الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التسبيح والتقديس والتهليل والتمجيد؛ وأنسهم بذكر الله وطاعته، فمن قائم وراكع وساجد، ومن قاعد لا يريد تبدل حالته لما هو فيه من النعمة واللذة، ومن خاشع بصره لا يرفع، ومن ناظر لا يغمض، ومن ساكن لا يتحرّك، ومتحرّك لا يسكن، وكروبىّ [1] فى عالم القبض، وروحانىّ فى عالم البسط (لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ) .
وقد جرت مناظرات ومحاورات بين الصابئة والحنفاء فى المفاضلة بين الروحانىّ المحض والبشرية النبوية، ليس هذا موضع إيرادها.
فلنذكر إن شاء الله تعالى بيوت الهياكل، تلو ما ذكرناه من عباد الروحانيات ومحتجّاتهم!
18- ذكر بيوت الهياكل (وأماكنها ونسبتها إلى الكواكب)
قالوا: ثم لم تقتصر الصابئة على التقرّب إلى الروحانيات بأعيانها، والتلقى بذواتها حتّى اتخذوا أصناما على هيئة الكواكب السبعة، وجعلوا لها بيوتا، وسمّوا البيوت بالهياكل، وجعلوا الهياكل الأفلاك للكواكب. وعظموا هذه الأصنام التى صنعوها، وزعموا أنهم إذا عظموها تحرّكت لهم الكواكب السبعة العلوية بكل ما يريدون.
وحكى المسعودىّ فى كتابه المترجم «بمروج الذهب ومعادن الجوهر» أن هذه الطائفة تزعم أن البيت الحرام هيكل زحل، وإنما طال بقاء هذا البيت على مرور الدهور، معظما فى سائر العصور، لأن زحل تولّاه: إذ من شأنه الثبوت [2] .
[1] الكروبيون سادة الملائكة المقرّبون.
[2]
راجع الشهرستانى طبعة كرتن (ص 430- 431) .
ومن البيوت المشهورة [1] :
بيت على رأس جبل أصفهان، يسمّى مارس [2] ، ثم اتخذه بعض ملوك المجوس بيت نار؛ وبيت ببلاد الهند، وبيت ببلخ، بناه منوشهر على اسم القمر، وكان الموكل بسدانته يسمونه برمك، وإليه تنسب البرامكة؛ وبيت غمدان باليمن، بناه الضحاك على اسم الزّهرة؛ وبيت بفرغانة [3] ، على اسم الشمس، يعرف بكاوسان، بناه كاوس [4] أحد ملوك الفرس، وخربه المعتضد [5] بالله؛ وبيت ببلاد الصين، بناه ولد عامور بن شوبل [6] بن يافث، وقيل بناه بعض ملوك الترك [7] .
وحكى غير المسعودى أن البيت الأوّل الكعبة. ويذكرون أن إدريس عليه السلام أوصى به، وأوصى أن يكون الحج إليه وهو عندهم بيت زحل؛ والبيت
[1] وراجع الشهرستانى (ص 431، 432) .
[2]
فى الشهرستانى: فارس.
[3]
من مدن خراسان.
[4]
فى الأصل: مكاوس [وهو خطأ من الناسخ. والتصويب عن المسعودى وعن الشهرستانى] .
[5]
فى الشهرستانى أنه المعتصم.
[6]
فى بعض نسخ المسعودى: سوبل (بالسين المهملة) .
[7]
انظر الباب الرابع والستين من مروج الذهب، ففيه تفصيل لما أورده النويرى هنا بغاية التلخيص.