المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر أخبار صنعاء ومن وليها بعد الخلودى - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ٣٣

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثالث والثلاثون

- ‌تقديم بقلم المحقق

- ‌[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

- ‌[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]

- ‌[تتمة الباب الثاني عشر من القسم الخامس من الفن الخامس أخبار الديار المصرية]

- ‌[ذكر ما اتفق بعد مقتل الملك المنصور ونائبه منكوتمر، من الحوادث والوقائع المتعلقة بأحوال السلطنة بمصر والشام، إلى أن عاد السلطان الملك الناصر]

- ‌واستهلت سنة إحدى وعشرين وسبعمائة بيوم السبت المبارك

- ‌ذكر وصول أوائل الحاج الذين وقفوا بعرفة فى سنة عشرين وسبعمائة

- ‌ذكر إبطال المعاملة بالفلوس العتق [1] ، بالقاهرة ومصر، وأعمال الديار المصرية

- ‌ذكر وصول هدية الملك أبى سعيد بن خربندا ملك التتار [1] إلى الأبواب السلطانية

- ‌ذكر تفويض نظر أوقاف الجامع الطولونى للقاضى كريم الدين [5] وكيل الخواص الشريف [6]

- ‌ذكر حفر البركة الناصرية

- ‌ذكر حادثة الكنايس [4]

- ‌ذكر خبر الحريق بالقاهرة ومصر [4]

- ‌ذكر عود رسل السلطان من جهة الملك أزبك ووصول رسله صحبتهم وعودهم

- ‌ذكر توجه أدر السلطان إلى الحجاز الشريف ومن توجه فى خدمتهم

- ‌ذكر وصول بعض من وقف بعرفة فى هذه السنة إلى القاهرة المحروسة

- ‌ذكر حوادث كانت بدمشق فى هذه السنة

- ‌ذكر هدم كنيسة اليهود القرّائين بدمشق

- ‌ذكر ما وصل إلينا من الحوادث الكائنية ببغداد فى هذه السنة

- ‌واستهلت سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة يوم الأربعاء الموافق الخامس والعشرين [4] من طوبة من شهور القبط

- ‌ذكر وصول أدر السلطان من الحجاز الشريف

- ‌ذكر تجريد العساكر إلى بلاد سيس [2] ، وفتح مدينة آياس [3] وأبراجها

- ‌ذكر اجتماع المماليك السلطانية وشكواهم وما حصل بسبب ذلك

- ‌ذكر وصول الأمير «علاء الدين الطنبغا» [3] نائب السلطنة/ بالمملكة الحلبية إلى الأبواب السلطانية وعوده

- ‌ذكر وصول رسل الملك أبى سعيد ملك التتار

- ‌[ذكر سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة فى يوم الخميس رابع عشر ربيع الآخر قبض على كريم الدين الكبير [1]]

- ‌ذكر شىء من أخبار كريم الدين المذكور وابتداء أمره «وتنقّلاته وما كان قد انتهى إليه من القرب من السلطان والتمكّن من دولته»

- ‌ذكر تفويض الوزارة للصاحب الوزير أمين الدين عبد الله «وهى الوزارة الثانية له» [1]

- ‌ذكر القبض على كريم الدين الصغير [4] «وشىء من أخباره»

- ‌ذكر وصول رسل متملك الأرمن إلى الأبواب السلطانية

- ‌(57) ذكر وصول رسل الملك أبى سعيد

- ‌ذكر تجريد طائفة من العسكر إلى بلاد النوبة

- ‌واستهلت سنة أربع وعشرين وسبعمائة بيوم الجمعة الموافق للثالث من طوبة من شهور القبط

- ‌ذكر وفاة الخوند أردكين ابنة نوكاى [3] زوج السلطان الملك الناصر

- ‌ذكر خبر النيل فى هذه السنة

- ‌ذكر عزل الصاحب أمين الدين عن الوزارة

- ‌ذكر متجددات وحوادث كانت بالشام

- ‌(74) واستهلت سنة خمس وعشرين وسبعمائة بيوم الأربعاء الثالث والعشرين من كيهك من شهور القبط

