الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غُرُورًا (64)} (1).اهـ (2)
موقفه من الجهمية:
قال في شرحه المسألة الخامسة والخمسين: تلقيب أهل الهدى بالصابئة والحشوية:
قال: كان أهل الجاهلية يلقبون من خرج عن دينهم بالصابئ، كما كانوا يسمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، كما ورد في عدة أحاديث من صحيح البخاري ومسلم وغيرهما (3)، تنفيرا للناس عن اتباع غير سبيلهم.
وهكذا تجد كثيرا من هذه الأمة يطلقون على من خالفهم في بدعهم وأهوائهم أسماء مكروهة للناس.
وأما الحشوية، فهم قوم كانوا يقولون بجواز ورود ما لا معنى له في الكتاب والسنة، كالحروف في أوائل السور، وكذا قال بعضهم، وهم الذين قال فيهم الحسن البصري لما وجد قولهم ساقطا، وكانوا يجلسون في خلقته أمامه:"ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة"، أي: جانبها.
وخصوم السلفيين يرمونهم بهذا الاسم، تنفيرا للناس عن اتباعهم والأخذ بأقوالهم، حيث يقولون في المتشابه: لا يعلم تأويله إلا الله. وقد أخطأت استهم الحفرة، فالسلف لا يقولون بورود ما لا معنى له لا في الكتاب ولا في السنة، بل يقولون في الاستواء مثلا: "الاستواء غير مجهول،
(1) الإسراء الآية (64).
(2)
المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية (ص.214 - 216) باختصار.
(3)
البخاري (6/ 681 - 682/ 3522) ومسلم (4/ 1919 - 1922/ 2473) من حديث أبي ذر في قصة إسلامه رضي الله عنه.