الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ملك الملك المجاهد سيف الإسلام على بن الملك المؤيد هزبر داود بن الملك المنصور عمر بن على بن رسول وخلعه من الملك/ (177)
ملك بعد وفاة والده رحمه الله تعالى، وعمره يوم ذاك خمس عشرة سنة وخمسة أشهر وثمانية عشر يوما، فإن مولده فى ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ست وسبعمائة.
وكان سبب ملكه أنه لما مات والده نزل الأمير جمال الدين يوسف بن يعقوب بن الجواد- وكان الملك المؤيد قد فوض إليه الأستادارية والأتابكية، ونيابة السلطنة- فتوجه إلى الشجرة حفظا للجهات السلطانية، ومعه جماعة من العسكر وأعيان الأمراء، وثبت ثباتا حسنا فى تلك الليلة وحفظ نظام السلطنة، وضرب بركا على الشجرة [1] . وكان الملك المجاهد عصر تلك الليلة قد تقدم إلى الحصن ودخله، فكاتب الأمراء والأعيان، ورغبهم فرغبوا إليه، وصعدوا إلى خدمته، وتم له نظام السلطنة، فلما استقر فى الملك عزل الأمير جمال الدين، وفوض النيابة والأتابكية إلى الأمير شجاع الدين عمر بن يوسف بن منصور، وكان شاد الدواوين، وكتب له منشور وقرىء فى دار الضيف، وفى ذلك اليوم عقد لولدى أخيه المفضل والفائز الألوية، ورفع لهما الطبلخاناة، وقرىء منشور شجاع الدين بحضورهما، فتغيرت قلوب الأمراء والجند من تلك الساعة، وحصل بينه وبين ابن عمه الملك الناصر مراسلة اقتضت أيمانا وعهودا، فأرسل إليه من جهته الطواشى صلاح الدين، والفقيه وجيه الدين عبد الرحمن معلمه، فحلف الناصر اليمن المغلظة.
ولما تمكن شجاع الدين من الملك المجاهد، حسن له أشياء منها أن يقبض على/ (178) الناصر، وسعى شجاع الدين فى خلاص المعتقلين بمعقل الدملوة، وكان فيه الأميران نجم الدين وبدر الدين ولدا أزدمر المظفرى، وشمس الدين الطّنبا [2] أمير جندار والشريفان داود وأخوه، ولدا الشريف قاسم بن
[1] يريد قصر دار الشجرة الذى مات به الملك المؤيد، وعبارة الخزرجى (1/440) وضرب أركا على الشجرة إلى آخر الليل، وفى:(بهجة الزمن) ص 285 (ط. الحبشى)«يزكا» وقال محققه: اليزك: (الطّلاع من العسكر أو حراس الليل) ، واللفظة فارسية، ومنها «يسك» العامية المستعملة فى صنعاء.
[2]
هكذا فى أ، ك، وفى الخزرجى (2/2)«شمس الدين أطينا» أمير خازندار الخليفة.