الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:
فلقد خلق الله الجن والإنس للعبادة كما قال سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}
(1)
. ومن أعظم العبادات الدعاء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ" ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}
(2)
.
(3)
(1)
سورة الذاريات، الآيات: 56، 57، 58.
(2)
سورة غافر، الآية:60.
(3)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (714). وأبو داود في 2 - کتاب الصلاة، 359 - باب الدعاء (1479). والترمذي في 48 - كتاب تفسير القرآن، 3 - باب: سورة البقرة، (2969)، وفي 41 - ب سورة المؤمن، (3247). وفي 49 - ك الدعوات، 1 - ب ما جاء في فضل الدعاء، (3372). والنسائي في الكبري، 82 - ك التفسير، سورة غافر، (11464 - 6/ 450). وابن ماجة في 34 - ك الدعاء، 1 - ب فضل الدعاء، (3828). وابن حبان (11464 - موارد). والحاكم (1/ 490 - 491). وأحمد (4/ 267 و 271 و 276 و 276 - 277). وابن المبارك في الزهد (1298). والطيالسي (801). وابن أبي شيبة (10/ 200). وابن جرير الطبري في التفسير (24/ 78 و 79). والطبراني في الصغير (1041). وفي الدعاء (1 - 7). وأبو نعيم في الحلية (8/ 120). والقضاعي في مسند الشهاب (29 و 30). والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 37). وفي الدعوات (4). والبغوي في التفسير (4/ 103). وفي شرح السنة (5/ 184 - 185/ 1384).
وقال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
(1)
، وقال سبحانه:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}
(2)
، وما من شيء من المخلوقات إلا وقد خضع لله طوعًا وكرهًا، كلٌ يسبح الله تعالى بتسبيح يَعْلَمُه منه سبحانه وتعالى؛ قال الله تعالي:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}
(3)
(4)
، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْل أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ»
(5)
، ولقد أسمعَ اللهُ الصحابةَ
= - من طريق ذر بن عبدالله المرهبي عن يسيع بن معدان الحضرمي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره.
- قال الترمذي: «حسن صحيح» وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ولم يتعقبه الذهبي. وجوَّد إسناده الحافظ في الفتح (1/ 64). وصححه الألباني في صحيح الجامع (3407) وصحيح الترمذي (1/ 138).
(1)
سورة البقرة، الآية 186.
(2)
سورة البقرة، الآية 152.
(3)
سورة النور، الآية 41.
(4)
سورة الإسراء، الآية 44.
(5)
أخرجه مسلم بلفظه في 43 - كتاب الفضائل، 1 - باب: فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وتسليم الحجر عليه قبل النبوة، (2277 - 4/ 1782). والترمذي في 50 - ك المناقب، 5 - ب في آيات إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم
…
، (300) بنحوه. والدارمي (1/ 25/ 20). وأحمد (5/ 89 و 95 و 5ہ 10). وابن أبي شيبة (11/ 464). والطبراني في الكبير (2/ 1907 و 1961 و 1995 و 2028). وفي الصغير (167). وأبو نعيم في الدلائل (300). وفي تاريخ أصبهان (1/ 108). والبيهقي في الدلائل (13/ 287). والبغوي في شرح السنة (13/ 287).
- من طرق عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة به مرفوعًا.
تسبيح الطعام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم «وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ"
(1)
.
وقد ألَّف العلماء في الذكر وفضله، والدعاء كتبًا عظيمة ولم يُغفلوا هذا الموضوع بل كتبوا فيه كثيرًا وعلى رأسهم الإمام النووي رحمه الله تعالى، وكتابه عظيم النفع في بابه، وقد قيل فيه: بِعِ الدارَ واشتَرِ الأذكار. ولما اطَّلعت على بعض كتب الأذكار أحببت أن أجمع منها من الأحاديث الصحيحة والحسنة ما تيسر من الأذكار والدعوات، وأعزوها إلى مصادرها الأصلية من كتب السنة، وأضيف إليها ما تيسر لي من الأذكار من كتب الحديث، وأرتِّب أذكارة ودعوات ورقي؛ لتكون مرجعا لي ولمن أراد من القاصرين مثلي.
وقد جمعت في هذا الكتاب الأذكار والدعوات والرقى التي يحتاجها المسلم، ولابد له من المواظبة عليها في مناسباتها التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل بها فيها وترتيبي على النحو الآتي:
(1)
هو طرف من حديث عبدالله بن مسعود قال: «كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفًا. کنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقلَّ الماء، فقال: «اطلبوا فضلة من ماء» فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ثم قال: «حيَّ على الطَّهور المبارك، والبركة من الله» فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل». . -
أخرجه البخاري في 61 - ك المناقب، 25 - ب علامات النبوة في الإسلام، (3579). والترمذي في 46 - ك المناقب، 14 - ب في ذکر تسبيح الطعام
…
، (3633). وقال:«حسن صحيح» . النسائي في 1 - ك الطهارة، 61 - ب الوضوء من الإناء، (1/ 60 / 77). والدارمي (1/ 28 / 29). وابن خزيمة (204). وأحمد (1/ 460). والطحاوي في المشكل (4/ 332). والبيهقي في الدلائل (4/ 117 و 129 - 130) و (6/ 62). وابن أبي شيبة (11/ 474). وأبو نعيم في الدلائل (311 و 312).
الذكر وفضله من الكتاب والسنة، والدعاء الذي يحتاجه المسلم في حياته، بل في يومه وليلته من وقت استيقاظه من النوم في الصباح الباكر إلى نومه من الليلة الأخرى - ما عدا الفرائض والواجبات التي علمت من دين الإسلام بالضرورة - ومن ذلك أذكار الصباح والمساء، والاستيقاظ من النوم، ودخول المنزل والخروج منه، وغير ذلك من الأذكار والدعوات. ثم أتبعت ذلك بشروط الدعاء وموانع الإجابة، وآداب الدعاء وأوقات وحالات وأماكن إجابة الدعوات، وأسباب قبول الدعاء. وذكرت نماذج ممن يستجيب الله دعاءهم ثم بينت اهتمام الأنبياء بالدعاء، وأهمية الدعاء ومكانته في الحياة. ثم جمعت معظم الدعوات التي وردت في كتاب الله عز وجل، سواء كانت من دعوات الأنبياء والمرسلين أو من الدعوات التي ذكرها الله تعالى عن الصالحين، ثم جمعت دعوات غير مقيدة بزمن معين من دعوات النبي صلى الله عليه وسلم. وأتبعت ذلك كله بأهمية العلاج بالرقى المشروعة من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الل ه، ومنها: علاج السحر قبل وقوعه وبعده، وعلاج العين قبل الإصابة وبعدها، مع بيان الأسباب التي تدفع عين الحاسد عن المحسود، بإذن الله تعالى، وعلاج التباس الجني بالإنسي، وعلاج الأمراض النفسية، وعلاج القرحة والجرح، وعلاج: المصيبة، والهم والحزن، والكرب، والقلق، والفزع، والحمى، والغضب، والعلاج بالحبة السوداء، والعسل، وماء زمزم، وعلاج أمراض القلوب، وغير ذلك.
وقد عزوت جميع الأحاديث المذكورة في هذا الكتاب واستفدت كثيرة من تخاريج الشيخ الألباني، والشيخ عبدالقادر الأرناؤوط والشيخ شعيب الأرناؤوط وشيخنا الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، حفظهم الله تعالى وأثابهم، ونفعنا وجميع المسلمين بعلومهم. وقد سميته:«الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة» .
وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم؛ وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبع أثره إلى يوم الدين.
المؤلف سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حرر في بداية عام 1406 ه