الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال آخر:
وبدالنا ترس من الذّهب الذى
…
لم ينتزع من معدن بتعمّل.
مرآة نور لم تشن بصياغة
…
كلّا ولا جليت بكفّ الصّيقل.
تسمو إلى كبد السماء كأنّها
…
تبغى هناك دفاع أمر معضل.
حتّى إذا بلغت إلى حيث انتهت
…
وقفت كوقفة سائل عن منزل.
ثم انثنت تبغى الحدور كأنها
…
طير أسفّ مخافة من أجدل.
ومما وصفت به، وقد قابلت الغيم، قول ابن المعتز:
تظلّ الشمس ترمقنا بطرف
…
خفىّ لحظه من خلف ستر.
تحاول فتق غيم وهو يأبى
…
كعنّين يحاول نيل بكر.
وقال آخر:
وعين الشمس ترنو من بعيد
…
رنوّ البكر من خلف السّتور.
وقال محمد بن رشيق:
فكأنّ الشّمس بكر حجّبت
…
وكأنّ الغيم ستر قد ستر [1] .
5- ذكر شىء مما وصفت به على طريق الذمّ
فمن ذلك ما قاله عبد الملك بن عمير، وقد سئل عنها فقال: مظهرة للدّاء، مثقّلة للهواء، مبلاة للثوب، جالبة للهب.
وقال آخر: الشمس تشحب اللون، وتغيّر العرق، وترخى البدن، وتثير المرّة.
إذا احتجمت فيها، أمرضتك؛ وإن أطلت النوم فيها، أفلجتك؛ وإن قربت منها، صرت زنجيّا، وإن بعدت عنها، صرت صقلّيّا.
[1] كذا بالأصل ولعل يد الناسخ حرفته عن «سدل» كما هو ظاهر.
وقال ابن سنا الملك:
لا كانت الشمس! فكم أصدأت
…
ضفحة خدّ كالحسام الصّقيل!
وكم وكم صدّت بوادى الكرى
…
طيف خيال جاءنى عن خليل!
وأعدمتنى من نجوم الدّجى
…
ومنه روضا بين ظلّ ظليل!
تكذب فى الوعد؛ وبرهانه
…
أنّ سراب القفر منها سليل.
وهى إذا أبصرها مبصر
…
حديد طرف، راح عنها كليل.
يا علّة المهموم، يا جلدة ال
…
محموم، يا زفرة صبّ نحيل!
يا قرحة المشرق عند الضّحى،
…
وسلحة المغرب عند الأصيل!
أنت عجوز، لم تبرّجت لى،
…
وقد بدا منك لعاب يسيل؟
وقال التيفاشىّ، عفا الله تعالى عنه ورحمه:
فى خلقة الشمس وأخلاقها
…
شتّى عيوب ستة تذكر.
رمداء، عمشاء، إذا أصبحت؛
…
عمياء عند اللّيل، لا تبصر.
ويغتدى البدر لها كاسفا
…
وجرمها من جرمه أكبر.
حرورها فى القيظ لا تتّقى
…
ودفؤها فى القرّ مستحقر.
وخلقها خلق المليك الذى
…
ينكث فى العهد ولا يصبر.
ليست بحسناء. وما حسن من
…
يحسر عنه اللحظ لا يبصر؟
وقال أبو الطيب المتنبى:
تسوّد الشّمس منّا بيض أوجهنا
…
ولا تسوّد بيض العذر واللّمم.
وكان حالهما فى الحكم واحدة
…
لو اختصمنا من الدّنيا إلى حكم.