الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصحاب حماة ورسم بعوده إلى مقر ملكه بحماة، فعاد فى هذا اليوم بعد أن شمله الإنعام السلطانى على عادته.
/
ذكر توجه السلطان إلى الصيد وعوده وسبب ما حصل فى يده من التصدع ومعالجة ذلك وبرئه
لما عاد السلطان من الصيد بالوجه القبلى أقام بقلعة الجبل إلى يوم الخميس خامس عشرين شهر ربيع الآخر، وتوجه فى بكرة النهار إلى الصيد بالوجه البحرى، ثم عاد فى عشية نهار الجمعة.
وسبب عوده أنه تقنطر عن فرسه فى يوم الجمعة المذكور، فانكسرت يده اليسرى، فعاد واستقر بقلعة الجبل، وعولج [1] وكان الأمراء يركبون فى أيام المواكب إلى سوق الخيل، ويطلعون إلى الخدمة على العادة إلى أن ينتهوا إلى دركاة باب القلعة [2] ، ثم يؤمروا بالانصراف، ولا يصل السلطان غير مماليكه الأمراء الخاصكية، واستمرت الحال على ذلك إلى يوم الاثنين خامس جمادى الآخرة.
وفى بكرة النهار جلس السلطان بالقصر الأبلق بقلعة الجبل، ودخل عليه أمير جاندار والحجاب، فخلع على أرباب الوظائف، وهم: الأمير ركن الدين بيبرس الأحمدى أمير جاندار [3] ومن معه، والأمير سيف الدين ألماس الحاجب [4] ، والأمير علاء الدين مغلطاى الجمالى أستاذ الدار خلعا كاملة بكلّوتات زركش، وحوايص ذهب، وخلع على سائر أرباب الوظائف من الأمراء والمماليك السلطانية، ثم جلس فى يوم الخميس ثامن جمادى الآخرة بالقصر
[1] فى النجوم (9/93) أن الذى أشرف على علاج يد السلطان رجل من المجبرين يعرف بابن بوسقة، وفى السلوك (2/318) ابن بوسنة، وكلا المصدرين أورد الخبر فى شىء من التفصيل.
[2]
الدركاة: كلمة فارسية معناها: الفضاء، أو الممر المؤدى إلى مدخل بناء من الأبنية الكبرى. وفى السلوك (2/149) أن الناصر محمد بن قلاوون أنشأ إيوانا جليلا، وعمل به قبة عالية متسعة، ورخمه رخاما عظيما، وجعل قدامه دركاة فسيحة.
[3]
ترجمته فى الدرر (1/502) ووفاته فى سنة 746 هـ.
[4]
من كبار أمراء المماليك، وكان بمصر بمنزلة النائب بها، ولكنه لم يتسم نائبا، ترجمته فى الدرر (1/410 و 411) ووفاته سنة 747 هـ.