المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(فيما وصفت به القصور والمنازل) - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ١

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الأول

- ‌[مقدمة الكتاب]

- ‌الفن الأوّل فى السماء والآثار العلويّة، والأرض والمعالم السّفليّة

- ‌القسم الأوّل فى السماء وما فيها وفيه خمسة أبواب:

- ‌الباب الأوّل من القسم الأوّل من الفن الأوّل

- ‌1- فى مبدإ خلق السماء

- ‌2- ذكر ما قيل فى أسماء السماء وخلقها

- ‌3- حكى فى سبب حدوثه

- ‌الباب الثانى

- ‌1- فى هيئتها

- ‌2- أما الأمثال

- ‌3- وأما الوصف والتشبيه

- ‌4- ومما قيل فى الفلك

- ‌الباب الثالث من القسم الأوّل من الفن الأوّل

- ‌1- فى ذكر الملائكة

- ‌الباب الرابع من القسم الأوّل من الفن الأوّل

- ‌1- فى الكواكب السبعة المتحيرة

- ‌2- ذكر ما قيل فى الشمس

- ‌3- ذكر ما يتمثل به مما فيه ذكر الشمس

- ‌4- ذكر ما جاء فى وصف الشمس وتشبيهها

- ‌5- ذكر شىء مما وصفت به على طريق الذمّ

- ‌6- ذكر ما قيل فى الكسوف

- ‌7- ذكر أسماء الشمس اللغوية

- ‌8- ذكر عبّاد الشمس

- ‌9- ذكر ما قيل فى القمر

- ‌10- ذكر ما قيل فى القمر

- ‌11- ذكر أسماء القمر اللّغوية

- ‌12- ذكر ما يتمثل به مما فيه ذكر القمر

- ‌13- ذكر ما قيل فى وصفه وتشبيهه

- ‌14- ذكر شىء مما قيل فيه على طريق الذم

- ‌15- ذكر عبّاد القمر

- ‌16- ذكر ما قيل فى الكواكب المتحيرة

- ‌17- ذكر عباد الروحانيات

- ‌18- ذكر بيوت الهياكل (وأماكنها ونسبتها إلى الكواكب)

- ‌الباب الخامس من القسم الأوّل من الفن الأوّل

- ‌1- فى الكواكب الثابتة

- ‌2- ذكر ما يتمثل به مما فيه ذكر الكواكب

- ‌3- ذكر ما قيل فى وصف الكواكب وتشبيهها

- ‌القسم الثانى من الفن الأوّل فى الآثار العلوية وفيه أربعة أبواب

- ‌الباب الأوّل من القسم الثانى من الفن الأوّل

- ‌1- فى السحاب، وسبب حدوثه، وفى الثّلج والبرد

- ‌2- ذكر ما قيل فى ترتيب السحاب

- ‌3- ذكر ما قيل فى ترتيب المطر

- ‌4- ذكر ما قيل فى فعل السحاب والمطر

- ‌5- ذكر أسماء أمطار الأزمنة

- ‌6- ذكر أسماء المطر اللغوية

- ‌7- ذكر ما يتمثل به مما فيه ذكر المطر

- ‌8- ذكر شىء مما قيل في وصف السحاب والمطر

- ‌9- ذكر شىء مما وصف به الثلج والبرد

- ‌الباب الثانى من القسم الثانى من الفن الأوّل

- ‌فى النيازك، والصواعق، والرعد، والبرق، وقوس قزح

- ‌المثل

- ‌وأما ترتيبه فى لمعانه

- ‌المثل:

