المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الدعاء للميت في الصلاة عليه - الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي - جـ ١

[سعيد بن وهف القحطاني - ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌مقدمة الطبعة الثالثة

- ‌الباب الأول: الأذكار من الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: فضائل الذكر ومجالسة

- ‌المبحث الأول: فضائل الذكر من القرآن العظيم

- ‌المبحث الثاني: فضل الذكر من السنة النبوية

- ‌المبحث الثالث: فضل قراءة القرآن العظيم

- ‌المبحث الرابع: فضل قراءة القرآن فِي الصلاة

- ‌المبحث الخامس: فضل تعلم القرآن وتعليمه ومدارسته

- ‌المبحث السادس: فضل التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح

- ‌المبحث السابع: كيف كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يسبح

- ‌المبحث الثامن: الترهيب من أن يجلس الإنسان مجلسًا

- ‌الفصل الثاني: الأذكار من الكتاب والسنة

- ‌ أذكار الاستيقاظ من النوم

- ‌ فضل الذكر بَعْدَ الاستيقاظ من النوم

- ‌ دعاء لبس الثوب أَوْ العمامة أَوْ نحوهما

- ‌ دعاء لبس الثوب الجديد

- ‌ الدعاء لمن لبس ثوباً جديداً

- ‌ ما يقول إذا وضع ثوبه

- ‌ دعاء دخول الخلاء

- ‌ دعاء الخروج من الخلاء

- ‌ الذكر قبل الوضوء

- ‌ الذكر بَعْدَ الفراغ من الضوء

- ‌ الذكر عند الخروج من المنزل

- ‌ الذكر عند دخول المنزل

- ‌ فضل دعاء دخول المنزل

- ‌ دعاء الذهاب إِلَى مسجد

- ‌ دعاء دخول المسجد والخروج منه

- ‌ أذكار الأذان

- ‌ الدعاء علي من ينشد ضال فِي المسجد

- ‌ الدعاء على من يبيع فِي المسجد

- ‌ دعاء الاستفتاح

- ‌ دعاء الركوع

- ‌ دعاء الرفع من الركوع

- ‌ دعاء السجود

- ‌ دعاء الجلسة بَيْنَ السجدتين

- ‌ فضل السجود إِذَا مر القارئ بآية سجدة

- ‌ مَا يقول فِي دعاء سجود القرآن بالليل

- ‌ دعاء سجود التلاوة مطلقًا

- ‌ التشهد

- ‌ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بَعْدَ التشهد

- ‌ الدعاء بَعْدَ التشهد الأخير وقبل السلام

- ‌ الأذكار والدعاء بَعْدَ السلام من الصلاة

- ‌ فضل الذكر بَعْدَ صلاة الفجر

- ‌ صلاة التوبة

- ‌ دعاء صلاة الاستخارة

- ‌ أذكار الصباح والمساء

- ‌ أذكار النوم

- ‌ الدعاء إِذَا تقلب ليلًا

- ‌ دعاء القلق والفزع من النوم ومن بلي بالوحشة وغير ذلك

- ‌ مَا يفعل من رَأَى الرؤيا أَوْ الحلم

- ‌ دعاء قنوت الوتر

- ‌ الذكر عقب السلام من الوتر

- ‌ دعاء الهم والحزن

- ‌ دعاء الكرب

- ‌ دعاء لقاء العدو وذي السلطان

- ‌ دعاء من خاف لَمْ السلطان

- ‌ الدعاء على العدو

- ‌ مَا يقول إِذَا خاف قومًا

- ‌ دعاء من أصابه شك فِي الإيمان [دعاء من بلي بالوسوسة]

