الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وشاهدوا مواكبه العظيمة، فرأوا ما لم يروا مثله، ثم أحضرهم السلطان فى يوم الاثنين الحادى والعشرين من الشهر، وخلع عليهم ثانيا نظير تلك الخلع، وأجابهم عن رسالتهم، وأنعم عليهم بالأموال الكثيرة، وأحسن إليهم غاية الإحسان.
وكان فى جملة رسالتهم سؤال السلطان أن يزوج ابنته من ابن الأمير جوبان نائب الملك أبى سعيد، فاعتذر السلطان عن ذلك بصغرها، وقال: إن هذه عمرها خمس سنين، وإذا صلحت للتزويج أجبنا سؤالكم إن شاء الله تعالى، وأعادهم مكرمين، فكان توجههم من قلعة الجبل فى يوم الثلاثاء/ (60) الثانى والعشرين من الشهر، وتوجه معهم الأمير سيف الدين أيتمش المحمدى حتى أوصلهم إلى غزة، هذا ما كان من خبرهم.
ذكر تجريد طائفة من العسكر إلى بلاد النوبة
وفى هذه السنة- فى شوال منها- أمر السلطان بتجريد طائفة من العسكر المنصور المصرى إلى بلاد النوبة، فجرد ثلاثة من الأمراء [1] وهم: سيف الدين طقصبا [2] الناصرى الحسامى، وهو المقدم على العسكر، وعلاء الدين على بن قرا [3] سنقر المنصورى، وعز الدين أيدمر الكبكى [4] ، وجرّد جماعة من المماليك السلطانية، ومن الحلق، ومن أجناد الأمراء، من كل أمير ماية جنديان، ومن كل أمير طبلخاناه جندى، فبلغت عدتهم نحو خمسماية فارس، وكان خروجهم من القاهرة فى مستهل ذى الحجة.
[1] أورد المقريزى فى (السلوك 2/250) هذا الخبر فى حوادث سنة 723 هـ. ولم يجر على ترتيب النويرى فى ذكر أمراء الحملة.
[2]
فى المصدر السابق أورد اسمه الأمير طقصبا، المرتبة فديته بقوص، وذكر ابن حجر فى الدرر (2/225) طقصبا الظاهرى، وقال فى ترجمته: أنه ولى نيابة قوص وغزا النوبة مرتين فى سنة 705 هـ، وفى سنة 716 هـ ومات فى سنة 745 هـ.
[3]
ترجمته فى الدرر (3/95) ووفاته سنة 748 هـ.
[4]
كذا أورد اسمه أيضا فى المقريزى (السلوك 2/250) ولم يذكره ابن حجر فى الدرر فيمن اسمه «أيدمر» ولم يرد له ذكر فى النجوم.
وسبب تجريد هذا العسكر أن كنز الدولة بن شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك بن الكنز، لما تملك النوبة بعد وفاة خاله إبرام أخى كرنبس [1]- كما تقدم- واستقل بالملك، واتصل ذلك بالسلطان أفرج عن كرنبس، وجهزه إلى النوبة، وجرّد هذا العسكر لنصرته فتوجهوا، فلما قاربوا البلاد فارقها كنز الدولة، وتوجه وصحبته من انضم إليه من العربان، فتبعه العسكر إلى الأبواب، فلم يظفروا به، فلما حصل أمانهم منه، عادوا إلى دنقلة [2] ، وملكوا كرنبس بها، وعاد العسكر وتركه، ولما علم كنز الدولة بعود العسكر جمع العربان وعاد إلى دنقلة، وأخرج كرنبس منها، واستقل بملكها، ووصل كرنبس إلى ثغر أسوان، فرسم له بالمقام به، فأقام به إلى أواخر/ (61) سنة ست وعشرين وسبعمائة، وكان من أمره ما نذكره إن شاء الله تعالى.
وفى سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة أيضا، فى ليلة يسفر صباحها عن نهار الثلاثاء ثالث المحرم توفى الملك المجاهد أنس [3] بن الملك العادل زين الدين كتبغا المنصورى الضرير بالقاهرة، ودفن بتربة والده بالقرافة، وقد جاوز خمسين سنة، وكانت زوجته ابنة الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحى] [4] قد اشترت منه ما يخصه من الدار المعروفة بإنشاء والده بالقاهرة، وحصل بينها وبينه خصام قبل وفاته أوجب انتقالها عنه إلى دار الشريف بن ثعلب، وسكنتها بالأجرة، فلما مات حصل بينها وبين إخوته خصام، فباعت ما ملكته من الدار الزينية لوكيل زوجة السلطان طغاى أم ولده، واشترى الوكيل من بقية الورثة ما يخصهم من الدار بستمائة ألف وثلاثين ألف درهم، وأخرج أولاد العادل منها، وتفرقوا بالقاهرة، وسكنوا فى عدة مساكن بالأجرة.
[1] الضبط من السلوك (2/250) .
[2]
رسمها المقريزى فى السلوك (2/250) دمقلة بميم مكان النون.
[3]
فى النجوم (9/261) والسلوك (2/252)«الملك المجاهد سيف الدين أنص» وفى الدرر (1/417) يقال له: أنس (بالسين والصاد) ابن السلطان الملك العادل زين الدين كتبغا المنصورى، مات فى المحرم سنة 723 هـ بعد ما كف بصره من سهم أصابه.
[4]
نهاية الصفحات التى سقطت من نسخة ك، وأضفناها إلى المتن من نسخة «أ» وقد سبقت الإشارة إلى ذلك فى ص 42 حاشية 3.