْرَعَ ـ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا؛ فَقَال: إِنْ كُنْتَ كَاذِبَاً فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلى مَا كُنْت، وَأَتَى الأَعْمَى في صُورَتِهِ فَقَال: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ وَتَقَطَّعَتْ بيَ الحِبَالُ في سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ اليَوْمَ إِلَاّ بِاللهِ ثمَّ بِك، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا في سَفَرِي،

ص: 5067

فَقَال: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللهُ بَصَرِي، وَفَقِيرَاً فَقَدْ أَغْنَاني؛ فَخُذْ مَا شِئْت، فَوَاللهِ لَا أَجْهَدُكَ اليَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لله، فَقَال: أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْك " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3464 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2964 / عَبْد البَاقِي]

الإِصَابَةُ بِالحُمَّى

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّم؛ فَأَطْفِئُوهَا بِالمَاء " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5723 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2209 / عَبْد البَاقِي]

ص: 5068

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّم؛ فَأَبْرِدُوهَا بِالمَاء " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (3264 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2210 / عَبْد البَاقِي]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " الحُمَّى كِيرٌ مِنْ كِيرِ جَهَنَّم؛ فَنَحُّوهَا عَنْكُمْ بِالمَاءِ الْبَارِد " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5500)، وَصَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3475]

ص: 5069

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّم؛ فَأَبْرِدُوهَا بِمَاءِ زَمْزَم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَة أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 2649، وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

وَيُفَضَّلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ في وَقْتِ السَّحَر: أَيْ سَاعَةَ السَّحُور 0

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" إِذَا حُمَّ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَشُنَّ عَلَيْهِ المَاءَ الْبَارِدَ ـ أَيْ فَلْيَصُبَّهُ ـ ثَلَاثَ لَيَالٍ مِنَ السَّحَر " 0

[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 497، 1310، وَقَالَ الذَّهَبيُّ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى]

ص: 5070

كَمَا يُفَضَّلُ أَنْ يَكُونَ إِن أَمْكَنَ بِمَاءِ زَمْزَم: فَإِنَّهُ مَاءٌ مُبَارَك 0

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:

" إِذَا حُمَّ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَسُنَّ عَلَيْهِ المَاءَ الْبَارِدَ ـ أَيْ فَلْيَصُبَّهُ ـ ثَلَاثَ لَيَالٍ مِنَ السَّحَر " 0

[صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 497، 1310، وَقَالَ الذَّهَبيُّ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِم، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى]

عَن أَبي رَيحَانَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَطَرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" الحُمَّى كِيرٌ مِنْ جَهَنَّم، وَهِيَ نَصِيبُ المُؤْمِنِ مِنَ النَّار " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (5501)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ]

ص: 5071

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" الحُمَّى حَظُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ النَّار " 0 [صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3187، 1821)، وَحَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ البَزَّار]

ص: 5072

عَن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " الحُمَّى كِيرٌ مِنْ جَهَنَّم، فَمَا أَصَابَ المُؤْمِنَ مِنهَا؛ كَانَ حَظُّهُ مِنْ جَهَنَّم " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3188، 1822)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بِرَقْم: 21771]

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ المُسَيِّبِ وَكَانَتْ محْمُومَة، فَقَالَ لَهَا صلى الله عليه وسلم:" مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِين، أَوْ مَا لَكِ يَا أُمَّ المُسَيِّبِ تُزَفْزِفِين " 00؟!

قَالَت: الحُمَّى لَا بَارَكَ اللهُ فِيهَا، فَقَالَ لهَا صلى الله عليه وسلم:

ص: 5073

" لَا تَسُبيِّ الحُمَّى؛ فَإِنهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَني آدَم، كَمَا يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (2575 / عَبْد البَاقِي)، الكَنزُ بِرَقْم: (6751)، رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ في الشُّعَب بِرَقْم: 9809]

عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: " إِنَّمَا مَثَلُ المُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعَكُ أَوِ الحُمَّى؛ كَمَثَلِ حَدِيدَةٍ تَدْخُلُ النَّار؛ فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا وَيَبْقَى طِيبُهَا " 0

[صَحَّحَهُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 2370، 1714، رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَالحَاكِم]

ص: 5074

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال: " ذُكِرَتِ الحُمَّى عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَبَّهَا رَجُل؛ فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسُبَّهَا؛ فَإِنَّهَا تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الحَدِيد "

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: (13278)، وَصَحَّحَهُ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3469]

وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" لَا تَزَالُ المَلِيلَةُ ـ أَيِ الحُمَّى ـ وَالصُّدَاعُ بِالعَبْدِ وَالأَمَةِ وَإِنَّ عَلَيْهِمَا مِنَ الخَطَايَا مِثْلَ أُحُد، فَمَا يَدَعُهُمَا وَعَلَيْهِمَا مِثْقَالُ خَرْدَلَة " 0

ص: 5075

[وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (301/ 2)، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَفي " الكَنْزِ " بِرَقْم: 6756]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ عَادَ مَرِيضَاً بهَا فَقَالَ لَهُ: " أَبْشِرْ؛ فَإِنَّ اللهَ يَقُول: هِيَ نَارِي، أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي المُؤْمِنِ في الدُّنْيَا؛ لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ في الآخِرَة " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في (سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ) بِرَقْم: 3470]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " مَا مِنْ مَرَضٍ يُصِيبُني أَحَبَّ إِليَّ مِنَ الحُمَّى؛ لأَنَّهَا تَدْخُلُ في كُلِّ عُضْوٍ مِنيِّ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل يُعْطِي كُلَّ عُضْوٍ قِسْطَهُ مِنَ الأَجْر " 0

ص: 5076

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الأَدَبِ المُفْرَدِ بِرَقْم: 503]

مِنْ نَوَادِرِ الأَعْرَاب

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابيٍّ يَعُودُهُ فَقَال: " لَا بَأْسَ عَلَيْك، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله " 00 قَالَ الأَعْرَابيّ: طَهُور 00؟!

بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُور، عَلَى شَيْخٍ كَبِير، تُزِيرُهُ القُبُور؛ قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:" فَنَعَمْ إِذَاً " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5656، 7470 / فَتْح]

عَنْ فَاطِمَةَ الخُزَاعِيَّةِ رضي الله عنها قَالَتْ: عَادَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ وَهِيَ وَجِعَة، فَقَالَ لَهَا:" كَيْفَ تجِدِينَك " 00؟

ص: 5077

قَالَتْ بخَير، إِلَاّ أَنَّ أُمَّ مِلْدَمٍ ـ أَيِ الحُمَّى ـ قَدْ بَرِحَتْ بي، فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:

" اصْبِرِي؛ فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَبَثَ ابْنِ آدَم؛ كَمَا يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد " 0

[قَالَ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيح 0 ص: (307/ 2)، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الكَبِيرِ]

سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فِرَاشِ المَرَض

ص: 5078

عَن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رضي الله عنه عَن عَمَّتِهِ رضي الله عنها قَالَتْ: " أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَعُودُهُ في نِسَاء، فَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ نَحْوَهُ يَقْطُرُ مَاؤُهُ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِن حَرِّ الحُمَّى؛ قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله؛ لَوْ دَعَوْتَ اللهَ فَشَفَاك 00؟!

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

" إِنَّ مِن أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً: الأَنْبِيَاء، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ "

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في الصَّحِيحَةِ بِرَقْم: 145، وَحَسَّنَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَعِ ص: 292/ 2، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ أَحْمَد]

ص: 5079

عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَال:

" دَخَلْتُ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَك؛ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَينَ يَدِي فَوْقَ اللِّحَاف، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ مَا أَشَدَّهَا عَلَيْك 00!!

قَالَ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا كَذَلِك ـ أَيْ مَعْشَرَ الأَنْبِيَاء ـ يُضَعَّفُ لَنَا البَلَاء، وَيُضَعَّفُ لَنَا الأَجْر " قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً 00؟

قَالَ صلى الله عليه وسلم: " الأَنْبِيَاء " 00 قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ ثُمَّ مَن 00؟

ص: 5080

قَالَ صلى الله عليه وسلم: " ثمَّ الصَّالحُون؛ إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالفَقْر؛ حَتىَّ مَا يجِدُ أَحَدُهُمْ إِلَاّ العَبَاءةَ يحْوِيهَا ـ أَيْ يَمْلِكُهَا ـ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالبَلَاءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاء " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 4024]

عَن أَبي وَائِلٍ الأَسَدِيِّ رضي الله عنه عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ:

" مَا رَأَيْتُ الوَجَعَ عَلَى أَحَدٍ أَشَدَّ مِنْهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم: 2397، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين]

ص: 5081

سَيِّدُنَا أَبُو بَكْرٍ وَسَيِّدُنَا بِلَالٌ رضي الله عنهم عَلَى فِرَاشِ المَرَض

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَة؛ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ رضي الله عنهما، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، قُلْتُ: يَا أَبَتِ؛ كَيْفَ تَجِدُك 00؟

وَيَا بِلَال؛ كَيْفَ تَجِدُك 00؟ ُُ

ص: 5082

وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُول:

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ في أَهْلِهِ * وَالمَوْتُ أَدْنى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ

وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَقْلَعَتْ عَنْهُ يَقُول:

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً * بِوَادٍ وَحَوْلي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ

وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمَاً مِيَاهَ مِجَنَّةٍ * وَهَلْ تَبْدُوَنْ لي شَامَةٌ وَطَفِيلُُُُُُُُُُ

ص: 5083

قَالَتْ عَائِشَة: فَجِئْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدّ، اللهُمَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا في مُدِّهَا وَصَاعِهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالجُحْفَة " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5654 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 1376 / عَبْد البَاقِي] ُُ

ص: 5084

وَالإِذْخِرُ وَالجَلِيل: مِنْ نَبَاتَاتِ أَرْضِ مَكَّة، أَمَّا مجَنَّة: فَهِيَ مَوْضِعٌ عَلَى بُعْدِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّة، وَكَانَتْ تُقَامُ بِهِ سُوقٌ مِن أَشْهَرِ أَسْوَاقِ العَرَبِ في الجَاهِلِيَّة، وَشَامَةٌ وَطَفِيل: جَبَلَانِ مُشْرِفَانِ بِهَا، وَأَمَّا الجُحْفَة: فَهِيَ مَوْضِعٌ بَينَ مَكَّةَ وَالمَدِينَة، وَهُوَ مِيقَاتُ إِحْرَامِ أَهْلِ الشَّام 0 {لِسَانُ العَرَب}