- ‌ دعاء قضاء الدين

- ‌ دعاء من نزل بِهِ وسوسة فِي صلاته أَوْ قراءته

- ‌ عداوة الشيطان

- ‌ دعاء من استصعب عليه أمر

- ‌ مَا يقول ويفعل من أذنب ذنبا

- ‌ الدعاء الَّذِي يطرد الشيطان ووساوسه

- ‌ الدعاء حينما يقع مَا لَا يرضاه أَوْ غلب علي أمره

- ‌ تهنئة المولود لَهُ وجوابه

- ‌ مَا يعوذ بِهِ الأولاد وغيرهم

- ‌ الدعاء للمريض فِي عيادته

- ‌ فضل عيادة المريض

- ‌ دعاء المريض الَّذِي ينس من حياته

- ‌ تلقين المحتضر

- ‌ دعاء من أصيب بمصيبة

- ‌ الدعاء عند المريض والميت

- ‌ الدعاء عند إعماض الميت

- ‌ الدعاء للميت فِي الصلاة عليه

- ‌ الدعاء للفرط فِي الصلاة

- ‌ دعاء التعزية

الفصل: ‌ الدعاء للميت في الصلاة عليه

63 -

‌ الدعاء عند إعماض الميت

220 -

عَنْ أم سلمة رضي الله عنها؛ قَالَت: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ

(1)

، فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ:«إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ» فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ. فَقَالَ: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَاّ بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ» ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِييِّنَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ

(2)

، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ»

(3)

.

64 -

‌ الدعاء للميت فِي الصلاة عليه

221 -

1 - عَنْ عوف بن مالك رضي الله عنه؛ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى جَنَازَةٍ فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ

=والبيهقي (3/ 383) و (4/ 64). وابن عبد البر في التمهيد (3/ 181 - 182).

(1)

شق بصره: أي: شخص، وصار ينظر إلي الشيء لا يرتد إليه طرفه. [شرح مسلم للنووي (6/ 221 - 222) النهاية (2/ 491)].

(2)

واخلفه في عقبه في الغابرين: أي: كن له خليفة في ذريته الباقين. [شرح مسلم للنووي (6/ 222). عون المعبود (8/ 269)].

(3)

أخرجه مسلم في 11 - ك الجنائز، 4 - ب في إغماض الميت، والدعاء له إذا حضر، (920) (2/ 634) وفي رواية: «وأخلفه في تركته «و «اللهم أوسع له في قبره «وأبو داود في 15 - ك الجنائز، 21 - ب تغميض الميت، (3118) والنسائي في الكبري، 76 - ك المناقب، 44 - ب أبو سلمة رضي الله عنه، (8285)(5/ 77) وابن ماجه في 6 - ك الجنائز، 6 - ب ما جاء في تغميض الميت، (1454) وابن حبان (15/ 515/ 7041). وأحمد (6/ 297). وأبو يعلي (12/ 459/ 7030) والطبراني في الكبير (23/ 314 - 315/ 712 - 714) وفي الدعاء (1154 و 1155) والبيهقي في السنن (3/ 384) وفي المعرفة (3/ 122 - 123). =

ص: 448

بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَردِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ- أَوْ: مِنْ عَذَابَ النَّارْ-» حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الْمَيِّتَ

(1)

.

222 -

2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبنَا، وَصَغِيرنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنًا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ»

(2)

.

(1)

أخرجه مسلم في 11 - ك الجنائز، 26 - ب الدعاء للميت في الصلاة، (963) (2/ 622) وفي رواية: «وقد فتنة القبر وعذاب النار «والترمذي في 8 - ك الجنائز، 38 - ب ما يقول في الصلاة علي الميت، (1025) وقال: «هذا حديث حسن صحيح، وقال محمد بن إسماعيل] يعني: البخاري]: أصح شيء في هذا الباب: هذا الحديث «والنسائي في 1 - ك الطهارة، 50 - ب الوضوء بماء البرد، (62)(1/ 51 - 52) وفي 21 - ك الجنائز، 77 - ب الدعاء، (1982 و 1983)(4/ 73) وفي عمل اليوم والليلة (1087) وابن ماجه في 6 - ك الجنائز، 23 - ب ما جاء في الدعاء في الصلاة علي الجنازة، (1500) وابن الجارود (538 و 539) وأحمد (6/ 23 و 28) والطيالسي (999) وابن أبي شيبة (3/ 291) و (10/ 409) والروياني (601) والطبراني في الكبير (18/ 44 و 45 و 59/ 76 - 79 و 108) وفي الدعاء (1162 - 1164) وفي مسند الشاميين (1/ 326/ 574) و (2/ 345/ 1466). والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 40) وفي إثبات عذاب القبر (159) والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 427)

(2)

هذا الحديث يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف واختلف عليه في إسناده:

- فرواه عنه يحيي بن أبي كثير، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وأبو مجيح أو ابن أبي نجيح:

* أما رواية يحيي بن أبي كثير، فقد اختلف عليه فيها:

1 -

فرواه الأوزاعي عنه، واختلف عليه:

(أ) فرواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج [ثقة، التقريب (618)] وهقل بن زياد] كاتب=

ص: 449

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=الأوزاعي ومن أثبت أصحابه، ثقة التهذيب (9/ 70)] والوليد بن مسلم [ثقة، يدلس حديث الأوزاعي ويسويه عن الكذابين، التهذيب (9/ 167)، ولم يصرح بالسماع] وشعيب بن إسحاق [ثقة، من أصحاب الأوزاعي. التهذيب (3/ 635)]. وإسماعيل بن عياش [صدوق في روايته عن الشاميين، وهذا منها. التهذيب (1/ 331) إلا أنه قرن مع الأوزاعي: سعيد بن يوسف الرحبي، وهو ضعيف، التقريب (392)]: خمستهم عن الأوزاعي عن يحيي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعا.

- أخرج حديثهم: أبو داود (3201) والترمذي (1024) والنسائي في عمل اليوم والليلة (1080) وابن حبان (7/ 339/ 3070 - إحسان) والحاكم (1/ 358) والبيهقي (4/ 41) وأبو يعلي (10/ 403/ 6009) والطبراني في الدعاء (1174 و 1174/ أ).

- وقد تابع الأوزاعي علي هذا الوجه:

- هشام بن حسان [ثقة، والإسناد إليه غريب] وأيوب بن عتبة] صحيح الكتاب عن يحيي إذا روي عنه يمامي، فإذا روي عنه أهل العراق، فحديثه ضعيف. التهذيب (1/ 424) والراوي عنه هنا بغدادي] وصاحب لسويد أبي حاتم] راوية عن يحيي: مبهم، وسويد: هو ابن إبراهيم: فيه ضعف لسوء حفظه. التهذيب (3/ 557)] وعاصم] لا أدري من عاصم هذا، والإسناد إليه ضعيف]: أربعتهم عن يحيي عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مختصرا.

- أخرج حديثهم: أحمد (2/ 368). وأبو يعلي (10/ 404/ 6010) والطبراني في الدعاء (1175 و 1177).

(ب) ورواه الوليد بن مزيد [ثقة ثبت، وهو أثبت أصحاب الأوزاعي. التهذيب (9/ 166)].

وبشر بن بكر [ثقة يغرب. التقريب (168)] كلاهما عن الأوزاعي عن يحيي بن أبي سلمة مرسلا. ولم يذكرا أبا هريرة في الإسناد.

- أخرجه البيهقي في السنن (4/ 41).

- وتابع الأوزاعي علي هذا الوجه:

- أبان بن يزيد العطار [ثقة، مقدم في يحيي. التهذيب (1/ 125)] وعلي بن المبارك [ثقة، مقدم في يحيي. التهذيب (5/ 734)] وهمام بن يحيي [ثقة، مقدم في يحيي، التهذيب (9/ 74)] ومعمر ابن راشد [ثقة ثبت. التهذيب (8/ 282)]: أربعتهم عن يحيي عن أبي سلمة مرسلا.

- أخرج حديثهم: عبد الرزاق (3/ 486/ 6419) وابن أبي شيبه (3/ 292) وأحمد (4/ 170) و (5/ 299 و 308) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 203/ 2187).

- وقد ذكر الترمذي والدار قطني في العلل (9/ 324): هشاما الدستوائي فيمن رواه عن يحيي عن أبي سلمة مرسلا.

(ج) ررواه الوليد بن مزيد وهقل بن زياد وبشر بن بكر والمعافي بن عمران [ثقة عابد فقيه. التقريب=

ص: 450

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (953)] ويحيى بن عبد الله البابلتي] ضعيف، لم يسمع من الأوزاعي. التهذيب (9/ 265)]: خمستهم عن الأوزاعي عن يحيي بن أبي كثير حدثني أبو إبراهيم الأشهلي عن أبيه قال:. .. فذكره مرفوعا إلي قوله: «وأنثانا» .