- ‌ذكر أخبار اليمن ومن وليه من العمال ومن استقل بملكه وسميت أيامهم بالدولة الفلانية

- ‌ذكر عمال اليمن فى الدولة العباسية

- ‌ذكر أخبار دولة بنى زياد

- ‌ذكر أخبار صنعاء ومن وليها بعد الخلودى

- ‌(94) ذكر أخبار على بن الفضل والمنصور بن حسن بن زادان دعاة عبيد الله المنعوت بالمهدى

- ‌ذكر نبذة من أخبار الزيدية وغيرهم

- ‌ذكر أخبار دولة على بن محمد الصّليحىّ

- ‌ذكر مقتل الصّليحى وقيام ابنه المكرّم

- ‌السلطان سبأ بن أحمد بن المظفّر الصّليحى

- ‌المفضّل بن أبى البركات بن الوليد الحميرى

- ‌ذكر أخبار ملوك الدولة الزّريعيّة

- ‌محمد بن سبأ، ولقبه المعظّم المتوّج المكين

- ‌السلطان حاتم بن أحمد بن عمران اليامى

- ‌ذكر أخبار سعيد الأحول، واستيلائه على زبيد ثانيا ومن ملك بعده من آل نجاح

- ‌ذكر أخبار دولة على بن مهدى الحميرىّ وبنيه

- ‌(126) ذكر أخبار ملوك الدولة الأيّوبية باليمن

- ‌الملك المعزّ [2] فتح الدين أبو الفدا إسماعيل

- ‌سليمان بن شاهانشاه بن تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب [1]

- ‌ذكر ملك الملك المسعود صلاح الدين أتسر

- ‌ذكر أخبار الدولة الرسولية ببلاد اليمن

- ‌المظفّر أبو المنصور شمس الدين يوسف

- ‌ذكر استيلاء المظفر على ظفار وحضرموت ومدينة شبام

- ‌ذكر وفاة الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر، وملك ولده الأشرف

- ‌ الملك الأشرف ممهّد الدين عمر

- ‌(149) ذكر ملك الملك المؤيّد هزبر الدين داود

- ‌ذكر وصول أولاد [3] الملك الأشرف إلى عمّهما الملك المؤيّد، ونزولهما عما بأيديهما

- ‌(153) ذكر خلاف الملك المسعود تاج الدين [الحسن [5]] ابن الملك المظفر على أخيه الملك المؤيد

- ‌ذكر متجددات كانت فى شهور سنة سبع وتسعين وستمائة

- ‌(159) ذكر ما وقع بين الأشراف من الاختلاف وما وقع بسبب ذلك من الحرب والحصار

- ‌ذكر إنشاء القصر المعقلى والمنتخب

- ‌ذكر [6] مقتل الأمير سيف الدين طغريل مقطع صنعاء

- ‌ذكر وصول الأمير علاء الدين كشتغدى [3] إلى خدمة السلطان الملك المؤيد

- ‌ذكر وفاة الملك المؤيد هزبر [1] الدين داود

- ‌ذكر ملك الملك المجاهد سيف الإسلام على بن الملك المؤيد هزبر داود بن الملك المنصور عمر بن على بن رسول وخلعه من الملك/ (177)

- ‌ذكر ملك الملك المنصور زند [4] الدين أيوب بن الملك المظفر يوسف بن الملك المنصور عمر بن على بن رسول، وخلعه

- ‌ذكر عود الملك المجاهد إلى الملك والقبض على عمه الملك المنصور ووفاته

- ‌ ذكر تجريد طائفة من العساكر المنصورة إلى البلاد اليمنية وما كان من خبرها إلى أن عادت [3]

- ‌ذكر حفر الخليج الناصرى [1]

- ‌ذكر عمارة القصر والخانقاة بسماسم والجلوس بالخانقاة

- ‌ذكر روك [2] الإقطاعات بالمملكة الحلبية

- ‌ذكر وفاة الأمير ركن الدين بيبرس [1] المنصورى

- ‌ذكر القبض على الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب وتنقل الأمراء فى الإقطاعات والتّقادم

- ‌ذكر توجه السلطان إلى الصيد والإفراج عمن نذكر من الأمراء

- ‌ ذكر غرق مدينة بغداد

- ‌واستهلت سنة ست وعشرين وسبعمائة بيوم الأحد الموافق لثانى عشر كيهك من شهور القبط

- ‌ذكر وصول رسل متملّك الحبشة

- ‌ذكر عزل وتولية من يذكر من أرباب المناصب الديوانية بالدولة الناصرية

- ‌ذكر وصول رسل الملك المجاهد متملك اليمن بالتّقادم

- ‌ذكر إرسال الأمير سيف الدين أيتمش المحمدى إلى أبى سعيد

- ‌ذكر إرسال السلطان ولده إلى الكرك [1] المحروس

- ‌ذكر تجديد عمارة البيمارستان المنصورى والقبّة والمدرسة

- ‌ذكر تجريد طائفة من العسكر إلى برقة

- ‌ذكر تفويض نيابة السلطنة الشريفة بالمملكة الطرابلسية والفتوحات إلى الأمير سيف الدين طينال [6] الحاجب

- ‌ذكر الجلوس بخانقاة الأمير سيف الدين بكتمر الساقى بالقرافة

- ‌ذكر وصول رسل التتار وأقارب السلطان إلى الأبواب السلطانية

- ‌ذكر وصول رسل جوبان [1]

- ‌ذكر وصول صاحب حصن كيفا [4] إلى الأبواب السلطانية، وعوده إلى بلاده، وخبر مقتله وملك أخيه

- ‌(214) ذكر خبر مولود ولد فى هذه السنة

- ‌ذكر خبر إجراء الماء إلى مكة شرفها الله تعالى

- ‌ذكر عدة حوادث كانت بدمشق فى سنة ست وعشرين وسبعمائة خلاف ما ذكرنا

- ‌ذكر اعتقال الشيخ تقى الدين بن تيمية

- ‌ذكر عزل الأمير سيف الدين أرغون الناصرى نائب السلطنة الشريفة، وانتقاله إلى نيابة السلطنة بالمملكة الحلبية

- ‌ ذكر وصول الأمير سيف الدين تنكز نائب السلطنة الشريفة بالشام المحروس إلى الأبواب السلطانية والقبض على الأميرين سيف الدين طشتمر البدرى [1] وسيف الدين قطلوبغا [2] الفخرى والإفراج عنهما

- ‌ذكر حادثة وقعت بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام

- ‌ذكر القبض على من يذكر من الأمراء، وإعادة الأمير شرف الدين حسين بن جند ربيك إلى الديار المصرية

- ‌ذكر اتصال الأمير سيف الدين قوصون بابنة السلطان الملك الناصر

- ‌ ذكر استعفاء قاضى القضاة بدر الدين محمد بن جماعة الشافعى من القضاء بالديار المصرية، وإجابته إلى ذلك، وتفويض القضاء بعده لقاضى القضاة جلال [2] الدين القزوينى

- ‌ذكر وصول رسل الملك أبى سعيد ملك العراقين وخراسان إلى الأبواب السلطانية/ (242)

- ‌ذكر الفتنة الواقعة بثغر الإسكندرية [5]

- ‌ذكر تفويض قضاء القضاة بالشام لشيخ المشايخ علاء الدين القونوى [4]

- ‌ذكر تفويض ما كان بيد الشيخ علاء الدين من الجهات لمن يذكر، وما وقع فى أمر الصوفية بالخانقاة الصلاحية

- ‌ذكر وصول رسل الباب [1] فرنسيس إلى الأبواب السلطانية

- ‌ذكر متجدّدات كانت بالشام فى هذه السنة خلاف ما ذكرناه

- ‌واستهلت سنة ثمان وعشرين وسبعمائة [2] بيوم الثلاثاء الموافق للعشرين من هاتور من شهور القبط

- ‌ووصل إلى الأبواب السلطانية رسل الملك

- ‌ذكر وفود الأمير تمرتاش بن الأمير جوبان بن تلك بن بدوان [1] نائب الملك أبى سعيد بمملكة الروم إلى الأبواب السلطانية

