الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو تمام:
لولا اشتعال النّار فيما جاورت،
…
ما كان يعرف طيب عرف العود.
وقال آخر:
وفتيلة المصباح تحرق نفسها
…
وتضىء للسّارى، وأنت كذاكا.
9- ذكر ما قيل فى وصف النار وتشبيهها
قال عبد الله بن المعتزّ، غفر الله له:
كأنّ الشّرار على نارها
…
وقد راق منظرها كلّ عين.
سحالة تبر إذا ما علا،
…
فإمّا هوى ففتات اللّجين.
أخذه العسكرىّ فقال:
أوقدت بعد الهدوّ نارا
…
لها على الطارقين عين
. شرارها إن علا نضار،
…
لكنّه إن هوى لجين.
وقال السّرىّ الرّفّاء:
والتهبت نارنا، فمنظرها
…
يغنيك عن كلّ منظر عجب
. إذا رمت بالشّرار فاطّردت
…
على ذراها مطارد اللهب،
رأيت ياقوتة مشبّكة
…
تطير عنها قراضة الذّهب.
وقال إبراهيم بن خفاجة الأندلسىّ:
حمراء نازعت الرّياح رداءها
…
وهنا وزاحمت السّماء بمنكب.
ضربت سماء من دخان فوقها،
…
لم تدر منها شعلة من كوكب.
وتنفّحت عن كلّ نفحة جمرة
…
باتت لها ريح الشّمال بمرقب.
قد ألهبت فتذهّبت فكأنها
…
شقراء تمرح فى عجاج أكهب [1] .
[1] الكهبة لون ليس بخالص فى الحمرة. وهو فى الحمرة خاصة (صحاح الجوهرى) .
وقال أبو الفتح كشاجم:
كأنما النار والرّماد وقد
…
كاد يوارى من نورها النّورا:
ورد جنىّ القطاف أحمر قد
…
ذرّت عليه الأكفّ كافورا.
وقال تاج الملوك بن أيوب:
أما ترى النار وهى تضرم فى
…
أحشاء كانونها وتلتهب؟
كأنّما الفحم فوقها قضب
…
من عنبر وهى تحته ذهب.
وقال أبو مروان بن أبى الخصال:
لابنة الزّند فى الكوانين جمر
…
كالدّرارىّ فى دجى الظّلماء.
خبّرونى عنها ولا تكتمونى،
…
ألديها صناعة الكيمياء؟
سبكت فحمها صفائح تبر
…
رصّعتها بالفضّة البيضاء.
كلّما رفرف النّسيم عليها
…
رقصت فى غلالة حمراء.
هذا البيت مأخوذ من قول الخفاجىّ:
وكأنّها والريح عابثة بها
…
تزهى فترقص فى قميص أحمر.
وقال أبو هلال العسكرىّ:
نار تلعّب بالسّقوف كأنها
…
حلل مشقّقة على حبشان.
ردّت عليها الريح فضل دخانها
…
فأتت به سبجا على عقيان.
فالجوّ يضحك فى ابيضاض شرائر
…
منها ويعبس فى اسوداد دخان.
وقال ابن أبى الخصال:
وعوجوا على ياقوته ذهبيّة،
…
يهيم بها المقرور بالسّبرات [1] .
إذا ما ارتمت من فحمها بشرارها،
…
رأيت نجوم اللّيل منكدرات.
وقال سيف الدّولة بن حمدان:
كأنما النار والرّماد معا
…
وضوءها فى ظلامه يحجب:
وجنة عذراء مسّها خجل
…
فاستترت تحت عنبر أشهب.
وقال آخر:
فحم كيوم الفراق تشعله
…
نار كنار الفراق فى الكبد.
أسود قد صار تحت حمرتها
…
مثل العيون اكتحلن بالرّمد.
وقال أبو طالب المأمونىّ:
ما نرى النار كيف أسقمها القرّ
…
فأضحت تخبو وطورا تسعّر؟
وغدا الجمر والرّماد عليه
…
فى قميص مذهّب ومعنبر؟
وقال أبو فراس الحمدانىّ:
لله برد ما أش
…
دّ ومنظر ما كان أعجب!
جاء الغلام بناره
…
هو جاء فى فحم تلهّب.
فكأنما جمع الحلىّ
…
فمحرق منه ومذهب.
ثم انطفت فكأنها
…
ما بيننا ندّ معشّب.
[1] السّبرة: الغداة الباردة.