- أخرجه الترمذي (1024) والنسائي (1084) والبيهقي (4/ 41) والطبراني في الدعاء (1167) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3070) وابن الأثير في أسد الغابة (6/ 343).

- وقد تابع الأوزاعي علي هذا الوجه:

- هشام بن أبي عبد الله الدستوائي [ثقة ثبت، وهو أثبت أصحاب يحيي بن أبي كثير التهذيب (9/ 51)]، وأبان بن يزيد العطار، وحرب بن شداد [ثقة. التقريب (228)]، ومحمد بن يعقوب] هو اليمامي، له مناكير، اللسان (5/ 433)]: أربعتهم عن يحيي عن أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه به مرفوعا.

- أخرجه النسائي في المجتبي (1985)(4/ 74) وفي عمل اليوم والليلة (1085). وابن الجارود (541). وأحمد (4/ 170) و (5/ 308 و 412) وابن أبي شيبه (3/ 291 - 292) و (10/ 409 - 410) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 204/ 2188) والطبراني في الدعاء (1166 و 1168 و 1170) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3070) والبيهقي (4/ 41) والمزي في تهذيب الكمال (33/ 6).

- وقد اختلف فيه علي هشام الدستوائي، ولمحمد بن يعقوب فيه إسناد آخر:

- أما هشام: فقد رواه عنه ثقات أصحابه: يحيي بن سعيد القطان ويزيد بن زريع وعبد الصمد ابن عبد الوارث وأبو أسامة حماد بن أسامة وحجاج بن نصير: خمستهم عن هشام به كما تقدم.

- وخالفهم مسلم بن إبراهيم الفراهيدي [وهو: ثقة مأمون. التقريب (937)] فرواه عن هشام ثنا يحيي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعا.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (1176).

- وهي رواية شاذة، خالف فيها مسلم بن إبراهيم من هو أوثق منه وأكثر.

- وأما محمد بن يعقوب: فله فيه إسناد آخر:

- فقد رواه أيضا عن يحيي عن أبي إبراهيم أن أبا سلمة حدثه أن أباه حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر الحديث.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (1169).

- وهو منكر؛ محمد بن يعقوب: له مناكير] التاريخ الكبير (1/ 266). الجرح والتعديل (8/ 121) الثقات (9/ 46 و 62) الكامل (6/ 166) الميزان (4/ 70) اللسان (5/ 433)].

- وقد روى الإسنادين جميعا: محمد بن عبد الواحد بن عنبسة بن عبد الواحد ثنا جدي عنبسة بن عبد الواحد عن محمد بن يعقوب بالإسنادين. =

ص: 451

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=ومحمد بن عبد الواحد: لم أقف له علي ترجمة.

- وخلاصة ما تقدم من الاختلاف: أن الصحيح: هو ما رواه الحفاظ من أصحاب الأوزاعي] الوليد بن مزيد وبشر بن بكر وغيرهما] وما رواه الحفاظ من أصحاب يحيي] هشام الدستوائي وأبان بن يزيد العطار وغيرهما] عن أبي سلمة مرسل، وعن أبي إبراهيم عن أبيه مرفوع.

* قال أبو حاتم فيمن ذكر أبا هريرة في الإسناد: «هذا خطأ، الحفاظ لا يقولون: أبو هريرة، إنما يقولون: أبو سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم» [العلل (1/ 354)] وقال أيضا: «رواه يحيي بن أبي كثير عن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم: مرسل، لا يقول: أبو هريرة، ولا يوصله عن أبي هريرة إلا غير متقن، والصحيح: مرسل» [العلل (1/ 357)].

* وقال الدرا قطني: «والصحيح عن يحيي: قول من قال: عن أبي إبراهيم عن أبيه، وعن أبي سلمة مرسل» [العلل (9/ 325) وانظر: العلل (4/ 271 - 272)].