- ‌وأما الأمير دمرداش [2] بن جوبان

- ‌ووصل رسل الملك أبى سعيد إلى الأبواب السلطانية

- ‌ذكر وصول الأمير سيف الدين تنكز نائب السلطنة بالشام المحروس إلى الأبواب السلطانية وعوده

- ‌ذكر وفاة قاضى القضاة شمس الدين بن الحريرى الحنفى وتفويض القضاء بعده إلى القاضى برهان الدين إبراهيم بن عبد الحق

- ‌ذكر عود رسل السلطان من جهة الملك أزبك ووصول رسله، وعودهم إلى مرسلهم

- ‌ذكر مقتل الأمير بدر الدين كبيش أمير المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وتولية أخيه طفيل

- ‌ذكر ما قرر من استيمار [1] الدولة الناصرية ومن رتب من المباشرين

- ‌ذكر الإفراج عمن يذكر من الأمراء والمعتقلين

- ‌ذكر متجددات كانت بدمشق فى هذه السنة

- ‌ذكر حادثة السيل بعجلون [2]

- ‌واستهلت سنة تسع وعشرين وسبعمائة بيوم الجمعة الموافق لثامن هاتور من شهور القبط

- ‌ذكر وصول رسل الملك أبى سعيد/ ورغبته فى الاتصال بمصاهرة السلطان

- ‌ذكر الاستبدال بمن يذكر من مباشرى الدولة، ومصادرتهم وإفصال الأمير علاء الدين مغلطاى الجمالى من الوزارة

- ‌ذكر رؤيا رأيتها فى المنام أحببت إثباتها لدلالتها على صحة نسبى

- ‌ذكر متجدّدات كانت بدمشق فى سنة تسع وعشرين وسبعمائة

- ‌واستهلت سنة ثلاثين وسبعمائة بيوم الأربعاء الموافق الثامن والعشرين من بابة من شهور القبط

- ‌ذكر تفويض قضاء القضاة بالشام إلى القاضى علم الدين بن الإخنائى [1]

- ‌ذكر وصول الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل صاحب حماة إلى الخدمة السلطانية وتوجهه فى خدمة السلطان إلى الصيد وعوده إلى حماة [1]

- ‌ ذكر توجه السلطان إلى الصيد وعوده وسبب ما حصل فى يده من التصدع ومعالجة ذلك وبرئه

- ‌ذكر إقامة الخطبة وصلاة الجمعة بالمدرسة الصالحية [3] النجمية بالقاهرة المحروسة

- ‌ذكر إنشاء الخانقاة العلائية بالقاهرة

- ‌ذكر وصول رسل ريدافرنس إلى الأبواب السلطانية

- ‌ذكر الإفراج عن الأمير سيف الدين بهادر

- ‌ذكر وصول رسل الملك أبى سعيد

- ‌ذكر خبر يوسف الكيماوى ومقتله

- ‌ذكر الفتنة بمكة شرفها الله تعالى

- ‌ذكر متجددات كانت بدمشق المحروسة فى سنة ثلاثين وسبعمائة مما نقلته من تاريخى البرزالى، والجزرى

- ‌صورة ما ورد فى آخر نسخة «ك»

- ‌فهرس موضوعات الجزء الثالث والثلاثين

الفصل: ‌ذكر أخبار صنعاء ومن وليها بعد الخلودى

برع والعمد [1] ونعمان، ولم يزل نجاح متوليا على الأعمال التّهامية حتى ملكها الصّليحى على ما نذكره إن شاء الله تعالى.

ثم كانت لهم دولة يأتى ذكرها بعد أخبار الصليحى- إن شاء الله تعالى- فنرجع إلى أخبار صنعاء، ومن وليها بعد الخلودى [2] .

