الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (1).اهـ (2)
•
موقفه من القدرية:
- قال رحمه الله: وأومن بأن الله تعالى فعال لما يريد، ولا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا محيد لأحد عن القدر المحدود، ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور. (3)
- له كتاب التوحيد ضمنه باب: ما جاء في منكري القدر.
حامد بن محمد بن حسن بن محسن من علماء (أول القرن الثالث عشر)
• موقفه من القدرية:
- له شرح جيد لكتاب التوحيد، قال في شرحه لـ (باب ماجاء في منكري القدر): باب ما جاء في بيان أن منكري القدر قد خالفوا الكتاب والسنة واتبعوا أهواءهم، وأنهم في ضلال مبين وما لهم على الله إلا مجرد دعوة الشيطان، كما قال تعالى عنه لعنه الله أنه يقول يوم القيامة:{وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} (4)
(1) الأنفال الآية (34).
(2)
مؤلفات محمد بن عبد الوهاب (6/ 96 - 98).
(3)
مؤلفات محمد بن عبد الوهاب (6/ 9).
(4)
إبراهيم الآية (22).
فقد بين الله تعالى أنه يخاطبهم بأنهم تبعوه بلا سلطان، بل أن دعاهم إلى الباطل فاستجابوا له إما بمخالفتهم الكتاب، فقوله تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} (1) أي نخلقها، وقوله تعالى:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (2). قال البغوي: أي في اللوح المحفوظ، وقوله تعالى:{وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)} (3). وقوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)} (4). روي عن عمر أنه كان يطوف ويبكي ويقول: اللهم إن كنت كتبتني من أهل السعادة فأثبتني فيها، وإن كتبتني في أهل الشقاوة فامحني وأثبتني في أهل السعادة، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، ومعلوم بالضرورة أن المحو لم يكن إلا بعد الكتابة، والقرينة عليه قوله تعالى:{وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)} فإنه ورد في الحديث الثابت عنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب، قال: وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة» (5).اهـ (6)
- وقال بعد ذكره النصوص التي ساقها ابن عبد الوهاب في الأصل:
(1) الحديد الآية (22).
(2)
الأنعام الآية (38).
(3)
القمر الآية (53).
(4)
الرعد الآية (39).
(5)
تقدم تخريجه في مواقف عبادة بن الصامت رضي الله عنه سنة (34هـ).
(6)
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد (ص.451).
قلت: وهذه السنة نطقت صريحا بالقدر، وماذا بعد الحق إلا الضلال. ولكنهم كما قال تعالى:{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} (1). قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: إن الناس في الأمر الشرعي الديني والقضاء المقدور الكوني انقسموا أربعة أقسام، فمنهم يرى الأمر المقدر الكوني وتوحيد الربوبية الشامل للخليقة، ويقر أن العباد كلهم تحت القضاء والقدر، ولكن لا يفرق بين المؤمنين وبين الفجار الكافرين، فهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى، لكن من الناس من يفرق بين المؤمن والكافر ولايفرق بين البر والفاجر، أو يفرق بين بعض الأبرار وبين بعض الفجار ولا يفرق في آخرين اتباعا لظنه وما يهواه، فيكون ناقص الإيمان، بحسب ما سوى بين الأبرار والفجار ويكون معه من الإيمان بدين الله تعالى والفارق بحسب ما فرق بين أوليائه وأعدائه. ومنهم من أقر بالأمر والنهي الدينيين دون القضاء والقدر، وذاك من القدرية والمعتزلة ونحوهم الذين هم مجوس هذه الأمة، فهؤلاء يشبهون المجوس وأولئك يشبهون المشركين الذين هم شر من المجوس، ومن أقر بهما وكان معترضا على ربه في أحكامه فهو كإبليس الذي اعترض على ربه وخاصمه.
ومنهم من أقر الأمر الكوني المقدور والأمر الشرعي المأمور فيفعل المأمور ويترك المحظور، ويصبر على ما يصيبه من المقدور، وهؤلاء هم أهل إياك نعبد وإياك نستعين، وإذا أذنب استغفر وتاب ولا يحتج بالقدر على ما يفعله من السيئات، ويؤمن بالقدر ولا
(1) الروم الآية (29).
يحتج به كما في الحديث الصحيح: «سيد الاستغفار أن يقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» (1). فيقر بنعمة الله في الحسنات ويعلم أنه هداه ويسره لليسرى، ويقر بذنوبه من السيئات ويتوب منها كما ذكر عن بعضهم: أطعتك بفضلك والمنة لك، وعصيتك بعلمك والحمد لك فأسألك بوجوب حجتك علي وانقطاع حجتي إلا غفرت لي، وفي الحديث الصحيح الإلهي:«يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» (2). والقسم الرابع: شر الأقسام من لا يعبده ولا يستعينه، فلا هو مع الشريعة الأمرية ولما مع القدرية. (3)
محمد بن علي بن غريب (4)(1208 هـ)
الشيخ محمد بن علي بن غريب النجدي. تزوج بنت الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعدما مات عنها زوجها حمد بن إبراهيم بن مشرف قاضي بلد "مرات". أخذ عنه الشيخ سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد بن
(1) أخرجه: أحمد (4/ 122) والبخاري (11/ 117/6306) والترمذي (5/ 436/3393) والنسائي (8/ 674 - 675/ 5537) كلهم من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه.
(2)
أحمد (5/ 154) ومسلم (4/ 1994 - 1995/ 2577) والترمذي (4/ 566 - 567/ 2495) وابن ماجه (2/ 1422/4257) كلهم من حديث أبي ذر الطويل: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي
…
».
(3)
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد (ص.453 - 454).
(4)
علماء نجد خلال ثمانية قرون (6/ 312 - 316) وانظر هامش السحب الوابلة (2/ 690 - 692).