الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10- ذكر شىء مما قيل فى الشّمعة والشّمعدان
(والسراج [1] والقنديل [2] )
1- أما الشمعة، فمن جيّد ما قيل فيها
قول الأرّجانىّ:
نمّت بأسرار ليل كان يخفيها
…
وأطلعت قلبها للنّاس من فيها.
قلب لها لم يرعنا وهو مكتمن
…
إلا برقية نار من تراقيها.
سقيمة لم يزل طول اللسان لها
…
فى الحىّ يجنى عليها ضرب هاديها.
غريقة فى دموع، وهى تحرقها
…
أنفاسها بدوام من تلظّيها.
تنفّست نفس المهجور إذ ذكرت
…
عهد الخليط فبات الوجد يبكيها.
يخشى عليها الرّدى مهما ألمّ بها
…
نسيم ريح إذا وافى يحيّيها.
بدت كنجم هوى فى إثر عفرية
…
فى الأرض فاشتعلت منه نواصيها.
نجم رأى الأرض أولى أن يبوّأها
…
من السماء، فأمسى طوع أهليها.
كأنها غرّة قد سال شادخها
…
فى وجه دهماء يزهيها تجلّيها.
أو ضرّة خلقت للشّمس حاسدة؛
…
فكلّما حجبت، قامت تحاكيها.
وحيدة كشباة الرّمح هازمة
…
عساكر الليل إن حلّت بواديها.
ما طنّبت قطّ فى أرض مخيّمة
…
إلا وأقمر للأبصار داجيها.
[1] مما يجب التنبية اليه ان «سورج» و «سرج» معناهما الشمس فى اللغة الهندية عن السنسكريتيه (أنظر القاموس الهندى الانكليزى تأليف فوربس) .
[2]
فى اللغة اللاتينية CaNdella وفى الفرنسية ChaNdelle بمعنى الشمعة وعنها.CaNdelaBRe
ويقول علماء الافرنج ان اختراع الشمع للاستضاءة مما توصل اليه الغاليون وعلى ذلك يكون الأصل افرنكيا ثم نقله العرب لمعنى المصباح المعرف بالقنديل.
لها غرائب تبدو من محاسنها،
…
إذا تفكّرت يوما فى معانيها.
كصعدة فى حشا الظّلماء طاعنة
…
تسقى أسافلها ريّا أعاليها
. فالوجنة الورد إلا فى تناولها
…
والقامة الغصن إلا فى تثنّيها
. صفراء هنديّة فى اللّون إن نعتت،
…
والقدّ واللّين إن أتممت تشبيها
. فالهند تقتل بالنّيران أنفسها
…
وعندها أنّ ذاك القتل يحييها
. قد أثمرت وردة حمراء طالعة
…
تجنى على الكفّ إن أهويت تجنيها
. ورد تشاك به الأيدى إذا قطفت،
…
وما على غصنها شوك يوقّيها
. ما إن تزال تبيت اللّيل ساهرة
…
وما بها غلّة فى الصّدر تطفيها
. صفر غلائلها، حمر عمائمها،
…
سود ذوائبها، بيض لياليها
. تحيى الليالى نورا، وهى تقتلها.
…
بئس الجزاء لعمر الله تجزيها!
قدّت على قدّ ثوب قد تبطّنها
…
ولم يقدّر عليها الثوب كاسيها.
غرّاء فرعاء ما تنفكّ قالية
…
تقصّ لمتّها طورا وتفليها.
شبّاء شعثاء لا تكسى غدائرها
…
لون الشّبيبة إلا حين تبليها.
قناة ظلماء لا تنفك يأكلها
…
سنانها طول طعن أو يشظّيها.
مفتوحة العين تفنى ليلها سهرا؛
…
نعم، وإفناؤها إيّاه يفنيها.
وربّما نال من أطرافها مرض
…
لم يشف منه بغير القطع مشفيها.
وقال آخر:
بيضاء أضحكت الظلام فراعها
…
فبكت وأسبلت الدّموع بوادرا.
جفّت دموع جفونها فكأنّما
…
كسيت من الطّلع النّضيد ضفائرا.
وقال أبو القاسم المطرّز من أبيات:
وللشّموع عيون كلّما نظرت
…
تظلّمت من يديها أنجم الغسق.
من كلّ مرهفة الأعطاف كالغصن ال
…
ميّاد لكنّه عار من الورق.
إنى لأعجب منها وهى وادعة
…
تبلى، وعيشتها من ضربة العنق!
وقال آخر:
جاءت بجسم كأنّه ذهب
…
تبكى وتشكى الهوى وتلتهب.
كأنها فى أكفّ حاملها
…
رمح لجين سنانه ذهب.
وقال محمد بن أبى الثبات، شاعر اليتيمة:
ومجدولة مثل صدر القناة
…
تعرّت، وباطنها مكتسى.
لها مقلة هى روح لها،
…
وتاج على الرأس كالبرنس.
إذا غازلتها الصّبا حرّكت
…
لسانا من الذّهب الأملس.
وتنتج من حيث ما ألقحت
…
ضياء يجلّى دجى الحندس.
فنحن من النّور فى أسعد،
…
وتلك من النار فى أنحس!
وقال آخر:
ورشيقة بيضاء تطلع فى الدّجى
…
صبحا وتشفى الناظرين بدائها.
شابت ذوائبها أوان شبابها،
…
واسودّ مفرقها أوان فنائها.
كالعين: فى طبقاتها ودموعها
…
وبياضها وسوادها وضيائها.