‌ذكر أخبار صنعاء ومن وليها بعد الخلودى

قال: ولما شخص الخلودى إلى العراق قيل: إنه استخلف رجلا يقال له حصن بن المنهال، فأقام حتى قدم عليه إبراهيم الإفريقى، وهو رجل من بنى شيبان بن ربيعة، فأقام على اليمن مدة، ثم عزل بنعيم بن الوضاح [3] الأزدى، والمظفّر بن يحيى الكندى اشتركا فى العمل، فقدما صنعاء فى صفر سنة ست ومائتين، وسار المظفر يجبى الجند ومخاليفها، وقام بها مدة، ورجع إلى صنعاء فمات بعد أيام من رجوعه، فاستقل نعيم بالأمر حتى عزل بمحمد بن عبد الله ابن محرز [4] مولى المأمون، فقدم اليمن سنة ثمان ومائتين ولم يلبث أن شغب عليه/ (89) الجند، فخرج نحو الحجاز واستخلف عبّاد بن الغمر [5] الشهابى، فأقام حتى قدم إسحاق بن العباس بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس اليمن، وهى ولايته الثانية وكان مقدمه آخر شهر رجب سنة تسع [ومائتين][6] فأساء السيرة، وظلم الناس، ونال من التّهامية كل منال، فكان لا يسأل أحدا عن نسبه فينتسب إلا ضرب عنقه، حتى كان من سأله بعد ذلك عن نسبه قال:

مولى بنى العباسى، ولم يترك بحمير ذكرا ولا رسما، ولم يزل كذلك حتى مات سنة عشرة ومائتين، وقيل: إن أهل صنعاء شكوه إلى المأمون، فأمر بإشخاصه، فلما مثل بين يديه، قال له المأمون: ضع يدك على رأسى، ففعل، قال: قل:

[1] لم أجده فى كتب البلدان بهذا الاسم، ولعله تحريف يعمد (بوزن يضرب) وذو يعمد قرية باليمن- أو تحريف القمر، وهو من جبال اليمن.

[2]

انظر الحاشية السابقة (2) ص 87.

[3]

فى تاريخ اليمن للواسعى ص 150، (وضاح) من غير أل.

[4]

فى «ك» محبوب، وفى «أ» ص 88 محرز، وما أثبتناه من تاريخ اليمن ص 150 وعبارته:«وعزل نعيم بمحمد بن عبد الله بن محرز مولى المأمون» ومثله فى بلوغ المرام ص 12.

[5]

فى بلوغ المرام ص 12 وتاريخ اليمن ص 150» عباد بن عمر الشهابى.

[6]

زيادة عن المصدرين السابقين والسياق يقتضيها.

ص: 93

وحياة رأسك لا ضربت عنقا، فقال، فقال له:«عد إلى عملك» فعاد، فكان بعد ذلك يوسّط [1] الناس.

ولما مات إسحاق استخلف عند موته ابنه يعقوب، فحاربه أهل الجند وأهل صنعاء فسار إلى ذمار [2] ، وقدم إلى صنعاء- من قبل المأمون- عبد الله ابن عبيد الله بن العباس الهاشمى، فكان بها حتى توفى المأمون سنة ثمان عشرة ومائتين، فلحق بالعراق واستخلف عباد بن الغمر الشهابى، وبايع الناس للمعتصم بالله بن الرشيد، فأقر الغمر سنين.

ثم ولى المعتصم صنعاء ومخاليفها عبد الرحيم بن جعفر بن سليمان بن على الهاشمى، فقدم صنعاء آخر المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين، فأقام مدة، وحبس عبّاد بن الغمر الشهابى، وابنه عند يعفر بن عبد الرحيم الحوالى.

ثم عزل عبد الرحيم بجعفر بن دينار،/ (90) مولى المعتصم، فقدم خليفة له يقال له منصور بن عبد الرحمن التّنوخى فى صفر سنة خمس وعشرين، فضبط البلد ووجه عماله، ثم قدم عليه عبد الله بن محمد بن على بن ماهان، وقد أشرك مع جعفر فى الولاية، فأقام مع منصور وقتا، ثم عزل جعفر بإيتاخ التركى مولى المعتصم، فأقر منصورا وعبد الله على عمليهما.

