الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
برع والعمد [1] ونعمان، ولم يزل نجاح متوليا على الأعمال التّهامية حتى ملكها الصّليحى على ما نذكره إن شاء الله تعالى.
ثم كانت لهم دولة يأتى ذكرها بعد أخبار الصليحى- إن شاء الله تعالى- فنرجع إلى أخبار صنعاء، ومن وليها بعد الخلودى [2] .
ذكر أخبار صنعاء ومن وليها بعد الخلودى
قال: ولما شخص الخلودى إلى العراق قيل: إنه استخلف رجلا يقال له حصن بن المنهال، فأقام حتى قدم عليه إبراهيم الإفريقى، وهو رجل من بنى شيبان بن ربيعة، فأقام على اليمن مدة، ثم عزل بنعيم بن الوضاح [3] الأزدى، والمظفّر بن يحيى الكندى اشتركا فى العمل، فقدما صنعاء فى صفر سنة ست ومائتين، وسار المظفر يجبى الجند ومخاليفها، وقام بها مدة، ورجع إلى صنعاء فمات بعد أيام من رجوعه، فاستقل نعيم بالأمر حتى عزل بمحمد بن عبد الله ابن محرز [4] مولى المأمون، فقدم اليمن سنة ثمان ومائتين ولم يلبث أن شغب عليه/ (89) الجند، فخرج نحو الحجاز واستخلف عبّاد بن الغمر [5] الشهابى، فأقام حتى قدم إسحاق بن العباس بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس اليمن، وهى ولايته الثانية وكان مقدمه آخر شهر رجب سنة تسع [ومائتين][6] فأساء السيرة، وظلم الناس، ونال من التّهامية كل منال، فكان لا يسأل أحدا عن نسبه فينتسب إلا ضرب عنقه، حتى كان من سأله بعد ذلك عن نسبه قال:
مولى بنى العباسى، ولم يترك بحمير ذكرا ولا رسما، ولم يزل كذلك حتى مات سنة عشرة ومائتين، وقيل: إن أهل صنعاء شكوه إلى المأمون، فأمر بإشخاصه، فلما مثل بين يديه، قال له المأمون: ضع يدك على رأسى، ففعل، قال: قل:
[1] لم أجده فى كتب البلدان بهذا الاسم، ولعله تحريف يعمد (بوزن يضرب) وذو يعمد قرية باليمن- أو تحريف القمر، وهو من جبال اليمن.
[2]
انظر الحاشية السابقة (2) ص 87.
[3]
فى تاريخ اليمن للواسعى ص 150، (وضاح) من غير أل.
[4]
فى «ك» محبوب، وفى «أ» ص 88 محرز، وما أثبتناه من تاريخ اليمن ص 150 وعبارته:«وعزل نعيم بمحمد بن عبد الله بن محرز مولى المأمون» ومثله فى بلوغ المرام ص 12.
[5]
فى بلوغ المرام ص 12 وتاريخ اليمن ص 150» عباد بن عمر الشهابى.
[6]
زيادة عن المصدرين السابقين والسياق يقتضيها.
وحياة رأسك لا ضربت عنقا، فقال، فقال له:«عد إلى عملك» فعاد، فكان بعد ذلك يوسّط [1] الناس.
ولما مات إسحاق استخلف عند موته ابنه يعقوب، فحاربه أهل الجند وأهل صنعاء فسار إلى ذمار [2] ، وقدم إلى صنعاء- من قبل المأمون- عبد الله ابن عبيد الله بن العباس الهاشمى، فكان بها حتى توفى المأمون سنة ثمان عشرة ومائتين، فلحق بالعراق واستخلف عباد بن الغمر الشهابى، وبايع الناس للمعتصم بالله بن الرشيد، فأقر الغمر سنين.
ثم ولى المعتصم صنعاء ومخاليفها عبد الرحيم بن جعفر بن سليمان بن على الهاشمى، فقدم صنعاء آخر المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين، فأقام مدة، وحبس عبّاد بن الغمر الشهابى، وابنه عند يعفر بن عبد الرحيم الحوالى.
ثم عزل عبد الرحيم بجعفر بن دينار،/ (90) مولى المعتصم، فقدم خليفة له يقال له منصور بن عبد الرحمن التّنوخى فى صفر سنة خمس وعشرين، فضبط البلد ووجه عماله، ثم قدم عليه عبد الله بن محمد بن على بن ماهان، وقد أشرك مع جعفر فى الولاية، فأقام مع منصور وقتا، ثم عزل جعفر بإيتاخ التركى مولى المعتصم، فأقر منصورا وعبد الله على عمليهما.
