الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن يحيى الأعور على اليمن سنة وأربعة أشهر، واستولى نايبه أبو حمزة الخارجى على مكة، وقتل أهل قديد [1] ، وسار فاستولى على المدينة فأقام بها أربعة أشهر، ثم سار يريد الشام، فبلغ وادى القرى، فلقيه جيوش الشام الذين بعثهم مروان بن محمد مع عبد الملك بن عطية السعدى، فقتلهم عبد الملك بوادى القرى حتى أصفى اليمن منهم، وسار إلى حضرموت، فأتاه كتاب مروان بتوليه الموسم، فصالحهم وسار فى ركب قليل، فقتل كما قدمنا، فبعث مروان الوليد بن عروة بن محمد على اليمن، فكان عليه إلى أن انقضت الدولة الأموية.
ذكر عمال اليمن فى الدولة العباسية
لما بويع أبو العباس السفاح بالخلافة فى سنة اثنين وثلاثين ومائة بعث على الحجاز واليمن عمه داود بن على بن عبد الله بن العباس، فاستخلف داود على اليمن عمر بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن يزيد بن الخطاب العدوى القرشى، فمكث خمسة أشهر ومات، فاستعمل أبو العباس على اليمن محمد بن زيد [2] بن عبد الله بن زيد بن عبد المدان الحارثى، فقدمها لسبع مضين [3] من شهر رجب سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وبعث أخا له على عدن، وقصد إحراق المجذومين بالنيران بصنعاء، وجمع لهم الحطب، فمرض أياما يسيرة ومات قبل إحراقهم، ومات أخوه بعدن، وكانت ولاية محمد بن زيد خمسة أشهر/ (80) فبعث السفاح عبد الله بن مالك الحارثى، فمكث أربعة أشهر ثم عزله واستعمل على بن الربيع بن عبد الله بن عبد المدان، فولى أربع سنين وأشهرا.
فلما استخلف أبو جعفر المنصور استعمل على اليمن عبد الله بن الربيع/ ابن عبد الله بن عبد المدان الحارثى، فأقام مدة وسار نحو المنصور، واستخلف ابنه، فأقام باليمن حتى قدم عليه معن بن زائدة الشيبانى فى شهر ربيع الأول
[1] قديد: موضع قرب مكة (مراصد الاطلاع) وفى المقتطف 49: أن هذه الوقعة كانت فى مكان يقال له «بدبد» وعبارته: وقتل أهل المدينة فى واد يقال له واد بدبد» .
[2]
فى تاريخ ابن خلدون (3/177) محمد بن يزيد بن عبيد الله.
[3]
فى المقتطف ص 48 «لسبع بقين» .
سنة أربعين ومائة، وقيل سنة اثنتين وأربعين، وبعث معن ابن عم له يقال له سليمان إلى المعافر [1] ، فقتلوه، فغزاهم، فقتل منهم وأكثر، ثم انتقضت حضرموت على معن فسار إليهم، وأوقع بهم عدة وقعات قيل بلغت قتلاهم خمسة عشر ألفا، فأعظم الناس ذلك، ثم رجع إلى صنعاء وكتب إلى المنصور بذلك فاستصوب فعله؛ لأنهم بقية الخوارج الذين قتلوا أهل قديد ومن أهل المدينة.
ثم سار معن إلى المنصور، واستخلف ابنه زائدة، فلما قدم العراق استعمله المنصور على سجستان، فكانت ولايته اليمن- بمقام ابنه- تسع سنين.
وبعث المنصور على اليمن الضّراب [2] بن سالم العبسى، فمكث ثلاث سنين، ثم عزله بيزيد بن منصور الحميرى ابن خال [3] المهدى، وذلك فى سنة أربع وخمسين ومائة، فأقام بقية خلافة أبى جعفر، وأقره المهدى بعده، فلما كان الموسم كتب إليه بموافاته ففعل، واستخلف عبد الخالق بن محمد الشهابى [4] فولى شهرين ونصفا، وقدم عليه رجاء بن روح الجذامى [5] فى ذى الحجة سنة تسع وخمسين ومائة فأقام رجاء ثلاثة عشر شهرا.
ثم بعث المهدى على اليمن على بن سليمان بن على بن عبد الله بن عباس، فقدمها فى المحرم سنة إحدى وستين ومائة، فأقام إلى سنة اثنتين وستين، وسار نحو العراق/ (81) واستخلف رجلا يقال له واسع بن عقيمة [6] ، فأقام أحد عشر شهرا، ثم بعث إلى اليمن عبد الله بن سليمان أخا على، فقدم
[1] المعافر- بفتح الميم وكسر الفاء- من مخاليف اليمن (مراصد الاطلاع) وفى المقتطف 57 مخلاف المعافر: أشهر مخاليف منطقة الجبال والسهول الشرقية، وهو بلاد الحجرية.
[2]
فى «أ» ص 80 تقرأ الكلمة أقرب إلى لفظ الضراب، فى «ك» وردت مهملة من النقط. وفى المقتطف ص 50 «الفرات بن سالم العبسى» .
