الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: فضل الذكر من السنة النبوية
1 -
وعن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما: أنهما شهدا عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّهُ قَالَ: «لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عز وجل إِلَاّ حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»
(1)
.
2 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرونَ اللهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، قَالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ عز وجل-وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ-: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالَ: تَقُولُ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ. قَالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْني؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا وَاللهِ مَا رَأَوْكَ. قَالَ: فَيَقُولُ: كَيْفَ لَوْ رَأَوْني؟! قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا
(1)
أخرجه مسلم في 48 - كتاب الذكر والدعاء، 11 - باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، (2700 - 4/ 2074). والترمذي بنحوه في 49 - كتاب الدعوات، 7 - باب: ما جاء في القوم يجلسون فيذكرون الله ما لهم من الفضل، (3378). وقال:«حسن صحيح» . وابن ماجه بنحوه في 33 - كتاب الأدب، 53 - باب: فضل الذكر، (3791). وأحمد (2/ 447) و (3/ 33 و 49 و 92 و 94). والطيالسي، (2233 و 2386). وعبد الرزاق (11/ 293). وابن أبي شية (10/ 307 - 308). والطبراني في الدعاء (1898 - 1907). والبيهقي في الشعب (1/ 399). وفي الدعوات (5). والبغوي في شرح السنة (5/ 10).
- من طريق أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد به مرفوعًا.
- وقد رواه أبو معاوية وأبو أسامة وابن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعًا ضمن حديث طويل يأتي برقم (19) ولفظ الشاهد منه «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم بينهم إلا تزلت عليهم السكينة .. «أخرجه مسلم (2699 - 4/ 2074). وأبو داود (1455). والترمذي (2945). وابن ماجة (225). وأحمد (2/ 252).
أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا. قَالَ: يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي؟ قَالَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ. قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا. قَالَ: يَقُولُونَ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟! قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةُ. قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مِن النَّار. قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا. قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟! قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافةً. قَالَ: فَيَقُولُ: فَاشْهِدُكُمْ إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. قَالَ: يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قَالَ هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى جَلِيسُهُمْ»
(1)
.
(1)
متفق عليه: أخرجه البخاري بلفظه في 80 - كتاب الدعوات، 66 - باب: فضل ذكر الله عز وجل. (6408 - 11/ 212). ومسلم في 48 - كتاب الذكر والدعاء، 8 - باب: فضل مجالس الذكر (2689 - 4/ 2070)، وأوله: «إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلًا يتبعون مجالس الذكر
…
«الحديث بنحوه. والترمذي في 49 - ك الدعوات، 130 - باب ما جاء إن لله ملائكة سياحين في الأرض (3600)، وأوله: «إن لله ملائكة سياحين في الأرض فضلًا عن كتاب الناس
…
«الحديث بنحوه، وآخره: «فيقولون: إن فيهم فلانًا الخطاء لم يردهم إنما جاءهم لحاجة. فيقول: هم القوم لا يشقى لهم جليس» . وقال: «حسن صحيح» . والحاكم (1/ 495) بنحو رواية مسلم. وأحمد (2/ 251 و 252 و 358 و 359 و 382 و 383). والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 331 - 332). وفي الدعوات (7). وفي الشعب (1/ 399). والطيالسي (2434). والطبراني في الدعاء (1894 - 1897). وأبو نعيم في الحلية (8/ 117).
* غريب الحديث: فُضُلًا: ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم وإنما مقصودهم حلق الذكر. شرح النووي على مسلم (17/ 13) والنهاية (3/ 455).
* سيَّارة: سياحون في الأرض، من ساح في الأرض إذا هب فيها وسار. شرح النووي (17/ 13)، تحفة الأحوذي (10/ 42)، والنهاية (2/ 432).
3 -
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ»
(1)
.
4 -
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُم، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالَوا: بَلَى. قَالَ: ذِكْرُ اللهِ»
(2)
.
(1)
متفق عليه: أخرجه البخاري في 80 - ك الدعوات، 66 - ب فضل ذكر الله عز وجل، (6407) بلفظه. ومسلم في 6 - ك صلات المسافرين، 29 - ب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد، (779 - 1/ 359) بلفظ:«مثل البيت الذي يُذكر الله فيه، والبيت الذي لا يُذكر الله فيه: مثل الحي والميت» . وابن حبان (842 - الإحسان). والبيهقي في العشب (1/ 401). وفي الدعوات (8). والبغوي في شرح السنة (5/ 14). وانظر فتحالباري (11/ 214). ونتائج الأفكار (1/ 61).
