الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصحابة الكرام وهم الذين اجتمعوا بنبينا عليه الصلاة والسلام وآمنوا به واتبعوا النور الذي أنزل معه، وأفضلهم الخلفاء الأربعة. (1)
موقفه من الصوفية:
س: هل يبلغ الولي درجة النبي، وهل يصل إلى حالة تسقط عنه التكاليف عندها؟
ج: لا يبلغ الولي درجة نبي من الأنبياء أصلا ولايصل العبد ما دام عاقلا بالغا إلى حيث يسقط عنه الأمر والنهي ويباح له ما شاء. ومن زعم ذلك كفر وكذلك يكفر من زعم أن للشريعة باطنا يخالف ظاهرها هو المراد بالحقيقة، فأول النصوص القطعية وحملها على غير ظواهرها. كمن زعم أن المراد بالملائكة القوى العقلية، وبالشياطين القوى الوهمية. (2)
موقفه من الجهمية:
جاء في الجواهر الكلامية:
س: ما المراد بالاستواء في قوله سبحانه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} (3)؟
ج: المراد به استواء يليق بجلال الرحمن جل وعلا، فالاستواء معلوم والكيف مجهول. واستواؤه على العرش ليس كاستواء الإنسان على السفينة
(1)(ص.80 - 81).
(2)
(ص.84 - 85).
(3)
طه الآية (5).
أو ظهر الدابة أو السرير مثلا، فمن تصور مثل ذلك فهو ممن غلب عليه الوهم لأنه شبه الخالق بالمخلوقات مع أنه قد ثبت في العقل والنقل أنه ليس كمثله شيء. فكما أن ذاته لا تشابه ذات شيء من المخلوقات كذلك ما ينسب إليه سبحانه لا يشابه شيئا مما ينسب إليها.
س: هل يضاف إلى الله سبحانه يدان أو أعين أو نحو ذلك؟
ج: قد ورد في الكتاب العزيز إضافة اليد إلى الله سبحانه في قوله جل شأنه: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (1) واليدين في قوله سبحانه: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (2)، والأعين في قوله سبحانه:{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} (3) إلا أنه لا يجوز أن يضاف إليه إلا ما أضافه إلى نفسه في كتابه المنزل أو أضافه إليه نبيه المرسل.
س: ما المراد باليد هنا؟
ج: المراد باليد هنا معنى يليق بجلاله سبحانه، وكذلك الأعين، فإن كل ما يضاف إليه سبحانه يكون غير مماثل لما يضاف إلى شيء من المخلوقات. ومن اعتقد أن له يدا كيد شيء منها أو عينا كذلك فهو ممن غلب عليه الوهم إذ شبه الله بخلقه وهو ليس كمثله شيء.
س: إلى من ينسب ما ذكرته في معنى الاستواء واليدين والأعين؟
(1) الفتح الآية (10).
(2)
ص الآية (75).
(3)
الطور الآية (48).
ج: ينسب ذلك إلى جمهور السلف.
وأما الخلف فأكثرهم يفسرون الاستواء بالاستيلاء، واليد بالنعمة أو القدرة، والأعين بالحفظ والرعاية، وذلك لتوهم كثير منهم أنها إن لم تؤول وتصرف عن ظاهرها أوهمت التشبيه وقد اتفق الفريقان على أن المشبه ضال، وغيرهم يقولون إنما توهم التشبيه لولم يدل العقل والنقل على التنزيه، فمن شبه فمن نفسه أتي.
س: كيف نثبت شيئا ثم نقول: (الكيف فيه مجهول)؟
ج: هذا غير مستغرب فإنا نعلم أن نفوسنا متصفة بصفات كالعلم والقدرة والإرادة، مع أنا لانعلم كيفية قيام هذه الصفات بها، بل إنا نسمع ونبصر ولا نعلم كيفية حصول السمع والإبصار بل إننا نتكلم ولا نعلم كيف صدر منا الكلام. فإن علمنا شيئا من ذلك فقد غابت عنا أشياء، ومثل هذا لا يحصى.
فإذا كان هذا فيما يضاف إلينا فكيف الحال فيما يضاف إليه سبحانه. (1)
عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ (2)(1340 هـ)
عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ولد في الرياض، وتعلم بالمدينة ومصر وتونس، وساح
(1)(ص.23 - 26).
(2)
علماء نجد خلال ثمانية قرون (4/ 457) والأعلام (4/ 99) ومعجم المؤلفين (6/ 126 - 127).