ومات المعتصم سنة سبع وعشرين ومائتين وولى الواثق، فأقر إيتاخ على اليمن فوجه أبا العلاء أحمد بن [3] العلاء العامرى، فلما وصل صعدة أرسل يعفر الحوالى غلامه طريف بن ثابت فى عسكر نحو صنعاء، فخرج إليه من بها من الجند مع منصور بن عبد الرحمن الذى كان خليفة لجعفر بن دينار، فقاتلوه فهزموه، وقتلوا من موالى يعفر نحو ألف رجل، وأسروا أسرى ثم ضرب منصور أعناقهم، وقدم أبو العلاء صنعاء بعد الوقعة بأيام، فأقام حتى توفى، واستخلف أخاه عمرو بن [4] العلاء، فأقام واليا حتى ولى إيتاخ هرثمة بن البشير مولى المعتصم، فورد كتاب هرثمة على منصور بن عبد الرحمن يستخلفه، وقدم هرثمة آخر المحرم سنة ثلاثين ومائتين فأقام أياما، وخرج لمحاربة يعفر [4] بن

[1] يوسّطه: يضرب وسطه بالسيف ليقطعه نصفين.

[2]

الضبط من تاريخ اليمن (32 و 33) وفيها أنها مدينة آهلة بالسكان بينها وبين صنعاء عشرون ساعة.

[3]

فى بلوغ المرام ص 12 وتاريخ اليمن ص 150 «عامر بن العلاء» .

[4]

فى المصدرين السابقين: «يعفر بن عبد الرحيم الحوالى» .

ص: 94

عبد الرحمن وهو بشبام، فنزل بالجيش أسفل وادى ضلع، وأقام هنالك محاربا ليعفر وقتا، ثم عاد.

وعزل الواثق إيتاخ عن اليمن، وولاه جعفر بن دينار مولاهم، فقدم وحاصر يعفر مدة، وعاد إلى صنعاء فأقام بها سنة، وسار نحو العراق، واستخلف ابنه محمدا، فأتته ولايته من المتوكل، فلم يزل على ولايته حتى/ (91) قتل المتوكل وأقره/ المنتصر والمستعين ومن بعدهما إلى أن انتهت الخلافة إلى المعتمد على الله، وفوض الأمور لأخيه أبى أحمد الموفّق، فوردت كتب الموفّق فى سنة ثمان وخمسين ومائتين على محمد بن يعفر بولاية اليمن، فوجه عماله على المخاليف، وفتح حضرموت وكانت قد امتنعت على من قبله.

ثم أنه استخلف فى سنة اثنتين وستين ومائتين على عمله ابنه إبراهيم بن محمد، وحج وجدد له عهدا من الموفق، واستمر إبراهيم على ولايته إلى سنة سبعين ومائتين، وأمره جده يعفر بقتل ولديه محمد وأحمد ابنى يعفر، فقتلا بعد المغرب فى صومعة مسجد شبام، فانتشرت الأمور [1] عليه، وخالف عليه الفضل بن يونس المرادى بالجوف، وولد طريف غلامه بيحصب ورعين والمكرمان ببيجان، ومالوا إلى جعفر بن إبراهيم المناخى [2] فوجه ابن يعفر إلى المخالفين عليه من حاربهم فكانت سجالا، وولى إبراهيم محمد الدّعّام [3] الجوفين، ثم تغير عليه الدعام ونصب له الحرب، فسارت إليه عساكر إبراهيم فالتقوا بورور، فهزمهم الدعام وقتل منهم بشرا كثيرا، وقدم عهد بن يعفر على صنعاء ومخاليفها من الوزير صاعد [4] بن مخلد وزير المعتمد، فاعتزل إبراهيم ابن محمد عن الإمارة، وولى أبو يعفر ابنه عبد الرحيم، فأقام بصنعاء مدة، ثم عزله أبوه حين قدم صنعاء سنة ثلاث وسبعين ومائتين، واستعمل على صنعاء ولاة كثيرة، وكان أكثر مقامه بشبام، ثم اجتمع أهل صنعاء- من الأبناء

[1] فى المقتطف (56 و 57) وردت هذه الحادثة مفصلة وعبارته «أن إبراهيم بن محمد قتل أباه وعمه نزولا على أمر جده يعفر بن عبد الرحيم، وانظر أيضا (بلوغ المرام ص 18) .