ومات المعتصم سنة سبع وعشرين ومائتين وولى الواثق، فأقر إيتاخ على اليمن فوجه أبا العلاء أحمد بن [3] العلاء العامرى، فلما وصل صعدة أرسل يعفر الحوالى غلامه طريف بن ثابت فى عسكر نحو صنعاء، فخرج إليه من بها من الجند مع منصور بن عبد الرحمن الذى كان خليفة لجعفر بن دينار، فقاتلوه فهزموه، وقتلوا من موالى يعفر نحو ألف رجل، وأسروا أسرى ثم ضرب منصور أعناقهم، وقدم أبو العلاء صنعاء بعد الوقعة بأيام، فأقام حتى توفى، واستخلف أخاه عمرو بن [4] العلاء، فأقام واليا حتى ولى إيتاخ هرثمة بن البشير مولى المعتصم، فورد كتاب هرثمة على منصور بن عبد الرحمن يستخلفه، وقدم هرثمة آخر المحرم سنة ثلاثين ومائتين فأقام أياما، وخرج لمحاربة يعفر [4] بن
[1] يوسّطه: يضرب وسطه بالسيف ليقطعه نصفين.
[2]
الضبط من تاريخ اليمن (32 و 33) وفيها أنها مدينة آهلة بالسكان بينها وبين صنعاء عشرون ساعة.
[3]
فى بلوغ المرام ص 12 وتاريخ اليمن ص 150 «عامر بن العلاء» .
[4]
فى المصدرين السابقين: «يعفر بن عبد الرحيم الحوالى» .
عبد الرحمن وهو بشبام، فنزل بالجيش أسفل وادى ضلع، وأقام هنالك محاربا ليعفر وقتا، ثم عاد.
وعزل الواثق إيتاخ عن اليمن، وولاه جعفر بن دينار مولاهم، فقدم وحاصر يعفر مدة، وعاد إلى صنعاء فأقام بها سنة، وسار نحو العراق، واستخلف ابنه محمدا، فأتته ولايته من المتوكل، فلم يزل على ولايته حتى/ (91) قتل المتوكل وأقره/ المنتصر والمستعين ومن بعدهما إلى أن انتهت الخلافة إلى المعتمد على الله، وفوض الأمور لأخيه أبى أحمد الموفّق، فوردت كتب الموفّق فى سنة ثمان وخمسين ومائتين على محمد بن يعفر بولاية اليمن، فوجه عماله على المخاليف، وفتح حضرموت وكانت قد امتنعت على من قبله.
ثم أنه استخلف فى سنة اثنتين وستين ومائتين على عمله ابنه إبراهيم بن محمد، وحج وجدد له عهدا من الموفق، واستمر إبراهيم على ولايته إلى سنة سبعين ومائتين، وأمره جده يعفر بقتل ولديه محمد وأحمد ابنى يعفر، فقتلا بعد المغرب فى صومعة مسجد شبام، فانتشرت الأمور [1] عليه، وخالف عليه الفضل بن يونس المرادى بالجوف، وولد طريف غلامه بيحصب ورعين والمكرمان ببيجان، ومالوا إلى جعفر بن إبراهيم المناخى [2] فوجه ابن يعفر إلى المخالفين عليه من حاربهم فكانت سجالا، وولى إبراهيم محمد الدّعّام [3] الجوفين، ثم تغير عليه الدعام ونصب له الحرب، فسارت إليه عساكر إبراهيم فالتقوا بورور، فهزمهم الدعام وقتل منهم بشرا كثيرا، وقدم عهد بن يعفر على صنعاء ومخاليفها من الوزير صاعد [4] بن مخلد وزير المعتمد، فاعتزل إبراهيم ابن محمد عن الإمارة، وولى أبو يعفر ابنه عبد الرحيم، فأقام بصنعاء مدة، ثم عزله أبوه حين قدم صنعاء سنة ثلاث وسبعين ومائتين، واستعمل على صنعاء ولاة كثيرة، وكان أكثر مقامه بشبام، ثم اجتمع أهل صنعاء- من الأبناء
[1] فى المقتطف (56 و 57) وردت هذه الحادثة مفصلة وعبارته «أن إبراهيم بن محمد قتل أباه وعمه نزولا على أمر جده يعفر بن عبد الرحيم، وانظر أيضا (بلوغ المرام ص 18) .