2 -

ورواه همام بن يحيي عن يحيي: فوهم حيث سمي أبا إبراهيم الأشهلي عبد الله بن أبي قتادة

- قال همام: حدثنا يحيي بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم علي ميت فسمعه يقول:. .. فذكره إلي قوله: «علي الإيمان» .

- أخرجه النسائي (1086). وأحمد (4/ 170) و (5/ 299 و 308) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 203/ 2187) والطبراني في الدعاء (1171) والبيهقي (4/ 41).

- قال ابن أبي عاصم: «قال أبو بكر بن أبي شيبه: أبو إبراهيم هو عبد الله بن أبي قتادة» .

- وقد سأل الترمذي البخاري عن اسم أبي إبراهيم فلم يعرفه.

- وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 364): «وتوهم بعض الناس أنه عبد الله بن أبي قتادة وغلط فأن أبا قتادة من بني سلمة، وأبو إبراهيم رجل من بني عبد الأشهل» .

- وقال الدار قطني في العلل (4/ 272): «وأبو إبراهيم: قيل في الحديث: رجل من بني عبد الأشهل، ومن قال فيه: أن أبا إبراهيم: عبد الله بن أبي قتادة؛ فقد وهم «

- وانظر: الاستغناء لابن عبد البر (1/ 372).

3 -

ورواه عكرمة بن عمار] فوهم أيضا حيث جعله من مسند عائشة، وهو مضطرب في حديث يحيي ابن أبي كثير، ولم يكن عنده كتاب. التهذيب (5/ 628)] فقال: حدثنا يحيي بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت عائشة: كيف كان صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم علي الميت؟ قالت: كان يقول:.

فذكره، إلي قوله:«علي الإيمان» .

- أخرجه النسائي (1079) والحاكم (1/ 358). والبيهقي (4/ 41).

- قال الترمذي: «وحديث عكرمة بن عمار: غير محفوظ، وعكرمة ربما يهم في حديث يحيي» .

* وأما رواية محمد بن إبراهيم التيمي: فيرويها عنه: محمد بن إسحاق وقد اختلف عليه فيها:

1 -

فرواه علي بن مسهر ومحمد بن سلمة الباهلي وحماد بن سلمة وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم=

ص: 452

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=الزهري: أربعتهم] وهم ثقات] عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعا.

- أخرجه النسائي (1081) وابن ماجه (1498) والطبراني في الدعاء (1173) والبيهقي (4/ 41) وذكر الدار قطني الاختلاف فيه في العلل (9/ 321).

2 -

وخالفهم: إسماعيل بن عياش فرواه عن محمد بن إسحاق عن عمران بن أبي أنس عن أبي سملة عن أبي هريرة به مرفوعا.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (1172).

- وإسماعيل بن عياش: ضعيف في روايته عن أهل الحجاز والعراق وهذه منها.

- وأما الرواية المحفوظة عن ابن إسحاق:

- فهي معلولة، فابن إسحاق مدلس ولم يصرح بالسماع، وقد خال يحيي بن أبي كثير] في المحفوظ عنه] ويحيي بن أبي كثير أثبت من التيمي في أبي سلمة، والحمل فيه علي ابن إسحاق.

- وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديثه فقال: «رواه يحيي بن أبي كثير عن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم: مرسل، لا يقول: أبو هريرة. ولا يوصله عن أبي هريرة إلا غير متقن، والصحيح: مرسل» [العلل (1/ 357)].

- وانظر: علل الدار قطني (9/ 321).

* وأما رواية محمد بن عمرو بن علقمة: فهي عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال: كان يقال علي الصلاة علي الجنازة:.

فذكره إلي قوله: «علي الإيمان» .

- أخرجه النسائي (1082 و 1083) وابن أبي شيبه (3/ 293).

- ومحمد بن عمرو: صدوق له أوهام [التقريب (884)] ورواية يحيي بن أبي كثير] في المحفوظ عنه] أولي بالصواب، فهو من أثبت الناس في أبي سلمة [سؤالات ابن بكير (45)].