ُُُُُُ

ص: 5085

مَا قَالَهُ الشُّعَرَاءُ في الحُمَّى

وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقَّ مَا قِيلَ في الحُمَّى؛ قَوْلُ هَذَا الشَّاعِرِ الَّذِي أَصَابَتْ زَوْجَتَهُ الحُمَّى:

قَالُواْ حَبِيبُكَ محْمُومٌ فَقُلْتُ لَهُمْ * أَنَا الَّذِي كُنْتُ في حِمَّائِهِ السَّبَبَا

عَانَقْتُهُ وَلَهِيبُ الحُبِّ في كَبِدِي * فَأَثَّرَتْ فِيهِ تِلْكَ النَّارُ فَالْتَهَبَا

وَقَوْلُ الآخَرِ وَقَدْ أَصَابَتْهُ هُوَ الحُمَّى:

فَفِي جَسَدِي حُمَّى وَفي كَبِدِي حُمَمْ

{الشَّاعِرُ القَرَوِي / رَشِيد سَلِيمٌ الخُورِي}

ص: 5086

وَلَا تَفُوتُني طَبْعَاً قَصِيدَةُ المُتَنَبيِّ شَائِعَةِ الذِّكْر، في صِفَةِ الحُمَّى الَّتي أَصَابَتْهُ حِينَاً مِنَ الدَّهْر:

وَزَائِرَتي كَأَنَّ بِهَا حَيَاءً * فَلَيْسَ تَزُورُ إِلَاّ في الظَّلَامِ

وَلَمْ تُخْلِفْ مجِيئَاً حِينَ تَأْتي * عَشِيَّةَ كُلِّ يَوْمٍ بِانْتِظَامِ

بَسَطْتُ لهَا النَّمَارِقَ وَالحَشَايَا * فَعَافَتْهَا وَبَاتَتْ في عِظَامِي

أُرَاقِبُ وَقْتَهَا مِن غَيرِ شَوْقٍ * مُرَاقَبَةَ المَشُوقِ المُسْتَهَامِ

فَيَصْدُقُ وَعْدُهَا وَالصِّدْقُ شَرٌّ * إِذَا أَلْقَاكَ في الكُرَبِ العِظَامِ

ص: 5087

أَبِنْتَ الدَّهْرِ عِنْدِي كُلُّ بِنْتٍ * فَكَيْفَ وَصَلْتِ أَنْتِ مِنَ الزِّحَامِ

أَصَبْتِ الجِسْمَ حَتىَّ لَيْسَ فِيهِ * مَكَانٌ لِلسُّيُوفِ وَلِلسِّهَامِ

يَقُولُ ليَ الطَّبِيبُ أَكَلْتَ شَيْئَاً * وَدَاؤُكَ في الشَّرَابِ أَوِ الطَّعَامِ

وَمَا في طِبِّهِ أَنِّي جَوَادٌ * أَضَرَّ بِجِسْمِهِ طُولُ الجَمَامِ

ص: 5088

مَرَضُ السُّكَّر

أَمَّا مَرَضُ السُّكَّر؛ فَمِن أَطْرَفِ مَا قِيلَ فِيهِ قَوْلُ هَذَا الشَّاعِرِ وَقَدْ أَصَابَهُ السُّكَّر:

أَصَابَني السُّكَّرُ المُضْني وَلَا عَجَبٌ * قَدْ يُورِثُ المُرَّ بَعْضُ الحُلْوِ أَحْيَانَا

مُصِيبَةُ الطَّاعُون

لَمَّا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضِ العِرَاق؛ فَزِعَ النَّاسُ إِلى الإِمَامِ الحُسَينِ رضي الله عنه؛ فَقَالَ لهُمْ:

" مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعَ بِكُمْ رَبُّكُمْ؛ أَقْلَعَ المُذْنِبُ وَأَنْفَقَ المُمْسِك " 0

[ابْنُ عَبْدِ رَبُّه في " العِقدُ الفَرِيد " طَبْعَةِ دَارِ الكُتُبِ العِلمِيَّة 0 بَيرُوت 0 ص: 143/ 3]

ص: 5089

وَأَحْسَنُ شَيْءٍ في المَصَائِبِ أَنَّهَا * تُذَكِّرُنَا بِاللهِ عِنْدَ نُزُولِهَا

هَلِ الفِرَارُ مِنَ الطَّاعُونِ فِرَارٌ مِنْ قَدَرِ الله 00؟

إِنَّ الرِّضَا بِقَضَاءِ الله؛ لَا يَمْنَعُ أَبَدَاً مِنْ مُدَافَعَةِ الطَّاعُونِ وَمحَاوَلَةِ الخُرُوجِ مِنهُ، مَثَلُهُ في ذَلِكَ مَثَلُ المَرَض 0

ص: 5090

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه خَرَجَ إِلى الشَّام، حَتىَّ إِذَا كَانَ بِسَرْغَ ـ أَيْ مَوْضِعٍ بَينَ الشَّامِ وَالحجَاز ـ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ وَأَصْحَابُه، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّام؛ فَقَالَ عُمَر ـ أَيْ لَابْنِ عَبَّاس ـ ادْعُ ليَ المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِين، فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّام؛ فَاخْتَلَفُواْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ 00!!

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاء 00!!