[3]
أم المهدى هى «أم موسى بنت منصور بن عبد الله بن شمر بن يزيد الحميرى» (طرفة الأصحاب فى معرفة الأنساب ص 82 ط. المجمع العلمى بدمشق) .
[4]
فى المقتطف ص 50 «عبد الخالق بن محمد الشيبانى» .
[5]
كذا فى «أ» و «ك» ، ومثله فى الخزرجى، وفى المقتطف ص 50 نقلا عن تاريخ الكبسى «رجاء بن حيوة الجذامى» .
[6]
كذا فى «ك» ، وفى «أ» ص 81 عصمه، وهو يوافق ما جاء فى المقتطف ص 50.
لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين ومائة، فأقام سبعة عشر شهرا، وبعث المهدى منصور بن زيد بن منصور الحميرى، فقدم فى سنة خمس وستين [وماية] ، فمكث سنة، ثم عزله بعبد الله بن سليمان النوفلى فمكث سنة، ثم عزله بسليمان بن يزيد بن عبد المدان فأقام بقية خلافة المهدى.
فلما ولى الهادى- فى المحرم سنة تسع وستين ومائة- استعمل عبد الله ابن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عباس، ثم عزله بإبراهيم بن سليمان بن قتيبة بن مسلم الباهلى، فمكث أربعة أشهر، وتوفى الهادى.
فلما ولى الرشيد فى شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة استعمل خاله الغطريف بن عطاء فقدم اليمن والفتنة ثائرة بين الجند وأهل صنعاء، فأصلح أمرهم، وأقام على اليمن ثلاث سنين وتسعة أشهر، ثم سار نحو الرشيد واستخلف عبّاد بن محمد الشهابى، فبعث الرشيد على اليمن الربيع بن عبد الله ابن عبد المدان فقدم آخر سنة أربع وسبعين، فمكث سنة ثم عزله الرشيد بعاصم ابن عتبة الغسانى، فمكث سنة، ثم [عزل بأيوب بن جعفر بن سليمان بن على ابن عبد الله، فمكث سنة، ثم][1] عزل بالربيع بن عبد الله الحارثى، والعباس ابن سعيد مولى بنى هاشم: الربيع على الصلاة والحرب، والعباس على الجباية، فأقام سنتين، وعزلا بمحمد بن إبراهيم القاسمى، وقد جمع له الحجاز واليمن، فأقام بالحجاز وبعث ابنه العباس فشكاه الناس، فعزله، وولى الرشيد اليمن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن الزبير [2] ،/ (82) وكان رزق عامل صنعاء فى الشهر ألف دينار، فجعل له الرشيد ألفى دينار، فقال له يحيى بن خالد: هذا يفسد عليك من توليه من أهل بيتك، فرد رزقه إلى ألف دينار ووصله بصلة جليلة، فأقام سنة ثم عزله، واستعمل أحمد بن إسماعيل بن على الهاشمى فى سنة إحدى وثمانين ومائة، ثم عزله واستعمل إبراهيم بن عبد الله بن طلحة بن أبى طلحة، من بنى عبد الدار، فأقام سنة ووثب به الجند، فعزله الرشيد، واستعمل محمد بن خالد بن برمك [3] ، فدخل صنعاء فى شوال سنة ثلاث
[1] ما بين الحاصرتين سقط من «ك» ، والزيادة عن «أ» ص 81.
[2]
فى الجرافى (المقتطف ص 51)«عبد الله بن مصعب بن عبد الله بن الزبير» .
[3]
توصف ولاية محمد بن خالد بن برمك على اليمن بالعدل، ومن آثار هذا الوالى أنه استخرج النهر الذى فى جنوبى صنعاء والمعروف «بغيل البرمكى» .
وثمانين، فأقام سنة ثم عزله الرشيد، واستعمل مولاه حمادا البربرى، فقدم فى شوال سنة أربع وثمانين، فلم يزل على اليمن بقية خلافة الرشيد إلى سنة ثلاث وتسعين، وعمّر اليمن فى أيامه، وأمّنت السبل، وظفر بالهيصم بن عبد الحميد [1] لما خالف عليه.
ولما ولى الأمين الأمر أقر حمادا مديدة، ثم سار نحو العراق واستخلف ابن أخيه، فكتب أهل اليمن إلى الأمين يشكونه، فعزله واستعمل محمد بن عبد الله بن مالك الخزاعى، فقدم خليفة له، ثم قدم فاستخرج من عمال حماد أموالا جليلة، وعدل فى الناس ثم عزله الأمين واستعمل سعيد بن السرح الكنانى، فقدم صنعاء/ فى شعبان سنة خمس وتسعين، فأقام حتى ثارت الفتنة بين الأمين والمأمون، وسار طاهر بن الحسين لمحاربة الأمين، وضعف أمره.