* وأما رواية أبي نجيح أو ابن أبي نجيح:

- فيرويها ابن أبي ليلي: فمرة يقول: عن رجل من أهل مكة عن أبي سلمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة علي الجنازة:.

فذكره مختصرا.

- أخرجه ابن أبي شيبه (3/ 292) و (10/ 410 - 411)

- ومرة يقول: عن أبي نجيح أو ابن أبي نجيح عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم به إلي قوله: «علي الإيمان» .

- أخرجه البزار (3/ 254/ 1545 - البحر الزخار).

- وقال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن أبي سملة عن عبد الرحمن إلا من هذا الوجه، وقد رواه أبو حمزة الثمالي عن ابن أبي ليلي عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من ذلك» .

- وقال الدار قطني في أطراف الغرائب والأفراد (1/ 358): «غريب من حديث أبي سلمة عن =

ص: 453

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=أبيه، تفرد به ابن أبي ليلي عن أبي نجيح أو ابن أبي نجيح عن أبي سلمة».

- قلت: وابن أبي ليلي: سيء الحفظ جدا، فلا يعول عليه عند الاختلاف.

- وقد مضي له طريق آخر عن أبي سلمة عن أبيه.

* ورواه أبو حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية عن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن عبد الرحمن ابن عوف بنحوه مرفوعا مختصرا.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (1165)

- قال الدار قطني في أطراف الغرائب (1/ 359): «تفرد به ثابت بن] أبي] صفية- وهو أبو حمزة الثمالي - عنه» .

- قلت: وأبو حمزة هذا: ضعيف [التقريب (185)] وحديثه منكر.

* وقد تابعه عليه: من هو أضعف منه: أبو سعد البقال سعيد بن المرزبان.

- أخرجه الرامهر مزي في المحدث الفاصل (512).

* وفي الجملة: فأن الحديث حديث يحيي بن أبي كثير، والصحيح عنه فيه إسنادان:

- الأول: عن أبي سلمة، مرسل.

- الثاني: عن أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه، مرفوع.

- وقد تقدم نقل كلام أبي حاتم، والدار قطني في ذلك، وقال الترمذي بعد أن ساق وجوده الاختلاف في هذا الحديث:«وسمعت محمدا [يعني: البخاري] يقول: أصح الروايات في هذا، حديث يحيي ابن أبي كثير عن أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه، وسألته عن اسم أبي إبراهيم فلم يعرفه» .

- وانظر: الفتوحات الرابانية (4/ 174).

- هذا من حيث الترجيح بين وجوه الاختلاف، وأما من حيث الحكم علي الحديث فقد اختلف فيه:

- فقد صححه الترمذي فقال: «حديث والد أبي إبراهيم حديث حسن صحيح» . ولعله اعتمد في ذلك علي إثبات البخاري الصحبة لوالد أبي إبراهيم؛ قال الترمذي في العلل الكبير (385): «سألت محمدا عن أبي إبراهيم الذي روي عنه يحيي بن أبي كثير، عن أبي سعيد. قال: هو أبو إبراهيم الأشهلي، ولوالده صحبة، وهو الذي روي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة علي الميت. قلت له: أبو إبراهيم، ما اسمه؟ فلم يعرفه» .

- وقد ذكره في الصحابة: ابن أبي عاصم وابن منده وأبو نعيم وابن الأثير وغيرهم، ولا تثبت صحبته إلا من طريق ابنه.

- وأما أبو حاتم الرازي فقال في أبي إبراهيم الأشهلي وأبيه: «مجهول هو وأبوه» [العلل (1/ 363). وانظر: الكني للبخاري (4) الكني لمسلم (112) الجرح والتعديل (9/ 332) فتح الباب (107) الاستغناء (359 و 1354) الميزان (4/ 486) التهذيب (10/ 3)].

- والحديث صححه الألباني في أحكام الجنائز (158)] وفي صحيح أبي داود (2/ 300) برقم=

ص: 454

223 -

3 - وعن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه؛ قَالَ: صَلَّى بنا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فِي ذمَّتِكَ وَحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّار، وَأَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَالْحَقِّ [وفي رواية: وَالْحَمْدِ]، اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ؛ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»

(1)

.