ص: 5091

فَقَالَ رضي الله عنه: ارْتَفِعُواْ عَنيِّ، ثُمَّ قَالَ ادْعُواْ ليَ الأَنْصَارَ فَدَعَوْتُهُمْ، فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُواْ سَبِيلَ المُهَاجِرِينَ وَاخْتَلَفُواْ كَاخْتِلَافِهِمْ؛ فَقَالَ ارْتَفِعُواْ عَنيِّ، ثُمَّ قَالَ ادْعُ ليَ مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ رَجُلَان [أَيِ اتَّفَقُواْ عَلَى كَلِمَةٍ سَوَاء]

فَقَالُواْ: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاء؛ فَنَادَى عُمَرُ في النَّاسِ إِنيِّ مُصَبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُواْ عَلَيْه ـ أَيْ إِنيِّ مُرْتحِلٌ في الصَّبَاحِ فَتَهَيَّئُواْ ـ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاح: أَفِرَارَاً مِنْ قَدَرِ الله 00؟!

ص: 5092

فَقَالَ عُمَر: لَوْ غَيْرُكَ قَالهَا يَا أَبَا عُبَيْدَة 00!!!

نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلى قَدَرِ الله: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيَاً، لَهُ عُدْوَتَان: إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَة، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ وَإِنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ الله 00؟!

ص: 5093

فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبَاً في بَعْضِ حَاجَتِه، فَقَالَ رضي الله عنه: إِنَّ عِنْدِيَ في هَذَا عِلْمَاً:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ ـ أَيْ بِالطَّاعُونِ ـ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُواْ عَلَيْه، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بهَا فَلَا تخْرُجُواْ فِرَارَاً مِنْهُ؛ فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ ثمَّ انْصَرَف " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: (5729 / فَتْح)، وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2219 / عَبْد البَاقِي]

ص: 5094

عَن عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ المَخْزُومِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ في غَزْوَةِ تَبُوك: " إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا؛ فَلَا تخْرُجُوا مِنْهَا، وَإِذَا وَقَعَ وَلَسْتُمْ بِهَا؛ فَلَا تَقْدُمُواْ عَلَيْه " 0 [حَسَّنَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: (315/ 2)، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في المُسْنَدِ بِرَقْم: 15009]

وَفي رِوَايَةٍ حَسَّنَهَا الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ أَيْضَاً: " فَلَا تَقْرَبُوهَا " 0

فَالخَيرُ وَالشَّرُّ فِتنَة، وَكُلٌّ مِن عِنْدِ الله، وَهَذَا لَا يمْنَعُ مِنْ كَرَاهِيَةِ الشَّرِّ وَمُدَافَعَةِ أَذَاه 00!!

ص: 5095

بَلَغَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبي سُفْيَانَ أَنَّ الْوَبَاءَ اسْتَحَرَّ بِأَهْلِ دَار؛ فَقَالَ مُعَاوِيَة: " لَوْ حَوَّلْنَاهُمْ عَنْ مَكَانِهِمْ؛ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: وَكَيْفَ لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ بِأَنْفُسٍ قَدْ حَضَرَتْ آجَالُهَا 00؟

فَكَأَنَّ مُعَاوِيَةَ وَجَدَ عَلَى أَبي الدَّرْدَاء؛ فَقَالَ لَهُ كَعْب: يَا مُعَاوِيَة؛ لَا تجِدْ عَلَى أَخِيك؛ فَإِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يَدَعْ نَفْسَاً حِينَ تَسْتَقِرُّ نُطْفَتُهَا في الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَة؛ إِلَاّ كَتَبَ خَلْقَهَا وَخُلُقَهَا، وَأَجَلَهَا وَرِزْقَهَا، ثمَّ لِكُلِّ نَفْسٍ وَرَقَةٌ خَضْرَاءُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْش، فَإِذَا دَنَا أَجَلُهَا خَلُقَتْ تِلْكَ الْورَقَة ـ أَيِ اصْفَرَّتْ ـ حَتىَّ تَيْبَسَ ثُمَّ تَسْقُط، فَإِذَا سَقَطَتْ تِلْكَ النَّفْسُ قُبِضَتْ " 0

[أَوْرَدَهُ ابْنُ بَطَّةَ في الإِبَانَةِ بِرَقْم: (1817)، وَابْنُ القَيِّمِ في شِفَاءِ الْعَلِيل]

ص: 5096

مِنَ الرُّدُودِ الحَسَنَة

وَمِن أَطْرَفِ مَا يحْكَى في ذَلِكَ أَيْضَاً: أَنَّ طَاعُونَاً آخَرَ ضَرَبَ أَرْضَ الخِلَافَةِ في عَهْدِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ المَلِك؛ فَأَرَادَ الخُرُوجَ مِنهَا، فَقَالَ لَهُ النَّاس: يَقُولُ اللهُ جل جلاله:

{لَنْ يَنْفَعَكُمُ الفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ المَوْتِ أَوِ القَتْلِ وَإِذَاً لَا تُمَتَّعُونَ إِلَاّ قَلِيلَا} {الأَحْزَاب/16}

فَقَالَ لهُمْ وَكَانَ حَاضِرَ البَدِيهَة: ذَلِكَ القَلِيلَ أَطْلُب 00!! [الدُّكتُور نَايِف في نَفَائِسُ اللَّطَائِف بَيرُوت 0 ص: (113)، وَابْنُ عَبْدِ رَبِّهِ في العِقدُ الفَرِيد ص: 142/ 3]

ص: 5097

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" فَنَاءُ أُمَّتي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُون " 0

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاه؛ فَمَا الطَّاعُون 00؟

قَالَ صلى الله عليه وسلم: " غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الإِبِل، المُقِيمُ فِيهَا كَالشَّهِيد، وَالْفَارُّ مِنْهَا كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْف " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ بِرَقْم: 3948، وَقَالَ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَد: إِسْنَادُهُ جَيِّد 0 ح / ر: 26182]

ص: 5098

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " الفَارُّ مِنَ الطَّاعُون: كَالفَارِّ مِنَ الزَّحْف، وَالصَّابِرُ فِيهِ لَهُ أَجْرُ شَهِيد " 0 [وَثَّقَهُ الإِمَامُ الهَيْثَمِيُّ في " المجْمَع " ص: 315/ 2، وَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالبَزَّارُ وَالطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ]

عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْزٌ سُلِّطَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَوْ عَلَى بَني إِسْرَائِيل؛ فَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلَا تَخْرُجُواْ مِنهَا فِرَارَاً مِنْهُ، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2218 / عَبْد البَاقِي]

ص: 5099

عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْزٌ وَبَقِيَّةُ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْم؛ فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تخْرُجُواْ مِنهَا فِرَارَاً مِنهُ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلَا تَدْخُلُوهَا " 0

[صَحَّحَهُ أَحْمَد شَاكِر في المُسْنَدِ بِرَقْم: 1577، وَالأَلبَانيُّ في الجَامِع، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع، رَوَاهُ الإِمَامَانِ الطَّبرَانيُّ بِنَصِّهِ وَمُسْلِمٌ بِنَحْوِه]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُون 00؟

ص: 5100

فَأَخْبرَهَا نَبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ عَذَابَاً يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاء، فَجَعَلَهُ اللهُ رَحمَةً لِلْمُؤْمِنِين؛ فَلَيْسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرَاً، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَاّ مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ؛ إِلَاّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيد " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 5734 / فَتْح]

عَن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:

" سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُون 00؟

ص: 5101

فَأَخْبرَني أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاء، وَأَنَّ اللهَ جَعَلَهُ رَحمَةً لِلْمُؤْمِنِين؛ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرَاً محْتَسِبَاً، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ؛ إِلَاّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيد " 0 [رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 3474 / فَتْح]

عَن أَبي عَسِيبٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" 000 فَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لأُمَّتي وَرَحْمَةٌ لَهُمْ، وَرِجْسٌ عَلَى الْكَافِرِين " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (60، 761)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ]

ص: 5102

وَعَنْ رَبِيعٍ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: " الطَّعْنُ وَالطَّاعُون، وَالهَدْمُ وَأَكْلُ السَّبْع، وَالْغَرَقُ وَالحَرَق، وَالْبَطْنُ وَذَاتُ الجَنْب؛ شَهَادَة " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " الجَامِعِ " بِرَقْم: 7400]

ص: 5103

كَيْفَ كَانُواْ يُحِبُّونَ المَرَض؛ لِيُكَفِّرَ عَنهُمْ خَطَايَاهُمْ

عَن أَبي مُنِيبٍ الأَحْدَبِ رضي الله عنه قَال: " خَطَبَ مُعَاذٌ بِالشَّام، فَذَكَرَ الطَّاعُونَ فَقَال: إِنَّهَا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَقَبْضُ الصَّالحِينَ قَبْلَكُمْ، اللهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى آلِ مُعَاذٍ نَصِيبَهُمْ مِن هَذِهِ الرَّحْمَة، ثمَّ نَزَلَ مِنْ مَقَامِهِ ذَلِكَ فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن:{الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِين} {البَقَرَة/147}

فَقَالَ مُعَاذ: {سَتَجِدُني إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِين} {الصَّافَّات/102}

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في التَّرْغِيب بِرَقْم: 1402، وَوَثَّقَهُ الهَيْثَمِيُّ في المجْمَع ص: 311/ 2، وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَد]

ص: 5104

وَأَخْتِمُ الحَدِيثَ عَنِ الطَّاعُون؛ بِهَذَا الحَدِيثِ المُبَارَكِ المَيْمُون:

عَن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" يَأْتي الشُّهَدَاءُ وَالمُتَوَفَّوْنَ بِالطَّاعُون، فَيَقُولُ أَصْحَابُ الطَّاعُون: نحْنُ شُهَدَاء؛ فَيُقَال: انْظُرُواْ؛ فَإِنْ كَانَتْ جِرَاحُهُمْ كَجِرَاحِ الشُّهَدَاءِ تَسِيلُ دَمَاً رِيحَ المِسْك؛ فَهُمْ شُهَدَاء، فَيجِدُونَهُمْ كَذَلِك " 0 [حَسَّنَهُ الأُسْتَاذ شُعَيْب الأَرْنَؤُوط في المُسْنَدِ بِرَقْم: 17651]

ص: 5105

عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلى رَبِّنَا في الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنَ الطَّاعُون 00

فَيَقُولُ الشُّهَدَاء: إِخْوَانُنَا قُتِلُواْ كَمَا قُتِلْنَا، وَيَقُولُ المُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ: إِخْوَانُنَا مَاتُواْ عَلَى فُرُشِهِمْ كَمَا مُتْنَا؛ فَيَقُولُ رَبُّنَا جل جلاله: انْظُرُواْ إِلى جِرَاحِهِمْ؛ فَإِن أَشْبَهَ جِرَاحُهُمْ جِرَاحَ المَقْتُولِينَ فَإِنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ، فَإِذَا جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَهُمْ " 0

[صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ النَّسَائِيِّ بِرَقْم: (3164)، رَوَاهُ أَحْمَدُ بِرَقْم: 16708]

ص: 5106

مُوَاسَاةُ المَرِيضِ وَالدُّعَاءُ لَهُ

عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ كَانَ مَرِيضَاً فَجَزِعَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ فَقَال:" اللَّهُمَّ اشْفِهِ، اللَّهُمَّ عَافِهِ "، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:" قُمْ "؛ فَقُمْت، فَمَا عَادَ لي ذَلِكَ الْوَجَعُ بَعْدَه " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4239]

ص: 5107

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " أَحَبُّ النَّاسِ إِلى اللهِ عز وجل أَنْفَعُهُمْ للنَّاس، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلى اللهِ عز وجل: سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِم: تَكْشِفُ عَنهُ كُرْبَة، أَوْ تَقْضِي عَنهُ دَيْنَاً، أَوْ تَطْرُدُ عَنهُ جُوعَا، وَلأَن أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ في حَاجَةٍ؛ أَحَبُّ إِليَّ مِن أَن أَعْتَكِفَ في هَذَا المَسْجِدِ شَهْرَاً " 00 أَيْ مَسْجدِ المَدِينَة 0

[أَيْ مَسْجدِ المَدِينَة 0 حَسَّنَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلْبَانيُّ في " الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ " بِرَقْمَيْ: 176، 906، رَوَاهُ الإِمَامُ الطَّبَرَانيّ]

ص: 5108

رَحْمَةُ اللهِ أَقْرَبُ مِن عُقُوبَتِه

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ عَادَ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الفَرْخ ـ أَيْ ضَعُفَتْ صِحَّتُهُ وَقُوَّتُه ـ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

" هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاه " 00؟

قَالَ نَعَمْ: كُنْتُ أَقُول: اللهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبي بِهِ في الآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لي في الدُّنْيَا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سُبْحَانَ اللهِ لَا تُطِيقُه، أَوْ لَا تَسْتَطِيعُه، أَفَلَا قُلْت: اللهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَة، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَة، وَقِنَا عَذَابَ النَّار " 00 فَدَعَا اللهَ لَهُ فَشَفَاه 0

ص: 5109

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِلْحَدِيثِ قَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم: " لَا طَاقَةَ لَكَ بِعَذَابِ الله " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 2688 / عَبْد البَاقِي]

مَا قَالَهُ الشُّعَرَاءُ في مَرْضَاهُمْ وَذَوِيهِمْ مِن عِبَارَاتِ المُوَاسَاة

وَمِن أَجْمَلِ وَأَرَقِّ مَا قِيلَ في المَرَض؛ قَوْلُ هَذَا الشَّاعِر، الَّذِي مَرِضَتِ ابْنَتُه:

فَرُحْتُ أُنَادِي طَبِيبَ البَشَرْ * وَرُوحِي تُنَاجِي طَبِيبَ السَّمَاءْ

فَهَذَا لِيَأْتِيَنَا بِالإِبَرْ * وَذَاكَ لِيَجْعَلَ فِيهَا الشِّفَاءْ

ص: 5110

وَقَوْلُ سَلِيمٍ الخُورِي في مِثْلِ ذَلِكَ أَيْضَاً عَلَى لِسَانِ أُمٍّ مَرِضَتِ ابْنَتُهَا:

يَا رَبِّ خُذْ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وَاهْدِهَا خَيرَ السَّبِيلْ

كَيْ لَا أَمُوتَ حَزِينَةً لَمْ يَبْقَ لي إِلَاّ الْقَلِيلْ

وَقَوْلُهُ في بَرْقِيَّةٍ لأَبْنَاءٍ تُجْرَى لأُمِّهِمْ عَمَلِيَّة:

إِلى إِخْوَةٍ كَفِرَاخِ الْقَطَا * وَأُمٍّ عَلَى أَمْرِهِمْ قَائِمَة

إِذَا عَبِسَ الدَّهْرُ في وَجْهِهَا * تَظَلُّ لَهُمْ أَبَدَاً بَاسِمَة

فَيَا رَبِّ رِفْقَاً بِهَذِي الْفِرَاخِ * وَأَبْقِ لَهُمْ أُمَّهُمْ سَالِمَة

ص: 5111

وَقَوْلُ الآخَر في صَاحِبٍ لَهُ:

رَبَّنَا إِنَّ هَذَا * وَاحِدُ النَّاسِ حَقَّا

فَرِفْقَاً يَا رَبَّنَا * بِالقَوَارِيرِ رِفْقَا

لَعَمْرِي مَا أَنْزَلَ * رَبُّكَ بِكَ رِقَّا

إِلَاّ لِيُجَدِّدَا * بَعْدَهُ لَكَ العِتْقَا

وَتَرَى فَضْلَ اللهِ * وَيَرَى اللهُ الصِّدْقَا

عُوفِيتَ فَمِثْلُكَ * أَحَقُّ بِأَنْ يَبْقَى

ص: 5112

وَقَوْلُ هَذَا الشَّاعِر، الَّذِي يُقَطِّعُ قَوْلُهُ القُلُوب، في زَوْجَتِهِ الْعَرُوب:

