الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر خصائص البلاد في أشياء مختلفة
(وهى العلم، والعمل، والجواهر، والملابس، والأوبار، والفرش، والمراكب، والحيوانات ذوات السموم، والحلوى، والثمار، والرياحين، والخلق، والأخلاق، والأمراض، والآثار العلوية) أما خصائصها العلمية والعملية، فيقال: حكماء اليونان، وأطباء جنديسابور، وصاغة حرّان، وحاكة اليمن، وكتّاب السّواد.
ومن خصائصها في الجواهر، يقال: فيروزج نيسابور، وياقوت سرنديب، ولؤلؤ عمان، وزبرجد مصر، وعقيق اليمن، وجزع ظفار، وبجادىّ بلخ، ومرجان إفريقيّة.
ومن خصائصها في الملابس، يقال: برود اليمن، ووشى صنعاء، وريط الشام، وقصب مصر، وديباج الرّوم، وقزّ السّوس، وحرير الصين، وأكسية فارس، وحلل أصبهان، وسقلاطون بغداد، وعمائم الأبلّة، ومنيّر الرىّ، وملحم مرو، وتكك أرمينية، ومناديل الدّامغان، وجوارب قزوين.
ومن خصائصها في الأوبار، يقال: سنجاب خرخيز، وسمّور بلغار، وثعالب الخزر، وفنك كاشغر، وحواصل [1] هراة، وقاقم تغزغز.
[1] ورد هذا اللفظ في كثير من كتب العرب بمعنى الجلود السنية التى يتدفأ بها أهل الترف والنعيم فقد ذكر الهمذانى (ص 235) الفنك والسمور والقاقم والحواصل والوشق والدّلق الخ. وذكره ابن البيطار فقال: «أنه طائر يكون بمصر كثيرا يعرف بالكى (بضم الكاف وإسكان الياء المنقوطة باثنتين من أسفل) ...... ولباسه يصلح للشباب وذوى الأمزاج الحارة ومن يغلب عليه الصفراء.» .
وذكر السيوطى في الجزء الثانى من «حسن المحاضرة» لطائف مصر وأورد من جملتها الحوصل (بغير ألف في النسخة المطبوعة طبع حجر بمصر، ص 176) حيث قال ما نصه: «وطير الحوصل يعمل من جلده الخفاف الناعمة والفرا الأبيض الذى يقوم مقام الفنك في لينه ورقته» .
ومن خصائصها في الفرش، يقال: بسط أرمينية، وزلالىّ قاليقلا، ومطارح ميسان، وحصر بغداد [1] .
ومن خصائصها في المراكب، يقال: عتاق البادية، ونجائب الحجاز، وبراذين طخارستان، وحمير مصر، وبغال برذعة.
ومن خصائصها في الحيوانات ذوات السموم، يقال: أفاعى سجستان، وحيّات اصفهان، وثعابين مصر، وعقارب شهرزور، وجرّارات الأهواز، وبراغيث أرمينية، وفأر أرزن، ونمل ميّا فارقين، وذباب تل فافان، واقداح [2] نلد. [3]
ومن خصائصها في الحلواء، يقال: سكّر الأهواز، وعسل أصفهان، وفانيذ ماكسان [4] ودبس أرّجان.
[1] لعله مصحف عن «حصر عبادان» لأن المقريزى طالما يتكلم عن الحصر العبدانية في مواضع كثيرة جدّا من خططه. وكذلك السيوطى قال في لطائف مصر: «وبها من الحصر العبدانى ومن سائر أصناف الحصر ما لا يوجد في غيرها» . وقال المقدسى ص 118 «ان أكثر أهل عبادان صناع الحصر من الحلفاء» وكانت هذه الحصر في غاية من الجمال حتى كان أهل مصر يقلدونها كما رأينا من عبارة السيوطى.
[2]
مفرده «قدح» وقال في القاموس: «والقدح والقادح أكال يقع في الشجر والاسنان
…
والقادحة الدودة» . وقال ابن البيطار في كلامه على «التربد» نوع من النبات مانصه: «والتربد إذا طال به الزمان عمل فيه القادح كما يعمل في الخشب...... تراه مثقّبا كأنه ثقب برأس ابرة» . ثم قال فى بقية الكلام ما نصه: «لا يجب أن يستعمل منه (أى التربد) إلا...... السليم من السوس» .
[3]
هكذا في الأصل. وربما كان محرفا عن «بلد» المدينة المشهورة في العراق.
[4]
كذا بالاصل وصوابه «ماسكان» وقد أوردها ياقوت فقال «انها بلد مشهور بالنواحى المجاورة لمكران وراء سجستان» ثم قال «ولا يوجد الفانيذ بغير مكان إلا بهذا الموضع
…
واليه ينسب القانيذ الماسكانى» .
ومن خصائصها في الثمار، يقال: رطب العراق، وتمر كرمان، وعنّاب جرجان، وإجّاص بست، وسفرجل نيسابور، وتفّاح الشام، ومشمش طوس، وكمّثرى نهاوند، وأترجّ طبرستان، ونارنج البصرة، وتين حلوان، وعنب بغداد، وقشمش هراة، وموز اليمن، وجوز الهند، وبطّيخ خوارزم، وباقلاء الكوفة.
ومن خصائصها في الرياحين، يقال: نرجس جرجان، وورد جور، ونيلوفر السّيروان، ومنثور بغداد، وزعفران قمّ، وشاهسفرم سمرقند.
ومن خصائصها في الخلق والأخلاق، يقال: شقرة الروم، وسواد الزّنج، وغلظ الترك، وجفاء الجيل، ودمامة الصّين، وقصر يأجوج.
ومن خصائصها في الأمراض، يقال: طواعين الشام، وطحال البحرين، ودماميل الجزيرة، وحمّى خيبر. وجنون حمص، وعرق اليمن، ووباء مصر، وبرسام العراق، والنار الفارسية، وقروح بلخ.
ومن خصائصها في الآثار العلوية، يقال: شتاء أرمينية، ومصيف عمان، وصواعق تهامه، وزلازل دبيل.
وقال الجاحظ في «كتاب الأمصار» : الصناعة بالبصرة، والفصاحة بالكوفة، والتّخنيث ببغداد، والطّرمذة بسمرقند، والغىّ بالرّىّ، والجفاء بنيسابور، والحسن بهراة، والمروءة ببلخ، والبخل بمرو، والعجائب بمصر.
وحكى عن عمرو بن عامر مزيقيا، أنه قال لقومه لما تحقق كون سيل العرم:
من كان ذا شاء وبعير وجمل غير شرود، فليلحق بالشّعب من كوفان، فلحقت به