- ‌ذكر ما قيل فى وصف الرعد والبرق

- ‌ذكر ما قيل فى وصفه وتشبيهه

- ‌الباب الثالث من القسم الثانى من الفن الأوّل

- ‌1- فى أسطقسّ [1] الهواء

- ‌2- ذكر ما قيل فى حدّ الهواء

- ‌3- ذكر أسماء الرياح اللغوية

- ‌4- فصل فيما يذكر منها بلفظ الجمع

- ‌5- ذكر ما يتمثّل به مما فيه ذكر الهواء

- ‌6- ذكر ما جاء فى وصف الهواء وتشبيهه

- ‌الباب الرابع من القسم الثانى من الفن الأوّل

- ‌1- فى أسطقس النار [1] وأسمائها، وعبادها، وبيوت النيران

- ‌2- ذكر أسماء النار

- ‌3- ذكر عبّاد النار

- ‌4- وأما بيوت النيران

- ‌5- ذكر نيران العرب

- ‌6- ذكر النيران المجازية

- ‌7- ذكر النيران التى يضرب المثل بها

- ‌8- ذكر ما جاء منها على لفظ أفعل

- ‌9- ذكر ما قيل فى وصف النار وتشبيهها

- ‌10- ذكر شىء مما قيل فى الشّمعة والشّمعدان

- ‌1- أما الشمعة، فمن جيّد ما قيل فيها

- ‌ومما ورد فى وصفها نثرا

- ‌2- ومما قيل فى السراج

- ‌3- رسالة القنديل والشمعدان

- ‌القسم الثالث من الفن الأوّل فى الليالى والأيام، والشهور والأعوام، والفصول والمواسم والأعياد

- ‌الباب الأوّل من هذا القسم

- ‌1- فى الليالى والأيام

- ‌2- ذكر ما قيل فى الليل وأقسامه

- ‌فصل

- ‌3- ذكر الليالى المشهورة

- ‌4- ذكر ما يتمثّل به مما فيه ذكر الليل

- ‌5- ذكر ما قيل فى وصف الليل وتشبيهه

- ‌6- وأما ما وصف به من الطول

- ‌7- أما ما وصف به من القصر

- ‌8- أما ما وصف به من الإشراق

- ‌9- أما ما وصف به من الظلمة

- ‌10- ومما قيل فى تباشير الصباح

- ‌11- ذكر ما قيل فى النهار

- ‌12- ذكر الأيام التى خصّت بالذكر

- ‌13- ذكر أيام أصحاب الملل الثلاث

- ‌14- ذكر ما يتمثّل به مما فيه ذكر النهار

- ‌15- ذكر شىء مما قيل فى وصف النهار وتشبيهه

- ‌16- ذكر شىء مما وصفت به الآلات

- ‌الباب الثانى من القسم الثالث من الفن الأوّل فى الشهور والأعوام

- ‌1- ذكر الشهور وما قيل فيها

- ‌2- ذكر الأشهر العربية

- ‌3- وأما شهور اليهود

- ‌4- وأما الشهور العجمية

- ‌5- ذكر ما يختص بالسنة من القول

- ‌6- ذكر النسىء ومذهب العرب فيه

- ‌7- ذكر السنين التى يضرب بها المثل

- ‌الباب الثالث من القسم الثالث من الفن الأوّل

- ‌1- فى الفصول وأزمنتها

- ‌ذكر ما قيل فى وصف فصل الصيف وتشبيهه نظما ونثرا

- ‌الباب الرابع من القسم الثالث من الفن الأوّل

- ‌فى ذكر مواسم الأمم وأعيادها، وأسباب اتخاذهم لها، وما قيل فى ذلك

- ‌1- ذكر الأعياد الإسلامية

- ‌2- ذكر أعياد الفرس

- ‌3- ذكر أعياد النصارى القبط

- ‌4- ذكر أعياد اليهود

- ‌القسم الرابع من الفن الأوّل فى الأرض، والجبال، والبحار، والجزائر، والأنهار، والعيون، والغدران

- ‌الباب الأوّل من هذا القسم 1- فى مبدإ خلق الأرض

- ‌الباب الثانى من القسم الرابع من الفن الأوّل

- ‌1- فى تفصيل أسماء الأرضين وصفاتها

- ‌2- ذكر تفصيل أسماء التراب وصفاته

- ‌3- ذكر تفصيل أسماء الغبار وأوصافه

- ‌4- ذكر تفصيل أسماء الطين وأوصافه

- ‌5- ذكر تفصيل أسماء الرّمال

- ‌6- ذكر ترتيب كمية الرمل

- ‌7- ذكر تفصيل أسماء الطرق وأوصافها

- ‌الباب الثالث من القسم الرابع من الفن الأوّل

- ‌الباب الرابع من القسم الرابع من الفن الأوّل

- ‌1- فى الأقاليم السبعة

- ‌2- ذكر ما يتمثل به مما فيه ذكر الأرض

- ‌3- ذكر شىء مما قيل فى وصف الأرض وتشبيهها

- ‌الباب الخامس من القسم الرابع من الفن الأوّل

- ‌1- فى الجبال

- ‌2- ذكر أسماء ما ارتفع من الأرض إلى أن يبلغ الجبيل

- ‌3- ذكر ترتيب أبعاض الجبل

- ‌4- ذكر ترتيب مقادير الحجارة

- ‌5- ذكر ما يتمثّل به مما فيه ذكر الجبال والحجارة

- ‌6- ذكر شىء مما قيل فى وصف الجبال وتشبيهها

- ‌الباب السادس من القسم الرابع من الفن الأوّل

- ‌1- فى ذكر البحار والجزائر

- ‌2- ذكر بحار المعمور من الأرض

- ‌3- ذكر ما يتفرّع من البحر المحيط

- ‌4- ويخرج من هذا البحر خليجان

- ‌5- وأما بحر الهند وجزائره

- ‌6- ويخرج من هذا البحر الذى يجمع هذه القطع خليجان

- ‌7- وأما بحر ما نيطش [2]

- ‌8- وأما بحر الخزر

- ‌ذكر ما فى المعمور من البحيرات المالحة المشهورة وما بها من العجائب

- ‌ذكر ما يتمثل به مما فيه ذكر البحر

- ‌الباب السابع من القسم الرابع من الفن الأوّل

- ‌فأما نهر النيل

- ‌وأما الفرات

- ‌وأما نهر دجلة

- ‌وأما نهر سجستان

- ‌وأما نهر مهران

- ‌وأما نهر جيحون [2]

- ‌وأما نهر سيحون

- ‌وأما نهر الكنك [2]

- ‌وأما نهر الكر

- ‌وأما نهر إتل

- ‌ذكر ما فى المعمور

- ‌ذكر ما يتمثل به مما فيه ذكر الماء

- ‌ذكر شىء مما قيل فى وصف الماء وتشبيهه

- ‌ومما وصفت به الأنهار

- ‌ومما وصفت به البرك

- ‌ومما وصفت به الدواليب والنواعير

- ‌ومما وصفت به نثرا

- ‌ومما وصفت به الجداول

- ‌ذكر عبّاد الماء [1]

- ‌القسم الخامس من الفن الأوّل فى طبائع البلاد، وأخلاق سكانها، وخصائصها، والمبانى القديمة، والمعاقل، وما وصفت به القصور والمنازل

- ‌الباب الأوّل من هذا القسم (فى طبائع البلاد، وأخلاق سكّانها)

- ‌نوع آخر منه

- ‌نوع آخر منه

- ‌الباب الثانى من القسم الخامس من الفن الأوّل فى خصائص البلاد

- ‌فأما مكة (شرّفها الله تعالى وعظمها)

- ‌ذكر ما كانت الكعبة عليه فوق الماء قبل أن يخلق الله السماوات والأرض

- ‌ذكر بناء الملائكة الكعبة قبل خلق آدم عليه السلام، ومبدإ الطواف

- ‌ذكر زيارة الملائكة البيت الحرام

- ‌ذكر هبوط آدم عليه السلام إلى الأرض، وبنيانه الكعبة المشرفة وحجه وطوافه بالبيت

- ‌ذكر فضل البيت الحرام، والحرم

- ‌ذكر ما جاء فى طواف سفينة نوح عليه السلام بالبيت

- ‌ذكر ما جاء من تخير إبراهيم عليه السلام موضع البيت

- ‌ذكر حج إبراهيم عليه السلام وإذنه بالحج وحج الأنبياء بعده وطوافهم

- ‌ذكر ما جاء من مسئلة إبراهيم عليه السلام الأمن والرزق لأهل مكة والكتب التى وجد فيها تعظيم الحرم

- ‌ذكر أسماء الكعبة ومكة

- ‌ذكر ما جاء فى فضل الركن الأسود

- ‌ذكر ما جاء فى فضل استلام الركن الأسود، واليمانى

- ‌ذكر ما جاء فى فضل الطواف بالكعبة

- ‌ذكر ما جاء فى فضل زمزم

- ‌ذكر ما جاء من اتساع منى أيام الحج ولم سميت منى

- ‌ذكر ما جاء فى فضائل مقبرة مكة

- ‌ذكر شىء من خصائص مكة

- ‌وأما المدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام

- ‌ذكر شىء من خصائص المدينة المشرفة وأسمائها على صاحبها أفضل الصلاة والسلام

- ‌وأما البيت المقدّس، والمسجد الأقصى

- ‌ولنبدأ بذكر الأرض المقدّسة

- ‌أما فضل بيت المقدس

- ‌وأما فضل زيارته، وفضل الصلاة فيه

- ‌وأما ما ورد فى بيت المقدس من مضاعفة الحسنات والسيئات فيه

- ‌وأما فضل السكنى فيه والإقامة والوفاة به

- ‌وأما ما به من قبور الأنبياء ومحراب داود وعين سلوان

- ‌وأما ما ورد فى أن الحشر من البيت المقدس

- ‌وأما ما ورد فى فضل الصخرة، والصلاة إلى جانبها

- ‌وأما ما ورد فى أن الله عز وجل عرج من بيت المقدس إلى السماء

- ‌وأما ثواب الإهلال من بيت المقدس

- ‌وأما ما ورد من أن الكعبة تزور الصخرة يوم القيامة

- ‌وأما اليمن وما يختص به

- ‌وأما الشام وما يختص به

- ‌مسجد دمشق

- ‌وأما مصر وما يختصّ بها من الفضائل

- ‌ذكر من ولد بمصر من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومن كان بها منهم

- ‌ذكر من كان بها من الصدّيقين والصدّيقات رضى الله عنهم

- ‌ذكر من صاهر أهل مصر من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌ذكر من أظهرته مصر من الحكماء

- ‌ومن فضائل مصر

- ‌ومما وصفت به

- ‌وأما جزيرة الأندلس

- ‌وأما البصرة وما اختصت به

- ‌وأما بغداد وما اختصت به

- ‌وأما الأهواز وما اختصت به

- ‌وأما فارس وما اختصت به

- ‌وأما أصفهان وما اختصت به

- ‌وأما جرجان وما اختصت به

- ‌وأما نيسابور وما اختصت به

- ‌وأما طوس وما اختصت به

- ‌وأما بلخ وما اختصت به

- ‌وأما بست وما اختصت به

- ‌وأما غزنة وما اختصت به

- ‌وأما سجستان وما اختصت به

- ‌وأما الهند وما اختصت به

- ‌وأما الصين وما اختصّ به

- ‌وأما سمرقند وما اختصت به

- ‌وأما بلاد التّرك وما اختصت به

- ‌وأما خوارزم وما اختصّت به

- ‌ذكر الخصائص التى تجرى مجرى الطّلّسمات

- ‌ذكر خصائص البلاد في أشياء مختلفة

- ‌الباب الثالث من القسم الخامس من الفن الأوّل (فى المبانى القديمة)

- ‌ذكر أوّل بناء وضع على وجه الأرض

- ‌ذكر خبر إرم ذات العماد

- ‌ذكر خبر سدّ يأجوج ومأجوج

- ‌ذكر مبانى الفرس المشهورة

- ‌ومن مبانى الفرس إيوان كسرى

- ‌ومن المبانى القديمة الحضر

- ‌ومن المبانى القديمة القليس

- ‌ومن المبانى المشهورة قنطرة صنجة

- ‌ومن المبانى القديمة ملعبا بعلبك

- ‌ذكر مبانى العرب المشهورة

- ‌فأما غمدان

- ‌وأما حصن تيماء

- ‌وأما الخورنق والسّدير

- ‌وأما الغريّان

- ‌ذكر الأبنية القديمة التى بالديار المصرية

- ‌فأما الأهرام

- ‌وأما حائط العجوز

- ‌وأما ملعب أنصنا

- ‌وأما مدينة عين شمس

- ‌وأما البرابى

- ‌وأما حنيّة اللازورد

- ‌وأما منارة الإسكندرية

- ‌وأما رواق الإسكندرانيين

- ‌ذكر شىء من عجائب المبانى

- ‌الباب الرابع من القسم الخامس من الفن الأوّل (فيما وصفت به المعاقل والحصون)

- ‌الباب الخامس من القسم الخامس من الفن الأوّل

- ‌(فيما وصفت به القصور والمنازل)

- ‌وأما ما وصفت به المنازل الخالية

- ‌ومما قيل في حب الأوطان

- ‌ذكر شىء مما قيل في الحمّام

- ‌فهرس الجزء الأوّل

الفصل: ‌(فيما وصفت به القصور والمنازل)

‌الباب الخامس من القسم الخامس من الفن الأوّل

(فيما وصفت به القصور والمنازل)

ولنبدأ بذكر ما بناه المتوكل من القصور وما أنفق عليها، ثم نذكر ما قيل فى وصفها، وما وصفت به المنازل الخالية، وما قيل فى حبّ الوطن.

فأما قصور المتوكل، فهى: الكامل، والجعفرىّ، وبركوانا [1] ، والعروس، والبركة، والجوسق، والمختار، والغريب، والبديع، والصّبيح، والمليح، والقصر، والبرج، والمتوكّليّة، والقلّاية.

حكى المؤرّخون أنه أنفق فى بنائها مائة ألف دينار وخمسون ألف دينار عينا، ومائتا ألف ألف وثمانية وخمسون ألف ألف وخمسمائة ألف درهم.

قالوا: وكان «البرج» من أحسنها. كان فيه صور عظيمة من الذهب والفضة، وبركة عظيمة غشّى ظاهرها وباطنها بصفائح الفضة، وجعل عليها شجرة من الذهب فيها طيور تصوت وتصفّر سماها «طوبى» بلغت النفقة على هذا القصر ألف ألف دينار وسبعمائة ألف دينار.

وقد وصفه الشعراء، فمن ذلك قول السرىّ:

مجلس فى فناء دجلة، يرتا

ح إليه الخليع والمستور.

طائر فى الهواء، فالبرق يسرى

دون أعلاه والحمام يطير.

فإذا الغيم سار، أسبل منه

حلل دون جدره وستور.

وإذا غارت الكواكب صبحا،

فهو الكوكب الذى لا يغور!

[1] كذا بالأصل. وفى معجم ياقوت «يزكوار» .

ص: 406

وقال أيضا:

منزل كالرّبيع حلّت عليه

حاليات السّحاب عقد النّطاق.

يمتع العين في طرائف حسن

تتحامى بها عن الإطراق.

بين ساج كأنّه ذائب التّب

ر على مثل ذائب الأوراق.

وقال أيضا:

والقصر يبسم عن وجه الضّحى، فترى

وجه الضّحى- عند ما أبدى له- شحبا.

يبيت أعلاه بالجوزاء منتطقا،

ويغتدى برداء الغيم محتجبا!

وقال أبو سعيد الرستمىّ، يصف دارا بناها الصاحب بن عبّاد:

وسامية الأعلام تلحظ دونها

سنا النّجم في آفاقها متضائلا.

نسخت بها إيوان كسرى بن هرمز،

فأصبح في أرض المداين عاطلا.

فلو أبصرت ذات العماد عمادها،

لأمست أعاليها حيا، أسافلا.

ولو لحظت جنّات تدمر حسنها،

درت كيف تبنى بعدهنّ المجادلا.

متى ترها خلت السماء سرادقا

عليها وأعلام النجوم تماثلا.

وقال علىّ بن يوسف الإيادىّ، يذكر دارا بناها المعز العبيدىّ بمصر وسماها «العروسين» :

بنى منظرا يسمى «العروسين» رفعة،

كأنّ الثّريّا عرّست في قبابه.

إذا الليل أخفاه بحلكة لونه،

بدا ضوءه كالبدر تحت سحابه.

تمكّن من سعد السّعود محلّه،

فأضحى ومفتاح الغنى فتح بابه.

ولو شاده عزم المعزّ ورأيه

على قدره في ملكه ونصابه.

لكان حصى الياقوت والتّبر مفرغا

على المسك من أجّره وترابه.

ص: 407

وقال عبد الجبار بن حمديس الصقلىّ، يصف دارا بناها المعتمد بن عبّاد من أبيات:

ويا حبّذا دار قضى الله أنّها

يجدّد فيها كلّ عزّ ولا يبلى!

وما هى إلا خطّة الملك الّتى

يحطّ إليها كلّ ذى أمل رحلا.

إذا فتحت أبوابها، خلت أنّها

تقول بترحيب لداخلها: أهلا.

وقد نقلت صنّاعها من صفاته

إليها أفانينا، فأحسنت النّقلا.

فمن صدره رحبا، ومن نوره سنا،

ومن صيته فرعا، ومن حلمه أصلا!

فأعلت به في رتبة الملك ناديا،

وقلّ له فوق السّماكين أن يعلى.

نسيت به إيوان كسرى، لأنّنى

أراه له مولى من الحسن لا مثلا.

ترى الشّمس فيه ليقة تستمدّها

أكفّ، أقامت من تصاويرها شكلا.

لها حركات أودعت في سكونها،

فما تبعت من نقلهنّ يد رجلا.

ولما عشينا من توقّد نورها،

تخذنا سناه في نواظرنا كحلا.

وقال أيضا من قصيدة يصف فيها دارا بناها المنصور ببجاية، جاء منها:

واعمر بقصر الملك ناديك الّذى

أضحى بمجدك بيته معمورا!

قصر لو انّك قد كحلت بنوره

أعمى، لعاد على المقام بصيرا.

واشتقّ من معنى الحياة نسيمه،

فيكاد يحدث للعظام نشورا.

فلو أنّ بالإيوان قوبل حسنه،

ما كان شيئا عنده مذكورا.

نسى «الصّبيح» مع «المليح» بذكره،

وسما ففاق «خورنقا» و «سديرا» .

أعيت مطالعه على الفرس الألى

رفعوا البناء وأحكموا التدبيرا.

ومضت على القوم الدّهور وما بنوا

لملوكهم شبها له ونظيرا.

أذكرتنا الفردوس حين أريتنا

غرفا رفعت بناءها، وقصورا.

ص: 408

فلك من الأفلاك، إلّا أنه

حقر البدور فأطلع «المنصورا» .

أبصرته فرأيت أبدع منظرا

ثم انثنيت بناظرى محسورا.

وظننت أنّى حالم في جنّة

لمّا رأيت الملك فيه كبيرا.

وإذا الولائد فتّحت أبوابها،

جعلت ترحّب بالعفاة صريرا.

عضّت على حلقاتهنّ ضراغم

فغرت بها أفواهها تكشيرا.

فكأنّها لبدت لتهصر عندها

من لم يكن بدخوله مأمورا.

تجرى الخواطر مطلقات أعنّة

فيه، فتكبو عن مداه قصورا.

بمرخّم الساحات تحسب أنّه

فرش البها وتوشّح الكافورا.

ومحصّب بالدّرّ تحسب تربه

مسكا تضوّع نشره وعبيرا.

يستخلف الإصباح منه إذا انقضى

صبحا على غسق الظّلام منيرا.

ضحكت محاسنه إليك كأنّما

جعلت له زهر النّجوم ثغورا.

ومصفّح الأبواب تبرا نظّروا

بالنّقش بين شكوله تنظيرا.

تبدو مسامير النّضار كما علت

فلك النّهود من الحسان صدورا.

خلعت عليه غلائلا ورسيّة

شمس تردّ الطّرف عنه حسيرا.

فإذا نظرت إلى غرائب حسنه،

أبصرت روضا في السّماء نضيرا.

وعجبت من خطّاف عسجده الّتى

حامت لتبنى في ذراه وكورا.

وضعت به صنّاعه أقلامها،

فأرتك كلّ طريدة تصويرا.