أَيَذْبُلُ وَجْهُكِ كَالوَرْدَةِ * وَكَالشَّمْسِ قَدْ آذَنَتْ بِالْغُرُوبْ

وَتَبْكِينَ مِنْ وَحْشَةِ الوِحْدَةِ * بُكَاءً يُقَطِّعُ أَقْسَى القُلُوبْ

*********

ص: 5113

وَمِمَّا يُقَالُ في المُوَاسَاة:

دَوَاؤُكَ فِيكَ وَلَا تُبْصِرُ * وَدَاؤُكَ مِنْكَ وَلَا تَشْعُرُ

وَتحْسِبُ أَنَّكَ جُرْمٌ صَغِيرٌ * وَفِيكَ انْطَوَى العَالَمُ الأَكْبرُ

بِالأَمْسِ كُنْتُ إِذَا أَتَيْتُكَ بَاكِيَاً أَضْحَكْتَني

وَاليَوْمَ صِرْتُ إِذَا أَتَيْتُكَ ضَاحِكَاً أَبْكَيْتَني

{حُسْني الغُرَاب}

ص: 5114

فَضْلُ الحِجَامَة

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" مَا مَرَرْتُ بِمَلإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي إِلَاّ قَالُواْ: عَلَيْكَ بِالحِجَامَةِ يَا محَمَّد " 0

[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7473]

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَخْبَرَهُ أَنَّ الحَجْمَ أَفْضَلُ مَا تَدَاوَى بِهِ النَّاس " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7470]

ص: 5115

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه قَال: " دَخَلَ أَعْرَابيٌّ مِنْ بَني فَزَارَةَ مِنْ بَني أُمِّ قِرْفَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَإِذَا حَجَّامٌ يَحْجِمُهُ بِمَحَاجِمَ لَهُ مِنْ قُرُون، يُشَرِّطُ بِشَفْرَة؛ فَقَال: مَا هَذَا يَا رَسُولَ الله؛ لِمَ تَدَعُ هَذَا يَقْطَعُ عَلَيْكَ جِلْدَك 00؟!

قَالَ صلى الله عليه وسلم: " هَذَا الحَجْمُ وَهُوَ خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7467]

ص: 5116

أَوْقَاتُ الحِجَامَةِ المُفَضَّلَة

عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" خَيْرُ مَا تَحْتَجِمُونَ فِيهِ يَوْمُ سَبْعَةَ عَشَر، وَيَوْمُ تِسْعَةَ عَشَر، وَيَوْمُ إِحْدَى وَعِشْرِين " 0

[صَحَّحَهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7476]

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَحْتَجِمُ عَلَى الأَخْدَعَيْن، وَكَانَ يَحْتَجِمُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِين " 0

[قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7477]

ص: 5117

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" مَنِ احْتَجَمَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ كَانَ لَهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاء " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الإِمَامِ مُسْلِم، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7475]

ص: 5118

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " الحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَل ـ أَيْ أَفْضَل ـ وَفِيهَا شِفَاءٌ وَبَرَكَة، وَتَزِيدُ في العَقْلِ وَفي الحِفْظ؛ فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ يَوْمَ الخَمِيس، وَاجْتَنِبُوا الحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاء، وَالجُمُعَةِ وَالسَّبْت، وَيَوْمَ الأَحَدِ تحَرِّيَاً، وَاحْتَجِمُواْ يَوْمَ الَاثْنَينِ وَالثُّلَاثَاء؛ فَإِنَّهُ اليَوْمُ الَّذِي عَافىَ اللهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْبَلَاء، وَضَرَبَهُ بِالْبَلَاءِ يَوْمَ الأَرْبِعَاء؛ فَإِنَّهُ لَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلَا بَرَصٌ إِلَاّ يَوْمَ الأَرْبِعَاء، أَوْ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاء " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: (3169، 766)، وَفي سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ بِرَقْم: 3487]

ص: 5119

وَفي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَيْضَاً عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " الحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَل، وَهِيَ تَزِيدُ في العَقْل، وَتَزِيدُ في الحِفْظ، وَتَزِيدُ الحَافِظَ حِفْظَاً؛ فَمَنْ كَانَ مُحْتَجِمَاً فَيَوْمَ الخَمِيسِ عَلَى اسْمِ الله، وَاجْتَنِبُواْ الحِجَامَةَ يَوْمَ الجُمُعَة، وَيَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الأَحَد، وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الَاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء، وَاجْتَنِبُوا الحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاء؛ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ أَيُّوبُ بِالْبَلَاء، وَمَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلَا بَرَصٌ إِلَاّ في يَوْمِ الأَرْبِعَاء، أَوْ لَيْلَةِ الأَرْبِعَاء " 0 [حَسَّنَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ ابْنِ مَاجَةَ " بِرَقْم: 3488]

ص: 5120

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه قَال: " دَخَلَ أَعْرَابيٌّ مِنْ بَني فَزَارَةَ مِنْ بَني أُمِّ قِرْفَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَإِذَا حَجَّامٌ يَحْجِمُهُ بِمَحَاجِمَ لَهُ مِنْ قُرُون، يُشَرِّطُ بِشَفْرَة؛ فَقَال: مَا هَذَا يَا رَسُولَ الله؛ لِمَ تَدَعُ هَذَا يَقْطَعُ عَلَيْكَ جِلْدَك 00؟!

قَالَ صلى الله عليه وسلم: " هَذَا الحَجْمُ وَهُوَ خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 7467]

ص: 5121

عَاقِبَةُ الصَّبْرِ عَلَى المَرَض

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال: " إِنَّ أَيُّوبَ نَبيَّ اللهِ عليه السلام لَبِثَ بِهِ بَلَاؤُهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَة، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ إِلَاّ رَجُلَينِ مِن إِخْوَانِهِ كَانَا مِن أَخَصِّ إِخْوَانِهِ، قَدْ كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَان، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ ذَاتَ يَوْم: نَعْلَمُ وَاللهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ عليه السلام ذَنْبَاً مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِين، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: وَمَا ذَاك 00؟

ص: 5122

قَال: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ الله؛ فَكُشِفَ عَنهُ مَا بِهِ، فَلَمَّا رَاحَا إِلىَ أَيُّوبَ عليه السلام لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتىَّ ذَكَرَ لَهُ ذَلِك؛ فَقَالَ لَهُ أَيُّوبُ عليه السلام: لَا أَدْرِي مَا تَقُول، غَيرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ أَنيِّ كُنْتُ أَمُرُّ بِالرَّجُلَينِ يَتَنَازَعَانِ يَذْكُرَانِ اللهَ جَلَّ وَعَلَا؛ فَأَرْجِعُ إِلىَ بَيْتي فَأُكَفِّرَ عَنهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللهُ إِلَاّ في حَقّ،

ص: 5123

وَكَانَ يَخْرُجُ لحَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتىَّ يَبْلُغ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمَ أَبْطَأَ عَلَيْهَا فَأَوْحَى اللهُ إِلىَ أَيُّوبَ عليه السلام في مَكَانِهِ أَنِ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَاب؛ فَاسْتَبْطَأَتْهُ فَتَلَقَّتْهُ وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أَذْهَبَ اللهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلَاء وَهُوَ أَحْسَنَ مَا كَان، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللهُ فِيك؛ هَلْ رَأَيْتَ نَبيَّ اللهِ هَذَا المُبْتَلَى، وَاللهِ عَلَى ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ إِذْ كَانَ صَحِيحَاً؛ قَالَ عليه السلام: فَإِنيِّ أَنَا هُوَ،

ص: 5124

وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَان [أَيْ حَوْضَان]، أَنْدَرٌ لِلْقَمْحِ وَأَنْدَرٌ لِلشَّعِير، فَبَعَثَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا سَحَابَتَين، فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتىَّ فَاض، وَأَفْرَغَتِ الأُخْرَى في أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الوَرق حَتىَّ فَاض " 0 [قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ في التَّلْخِيص: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَين، رَوَاهُ الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِرَقْم: 4115]

ص: 5125

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:

" بَيْنَا أَيُّوبُ عليه السلام يَغْتَسِلُ عُرْيَانَاً: فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَب؛ فَجَعَلَ أَيُّوبُ عليه السلام يحْثِي في ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ جَلَّ وَعَلَا: يَا أَيُّوب؛ أَلَمْ أَكُن أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى 00؟!

قَالَ عليه السلام: بَلَى وَعِزَّتِك، وَلَكِنْ لَا غِنىَ بي عَنْ بَرَكَتِك " 0

[رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ بِرَقْم: 279 / فَتْح]

ص: 5126

مَا يَدْعُو بِهِ المَرِيض

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُول: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالجُنُونِ وَالجُذَام، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَام " 0 [صَحَّحَهُ الْعَلَاّمَةُ الأَلبَانيُّ في " سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ " بِرَقْم: 1554]

ص: 5127

وَمَا أَجْمَلَ مَا قَالَهُ هَذَا الشَّاعِرُ أَبُو الْبَنَات؛ حَيْثُ قَالَ قَبْلَ دُخُولِهِ غُرْفَةَ العَمَلِيَّات:

يَا رَبِّ أَدْرِكْني بِغَوْثِكَ إِنَّني * أَصْبَحْتُ لَا أَرْجُو لَهُنَّ سِوَاكَا

وَقَوْلُ هَذَا الشَّاعِرِ الْعَظِيمِ السُّورِي / رَشِيد سَلِيمٍ الخُورِي:

يَا رَبِّ رِفْقَاً بي وَخَلِّ شَبَابي * وَارْحَمْ قُلُوبَ أَحِبَّتي وَصِحَابي

أَنعِمْ عَلَيَّ مِنَ السَّمَاءِ بِنَجْدَةٍ * رُكْني ضَعِيفٌ وَالعَدُوُّ بِبَابي

ص: 5128

وَهَذِهِ كَلِمَةٌ كَثِيرَاً مَا كُنْتُ أَقُولُهَا:

" يَا رَبِّي إِنِّي رَاضٍ؛ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ " 0

أَنْزِلْ قَضَاكَ عَلَى الرِّضَا مِنيِّ بِهِ * إِنيِّ وَجَدْتُكَ في البَلَاءِ رَفِيقَا

اللهُمَّ اجْعَلهُ بَلَاءً لَا غَضَبَاً 00!!

اللهُمَّ اشْفِ الأَمْرَاض، وَاسْتُرِ الأَعْرَاض، وَتَوَفَّنَا وَأَنْتَ عَنَّا رَاض 00!!

،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛،؛،؛،،؛

ص: 5129