[2]
فى «ك» ، وفى «أ» ما بعد الميم غير منقوط، وفى بلوغ المرام ص 18 جعفر بن أحمد المناخى صاحب المذيخر، وهو ما رجحناه.
[3]
يرد اسمه فى المراجع الأخرى: «الدعام بن إبراهيم» وفى الإكليل قال الهمدانى: كان الدعام بن إبراهيم كبير أرحب وسيد همدان فى عصره، وانظر فى خبره معدنى يعفر الحوالى «المقتطف 56 و 57» .
[4]
فى زامباور ص 7 ورد اسمه الحسن بن مخلد بن الجراح توفى فى ذى القعدة 263.
وغيرهم- والشهابيون على عماله بصنعاء، فقاتلوهم فقتل منهم/ (92) خلق كثير، ثم طردوهم، ونهبوا دار أبى يعفر، وأحرقوها، ولم يلبث أبو يعفر بعد ذلك أن قتل بشبام آخر المحرم سنة تسع وسبعين ومائتين، فقام بالأمر بعده عبد القاهر بن أحمد بن أبى يعفر أياما حتى قدم من العراق على بن الحسين المعروف بجفتم [1] فى صفر من السنة عاملا على صنعاء وأعمالها، فقاتله الدعّام بمدينة صنعاء فهزمهم جفتم، وأقام بها إلى سنة اثنين وثمانين [ومايتين] ، ورجع إلى العراق فسار الدعام نحو صنعاء، فدخلها ثم هرب منها، ورجع الأمر إلى بنى يعفر ومواليهم.
ثم إن أبا العتاهية بن الرّويّة المذحجى استدعى الهادى إلى الحق يحيى ابن الحسين بن القاسم من صعدة إلى صنعاء، فدخلها فى آخر المحرم سنة ثمان وثمانين ومائتين، فدعا الهادى إلى نفسه، فبايعه الناس، وضرب اسمه على الدينار والدرهم، وكتب فى الطّرز، ووجه عماله إلى المخاليف، فقبضوا الأعشار، وخرج إلى يحصب ورعين ونواحيها، واستخلف على صنعاء أخاه عبد الله بن الحسين، فأقام أياما، وعاد إلى صنعاء، ثم خرج منها إلى [2] شبام واستخلف ابن عمته على بن سليمان على صنعاء، وكان بنو يعفر وآل طريف بعضهم فى سجن صنعاء، وبعضهم فى سجن شبام، فاجتمعت همدان [3] وسواها، وقصدوا الهادى إلى شبام، فقابلوه بها، ووثب من بصنعاء على نائبه فأخرجوه، وكسروا السجن، وأخرجوا من به من آل يعفر وآل طريف، فاستولى عبد القاهر بن أبى الخير بن يعفر على صنعاء وخرج الهادى من شبام فأقام/ (93) بريدة وبيت [4] زود شهرا ثم عاد إلى صنعاء فى جيش كبير وجعل صاحب جيشه أبا العتاهية فلقيته جيوش آل يعفر بالرحبة [5] ، فهزمهم، ودخل
[1] الضبط من المقتطف ص 57.
[2]
شبام- ككتاب- جبل عظيم بصنعاء، وفى اليمن أربعة مواضع تضاف إلى شبام هى: شبام كوكبان، وشبام سخيم، شبام حراز، وشبام حضرموت. (مراصد الاطلاع 2/779 وتاج العروس ش ب م) .
[3]
فى الإكليل (للهمدانى ج 10) آل طريف بن ثابت: من بنى مرب من همدان منهم فرسان العرب وذوو شوكتها، وكانت لهم ولادة يعفر الحوالى (المقتطف 60 حاشية ص 1) .
[4]
فى ك «وثبت بزود» تحريف، والمثبت من «أ» ص 92 بريدة: مدينة باليمن شمالى صنعاء بينهما عشرون ميلا (بلوغ المرام ص 136) وزود: من ظاهر همدان (الإكليل 10/46) من قرى جبل تخلىء (صفة جزيرة العرب ص 190) .
[5]
الرحبة، ويقال لها رحبة صنعاء، وتبعد عنها ستة أميال (مراصد 2 ص 608) .