224 -

4 - وعن يزيد بن ركانة ابن المطلب رضي الله عنه؛

= (3201)، وصحيح الترمذي (1/ 521) برقم (1024) وفي صحيح ابن ماجه برقم (1498)] «المؤلف»

* وفي الباب:

1 -

عن ابن عباس] عند الطبراني في الكبير (12/ 133/ 12680) وفي الأوسط (2/ 31/ 1158).

2 -

والحارث بن نوفل] عند ابن سعد في الطبقات (4/ 57) والطحاوي في المشكل (1/ 425). والطبراني في الكبير (3/ 238/ 3265)].

3 -

وأبي الدرداء] عند بحشل في تاريخ واسط (167)].

- وفي أسانيدها ضعف بين.

(1)

أخرجه أبو داود في 15 - ك الجنائز، 60 - ب الدعاء للميت، (3202) وابن ماجه في 6 - ك الجنائز، 23 - ب ما جاء في الدعاء في الصلاة علي الجنازة، (1499). وابن حبان (758 - موارد). وأحمد (3/ 491). والطبراني في الكبير (21/ 89/ 2214) وفي مسند الشاميين (3/ 160/ 1107) وفي الدعاء (1188) وأبو نعيم في الحلية (5/ 252).

- من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا مروان بن جناح قال: سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس يقول: سمعت واثلة بن الأسقع به مرفوعا.

- قلت: وهذا إسناد دمشقي صحيح.

- قال أبو نعيم: «تفرد به مروان عن يونس» .

- قلن: لا يضره تفرده فهو ثقة معروف بالرواية عن شيخه وهو من أهل بلده. وليس من الغرباء، ولم يعلى الدار قطني هذا الإسناد بالتفرد فلم يذكره في الغرائب والأهل

- قال الحافظ] الفتوحات (4/ 176)«هذه حديث حسن، وصحح إسناده الإلباني في أحكام الجنائز «(158)] وفي صحيح أبي داود (2/ 300) برقم (3202) وفي صحيح سند ابن ماجه (1/ 251) برقم (1499)] «المؤلف» .

ص: 455

(1)

أخرجه الحاكم (1/ 359) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 324/ 444) وابن قانع في معجم الصحابة (3/ 222 و 223) والطبراني في الكبير (22/ 249/ 647). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2788/ 6616).

- من طرق عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد ابن ركانة به مرفوعا.

- زاد يعقوب بن حميد بن كاسب في أوله: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى علي الميت كبر أربعا ثم قال: اللهم عبدك. .. فذكره، وزاد في أخره: ثم يدعو بما شاء الله أن يدعو» .

- وهذه زيادة شاذة، تفرد بها يعقوب بن حميد -وفيه ضعف [التهذيب (9/ 401)] ورواه إبراهيم بن المنذر الحزامي وأبو مصعب الزهري أحمد بن أبي بكر- وهما صدوقان -فلم يذكرا ذلك.

- قال الحاكم: «هذا إسناد صحيح، ويزيد بن ركانة وأبوه ركانة بن عبد يزيد صحابيان من بني المطلب بن عبد مناف، ولم يخرجاه» [ووافقه الذهبي، وانظر: أحكام الجنائز للألباني ص (125)]«المؤلف» .

- قلت: رجاله ثقات، غير الحسين بن زيد، قال ابن أبي حاتم لأبيه: ما تقول فيه؟ فحرك يده وقلبها، يعني: تعرف وتنكر، وقال ابن عدي:«وأرجو أنه لا بأس به، إلا أني وجدت في بعض حديثه النكرة» ، وروي عنه ابن المديني وقال:«فيه ضعف» ، وقال ابن معين: «لقيته ولم أسمع منه، وليس بشيء «ووثقه الدار قطني] الجرح والتعديل (3/ 53) الكامل (2/ 351) سؤالات البرقاني (85) الميزان (1/ 535) التهذيب (2/ 312)].

- ولأجل تفرده به عن جعفر الصادق مع ما فيه من مقال قال أبو حاتم: «هذا حديث منكر لا أصل له» [العلل (1/ 116)] يعني من حديث يزيد بن ركانة.