فبعث طاهر بن الحسين على اليمن يزيد بن جرير بن يزيد بن خالد بن عبد الله القسرى [2] ، فقدم صنعاء آخر سنة ست وتسعين، فقبحت سيرته فى الناس، ثم آتاه رجل من أهل العراق يكنى أبا الصلت/ (83) قدم عليه طالبا، فلم يعطه شيئا، فرجع حتى إذا كان بضمر من بلد همدان وجد عمر بن إبراهيم بن واقد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وكان نازلا مع أخواله أرحب من السلمانيين، فأخبره خبره، فقال: بئس والله ما صنع يزيد، ووصله بعشرين دينارا، فقال أبو الصلت: لا جرم، لأحسنن مكافأتك إن شاء الله تعالى، فخرج من عنده ومكث وقتا، ثم قدم عليه بكتاب افتعله بولايته اليمن [3] ، فقدم عمر ابنه محمدا فى نفر من الأعراب وقوم جمعهم، فقدم صنعاء فى صفر سنة ثمان وتسعين ومائة، وحبس يزيد بن جرير، ثم قدم أبوه فأقام وقتا، وأخرج يزيد من الحبس ميتا، وكانت ولاية عمر شهرا، ثم عزله المأمون
[1] كذا فى «أ» و «ك» ، وفى المقتطف (51/52) الهيصم بن عبد المجيد، وأنه ثار فى جبل مسور، وحارب جند بنى العباس وهزمهم.
[2]
فى الواسعى (تاريخ اليمن ص 149) : «يزيد بن جرير بن زيد بن خالد القسرى» وفى الجرافى (المقتطف ص 52) : «يزيد بن جرير بن يزيد بن جرير بن خالد بن عبد الله القسرى» .
[3]
فى المصدرين السابقين- الموضع نفسه- وردت ولاية عمر بن إبراهيم بن واقد المذكور دون إشارة إلى هذه القصة، وكلا المرجعين يذكر أن المأمون هو الذى عزل يزيد بعمر، وأن ولايته لم تكن مفتعلة.
بإسحاق بن موسى بن عيسى الهاشمى، فقدمها فى ذى القعدة سنة ثمان وتسعين [وماية] ، فأقام بها سنة تسع وتسعين [وماية] ، ثم سار يريد الحجاز، واستخلف ابن عمه القاسم بن إسماعيل وذلك حين بلغه ظهور محمد بن إبراهيم المعروف بابن طباطبا بالكوفة، واستيلائه عليها، وإرساله جماعة من الطالبيّين نحو الحجاز، فاستولوا على المدينة ومكة، فلما انتهى إسحاق إلى ضمر وثب به الأعراب فقاتلوه، فرجع إلى صنعاء، فاتصل به قدوم إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد الطالبى واليا على اليمن بعثه الحسين بن الحسن الطالبى المعروف بالأفطس لما استولى على مكة والموسم، فقدم إبراهيم اليمن فى صفر سنة مائتين، فأسرف فى القتل حتى سمى الجزّار، ولم تزل أموره مستقيمة باليمن حتى ثار محمد بن إبراهيم، وقام بعده محمد بن محمد بن محمد بن زيد بن على، فلما أسر محمد، وقتل أبو السرايا- كما/ (84) قدمناه- انحلت أمور الطالبيّين بالحجاز واليمن، فبعث المأمون محمد بن على بن عيسى بن ماهان [1] ، فكانت بينه وبين إبراهيم وقائع استظهر فيها ابن ماهان على إبراهيم، فأقام إبراهيم يتردّد فى القرى التى حول صنعاء حتى قدم عليه عهد المأمون بولاية اليمن، فأبى ابن ماهان أن يسلمها إليه، فالتقيا عند صنعاء فهزمه ابن ماهان، فعاد إبراهيم، ولم يستقم له أمر بعد ذلك، فقدم عيسى بن يزيد الخلودى [2] التميمى واليا، فجمع ابن ماهان عشرة آلاف مقاتل وخرج إليه ولده عبد الله من صنعاء، وقد خندق الخلودى على نفسه، فالتقوا فهزمه الخلودى، ودخل صنعاء، واستمرت الهزيمة بعبد الله حتى دخل مكة، واختفى أبوه بصنعاء، فقبض عليه الخلودى وحبسه، وفرّق عماله فى المخاليف، وشخص نحو العراق.
[1] ورد اسمه فى المقتطف ص 53 «حمدويه بن عيسى بن ماهان» وفى الواسعى (تاريخ اليمن ص 149) ورد اسمه كما ذكره النويرى هنا، ولم يذكره زامباور (معجم الأنساب ص 176) فيمن ولى اليمن من قبل العباسيين.
[2]
فى «أ» ص 84 الحلودى «بمهملة» والغالب على هذه النسخة عدم الإعجام، وفى «ك» الخلودى (بخاء معجمة) وأورده الجرافى (المقتطف ص 53) عيسى بن يزيد الجلودى بجيم مفتوحة، وذكره الواسعى (تاريخ اليمن: 149) عيسى بن زيد الجلودى بالجيم أيضا. وانظر معجم البلدان (جلود) .