الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومما قيل في حب الأوطان
قال ابن الرومىّ (وهو أوّل من بيّن السبب في حب الوطن) :
ولى منزل، آليت أن لا أبيعه
…
وأن لا أرى غيرى له الدّهر مالكا!
عهدت به شرخ الشّباب ونعمة
…
كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا.
فقد ألفته النفس حتّى كأنّه
…
لها جسد، إن غاب غودرت هالكا.
وحبّب أوطان الرّجال إليهم
…
مآرب قضّاها الشّباب هنالكا.
إذا ذكروا أوطانهم، ذكّرتهم
…
عهود الصّبا فيها فحنّوا لذلكا!
ذكر شىء مما قيل في الحمّام
قال إبراهيم بن خفاجة الأندلسىّ:
أهلا ببيت النار من منزل
…
شيد لأبرار وفجّار!
يدخله ملتمس لذّة
…
فيدخل الجنة في النار!
وقال أبو عامر بن شهيد الأندلسىّ:
نعم، أبا عامر بلذّته
…
واعجب لأمرين فيه قد جمعا!
ببرانه من زنادكم قدحت،
…
وماؤه من بنانكم نبعا!
وقال علىّ بن عطية البلنسىّ:
ربّ حمّام تلظّى
…
كتلظّى كلّ وامق.
ثم أذرت عبرات
…
صوبها بالوجد ناطق.
فغدا منّى ومنه
…
عاشق في جوف عاشق!
وقال أبو طالب المأمونىّ، شاعر اليتيمة:
وبيت كأحشاء المحبّ دخلته
…
ومالى ثياب فيه غير إهابى.
أرى محرما فيه وليس بكعبة،
…
فما ساغ إلا فيه خلع ثيابى.
بماء كدمع الصّبّ في حرّ قلبه
…
إذا آذنت أحشاؤه بذهاب.
توهّمت فيه قطعة من جهنّم
…
ولكنّها من غير مسّ عقاب.
يثير ضبابا بالبخار مجدّلا
…
بدور زجاج في سماء قباب!
وقال آخر:
إنّ حمّامك هذا
…
غير مذموم الجوار.
ما رأينا قبل هذا
…
جنّة في وسط نار!
وأنشدنى جمال الدّين محمد بن الحكم لنفسه:
قالوا: نراك دخلت حمّاما، وما
…
حلف الهوى يلتذ بالأهواء.
فأجبتهم: لم تكف أدمع مقلتى
…
حتّى بكيت بجملة الأعضاء.
تم السفر الأوّل (نسخة ما هو مكتوب في آخر الأصل بخط المؤلف) نجز السّفر الأوّل من «كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب» على يد مؤلفه فقير رحمة ربه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم البكرى التيمى القرشى، عرف بالنويرى عفا الله عنه؛ ووافق الفراغ من كتابته في يوم السبت المبارك لعشر بقين من ذى القعدة عام إحدى وعشرين وسبعمائة أحسن الله تقضيه، وذلك بالقاهرة المعزية عمرها الله تعالى يتلوه إن شاء الله تعالى في أوّل السّفر الثانى «الفنّ الثانى في الإنسان وما يتعلق به» والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه، وآله وصحته وسلم آمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل!