الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- وقال: وقول السبكي: "ومن ثم لا حكم إلا لله" هو وإن كان بصدد الرد على المعتزلة، فيه أيضا رد على من يزعم أن أحكام الله تعالى تدرك بطريق الكشف والفراسة أيضا ورؤيا المنام من غير استناد لشيء من أدلة الفقه الشرعية المقررة، كيف والله تعالى يقول:{وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} (1) الآية. ويقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} (2) الآية. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «تركتكم على الحنيفية البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك» (3). «فمن رغب عن سنتي فليس مني» (4).اهـ (5)
أبو شعيب الدكّاليّ (1356 ه
ـ)
اسمه أبو شعيب بن عبد الرحمن الصديقي. وكان يكتب أحيانا بخطه: "شعيب بن عبد الرحمن المغربي"(6)، كنيته أبو مدين. ولد سنة خمس وتسعين ومائتين وألف للهجرة.
من أشهر شيوخه بالمغرب: عمه محمد بن عبد العزيز الصديقي، وابن
(1) الحشر الآية (7).
(2)
المائدة الآية (3).
(3)
أخرجه: أحمد (4/ 126) وأبو داود (5/ 13/4607) والترمذي (5/ 43/2676) وقال: "حسن صحيح". وابن ماجه (1/ 16/43) والحاكم (1/ 96) وقال: "صحيح ليس له علة" ووافقه الذهبي.
(4)
أخرجه: البخاري (9/ 129/5063) ومسلم (2/ 1020/1401) والنسائي (6/ 368 - 369/ 3217) من طريقين عن أنس رضي الله عنه.
(5)
كشف القناع (46 - 47).
(6)
كما في إجازته لعبد السلام بن عبد القادر بن سودة، انظر: سل النصال للنضال (ص.83).
عزوز محمد الطاهر الصديقي قاضي مراكش، وعبد الرحمن بن الفقيه الصديقي، ومحمد بن المعاشي (حفظ عليه القراءات السبع). وبمصر: سليم البشري، ومحمد بخيت، ومحمد محمود الشنقيطي، وغيرهم.
ومن أشهر تلاميذه: محمد بن العربي العلويّ، وعبد الحفيظ الفاسيّ، ومحمد السايح، وعبد الله كنون، والمكي بن أحمد بربيش، ومحمد المكي الناصري المفسر.
رحل إلى القاهرة سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف للهجرة ومكث بها نحو ست سنوات، ثم رحل إلى مكة فأقام بها مدة، وكان رجوعه لفاس سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف للهجرة. ولاّه أمير مكة الشريف عون الرفيق الخطابة في الحرم المكي والإفتاء على المذاهب الأربعة وذلك حينما أقام هناك.
كما درس أيضا بجامع الأزهر بمصر، والزيتونة بتونس.
عُيّن قاضياً بمراكش ووزيراً للعدليّة والمعارف فيما بعد، ثم رئيساً للاستيناف الشرعيّ، ومع هذه الأشغال كان لا يترك التدريس.
قال عنه عبد السلام بن سودة: الشيخ الإمام علم الأعلام، المحدّث المفسّر الرّاوية على طريق أيمة الاجتهاد، آخر الحفاظ بالديار المغربية ومحدثها ومفسرها من غير منازع ولا معارض، وهو آخر من رأينا بل وأول من رأينا على طريق الحفاظ المتقدمين الذين بلغنا وصفهم بالحفظ والإتقان والاستحضار، ولولا رؤيته وحضور دروسه لدخلنا الشك في وصف من تقدم قبله .. (1)
(1) سلّ النصال (ص.82).