[2]

فى «ك» ، وفى «أ» ما بعد الميم غير منقوط، وفى بلوغ المرام ص 18 جعفر بن أحمد المناخى صاحب المذيخر، وهو ما رجحناه.

[3]

يرد اسمه فى المراجع الأخرى: «الدعام بن إبراهيم» وفى الإكليل قال الهمدانى: كان الدعام بن إبراهيم كبير أرحب وسيد همدان فى عصره، وانظر فى خبره معدنى يعفر الحوالى «المقتطف 56 و 57» .

[4]

فى زامباور ص 7 ورد اسمه الحسن بن مخلد بن الجراح توفى فى ذى القعدة 263.

ص: 95

وغيرهم- والشهابيون على عماله بصنعاء، فقاتلوهم فقتل منهم/ (92) خلق كثير، ثم طردوهم، ونهبوا دار أبى يعفر، وأحرقوها، ولم يلبث أبو يعفر بعد ذلك أن قتل بشبام آخر المحرم سنة تسع وسبعين ومائتين، فقام بالأمر بعده عبد القاهر بن أحمد بن أبى يعفر أياما حتى قدم من العراق على بن الحسين المعروف بجفتم [1] فى صفر من السنة عاملا على صنعاء وأعمالها، فقاتله الدعّام بمدينة صنعاء فهزمهم جفتم، وأقام بها إلى سنة اثنين وثمانين [ومايتين] ، ورجع إلى العراق فسار الدعام نحو صنعاء، فدخلها ثم هرب منها، ورجع الأمر إلى بنى يعفر ومواليهم.

ثم إن أبا العتاهية بن الرّويّة المذحجى استدعى الهادى إلى الحق يحيى ابن الحسين بن القاسم من صعدة إلى صنعاء، فدخلها فى آخر المحرم سنة ثمان وثمانين ومائتين، فدعا الهادى إلى نفسه، فبايعه الناس، وضرب اسمه على الدينار والدرهم، وكتب فى الطّرز، ووجه عماله إلى المخاليف، فقبضوا الأعشار، وخرج إلى يحصب ورعين ونواحيها، واستخلف على صنعاء أخاه عبد الله بن الحسين، فأقام أياما، وعاد إلى صنعاء، ثم خرج منها إلى [2] شبام واستخلف ابن عمته على بن سليمان على صنعاء، وكان بنو يعفر وآل طريف بعضهم فى سجن صنعاء، وبعضهم فى سجن شبام، فاجتمعت همدان [3] وسواها، وقصدوا الهادى إلى شبام، فقابلوه بها، ووثب من بصنعاء على نائبه فأخرجوه، وكسروا السجن، وأخرجوا من به من آل يعفر وآل طريف، فاستولى عبد القاهر بن أبى الخير بن يعفر على صنعاء وخرج الهادى من شبام فأقام/ (93) بريدة وبيت [4] زود شهرا ثم عاد إلى صنعاء فى جيش كبير وجعل صاحب جيشه أبا العتاهية فلقيته جيوش آل يعفر بالرحبة [5] ، فهزمهم، ودخل

[1] الضبط من المقتطف ص 57.

[2]

شبام- ككتاب- جبل عظيم بصنعاء، وفى اليمن أربعة مواضع تضاف إلى شبام هى: شبام كوكبان، وشبام سخيم، شبام حراز، وشبام حضرموت. (مراصد الاطلاع 2/779 وتاج العروس ش ب م) .

[3]

فى الإكليل (للهمدانى ج 10) آل طريف بن ثابت: من بنى مرب من همدان منهم فرسان العرب وذوو شوكتها، وكانت لهم ولادة يعفر الحوالى (المقتطف 60 حاشية ص 1) .

[4]

فى ك «وثبت بزود» تحريف، والمثبت من «أ» ص 92 بريدة: مدينة باليمن شمالى صنعاء بينهما عشرون ميلا (بلوغ المرام ص 136) وزود: من ظاهر همدان (الإكليل 10/46) من قرى جبل تخلىء (صفة جزيرة العرب ص 190) .

[5]

الرحبة، ويقال لها رحبة صنعاء، وتبعد عنها ستة أميال (مراصد 2 ص 608) .

ص: 96