الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث من القسم الأوّل من الفن الأوّل
1- فى ذكر الملائكة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أطّت [1] السماء، وحقّ لها أن تئطّ.
ما فيها موضع أربع أصابع، إلّا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد» .
والملائكة أولو أجنحة: مثنى، وثلاث، ورباع، وأكثر من ذلك. فإنه قد ورد أن جبريل عليه السلام له ستمائة جناح. وهى الصورة التي رآه النبىّ صلى الله عليه وسلم فيها مرّتين:
إحداهما فى الأرض، وقد سدّ ما بين الخافقين. ووصفه الله تعالى بالقوّة، فقال تعالى:(ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)
. ومن قوّته، أنه اقتلع مدائن قوم لوط، وكانت خمس مدائن، من الماء الأسود، وحملها على جناحه، ورفعها إلى السماء، حتّى إنّ أهل السماء يسمعون نبّاح كلابهم، وأصوات دجاجهم؛ ثمّ قلبها.
والمرّة الثانية، رآه صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى. قال الله تعالى:
(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) .
وكان هبوط جبريل عليه السلام على الأنبياء (صلوات الله عليهم) ورجوعه فى أوحى [2] من رجع الطّرف.
[1] أطّ: صوّت.
وعظماء الملائكة أربعة، وهم: إسرافيل، وميكائيل، وجبرائيل، وعزرائيل.
وأقربهم من الله تعالى منزلة، إسرافيل.
فإذا أراد الله تعالى بوحى، جاء اللوح المحفوظ حتّى يقرع جبهة إسرافيل، فيرفع رأسه، فينظر فيه. فإن كان إلى السماء، دفعه إلى ميكائيل؛ وإن كان إلى الأرض، دفعه إلى جبرائيل؛ وإن كان بموت أحد، أمر به عزرائيل. صلوات الله عليهم! وقد روى فى قوله تعالى:(فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً)
، هم أربعة من الملائكة:
جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل. فجبريل على الجنود والرياح، وميكائيل على القطر والنبات، وعزرئيل على قبض الأرواح، وإسرافيل يبلّغهم ما يؤمرون به.
وجعل الله تعالى لهم أن يتمثلوا للبشر على ما شاءوا من الصور، كما كان جبريل يتمثل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على صورة دحية الكلبىّ مرارا، وفى صورة غيره من لرجال؛ وكما تمثّل لمريم عليها السلام بشرا سويا. ونزلت الملائكة فى غزوة بدر على الخيول المسوّمة، وقد سدلوا ذوائب عمائمهم على مناكبهم. وهم مخلوقون من نور. صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين!