الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر اجتماع المماليك السلطانية وشكواهم وما حصل بسبب ذلك
وفى يوم الخميس الثامن والعشرين من صفر اجتمع جماعة من المماليك السلطانية الساكنين بالطّباق [1] بباب السلطان، واستغاثوا وشكوا إلى السلطان أنهم نقصوا من مرتبهم، وغيرت عادتهم فى طعامهم وتأخرت جامكيّتهم عنهم وكساويهم، وبالغوا فى الشكوى والأساة، فأرسل السلطان إليهم أن يختاروا من أعيانهم من يعبر إليه، ويشكوا ضررهم، ويشافهوه بحالهم، فامتنعوا من ذلك، وكانوا فى جمع كثير، فخرج السلطان إلى الرحبة، وسمع شكواهم، ولطف بهم، وقابل جهلهم بحلمه وسياسته ووعدهم إزالة ضررهم، وأنه يتولى ذلك بنفسه، وصرفهم إلى أماكنهم فانصرفوا إليها وكشف عمن حملهم على الجرأة ممن يعلم أحوال المماليك، فعين جماعة من المماليك أرباب الاقطاعات، فرسم بإخراجهم من القلعة وإسكانهم المدينة، فخرجوا فى يوم السبت سلخ صفر، وأخرج أيضا جماعة من الخدّام المقدمين والسواقين، ورسم بالنفقة فى أرباب الجامكيّات، وزيادة مرتبهم، وإصلاح أطعمتهم، ففعل ذلك، وسكنت أمورهم [2] .
ذكر وصول الأمير «علاء الدين الطنبغا» [3] نائب السلطنة/ بالمملكة الحلبية إلى الأبواب السلطانية وعوده
وفى يوم السبت سلخ صفر وصل الأمير علاء الدين الطّنبغا نائب السلطنة بالمملكة الحلبية إلى الأبواب السلطانية، وكان قد رسم بحضوره، فأرجف الناس به، وظن كثير منهم أنه لا يحضر، وأنه إذا حضر اعتقل، فلما وصله شمله الإنعام السلطانى بالتشريف والخيل والإحسان، وقدم له أعيان الأمراء التقادم [4] ، وبالغ القاضى كريم الدين وكيل السلطان فى خدمته وإكرامه، وأرسل إليه عدة كثيرة
[1] الطباق: كان معدا لسكنى المماليك السلطانية بقلعة الجبل، وانظر المقريزى (الخطط 2/204) .
[2]
ورد هذا الخبر فى المقريزى (السلوك 2/229) مخالفا لما أورده النويرى هنا وعلق عليه ثمة محققه بما أورده النويرى هنا، وبينهما اختلاف فى الطريقة التى عالج بها السلطان هذه الفتنة، وقد أوردها فى حوادث سنة 721، وانظر أيضا (النجوم 9/72 و 73) .
[3]
ترجمته فى ابن حجر (الدرر 1/408 و 409) وفيه أنه مات مخنوقا بالإسكندرية سنة 742 هـ.
[4]
التقادم: جمع تقدمة ويقصد بها الهدايا التى جرت العادة بتقديمها فى مناسبات، وكانت تختلف تبعا لمكانة المهدى إليه، وتبعا للمناسبة التى تقدم فيها.