الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في آيات الصفات' (1).
4 -
'الدرة المختصرة في محاسن الإسلام'.
5 -
'القواعد الحسان في تفسير القرآن'.
6 -
'تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله'.
7 -
'وجوب التعاون بين المسلمين وموضوع الجهاد الديني'.
8 -
'الدرة البهية - شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية'.
9 -
'الأدلة القواطع والبراهين في إبطال أصول الملحدين'.
المصدر: ذكره أبو كمال عبد الغني عبد الخالق في مقدمته على الدرة البهية.
10 -
'التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة'.
وهذه الكتب بحمد الله مطبوعة ومتداولة.
توفي رحمه الله على إثر مرض أصابه في جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وثلاثمائة وألف.
موقفه من المبتدعة:
كانت لهذا الإمام صولة وجولة في الدعوة إلى العقيدة السلفية، وانتفع به أهل القصيم خاصة والمسلمون عامة. له تراث سلفي جيد. ومن حسن الحظ أن طالبا في الدراسات العليا سجل رسالة علمية -الماجستير- في دراسة آثار الشيخ عبد الرحمن السلفية، وهو ابن الشيخ الفاضل الوقور المحترم عبد المحسن بن حمد العباد أطال الله في عمره ونفع المسلمين بعلمه والابن هو
(1)(2/ 694 - 700).
عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد.
- من أقواله المباركة: قال رحمه الله في تفسير الفاتحة وهو يتحدث عما تضمنته من الفوائد:
…
بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك.
وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى، عبادة، واستعانة في قوله:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} . فالحمد لله رب العالمين. (1)
- وقال: فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول، ولا يفرقون بين بعض ما أنزل إليه، فيؤمنون ببعضه، ولا يؤمنون ببعضه، إما بجحده أو تأويله، على غير مراد الله ورسوله، كما يفعل ذلك من يفعله من المبتدعة، الذين يؤولون النصوص الدالة على خلاف قولهم، بما حاصله عدم التصديق بمعناها، وإن صدقوا بلفظها، فلم يؤمنوا بها إيمانا حقيقيا. (2)
- وقال عقب قول الله تعالى: {اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (3): ولهذا كان الكتاب والسنة، كافيين كل الكفاية، في أحكام الدين، وأصوله وفروعه.
فكل متكلف يزعم، أنه لا بد للناس في معرفة عقائدهم وأحكامهم،
(1) تفسير السعدي (1/ 38).
(2)
تفسير السعدي (1/ 43).
(3)
المائدة الآية (3).
إلى علوم غير علم الكتاب والسنة من علم الكلام وغيره، فهو جاهل، مبطل في دعواه، قد زعم أن الدين لا يكمل إلا بما قاله ودعا إليه. وهذا من أعظم الظلم والتجهيل لله ولرسوله. (1)
- وقال في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)} (2). أي: ومن الناس طائفة وفرقة، سلكوا طريق الضلال، وجعلوا يجادلون بالباطل الحق، يريدون إحقاق الباطل وإبطال الحق. والحال، أنهم في غاية الجهل ماعندهم من العلم شيء. وغاية ما عندهم، تقليد أئمة الضلال، من كل شيطان مريد، متمرد على الله وعلى رسله، معاند لهم، قد شاق الله ورسوله، وصار من الأئمة الذين يدعون إلى النار. {كُتِبَ عَلَيْهِ} أي: قدر على هذا الشيطان المريد {أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ} أي: اتبعه {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ} عن الحق، ويجنبه الصراط المستقيم {وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)} . وهذا نائب إبليس حقا، فإن الله قال عنه:{إنما يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} (3).
فهذا الذي يجادل في الله، قد جمع بين ضلاله بنفسه، وتصديه إلى
(1) تفسير السعدي (2/ 242 - 243).
(2)
الحج الآيتان (3و4).
(3)
فاطر الآية (6).
إضلال الناس. وهو متبع ومقلد لكل شيطان مريد، ظلمات بعضها فوق بعض. ويدخل في هذا جمهور أهل الكفر والبدع، فإن أكثرهم مقلدة يجادلون بغير علم. (1)
- وقال في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)} (2): المجادلة المتقدمة للمقلد، وهذه المجادلة للشيطان المريد، الداعي إلى البدع. فأخبر أنه {يُجَادِلُ فِي اللَّهِ} أي: يجادل رسل الله وأتباعهم بالباطل ليدحض به الحق، {بِغَيْرِ عِلْمٍ} صحيح {وَلَا هُدًى} أي: غير متبع في جداله هذا من يهديه، لا عقل مرشد، ولا متبوع مهتد.
{وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8)} أي: واضح بين، فلا له حجة عقلية ولا نقلية. إن هي إلا شبهات، يوحيها إليه الشيطان {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أوليائهم لِيُجَادِلُوكُمْ} (3). مع هذا {ثَانِيَ عِطْفِهِ} أي: لاوي جانبه وعنقه، وهذا كناية عن كبره عن الحق، واحتقاره للخلق. فقد فرح بما معه
(1) تفسير السعدي (5/ 273).
(2)
الحج الآيتان (8و9).
(3)
الأنعام الآية (121).
من العلم الغير النافع. واحتقر أهل الحق، وما معهم من الحق. {ليضل} الناس أي: ليكون من دعاة الضلال. ويدخل تحت هذا جميع أئمة الكفر والضلال. ثم ذكر عقوبتهم الدنيوية والأخروية فقال: {لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} (1) أي: يفتضح هذا في الدنيا قبل الآخرة. وهذا من آيات الله العجيبة، فإنك لا تجد داعيا من دعاة الكفر والضلال، إلا وله من المقت بين العالمين، واللعنة، والبغض، والذم، ما هو حقيق به، وكل بحسب حاله. {وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)} أي نذيقه حرها الشديد، وسعيرها البليغ، وذلك بما قدمت يداه. (2)
- وقال: كما أن في اتباع أمر الله وشرعه من المصالح ما لا يدخل تحت الحصر. ولذلك أمر الله بالقاعدة الكلية والأصل العام فقال: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (3) وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، وظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته. وأن نص الرسول على حكم الشيء، كنص الله تعالى، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله. (4)
- وجاء في الفتاوى السعدية عنه قال: البدعة: هي الابتداع في الدين،
(1) الحج الآية (9).
(2)
تفسير السعدي (5/ 277 - 278).
(3)
الحشر الآية (7).
(4)
تفسير السعدي (7/ 332 - 333).
فإن الدين: هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة. وما دلت عليه أدلة الكتاب والسنة: فهو من الدين. وما خالف ذلك: فهو البدعة. هذا هو الضابط الجامع.
وتنقسم البدعة بحسب حالها إلى قسمين: بدع اعتقاد، ويقال لها: البدع القولية، وميزانها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في السنن:«وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة: كلها في النار، إلا واحدة» قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» (1).
فأهل السنة المحضة: السالمون من البدع، الذين تمسكوا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الأصول كلها، أصول التوحيد والرسالة والقدر، ومسائل الإيمان وغيرها.
وغيرهم من خوارج ومعتزلة وجهمية وقدرية ورافضة ومرجئة، ومن تفرع عنهم: كلهم من أهل البدع الاعتقادية، وأحكامهم متفاوتة بحسب بعدهم عن أصول الدين وقربهم، وبحسب عقائدهم أو تأويلهم، وبحسب سلامة أهل السنة من شرهم في الأقوال والأفعال وعدمه. وتفصيل هذه الجملة يطول جدا.
والنوع الثاني: بدع عملية، وهو أن يشرع في الدين عبادة لم يشرعها الله ولا رسوله. وكل عبادة لم يأمر بها الشارع أمر إيجاب، أو استحباب، فإنها من البدع العملية، وهي داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه
(1) تقدم تخريجه في مواقف الآجري سنة (360هـ).
أمرنا، فهو رد» (1). ولهذا كان من أصول الأئمة، الإمام أحمد وغيره: أن الأصل في العبادات: الحظر والمنع، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله ورسوله.
والأصل في المعاملات والعادات: الإباحة، فلا يحرم منها إلا ما حرمه الله ورسوله.
ولهذا نقول: من قصور العلم جعل بعض العادات التي ليست عبادات بدعا؛ لا تجوز؛ مع أن الأمر بالعكس، فإن الذي يحكم بالمنع منها وتحريمها هو المبتدع. فلا يحرم من العادات إلا ما حرمه الله ورسوله. بل العادات تنقسم إلى أقسام:
ما أعان منها على الخير والطاعة، فهو من القرب.
وما أعان على الإثم والعدوان، فهو من المحرمات.
وما ليس فيه هذا ولا هذا، فهو من المباحات. والله أعلم. (2)
- وفيها: ولولا الجهل بما جاء به الرسول، والتعصبات الشديدة، وإقامة الحواجز المتعددة، والمقاومات العنيفة لمنع الجماهير والدهماء من رؤية الحق الصريح، والدين الصحيح، لم يبق دين على وجه الأرض سوى دين محمد صلى الله عليه وسلم، لدعوته وإرشاده إلى كل صلاح وإصلاح، وخير ورشد وسعادة. ولكن مقاومات الأعداء، ونصر القوة للباطل بالتمويهات والتزويرات، وتقاعد أهل الدين الحق عن نصرته، هي الأسباب الوحيدة التي منعت أكثر الخلق من
(1) أخرجه: أحمد (6/ 180) ومسلم (3/ 1343 - 1344/ 1718 [18]).
(2)
الفتاوى السعدية (ص.51 - 52).