الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو نواس:
أبن لى: كيف صرت إلى حريمى،
…
وجفن الليل مكتحل بقار
وقال العلوىّ الأصفهانىّ:
وربّ ليل باتت عساكره
…
تحمل فى الجوّ سود رايات
لامعة فوقها أسنّتها
…
مثل الأزاهير وسط روضات
ومن رسالة لابى عبد الله بن أبى الخصال. جاء منها:
والليل زنجىّ الأديم، تبرىّ النجوم؛ قد جلّلنا ساجه، وأغرقتنا أمواجه؛ فلا مجال للّحظ، ولا تعارف إلا باللفظ؛ ولو نظرت فيه الزرقاء لاكتحلت، ولو خضبت به الشّيبة ما نصلت.
10- ومما قيل فى تباشير الصباح
قال أبو محمد العلوىّ:
كأنّ اخضرار الجوّ صرح ممرّد
…
وفيه لآل لم تشن بثقوب.
كأنّ سواد اللّيل فى ضوء صبحه
…
سواد شباب فى بياض مشيب.
وقال أبو علىّ بن لؤلؤ، الكاتب:
ربّ فجر كطلعة البدر جلّى
…
جنح ليل كطلعة الهجران،
زار فى حلّة النراة فولّى الل
…
يل عنه فى حلّة الغربان.
وقال الخالديّان:
وكأنّما الصّبح المنير وقد بدا
…
باز [1] أطار من الظّلام غرابا.
[1] البازلغة فى البازى. (عن الجوهرى) ، واخترنا ذلك لأنه منقول عن كلمة فارسية هى «باز» . وتركية «طوغان» وهو نوع من الصقور وأشد الجوارح تكبرا وأضيقها خلقا. يوجد بأرض الترك ويؤخذ للصيد.
وقال النظام البلخىّ، من شعراء الخريدة:
فلاح الصبح مبتسم الثّنايا
…
وطار اللّيل مقصوص الجناح.
يطير غراب أو كار الدّياجى
…
إذا ما حلّ بازىّ الصّباح.
وقال تميم بن المعزّ:
وكأنّ الصّباح فى الأفق باز
…
والدّجى بين مخلبيه غراب.
وقال ابن وكيع:
غرّد الطير فنبّه من نعس.
…
وأدر كأسك فالعيش خلس!
سلّ سيف الفجر من غمد الدّجى
…
وتعرّى الصبح من ثوب الغلس.
وانجلى فى حلة فضّيّة
…
ما بها من ظلمة اللّيل دنس.
وقال أبو مروان بن أبى الخصال:
ولمّا رأيت الغرب قد غصّ بالدّجى
…
وفى الشّرق من ثوب الصّباح دلائل،
توهّمت أن الغرب بحر أخوضه
…
وأن الذى يبدو من الشّرق ساحل.
وقال أسعد بن بليطة الأندلسىّ:
جرت بمسك الدّجى كافورة السّحر
…
فغاب، إلا بقايا منه فى الطّرر،
صبح يفيض وجنح الليل منغمس
…
فيه كما غرق الزنجىّ فى نهر.
قد حار بينهما فى برزخ قمر
…
يلوح كالشّنف بين الخدّ والشّعر.
وقال أحمد بن عبد العزيز القرطبىّ:
بتنا كأنّ حداد الليل شملتنا
…
حتّى بدا الصبح فى ثوب سحولىّ.
كأنّ ليلتنا، والصبح يتبعها،
…
زنجيّة هربت قدّام رومىّ.
وقال أبو نواس:
فقمت والليل يجلوه الصّباح، كما
…
جلا التّبسم عن غرّ الثّنيّات.
وقال عبد الله بن المعتزّ:
قد أغتدى واللّيل فى جلبابه
…
كالحبشىّ فرّ من أصحابه.
والصّبح قد كشّر عن أنيابه
…
كأنّما يضحك من ذهابه.
وقال السرىّ:
وشرّد الصبح عنّا الليل فاتّضحت
…
سطوره البيض فى آياته السّود.
وقال أبو فراس:
مددنا علينا الليل، والليل راضع
…
إلى أن تردّى رأسه بمشيب.
بحال تردّ الحاسدين بغيظهم
…
وتطرف عنّا عين كلّ رقيب.
إلى أن بدا ضوء الصّباح كأنه
…
مبادى نصول فى عذار خضيب.
وقال عبد الصمد بن بابك، شاعر اليتيمة:
واستهلّت لمصرع الليل ورق
…
ثاكلات، حدادها التّطويق.
فتضاحكت شامتا وكأنّ الص
…
بح جيب على الدّجى مشقوق.
وقال أبو بكر الصنوبرىّ:
وليلة كالرّفرف المعلم
…
محفوفة الظّلماء بالأنجم.
تعلّق الفجر بأرجائها،
…
تعلّق الأشقر بالادهم.
وقال السلامىّ، شاعر اليتيمة:
وقد خالط الفجر الظّلام كما التقى
…
على روضة خضراء ورد وأدهم.
وعهدى بها، والليل ساق ووصلنا
…
عقار، وفوها الكأس أو كأسها الفم.
إلى أن بدرنا بالنجوم، وغربها
…
يفضّ عقود الدّرّ والشّرق ينظم.
ونبّهت فتيان الصّبوح للذّة
…
تلوح كدينار يغطّيه درهم.
ومن رسالة للقاضى الفاضل عبد الرحيم البيسانى، عفا الله عنه. جاء منها:
ومما يدخل فى هذا الباب، ما حكى أن بعض الأعراب تزوّج بأربع نسوة، فأراد أن يختبر عقولهنّ.
فقال لإحداهنّ: إذا دنا الصبح فأيقظينى. فلما دنا الصبح، قالت له: قم، فقد دنا الصبح! فقال: وما يدريك؟ قالت: غارت صغار النجوم وبقى احسنها وأضوؤها وأكبرها، وبرد الحلىّ على جسدى، واستلذذت باستنشاق النسيم. فقال لها: إن فى ذلك دليلا.
ثم بات عند الثانية، فقال لها مثل مقالته للأولى. فلما دنا الصبح، أيقظته.
فقال لها: وما يدريك؟ قالت: ضحكت السماء من جوانبها، ولم تبق نابتة إلا فاحت روائحها، وعينى تطالبنى بإغفاءة الصباح. فقال لها: إن فى ذلك دليلا.