الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زيد القيرواني في رسالته. فسبحان الله العظيم، تقرءون في الرسالة ليلاً ونهارًا ولا تفهمون معناها! بماذا تفسرون قوله:"وترك كل ما أحدثه المحدثون" وبماذا تفسرون قوله: "إلا بموافقة السنة"؟
موقفه من الصوفية:
له كتاب: 'الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التجانية' وهو مطبوع متداول. قال فيه تحت عنوان (الشروع في تفصيل ما ينكره أهل السنة على التيجانية): سأذكر لكم يا إخواني بعض ما أنكرناه في هذه الطريقة التيجانية مع بيان مأخذ كل مقال، والإشارة إلى رقم الصحيفة من كتب التيجانية، ليتبين لكل مسلم غيور على دينه كفريات التيجانية، وبدعهم وضلالاهم. وجميع ما أنقله من كتبهم؛ إما كفر أو كذب على الله وعلى النبي صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله من الخذلان وعمى البصيرة.
- ثم عدد عشر عقائد من عقائد التيجانية الباطلة (1) نذكر منها:
العقيدة الأولى:
قال في جواهر المعاني: (إن هذا الورد ادخره رسول الله صلى الله عليه وسلم لي ولم يُعَلِّمْهُ لأحد من أصحابه) -إلى أن قال-: (لعلمه صلى الله عليه وسلم بتأخير وقته، وعدم وجود من يظهره الله على يديه). وكذا في الجيش (ص.91).
ففي قوله: ادخره لي ولم يعلمه لأحد من أصحابه ردّ على قوله تعالى: {* يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (2). ومعلوم أن
(1) انظرها مشكورا غير مأمور، بمزيد بيان وتفصيل ضمن ضلالات التجاني سنة (1230هـ).
(2)
المائدة الآية (67).
الكتمان محال على الأنبياء والرسل، لأنه خيانة للأمانة. وقال ابن عاشر المالكي في توحيده:
يجب للرسل الكرام الصدق
…
محال الكذب والمنهي
…
أمانة تبليغهم يحق
…
كعدم التبليغ يا ذكي
ولا شك أن نسبة الكتمان إليه صلى الله عليه وسلم كفر بإجماع العلماء.
وفي قوله: (عدم وجود من يظهره الله على يديه) تفضيل لنفسه على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث لا يقدر أن يحمل هذا الورد. وهذا كلام في غاية الفساد، بل في غاية الوقاحة.
العقيدة الثانية:
قال في جواهر المعاني: (إن المرة الواحدة من صلاة الفاتح تعدل كل تسبيح وقع في الكون، وكل ذكر، وكل دعاء كبير أو صغير، وتعدل تلاوة القرآن ستة آلاف مرة)(ص.96) طبع مطبعة التقدم العلمية الطبعة الأولى.
وهذا كفر وردّة، وخروج عن الملّة الإسلامية؛ وهل يبقى في الدنيا مسلم لا يكفر قائل هذا القول؟ بل من لم ينكر عليه ورضي به فهو كافر في نفسه، يستتاب؛ فإن تاب وإلا قتل.
أليس قد جعل الله لكم عقولاً تعقلون بها؟ أفلا تتفكرون؟ وأي شيء يكون أفضل من القرآن؟ وهل ينزل الله على رجل شيئًا بعد النبي صلى الله عليه وسلم فضلاً أن يكون خيرًا من القرآن؟ إن هذا لشيء عجاب.
وأظن قائل هذا القول ما درى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وما درى بما جاء به محمد. ولم يدر لِمَ بُعِثَ محمد صلى الله عليه وسلم!!.
فداك أبي وأمي يا رسول الله. لقد أديت الأمانة، وبلغت الرسالة، وجاهدت في الله حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته. أشهد أنك خاتم الأنبياء، وشريعتك ناسخة لكل شريعة ولن تُنْسَخَ إلى يوم القيامة، ولم يأت بعدك أحد قط بمثل ما جئتَ به، وأشهد أن من ادعى أن هناك وحيًا ينزل، أو يوحى إليه فقد أعظم الفرية على الله {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117)} (1). أفلا تعظمون كتاب ربكم؟!
أيها الناس! اتركوا هذه الطريقة الكفرية التي هي أفضل من القرآن في زعم قائلها، فنعوذ بالله من كل شيطان مارد، آمِرٍ بمثل هذا. وهل أنتم تعبدون الله بشيء أفضل من القرآن، إذن والله فقد فضلتم على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأنهم ما عبدوا الله بشيء أفضل من القرآن، ولقد كان صلى الله عليه وسلم يجعل لنفسه وردًا كل ليلة من القرآن، وهكذا أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وقال صلى الله عليه وسلم:«أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله» (2) الحديث إلخ. وقد ثبت أنه قال: «فضل كلام الله على كلام الخلق كفضل الله على خلقه» رواه الترمذي وغيره (3).
(1) النحل الآيتان (116و117).
(2)
سبق تخريجه ضمن مواقف السلطان عبد الحفيظ سنة (1356هـ).
(3)
الترمذي (5/ 169/2926) وقال: "حسن غريب". وفي إسناده محمد بن الحسن الهمداني متهم، وعطية العوفي ضعيف. ولمزيد الفائدة انظر الضعيفة (1335).
أليس هذا صدًّا للجهال العوام عن القرآن؟ وهل يتمسك بهذه الطريقة بعد ما سمع أنها أفضل من القرآن إلا جاهل بكتاب الله وسنة رسوله؟
وهل يستقر في عقل صحيح كون مرة واحدة من صلاة الفاتح أفضل من ذكرٍ واحدٍ وَرَدَ عن النبي صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن جميع الأذكار التي وقعت في الكون؟ أفلا تعقلون؟؟
تالله لقد جمعت هذه الطريقة كل جهول غبي بعيد عن الدين.
أيها الناس! أما كان آدم ونوح وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين يذكرون الله؟ وهل يكون مبتدعُ هذه الطريقة أفضل من هؤلاء الأنبياء؟ كلا وحاشا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أحمد شاكر (1)(1377 هـ)
الشيخ المحدث أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر، من آل أبي علياء، أبو الأشبال المصري. ولد بالقاهرة سنة تسع وثلاثمائة وألف. نشأ في طلب العلم على يد والده الشيخ الإمام محمد شاكر، وتحت توجيهه، فأخذ عن الشيخ عبد الله بن إدريس السنوسي المغربي والشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي والشيخ أحمد بن الشمس الشنقيطي. وتفقه على مذهب أبي حنيفة، ونال شهادة العالمية من الأزهر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف من الهجرة، ثم ولي القضاء إلى سنة سبعين وثلاثمائة وألف للهجرة.
(1) الأعلام (1/ 253) مقدمة الرسالة للشافعي (8) ومعجم المؤلفين (13/ 368) ومجلة التوحيد (العدد الرابع ربيع الآخر 1417هـ/ص.48 - 51).