الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بن عبد الله الحمزى، وولدا أزدمر: نجم الدين وبدر الدين، ومع المؤيد والده المظفّر والظافر، وعسكره الذى وصل معه من الشّحر، وجماعة من الجحافل مقدمهم عمر بن سهل، فالتقوا فيما بين تعز وعدن بمكان يسمى الدّعيس [1] .
وذلك فى آخر المحرم سنة خمس وتسعين، فحمل المؤيد على جيش الأشرف، فضعضعه، ثم خذله الجحافل، وتفرقوا عنه، وبقى فى نفر يسير، فتقدم إليه الملك الناصر جلال الدين بن الملك الأشرف، وألان له القول، وأشار عليه فى الدخول فى الطاعة، وحذره عاقبة المخالفة، فمال إلى ذلك، ورجع إلى الطاعة، فأراد الناصر أن يتوجه به إلى والده على حالته، فامتنع الشريف جمال الدين على بن عبد الله [الحمزى [2]] : وقال: أمر هذا الجيش إلىّ وقيد المؤيد، وحمله إلى الملك الأشرف، ووصل إليه وهو بالجوّه، وهو تحت حصن الدّملوة، فنقله إلى الحصن، واعتقله ببعض القاعات، فاستمر فى الاعتقال إلى أن مات الملك الأشرف، وكانت وفاته لسبع خلون [3] من المحرم سنة ست وتسعين وستمائة والله أعلم.
/
(149) ذكر ملك الملك المؤيّد هزبر الدين داود
[وهو] ابن الملك المظفّر شمس الدين يوسف بن الملك المنصور نور الدين عمر بن على بن رسول.
ملك فى ليلة وفاة أخيه الملك الأشرف لسبع خلون من المحرم سنة ست وتسعين وستمائة، وذلك أنه لما مات الأشرف كان والده: الملك الناصر [4] بالقحمة، والملك العادل صلاح الدين بصنعاء، فنهضت عمته الشمسية فى أمره، واستمالت الخدّام ومن بالحصن، فامتثلوا أمرها، وحضر الخدام إلى الملك فظن أنهم يقصدون قتله، فأخبروه بوفاة أخيه الملك الأشرف، وأخرجوه من
[1] لم أجده فى كتب البلدان وأورده الخزرجى فى: (العقودفى مواضع من الجزء الأول (301 و 304 و 330 و 339) محرفا إلى الدعبس، والدعنس، وصوبه ناشره فى فهرس العقود اللؤلؤية (2/452) الدعيس.
[2]
الزيادة من الخزرجى 1/289
[3]
فى المصدر السابق (1/297) لسبع بقين من المحرم.
[4]
فى الأصل بالمقحمة، وما هنا من أص 149، وياقوت (معجم البلدان 7/34) .
الدار التى هو معتقل بها إلى دار السلطنة، فلما شاهد أخاه ميتا سكن روعه عند ذلك، وأصبح الحراس، فأعلنوا بالترحّم على الملك الأشرف، والدعاء والصياح للملك المؤيّد، وكانت حاشية الملك المؤيد قد تفرّقوا، فأعلن المنادى من رأس الحصن بجمعهم من تلك الليلة، فاجتمعوا من خادم ومملوك، وغلام، وحملوا فى المكاتل والحبال، فلما وثق بمن اجتمع له من حاشيته وغلمانه أمر بفتح أبواب الحصن، فكان أول من صعد إلى الحصن، الصاحب حسام الدين حسان بن محمد العمرانى، وزير أخيه الملك الأشرف، فاجتمع بالمؤيد، وحلف له الأيمان المؤكدة، واستحلف له الأمراء والجند وأعيان الدولة،/ (150) وأمر بتجهيز الملك الأشرف وأخرج من الحصن فى تابوته، وأمامه ولدا [المؤيد [1]] المظفر والظافر، وأعيان الدولة، ودفن بمدرسته التى أنشأها بمغرية تعز، وأنشأ تاج الدين بن الموصلى فى ذلك اليوم الكتب عن المؤيّد إلى بلاد التّهايم، وبلاد الجبال بأجمعها، وإلى جهة صنعاء والأشراف يعلمهم أمر سلطنة المؤيد، فدخل الناس فى الطاعة، وأتته كتب الأشراف ورسلها بالتهنئة بالملك، وعقد الصلح، وكانوا عقيب موت الأشرف استولوا على عدة حصون [2] وعلى صعدة فوقع الصلح، وأعيدت الحصون.
وكان حصن الدّملوة بيد الطواشى «فاخر الأشرفى» قد ولاه إياه الملك الأشرف، ونقل إليه ذخائره التى كانت بالتّعكر، وأربعا من بناته، فراسله الملك المؤيد مرارا، فامتنع فاخر من تسليم الحصن، فجهز إليه المؤيد الأمير شمس الدين الطّنبا «أمير جاندار» بالعسكر، فحاصروه، فلم يتمكنوا منه، وامتنع الخادم من تسليمه إلا أن تصل إليه كتب أولاد مولاه الناصر والعادل، فكتب المؤيد إليهما فى ذلك، فكتبا إلى الخادم وأمراه بالتسليم، فامتنع من قبول الكتب، وقال: لا أقبلها حتى يأتينى ثقتيهما، فثقة الناصر خادمه مسك، وثقة العادل أنيس، فأرسل الملكان خادميهما إليه بالرسالة، فاشترط فاخر أن ينزل بجميع المال الذى طلع به من التّعكر، فأجابه المؤيد إلى ذلك، فنزل ببنات مولاه الأربع، وبما كان عنده، واقتسمه الورثة الأشرفية، ولم يكن فيه نقد غير
[1] عبارة الأصل (وأمامه ولداه) وقد آثرنا إظهار المراد بالضمير منعا للبس، وهكذا وردت العبارة فى الخزرجى (العقود 1/299) .
[2]
أورد الخزرجى (العقود 1/304) أسماء هذه الحصون وهى: الكولة، واللحام، ونعمان.