الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر استيلاء المظفر على ظفار وحضرموت ومدينة شبام
كان سبب ذلك أن شوانى [1][سالم [2]] بن إدريس الحبوظى أغارت على ثغر عدن، فعظم ذلك على المظفر، ونزل إلى ثغر عدن، وجهز الجيوش فى البر والبحر، وسارت ثلاث قطع: قطعة فى البحر، وهم معظم الرّجّالة ومعهم الأزواد، وقطعة/ فيها أربعمائة فارس مع شمس الدين أزدمر المظفرى استاذ الدار وطريقهم على الساحل معارضين لسفنهم، والقطعة الثالثة فيها الشيخان عبد الله بن عمرو [3] الجند، وشهوان بن منصور العبيدى وهم مائتا فارس من فرسان العرب/ (145) وطريقهم حضرموت، فالتقت العساكر الثلاثة قريبا من ظفار، وقصدوا سالما، فلما قاربوا المدينة خرج إليهم سالم، وصفّ لهم، والتقوا، فأجلت المعركة عن قتله فى جماعة كثيرة من عسكره، وذلك فى يوم السبت السابع والعشرين من شهر رجب سنة ثمان وسبعين [وستمائة] ، ودخلت أعلام المظفر المدينة فى الثامن والعشرين، ودخل شمس الدين أزدمر والعساكر فى سلخ الشهر، وخطب للمظفر بها، ورتب بها أزدمر سنقر البرنجلى [4] ، والخادم ألتوزيرى [4] ، وعاد إلى اليمن، وتسلم حضرموت ومدينة شبام، واستعاد المظفر حصن كوكبان من الحواليّين بحصن ردمان، ومال يسير، وذلك فى شهر ربيع الأول سنة تسع [5] وستين [وستمائة] .
وفى سنة اثنتين وثمانين وستمائة فى الثامن عشر من شهر ربيع الآخر سقط القصر بصنعاء على مقطعها الأمير علم الدين سنجر الشعبى، فمات ومات معه تحت الهدم الأمير على بن حاتم وصهره محمد بن الجحافى [6] وجماعة من مماليكه وكتّابه، وأقطع الملك المظفر صنعاء لولده الملك الواثق
[1] الشوانى: جمع الشونة وهى المركب المعد للجهاد فى البحر، قال فى (تاج العروس مادة (ش ون) وهى لغة مصرية.
[2]
زيادة من «أ» ص 144 والخزرجى (1/207) .
[3]
فى الخزرجى (1/209) بدر الدين عبد الله بن عمرو بن الجنيد، وفى ص 210:«.. بن الجند» ولم يرد فى هذا الخبر ذكر لشهوان بن منصور العبيدى المذكور هنا.
[4]
فى المصدر السابق (1/213)«سيف الدين سنقر الترنجلى» و «حسام الدين لؤلؤ التوريزى» والتوريزى نسبة إلى توريز- تبريز.
[5]
كذا فى «أ» و «ك» ، وصوابه سنة تسع وسبعين كما فى الخزرجى 1/218.
[6]
فى ك تقرأ الحمامى، وفى أص 145 الححامى من غير نقط، وفى الخزرجى 1/228 وكان فيمن سقط عليهم القصر صهره محمد بن يزيد، والمثبت من: بهجة الزمن ص 162 (تحقيق الحبشى) .
نور الدين إبراهيم، فطلع إليها، ودخلها فى الثانى والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين، وتسلم حصن براش صنعاء، وقبض على الأمير سيف الدين بلبان الدوادار العلمى، واستمرت صنعاء فى إقطاع الواثق إلى أن أخرجها الملك المظفر عنه لولده الملك الأشرف فى سنة ست وثمانين وستمائة، ثم أقطعها هى وأعمالها لولده الملك/ (146) المؤيد هزبر الدين داود فى سنة سبع وثمانين فدخلها فى رابع عشر ذى القعدة.
وفى صفر سنة تسع وثمانين توفى الأمير صارم الدين داود بن الإمام، وكانت له فيما تقدم حروب وخلاف وطاعة للملك المظفر يطول بذكرها الشرح، وقام مقامه بعده ابن أخيه الأمير همام الدين سليمان بن القاسم، وملك حصون ظفار، فقبض تلمّص [1] صعدة.
وكان سبب استيلائه على ذلك أن الملك المظفر نزل إلى زبيد ليختن أولاد أولاده، ونزل بسبب ذلك الملك المؤيد، والشريف على بن عبد الله، والأمير نجم الدين موسى بن أحمد بن الإمام، فخلت تلك النواحى منهم، فاستولى على ذلك، وكان بسبب ذلك حرب بين المؤيد والأشراف، انتصر فيها المؤيد، واستولى على تنعم [2] فى سنة تسعين وستمائة، وأخربها وعاد إلى صنعاء وأقطع الملك المظفر ولده الملك الواثق ظفار الحبوظى [3] ، فركب البحر من عدن فى سنة اثنتين وتسعين وستمائة.
وفى السنة المذكورة خالف الأشراف، واجتمعت كلمتهم على الخلاف، وكان بينهم وبين المؤيد بصنعاء حرب إلى سنة أربع وتسعين، فنزل المؤيد من صنعاء إلى اليمن، وطلع الملك الأشرف إلى صنعاء للصلح، ودخل إليه الشريف على بن عبد الله، وانعقد الصلح العام، وذلك أول المحرم من السنة، ثم نزل الملك الأشرف من صنعاء إلى اليمن، فقلده والده الملك المظفّر المملكة بإقليم اليمن جميعه، وأسكنه حصن تعز، وأقام هو بثعبات [4] ، وتوجه
[1] فى ك تلمض، وفى أص 146 نلمص غير منقوط والضبط من (مراصد الاطلاع) 1/273.
[2]
تنعم: قرية من أعمال صنعاء (مراصد الاطلاع 1/277) .
[3]
نسبة إلى آل الحبوظى وظفار هذه واقعة بين عمان وحضرموت وميناؤها على البحر مرباط، ويوردها الخزرجى فى العقود اللؤلؤية باسم ظفار الحبوضى، وانظر المقتطف ص 11 و 78.
[4]
فى الأصل غير منقوط، وكذلك فى «أ» ص 146 والضبط والنقط من الخزرجى 1/275.