(2)
أخرجه الترمذي بلفظه في 49 - كتاب الدعوات، 6 - باب منه، (3377)، وفي آخره قال معاذ بن جبل، «ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله» . وابن ماجة في 33 - ك الأدب، 53 - ب فضل الذكر، (3790) بنحوه وفي آخه قول معاذ:«ما عمل امرؤ بعمل أنجى له من عذاب الله عز وجل، من ذكر الله» . والحاكم (1/ 496). وفيه قول معاذ بنحوه. وأحمد (5/ 195)، بدون قول معاذ. والطبراني في الدعاء (1872). وأبو نعيم في الحلية (2/ 11 - 12). والبيهقي في الشعب (1/ 394). وفي الدعوات (20) وفيه قول معاذ.
- من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن زياد بن أبي ياد مولى ابن عياش عن أبي بحرية عن أبي الدرداء به مرفوعًا.
- قلت: إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
- قال الترمذي: «وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد مثل هذا بهذا الإسناد، وروى بعضهم عنه فأرسله» .
- وقال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ولم يتعقبه الذهبي.
- وقد اختلف في هذا الإسناد على زياد بن أبي زياد. [انظر: الموطأ، ك القرآن، (24). مسند أحمد (5/ 195 و 239) و (6/ 447)]. والصحيح ما أثبته، وانظر أيضًا: علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 181). وعلل الدارقطني (6/ 215). والحديث صحيح.
- وحديث أبي الدرداء صححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2629 وغيره.
- وقول معاذ مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أصح؛ كما قال الدارقطني: [انظر: المصنف لابن=
5 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَن ِّعَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»
(1)
.
=أبي شيبة (10/ 300) و (13/ 455). والمعجم الكبير (29\ 0/ 167/ 352). والمعجم الصغير (209). والمعجم الأوسط (2317). والعلل للدارقطني (6/ 64). ومجمع الزوائد (10/ 73)].
(1)
متفق عليه. ورد من حديث أبي هريرة وأنس وأبي ذر وأبي سعيد الخدري وواثلة بن الأسقع وأبي الدرداء، وغيرهم.
(أ) أما حديث أبي هريرة: فأخرجه بلفظ البخاري في 97 - كتاب التوحيد، 15 - باب: قول الله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} ، (745 - 13/ 395).
ومختصرًا في 35 - باب: قول الله تعالى: {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، (7505 - 13/ 747). وفي 50 - باب: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، (7537 - 13/ 521). ومسلم في 48 - كتاب الذكر والدعاء، 1 - باب: الحث على ذكر الله تعالى، (2675 - 4/ 2061). وفي 6 - باب: فضل الذكر والدعاء، (2675 - 4/ 2067). وفي 49 - ك التوبة، 1 - ب في الحض على التوبة، (2675 - 4/ 2102). والترمذي في 37 - كتاب الزهد، 51 - ب ما جاء في حسن الظن بالله، (2388) مختصرًا. وفي 49 - كتاب الدعوات، 132 - باب في حسن الظن بالله عز وجل، (3603) وقال:«حسن صحيح» . والنسائي في الكبرى، 72 - ك النعوت، (7730 - 4/ 412)، وابن ماجة في 33 - كتاب الأدب، 58 - باب: فضل العمل، (3822)، وابن حبان (2394 - موارد). وأحمد في المسند (2/ 251 و 315 و 391 و 405 و 413 و 435 و 445 و 4480 و 482 و 500 و 509 و 516 و 524 و 534). وفي الدعوات (17). وفي الأربعون الصغرى (43).
- من طرق كثيرة عن أبي هريرة، بألفاظ متقاربة، مطولًا ومختصرًا، وفي بعضها زيادات.
(ب) وأما حديث أنس.
- فأخرجه البخاري في 97 - كتاب التوحيد، 50 - باب: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه (7536 - 13/ 521) من قوله: «إذا تقرب العبد إليَّ شبرًا .... «إلى آخره.
- والحاكم (1/ 497) بلفظ: «قال الله عز وجل: عبدي أنا عند ظنك بي وأنا معك إذا ذكرتني «وإسناده ضعيف، لكنه صحيح بشواهده، وأحمد في المسند (3/ 122 و 127 و 130 و 138 =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= و 210 و 272 و 277 و 283).
- وانظر: الصحيحة برقم (2012).
- وحديث أنس هذا قال فيه الحافظ: «مرسل صحابي «(الفتح 13/ 522).
- قلت: فإن أنسًا قد رواه عند البخاري ومسلم وأحمد عن أبي هريرة.
(ج) وأما حديث أبي ذر:
- فأخرجه مسلم في 48 - كتاب: الذكر والدعاء، 6 - باب: فضل الذكر (2687 - 4/ 2068). وابن ماجة في 33 - كتاب الأدب، 58 - باب: فضل العمل، (3821)، وأحمد (5/ 153 و 169)، والطيالسي (464)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 336)، والبغوي في التفسير (2/ 146)، ورواه الحاكم (4/ 241) مختصرًا.
- من طريق المعرور بن سويد عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر' من تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرضي خطيئة لا يشرك بي شيئًا لقيته بمثلها مغفرة» .
- وله طريق أخرى: أخرجها أحمد (5/ 155)، والطبراني في الكبير (2/ 155/ 1646). من طريق ابن لهيعة عن يزيز بن عمرو عن زياد بن نعيم قال: سمعت أبا ذر الغفاري وهو على المنبر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولك «من تقرب إلى الله شبرًا
…
) فذكر بنحوه وفي آخره: «والله أعلى وأجل «ثلاثًا.
- قلت: إسناده ضعيف؛ لسوء حفظ ابن لهيعة وتدليسه.
(د) وأما حديث أبي سعيد الخدري: فأخرجه أحمد (3/ 40) من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعًا بلفظ: «من تقرب إلى الله شبرًا
…
«فذكره بنحوه إلى آخره.
- قلت: إسناده ضعيف، لضعف عطية.
(هـ) وأما حديث واثلة بن الأسقع: فأخرجه الدارمي (2/ 395/ 2731). وابن حبان (717 و 718 و 2393 و 2468 - موارد). والحاكم (4/ 240). وأحمد (4/ 106). وابن المبارك في الزهد (909). والطبراني في الكبير (22/ 87/ 210). والبيهقي في الأربعون الصغرى (124). وفي الشعب (2/ 6).
- من طريق هشام ابن الغاز عن حيان أبي النضر قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تبارك وتعالى: أنا عندي ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء» .
- قال الحاكم: «صحيح الإسناد» . قلت: وهو كما قال، ولم يتعقبه الذهبي.
- وقد تابه هشامًا عليه: الوليد بن سليمان بن أبي السائب. أخرجه أحمد (3/ 491). والطبراني (22/ 211). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= - وانفرد يزيد بن عَبيدة (صدوق- التقريب 1080) فرواه عن حيان به إلا أنه قال: «أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن بي خيرًا فله، وإن ظن شرًا فله» .
- أخرجه ابن حبان (716 - موارد). والطبراني (22/ 209).
- ولا يعضد هذه الرواية ما رواه عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: دخلنا على يزيد بن الأسود فدخل عليه واثلة، فذكر القصة إلى أن قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر» .
- أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 215). وأبو نعيم في الحلية (9/ 306).
- فإن عمرو بن واقد: متروك (التقريب 748).
- إلا أن لها إسنادًا صحيحًا عن أبي هريرة: فقد رواه حبان (2394 - موارد) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب ني عمرو بن الحارث- وذكر ابنُ سلم آخرَ معه- أنا أبا يونس حدثهم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله تعالى، يقول: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن بي خيرًا فله، وإن ظن شرًا فله» .
- قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر الصحيحة برقم (1663).
(و) وأما حديث أبي الدرداء: فيرويه بشر بن بكر ثنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء رعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني، وتحركت بي شفتاه» .
- أخرجه الحاكم (1/ 496). وقال: «صحيح الإسناد «ولم يتعقبه الذهبي.
- قلت: خولف فيه بشر: فرواه محمد بن مصعب القرقساني (ضعيف في الأوزاعي- التهذيب 7/ 429) وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج (ثقة. التقريب 618) ويحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي (ضعيف، لم يسمع من الأوزاعي. التهذيب 9/ 256) ثلاثتهم: عن الأوزاعي عن إسماهيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي هريرة مرفوعًا به.
- أخرجه ابن ماجة (3792). وأحمد (2/ 540). والبيهقي في الدعوات (13). والبغوي في شرح السنة (5/ 13/ 1242).
- قلت: وقد خولف هؤلاء الثلاثة أيضًا:
- فرواه أيوب بن سويد (ضعيف. التهذيب 1/ 421) عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس قالت: سمعت أبا هريرة في بيت أم الدرداء يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: .... فذكره
- أخرجه ابن حبان (2316 - موارد).
- ورواه عن إسماعيل غير الأوزاعي هكذا:
1 -
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا إسماعيل بن عبد الله عن كريمة بنت الحسحاس المزنية أنها =
6 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَل يُقَالُ لَهُ: جُمْدَانُ، فَقَالَ:«سِيرُوا هَذَا جُمْدَان سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» قَالَوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذِّاكِرَاتُ»
(1)
.
= حدثته قالت: ثنا أبو هريرة ونحن في بيت هذه- تعني أم الدرداء- به مرفوعًا.
- أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (436) مقرونًا بالأوزاعي. وأحمد (2/ 540). وابن المبارك في الزهد (956). والبيهقي في الشعب (1/ 291/ 510).
2 -
ربيعة بن يزيد الدمشقي عن إسماعيل به هكذا بنحوه رواية ابن جابر.
- أخرجه البيهقي في الشعب (2/ 291/ 509). وفي الدعوات (14). وقال: «هكذا روياه] يعني: ابن جابر وربيعة] عن إسماعيل بن عبيد الله ورواه الأوزاعي عن إسماعيل عن أم الدرداء عن أبي هريرة موقوفًا مرة ومرة مرفوعًا، وروايتهما أصح من وراية الأوزاعي» .
- وذهب الدارقطني في العلل (9/ 51) إلى توهيم رواية أبي المغيرة عن الأوزاعي وصوب رواية ابن جابر.
- قلت: وهذا هو الصواب، فإن الأوزاعي قد اختلف عليه كما ترى: مرة: عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، وثانية: عن أم الدرداء عن أبي هريرة، وثالثة: عن كريمة بنت الحسحاس عن أبي هريرة. وأما ابن جابر وربيعة- وهما ثقتان- فروياه عن إسماعيل عن كريمة عن ابن هريرة، ولم يختلف عليهما في ذلك.
- قال الحافظ في الفتح (13/ 509): ورجح الحفاظ طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وربيعة ابن يزيد، ويحتمل أن يكون عند إسماعيل عن كريمة وأم الدرداء معًا».
- قلت: وهو احتمال مدفوع والصحيح ما قال الدارقطني والبيهقي. وعليه فالإسناد فيه ضعف فإن كريمة بنت الحسحاس لم يرو عنها سوى إسماعيل هذا ولم يوثقها عير ابن حبان (التهذيب 10/ 501)، ففيها جهالة، وقد علق البخاري حديثها هذا في الصحيح بصيغة الجزم (الفتح 13/ 508).
(1)
أخرجه مسلم بلفظه في 48 - كتاب الذكر والدعاء، 1 - باب: الحث على ذكر الله تعالى (2676 - 4/ 2062). والبخاري في التاريخ تعليقًا (8/ 449). وأحمد (2/ 411). والبيهقي في الشعب (1/ 389/ 504). وفي الدعوات (18).
- من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به.
- ورواه على بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «سبق المفردون «قالوا: يا رسول الله وما المفردون؟ =
7 -
وعن عبد الله بن بُسْر رضي الله عنه أن رجلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَام َقْد كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّتُ بِهِ
(1)
. قَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبا مِنْ ذِكْرِ اللهِ»
(2)
.
(1)
=قال: «الذين يهترون في ذكر الله» .
- أخرجه البخاري في التاريخ (8/ 448). والحاكم (1/ 495). وأحمد (2/ 323) وفيه «يهتزون» . والبيهقي في الشعب (1/ 390/ 505).
- قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه «ولم يتعقبه الذهبي.
- قلت: رجاله رجال الشيخين سوى عبد الرحمن بن يعقوب الجهني فإنه من رجال مسلم وإنما أخرج له البخاري في جزء القراءة خلف الإمام، وهو صحيح إن سلم من تدليس يحيى بن أبي كثير فهو وإن كان ممن احتمل الأئمة تدليسهم إلا أنهم لم يذكروا له رواية عن ابن يعقوب، وقد عنعنه. وأما رواية علي بن المبارك عنه فإنها من رواية أبي عامر العقدي وهو بصري وإنما انتقدوا عليه رواية الكوفيين عنه.
- وقد خالف عليًا: عمر بن راشد (ضعيف، حدث عن يحيى بن أبي كثير بأحاديث مناكير التهذيب 6/ 51). فرواه عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبق المفردون «قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: «المستهترون في ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافًا» .
- أخرجه البخاري في التاريخ (8/ 449). والترمذي (3596). والبيهقي في الشعب (1/ 390). وابن عدي في الكامل (5/ 15). وسقط ذكر «أبي سلمة «عند البخاري، ووقع «أبي الدرداء «بدل «أبي هريرة «عند ابن عدي.
- قال البخاري: «والأول أصح) يعني رواية علي بن المبارك عن يحيى. وقال الترمذي: «حسن غريب» .
- قلت: خالف عمر في الإسناد والمتن، فجعل أبا سلمة مكان ابن يعقوب الجهني، وخالف في المتن أيضًا، فهو منكر بهذا الإسناد والمتن. وانظر الصحيحة برقم (1317). والضعيفة برقم (2016).
أتشبث به: أتعلق به وأستمسك. تحفة الأحوذي (9/ 222). والنهاية (2/ 439). والقاموس المحيط (218).
(2)
أخرجه الترمذي بلفظه في 49 - كتاب الدعوات، 4 - باب: ما جاء في فضل الذكر، (3375). وابن ماجة في 33 - كتاب الأدب، 53 - ب فضل الذكر، (3793). وابن حبان (2317 - موارد). والحاكم (1/ 495). وأحمد في المسند (4/ 188 و 190). وفي الزهد (189). والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 371). وفي الدعوات (9). وفي الشعب (1/ 393). وابن المبارك في الزهد (935). =