الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال محمد بن عبد الله السلامىّ، شاعر «اليتيمة» :
وميدان تجول به خيول
…
تقود الدّارعين [1] ولا تقاد.
ركبت به إلى اللّذّات طرفا
…
له جسم وليس له فؤاد.
جرى فظننت أن الأرض وجه
…
ودجلة ناظر وهو السّواد.
وقال الصنوبرىّ:
فلمّا تعالى البدر واشتدّ ضوءه
…
بدجلة فى تشرين بالطّول والعرض
وقد قابل الماء المفضّض نوره
…
وبعض نجوم الليل يطفى سنا بعض،
توهّم ذو العين البصيرة أنه
…
يرى ظاهر الأفلاك فى باطن الأرض.
ومما وصفت به الأنهار
قال الصنوبرى:
والعوجان الذى كلفت به
…
قد سوّى الحسن فيه مذعوّج.
ما أخطأ الأيم فى تعوّجه
…
شيئا إذا ما استقام أو عرّج.
تدرّج الريح متنه فترى
…
جوشن ماء عليه قد درّج.
إن أعنقت بالجنوب أعنق فى
…
لطف، وإن هملجت به هملج.
من أين طافت شمس النهار به
…
حسبت شمسا من جوفه تخرج.
وقال أبو فراس:
والماء يفصل بين زه
…
ر الرّوض فى الشّطّين فصلا.
كبساط وشى جرّدت
…
أيدى القيان عليه نصلا.
[1] أنظر قبل هذا ص 256 فى وصف البحر والسفن. وكتب فى بعض الأصول عند هذا الموضع لفظة «مكرر» .
وقال الناجم:
انظر إلى الرّوض الذّك
…
ى فحسنه للعين قرّه!
فكأنّ خضرته السما
…
ء، ونهره فيه المجرّه.
وقال عبد الله بن المعتزّ:
وترى الرّياح إذا مسحن غديره
…
وصفينه ونقين كلّ قذاة،
ما إن يزال عليه ظبى كارع
…
كتطلّع الحسناء فى المرآة.
ومثله قول الآخر:
وغدير رقّت حواشيه حتى
…
بان فى قعره الذى كان ساخا.
وكأنّ الطّيور إذ وردته
…
من صفاء به، تزقّ فراخا.
وقال آخر:
والنّهر مكسوّ غلالة فضّة؛
…
فإذا جرى سيل، فثوب نضار.
وإذا استقام، رأيت صفحة منصل [1] ؛
…
وإذا استدار، رأيت عطف سوار.
وقال أبو مروان بن أبى الخصال:
النّهر قد رقّت غلالة خصره
…
وعليه من صبغ الأصيل طراز.
تترقرق الأمواج فيه كأنّها
…
عكن الخصور تهزّها الأعجاز.
وقال إبراهيم بن خفاجة الأندلسى:
لله نهر سال فى بطحاء
…
أشهى ورودا من لمى الحسناء!
وغدت تحفّ به الغصون كأنّها
…
هدب تحفّ بمقلة زرقاء.
والرّيح تعبث بالغصون وقد جرى
…
ذهب الأصيل على لجين الماء!
[1] المنصل (بضم فسكون فضم) هو السيف.
وقال أبو القاسم بن العطار:
مررنا بشاطى النهر بين حدائق
…
بها حدق الأزهار تستوقف الحدق.
وقد نسجت كفّ النّسيم مفاضة
…
عليه، وما غير الحباب لها حلق!
وقال محمد بن سهل البلخى، شاعر «الذخيرة» :
راقنا النهر صفاء
…
بعد تكدير صفائه.
كان مثل السيف مدمى
…
فجلوه من دمائه.
أو كمثل الورد غضّا
…
فهو اليوم كمائه.
وقال القاضى التنوخى، شاعر «اليتيمة» :
أحبب إلىّ بنهر معقل الذى
…
فيه لقلبى من همومى معقل!
عذب إذا ما عبّ فيه ناهل
…
فكأنّه من ريق حبّ ينهل.
متسلسل فكأنّه لصفائه
…
دمع بخدّى كاعب يتسلسل.
فإذا الرّياح جرين فوق متونه
…
فكأنّها درع جلاه الصّيقل!
وقال مؤيد الدين الطّغرائىّ فى الغدير:
عجنا إلى الجزع الذى مدّ فى
…
أرجائه الغيم بساط الزّهر.
حول غدير ماؤه المنتمى
…
إلى بنات المزن يشكو الخصر.
لولاذه [1] الرّيح سموما به
…
لانقلبت وهى نسيم السّحر.
حصباؤه درّ ورضراضه
…
سحالة العسجد حول الدّرر.
وقد كسته الرّيح من نسجها
…
درعا به يلقى نبال المطر.
[1] كذا بالأصل. وفى ديوانه: «لو لاذت الريح الخ» وهو الصواب.