- وقد جاء هذا الحديث من حديث أبي هريرة واختلف عليه في رفعه ووقفه:

1 -

فرواه عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي أنه كان إذا صلى علي الجنازة قال: «اللهم عبدك، وابن عبدك، كان يشهد أن لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، أن كان محسنا فزد في إحسانه، وأن كان مسيئا فأغفر له، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده» .

- أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (260) مقتصرا علي أخره، وأبو يعلي (11/ 477/ 6598). وعنه ابن حبان (7/ 342/ 3073) والطبراني في الدعاء (1181).

2 -

وخالفه يحيي بن سعيد الأنصاري فرواه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه سأل عبادة ابن =

ص: 456

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=الصامت عن الصلاة على الميت، فقال: أنا ولله أخبرك، تبدأ فتكبر ثم تصلى على النبي، وتقول:

فذكره بنحوه موقوفا.

- أخرجه البيهقي (4/ 40).

- هكذا رواه شعبة بن الحجاج عن يحيى به.

- ورواه عبدة بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن سعيد المقبري: أن رجلا سأل أبا هريرة: كيف نصلى على الجنازة؟ فقال ابو هريرة:

فذكره بنحوه موقوفا إلا أنه جعل المسئول أبا هريرة، ولم يذكر فيه عبادة.

- ورواه عبدة بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن سعيد المقبري: أن رجلا سأل أبا هريرة: كيف تصلى على الجنازة؟ فقال أبو هريرة:

فذكره بنحوه موقوفا إلا أنه جعل المسئول أبا هريرة، ولم يذكر فيه عبادة.

- أخرجه ابن أبى شيبة (3/ 295).

3 -

ورواه مالك أبن أنس في موطئه} 16 - ك الجنائز، 6 - ب ما يقول المصلى على الجنائز (17) {عن سعيد بن أبى سعيد عن أبيه أنه سأل أبا هريرة: كيف تصلي على الجنازة؟ فقال أبو هريرة:

فذكره بنحو موقوفا، إلا أنه زاد في الإسناد أبا سعيد، ولم يذكر عبادة، وجعل السائل أبا سعيد، والمسئول أبا هريرة.

- قلت: أما رفع الحديث فلا يصح، فإن عبد الرحمن بن إسحاق: شيخ صالح الحديث لا تحتمل مخالفته للأئمة، فقد خالف في رفعه: مالكا الإمام رأس المتقنين وكبير المثبتين، ويحيى بن سعيد الأنصاري الثقة الثبت، حيث روياه موقوفا، وعلى ذلك فإن رفع الحديث، منكر، وخطأ بين.

- والحديث حديث مالك، فإنه أثبت وأحفظ من يحيى بن سعيد الأنصاري لا سيما وقد زاد في الإسناد رجلا، والزيادة إذا كانت من ثقة حافظ إمام كمالك وجب قبولها والله أعلم.

- ولا يقال بأن للحديث حكم الرفع، فإن باب الدعاء واسع، ومجال الاجتهاد فيه كبير، فليس في الدعاء على الميت دعاء توقيف، وقد بوب ابن أبي شيبة في مصنفة (3/ 294) بقوله:«من قال ليس على الميت دعاء مؤقت في الصلاة عليه، وادع بما بدا لك «وانظر: مصنف عبد الرزاق (3/ 486). ومما يدل على ذلك أيضا الأمر بإخلاص الدعاء للميت، فقد روى محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبى سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء»

- أخرجه ابو داود (3199). وابن ماجه (1497). وابن حبان (7/ 345 و 346/ 3076 و 3077 - إحسان). والبيهقي (4/ 40). والطبرانى في الدعاء (1205، 1206).

- وإسناده حسن، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند ابن حيان. وحسنه الألباني في الإرواء (732).

* وروى الزهري عن أبي أمامه بن سهل بن حنيف أنه أخبره رجل من أصحاب النبي: «أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرآ في نفسه، ثم يصلى على النبي، ويخلص الدعاء للجنازة في التكبيرات لا يقرأ في شيء منهن ثم=

ص: 457