الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث من القسم الثالث من الفن الأوّل
1- فى الفصول وأزمنتها
وفصول السنة أربعة: الربيع، والصيف، والخريف، والشتاء. ولكل فصل منها ثلاثة بروج، وثلاثة أشهر، وسبع منازل، وموافقة من الطبائع الأربع.
1-
فأما فصل الربيع، وهو عند العرب الصيف، فطبعه حارّ رطب.
ودخوله عند حلول الشمس برج الحمل، والثور، والجوزاء. وهذه البروج عندهم تدل على الحركة. وله من السن الطفوليّة والحداثة، ومن الرياح الجنوب، ومن الساعات الأولى والثانية والثالثة، ومن القوى القوّة الجاذبة، ومن الأخلاط الدّم، ومن الكواكب القمر والزّهرة، ومن المنازل بعض الفرغ المقدّم والفرغ المؤخر، والرشاء، والسّرطان، والبطين، والثّريّا، والدّبران، وبعض الهقعة. وعدد أيامه أربعة وتسعون يوما.
وحلول الشمس [1] فى الثانى عشر من آذار، ويوافقه مارس من شهور الروم، وفى السادس عشر من برمهات من شهور القبط، وفى العشرين من اسفندار ماه من شهور الفرس. وإذا حلت الشمس برج الحمل، اعتدل الليل والنهار، وصار كل واحد منهما اثنتى عشرة ساعة. ثم يأخذ النهار فى الزيادة، والليل فى النقصان.
وفى هذا الفصل تتحرّك الطبائع، وتظهر الموادّ المتولدة فى الشتاء. فيطلع النبات وتزهر الأشجار وتورق، ويهيج الحيوان للسّفاد، وتذوب الثلوج، وتنبع العيون، وتسيل الأودية.
[1] أى برج الحمل الذى هو أول فصل الربيع.
ذكر ما قيل فى وصف فصل الربيع وتشبيهه نظما ونثرا.
فمن ذلك ما قاله الصنوبرىّ:
ما الدّهر إلّا الرّبيع المستنير إذا
…
جاء الرّبيع، أتاك النّور والنّور.
فالأرض ياقوتة، والجوّ لؤلؤة،
…
والنّبت فيروزج، والماء بلّور.
وقال آخر:
اشرب هنيئا قد أتاك زمان
…
متعطّر، متهلّل، نشوان!
فالأرض وشى، والنّسيم معنبر،
…
والماء راح، والطّيور قيان.
وقال الثعالبىّ:
أظنّ الرّبيع العام قد جاء زائرا
…
ففى الشّمس بزّازا، وفى الرّيح عطّارا.
وما العيش إلا أن تواجه وجهه
…
وتقضى بين الوشى والمسك أوطارا.
وقال آخر:
وفصّل فصل الربيع الرياض
…
عقودا ورصّع منها حليّا.
وفاخر بالأرض أفق السّماء
…
فحلّى الثّرى بنجوم الثّريّا.
وقال الحسن بن وهب:
طلعت أوائل للرّبيع فبشّرت
…
نور الرّياض بجدّة وشباب!
وغدا السحاب يكاد يسحب فى الثّرى
…
أذيال أسحم حالك الجلباب.
فترى السّماء إذا أجدّ ربابها
…
فكأنّما التحفت جناح غراب.
وترى الغصون إذا الرّياح تناوحت
…
ملتفّة كتعانق الأحباب.
وقال بعض فضلاء أصفهان فى وصف فصل الربيع من رسالة ذكرها العماد الأصفهانىّ فى الخريدة: