الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال آخر:
إنّ التّواصل فى أيامه قصر،
…
كما التهاجر فى أيّامه طول.
فليس يعرف تسهيدا ولا رمدا
…
جفن برؤية من يهواه مشغول.
وقال ابن بسّام:
لا أظلم الليل ولا أدّعى
…
أنّ نجوم الليل ليست تغور.
ليل كما شاءت فإن لم تزر،
…
طال؛ وإن زارت، فليل قصير.
أصله من قول علىّ بن الخليل:
لا أظلم الليل ولا أدّعى
…
أنّ نجوم الليل ليست تعول.
ليل كما شاءت قصير إذا
…
جادت، وإن صدّت، فليل طويل.
وقال آخر:
أخو الهوى يستطيل الليل من سهر،
…
والليل فى طوله جار على قدره.
ليل الهوى سنة فى الهجر مدّته؛
…
لكنّه سنة فى الوصل من قصره.
وقال الوليد بن يزيد بن عبد الملك:
لا أسأل الله تغييرا لما صنعت:
…
نامت وقد أسهرت عينىّ عيناها.
فالليل أطول شىء حين أفقدها
…
والليل أقصر شىء حين ألقاها.
6- وأما ما وصف به من الطول
قال الخبّاز:
وليل كواكبه لا تسير
…
ولا هو منها يطيق البراحا.
كيوم القيامة فى طوله
…
على من يراقب فيه الصّباحا.
وقال ابن المعتزّ:
مالى أرى الليل مسبلا شعرا
…
عن غرّة الصّبح غير مفروق.
وقال بشار:
خليلىّ! ما بال الدّجى لا يزحزح،
…
وما بال ضوء الصّبح لا يتوضّح؟
أضلّ النّهار المستنير طريقه؟
…
أم الدّهر ليل كلّه ليس يبرح؟
وقال الرّفاء:
ألا ربّ ليل بتّ أرعى نجومه
…
فلم أغتمض فيه ولا اللّيل أغمضا.
كأنّ الثّريّا راحة تشبر الدّجى
…
لتعلم طال اللّيل لى أم تعرّضا.
عجبت لليل بين شرق ومغرب
…
يقاس بشبر كيف يرجى له انقضا؟
وقال محمد بن عاصم:
أقول، واللّيل دجى مسبل
…
والأنجم الزّهر به مثّل:
يا طول ليل ما له آخر
…
منك، وصبح ماله أوّل!
وقال التنوخىّ:
وليلة كأنّها قرب أمل
…
ظلامها كالدّهر ما فيه خلل.
كأنّما الإصباح فيها باطل
…
أزهقه الله بحقّ، فبطل.
ساعاتها أطول من يوم النّوى
…
وليلة الهجر وساعات العذل.
مؤصدة على الورى أبوابها
…
كالنار لا يخرج منها من دخل.
وقال أبو محمد، عبد الله بن السيّد البطليوسىّ:
ترى ليلنا شابت نواصيه كبرة
…
كما شبّ، أوفى الجوّ روض نهار؟
كأنّ الليالى السّبع فى الأفق جمّعت
…
ولا فصل فيما بينها بنهار.
وقال الشريف البياضىّ:
أقول لصحبى والنجوم كأنّها،
…
وقد ركدت فى بحر حندسها غرقى:
أرى ثوب هذا اللّيل لا يعرف البلى!
…
فهل أرين للصّبح فى ذيله فتقا؟
وقال أيضا:
أقول وللدّجى عمر مديد
…
وآخره يردّ إلى معاد.
وقد ضلّت كواكبه، فظلّت
…
حيارى ما لها فى الأفق هادى:
لعلّ الليل مات الصّبح فيه،
…
فلازم بعده لبس الحداد.
وقال آخر:
أما لظلام ليلى من صباح؟
…
أما للنّجم فيه من براح؟
كأنّ الأفق سدّ، فليس يرجى
…
به نهج إلى كلّ النواحى.
كأنّ الشّمس قد مسخت نجوما
…
تسير مسير روّاد طلاح.
كأنّ الصّبح مهجور طريد،
…
كأنّ الليل مات صريع راح.
كأنّ بنات نعش متن حزنا،
…
كأنّ النّسر مكسور الجناح.
وقال آخر:
يا ليلة طالت على عاشق،
…
منتظر للصّبح ميعادا!
كادت تكون الحول فى طولها؛
…
إذا مضى أوّلها، عادا.
وقال ابن الرومىّ:
ربّ ليل كأنّه الدّهر طولا
…
قد تناهى فليس فيه مزيد.
ذى نجوم كأنّهنّ نجوم الشّ
…
يب ليست تزول، لكن تزيد.
وقال أبو الأحنف:
حدّثونى عن النّهار حديثا
…
أو صفوه، فقد نسيت النّهارا.
وقال بشّار:
طال هذا اللّيل بل طال السّهر!
…
ولقد أعرف ليلى بالقصر.
لم يطل حتّى دهانى فى الهوى
…
ناعم الأطراف فتّان النّظر.
فكأنّ الهجر شخص ماثل
…
كلّما أبصره النّوم نفر.
وقال إبراهيم بن خفاجة الأندلسىّ:
يا ليل وجد ينجد
…
أما لطيفك مسرى؟
وما لدمعى طليق
…
وأنجم الجوّ أسرى؟
وقد طما بحر ليل
…
لم يعقب المدّ جزرا.
لا يعبر الطّرف فيه
…
غير المجرّة جسرا.
وقال أبو مروان بن أبى الخصال:
وليل كأنّ الدّهر أفضى بعمره
…
جميعا إليه، فانتهى فى ابتدائه.
يحدّث بعض القوم بعضا بطوله،
…
ولم يمض منه غير وقت عشائه.
وقال إبراهيم ولد ابن لنكك البصرىّ، شاعر اليتيمة:
وليلة أرّقنى طولها
…
فبتّها فى حيرة الذّاهل.
كأنّما اشتقّت لإفراطها
…
فى طولها من أمل الجاهل.
وقال امرؤ القيس:
وليل كموج البحر مرخ سدوله
…
علىّ بأنواع الهموم ليبتلى.
فقلت له لما تمطّى بصلبه
…
وأردف أعجازا وناء بكلكل:
ألا أيّها الليل الطويل، ألا انجلى
…
بصبح! وما الإصباح منك بأمثل!
فيا لك من ليل كأنّ نجومه
…
بأمراس كتّان إلى صمّ جندل.
وقال آخر:
أراقب فى السّماء بنات نعش؛
…
ولو أسطيع، كنت لهنّ حادى.
كأنّ اللّيل أوثق جانباه
…
وأوسطه بأمراس شداد.
وقال أخرم بن حميد:
وليل طويل الجانبين قطعته
…
على كمد، والدّمع تجرى سواكبه.
كواكبه حسرى عليه كأنها
…
مقيّدة دون المسير كواكبه.
وقال ابن الرقاع:
وكأنّ ليلى حين تغرب شمسه
…
بسواد آخر مثله موصول.
أرعى النجوم. إذا تغيب كوكب،
…
أبصرت آخر كالسّراج يجول.
وقال آخر:
ما لنجوم اللّيل لا تغرب؟
…
كأنّها من خلفها تجذب!
رواكد ما غار فى غربها
…
ولا بدا من شرقها كوكب.
وقال سعيد بن حميد:
يا ليل، بل يا أبد!
…
أنائم عنك غد؟
يا ليل لو تلقى الّذى
…
ألقى بها أو تجد،
قصّر من طولك أو
…
ضعّف منك الجلد!