فكأنّما للشّمس فيه ليقة

مشقوا بها التّزويق والتّشجيرا.

وكأنّما فرشوا عليه ملاءة

تركوا مكان وشاحها مقصورا.

يا مالك الملك الذى أضحى له

ملك السّماء على العداة نصيرا.

ص: 409

كم من قصور للملوك تقدّمت

فاستوجبت بقصورك التأخيرا.

فعمرتها وملكت كلّ رياسة

منها، ودمّرت العدا تدميرا.

وقال عمارة اليمنىّ، يصف دارا بناها فارس الإسلام من أبيات:

فتملّ دارا شيّدتها همّة،

يغدو العسير بأمرها متيسّرا.

فاقت على الإطلاق كلّ بنيّة،

وسمت بسعدك عزّة وتكبّرا.

أنشأت فيها للعيون بدائعا

دقّت، فأذهل حسنها من أبصرا.

فمن الرّخام: مسيّرا، ومسهّما،

ومنمنمّا، ومدرهما، ومدنّرا.

وسقيت من ذوب النّضار سقوفها

حتّى يكاد نضارها أن يقطر.

لم يبق نوع صامت أو ناطق

إلا غدا فيها الجميع مصوّر.

فيها حدائق لم تجدها ديمة،

كلّا ولا نبتت على وجه الثّرى.

لم يبد فيها الروض إلا مزهرا،

والنخل والرّمان إلا مثمرا.

والطّير مذ وقعت على أغصانها

وثمارها، لم تستطع أن تنفرا.

وبها من الحيوان كلّ مشبّه [1]

لبس الحرير العبقرىّ مصوّرا.

لا تعدم الأبصار بين مروجها

ليثا ولا ظبيا بوجرة أعفرا.

أنست نوافر وحشها لسباعها:

فظباؤها لا تتّقى أسد الشّرى.

وكأنّ صولتك المخيفة أمّنت

أسرابها أن لا تخاف فتذعرا.

وبها زرافات كأنّ رقابها

فى الطّول ألوية تؤمّ العسكرا.

نوبيّة المنشا تريك من المها

روقا، ومن بزل المهارى مشفرا.

جبلت على الإقعاء من أعجازها،

فتخالها في التّيه تمشى القهقرى!

[1] فى الأصول «مسبهن» . ولعلها تصحيف.

ص: 410

وقال أبو الصلت أميّة بن عبد العزيز، يصف قصرا بناه علىّ بن تميم بن المعزّ بمصر:

لله، مجلسك المنيف! فبابه

بموطّد فوق السّماك مؤسّس.

موف على حبك المجرّة تلتقى

فيه الجوارى بالجوار الكنّس.

تتقابل الأنوار في جنباته

فاللّيل فيه كالنّهار المشمس.

عطفت حناياه دوين سمائه

عطف الأهلّة والحواجب والقسى.

واستشرفت عمد الرّخام وظوهرت

بأجلّ من زهر الرّبيع وأنفس.

فهواؤه من كلّ قدّ أهيف،

وقراره من كلّ خدّ أملس.

فلك تحيّر فيه كلّ منجّم،

وأقرّ بالتقصير كلّ مهندس.

فبدا للحظ العين أحسن منظرا،

وغدا لطيب العيش خير معرّس.

فاطلع به قمرا، إذا ما أطلعت

شمس الخدور عليك شمس الأكؤس.

فالناس أجمع دون قدرك رتبة،

والأرض أجمع دون هذا المجلس!

وقال الوزير أبو سليمان بن أبى أميّة:

يا دار، آمنك الزّما

ن خطوبة ونوائبه.

وجرت سعودك بالّذى

يهوى نزيلك دائبه.

فلنعم مأوى الضّيف أن

ت، إذا تحاموا جانبه.

خطر شأوت به الدّيا

ر، فأذعنت لك قاطبه.

وقال أبو صخر القرطبىّ:

ديار عليها من بشاشة أهلها

بقايا، تسرّ النّفس أنسا ومنظرا.

ربوع كساها المزن من خلع الحيا

برودا، وحلّاها من النّور جوهرا.

ص: 411