الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها فى هذا اليوم المذكور وصل إلى الأبواب السلطانية رسل نائب الملك أبى سعيد بن خربندا الذى استقر فى النيابة بعد جوبان وهو الشيخ حسن ابن الجتية [1] ، وهو ابن عمة الملك أبى سعيد، أمّه أخت غازان وخربندا، وحسن هذا هو الذى كان زوج بغداد خاتون ابنة جوبان، وأحضر رسله قماشا وفهدين تقدمة من جهته إلى السلطان، فقبلت تقدمته، وعومل رسله بما جرت به عادة أمثالهم.
وفيها فى يوم الثلاثاء عاشر جمادى الآخرة وصل إلى الأبواب السلطانية الأمير سيف الدين أرغون [2] الناصرى نائب السلطنة الشريفة بحلب، وأكرمه السلطان إكراما كثيرا، وخلع عليه على عادته فى نيابة السلطنة بالأبواب السلطانية، وأنزله بمناظر الكبش [3] ، وأنعم عليه بخيل وقماش، وأقام إلى يوم الخميس سادس عشرين الشهر، فخلع عليه فى هذا اليوم قباء مقصّبّا بطرز زركش، وعاد إلى حلب، بعد انقضاء الخدمة السلطانية فى هذا اليوم المذكور من التاريخ من السنة المذكورة.
ذكر وصول رسل الملك أبى سعيد/ ورغبته فى الاتصال بمصاهرة السلطان
وفى يوم الأحد التاسع والعشرين من جمادى الآخرة وصل إلى الأبواب السلطانية رسل الملك أبى سعيد بن خربندا، والمشار إليه منهم اسمه تمربغا المرغينانى [4] أحد مقدمى التّوامين، ومثلوا بين يدى السلطان بقلعة الجبل فى يوم الاثنين سلخ الشهر، وقدموا ما معهم من الهدية، فكان منها اثنا عشر أكديشا [5] عشرة منها مجلّلة بالجوخ الأحمر المبطن بالصندات، واثنان بغير
[1] كذا فى الأصل وفى السلوك (2/310) ابن الجلايرى وفى هامش الصفحة نفسها (حاشية رقم 4) الجلايرى نسبة إلى قبيلة جلاير، وهو الذى أسس الدولة الجلايرية بفارس بعد وفاة أبى سعيد سنة 736 هـ ولم تذكر الكتب المتداولة فى تاريخ هذه الفترة سبب قدوم رسل الشيخ حسن فى هذه السنة.
[2]
فى الأصل «أرغن» والرسم المثبت تابعنا فيه السلوك والنجوم والدرر الكامنة.
[3]
انظر فى التعريف بمناظر الكبش (النجوم الزاهرة 7/119 حاشية رقم 2) و (9/189 حاشية رقم 1) .
[4]
مرغينان من بلاد فرغانة فيما وراء النهر، وهي من أشهر مدنها (مراصد الاطلاع 3/1259) .
[5]
فى الأصل بكديشا، والرسم المثبت من السلوك (2/311) وفى صبح الأعشى (2/17) عد الأكاديش فى الصنف الثانى من أصناف الخيل، قال:«وتسمى العجميات، وهى البراذين، ويقال لهما الهماليج، وتعرف الآن بالأكاديش وتجلب من بلاد الترك ومن بلاد الروم، وتطلب للصبر على السير وسرعة المشى» .
جلال، ذكران لها قيمة كثيرة، وأحضروا غير ذلك من التحف مما خفي أمره، وكان مضمون الرسالة رغبة الملك إلى السلطان الاتصال بابنته، فأجاب السلطان الملك الناصر سؤاله إلى ذلك، فاعتذر بصغر سنها الآن، ووعدهم إلى انقضاء ثلاث سنين، فعند ذلك أحضر الرسول ثمانا دراهم، وهو ستون ألف درهم، وسأل عن مرسله، أن يعمل بذلك مهمّ، ويمدّ سماط يأكله الأمراء، فرسم السلطان بقبول ذلك، وعمل المهم فى يوم الخميس عاشر شهر رجب، وسلك السلطان فى ذلك نايب [1] التتار، وشرط السلطان عليهم شروطا منها: أن طلب فى مهرها أعمال «ديار بكر» [2] وخلع على الرسل فى يوم الخميس ثالث شهر رجب، ثم خلع عليهم مرة ثانية في يوم الاثنين سابع الشهر، ثم رسم بإعادتهم إلى مرسلهم، وتوجهوا فى يوم الاثنين رابع عشر الشهر، ووصلوا دمشق فى مستهل شعبان، وتوجهوا منها فى يوم السبت رابع الشهر.
وفيها فى يوم الخميس عاشر رجب وصل إلى الأبواب السلطانية الأمير سيف الدين طينال [3] الساقى، نائب السلطنة الشريفة بالمملكة الطرابلسية، وخلع عليه تشريف أطلس أحمر بطرز زركش على أطلس أصفر وشاش رقم، وكلّوتة زركش، وحياصة ذهب مجوهرة، وأنعم عليه بثلاثة رءوس خيل، وأقام فى الخدمة السلطانية إلى يوم الخميس رابع عشرين الشهر، وتوجه إلى طرابلس على عادته فى يوم الجمعة خامس عشرين الشهر، وأثّر حضوره أثرا سيئا، فإنه شكا إلى السلطان ما على المملكة الطرابلسية من الكلف، وأن خالصها لا يقوم بالمرتب عليها، وحسّن للسلطان قطع ما على المملكة المذكورة من الرواتب لأرباب الصلات المقيمين بالديار المصرية ومرتبهم بطرابلس، فقطع جميع ذلك بطرابلس، وشمل هذا القطع ما هو مرتب لهم على سائر الممالك الشامية والحلبية والصّفدية، فحصل للناس الضرر التام بذلك،
[1] لم يتضح بالأصل، ولعلها آيين، بمعنى النظام والدستور والتقليد، فيكون المراد نظام التتار فى مثل هذه الولائم، كما يقضى السياق.
[2]
فى مراصد الاطلاع 2/547 (دياربكر: بلاد واسعة، حدها ما عرب من دجلة من بلاد الجبل المطل على نصيبين إلى دجلة، ومنه حصن كيفا وآمد وميافارقين، وقد يتجاوز دجلة إلى سعرت وحيزان وحينى وما تخلل من البلاد، ولا يتجاوز السهل.
[3]
كذا فى الأصل، وفى الدرر (2/232) سيف الدين طينال الحاجب، وأورد ترجمته، ووفاته سنة 743 هـ وفى السلوك (2/311) سيف الدين طينال الحاجب نائب طرابلس، وقد ذكر أن سبب حضوره كان ليحاقق شكاته، فوقف وحاققهم، وساعده الأمراء إلى أن عاد فى خامس عشريه.