الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صار إماما من أئمته، يقصده الطلاب من أدنى البلاد وأقصاها. وفي عام أربع وستين ومائتين وألف من الهجرة قدم الشيخ إلى الرياض، فبدأ بنشر الدعوة السلفية القائمة على توحيد العبادة وخلوصها من أنواع الشرك، كما دعت إليها الرسل عليهم السلام.
قال صاحب الدرر السنية: أدرك مقام الأئمة الكبار، وناسب قيامه من بعض الأمور مقام الصديقين، وأما شجاعته فبها تضرب الأمثال، وببعضها يتشبه الأكابر الأبطال، فلقد أقامه الله في نصرة دينه والتقاء أعباء الأمر بنفسه. وقال فيه الشيخ سليمان بن سحمان:
فعبد اللطيف الحبر أوحد عصره
…
إمام هدى قد كان لله داعيا
لقد كان فخرا للأنام وحجة
…
وثقلا على الأعداء عضبا يمانيا
إماما سما مجدا إلى المجد وارتقى
…
وحل رواق المجد إذ كان عاليا
تصدى لرد المنكرات وهد ما
…
بنته عداة الدين من كان طاغيا
أخذ عنه ابنه الشيخ عبد الله والشيخ إسحاق والشيخ حسن بن حسين آل الشيخ وغيرهم.
توفي رحمه الله في مدينة الرياض سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف.
موقفه من المبتدعة:
عاش رحمه الله فترة تغلب الدولة العثمانية على ديار نجد، فكان هذا الإمام في مصر مدة طويلة قضاها كلها في طلب العلم والدعوة إلى العقيدة السلفية، فلم يذب في عقائد المصريين الباطلة، بل كان الداعية إلى عقيدة السلف، وله مواقف مشرفة سجلها المؤرخون له في كتبهم، وستبقى له ذخرا
عند الله يوم القيامة.
- جاء في تاريخ علماء نجد: ولما استولى الإمام فيصل على الأحساء، وكان فيها خليط من العقائد والآراء، فالرافضة لهم شوكة، وعلماء الشافعية والمالكية أشاعرة، وعلماء الأحناف ماتوريدية. وتشترك هذه الطوائف كلها في وسائل الشرك، من نحو تعظيم القبور والغلو في الصالحين، والبدع من نحو الموالد، ومراسم الموت والجنائز، فكان الشيخ عبد اللطيف هو المختار لمقابلة مثل هؤلاء، ومحاربة أمثال هذه الأمور، فبعثه الإمام إليهم، فناقش هؤلاء العلماء بلسان فصيح، وعلم صحيح، وصدر فسيح، وقابل الحجة بأقوى منها، ورد الشبهة بأوضح منها، فأذعنوا له وسلموا، فزال ما في نفوسهم من رواسب الشبه، وباطل التأويل، فتقرر لديهم أن مذهب أهل السنة والجماعة هو الأسلم والأعلم والأحكم، وأن الدعوة السلفية التي نادى بها الشيخ محمد ابن عبد الوهاب هي العودة إلى صفاء العقيدة، وخلوص العبادة، كما دعت إليها الرسل ونزلت بها الكتب، وبعد أن صارت العقيدة واحدة والطريقة متحدة، عاد الشيخ عبد اللطيف إلى الرياض. (1)
التعليق:
نجد في هذا النص المبارك: أن العقيدة السلفية كانت تقوم على الإقناع والحجة والبرهان، ولم تكن تقوم على الغلبة.
وفيه منقبة لهذا الشيخ، ومن أرسله للدفاع عن العقيدة السلفية.
- آثاره السلفية:
(1)(1/ 65 - 66).
1 -
'البراهين الإسلامية في الرد على الشبه الفارسية'.
2 -
'شرح بعض نونية ابن القيم'.
3 -
'منهاج التأسيس في كشف شبهات ابن جرجيس'.
4 -
'الإتحاف في الرد على الصحاف'.
ذكرها صاحب هدية العارفين (1).
حمد بن علي بن عَتِيق (2)(1301 هـ)
الشيخ حمد بن علي بن محمد بن عتيق، ولد سنة سبع وعشرين ومائتين وألف من الهجرة في بلدة الزلفي. أخذ عن الشيخ عبد اللطيف والشيخ علي ابن حسين والشيخ عبد الرحمن بن عدوان وغيرهم. وممن قرأ عليه واستفاد منه ابنه الشيخ سعد بن حمد وابنه الثاني الشيخ عبد العزيز وابنه الثالث الشيخ عبد اللطيف والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وغيرهم. قال فيه الشيخ سليمان ابن سحمان رحمه الله:
يعز علينا أن نرى اليوم مثله
…
لحل عويص المشكلات البوادر
وللشبهات المعضلات وردها
…
إذا ما تبدت من كفور مقامر
فلله من حبر تصعد للعلا
…
فحل على هام النجوم الزواهر
ولله من حبر إمام وبلتع
…
يعوم بتيار من العلم زاخر
ولي قضاء الحلوة ثم قضاء الأفلاج، إلى أن توفي فيها سنة إحدى
(1)(1/ 619).
(2)
علماء نجد (1/ 228 - 232) والأعلام (2/ 272) والدرر السنية (12/ 77 - 79).