الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويقال: إن سليمان بن داود عليهما السلام أمر الشياطين أن يبنوا لبلقيس أربعة قصور: غمدان، وصرواح، وبينين، وسلحين. وكلّها باليمن.
ويروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قال: لا يستقيم أمر العرب ما دام فيها غمدانها. وهذا القول هو الذى حضّ عثمان على هدمه.
ويقال إن آثاره باقية إلى عصرنا هذا، وإنه تلّ عال مطلّ على صنعاء.
وأما حصن تيماء
فهو الأبلق الفرد. سمّى بالأبلق الفرد لأنه كان مبنيا بحجارة مختلفة الألوان وهو بأرض تيماء.
بناه السموءل بن عاديا اليهودىّ. ويقال إنه من بناء سليمان بن داود عليه السلام.
وبه تضرب العرب المثل في المنعة والحصانة. وفيه يقول الشاعر:
طلب الأبلق العقوق فلمّا
…
لم ينله فرام بيض الأنوق.
وقصدت الزّبّاء هذا الحصن وحصن مارد فلم تقدر عليهما، فقالت:«تمرّد مارد وعزّ الأبلق» .
ومارد حصن كان بدومة الجندل. مبنىّ بحجارة سود. ويقال إنه أيضا من بناء السموءل بن عاديا، اليهودىّ.
وأما الخورنق والسّدير
فكان الخورنق على ثلاثة أميال من الحيرة، والسّدير في برّية بالقرب منها.
بناهما النعمان بن امرئ القيس، وهو النعمان الأكبر. ويقال في سبب بنائه لهما:
ن يزدجرد بن سابور كان لا يعيش له ولد، فسأل عن مكان صحيح الهواء، فذكر له
ظهر الحيرة. فدفع ابنه بهرام جور إلى النعمان وأمره ببناء الخورنق. فبناه على نهر سنداد في عشرين سنة. بناه له رجل يسمّى سنمار.
فلما فرغ من بنائه، عجب النّعمان من حسن بنائه وإتقانه، فأمر أن يلقى سنمّار من أعلاه حتّى لا يبنى مثله لأحد. ويقال إنه إنما فعل ذلك به لأنه لما أعجبه، شكره على عمله ووصله، فقال: لو علمت أن الملك يحسن إلىّ هذا الإحسان، لبنيت له بناء يدور مع الشمس كيفما دارت؛ فقال له النعمان: وإنك لتقدر على أن تبنى أفضل منه، ولم تبنه؟ فأمر به؛ فطرح من أعلاه.
وقيل: بل قال: أنا أعرف فيه حجرا متى أخذ من موضعه، تداعى البناء. فخاف النعمان إن هو لم ينصفه في أجرته فعل ذلك، فقتله.
والعرب تضرب المثل بفعل النّعمان مع سنمّار في المكافأة على الفعل الحسن بالقبيح، فيقال: جازاه مجازاة سنمّار.
وفيه يقول بعض الشعراء:
جزانى جزاه الله شرّ جزائه
…
جزاء سنمّار، وما كان ذا ذنب.
سوى رفعه البنيان عشرين حجّة
…
يعلّى عليه بالقراميد والسّكب.
والخورنق تعريب خورنقاه [1] ، وهو الموضع الذى يؤكل فيه ويشرب. والسّدير تعريب سادل أى قبّة في ثلاث قباب متداخلة.
وفي هذه الأبنية يقول الأسود ابن يعفر:
ماذا أؤمّل بعد آل محرّق
…
تركوا منازلهم، وبعد إياد؟
أهل الخورنق والسّدير وبارق
…
والقصر ذى الشّرفات من سنداد.
[1] والأصح خانقاه. (من هامش الأصل) .